فصل: بَاب صَلَاة الْعِيدَيْنِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام



.بَاب صَلَاة الْعِيدَيْنِ:

(476) عَن يزِيد بن خُمير الرَّحَبَي، قَالَ: خرج علينا عبد الله بن بسر صَاحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاس فِي يَوْم عيد فطر أَو أَضْحَى فَأنْكر إبطاء الإِمَام، وَقَالَ: إِنَّا كُنَّا قد فَرغْنَا ساعتنا هَذِه، وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح. أخرجه أَبُو دَاوُد. وَيزِيد بن خمير وَثَّقَهُ شُعْبَة، وَيَحْيَى بن معِين. وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ: إِنَّا كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(477) وَعَن أبي عُمَيْر بن أنس، عَن عمومة لَهُ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن ركباً جاؤوا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشْهدُونَ أَنهم رَأَوْا الْهلَال بالْأَمْس، فَأَمرهمْ أَن يفطروا، وَإِذا أَصْبحُوا يغدوا إِلَى مصلاهم.... الحَدِيث. أخرجه أَيْضا أَبُو دَاوُد، وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد تَخْرِيجه: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح.
(478) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ذكر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وفطركم يَوْم تفطرون، وأضحاكم يَوْم تضحون». الحَدِيث أخرجه أَيْضا أَبُو دَاوُد.
(479) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْم الْفطر حَتَّى يَأْكُل تمرات. أخرجه البُخَارِيّ.
(480) وَفِي رِوَايَة علقها وأسندها الْإِسْمَاعِيلِيّ: يأكلهن وترا.
(481) وَعند التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ثوّاب بن عتبَة، عَن عبد الله ابْن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يخرج يَوْم الْفطر حَتَّى يَطعَمَ، وَلَا يَطعمُ يَوْم الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّي. وثواب وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين.
(482) وَعَن أم عَطِيَّة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: أمرنَا- تَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَن نخرج فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِق، وَذَوَات الْخُدُور، وَأمر الحيّض أَن يعتزلن مُصَلَّى الْمُسلمين. لفظ مُسلم وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(483) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبا بكر وَعمر كَانُوا يصلونَ الْعِيدَيْنِ قبل الْخطْبَة. لفظ مُسلم.
(484) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه خرج يَوْم الْفطر فَصَلى رَكْعَتَيْنِ، لم يصل قبلهمَا وَلَا بعدهمَا وَمَعَهُ بِلَال الحَدِيث. لفظ البُخَارِيّ وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(485) وَعند مُسلم: عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يَوْم أَضْحَى، أَو فطر، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ لم يصلِّ قبلهمَا، وَلَا بعدهمَا.
(486) وَعند مُسلم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يَوْم أَضْحَى أَو فطر، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ لم يصل قبلهمَا وَلَا بعدهمَا، ثمَّ أَتَى النِّسَاء وَمَعَهُ بِلَال فأمرهن بِالصَّدَقَةِ، فَجعلت الْمَرْأَة تلقي خُرصها وسخابَها. مُتَّفق عَلَيْهِ.
(487) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا رَجَعَ من الْمُصَلى صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. فِي إِسْنَاده عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، وَقد تقدم.
(488) وَعَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبَّر فِي الْعِيدَيْنِ: فِي الأولَى سبعا قبل الْقِرَاءَة، وَفِي الْأَخِيرَة خمْسا قبل الْقِرَاءَة. أخرجه التِّرْمِذِيّ وَاسْتَحْسنهُ فِي الْجَامِع، وَذكر الْبَيْهَقِيّ عَنهُ عَن البُخَارِيّ أَنه صحّح الحَدِيث.
(489) وَعَن عبيد الله بن عتبَة، عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَأَلَني عمر بن الْخطاب عَن قِرَاءَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يومِ الْعِيد؟ فَقلت: {اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر}، و{ق وَالْقُرْآن الْمجِيد}. انْفَرد بِهِ مُسلم.
(490) وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا كَانَ يَوْم عيد خَالف الطَّرِيق. انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ.
(491) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: دخل عليَّ أَبُو بكر، وَعِنْدِي جاريتان من جواري الْأَنْصَار تُغنيَانِ بمَا تقاولت بِهِ الْأَنْصَار يَوْم بُعَاث- قَالَت: وليستا بمغنيتين- فَقَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أبمزمور الشَّيْطَان فِي بَيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْم عيد؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بكر إِن لكل قوم عيداً، وَهَذَا عيدنا». لفظ مُسلم. وَقد مرَّ حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي لعب الْحَبَشَة فِي الْمَسْجِد.
(492) وَفِي رِوَايَة فِيهِ: «وَكَانَ يَوْم عيد يلْعَب السودَان فِيهِ بالدرق والحراب».

.بَاب مَا يمْنَع لبسه أَو يكره وَمَا لَيْسَ كَذَلِك:

(493) عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عَامر، أَو أَبُو مَالك، وَالله يَمِين أُخْرَى، حَدثنِي أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَيَكُونن فِي أمتِي أَقوام يسْتَحلُّونَ»، قَالَ فِي حَدِيث هِشَام: «الْخمر وَالْحَرِير»، وَقَالَ فِي حَدِيث دُحَيْم: «الْخَزّ وَالْحَرِير وَالْخمر وَالْمَعَازِف»... الحَدِيث. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَأَبُو دَاوُد والإسماعيلي مُتَّصِلا، وَهَذَا من لفظ الْإِسْمَاعِيلِيّ. وَفِي تَرْجَمَة أبي دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ مَا تَقْتَضِي أَنه«الْخَزّ» بِالْخَاءِ والزاء، وَزعم بَعضهم أَنه تَصْحِيف وَأَن الصَّوَاب: «الْحر» بِالْحَاء وَالرَّاء وَالتَّخْفِيف.
(494) وَفِي رِوَايَة جرير بن حَازِم فِي حَدِيث استسقاء حُذَيْفَة الْمُتَقَدّم: أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَن نشرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة، وَأَن نَأْكُل فِيهَا، وَعَن لبس الْحَرِير والديباج، وَأَن نجلس عَلَيْهِ.
(495) وَرَوَى مُسلم عَن حَدِيث سُويد بن غفَلَة أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه خطب بالجابية فَقَالَ: نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لبس الْحَرِير إِلَّا مَوضِع أصبعين أَو ثَلَاث أَو أَربع.
(496) وَعَن قَتَادَة، أَن أنس بن مَالك أنبأهم: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فِي لبس القمص الْحَرِير فِي السّفر من حكةٍ كَانَت بهما أَو وجع كَانَ بهما.
(497) وَفِي رِوَايَة: رخص لَهما فِي قَمِيص الْحَرِير فِي غزَاة لَهما.
(498) وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أهديت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلَّة سيراء فَبعث بهَا إِلَيّ فلبستها، فعرفتُ الْغَضَب فِي وَجهه، فَقَالَ: «إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبَسَها، وإِنَّمَا بعثتُ بهَا إِلَيْك لتشققها خُمراً بَين النِّسَاء». وَكلهَا عِنْد مُسلم، وَبَعضهَا مُتَّفق عَلَيْهِ.
(499) وَعَن فُضَيْل بن فضَالة عَن أبي رَجَاء العطاردي قَالَ: خرج علينا عمرَان بن الْحصين وَعَلِيهِ مطرف خَز، فَقُلْنَا: يَا صَاحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! تلبس هَذَا؟ فَقَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِن الله يحب إِذا أنعم عَلَى عبدٍ نعْمَة أَن تُرى أثر نعْمَته عَلَيْهِ». أخرجه الْبَيْهَقِيّ، وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: فُضَيْل بن فضَالة الَّذِي رَوَى عَنهُ شُعْبَة ثِقَة.
(500) وَثَبت النَّهْي عَن لبس المعصفر من حَدِيث عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
(501) وَثَبت لبس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرْطًا مُرَحَّلاً من شعر أسود من حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.

.بَاب صَلَاة الْكُسُوف:

(502) عَن الزُّهْرِيّ، يخبر عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهر فِي صَلَاة الخسوف بقرَاءَته، فَصَلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات.
(503) قَالَ الزُّهْرِيّ: وَأَخْبرنِي كثير بن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه صَلَّى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات.
(504) وَفِي رِوَايَة يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ فِي حَدِيث أطول من هَذَا: وانجلت الشَّمْس قبل أَن ينْصَرف، ثمَّ قَامَ فَخَطب النَّاس فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله... الحَدِيث.
(505) وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَنهُ أَن الشَّمْس خسفت عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبعث منادياً بالصلاةَ جامعةَ، فَاجْتمعُوا، وَتقدم فَكبر.. الحَدِيث.
(506) وَفِي رِوَايَة عبيد بن عُمَيْر، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى سِتّ رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات.
(507) وَفِي رِوَايَة عمْرَة عَنْهَا، قَالَت عَائِشَة: فَقَامَ قيَاما طَويلا، ثمَّ ركع,فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا، ثمَّ رفع فَقَامَ قيَاما طَويلا وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا وَهُوَ دون ذَلِك الرُّكُوع الأول ثمَّ رفع وَقد تجلت الشَّمْس، فَقَالَ: «إِنِّي قد رأيتكم تُفتنون فِي الْقُبُور كفتنة الدَّجَّال»... الحَدِيث.
(508) وَفِي رِوَايَة عَن جَابر: فَصَلى سِتّ رَكْعَات بِأَرْبَع سَجدَات. وفيهَا بعد ذكر السَّجْدَتَيْنِ فِي الأولَى: ثمَّ قَامَ فَصَلى أَيْضا فَرَكَعَ ثَلَاث رَكْعَات، لَيْسَ مِنْهَا رَكْعَة إِلَّا الَّتِي قبلهَا أطول من الَّتِي بعْدهَا، وركوعه فِيهَا نَحْو من سُجُوده.
(509) وَرَوَى طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين كسفت الشَّمْس ثَمَانِي رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات.
(510) وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله يخوف الله بهما عباده، وإنهما لَا يكسفان لمَوْت أحد من النَّاس، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فصلوا وَادعوا، حَتَّى يكْشف مَا بكم». أخرجهَا كلهَا مُسلم، وَبَعضهَا مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب صَلَاة الاسْتِسْقَاء:

(511) عَن هِشَام بن إِسْحَاق- وَهُوَ ابْن كنَانَة- عَن أَبِيه قَالَ: أَرْسلنِي الْوَلِيد بن عقبَة وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله عَن استسقاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْته، فَقَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج متبذلاً متواضعاً متضرعاً حَتَّى أَتَى المصلَّى فَلم يخْطب خطبتكم هَذِه، وَلَكِن لم يزل فِي الدُّعَاء، والتضرع، وَالتَّكْبِير، وَصَلى رَكْعَتَيْنِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيد.
أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
(512) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: اشْتَكَى النَّاس إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوط الْمَطَر فَأَمرهمْ بمنبره فَوضع لَهُ فِي الْمُصَلى، ووعد النَّاس يَوْمًا يخرجُون فِيهِ... الحَدِيث، وَفِيه الصَّلَاة بعد الْخطْبَة. انْفَرد بِهِ أَبُو دَاوُد، وَقَالَ: هَذَا الحَدِيث غَرِيب، وَإِسْنَاده جيد.
(513) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء، حَتَّى يُرى بَيَاض إبطَيْهِ.
(514) وَعنهُ: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استسقى، فَأَشَارَ بِظهْر كفيه إِلَى السَّمَاء. لفظ مُسلم، وَالْأول مُتَّفق عَلَيْهِ.
(515) وَعنهُ: أَن رجلا دخل الْمَسْجِد يَوْم الْجُمُعَة من بَاب كَانَ نَحْو دَار الْقَضَاء وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يخْطب، فَاسْتقْبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِما ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله! هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت النَّسْل فَادع الله تَعَالَى يغيثنا. قَالَ: فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا»، قَالَ أنس: وَلَا وَالله مَا نرَى فِي السَّمَاء من سَحَاب وَلَا قزعة، وَمَا بَيْننَا وَبَين سَلْع من بَيت وَلَا دَار، قَالَ: فطلعت من وَرَائه سَحَابَة مثل الترس، فَلَمَّا توسطت السَّمَاء انتشرت، ثمَّ أمْطرت. قَالَ: فَلَا وَالله مَا رَأينَا الشَّمْس سبتاً قَالَ: ثمَّ دخل رجل من ذَلِك الْبَاب فِي الْجُمُعَة الْمُقبلَة وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يخْطب، فَاسْتَقْبلهُ قَائِما فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله يمْسِكهَا عَنَّا. قَالَ: فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ، ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكام والظراب وبطون الأودية، ومنابت الشّجر». قَالَ: فانقلعت، وَخَرجْنَا نمشي فِي الشَّمْس. قَالَ شريك فَسَأَلت أنس بن مَالك: أهوَ الرجل الأول؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم.
(516) وَعَن عباد بن تَمِيم، عَن عَمه، قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خرج يَسْتَسْقِي، قَالَ: فحوّل إِلَى النَّاس ظَهره، واستقبل الْقبْلَة يَدْعُو، ثمَّ حول رِدَاءَهُ، ثمَّ صَلَّى لنا رَكْعَتَيْنِ جهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ. مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.
(517) وَعند أبي دَاوُد فِي رِوَايَة: استسقى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ خميصة لَهُ سَوْدَاء، فَأَرَادَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَأْخُذ بأسفلها فَيَجْعَلهُ بِأَعْلَاهَا، فَلَمَّا ثقلت عَلَيْهِ قَلبهَا عَلَى عَاتِقه.
(518) وَفِي لفظ: فَلَمَّا ثقلت عَلَيْهِ قَلبهَا. وَرِجَاله رجال الصَّحِيح، والخميصة: كسَاء مربع لَهُ علمَان.
(519) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن عمر بن الْخطاب كَانَ إِذا قحطوا استسقى بِالْعَبَّاسِ بن عبد الْمطلب، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نتوسل إِلَيْك بنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتسقينا، اللَّهُمَّ وَإِنَّا الْيَوْم نتوسل إِلَيْك بعم نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسقنا، قَالَ فيسقون.
(520) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا رَأَى الْمَطَر قَالَ: «اللَّهُمَّ صيباً نَافِعًا». أخرجهُمَا البُخَارِيّ.
(521) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أَصَابَنَا وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطر، قَالَ: فحسر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبه حَتَّى أَصَابَهُ من الْمَطَر فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله لم صنعت هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيث عهد بربه عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه مُسلم.
(522) عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «لَا يتمنّين أحدكُم الْمَوْت لضر نزل بِهِ، وَليقل: اللَّهُمَّ، أحيني مَا كَانَت الْحَيَاة خيرا لي، وتوفني إِذا كَانَت الْوَفَاة خيرا لي». اتَّفقُوا عَلَى إِخْرَاجه، وَاللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي.
(523) وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول قبل مَوته بِثَلَاث: «لَا يموتنَّ أحدكُم إِلَّا وَهُوَ يحسن بِاللَّه الظَّن». لفظ رِوَايَة أبي دَاوُد، وَأخرجه مُسلم، وَابْن مَاجَه.
(524) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«لقنوا مَوْتَاكُم: لَا إِلَه إِلَّا الله». أَخْرجُوهُ إِلَّا البُخَارِيّ، وَاللَّفْظ لمُسلم.
(525) وَعَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أبي سَلمَة وَقد شقّ بَصَره، فأغمضه، ثمَّ قَالَ: «إِن الرّوح إِذا قبض تبعه الْبَصَر»، فَضَجَّ نَاس من أَهله، فَقَالَ: «لَا تدعوا عَلَى أَنفسكُم إِلَّا بِخَير، فَإِن الْمَلَائِكَة يؤمّنون عَلَى مَا تَقولُونَ». ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلمَة، وارفع دَرَجَته فِي المهديين، واخلفه فِي عقبه فِي الغابرين، واغفر لنا وَله يَا رب الْعَالمين، وأفسح لَهُ فِي قَبره، وَنور لَهُ فِيهِ». أَخْرجُوهُ إِلَّا البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ. وَاللَّفْظ لمُسلم.
(526) وَعَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: سُجِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين مَاتَ فِي ثوب حبرَة. لفظ مُسلم وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(527) وَعَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «لَا تزَال نَفْس الْمُؤمن معلقَة بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقضى عَنهُ». أخرجه الْبَيْهَقِيّ.
(528) عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رجلا وقصه بعيره، وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ محرم، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغسلوه بِمَاء وَسدر، وكفنوه فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تمسوه طيبا، وَلَا تخمروا رَأسه، فَإِن يَبْعَثهُ الله يَوْم الْقِيَامَة ملبداً». لفظ رِوَايَة سعيد عَن ابْن عَبَّاس للْبُخَارِيّ. وَفِي رِوَايَة عَمْرو عَنهُ: «ملبياً».
(529) وَعَن يَحْيَى بن عباد، عَن أَبِيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قَالَ: سَمِعت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها تَقول: لما أَرَادوا غسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: وَالله مَا نَدْرِي، أنجرد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ثِيَابه كَمَا نجرد مَوتَانا، أَو نغسله وَعَلِيهِ ثِيَابه؟ فَلَمَّا اخْتلفُوا ألْقَى الله عَلَيْهِم النّوم، حَتَّى مَا مِنْهُم رجل إِلَّا وذقنه فِي صَدره، ثمَّ كَلمهمْ مكلِّم من نَاحيَة الْبَيْت لَا يَدْرُونَ من هُوَ: اغسلوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ ثِيَابه. فَقَامُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغسلوه وَعَلِيهِ قَمِيصه، يصبون المَاء من فَوق الْقَمِيص، ويدلكونه بالقميص دون أَيْديهم، وَكَانَت عَائِشَة تَقول: لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا غسله إِلَّا نساؤه. رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عباد، فعلَى قَول من يوثقه: هُوَ صَحِيح لِأَن يَحْيَى وثق يَحْيَى، وَمُسلمًا أخرج لعباد، والْحَدِيث عِنْد أبي دَاوُد.
(530) وَعَن أم عَطِيَّة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين أمرهَا بِغسْل ابْنَته قَالَ لَهَا: «ابدأن بميامنها ومواضع الْوضُوء مِنْهَا». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم.
(531) وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ، وعنها: توفيت إِحْدَى بَنَات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا النبيُّ فَقَالَ: «اغسلنها بالسدر وترا». وَفِيه: قَالَت: فضفرنا شعرهَا ثَلَاث قُرُون فألقيناها خلفهَا.
(532) عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قَالَت: كُفِّن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سَحولية من كُرسف، لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة. أَخْرجُوهُ جَمِيعًا.
(533) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: جَاءَ عبد الله بن عبد الله بن أبيّ، إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِين مَاتَ أَبوهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله أعطني قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ، وصلِّ عَلَيْهِ. مُتَّفق عَلَيْهِ.
(534) وَرَوَى النَّسَائِيّ، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه حَدِيثا فِيهِ: وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا ولي أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه». أخرجه أَبُو دَاوُد.
(535) عَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يجمع بَين الرجلَيْن من قَتْلَى أحُد فِي ثوب وَاحِد، ثمَّ يَقُول: «أَيهمْ أَكثر أخذا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشير لَهُ إِلَى أَحدهمَا قدمه فِي اللَّحْد، وَقَالَ: «أَنا شَهِيد عَلَى هَؤُلَاءِ»، وَأمر بدفنهم بدمائهم، وَلم يصل عَلَيْهِم، وَلم يغسلهم. أخرجه البُخَارِيّ.
(536) وَأخرج أَيْضا من حَدِيث عقبَة بن عَامر: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج يَوْمًا فَصَلى عَلَى قَتْلَى أحد صلَاته عَلَى الْمَيِّت، ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمِنْبَر فَقَالَ: «إِنِّي فرط لكم، وَأَنا شَهِيد عَلَيْكُم». الحَدِيث.
(537) وَفِي رِوَايَة: قَالَ: صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أحد بعد ثَمَان سِنِين كَالْمُودعِ للأحياء والأموات. الحَدِيث.
(538) وَأخرج مُسلم من حَدِيث الغامدية من رِوَايَة عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه: ثمَّ أَمر بهَا فَصَلى عَلَيْهَا، ودفنت.
(539) وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أُتي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُل قتل نَفسه بمشاقص، فَلم يصل عَلَيْهِ. وَأخرجه مُسلم وَاللَّفْظ للبيهقي.
(540) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: مَاتَ إِنْسَان كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودهُ، فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فدفنوه لَيْلًا، فَلَمَّا أصبح أَخْبرُوهُ، فَقَالَ: مَا منعكم أَن تعلموني؟ قَالُوا: كَانَ اللَّيْل فكرهنا، وَكَانَت ظلمَة أَن يشق عَلَيْك فَأَتَى فَصَلى عَلَيْهِ. لفظ البُخَارِيّ.
(541) وَعَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: إِذا مت فَلَا تؤذنوا بِي أحدا، فَإِنِّي أَخَاف أَن يكون نعياً، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ينْهَى عَن النعي. أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَصَححهُ.
(542) وَعَن كريب مولَى ابْن عَبَّاس عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَنه مَاتَ ابْن لَهُ بقُدَيْد أَو بعسفان، فَقَالَ: يَا كريب، انْظُر مَا اجْتمع لَهُ من النَّاس. قَالَ: فَخرجت فَإِذا نَاس قد اجْتَمعُوا لَهُ، فَأَخْبَرته فَقَالَ: تَقول هم أَرْبَعُونَ؟ قَالَ قلت: نعم. قَالَ: أَخْرجُوهُ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «مَا من رجل مُسلم يَمُوت فَيقوم عَلَى جنَازَته أَرْبَعُونَ رجلا، لَا يشركُونَ بِاللَّه شَيْئا، إِلَّا شفَّعهم الله فِيهِ».
(543) وَعَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا لما توفِّي سعد بن أبي وَقاص قَالَت: ادخُلُوا بِهِ الْمَسْجِد حَتَّى أُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: وَالله لقد صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْني بَيْضَاء فِي الْمَسْجِد، سُهَيْل وأخيه. أخرجهُمَا مُسلم.
(544) وَعَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: صليت وَرَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَة مَاتَت فِي نفَاسهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا وَسْطَهَا.
(545) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيّ فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخرج بهم إِلَى الْمُصَلى، فَصف بهم، وكبَّر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات. مُتَّفق عَلَيْهِمَا، وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.
(546) وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ زيد يكبر عَلَى جنائزنا أَرْبعا، ثمَّ كبر عَلَى جَنَازَة خمْسا، فَسَأَلته؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكبرها. أخرجه مُسلم.
(547) وَعَن طَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف، قَالَ: صليت خلف عبد الله بن عَبَّاس عَلَى جَنَازَة فَقَرَأَ بِفَاتِحَة الْكتاب، قَالَ: لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا من السّنة. أخرجه البُخَارِيّ.
(548) وَعَن عَوْف بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَة فَحفِظت من دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُول: «اللَّهُمَّ، اغْفِر لَهُ وارحمه، وعافه واعف عَنهُ، وَأكْرم نُزله، ووسِّع مدخله، واغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وَأدْخلهُ الْجنَّة، وأعذه من عَذَاب الْقَبْر، وَمن عَذَاب النَّار». قَالَ: حَتَّى تمنيت أَن أكون أَنا ذَلِك الْمَيِّت. أخرجه مُسلم.
(549) وَعَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى ميت، قَالَ سمعته يَقُول: «اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا، اللَّهُمَّ من أحييته منا فأحيه عَلَى الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه عَلَى الْإِيمَان». أخرجه الْبَيْهَقِيّ.