فصل: بَاب النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها لبلول أَو غَائِط:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب النَّهْي عَن التخلي فِي الطّرق والظلال:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر- قَالَ ابْن أَيُّوب: حَدثنَا إِسْمَاعِيل- اخبرني الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتَّقوا اللعانين قَالُوا: وَمَا اللعانان يَا رَسُول الله؟ قَالَ: الَّذِي يتخلى فِي طَرِيق النَّاس أَو فِي ظلهم».
وَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي حَدِيث ذكره: «اتَّقوا الْملَاعن الثَّلَاثَة» وَزَاد: «البرَاز فِي الْمَوَارِد» وَهُوَ حَدِيث مُرْسل.

.بَاب النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها لبلول أَو غَائِط:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَابْن نمير قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة.
وَحدثنَا يحيى بن يحيى- وَاللَّفْظ لَهُ- قَالَ: قلت لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة: سَمِعت الزُّهْرِيّ يذكر، عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، عَن أبي أَيُّوب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا أتيتم الْغَائِط فَلَا تستقبلوا الْقبْلَة وَلَا تستدبروها ببول وَلَا بغائط، وَلَكِن شرقوا أَو غربوا. قَالَ أَبُو أَيُّوب: فقدمنا الشَّام، فَوَجَدنَا مراحيض قد بنيت قبل الْقبْلَة فننحرف عَنْهَا ونستغفر الله؟ قَالَ: نعم».
أَبُو أَيُّوب اسْمه خَالِد بن زيد بن كُلَيْب.
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن بن خرَاش، ثَنَا عمر بن عبد الْوَهَّاب، ثَنَا يزِيد- يَعْنِي: ابْن زُرَيْع- ثَنَا روح، عَن سُهَيْل، عَن الْقَعْقَاع، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا جلس أحدكُم على حَاجته فَلَا يسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا يستدبرها».

.بَاب من رأى الرُّخْصَة فِي ذَلِك فِي الْبيُوت:

مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن يحيى، عَن عَمه وَاسع بن حبَان قَالَ: «كنت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد، وَعبد الله بن عمر مُسْند ظَهره إِلَى الْقبْلَة، فَلَمَّا قضيت صَلَاتي انحرفت إِلَيْهِ من شقي، فَقَالَ عبد الله: يَقُول نَاس: إِذا قعدت للْحَاجة تكون لَك فَلَا تقعد مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا بَيت الْمُقَدّس. قَالَ عبد الله: وَلَقَد رقيت على ظهر بَيت، فَرَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدا على لبنتين مُسْتَقْبلا بَيت الْمُقَدّس لِحَاجَتِهِ».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر الْعَبْدي، ثَنَا عبيد الله بن عمر، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان، عَن عَمه وَاسع بن حبَان، عَن ابْن عمر قَالَ: «رقيت على بَيت أُخْتِي حَفْصَة، فَرَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدا لِحَاجَتِهِ مُسْتَقْبل الشَّام مستدبر الْقبْلَة».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا حَفْص بن غياث، عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان، عَن عَمه وَاسع بن حبَان، عَن ابْن عمر قَالَ: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسا يقْضِي حَاجته مُتَوَجها نَحْو الْقبْلَة».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى قَالَا: ثَنَا وهب بن جرير، ثَنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن أبان بن صَالح، عَن مُجَاهِد، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: «نهى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نستقبل الْقبْلَة ببول، فرأيته قبل أَن يقبض بعام يستقبلها».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، وَفِي الْبَاب عَن أبي قَتَادَة وَعَائِشَة وعمار.
وَقَالَ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت مُحَمَّدًا عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا حَدِيث صَحِيح رَوَاهُ غير وَاحِد عَن ابْن إِسْحَاق.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّار، ثَنَا مُحَمَّد بن شوكر، ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم.
وَحدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا أَبُو الْأَزْهَر، حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد، ثَنَا أبي، عَن ابْن إِسْحَاق بِهَذَا الْإِسْنَاد الْمُتَقَدّم، قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى أَن نستدبر الْقبْلَة أَو نستقبلها بفروجنا إِذا أهرقنا المَاء، ثمَّ قد رَأَيْته قبل مَوته بعام يَبُول مُسْتَقْبل الْقبْلَة». وَقَالَ ابْن شوكر: «أَن يسْتَقْبل الْقبْلَة أَو يستدبرها».
أبان بن صَالح هَذَا هُوَ الْقرشِي الْمَكِّيّ، روى عَن مُجَاهِد وَعَطَاء، روى عَنهُ ابْن جريح وَابْن عجلَان وَغَيرهمَا. قَالَ ابْن معِين: أبان بن صَالح ثِقَة. وَهُوَ أبان بن صَالح بن عُمَيْر.
وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن يسَار روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة، قَالَ ابْن شهَاب: لَا يزَال بِالْمَدِينَةِ علم يما بَقِي هَذَا. يَعْنِي: ابْن إِسْحَاق، وَسَيَأْتِي ذكر كل مَا قيل فِيهِ فِي بَاب الْقِرَاءَة خلف الإِمَام إِن شَاءَ الله.

.بَاب النَّهْي أَن يبال فِي المَاء الراكد:

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن هِشَام، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم ثمَّ يغْتَسل مِنْهُ».
قَالَ مُسلم: وثنا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن همام بْن مُنَبّه قَالَ: هَذَا مَا حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة، عَن مُحَمَّد رَسُول الله، فَذكر أَحَادِيث مِنْهَا، وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تبل فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ تَغْتَسِل مِنْهُ».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، ثَنَا شُعَيْب، أَنا أَبُو الزِّنَاد، أَن عبد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز الْأَعْرَج حَدثنَا، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة، أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ» وبإسناده قَالَ: «لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ يغْتَسل فِيهِ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا عِيسَى بن يُونُس، ثَنَا عَوْف، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم ثمَّ يتوضا مِنْهُ».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن رمح قَالَا: ثَنَا اللَّيْث.
وثنا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن ابي الزبير، عَن جَابر، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنه نهى أَن يبال فِي المَاء الراكد».

.بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي الْجُحر:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبيد الله بن سعيد، ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن عبد الله بن سرجس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يبولن أحدكُم فِي جُحر. قَالُوا لِقَتَادَة: وَمَا يكره من الْبَوْل فِي الْجُحر؟ قَالَ: يُقَال: إِنَّهَا مسَاكِن الْجِنّ».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبيد الله بن عمر بن ميسرَة، ثَنَا معَاذ بن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أَن يبال فِي الْجُحر...» بِمثلِهِ من قَول قَتَادَة. لم يسند هَذَا الحَدِيث غير معَاذ.

.بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي المغتسل:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا زُهَيْر، عَن دَاوُد بن عبد الله، عَن حميد الْحِمْيَرِي- وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن- قَالَ: لقِيت رجلا صَاحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحبه أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: «نهى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يمتشط أَحَدنَا كل يَوْم، أَو يَبُول فِي مغتسله».
دَاوُد بن عبد الله هُوَ الأودي الْكُوفِي أَبُو الْعَلَاء ثِقَة مَشْهُور، وثّقه أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ.
وروى أَبُو دَاوُد: عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن عَليّ عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن أَشْعَث- قَالَ الْحسن: اشعث بن عبد الله- عَن الْحسن، عَن ابْن مُغفل قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يبولن أحدكُم فِي مستحمه ثمَّ يغْتَسل فِيهِ- وَقَالَ أَحْمد: ثمَّ يتَوَضَّأ فِيهِ- فَإِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ».
وَهَذَا الحَدِيث أرْسلهُ الْأَشْعَث عَن الْحسن وَلم يسمعهُ مِنْهُ، ذكر الْعقيلِيّ، عَن يحيى الْقطَّان، قيل لأشعث أسمعته من الْحسن؟ قَالَ: لَا.
وَرَوَاهُ شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن عقبَة بن صهْبَان، عَن عبد الله بن مُغفل مَوْقُوفا.

.بَاب من لم يتبعد عِنْد الْبَوْل واستتر:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة، عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق، عَن حُذَيْفَة قَالَ: «كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتهى إِلَى سباطة قوم فَبَال قَائِما، فتنحيت، فَقَالَ: ادنه. فدنوت حَتَّى قُمْت عِنْد عَقِيبه، فَتَوَضَّأ فَمسح على خفيه». أَبُو خَيْثَمَة اسْمه زُهَيْر بن مُعَاوِيَة بن حديج بن الرحيل.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن زيد بْن وهب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَسَنَة قَالَ: «انْطَلَقت أَنا وَعَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخرج وَمَعَهُ درقة، ثمَّ استتر بهَا ثمَّ بَال، فَقُلْنَا: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُول كَمَا تبول الْمَرْأَة. فَسمع ذَلِك فَقَالَ: ألم تعلمُوا مَا لَقِي صَاحب بني إِسْرَائِيل؟ كَانُوا إِذا أَصَابَهُم الْبَوْل قطعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْل مِنْهُم، فنهاهم، فعذب فِي قَبره».
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ مَنْصُور: عَن أبي وَائِل، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَسَد أحدهم».

.بَاب الْبَوْل قَائِما إِذا أَمن من تطايره:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى- هُوَ التَّمِيمِي- أَنا جرير، عَن مَنْصُور، عَن ابي وَائِل قَالَ: «كَانَ أَبُو مُوسَى يشدد فِي الْبَوْل ويبول فِي قَارُورَة وَيَقُول: إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا أصَاب جلد أحدهم بَوْل، قرضه بِالْمَقَارِيضِ. فَقَالَ حُذَيْفَة: لَوَدِدْت أَن صَاحبكُم لَا يشدد هَذَا التَّشْدِيد، فَلَقَد رَأَيْتنِي أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نتماشى، فَأتى سباطة قوم خلف حَائِط، فَقَامَ كَمَا يقوم أحدكُم فَبَال، فانتبذت مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَجئْت فَقُمْت عِنْد عَقِبَيْهِ حَتَّى فرغ».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عرْعرة، ثَنَا شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل: «كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يشدد فِي الْبَوْل، وَيَقُول: إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا أصَاب ثوب أحدهم قرضه. فَقَالَ حُذَيْفَة: ليته أمسك، أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سباطة قوم فَبَال قَائِما».

.بَاب كَرَاهِيَة الْبَوْل قَائِما:

الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا عبد الله بن دَاوُد، ثَنَا سعيد بن عبيد الله، ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاث من الْجفَاء: أَن يَبُول الرجل قَائِما، أَو يمسح جَبهته قبل أَن يفرغ من صلَاته، أَو ينْفخ فِي سُجُوده».
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم أحدا رَوَاهُ عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه إِلَّا سعيد بن عبيد الله، وَرَوَاهُ عَن سعيد عبد الله بن دَاوُد وَعبد الْوَاحِد بن وَاصل، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الله إِلَّا نصر بن عَليّ. انْتهى كَلَام أبي بكر.
سعيد بن عبيد الله هَذَا هُوَ ابْن جُبَير بن حَيَّة الثَّقَفِيّ بَصرِي، روى عَن ابْن بُرَيْدَة وَزِيَاد بن جُبَير وَمُحَمّد بن الْأسود مولى سعيد، روى عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة الْحداد وروح بن عبَادَة وَعلي بن نصر وَابْنه إِسْمَاعِيل، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو زرْعَة وَيحيى بن معِين: سعيد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ ثِقَة.
وَعبد الله بن دَاوُد هُوَ الْخُرَيْبِي ثِقَة مَأْمُون، قَالَه يحيى بن معِين. وَعبد الله بن بُرَيْدَة مَشْهُور، سمع أَبَاهُ، أخرج لَهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ. وَكَذَلِكَ نصر بن عَليّ أخرج لَهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ أَيْضا.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن سُفْيَان، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «مَا بَال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِما مُنْذُ أنزل الْقُرْآن».
النَّسَائِيّ حَدثنَا عَليّ بن حجر، ثَنَا شريك، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «من حَدثكُمْ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَال قَائِما فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُول إِلَّا جَالِسا». رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: حَدِيث عَائِشَة أحسن شيئ فِي هَذَا الْبَاب وَأَصَح.