فصل: تفسير الآية رقم (125):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.تفسير الآية رقم (122):

{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
{ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ} اصطفاه وقربه بالحمل على التوبة والتوفيق لها من أجبى إلى كذا فاجتبيته مثل جليت على العروس فاجتليتها، وأصل معنى الكلمة الجمع. {فَتَابَ عَلَيْهِ} فقبل توبته لما تاب. {وهدى} إلى الثبات على التوبة والتثبت بأسباب العصمة.

.تفسير الآية رقم (123):

{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
{قَالَ اهبطا مِنْهَا جَمِيعاً} الخطاب لآدم وحواء، أو له ولإِبليس ولما كانا أصليَّ الذرية خاطبهما مخاطبتهم فقال: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} لأمر المعاش كما عليه الناس من التجاذب والتحارب، أو لاختلال حال كل من النوعين بواسطة الآخر ويؤيد الأول قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنًى هُدًى} كتاب ورسول. {فَمَنِ اتبع هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ} في الدنيا. {وَلاَ يشقى} في الآخرة.

.تفسير الآية رقم (124):

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} عن الهدى الذاكر لي والداعي إلى عبادتي. {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} ضيقاً مصدر وصف به ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث، وقرئ: {ضنكى} كسكرى، وذلك لأن مجامع همته ومطامح نظره تكون إلى أعراض الدنيا متهالكاً على ازديادها خائفاً على انتقاصها، بخلاف المؤمن الطالب للآخرة مع أنه تعالى قد يضيق بشؤم الكفر ويوسع ببركة الإِيمان كما قال: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة والمسكنة} {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل} {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى ءامَنُواْ واتقوا} الآيات، وقيل هو الضريع والزقوم في النار، وقيل عذاب القبر {وَنَحْشُرُهُ} قرئ بسكون الهاء على لفظ الوقف وبالجزم عطفاً على محل {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} لأنه جواب الشرط. {يَوْمَ القيامة أعمى} أعمى البصر أو القلب ويؤيد الأول.

.تفسير الآية رقم (125):

{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)}
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أعمى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً} وقد أمالهما حمزة والكسائي لأن الألف منقلبة من الياء، وفرق أبو عمرو بأن الأول رأس الآية ومحل الوقف فهو جدير بالتغيير.

.تفسير الآية رقم (126):

{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}
{قَالَ كذلك} أي مثل ذلك فعلت ثم فسره فقال: {أَتَتْكَ ءاياتنا} واضحة نيرة. {فَنَسِيتَهَا} فعميت عنها وتركتها غير منظور إليها. {وكذلك} ومثل تركك إياها. {اليوم تنسى} تترك في العمى والعذاب.

.تفسير الآية رقم (127):

{وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}
{وكذلك نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ} بالانهماك في الشهوات والإِعراض عن الآيات. {وَلَمْ يُؤْمِنْ بئايات رَبِّهِ} بل كذب بها وخالفها. {وَلَعَذَابُ الأخرة} وهو الحشر على العمى، وقيل عذاب النار أي وللنار بعد ذلك. {أَشَدُّ وأبقى} من ضنك العيش أو منه ومن العمى، ولعله إذا دخل النار زال عماه ليرى محله وحاله أو مما فعله من ترك الآيات والكفر بها.

.تفسير الآية رقم (128):

{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}
{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} مسند إلى الله تعالى أو الرسول أو ما دل عليه. {كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ القرون} أي إهلاكنا إياهم أو الجملة بمضمونها، والفعل على الأولين معلق يجري مجرى أعلم ويدل عليه القراءة بالنون. {يَمْشُونَ في مساكنهم} ويشاهدون آثار هلاكهم. {إِنَّ في ذلك لأيات لأُوْلِى النهى} لذوي العقول الناهية عن التغافل والتعامي.

.تفسير الآيات (129- 135):

{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)}
{وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ} وهي العدة بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الآخرة. {لَكَانَ لِزَاماً} لكان مثل ما نزل بعاد وثمود لازماً لهؤلاء الكفرة، وهو مصدر وصف به أو اسم آلة سمي به اللازم لفرط لزومه كقولهم: لزاز خصم. {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} عطف على كلمة أي ولولا العدة بتأخير العذاب وأجل مسمى لأعمارهم، أو لعذابهم وهو يوم القيامة أو يوم بدر لكان العذاب لزاماً والفصل للدلالة على استقلال كل منهما بنفي لزوم العذاب، ويجوز عطفه على المستكن في كان أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين له.
{فاصبر على مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} وصل وأنت حامد لربك على هدايته وتوفيقه، أو نزهه عن الشرك وسائر ما يضيفون إليه من النقائص حامداً له على ما ميزك بالهدى معترفاً بأنه المولى للنعم كلها. {قَبْلَ طُلُوعِ الشمس} يعني الفجر. {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني الظهر والعصر لأنهما في آخر النهار أو العصر وحده. {وَمِنْ ءَانَاءِ اليل} ومن ساعاته جمع أنا بالكسر والقصر، أو أناء بالفتح والمد. {فَسَبِّحْ} يعني المغرب والعشاء وإنما قدم زمان الليل لاختصاصه بمزيد الفضل فإن القلب فيه أجمع والنفس أميل إلى الاستراحة فكانت العبادة فيه أحمز ولذلك قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اليل هي أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً} {وَأَطْرَافَ النهار} تكرير لصلاتي الصبح والمغرب إرادة الاختصاص، ومجيئه بلفظ الجمع لأمن الإِلباس كقوله:
ظَهْرَاهُمَا مِثْل ظُهُورِ التِرْسَيْنِ

أو أمر بصلاة الظهر فإنه نهاية النصف الأول من النهار وبداية النصف الآخر وجمعه باعتبار النصفين أو لأن النهار جنس، أو بالتطوع في أجزاء النهار. {لَعَلَّكَ ترضى} متعلق ب {سَبِّح} أي سبح في هذه الأوقات طمعاً أن تنال عند الله ما به ترضي نفسك. وقرأ الكسائي وأبو بكر بالبناء للمفعول أي يرضيك ربك.
{وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} أي نظر عينيك. {إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ} استحساناً له وتمنياً أن يكون مثله. {أزواجا مِّنْهُمْ} وأصنافاً من الكفرة، ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في به والمفعول منهم أي الذي متعنا به، وهو أصناف بعضهم أو ناساً منهم. {زَهْرَةَ الحياة الدنيا} منصوب بمحذوف دل عليه {مَتَّعْنَا} أو {بِهِ} على تضمينه معنى أعطينا، أو بالبدل من محل {بِهِ} أو من {أزواجا} بتقدير مضاف ودونه، أو بالذم وهي الزينة والبهجة. وقرأ يعقوب بالفتح وهو لغة كالجهرة في الجهرة، أو جمع زاهر وصف لهم بأنهم زاهرو الدنيا لتنعمهم وبهاء زيهم بخلاف ما عليه المؤمنون الزهاد. {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} لنبلوهم ونختبرهم فيه، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه. {وَرِزْقُ رَبِّكَ} وما ادخر لك في الآخرة، أو ما رزقك من الهدى والنبوة.
{خَيْرٌ} مما منحهم في الدنيا. {وأبقى} فإنه لا ينقطع.
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة} أمره بأن يأمر أهل بيته أو التابعين له من أمته بالصلاة بعد ما أمر بها ليتعاونوا على الاستعانة بها على خصاصتهم ولا يهتموا بأمر المعيشة ولا يلتفتوا لفت أرباب الثروة. {واصطبر عَلَيْهَا} وداوم عليها. {لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً} أي أن ترزق نفسك ولا أهلك. {نَّحْنُ نَرْزُقُكَ} وإياهم ففرغ بالك لأمر الآخرة. {والعاقبة} المحمودة. {للتقوى} لذوي التقوى. روي: «أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أصاب أهله ضرٌ أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية» {وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِئَايَةٍ مِّن رَّبِّهِ} بآية تدل على صدقه في إهداء النبوة، أو بآية مقترحة إنكاراً لما جاء به من الآيات، أو للاعتداد به تعنتاً وعناداً فألزمهم بإتيانه بالقرآن الذي هو أم المعجزات وأعظمها وأبقاها، لأن حقيقة المعجزة اختصاص مدعي النبوة بنوع من العلم أو العمل على وجه خارق للعادة، ولا شك أن العلم أصل العمل وأعلى منه قدراً وأبقى أثراً فكذا ما كان من هذا القبيل، ونبههم أيضاً على وجه أبين من الوجوه المختصة بهذا الباب فقال: {أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا في الصحف الأولى} من التوراة والإِنجيل وسائر الكتب السماوية، فإن اشتمالها على زبدة ما فيها من العقائد والأحكام الكلية مع أن الآتي بها أُميّ لم يرها ولم يتعلم ممن علمها إعجاز بين، وفيه إشعار بأنه كما يدل على نبوته برهان لما تقدمه من الكتب من حيث إنه معجز وتلك ليست كذلك، بل هي مفتقرة إلى ما يشهد على صحتها. وقرئ: {الصحف} بالتخفيف وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم {أَوَ لَمْ تَأْتِهِم} بالتاء والباقون بالياء.
{وَلَوْ أَنَّا أهلكناهم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ} من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أو البينة والتذكير لأنها في معنى البرهان، أو المراد بها القرآن. {لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءاياتك مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ} بالقتل والسبي في الدنيا. {ونخزى} بدخول النار يوم القيامة، وقد قرئ بالبناء للمفعول فيهما.
{قُلْ كُلٌّ} أي كل واحد منا ومنكم. {مُّتَرَبِّصٌ} منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم. {فَتَرَبَّصُواْ} وقرئ: {فتمتعوا}. {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أصحاب الصراط السوي} المستقيم، وقرئ: {السواء} أي الوسط الجيد و{السوآى} و{السوء} أي الشر، و{السوي} هو تصغيره. {وَمَنِ اهتدى} من الضلالة و{من} في الموضعين للاستفهام ومحلها الرفع بالابتداء، ويجوز أن تكون الثانية موصولة بخلاف الأولى لعدم العائد فتكون معطوفة على محل الجملة الاستفهامية المعلق عنها الفعل على أن العلم بمعنى المعرفة أو على أصحاب أو على الصراط على أن المراد به النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين».

.سورة الأنبياء:

.تفسير الآية رقم (1):

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}
{اقترب لِلنَّاسِ حسابهم} بالإِضافة إلى ما مضى أو ما عند الله لقوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً} وقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَن يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ} أو لأن كل ما هو آت قريب وإنما البعيد ما انقرض ومضى، واللام صلة ل {اقترب} أو تأكيد للإِضافة وأصله اقترب حساب الناس ثم اقترب للناس الحساب ثم اقترب للناس حسابهم، وخص الناس بالكفار لتقييدهم بقوله: {وَهُمْ في غَفْلَةٍ} أي في غفلة عن الحساب. {مُّعْرِضُونَ} عن التفكر فيه وهما خبران للضمير، ويجوز أن يكون الظرف حالاً من المستكن في {مُّعْرِضُونَ}.

.تفسير الآية رقم (2):

{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}
{مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ} ينبههم من سنة الغفلة والجهالة. {مِّن رَّبِّهِم} صفة ل {ذِكْرٍ} أو صلة ل {يَأْتِيهِم}. {مُّحْدَثٍ} تنزيله ليكرر على أسماعهم التنبيه كي يتعظوا، وقرئ بالرفع حملاً على المحل. {إِلاَّ استمعوه وَهُمْ يَلْعَبُونَ} يستهزئون به ويستسخرون منه لتناهي غفلتهم وفرط إعراضهم عن النظر في الأمور والتفكر في العواقب {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} حال من الواو وكذلك:

.تفسير الآية رقم (3):

{لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}
{لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ} أي استمعوه جامعين بين الاستهزاء والتلهي والذهول عن التفكر فيه، ويجوز أن يكون من واو {يَلْعَبُونَ} وقرئت بالرفع على أنها خبر آخر للضمير. {وَأَسَرُّواْ النجوى} بالغوا في إخفائها أو جعلوها بحيث خفي تناجيهم بها. {الذين ظَلَمُواْ} بدل من واو {وَأَسَرُّواْ} للإِيماء بأنهم ظالمون فيما أسروا به، أو فاعل له والواو لعلامة الجمع أو مبتدأ والجملة المتقدمة خبره وأصله وهؤلاء أسروا النجوى فوضع الموصول موضعه تسجيلاً على فعلهم بأنه ظلم أو منصوب على الذم. {هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السحر وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} بأمره في موضع النصب بدلاً من {النجوى}، أو مفعولاً لقول مقدر كأنهم استدلوا بكونه بشراً على كذبه في ادعاء الرسالة لاعتقادهم أن الرسول لا يكون إلا ملكاً، واستلزموا منه أن ما جاء به من الخوارق كالقرآن سحر فأنكروا حضوره، وإنما أسروا به تشاوراً في استنباط ما يهدم أمره ويظهر فساده للناس عامة.