فصل: بَاب مَا نهى عَن الاستطابة بِهِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب هَل يسلم على من كَانَ على الْحَاجة:

الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، أَنا عِيسَى بن يُونُس، ثَنَا هَاشم بن الْبَرِيد، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن جَابر «أَن رجلا سلم على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُول، فَلم يرد عَلَيْهِ، فَلَمَّا فرغ قَالَ: إِذا رَأَيْتنِي على مثل هَذَا الْحَال فَلَا تسلم عَليّ، فَإِنِّي لَا أرد عَلَيْك».
قَالَ يحيى بن معِين: هَاشم بن الْبَرِيد ثِقَة.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: كَانَ الْحميدِي وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَأحمد بن حَنْبَل يحتجون بِحَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل.

.بَاب هَل يرد السَّلَام وَهُوَ على الْحَاجة:

مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا سُفْيَان، عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر «أَن رجلا مر وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُول فَسلم فَلم يرد عَلَيْهِ».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْأَعْلَى، ثَنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن حضين بن الْمُنْذر أبي ساسان، عَن المُهَاجر بن قنفذ «أَنه أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُول، فَسلم، فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأ ثمَّ اعتذر إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي كرهت أَن أذكر الله إِلَّا على طهر- أَو قَالَ: على طَهَارَة».
وَقد تقدم فِي الْبَاب قبل هَذَا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للَّذي سلم عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُول: «إِذا رَأَيْتنِي على مثل هَذَا الْحَال فَلَا تسلم عَليّ، فَإِنِّي لَا أرد عَلَيْك».

.بَاب الاستنزاه من الْبَوْل:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو سعيد الْأَشَج وَأَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ إِسْحَاق: انا وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش، سَمِعت مُجَاهدًا يحدث، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قبرين فَقَالَ: اما إنَّهُمَا ليعذبان، وَمَا يعذبان فِي كَبِير: أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي بالنميمة، وَأما الآخر فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله. قَالَ: فَدَعَا بعسيب رطب فشقه بِاثْنَيْنِ، ثمَّ غرس على هَذَا وَاحِدًا، وعَلى هَذَا وَاحِدًا، ثمَّ قَالَ: لَعَلَّه أَن يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا».
وحدثنيه أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ، ثَنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا عبد الْوَاحِد، عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد، غير أَنه قَالَ: «وَكَانَ الآخر لَا يستنزه عَن الْبَوْل- أَو من الْبَوْل».
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن إِسْرَائِيل، عَن ابي يحيى، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَامَّة عَذَاب الْقَبْر فِي الْبَوْل، فاستنزهوا من الْبَوْل».
أَبُو يحيى اسْمه مُسلم- وَيُقَال زَاذَان، وَيُقَال: عبد الرَّحْمَن بن دِينَار- وَفِي بَاب عبد الرَّحْمَن ذكره البُخَارِيّ وَابْن أبي حَاتِم، وَهُوَ كُوفِي روى عَنهُ الْأَعْمَش وَالثَّوْري وَإِسْرَائِيل. وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: أَبُو يحيى كُوفِي مَعْرُوف، روى عَنهُ جمَاعَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَيحيى بن معِين: إِسْرَائِيل ثِقَة.
النَّسَائِيّ: حَدثنَا هناد بن السّري، عَن أبي مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن زيد بن وهب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَسَنَة قَالَ: «خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَده كَهَيئَةِ الدرقة، فوضعها، ثمَّ جلس فَبَال إِلَيْهَا، فَقَالَ بعض الْقَوْم: انْظُر يَبُول كَمَا تبول الْمَرْأَة. فَسَمعهُ فَقَالَ: أَو مَا علمت مَا أصَاب صَاحب بني إِسْرَائِيل، كَانُوا إِذا أَصَابَهُم شَيْء من الْبَوْل قطعوه بِالْمَقَارِيضِ، فنهاهم فعذب فِي قَبره».

.بَاب النَّهْي أَن يمس ذكره بِيَمِينِهِ عِنْد الْبَوْل:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن همام، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يمسكن أحدكُم ذكره بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُول، وَلَا يتمسح من الْخَلَاء بِيَمِينِهِ، وَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء».
قَالَ مُسلم: وثنا يحيى بن يحيى، أَنا وَكِيع، عَن هِشَام الدستوَائي، عَن يحيى بن أبي كثير بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا دخل أحدكُم الْخَلَاء فَلَا يمس ذكره بِيَمِينِهِ».
قَالَ مُسلم: وثنا ابْن أبي عمر، ثَنَا الثَّقَفِيّ، عَن أَيُّوب، عَن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أَن يتنفس فِي الْإِنَاء، وَأَن يمس ذكره بِيَمِينِهِ، وَأَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر الْمَكِّيّ الْعَدنِي، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن معمر، عَن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أَن يمس الرجل ذكره بيمنيه».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب الاستطابة وَكم أقل مَا يَسْتَطِيب بِهِ:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور وقتيبة بن سعيد، قَالَا: ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي حَازِم، عَن مُسلم بن قرط، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا ذهب أحدكُم إِلَى الْغَائِط فليذهب مَعَه بِثَلَاثَة أَحْجَار يَسْتَطِيب بِهن، فَإِنَّهَا تُجزئ عَنهُ».
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا يُونُس بن مُحَمَّد، ثَنَا لَيْث بن سعد، عَن هِشَام بْن سعد، عَن أبي حَازِم، عَن مُسلم بن قرط قَالَ: «كنت مَعَ عُرْوَة بن الزبير فَخرج من الْغَائِط، فَأَتَيْته بإداوة مَاء فَتَوَضَّأ، فَقَالَ لي: قَاتل الله الشَّيْطَان، حَدَّثتنِي عَائِشَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذا خرج أحدكُم إِلَى الْغَائِط فليذهب مَعَه بِثَلَاثَة أَحْجَار يَسْتَطِيب بهَا، فَإِنَّهَا ستكفيه. وَقد تَوَضَّأت بإداوة من مَاء وَهُوَ يَقُول لي: إِنَّك لم تطهر».
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا عَليّ بن أَحْمد بن الْهَيْثَم العسكري، ثَنَا عَليّ بن حَرْب، ثَنَا عَتيق بن يَعْقُوب الزبيرِي، ثَنَا ابي بن الْعَبَّاس بن سهل بن سعد، عَن أَبِيه، عَن جده سهل بن سعد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن الأستطابة، فَقَالَ: أَولا يجد أحدكُم ثَلَاثَة أَحْجَار: حجران للصفحتين، وَحجر للمسربة». قَالَ أَبُو الْحسن: هَذَا إِسْنَاد حسن.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش وَمَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن سلمَان قَالَ: «قَالَ لنا الْمُشْركُونَ: إِنِّي أرى صَاحبكُم يعلمكم حَتَّى يعلمكم الخراءة!
فَقَالَ: أجل، إِنَّه نَهَانَا أَن يستنجي أَحَدنَا بِيَمِينِهِ، وَأَن يسْتَقْبل الْقبْلَة، وَنهى عَن الروث وَالْعِظَام، وَقَالَ: لَا يسْتَنْج أحدكُم بِدُونِ ثَلَاثَة أَحْجَار»
.

.بَاب مَا نهى عَن الاستطابة بِهِ:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع، عَن الْأَعْمَش.
وثنا يحيى بن يحيى- وَاللَّفْظ لَهُ- أَنا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن سلمَان قَالَ: «قيل لَهُ: قد علمكُم نَبِيكُم كل شَيْء حَتَّى الخراءة! فَقَالَ: أجل، لقد نَهَانَا أَن نستقبل الْقبْلَة بغائط أَو بَوْل أَو أَن نستنجي بِالْيَمِينِ، أَو أَن نستنجي بِأَقَلّ من ثَلَاثَة أَحْجَار، أَو أَن نستنجي برجيع أَو بِعظم».
قَالَ مُسلم: وثنا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا روح بن عبَادَة، ثَنَا زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق، ثَنَا أَبُو الزبير، أَنه سمع جَابِرا يَقُول: «نَهَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نتمسح بِعظم أَو بِبَعِير».
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ، ثَنَا عَمْرو بن يحيى بن سعيد بن عَمْرو الْمَكِّيّ، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «اتبعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخرج لِحَاجَتِهِ فَكَانَ لَا يلْتَفت، فدنوت مِنْهُ، فَقَالَ: أبغني أحجاراً استنفض بهَا أَو نَحوه، وَلَا تأتني بِعظم وَلَا رَوْث. فَأَتَيْته بأحجار بِطرف ثِيَابِي، فَوَضَعتهَا إِلَى جنبه، وأعرضت عَنهُ، فَلَمَّا قضى أتبعه بِهن».
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد وَأَبُو سهل بن زِيَاد، قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، حَدثنَا يَعْقُوب بن كاسب.
وثنا أَبُو سهل بن زِيَاد، ثَنَا الْحسن بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ، ثَنَا يَعْقُوب بن حميد، ثَنَا سَلمَة بن رَجَاء، عَن الْحسن بن الْفُرَات الْقَزاز، عَن أَبِيه، عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أَن يستنجي بروث أَو بِعظم، وَقَالَ: إنَّهُمَا لَا يطهران».
قَالَ أَبُو الْحسن: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَة ذكره وَلَكِن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود، عَن أَبِيه أَنه سمع عبد الله يَقُول: «أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَائِط فَأمرنِي أَن آتيه بِثَلَاثَة أَحْجَار، فَوجدت حجرين، والتمست الثَّالِث فَلم أَجِدهُ، فَأخذت روثه فَأَتَيْته بهَا، فَأخذ الحجرين وَأُلْقِي الروثة، وَقَالَ: هَذَا ركس».
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يُوسُف، عَن أَبِيه، عَن أبي إِسْحَاق: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن.
الدراقطني: حَدثنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْفضل الزيات، ثَنَا الْحسن بن ابي الرّبيع الْجِرْجَانِيّ.
وثنا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا ابْن زنجوية.
وثنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي، ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّنْعَانِيّ قَالُوا ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن عَلْقَمَة بن قيس، عَن ابْن مَسْعُود «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذهب لِحَاجَتِهِ فَأمر ابْن مَسْعُود أَن يَأْتِيهِ بِثَلَاثَة أَحْجَار، فَجَاءَهُ بحجرين وروثه، فألقي الروثة وَقَالَ: إِنَّهَا رِجْس، ائْتِنِي بِحجر».
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَا: حَدثنَا هناد بن السّري، ثَنَا حَفْص بن غياث، عَن دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن الشّعبِيّ، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تستنجوا بالروث وَلَا بالعظام، فَإِنَّهُ زَاد إخْوَانكُمْ من الْجِنّ».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عَمْرو بن يحيى بن سعيد قَالَ: أَخْبرنِي جدي، عَن أبي هُرَيْرَة «أَنه كَانَ يحمل مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِدَاوَة لوضوئه وَحَاجته، فَبَيْنَمَا هُوَ يتبعهُ بهَا، فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقَالَ: أَنا أَبُو هُرَيْرَة. فَقَالَ: أبغني أحجاراً أستنفض بهَا، وَلَا تأتني بِعظم وَلَا بروثة. فَأَتَيْته بأحجار أحملها فِي طرف ثوبي حَتَّى وضعت إِلَى جنبه، ثمَّ انصرفت حَتَّى إِذا فرغ مشيت مَعَه، فَقلت: مَا بَال الْعظم والروثة؟ قَالَ: هما من طَعَام الْجِنّ، وَإنَّهُ أَتَانِي وَفد جن نَصِيبين- وَنعم الْجِنّ- فسألوني الزَّاد، فدعوت الله أَن لَا يمروا بِعظم وَلَا رَوْثَة إِلَّا وجدوا عَلَيْهَا طَعَاما».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح الْحِمصِي، ثَنَا ابْن عَيَّاش، عَن يحيى بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، عَن عبد الله بن الديلمي، عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: «قدم وَفد الْجِنّ على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّد، أَنه أمتك أَن يستنجوا بِعظم أَو رَوْثَة أَو حممة، فَإِن الله جعل لنا فِيهَا رزقا. قَالَ: فَنهى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
ابْن عَيَّاش هُوَ إِسْمَاعِيل أَبُو عتبَة الْعَبْسِي الْحِمصِي، روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ومُوسَى بن أعين والوليد بن مُسلم، قَالَ يزِيد بن هَارُون: مَا رَأَيْت شامياً وَلَا عراقياً أحفظ من إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ لين، يكْتب حَدِيثه، وَلَا أعلم أحدا كف عَنهُ إِلَّا أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش صَدُوق إِلَّا أَنه غلط فِي أَحَادِيث الْحِجَازِيِّينَ والعراقيين. وَقَالَ يحيى بن معِين: مَا روى إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن الشاميين فَهُوَ صَحِيح، وَمَا روى عَن غَيرهم فَلَيْسَ بِشَيْء. وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: لم يتَكَلَّم أحد فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن الشاميين، حَدِيثه عَن الشاميين صَحِيح. وَهَذَا الْإِسْنَاد إِسْنَاد شَامي، وَكلهمْ ثِقَة.