فصل: أبو القاسم عمر بن ابراهيم الزعفراني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإعجاز والإيجاز ***


أبو القاسم غانم بن أبي العلاء الأصفهاني

من درر تاجه وغرر بدائعه قوله للصاحب في الشكوى والاستزاده‏:‏

فإن قيل لي صبراً فلا صبر للذي *** غدا بيد الأيام تقتـلـه صـبـرا

وإن قيل لي عذراً فوالله ما أرى *** لمن ملك الدنيا إذا لم يجد عـذرا

وقوله في الاستبشار بالبشرى‏:‏

ورد البشير بما أقـر الأعـينـا *** فشفى النفوس ونلن غايات المنى

وتقسم الناس المسـرة بـينـهـم *** قسماً فكان أقلهـم حـظـاً أنـا

ولم يرث أحد الصاحب بأحسن من قوله‏:‏

يا كافي الملك وما وفيت حقك من *** قول وإن طال تفـريط وتـأبـين

فقت الصفات فما يرثيك من أحـد *** إلا وتـزيينـه إياك تـهـجــين

ما مت وحدك بل قد مات من ولدت *** حوآء طراً بل الدنـيا بـل الـدين

هذي نواعي العلى مذ مـت نـادبة *** من بعد ما ندبتك الحور والـعـين

تبكي عليك العطايا والصلاة كمـا *** تبكي عليك الرعايا والسـلاطـين

قام السعاة وكان الخوف أقعـدهـم *** واستيقظوا بعد ما نام المـلاعـين

لا ينكر الناس منهم إن هم انتشروا *** حتى سليمان فانحل الـشـياطـين

أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصفهاني

من غرر ملحه قوله في غبار الموكب‏:‏

إن هذا الغبار ألبس عطفي *** عسلياً وديني الـتـوحـيد

وكسى عارضيّ ثوب مشيب *** ورداء الشباب غض جـديد

وقوله في نسيب قصيدة‏:‏

كل غيداء لا تخون ولا تـخ *** فر عهداً من نسوة خفرات

ذات ثدي نات وطبع مـوات *** ورضاب شات وردف عات

وقوله من قصيدة صاحبية في الاعتذار‏:‏

لنار الهم في قلبي لهـيب *** فعفوك أيها الملك المهيب

وأحسن إنني أحسنت ظني *** وأرجو أن ظني لا يخيب

أبو الحسن البديهي الشهرزوري

أمير شعره قوله من مقطوعة‏:‏

زمن كنت أصطفيه ولـلـده *** ر صروف تشوب حلوا بمر

أتمنى على الزمان مـحـالا *** أن ترى مقلتاي طلعة حـر

وقوله‏:‏

يا شهرزور سقيت الغيث من بلد *** نود وجدا به أنـا نـقـابـلـه

طال الفراق بلا واف يراسلنـا *** على البعاد ولا آت نـسـائلـه

أبو القاسم عمر بن ابراهيم الزعفراني

من درره وغرر قوله‏:‏

لي لسان كأنـه لـي مـعـادي *** ليس ينبي عن كنه ما في فؤادي

حكم الله لي عليه فـلـو أنـص *** ف قلبي عرفـت قـدر ودادي

وقوله من قصيدة في تهنئة الصاحب بالدار الجديدة‏:‏

سر الله بالـبـنـاء الـجـديد *** قلب حال الشكور لا المستزيد

هذه الدار جنة الخلد في الدني *** ا فحلها وأختها في الخـلـود

علي بن هرون بن علي بن يحيى المنجم

من غرر شعره ما أنشده له الصاحب في كتاب روزنامجته‏:‏

بيني وبين الدهر فيك عتـاب *** سيطول إن لم يمحه الأعتاب

يا نائمـاً بـمـرارة وكـآبة *** هل يرتجى من غيبتيك إياب

لولا التعلل بالرجاء تقطعـت *** نفس عليك شعارها الأوصاب

لا بأس من فرج الإله فربمـا *** تصل القطوع ويقدم الغـياب

وما انشده له أبو اسحاق الصابي في الجواري وقد وثبت رجله من عثرة‏:‏

كيف نال العثار من لم يزل منه مقي *** ل فـي كـل خـطـب جـسـيم

أفيرقى الأذى إلـى قـدم لـم تـخ *** ط إلا إلـى مـقــام كـــريم

أبو الحسن بن المنجم الأصغر

من ملحه قوله‏:‏

يقولون لم لا تستـجـد غـرالة *** تقيد بها بعد الصـدود وصـالا

فقلت لهم أخشى الغزالة إن رأت *** فنا شيخها أن تستـجـد غـزالا

هبة الله بن المنجم

أمير شعره قوله‏:‏

شكا إليك مـا وجـد *** من خانه فيك الجلـد

حيران لو شئت أهتدي *** ظمآن لو شئت ورد

يا أيها الظبـي الـذي *** ألحاظه تردي الأسد

أما لأسـراك فـدى *** أما لقـتـلاك قـود

الراح في إبريقـهـا *** أحسن روح في جسد

فهاتها نصلـح بـهـا *** من الزمان ما فسـد

أبو النصر الهزيمي الأبيوردي

أمير شعره قوله‏:‏

لما رأيت الزمان نكسـا *** وفيه للرفعة اتضـاع

كل رئيس بـه مـلاك *** وكل رأس به صـداع

لزمت بيتي وصنت نفساً *** بها عن الذلة امتـنـاع

اشرب مما نبذت راحـا *** لها على راحتي شعاع

لي من قواريرها ندامى *** ومن قراقيرها سمـاع

واجتني من عقول قـوم *** قد أقفرت منهم البقاع

أبو محمد بن مطران الشامي

من احاسن محاسنه قوله في نسب قصيدة‏:‏

عوان أعارتها الهجائن مـشـيهـا *** كما قد أعارتها العيون الـجـآذر

فمن حسن ذاك المشي جآت وقبلت *** مواطيء من أقدامهن الضفـائر

وقوله في جارية سمراء‏:‏

مهفهفة لها نصف قـضـيف *** كخوط البان في نصف رداح

حكت لوناً ولينـاً واعـتـدالا *** ولحظاً قاتلاً سمر الرمـاح

وقوله في الشراب المطبوخ‏:‏

وراح عذبتها النار حتـى *** وقت شرابها نار العذاب

يذيب الهم قبل الشرب لون *** لها كشعاع ياقوت مذاب

وقوله في نيوروزيه‏:‏

قد أتاك النيروز وهـو لـعـيد *** مر من قبلـه قـريب رسـيل

سل سبيلاً به إلى راحة النـف *** س براح كأنها سـلـسـبـيل

واشتمال على السرور وهل يجم *** ع شمل النيروز إلا الشمـول

أبو الحسن اللجام الحراني

من ملح أحاسنه قوله‏:‏

كنت من فرط ذكاء واشتـغـال *** كتلظي النار في جزل اليبـيس

فتـبـلـلـت ولا غــرو إذا *** خف كيس المرء مع خفة كيس

ومن سحره في حسن التضمين قوله‏:‏

يا سائلي عن جعفر علمي به *** رطب العجان وكفه كالحان

كالأقحوان غداة غب سمائه *** جفت أعاليه والأسفـل دان

ومن كناياته قوله لأبي مازن‏:‏

أبو مـازن لازم مـنـزلـه *** قد أنسي في الناس لا ذكر له

رماه الـزمـان بـأحـداثـه *** ومن حيث أخرجه أدخـلـه

أبو جعفر محمد بن العباس بن الحسين الوزير

غرر شعره قصيدته المعروفة السائرة التي أولها‏:‏

لئن أصبحت منبوذا *** بأطراف خراسان

ومن أحاسنها قوله‏:‏

إذا استرفدت من صبري *** فصبري خير أعوانـي

وأنحو بـنـجـاءي إن *** قضاء الله نـجـانـي

إلى أرضي التي أرضى *** وترضيني وترضانـي

إلى أرض جناها مـن *** جنى جـنة رضـوان

هواء لهوى الـنـفـس *** تصـافـاه صـفـيان

رجاء كـرجـاء شـر *** ذ الشـدة عـن عـان

وماء مثل قلب الصـب *** قد ريع بـهـجـران

رقـيق آل كـــالآل *** وفـيه أمـن وإيمـان

وترب هو والمـسـك *** لدى التشبـيه تـربـان

فإن سلـمـنـي الـلـه *** وبالصنـع تـولانـي

وأوطانـي أوطـانـي *** وأعطاني أعطـانـي

وأخلى درعي الـدهـر *** وخلانـي وخـلانـي

فإني لا أجـد الـعـود *** ما عـاد الـجــديدان

إلى الغربة حتـى تـغ *** رب الشمس بشـروان

فإن عدت لـهـا يومـاً *** فسجانـي سـجـانـي

وللموت الرحى الأحمر *** ألقـانـي ألـقـانـي

أبو طاهر سيدوك الواسطي

أنشدني ميمون بن سهل الفقيه الواسطي لبلد به سيدوك‏:‏

عهدي بهم ورداء الوصل يجمعنـا *** والليل أطوله كاللمح بالبـصـر

فالآن ليلي مذ غابـوا فـديتـهـم *** ليل الضرير وصبحي غير منتظر

وأنشدني سهل بن المرزبان له‏:‏

أراح الله نفسـي مـن فـؤاد *** أقام على اللجاجة والخـلاف

ومن مملوكه ملكت رقـاهـا *** ذوي الألباب بالخدع اللطاف

كأن جوانحي شوقـاً إلـيهـا *** بنات الماء ترقص من جفاف

محمد بن عمر النقري

قوله في أبي رياش التمامي‏:‏

يطير إلى الطعام أبو رياش *** مبادرة ولو واراه قـبـر

أصابعه من الحلويّ صفر *** ولكن الأخادع منه حمـر

أبو طالب عبد السلام بن الحسن المأموني

من معجزات سحره في شعره قوله في نظم قصة يوسف في بيت شعر من قصيدة له صاحبية أولها‏:‏

يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكبـاً *** قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا

ومنها

وعصبة بات فيها الغيظ متـقـداً *** لي شيدت فوق أعناق الورى رتباً

فكنت يوسف والأسباط هم وأبو الأ *** سباط أنت ودعواهم دماً كـذبـاً

ومن غرر مدحه قوله في الوزير أبي الحسين المزني من قصيدة‏:‏

لمحمد بن محمد كف بـهـا *** يحيى الرجاء ويدبر الإعسار

وخلائق كالخمر ذات عجائب *** حيت لهنّ وما لهنّ خـمـار

حفت به كل المكارم والعلى *** فكأنها حـقـاً لـه أسـوار

يا من إذا أطرى القبائل شاعر *** صلت على أبوابه الأشعـار

وقوله‏:‏

فالأرض ياقوتة والجـو لـؤلـؤة *** والنبت فيروزج والمـاء بـلـور

من شم طيب رياحين الربيع فقـل *** لا المسك مسك ولا الكافور كافور

ومن طرفه في الحسان‏:‏

أرى طهراً سيثمر بعد عرس *** كما قد تثمر الطرب المدامه

وقوله من استبداء المسك‏:‏

الطيب يهدى وتستهـدى طـرائفـه *** وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب

والمسك أشبه شيئاً بالشباب فـهـب *** شبه الشباب لبعض العصبة الشيب

القاضي أبو القاسم التنوخي

من لطائف كلامه وظرائف قوله‏:‏

رضاك شباب لا يليه مشـيب *** وسخطك داء ليس منه طبيب

كأنك من كل النفوس مركب *** فأنت إلى كل النفوس حبيب

ومن غرر خمرياته قوله‏:‏

وراح من الشمس مخلوقة *** بنت لك في قدح من نهار

هواء ولكـنـه جـامـد *** وماء ونكنه غـير جـار

كأن المدير لها بالـيمـين *** إذا مال للسقي منه البسار

تدرع ثوباً من الياسـمـين *** له فرد كم من الجلـنـار

ومن أحاسن أخوانياته قوله‏:‏

لي مولى لا أسـمـيه *** كل شيء حسـن فـيه

ويكاد البدر يشـبـهـه *** وتكاد الشمس تحكـيه

كيف لا يخضر عارضه *** ومياه الحسن تسـقـيه

وقوله في الهلال‏:‏

أهلاً بقطر قد أنـار هـلالـه *** والآن فاغد على الشراب وبكر

وانظر إليه كزورق من فـضة *** قد أثقلته حموله من عنـبـر

وقوله في الربيع‏:‏

اسقني الراح في شباب النهار *** وانف همي بالخندريس العقار

ما ترى نعمة السماء على الأر *** ض وشكر الرياض للأمطار

وغناء الطيور كـل صـبـاح *** وازديان الأشجار بـالأنـوار

وكأن الربيع يجلي عـروسـاً *** وكأنا من قطره في نـثـار

وقوله في العمارة‏:‏

الأمن لنفس وأحزانهـا *** ودار تداعت بحيطانهـا

أظل نهاري في شمسها *** شقياً لقياً ببـنـيانـهـا

اسود وجهي بتبييضهـا *** وأخرب كيسي بعمرانها

وقوله في الوجه‏:‏

أطال الدهر في بغداد همي *** وقد يشقى المسافر أو يفوز

ظللت بها على رغمي مقيماً *** كعنين تضاجعه عـجـوز

عبد الله بن عبد الله بن طاهر

من غرر طرفه قوله‏:‏

سقتني في ليل شبيه بشـعـرهـا *** شبيهاً بخديهـا بـغـير رقـيب

فما زلت في ليلين شعر ومن دجى *** وشمسين من راح ووجه حبـيب

وقوله‏:‏

عيد بـنـا إن هـذا يوم تـعـــييد *** واشرب على الأخوين الناي والعـود

راحا تسوغ فتجري من لطـائفـهـا *** في باطن الجسم جري الماء في العود

وقوله في الحكمة‏:‏

ألم تر أن الدهر يهدم مـا بـنـا *** ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى

فمن سره أن لا يرى ما يسـوءه *** فلا يتخذ شيئاً يجيز له فـقـدا

وقوله في الإخوانيات‏:‏

يقولون آفات وشتى مـصـائب *** فقلت اسمعوا قولاً عليه عـيار

إذا سلمت للمرء في الناس نفسه *** وإخوانه فالحادثـات جـبـار

وقوله في قوة الوسيلة‏:‏

إني أمنت إلى الذي ودي له *** بجميع ما عقد الحقوق وأكدا

إني لشاكر أمـسـه وولـيه *** في يومه ومؤمل عنه غـدا

أبو عثمان الناجم

أحسن شعره في وصف السماع قوله‏:‏

شدو الذ مـن ابـتـدا *** ء العين في إغفائهـا

أحلى وأشهى من منى *** نفسي وصدق رجائها

وقوله في عاتب وهي قينة لأبي يحيى بن طرخان

حيا أبي يحيى الاله فإنه *** بسماعنا في عاتب تحيينا

طفقت تغنينا فخلنا إنهـا *** لسرورنا بغنائها تغنينـا

وقوله فيها‏:‏

ثاني أغانـي عـاتـب *** إبدأ بأفراح النـفـوس

تشدو فترقص بالـرؤو *** س لها فترمي بالكؤوس

أبو الحسن بن طباطبا العلوي

من غرر شعره وأحاسن ملحه قوله‏:‏

نفسي الفداء لغائب عن ناظري *** ومحله في القلب دون حجابه

لولا تمتع مقلتـي بـلـقـائه *** لوهبتها لمبـشـري بـايابـه

فالحمد لله الذي قمع الـعـدى *** وأقر أعيننا بعـود ركـابـه

وقوله‏:‏

وفي خمسة مني حلت منك خمـسة *** فريقك منها في فمي الطيب الرشف

ووجهك في عيني ولمسك فـي يدي *** ونطقك في سمعي وعرفك في أنفي

وقوله‏:‏

ليت شعري ما عاق عني حبيبا *** وقد توقعت في الظلام طروقه

بات قلبي المشوق يخلـط فـيه *** ظن غيري بظن أم شقـيقـه

وقوله في الزهد والقناعة‏:‏

كن بما أوتيته مغـتـبـطـا *** تستدم عيش القنوع المكتفـي

إن في نيل المنى وشك الردى *** وقياس القصد عند السـرف

كسراج دهـنـه فـوق لـه *** فإذا غرقتـه فـيه طـفـي

المنصور الفقيه المصري

من طرفه وملحه الذي يأخذ بمجامع القلوب قوله‏:‏

ومنذ قلت لم تـرك *** فقل لنا ما أخـرك

أشـر داء غـدرك *** أم سوء دهر غيرك

وقوله‏:‏

قد قلت لما أن شكت *** تركى زيارتها حلوب

إن التباعـد لا يضـر *** إذا تقاربت القلـوب

وقوله‏:‏

شاهد ما في مضمـري *** من صدق ود مضمرك

فمـا أردت وصـفـه *** قلبك عني يخـبـرك

وقوله‏:‏

الناس بحر عمـيق *** والبعد عنهم سفينة

وقد نصحتك فانظر *** لنفسك المسكـينة

وقوله‏:‏

كل مذكور من النـا *** س إذا ما فـقـدوه

صار في حكم حديث *** حفظوه فـنـسـوه

وقوله‏:‏

من قال لا في حاجة *** مطلوبة فما ظلـم

وإنما الظالـم مـن *** يقول لا بعد نـعـم

وقوله‏:‏

قال فلان ما فعل *** قلت أبوه ما فعل

وكان في سؤالـه *** جوابه عما سأل

وقوله‏:‏

إذا تخلفت عن صديق *** ولم يعاتبك في التخلف

فلا تعد بعدهـا إلـيه *** فإنما وده تـكـلـف

وقوله‏:‏

كل من أصبح في دهرك ممن قد تراه *** هو من خلفك مقراض وفـي الــوجـــه مـــراه

وقوله‏:‏

ماذا أرتنا الليالي *** مما أتين إلينـا

في كل يوم نغني *** بمن يعز علينـا

وقوله‏:‏

قد قلت إذ مدحوا الحياةفأسرفـوا *** في الموت ألف فضيلة لا تعرف

منها أمـان لـقـائه بـلـقـائه *** وفراق كل معاشر لا ينـصـف

أبو المعتصم الأنماطي

لم أسمع له أحسن من قوله‏:‏

وليل كأن نجوم السـمـا *** ء به مقل رنقت للهجوع

ترى الغيم من دونها حاجبا *** كما احتجبت مقل بالدموع

أبو الفتح كشاجم

من أحاسن محاسنه وطرائف بدائعه قوله‏:‏

بأبي وأمـي زائر مـتـقـنـع *** لم يخف ضوء البدر تحت قناعه

لم أستتم عنـاقـه لـقـدومـه *** حتى ابتدأت عناقـه لـوداعـه

وقوله في الشيب‏:‏

تفكرت في شيب الفتى وشبـابـه *** فأيقنت أن الحق للشيب واجـب

يصاحبني شرخ الشباب فينقضـي *** وشيبي إلى حين الممات مصاحب

وله في العتاب‏:‏

إلى الله أشكـو أخـاً جـافـيا *** يضيع واحفظ فيه الصنـيعـه

إذا ما الوشاة سعوا بـي إلـيه *** أصاخ إليهم بإذن سـمـيعـه

كثرت علـيه فـامـلـلـتـه *** وكل كثير عدو الطـبـيعـه

ولكن نفـسـي إذا أكـثـرت *** على الهجر ليست له مستطيعه

وقال فيه‏:‏

إلى المرآة رحت فروعتنـي *** طوالع قد أرت عيني مشابي

فأما شيبة ففزعت مـنـهـا *** إلى المقراض عجباً بالتصابي

وأما شيبة فعدلـت عـنـهـا *** إلى شرخ الشبيبة بالخضـاب

فيا لك ثم يا لك من مـشـيب *** أقمت به الدليل على الشباب

وقال في كافور الخادم‏:‏

أ كافور قبحت من خادم *** ولا قتك مسرعة جائحه

حكيت سميك في بـردة *** وأخطأك اللون والرائحه

وقال في المدح‏:‏

يا كامل الآداب منفرد العـلـى *** والمكرمات ويا كثير الحاسـد

شخص الأنام إلى كما لك فاستعذ *** من شر أعينهم بعـيب واحـد

علي بن محمد البسامي

من وسائط وبدائع نوادره قوله في موت أحد ابني عبيد الله بن سليمان الوزير‏:‏

قل لأبي القاسم المـرجـى *** قابلك الدهر بالـعـجـائب

مات لك ابن وكـان زينـاً *** وعاش ذو النقص والمعائب

حياة هـذا كـمـوت هـذا *** فلست تخلو من المصـائب

وقوله في أبيه‏:‏

بلوت أبا جـعـفـر مـدة *** فألفيت منه بخيلاً سخيفـا

ولولا الضرورة لـم آتـه *** وعند الضرورة آتي الكنيفا

وقوله في هذا المعنى فيه‏:‏

قل لوزير الأنام عني *** وناد ياذا المصيبتين

يموت حلف الندى ويحيا *** حلف المخازي أبو الحسين

حياة هذا لـمـوت هـذا *** فالطم على الرأس باليدين

وقوله في وزير‏:‏

سنصبر إذ وليت فكم صبرنا *** لمثلك من أمـير أو وزير

ولما لم تنل منهم سـروراً *** راينا فيهم كل الـسـرور