فصل: القاضي أبو يوسف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإعجاز والإيجاز ***


أبو نصر بن أبي زيد وزير الرضى ناصر الدين

كان يقول في استهانة بعض الأعداء‏:‏ ما عسى أن يبلغ عض النملة ولسع النحل ووقوع البقة على النخلة‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الهدية ترد بلاء الدنيا والصدقة ترد بلاء الآخرة‏.‏

أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة وزير أبي علي السيمجوري

سمعته يقول‏:‏ ينبغي للأصاغر أن يتقدموا الأكابر في ثلاثة مواطن إذا ساروا ليلاً وخاضوا نهراً وواجهوا خيلاً‏.‏

أبو الحسن الأهوازي وزير صاحب الصغانيات

من حسن حاله استحسن محاله‏.‏ العدل أقوى جيش والأمن أهنى عيش‏.‏ من زرع الأحن حصد المحن‏.‏

أبو القاسم أحمد بن الحسن وزير السلطان محمود

من لم يقدمه عزمه أخره عجزه‏.‏ ومن توقيعاته‏:‏ كم وضيع رفعه خلقه ورفيع وضعه خرقه‏.‏

الباب السابع‏:‏ في بدايع الكتاب والبلغاء

عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان

من كلامه‏:‏ القلم شجرة ثمرتها المعاني والفكر بحر لؤلؤه الحكمة‏.‏ وكان يقول‏:‏ لو كان الوحي ينزل على أحد بعد الأنبياء فعلى بلغاء الكتاب‏.‏ وذكر البلاغة فقال هي ما رضيته الخاصة وفهمته العامة‏.‏ ومن كلامه‏:‏ خير الكلام ما كان لفظه فحلاً ومعناه بكراً‏.‏

إسماعيل بن صبيح كاتب الرشيد

لم أسمع بين الشكر والاستزادة في فصل أحسن وأوجز مما كتب إلى يحيى بن خالد في شكر ما تقدم من إحسانك شاغل عن استبطاء ما تأخر منه‏.‏ و كان يقول‏:‏ الخط في الإبصار سواد وفي البصائر بياض‏.‏ وقال لصديق له اتخذ صنيعة تبقى لك إذا خانك الأخوان‏.‏

عمرو بن مسعدة كاتب المأمون

كان يقول‏:‏ قليل دائم خير من كثير منقطع‏.‏ و كان يقول‏:‏ كلما يصلح للملوك على العبد حرام‏.‏ وكتب إلى المأمون‏:‏ كتابي ومن قبلي من أجناد أمير المؤمنين وقواده في الطاعة والانقياد على أحسن ما يكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم واختلت أحوالهم‏.‏ فقال لأحمد بن يوسف لله در عمرو ما أبلغه ألا ترى إلى أدماجه المسئلة في الاختيار وإعفائه في سلطانه من الإكثار‏.‏

إبراهيم بن العباس الصولي كاتب المعتصم والواثق والمتوكل

كان يقول‏:‏ مثل الأصدقاء كالنار قليلها متاع وكثيرها بوار‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الكتاب بلا تاريخ نكرة بلا معرفة وعقل بغير سمة‏.‏ و كان يقول‏:‏ المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل من منشيه‏.‏

سعيد بن حميد كاتب المستعين

كتب إلى صديق له يستدعيه‏:‏ طلعت النجوم تنتظر بدرها فرأيك في الطلوع قبل غروبها‏.‏

الحسن بن وهب

سئل يوماً عن مبيته فقال‏:‏ شربت البارحة على عقد الثريا ونطاق الجوزاء فلما تنبه الصبح نمت فلم أستيقظ إلا بلبسي قميص الشمس‏.‏ ومدح صديقاً له‏.‏ فقال خلق كما يشتهي إخوانه ووصف مغنياً فقال‏:‏ كأنه خلق من قلب فهو يغني كلاً بما يشتهيه‏.‏

أحمد بن سليم

كان يقول‏:‏ أحسن الكلام مالاً تمجه الآذان‏.‏ ولا تتعب فيه الأذهان‏.‏

أبو عثمان الجاحظ

قال في وصف الكتاب‏:‏ وعاء مليء علماً وظرف حشي ظرفاً ومن لك في روضة تقلب في حجر وبستان يحمل في كم ووصف الحباري‏.‏ فقال سلاحها سلاحها ووصف النروج فقال يخرج كاسياً كاسياً‏.‏ و كان يقول‏:‏ من صنف فقد استهدف فإن أحسن فقد استعطف وإن أساء فقد استقذف‏.‏ ومن كلامه‏:‏ في ذكر بني هاشم هم ملح الأرض وزبدة المجد ودرع الشريعة‏.‏

إبراهيم النظام

ذكر الزجاج فأخرجه في كلمتين بأوجز لفظ وأتم معنى فقال‏:‏ يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر‏.‏ وقيل له اتناظر أبا الهذيل فقال‏:‏ نعم وأطرح له رخا من عقلي‏.‏

أبو العيناء

قال لعبيد الله بن سليمان نحن في صرفك مرحومون وفي ولايتك محرومون‏.‏ وقال لأبي الصقر إلى كم يرفعني الوزير ولا يرفع بي رأساً‏.‏ وقال له مرة كيف حالك‏.‏ فقال أنت الحال فإذا أصلحت صلحت‏.‏ وقربه يوماً فقال‏:‏ تقريب الولي وحرمان العدو‏.‏ وكان يقول‏:‏ إذا ذهب أهل التفضل مات أهل التجمل‏.‏ ولما توفي عبيد الله بن يحيى بن خاقان من السقطة عن فرسه‏.‏ قال قال انا لله قتل الجواد الجواد وترجل للمصيبة‏.‏ فقال أنزلتني النازلة‏.‏

أبو القاسم الإسكافي

من كلامه‏:‏ أعوذ بالله من نزقات الشباب ونزعات الشيطان‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الزمان صروف تحول وأمور تحول‏.‏ وله كتاب الشكر به زكاء النعمى والوفاء معه صلاح العقبى‏.‏

أبو يحيى الحمادي

كتب إليه بعض أصدقائه رقعة في الاعتذار عن التأخر عن حضرته والإخلال بخدمته فوقع على ظهرها أنت في أوسع العذر عند ثقتي بك وفي أضيقه عند شوقي إليك‏.‏ وكتب في وصف شيخ ذاك هرم هم قد أخذ الزمان من عقله كما أخذ من جسمه‏.‏

أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف

كتب في عهد لبعض الولاة‏:‏ ادرع من ثوب عفافك ما يشمل أطرافك كافة‏.‏ وكتب إلى قوم من العصاة احذروا أن ينقلكم الله بأقدامكم إلى مصارع حمامكم‏.‏

أبو سعيد الوذاري

كتب إلى ابن العميد أنا أيد الله الأستاذ سلمان بيته وأبو هريرة مجلسه وأنس خدمته وبلال دعوته وحسان مدحته‏.‏

أبو العباس الأقليدسي

كان يقول‏:‏ العلائق هي العوائق عن الحقائق‏.‏

أبو بكر الخوارزمي

كان يقول‏:‏ الكريم من أكرم الأحرار‏.‏ والكبير من صغر الدينار‏.‏ وكتب كتاباً في فصل منه قد أراحني الشيه ببره بل أتعبني بشكره وخفف ظهري من ثقل المحن لا بل أثقله بأعباء المنن وأحياني بتحقيق الرجا لا بل أماتني بفرط الحيا ومن كلامه‏:‏ الأذكار حيث التناسي‏.‏ والنقاضي حيث التعاصي‏.‏

أبو الفضل البديع الهمذاني

من كلامه‏:‏ نعم الرفيق التوفيق وكان يقول‏:‏ غضب العاشق أكثر عمراً من أن ينتظر عذراً‏.‏ ومن كلامه‏:‏ سبيل الإنسان في الإحسان سبيل الإشجار في الإثمار فيجب إذا أتى بالحسنة أن يرفه إلى السيئة‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الكلب يزمن حين يسمن ولا يتبع حين يشبع‏.‏ الجوع يهم بالرجوع‏.‏ وكان يقول‏:‏ الخير إذا تواتر به النقل قبله العقل‏.‏ ومن كلامه‏:‏ ما كل نابع ماء ولا كل سقف سماء ولا كل بنية بيت الله ولا كل محمد رسول الله‏.‏ ومن كلامه سم المبرسم في الشهد والشمس تقبح في الأعين الرمد‏.‏ وكان يقول‏:‏ من لم يجد الحميم رعى الهشيم‏.‏

أبو الفرج الببغاء

من كلامه المعرفة بأسرار الآلات أقوى معين على الصناعات‏.‏ ومن كلامه‏:‏ رسوم الكريم ديون‏.‏ وكتب في ذم بخيل‏:‏ ما هو إلا صوف الكلب ومخ الذر ولبن الطير‏.‏ ومن كلامه‏:‏ رب ظلوم متظلم المكاتبة ترجمة النية‏.‏

الفتح المحسن بن إبراهيم

كتب في وصف يوم شديد البرد‏:‏ هذا يوم يخمد جمره ويحمد خمره ويخف فيه الثقيل إذا هجر ويثقل الخفيف إذ هجم‏.‏

أحمد بن علي الميكالي

وصل كتابك فوجدته يسهل الحزون ويسر المحزون ويعطل الدر المخزون‏.‏ ومن كلامه‏:‏ في التراسل أنت من أحمدته اعتمدته فانتقدته فاعتقدته‏.‏

ابنه أبو الفضل عبيد الله

من فصوله النعمة عروس مهرها الشكر وثوب صوانه النشر‏.‏ ومنها رب لاغ في إبلاغ‏.‏ ومنها القلم مطية يمشي راكبها رهواً ويكسو الآنامل زهواً‏.‏

أبو القاسم بن حولة الهمذاني

من كلامه في بعض كتبه‏:‏ ما حال من قد خلق عمره وانطوى وبلغ ساحل الحياة ووقف على ثنية الوداع وأشرف على دار المقام ولم يبق منه إلا أنفاس معدودة وحركات محصورة ومدة فانية وعدة متناهية‏.‏

القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز

هذا الفناء خصب المراد فما بالي منه عسر المراد وتوفر مولاي عليّ غير مستزاد فما بالي حصلت على غير زاد‏.‏

أبو الفتح علي بن محمد البستي

كتب في بعض الفتوح‏:‏ كتبت وقد هبت ريح النصر من مهبها والأرض مشرقة بنور ربها‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الرشوة رشاء الحاجة والبشر نور الإيجاب والمعاشرة ترك المعاسرة‏.‏ ومن كلامه‏:‏ إن لم يكن لنا طمع في درك درك فأعفنا من شرك شرّك و كان يقول‏:‏ أجهل الناس من كان على السلطان مدلاً وللإخوان مذلاً‏.‏ ومن كلامه‏:‏ إذا بقي ما قاتك فلا تأس على ما فاتك‏.‏ و كان يقول‏:‏ لا ضمان على الزمان ولا ضياع بين الصناعة والقناعة‏.‏

أبو سهل محمد بن الحسن

كتب في بعض كتبه‏:‏ فلان ثقيل روح الحركة‏.‏ جامد هواء الراحة‏.‏ حار ظل الشجرة‏.‏ وكتب في جواب معتذراً من التأخر عنه‏.‏ قد ناب لعاب قلمك عن ركاب قدمك‏.‏

أبو بكر علي بن الحسن الغساني

كتب في كتاب‏:‏ فتح فتوحاً‏.‏ ألفتها النفوس والطباع مرت عليها الأبصار والأسماع فهي لا تستغرب غرائبها ولا تستعجب عجائبها‏.‏ وقال في حكاية‏:‏ أنك لا تسلم حتى تسلم ولا تأمن حتى تؤمن وسمعته يقول‏:‏ من طلب وجد وجد ومن قرع الباب ولجّ ولج‏.‏

أبو أحمد منصور بن محمد

من كلامه في بعض كتبه‏:‏ بي رمد وفي الهواء ومد‏.‏ ولقاء الشيخ فرج ولكن ليس على الأعمى من حرج‏.‏ لا سيما والمجلس وطيء والمركب لطيء‏.‏ وهج الصيف يثير الرهج ويذيب المهج‏.‏

أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي

من كلامه‏:‏ تعز عن الدنيا تعز‏.‏ الشباب باكورة الحياة‏.‏ لسان التقصير قصير‏.‏ الرفق لقاح الصلاح وجناح النجاح‏.‏ الهم في وخز النفوس‏.‏ شر من السوس في خز السوس‏.‏

الأمير قابوس بن وشمكير

من كلمات كتابي المعنون بالمبهج الذي كنت أنشأته وهي قريبة ألف كلمة كلها من صنعتي فاختار منها ما كتبه‏.‏ وتحفظه استحساناً له وإعجاباً به‏.‏ وهي سبحان مقدر الأقوات على اختلاف الأوقات‏.‏ استظهر على الدهر بخفة الظهر‏.‏

أمهد لنفسك قبل عثرة قدمك وكثرة ندمك‏.‏ خلف الوعد خلق الوغد‏.‏ نسيم الريح نسيب الروح‏.‏ البخل بالطعام من أخلاق الطغام‏.‏ ربما كان التقالي في التلاقي‏.‏ لو كانت المشاجرة شجراً لم تثمر إلا ضجراً‏.‏ من جلب در الكلام سلب در الكرام‏.‏ بعض الناس كالغذاء النافع وبعضهم كالسم الناقع‏.‏ ما الخلاص إلا في الإخلاص‏.‏ من افتقر إلى الله استغنى به‏.‏ ثمرة رأي الأريب المستشار أحلى من الأري المشتار‏.‏ أكثر العوام كالأنعام‏.‏ واكثر الأغنياء أغبياء‏.‏ ورب رقعة توضح رقاعة كاتبها‏.‏ المحنث عيبة العيوب وذنوب الذنوب‏.‏

لا مستمتع ببرد الظلال مع حر البلبال‏.‏ ما أطيب العيش لو لا أن صفوه مشوب وعاقبته مشيب‏.‏ لا عذر لمن أعتم بالشيب أن لا يرتدي بالعقل‏.‏ حجر البخيل لا يروى ولا يروي‏.‏ آنس القيان من كان الحسن في خلقها والطيب في خلقها‏.‏ الدنيا معشوقة ريقها الراح‏.‏ الخمر كالدنيا والدنيا كالخمر لاجتماع المرارة واللذاذة فيهما‏.‏ الخمر مصباح السرور ولكنها مفتاح الشرور‏.‏

الباب الثامن‏:‏ في طرائف الفلاسفة والحكماء والزهاد والعلماء

أرسطاطاليس

ما زلت أشرب ولا أروى‏.‏ فلما عرفت الله رويت من غير شرب‏.‏ ومن كلامه‏:‏ اعص الهوى وأطع من شئت‏.‏ وكان يقول‏:‏ الحكمة سلم العلوم فمن عدمها عدم القرب من باريه‏.‏

أفلاطون

من أيس من الشيء استغنى عنه وسئل عن العشق فقال‏:‏ ذا لا يعرض إلا للفراغ‏.‏ وقيل له لم لا تجمع الحكمة والمال فقال‏:‏ لعز الكمال‏.‏

سقراط

استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه‏.‏ ومن كلامه‏:‏ في كل يوم حادث لم يكن وكان ما لا بد منه قد نزل وكان ما نزل لم يزل‏.‏ ومن كلامه‏:‏ كل شيء يستطاع قلبه إلا الطبيعة ويقدر على رده إلا القضا‏.‏

جوامع كلم لقمان في أمور وأحوال مختلفة

نظر بعضهم جارية حسناء خرجت بوم عيد في النظارة فقال هذه لم تخرج لترى ولكن لترى ونظر إلى صياد يكلم امرأة‏.‏ فقال له يا صياد احذر أن تصاد ونظر إلى رجل سوء حسن الوجه‏.‏ فقال أما البيت فحسن وأما الساكن فرديء‏.‏ وقيل لبعضهم لم لا تطلب الولد? فقال لحبي له‏.‏ وقال بعضهم لما مات الاسكندر وجعل في تابوت ذهب‏:‏ إن هذا قد كان يخبأ الذهب وقد خبأه الذهب الآن‏.‏ وقال آخر‏:‏ والناس يبكون ويجزعون‏:‏ قد حركنا الآن بسكونه‏.‏ وقال آخر‏:‏ قد كان يعظنا في حياته وهو اليوم أوعظ منه أمس‏.‏ وقال آخر‏:‏ قد كان غالباً فصار مغلوباً وآكلاً فصار مأكولاً‏.‏ وقال آخر‏:‏ الصديق إنسان آخر إلا أنه أنت‏.‏

النظام

الذهب لئيم لأن الشيء ينجذب إلى شكله والذهب عند اللئام أكثر منه عند الكرام‏.‏

يحيى بن عدي

إن الطبيعة تمل الشيء الواحد إذا دام عليها ولذلك اتخذت ألوان الأطعمة واطلق التزوج بأربع نسوة ورسم التنزه والتحول من مكان إلى مكان والاستكثار من الأخوان والتفنن في الآداب والجمع بين الجد والهزل‏.‏

القاضي أبو يوسف

النور في السواد يعني سواد العين الذي يبصر به‏.‏

أحمد بن داود

لله در البرامكة عرفوا تقلب الدول فبادروا بالعرف قبل العوائق و كان يقول‏:‏ الاستصلاح خير من الاجتياح‏.‏ ويقول‏:‏ من صدقت لهجته وضحت حجته‏.‏ وكان يقول‏:‏ خرق الإجماع خرق‏.‏

مالك بن دينار

إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها - يعني مجالس الذكر - وكان يقول‏:‏ نعم حاجب الشهوات غض البصر‏.‏ ومن كلامه‏:‏ صم عن الدنيا تفطر بالآخرة‏.‏

ابن السماك

كل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة‏.‏ وكان يقول‏:‏ الذكر كالنخلة لا تزال منها بين رزق ورفق‏.‏

الفضل بن عياض

الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت واسطة والموت في أضغاث أحلام‏.‏

يحيى بن معاذ

الفقر خوف الفقر والزهد إخفاء الزهد‏.‏ وقال للعلوي لما زاره‏:‏ إن زرتنا فبفضلك وإن زرناك فلفضلك فلك الفضل زائراً ومزوراً‏.‏

الشبلي

نور الحقيقة أحسن من نور الحديقة‏.‏ ومن كلامه‏:‏ الزهد قطع العلائق وهجر الخلائق‏.‏ ونظر إلى مختضب فقال له‏:‏ إن النور أحسن من الظلمة فلم سودت نورك‏.‏

ابن شمعون الواعظ

قال له السلطان المعظم محمود رحمه الله‏:‏ عظني وأوجز‏.‏ فقال‏:‏ كما تحب أن يفعل الله بك فافعل برعيتك‏.‏ وكان يقول‏:‏ لم أسمع في المواعظ أبلغ وأوجز من قول من قال‏:‏ إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما‏.‏ وحكي عن ابن أبي تراب النسفي أنه كان يقول‏:‏ ازهد في الدنيا يحبك الله وفيما في أيدي الناس يحبك الناس‏.‏

الباب التاسع‏:‏ في ملح الظرفاء ونوادرهم

شراعة ابن زندبوز

قال للوليد بن يزيد في كلام دار بينهما‏:‏ عجبت لمن لم تحرقه الشمس ولم يغرقه المطر كيف لا يشرب إلا مصحراً فوالله ما شرب الناس على أحسن من وجه السماء وسعة الفضاء ورقة الهواء وخضرة الكلاء وقمر الشتاء‏.‏ ومن كلامه‏:‏ ما للعقار والوقار إنما العيش مع الطيش‏.‏

مطيع بن إياس

كان يقول‏:‏ إن في النبيذ لمعنى في الجنة لأنه يذهب الحزن كما حكى الله عن أهلها‏.‏ وأهدى إلى حماد عجرد غلاماً وكتب إليه‏:‏ قد بعثت إليك غلاماً يتعلم عليك كظم الغيظ‏.‏ وقال ليحيى بن زياد‏:‏ لا مرحباً بعيش انفرد به عنك ويوم لا أكتحل فيه بك‏.‏

أبو الحارث جمين

قيل له من يحضر مائدة محمد بن يحيى? فقال‏:‏ أكرم الخلق والأمهم يهني الملائكة والذباب ونظر يوماً في المرآة فاستقبح وجهه فقال الحمد لله الذي لا يحمد على المكروه غيره‏.‏

أبو عبد الله الجماز

كتب إلى صديق له يسأله شيئاً فأجابه إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك الله معذوراً وكانت أمه نائحة فجمعه المكتب بالبصرة وابن مغنية فتشاجرا يوماً وتشاتما فزناه ابن المغنية فضحك الجماز وقال للصبيان‏:‏ أنصفوني يا قوم من هذا إن أمه تشهد الفجور والسرور وأمي تشهد الأتراح والأحزان فانظروا أيتهما أحق بالزنى‏.‏ وبلغ كلامه المؤدب فتعجب منه وقال‏:‏ إن عاش هذا خرج باقعة في الظرف والنوادر فكان كذلك‏.‏ وقال الجماز مرة شممت من دار فلان رائحة طيبة أطيب من رائحة العروس الحسناء في أنف العاشق الشيق وأهدى إلى صديق له فاكهة على طبق وكتب إليه‏:‏ من الظرف رد الظرف‏.‏

ابن عايشة القرشي

كان يقول‏:‏ كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى ذهب يقتبس النار فكلمه الجبار‏.‏ وكان يقول‏:‏ طلق الدنيا ثلاثاً من لا يشرب النبيذ‏.‏

أبو العميثل

دخل يوماً إلى طاهر بن عبد الله فقبل يده فقال له قد آذت خشونة شاربك يدي فقال‏:‏ كلا أيها الأمير إن شوك القنفذ لا يضر ببرثن الأسد‏.‏

علي بن عبيدة الريحاني

قال الجاحظ‏:‏ مرض ابن عبيدة فدخلت إليه عائداً وقلت له ما تشتهي يا أبا الحسن? فقال‏:‏ عيون الرقباء وألسن الوشاة وأكباد الحساد‏.‏ ودخل إليه صديق له من قطيعة الربيع فعاتبه على انقطاعه عنه طويلاً ثم قال له‏:‏ يا عجبي أعاتبك على القطيعة وأنت من أهل القطيعة‏.‏ وكان يقول‏:‏ الزيارة عمارة المودة وقلتها أمان من الملالة‏.‏

محمد بن داود الأصفهاني

كان يقول‏:‏ الهواء هوان وما خلق الفراق إلا لتعذيب العشاق‏.‏ ومن كلامه‏:‏ نزع النفس أهون من نزع الشوق وقطع الأوصال أيسر من قطع الوصال‏.‏

منصور الفقيه المصري

كان يوماً يدرس أصحابه وابنه محمداً وكان صبياً يؤذيه فنحاه ثم اشتغل قلبه به وحن إليه فاستدناه وقال‏:‏ فديت من يؤذيني وإذا يؤذيني فهو يؤدبني ورآه يوماً يعدو في داره ويلعب‏.‏ فقال له يا بني لو علمت أن رجلك من قلب أبيك لوقفت بها‏.‏

أبو الفتح كشاجم

من كلامه‏:‏ لولا أن المخمور يعرف قصته لقدم وصيته‏.‏ وكان أبو بكر الخوارزمي يقول‏:‏ أنا أحفظ في هجاء المغنين قرابة ألف بيت ليس فيها أبلغ وأملح وأوجز‏.‏ من قوله‏:‏ ما رآه أحد في دار قوم مرتين‏.‏

جحظة البرمكي

سئل عن دعوة حضرها‏.‏ فقال‏:‏ كل شيء كان بها بارداً إلا الماء‏.‏ وكتب ابن المعتز‏:‏ كتب عليّ أن أجيب داعي الأمير فانقطع شريان الغمام فقطعني عنه‏.‏ فكتب إليه‏:‏ إن فاتني السرور برؤيتك لم يفتني الأنس بلفظتك‏.‏ وقال جحظة لابن طومار‏:‏ خيالك سمير نفسي إذا نمت وذكرك مزاجها إذا انتبهت‏.‏ ومن كلامه‏:‏ رب غائب بشخصه حاضر بخلوص نفسه‏.‏ وكان الشبلي يرقص على قوله‏:‏

ورق الجو حتى قيل هـذا *** عتاب بين جحظة والزمان

القاسم الزعفراني

كان يقول‏:‏ كتب مولانا الصاحب إلى الآفاق سفاتج روائج‏.‏ وكان يقول‏:‏ قد نقضت غرة الصبي ولبيت داعي الحجى‏.‏ قال يوماً لأبي عبد الله الحامدي‏:‏ فصدت فصدت العلة‏.‏

الباب العاشر‏:‏ في وسائط قلائد الشعراء

امرؤ القيس

يقال أن أمير الشعراء امرؤ القيس وأمير شعره قوله‏:‏

والله أنجح ما طلبت بـه *** والبر خير حقيبة الرحل

فإن فيه الاستنجاح بالله ومدح البر والحث عليه ومن جوامع كلمه قوله‏:‏

فقد طوفت في الآفاق حتى *** رضيت من الغنيمة بالإياب

وقوله‏:‏ إن الشقاء على الأشقين مصبوب وقوله‏:‏ وجرح اللسان كجرح اليد وقوله‏:‏ وخير ما رمت ما ينال وقوله‏:‏ بمنجرد قيد الأوابد هيكل

زهير

يقال انه أجمع الناس للكثير من المعاني في القليل من الألفاظ وأبياته التي في آخر قصيدته التي أولها‏:‏

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم *** …………………

يشبه كلام الأنبياء وهي من أحكم حكم العرب وما منها إلا غرة ودرة ومما وقع الإجماع على أن أمدح بيت للعرب قوله‏:‏

تراه إذا ما جئته متـهـلـلاً *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله

النابغة الذبياني‏:‏ قال فأجاد في تشبيه النعمان بن المنذر مرة بالليل ومرة بالشمس حيث قال‏:‏

وإنك كالليل الذي هو مـدركـي *** وإن خلت إن المنتأى عنك واسع

وقال طالعت في كتاب الآلات والولائم رواية الليث عن الخليل قول النابغة‏:‏

ألم تر أن الله أعطاك سـورة *** ترى كل ملك دونها يتذبـذب

فإنك شمس والملوك كواكـب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ومن جوامع كلمه‏:‏

فلست بمستبق أخاً لا تـلـمـه *** على شعث أيّ الرجال المهذب

وقوله‏:‏ ولا قرار على زأر من الأسد‏.‏

وقوله‏:‏ فإن مطية الجهل الشباب‏.‏

أوس بن حجر‏:‏ قال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ ليس للعرب مطلع قصيدة في الرثاء أوجز لفظاً وأحسن معنى من قوله‏:‏

أيها النفس احملي جزعاً *** إن الذي تحذرين قد وقعا

ومن هذه القصيدة قوله‏:‏

إلا لمعيّ الذي يظن بك الظ *** ن كان قد رأى وقد سمعا

بشر بن أبي حازم

وأيدي الندى في الصالحين قروض

مهلهل

من امثاله السائرة قوله‏:‏

لم أكن من جنانها علم الل *** ه وإني بحرها اليوم صال

طرفة

من أمثاله السائرة على وجه الدهر قوله‏:‏

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تـزود

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل به ولا يقيم وزنه‏.‏ وكان ابن عباس يقول أنه كلام نبي‏.‏

ومن أمثال طرفة قوله‏:‏ ما أشبه الليلة بالبارحة‏.‏

وقوله‏:‏ إذا ذل مولى المرء فهو ذليل

لقيط بن معبد

من امثاله السائرة قوله من قصيدة‏:‏

قوموا قياماً على أمشاط أرجلكـم *** ثم افزعوا قد ينال الأمر من فزعا

ومنها‏:‏

هيهات ما زالت الأموال مدأبة *** لأهلها أن أصيبوا مرة تبعـا