فصل: بَاب هَل يسْتَعْمل مَا ولغَ فِيهِ الهر؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب غسل الْمَنِيّ وفركه يَابسا من غير غسل:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن بشر، عَن عَمْرو بن مَيْمُون: «سَأَلت سُلَيْمَان بن يسَار عَن الْمَنِيّ يُصِيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثَّوْب؟ فَقَالَ: أَخْبَرتنِي عَائِشَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يغسل الْمَنِيّ، ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة فِي ذَلِك الثَّوْب، وَأَنا أنظر إِلَى أثر الْغسْل فِيهِ».
قَالَ مُسلم: وثنا أَبُو كَامِل الجحدري، حَدثنَا عبد الْوَاحِد- يَعْنِي: ابْن زِيَاد.
وثنا أَبُو كريب، أَنا ابْن الْمُبَارك وَابْن أبي زَائِدَة، كلهم عَن عَمْرو بن مَيْمُون بِهَذَا الْإِسْنَاد أما ابْن أبي زَائِدَة فَحَدِيثه كَمَا قَالَ ابْن بشر: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يغسل الْمَنِيّ: وَأما ابْن الْمُبَارك وَعبد الْوَاحِد فَفِي حَدِيثهمَا قَالَت: كنت أغسله من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا خَالِد بن عبد الله، عَن خَالِد، عَن أبي معشر، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة وَالْأسود «أَن رجلا نزل بعائشة فَأصْبح يغسل ثَوْبه، فَقَالَت عَائِشَة: إِنَّمَا كَانَ يجزئك إِن رَأَيْته أَن تغسل مَكَانَهُ، فَإِن لم تَرَ نضحت حوله، وَلَقَد رَأَيْتنِي أفركه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فركاً فَيصَلي فِيهِ».
قَالَ مُسلم: وثنا عمر بن حَفْص بن غياث، ثَنَا أبي، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود وَهَمَّام، عَن عَائِشَة فِي الْمَنِيّ قَالَت: «كنت أفركه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا حَمَّاد، عَن أبي هَاشم، عَن أبي مجلز، عَن الْحَارِث بن نَوْفَل، عَن عَائِشَة قَالَت: «كنت أفرك الْجَنَابَة- وَقَالَ مرّة أُخْرَى: الْمَنِيّ- من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
أَبُو مجلز اسْمه لَاحق بن حميد، وَأَبُو هَاشم اسْمه إِسْمَاعِيل بن كثير.
الْبَزَّار: حَدثنَا الْحسن بن يحيى الْأَزْدِيّ، ثَنَا عَاصِم بن مهجع، ثَنَا قزعة بن سُوَيْد، عَن ابْن أبي نجيح وَحميد الْأَعْرَج، عَن مُجَاهِد، عَن عَائِشَة قَالَت: «كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
عبد الرَّزَّاق: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: «أرْسلت عَائِشَة إِلَى ضيف لَهَا تَدعُوهُ، فَقَالُوا: هُوَ يغسل جَنَابَة فِي ثَوْبه. قَالَت: وَلم يغسلهُ؟! لقد كنت أفركه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: «ضاف عَائِشَة ضيف فَأمرت لَهُ بملحفة صفراء، فَنَامَ فِيهَا فاحلتم، فاستحيا أَن يُرْسل بهَا وَبهَا أثر الِاحْتِلَام، فغمسها فِي المَاء ثمَّ أرسل بهَا، فَقَالَت عَائِشَة: لم افسد علينا ثوبنا؟! إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَن يفركه بأصابعه، وَرُبمَا فركته من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصابعي». قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إِبْرَاهِيم «أَن همام بن الْحَارِث كَانَ نازلا على عَائِشَة فَاحْتَلَمَ فأبصرته جَارِيَة لعَائِشَة يغسل أثر الْجَنَابَة من ثَوْبه، فَأخْبرت عَائِشَة، فَأرْسلت إِلَيْهِ عَائِشَة: لقد رَأَيْتنِي وَمَا أَزِيد أَن أفركه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن جواس الْحَنَفِيّ أَبُو عَاصِم، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن شبيب بن غرقدة، عَن عبد الله بن شهَاب الْخَولَانِيّ قَالَ: «كنت نازلا على عَائِشَة فاحتلمت فِي ثوبي فغمستهما فِي المَاء، فرأتني جَارِيَة لعَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فَبعثت إِلَيّ عَائِشَة فَقَالَت: مَا حملك على مَا صنعت بثوبيك؟! قَالَ: قلت: رَأَيْت مَا يرى النَّائِم فِي مَنَامه. قَالَت: هَل رَأَيْت فيهمَا شَيْئا؟ قلت: لَا. قَالَت: فَلَو رَأَيْت شَيْئا غسلته، لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأحكه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَابسا بظفري».
الْبَزَّار: حَدثنَا فضل بن سهل، ثَنَا عبد الله بن الزبير- هُوَ الْحميدِي- ثَنَا بسر بن بكر، ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن سعيد، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: «كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله وأمسحه إِذا كَانَ رطبا».
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن مخلد، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل، حَدثنَا الْحميدِي بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَت: «كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله إِذا كَانَ رطبا».
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن مخلد- هُوَ مُحَمَّد- ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ، ثَنَا سعيد بن يحيى بن الْأَزْهَر، ثَنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق، ثَنَا شريك، عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الْمَنِيّ يُصِيب الثَّوْب فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة المخاط أَو البصاق، وَإِنَّمَا يَكْفِيك أَن تمسحه بِخرقَة أَو إذخرة».
تفرد بِرَفْعِهِ إِسْحَاق بن يُوسُف الْأَزْرَق، وَهُوَ ثِقَة، وَثَّقَهُ يحيى بن معِين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِسْحَاق الْأَزْرَق صَحِيح الحَدِيث، صَدُوق. أَكثر النَّاس يجعلونه من كَلَام ابْن عَبَّاس.

.بَاب البزاق يُصِيب الثَّوْب:

البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن حميد، عَن أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى نخامة فِي الْقبْلَة فشق ذَلِك عَلَيْهِ حَتَّى رئي فِي وَجهه، فَقَامَ فحكه بِيَدِهِ فَقَالَ: إِن أحدكُم إِذا قَامَ فِي صلَاته فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه، وَإِن ربه بَينه وَبَين الْقبْلَة؛ فَلَا يبزق أحدكُم قبل قبلته، وَلَكِن عَن يسَاره أَو تَحت قدمه. ثمَّ أَخذ طرف رِدَائه فبصق فِيهِ، ثمَّ رد بعضه على بعض فَقَالَ: أَو يفعل هَكَذَا».

.بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الْكَلْب وتعفيره بِالتُّرَابِ:

مُسلم: حَدثنِي عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ، أَنا عَليّ بن مسْهر، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي رزين وَأبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليرقه، ثمَّ ليغسله سبع مرار».
قَالَ مُسلم: وثنا يحيى بن يحيى، قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا شرب الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم، فليغسله سبع مَرَّات».
الْأَعْمَش اسْمه سُلَيْمَان بن مهْرَان أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو رزين اسْمه مَسْعُود بن مَالك مولى شَقِيق بن سَلمَة، وَأَبُو الزِّنَاد اسْمه عبد الله بن ذكْوَان مولى رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة، وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة: كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن، ولقبه أَبُو الزِّنَاد.
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن هِشَام بن حسان، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طهُور إِنَاء أحدكُم إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب أَن يغسلهُ سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا قَتَادَة، أَن مُحَمَّد بن سِيرِين، حَدثهُ عَن أبي هُرَيْرَة، أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسلوه سبع مرار، السَّابِعَة بِالتُّرَابِ».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن خلاس، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليغسله سبع مَرَّات، إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ».
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي التياح، سمع مطرف بن عبد الله، عَن ابْن الْمُغَفَّل قَالَ: «أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الْكلاب، ثمَّ قَالَ: مَا بالهم وبال الْكلاب. ثمَّ رخص فِي كلب الصَّيْد وكلب الْغنم، وَقَالَ: إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسلوه سبع مَرَّات، وعفروه الثَّامِنَة فِي التُّرَاب».

.بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الهر فِيهِ:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا سوار بن عبد الله الْعَنْبَري، ثَنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، سَمِعت أَيُّوب، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «يغسل الْإِنَاء إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ- أَو قَالَ: أخراهن- بِالتُّرَابِ، وَإِذا ولغت فِيهِ الْهِرَّة غسل مرّة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بن مخلد، ثَنَا قُرَّة بْن خَالِد، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسله سبع مَرَّات، والهرة مرّة».
وروى أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق يحيى بن أَيُّوب، عَن ابْن جريج، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يغسل الْإِنَاء من الهر كَمَا يغسل من الْكَلْب».
قَالَ أَبُو الْحسن: لَا يثبت هَذَا مَرْفُوعا، وَالْمَحْفُوظ من قَول أبي هُرَيْرَة، وَاخْتلف عَنهُ.

.بَاب هَل يسْتَعْمل مَا ولغَ فِيهِ الهر؟

مَالك: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، عَن حميدة بنت عبيد بن رِفَاعَة، عَن كَبْشَة بنت كَعْب بن مَالك «أَن أَبَا قَتَادَة دخل عَلَيْهَا فَسَكَبت لَهُ وضُوءًا، فَجَاءَت هرة لتشرب مِنْهُ، فأصغى لَهَا الْإِنَاء حَتَّى شربت، قَالَت كَبْشَة: فرآني أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنة أخي؟ فَقلت: نعم. قَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهَا لَيست بِنَجس، إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم- أَو الطوافات».
قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: قَالَ يحيى عَن مَالك: حميدة ابْنة أبي عُبَيْدَة بن فَرْوَة. قَالَ: وَلم يُتَابِعه أحد على ذَلِك، وَهُوَ غلط وَخطأ لَا شكّ فِيهِ.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة، ثَنَا عبد الْعَزِيز، عَن دَاوُد بن صَالح بْن دِينَار التمار، عَن أمه «أَن مولاتها أرسلتها بهريسة إِلَى عَائِشَة، فَوَجَدتهَا تصلي، فَأَشَارَتْ إِلَيّ: ضعيها، فَجَاءَت هرة فَأكلت مِنْهَا، فَلَمَّا انصرفت أكلت من حَيْثُ أكلت الْهِرَّة فَقَالَت: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهَا لَيست بِنَجس، إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم. وَقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتَوَضَّأ بفضلها».
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: أم دَاوُد بن صَالح لَيست من أهل الرِّوَايَات الَّذِي يُؤْخَذ عَنْهَا مثل هَذَا، وَلَا هِيَ بمعروفة عِنْد أهل الْعلم.

.بَاب جُلُود الْميتَة وَالِانْتِفَاع بهَا:

مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد وَابْن أبي عمر جميعأً، عَن ابْن عُيَيْنَة- قَالَ يحيى: أَنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة- عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «تصدق على مولاة لميمونة بِشَاة، فَمَاتَتْ فَمر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هلا أَخَذْتُم إهابها فدبغتموه فانتفعتم بِهِ؟ فَقَالُوا: إِنَّهَا ميتَة. فَقَالَ: إِنَّمَا حرم أكلهَا» قَالَ أَبُو بكر وَابْن أبي عمر فِي حَدِيثهمَا: عَن ميموة- رضى الله عَنْهَا.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «مَاتَت شَاة لأم الْأسود زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرته، فَقَالَ: أَلا انتفعتم بمسكها. فَقَالَت: يَا رَسُول الله، مسك ميتَة! فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قل لَا أجد فِي مَا أُوحِي إِلَيّ محرما على طاعم يطعمهُ...} إِلَى قَوْله: {لغير الله بِهِ} إِنَّكُم لَسْتُم تأكلونها قَالَ: فَبعثت بهَا فسلخت. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَجعلُوا مسكها قربَة، ثمَّ رَأَيْتهَا بعد شنة».
مُسلم: حَدثنِي إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأَبُو بكر بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن الرّبيع، أَنا يحيى بن أَيُّوب، عَن جَعْفَر بن ربيعَة، عَن أبي الْخَيْر حَدثهُ قَالَ: حَدثنِي ابْن وَعلة السبائي قَالَ: «سَأَلت عبد الله بن عَبَّاس قلت: إِنَّا نَكُون بالمغرب فَيَأْتِينَا الْمَجُوس بالأسقية فِيهَا المَاء والودك. فَقَالَ: اشرب. فَقلت: أرأي ترَاهُ؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: دباغه طهُور».
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، أَنا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن زيد بن أسلم، أَن عبد الرَّحْمَن بن وَعلة أخبرهُ، عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِذا دبغ الإهاب فقد طهر».
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَا: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن سُفْيَان- هُوَ ابْن عُيَيْنَة- عَن زيد بن أسلم، عَن ابْن وَعلة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إيما إهَاب دبغ فقد طهر».
قَالَ النَّسَائِيّ: أَنا. قَالَ التِّرْمِذِيّ: عَن سُفْيَان وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد. وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مخلد وَآخَرُونَ، قَالُوا: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي ثَنَا عَليّ بن عَيَّاش، ثَنَا مُحَمَّد بن مطرف، ثَنَا زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «طهُور كل أَدِيم دباغة». قَالَ: هَذَا إِسْنَاد حسن، كلهم ثِقَات.