فصل: تفسير الآية رقم (42):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.تفسير الآية رقم (39):

{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)}
{قَالَ رَبِّ انصرني} عليهم وانتقم لي منهم. {بِمَا كَذَّبُونِ} بسبب تكذيبهم إياي.

.تفسير الآية رقم (40):

{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)}
{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ} عن زمان قليل و{ما} صلة لتوكيد معنى القلة، أو نكرة موصوفة. {لَّيُصْبِحُنَّ نادمين} على التكذيب إذا عاينوا العذاب.

.تفسير الآية رقم (41):

{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}
{فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة} جبريل صاح عليهم صيحة هائلة تصدعت منها قلوبهم فماتوا، واستدل به على أن القوم قوم صالح. {بالحق} بالوجه الثابت الذي لا دافع له، أو بالعدل من الله كقولك فلان يقضي بالحق. أو بالوعد الصدق. {فجعلناهم غُثَاءً} شبههم في دمارهم بغثاء السيل وهو حميله كقول العرب: سال به الوادي، لمن هلك. {فَبُعْداً لّلْقَوْمِ الظالمين} يحتمل الإِخبار والدعاء، وبعداً مصدر بعد إذا هلك، وهو من المصادر التي تنصب بأفعال لا يستعمل إظهارها، واللام لبيان من دعي عليه بالبعد، ووضع الظاهر موضع ضميرهم للتعليل.

.تفسير الآية رقم (42):

{ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
{ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ءَاخَرِينَ} هي قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم.

.تفسير الآية رقم (43):

{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
{مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} الوقت الذي حد لهلاكها و{مِنْ} مزيدة للاستغراق. {وَمَا يَسْتَئْخِرُونَ} الأجل.

.تفسير الآية رقم (44):

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} متواترين واحداً بعد واحد من الوتر وهو الفرد، والياء بدل من الواو كتولج وتيقور والألف للتأنيث لأن الرسل جماعة، وقرأ أبو عمرو وابن كثير بالتنوين على أنه مصدر بمعنى المواترة وقع حالاً، وأماله حمزة وابن عامر والكسائي. {كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ} إضافة الرسول مع الإِرسال إلى المرسل ومع المجيء إلى المرسل إليهم لأن الإِرسال الذي هو مبدأ الأمر منه والمجيء الذي هو منتهاه إليهم. {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً} في الإِهلاك. {وجعلناهم أَحَادِيثَ} لم نبق منهم إلا حكايات يسمر بها، وهو اسم جمع للحديث أو جمع أحدوثة وهي ما يتحدث به تلهياً. {فَبُعْداً لّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ}.

.تفسير الآيات (45- 55):

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)}
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا موسى وَأَخَاهُ هارون بئاياتنا} بالآيات التسع. {وسلطان مُّبِينٍ} وحجة واضحة ملزمة للخصم، ويجوز أن يراد به العصا وأفرادها لأنها أول المعجزات وأمها، تعلقت بها معجزات شتى: كانقلابها حية وتلقفها ما أفكته السحرة، وانفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها، وحراستها ومصيرها شمعة وشجرة خضراء مثمرة ورشاء ودلواً، وأن يراد به المعجزات وبالآيات الحجج وأن يراد بهما المعجزات فإنها آيات للنبوة وحجة بينة على ما يدعيه النبي صلى الله عليه وسلم.
{إلى فِرْعَوْنَ وَمَلاَءِيْهِ فاستكبروا} على الإِيمان والمتابعة. {وَكَانُواْ قَوْماً عالين} متكبرين.
{فَقَالُواْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} ثنى البشر لأنه يطلق للواحد كقوله: {بَشَراً سَوِيّاً} كما يطلق للجمع كقوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً} ولم يثن المثل لأنه في حكم المصدر، وهذه القصص كما نرى تشهد بأن قصارى شبه المنكرين للنبوة قياس حال الأنبياء على أحوالهم لما بينهم من المماثلة في الحقيقة وفساده يظهر للمستبصر بأدنى تأمل، فإن النفوس البشرية وإن تشاركت في أصل القوى والإِدراك لكنها متباينة الأقدام فيهما، وكما ترى في جانب النقصان أغبياء لا يعود عليهم الفكر برادة، يمكن أن يكون في طرف الزيادة أغنياء عن التفكر والتعلم في أكثر الأشياء وأغلب الأحوال، فيدركون ما لا يدرك غيرهم ويعلمون ما لا ينتهي إليه علمهم، وإليه أشار بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ أَنَّمَا إلهكم إله وَاحِدٌ} {وَقَوْمُهُمَا} يعني بني إسرائيل. {لَنَا عابدون} خادمون منقادون كالعباد.
{فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ المهلكين} بالغرق في بحر قلزم.
{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى الكتاب} التوراة. {لَعَلَّهُمْ} لعل بني إسرائيل، ولا يجوز عود الضمير إلى {فِرْعَوْنُ} وقومه لأن التوراة نزلت بعد إغراقهم. {يَهْتَدُونَ} إلى المعارف والأحكام.
{وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} بولادتها إياه من غير مسيس فالآية أمر واحد مضاف إليهما، أو {جَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ} آية بأن تكلم في المهد وظهرت منه معجزات أخر {وَأُمَّهُ} آية بأن ولدت من غير مسيس فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها. {وءاويناهمآ إِلَى رَبْوَةٍ} أرض بيت المقدس فإنها مرتفعة أو دمشق أو رملة فلسطين أو مصر فإن قراها على الربى، وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح الراء وقرئ: {رُبَاوةَ} بالضم والكسر. {ذَاتِ قَرَارٍ} مستقر من الأرض منبسطة. وقيل ذات ثمار وزروع فإن ساكنيها يستقرون فيها لأجلها. {وَمَعِينٍ} وماء معين ظاهر جار فعيل من معن الماء إذا جرى وأصله الابعاد في الشيء، أو من الماعون وهو المنفعة لأنه نفاع، أو مفعول من عانه إذا أدركه بعينه لأنه لظهوره مدرك بالعيون وصف ماءها بذلك لأنه الجامع لأسباب التنزه وطيب المكان.
{يأَيُّهَا الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات} نداء وخطاب لجميع الأنبياء لا على أنهم خوطبوا بذلك دفعة لأنهم أرسلوا في أزمنة مختلفة بل على معنى أن كلاً منهم خوطب به في زمانه، فيدخل تحته عيسى دخولاً أولياً ويكون ابتداء كلام تنبيهاً على أن تهيئة أسباب التنعم لم تكن له خاصة، وأن إباحة الطيبات للأنبياء شرع قديم واحتجاجاً على الرهبانية في رفض الطيبات، أو حكاية لما ذكر لعيسى وأمه عند إيوائهما إلى الربوة ليقتديا بالرسل في تناول ما رزقا.
وقيل النداء له ولفظ الجمع للتعظيم والطيبات ما يستلذ به من المباحات. وقيل الحلال الصافي القوام فالحلال ما لا يعصى الله فيه والصافي ما لا ينسى الله فيه والقوام ما يمسك النفس ويحفظ العقل. {واعملوا صالحا} فإنه المقصود منكم والنافع عند ربكم. {إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فأجازيكم عليه.
{وَإِنَّ هذه} أي ولأن {هذه} والمعلل به {فاتقون}، أو واعلموا أن هذه، وقيل إنه معطوف على {مَا تَعْمَلُونَ} وقرأ ابن عامر بالتخفيف والكوفيون بالكسر على الاستئناف. {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} ملتكم ملة واحدة أي متحدة في الاعتقاد وأصول الشرائع، أو جماعتكم جماعة واحدة متفقة على الإِيمان والتوحيد في العبادة ونصب {أُمَّةً} على الحال. {وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فاتقون} في شق العصا ومخالفة الكلمة.
{فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} فتقطعوا أمر دينهم جعلوه أدياناً مختلفة، أو فتفرقوا وتحزبوا وأمرهم منصوب بنزع الخافض أو التمييز، والضمير لما دل عليه الأمة من أربابها أولها. {زُبُراً} قطعاً جمع زبور الذي بمعنى الفرقة ويؤيده القراءة بفتح الباء فإنه جمع زبرة وهو حال من أمرهم أو من الواو، أو مفعول ثان ل {فَتَقَطَّعُواْ} فإنه متضمن معنى جعل. وقيل كتباً من زبرت الكتاب فيكون مفعولاً ثانياً، أو حالاً من أمرهم على تقدير مثل كتب، وقرئ بتخفيف الباء كرسل في {رُسُلُ}. {كُلُّ حِزْبٍ} من المتحزبين. {بِمَا لَدَيْهِمْ} من الدين. {فَرِحُونَ} معجبون معتقدون أنهم على الحق.
{فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ} في جهالتهم شبهها بالماء الذي يغمر القامة لأنهم مغمورون فيها أو لاعبون بها، وقرئ في {غمراتهم}. {حتى حِينٍ} إلى أن يقتلوا أو يموتوا.
{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ} أن ما نعطيهم ونجعله لهم مدداً، {مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} بيان لما وليس خبراً له، فإنه غير معاتب عليه وإنما المعاتب عليه اعتقادهم أن ذلك خير لهم خبره.

.تفسير الآية رقم (56):

{نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)}
{نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات} والراجع محذوف والمعنى: أيحسبون أن الذي نمدهم به نسارع به لهم فيما فيه خيرهم وإكرامهم {بَل لاَّ يَشْعُرُونَ} بل هم كالبهائم لا فطنة لهم ولا شعور ليتأملوا فيه فيعلموا أن ذلك الإِمداد استدراجٍ لا مسارعة في الخير، وقرئ: {يمدهم} على الغيبة وكذلك {يسارع} و{يسرع} ويحتمل أن يكون فيهما ضمير الممد به و{يسارع} مبنياً للمفعول.

.تفسير الآية رقم (57):

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)}
{إِنَّ الذين هُم مّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ} من خوف عذابه. {مُشْفِقُونَ} حذرون.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)}
{والذين هُم بئايات رَبَّهِمْ} المنصوبة والمنزلة. {يُؤْمِنُونَ} بتصديق مدلولها.

.تفسير الآية رقم (59):

{وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)}
{والذين هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ} شركاً جلياً ولا خفياً.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)}
{والذين يُؤْتُونَ مَا ءَاتَواْ} يعطون ما أعطوه من الصدقات، وقرئ: {يأتون ما أتوا} أي يفعلون ما فعلوا من الطاعات. {وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} خائفة أن لا يقبل منهم وأن لا يقع على الوجه اللائق فيؤاخذ به. {أَنَّهُمْ إلى رَبّهِمْ راجعون} لأن مرجعهم إليه، أو من أن مرجعهم إليه وهو يعلم ما يخفي عليهم.

.تفسير الآية رقم (61):

{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)}
{أولئك يسارعون فِي الخيرات} يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرونها، أو يسارعون في نيل الخيرات الدنيوية الموعودة على صالح الأعمال بالمبادرة إليها كقوله تعالى: {فآتاهم الله ثَوَابَ الدنيا} فيكون إثباتاً لهم ما نفي عن أضدادهم. {وَهُمْ لَهَا سابقون} لأجلها فاعلون السبق أو سابقون الناس إلى الطاعة أو الثواب أو الجنة، أو سابقونها أي ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا كقوله تعالى: {هُمْ لَهَا عاملون}

.تفسير الآية رقم (62):

{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}
{وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} قدر طاقتها يريد به التحريض على ما وصف به الصالحين وتسهيله على النفوس. {وَلَدَيْنَا كِتَابٌ} يريد به اللوح أو صحيفة الأعمال. {يَنطِقُ بالحق} بالصدق لا يوجد فيه ما يخالف الواقع. {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بزيادة عقاب أو نقصان ثواب.

.تفسير الآية رقم (63):

{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)}
{بَلْ قُلُوبُهُمْ} قلوب الكفرة. {فِي غَمْرَةٍ} في غفلة غامرة لها. {مّنْ هذا} من الذي وصف به هؤلاء أو من كتاب الحفظة. {وَلَهُمْ أعمال مّن دُونِ ذلك} متجاوزة لما وصفوا به أو متخطية عما هم عليه من الشرك. {هُمْ لَهَا عاملون} معتادون فعلها.

.تفسير الآية رقم (64):

{حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64)}
{حتى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ} متنعميهم. {بالعذاب} يعني القتل يوم بدر أو الجوع حين دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فقحطوا حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحرقة. {إِذَا هُمْ يَجْئَرُونَ} فالجآر الصراخ بالاستغاثة، وهو جواب الشرط والجملة مبتدأ بعد حتى ويجوز أن يكون الجواب:

.تفسير الآية رقم (65):

{لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65)}
{لاَ تَجْئَرُواْ اليوم} فإنه مقدر بالقول أي قيل لهم لا {لاَ تَجْئَرُواْ}. {إِنَّكُمْ مّنَّا لاَ تُنصَرُونَ} تعليل للنهي أي لا تجأروا فإنه لا ينفعكم إذ لا تمنعون منا، أو لا يلحقكم نصر ومعونة من جهتنا.