فصل: بَاب التَّيَمُّم فِي الْحَضَر إِذا لم يجد المَاء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب اغتسال النُّفَسَاء فِي الْحَج:

النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن قدامَة، حَدثنَا جرير، عَن يحيى بن سعيد، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن جَابر بن عبد الله فِي حَدِيث أَسمَاء بنت عُمَيْس حِين نفست بِذِي الحليفة «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأبي بكر: مرها أَن تَغْتَسِل وتهل».

.أَبْوَاب التَّيَمُّم:

.بَاب قَول الله تَعَالَى: {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا}:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن ربعي، عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فضلنَا على النَّاس بِثَلَاث: جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة، وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا، وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء» وَذكر خصْلَة أُخْرَى.
زَاد ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده بِهَذَا الْإِسْنَاد: «وَأُوتِيت هَؤُلَاءِ الْآيَات من بَيت كنز تَحت الْعَرْش من آخر سُورَة الْبَقَرَة، لم يُعْط أحد مِنْهُ كَانَ قبلي، وَلَا يعْطى أحد مِنْهُ كَانَ بعدِي».
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ، ثَنَا عبد الله، أَنا عَوْف، عَن أبي رَجَاء، ثَنَا عمرَان بن حُصَيْن الْخُزَاعِيّ «أن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلا مُعْتَزِلا لم يصل فِي الْقَوْم وَقَالَ: يَا فلَان مَا مَنعك أَن تصلي فِي الْقَوْم؟ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أصابتني جَنَابَة وَلَا مَاء. قَالَ: عَلَيْك بالصعيد فَإِنَّهُ يَكْفِيك».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن عبد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ- أَو بِذَات الْجَيْش- انْقَطع عقد لي، فَأَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على التماسه، وَأقَام النَّاس مَعَه، وَلَيْسوا على مَاء، وَلَيْسَ مَعَهم مَاء، فَأتى النَّاس إِلَى أبي بكر فَقَالُوا: أَلا ترى إِلَى مَا صنعت عَائِشَة أَقَامَت برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبالناس مَعَه وَلَيْسوا على مَاء وَلَيْسَ مَعَهم مَاء! فجَاء أَبُو بكر وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضع رَأسه على فَخذي قد نَام. فَقَالَ: حبست رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاس، وَلَيْسوا على مَاء وَلَيْسَ مَعَهم مَاء. فعاتبني أَبُو بكر وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول، وَجعل يطعن بِيَدِهِ فِي خاصرتي، فَلَا يَمْنعنِي من التحرك إِلَّا مَكَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على فَخذي، فَنَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أصبح على غير مَاء، فَأنْزل الله عز وَجل آيَة التَّيَمُّم فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ: أسيد بن حضير- وَهُوَ أحد النُّقَبَاء-: مَا هِيَ بِأول بركتكم يَا آل أبي بكر. قَالَت عَائِشَة: فَبَعَثنَا الْبَعِير الَّذِي كنت عَلَيْهِ فَوَجَدنَا العقد تَحْتَهُ».

.بَاب التَّيَمُّم فِي الْحَضَر إِذا لم يجد المَاء:

قَالَ مُسلم: روى اللَّيْث بن سعد، عَن جَعْفَر بن ربيعَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، عَن عُمَيْر مولى ابْن عَبَّاس أَنه سَمعه يَقُول: «أَقبلت أَنا وَعبد الرَّحْمَن بن يسَار مولى مَيْمُونَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلنَا على أبي الجهم بْن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ أَبُو الجهم: أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نَحْو بِئْر جمل فَلَقِيَهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد رَسُول الله عَلَيْهِ حَتَّى أقبل على الْجِدَار فَمسح وَجهه وَيَديه، ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام».
البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن بكير، ثَنَا اللَّيْث بِهَذَا الْإِسْنَاد: «أَقبلت أَنا وَعبد الله بن يسَار مولى مَيْمُونَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلنَا على أبي جهيم بن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْم: أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نَحْو بِئْر جمل...» فَذكر مثله.

.بَاب إِذا خَافَ على نَفسه الْمَرَض أَو الْمَوْت أَو الْعَطش هَل يتَيَمَّم:

الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير، عَن عَطاء بن السَّائِب، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس رَفعه: «فِي قَوْله: {إِن كُنْتُم مرضى أَو على سفر} قَالَ: إِذا كَانَ بِالرجلِ الْجراح فِي سَبِيل الله أَو القروح أَو الجدري فخاف أَن يَمُوت إِن اغْتسل تيَمّم».
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس بِهَذَا الْإِسْنَاد.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا ابْن الْمثنى، ثَنَا وهب بن جرير، ثَنَا أبي، سَمِعت يحيى بْن أَيُّوب يحدث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن عمرَان بن أبي أنس، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير- مصري- عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: «احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل فَأَشْفَقت إِن اغْتَسَلت أَن أهلك، فَتَيَمَّمت ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي الصُّبْح، فَذكرُوا ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا عَمْرو، صليت بِأَصْحَابِك وَأَنت جنب! فَأَخْبَرته بِالَّذِي مَنَعَنِي من الِاغْتِسَال. وَقلت: إِنِّي سَمِعت الله عز وَجل يَقُول: {وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما} فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يقل شَيْئا».
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي، ثَنَا ابْن وهب، عَن ابْن لَهِيعَة وَعَمْرو بن الْحَارِث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن عمرَان بن أبي أنس، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير، عَن أبي قيس مولى عَمْرو بن الْعَاصِ «أن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ على سَرِيَّة...» وَذكر الحَدِيث نَحوه قَالَ: «فَغسل مغابنه، وَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ صلى بهم...» فَذكر نَحوه لم يذكر «التَّيَمُّم».
هَذَا الْإِسْنَاد أَعلَى من الأول، عَمْرو بن الْحَارِث لَا يُقَاس بِهِ يحيى بن أَيُّوب، وَعبد الرَّحْمَن بن جُبَير الْمصْرِيّ أدْرك عَمْرو بن الْعَاصِ، وَعمْرَان بن أبي أنس مدنِي ثِقَة مَشْهُور.

.بَاب صفة التَّيَمُّم وَمن قَالَ يتَيَمَّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير، جَمِيعًا عَن أبي مُعَاوِيَة- قَالَ أَبُو بكر: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة- عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: «كنت جَالِسا مَعَ عبد الله وَأبي مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَرَأَيْت لَو أَن رجلا أجنب فَلم يجد مَاء شهرا كَيفَ يصنع بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عبد الله: لَا يتَيَمَّم، وَإِن لم يجد المَاء شهرا. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَكيف بِهَذِهِ الْآيَة فِي سُورَة الْمَائِدَة: {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا}؟ فَقَالَ عبد الله: لَو رخص لَهُم فِي هَذِه الْآيَة لَأَوْشَكَ إِذا برد عَلَيْهِم المَاء أَن يتيمموا بالصعيد. فَقَالَ أَبُو مُوسَى لعبد الله: ألم تسمعوا إِلَى قَول عمار: بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء، فتمرغت فِي الصَّعِيد كَمَا تمرغ الدَّابَّة، ثمَّ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول بيديك هَكَذَا. ثمَّ ضرب بيدَيْهِ الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة، ثمَّ مسح الشمَال على الْيَمين وَظَاهر كفيه وَوَجهه؟ فَقَالَ عبد الله: أَو لم تَرَ عمر لم يقنع بقول عمار؟».
وَحدثنَا أَبُو كَامِل الجحدري، ثَنَا عبد الْوَاحِد حَدثنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: «قَالَ أَبُو مُوسَى لعبد الله...» وسَاق الحَدِيث بِقِصَّتِهِ نَحْو حَدِيث أبي مُعَاوِيَة غير أَنه قَالَ: «فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. وَضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض فنفض يَدَيْهِ، فَمسح وَجهه وكفيه».
مُسلم: حَدثنِي عبد الله بن هَاشم الْعَبْدي، ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان، عَن شُعْبَة، حَدثنِي الحكم، عَن ذَر، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه «أن رجلا أَتَى عمر فَقَالَ: إِنِّي أجنبت فَلم أجد مَاء. فَقَالَ: لَا تصل. فَقَالَ عمار: أما تذكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذْ أَنا وَأَنت فِي سَرِيَّة فأجنبنا فَلم نجد مَاء، فَأَما أَنْت فَلم تصل، وَأما أَنا فتمعكت فِي التُّرَاب فَصليت. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تضرب بيديك الأَرْض ثمَّ تنفخ ثمَّ تمسح بهما وَجهك وكفيك؟ فَقَالَ عمر: اتَّقِ الله يَا عمار. قَالَ: إِن شِئْت لم أحدث بِهِ».
قَالَ الحكم: وحدثنيه ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه. مثل حَدِيث ذَر. قَالَ: وحَدثني سَلمَة عَن ذَر فِي هَذَا الْإِسْنَاد الَّذِي ذكر الحكم «فَقَالَ عمر: نوليك مَا توليت».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: «كنت جَالِسا مَعَ عبد الله وَأبي مُوسَى. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَو لم تسمع قَول عمار لعمر: بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء فتمرغت بالصعيد، ثمَّ أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. ثمَّ ضرب بيدَيْهِ على الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة، فَمسح كفيه، ثمَّ نفضها، ثمَّ ضرب بِشمَالِهِ على يَمِينه وَيَمِينه على شِمَاله على كفيه وَوَجهه؟ قَالَ عبد الله: أَو لم تَرَ عمر لم يقنع بقول عمار».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو حَفْص عَمْرو بن عَليّ الفلاس، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، حَدثنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن عزْرَة، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه، عَن عمار بن يَاسر «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره بِالتَّيَمُّمِ للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن ذَر، عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه قَالَ: «قَالَ عمار لعمر: تمعكت فَأتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَكْفِيك الْوَجْه والكفان».

.بَاب مِنْهُ وَهل ينْفخ فيهمَا:

البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا شُعْبَة، ثَنَا الحكم، عَن ذَر، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه قَالَ: «جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب. فَقَالَ: إِنِّي أجنبت فَلم أصب المَاء. فَقَالَ عمار بن يَاسر لعمر بن الْخطاب: أما تذكر أَنا كُنَّا فِي سفر أَنا وَأَنت، فَأَما أَنْت فَلم تصل، وَأما أَنا فتمعكت فَصليت فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك هَكَذَا. فَضرب بكفيه الأَرْض وَنفخ فيهمَا، ثمَّ مسح بهما وَجهه وكفيه».
ثَنَا حجاج، ثَنَا شُعْبَة، بِهَذَا الحَدِيث: «وَضرب شُعْبَة بيدَيْهِ الأَرْض ثمَّ أدناهما من فِيهِ، ثمَّ مسح بهما وَجهه وكفيه».
ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا شُعْبَة بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ: «تفل فِيهَا».

.بَاب من قَالَ يتَيَمَّم إِلَى أَنْصَاف الذراعين:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الْعَبْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن أبي مَالك، عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قَالَ: «كنت عِنْد عمر فَجَاءَهُ رجل. فَقَالَ: إِنَّا نَكُون بِالْمَكَانِ الشَّهْر أَو الشَّهْرَيْنِ. فَقَالَ عمر: أما أَنا فَلم أكن أُصَلِّي حَتَّى أجد المَاء. قَالَ: فَقَالَ عمار: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أما تذكر إِذْ كنت وَأَنت فِي الْإِبِل فأصابتنا جَنَابَة، فَأَما أَنا فتمعكت، فأتينا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. وَضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض، ثمَّ نفخ فيهمَا، ثمَّ مسح بهما وَجهه وَيَديه إِلَى نصف الذِّرَاع، فَقَالَ عمر: يَا عمار، اتَّقِ الله. فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن شِئْت وَالله لم أذكرهُ أبدا. فَقَالَ عمر: كلا وَالله لنولينك من ذَلِك مَا توليت».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا حَفْص، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سَلمَة بْن كهيل، عَن ابْن أَبْزَى، عَن عمار بن يَاسر فِي هَذَا الحَدِيث «فَقَالَ: يَا عمار، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك هَكَذَا، ثمَّ ضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض، ثمَّ ضرب إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى، ثمَّ مسح وَجهه والذراعين إِلَى نصف الساعد وَلم يبلغ الْمرْفقين ضَرْبَة وَاحِدَة».
قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ وَكِيع، عَن الْأَعْمَش، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه.
أَبُو مَالك اسْمه غَزوَان وَهُوَ كُوفِي ثِقَة. قَالَه يحيى بن معِين، ذكره عَنهُ ابْن أبي حَاتِم.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، حَدثنَا حجاج، حَدثنِي شُعْبَة يَعْنِي عَن سَلمَة، عَن ذَر، عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه، عَن عمار فِي هَذِه الْقِصَّة قَالَ: «ثمَّ نفخ فِيهَا وَمسح بهَا وَجهه وكفيه إِلَى الْمرْفقين أَو الذراعين».
قَالَ شُعْبَة: كَانَ سَلمَة يَقُول: «الْكَفَّيْنِ وَالْوَجْه والذراعين» فَقَالَ لَهُ مَنْصُور ذَات يَوْم: انْظُر مَا تَقول؛ فَإِنَّهُ لَا يذكر الذراعين غَيْرك.
وروى أَبُو دَاوُد قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا عبد الله بن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة، حَدثهُ عَن عمار بن يَاسر «أنه كَانَ يحدث أَنهم تَمسحُوا وهم مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصعيد لصَلَاة الْفجْر، فَضربُوا بأكفهم الصَّعِيد، ثمَّ مسحوا بِوُجُوهِهِمْ مسحة وَاحِدَة، ثمَّ عَادوا فَضربُوا بأكفهم الصَّعِيد مرّة أُخْرَى فمسحوا بِأَيْدِيهِم كلهَا إِلَى المناكب والآباط من بطُون أَيْديهم».
قَالَ أَبُو عِيسَى: قَالَ إِسْحَاق: حَدِيث عمار بن يَاسر فِي التَّيَمُّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ هُوَ حَدِيث صَحِيح وَحَدِيث عمار: «تيممنا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المناكب والآباط» لَيْسَ مُخَالف لحَدِيث الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ؛ لِأَن عمارا لم يذكر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمرهم بذلك، وَإِنَّمَا قَالَ: فعلنَا كَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره بِالْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، وَالدَّلِيل على ذَلِك مَا أفتى بِهِ عمار بعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّيَمُّم أَنه قَالَ: الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ. فَفِي هَذَا دلَالَة أَنه انْتهى إِلَى مَا علمه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.