فصل: كتاب الصَّلَاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام



.بَاب الْحيض:

(141) رَوَى ابْن أبي عدي فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت أبي حُبيش، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن دم الْحيض دم أسود يُعرف فَإِذا كَانَ ذَلِك فأمسكي عَن الصَّلَاة، وَإِذا كَانَ الآخر فتوضئي وَصلي». أخرجه النَّسَائِيّ، وَرِجَاله رجال مُسلم، وَقَالَ: وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث غير وَاحِد فَلم يذكر أحد مِنْهُم مَا ذكر ابْن أبي عدي.
(142) وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر، عَن سُفْيَان فِي حَدِيثهمَا: «وَإِذا أَدْبَرت فاغتسلي وَصلي».
(143) وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث ابْن أبي أُسَامَة، قَالَ: «وَلَكِن دعِي الصَّلَاة قَدْرَ الْأَيَّام الَّتِي كنت تحيضين فِيهَا، ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي».
(144) وَعند أبي دَاوُد من رِوَايَة سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن أَسمَاء بنت عُميس، قَالَت: قلت يَا رَسُول الله، إِن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش استُحيضت مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَلم تصلّ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ الله، هَذَا من عمل الشَّيْطَان، لتجلس فِي مركن فَإِذا رَأَتْ صفارة فَوق المَاء فلتغتسل لِلظهْرِ وَالْعصر غسلا وَاحِدًا، وتتوضأ للمغرب وَالْعشَاء غسلا وَاحِدًا، وتغتسل للفجر غسلا وَاحِدًا، وتتوضأ فِيمَا بَين ذَلِك». وَسُهيْل احْتج بِهِ مُسلم كثيرا، وَقد أعلَّ بَعضهم هَذَا الحَدِيث.
(145) وَعِنْده أَيْضا، عَن حمْنَة بنت جحش، قَالَت: كنت أسْتَحَاض حَيْضَة كَثِيرَة شَدِيدَة، وَفِيه: «فتحيَّضي سِتَّة أَيَّام، أَو سَبْعَة أَيَّام فِي علم الله تَعَالَى، ثمَّ اغْتَسِلِي، حَتَّى إِذا رأيتِ إنكِ قد طهرتِ واستنقأتِ؛ فَصلي ثَلَاثًا وَعشْرين لَيْلَة، أَو أَرْبعا وَعشْرين لَيْلَة وأيامها، وصومي؛ فَإِن ذَلِك يجزيكِ وَكَذَلِكَ فافعلي فِي كل شهر كَمَا تحيض النِّسَاء وكَمَا يطهرن، مِيقَات حيضهن وطهرهن». وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ، وَهُوَ من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، وَعبد الله هَذَا مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ.
(146) وَعند النَّسَائِيّ من رِوَايَة ابْن الْهَاد، فِي حَدِيث عَائِشَة: أَن أم حَبِيبَة بنت جحش- الَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف- وَأَنَّهَا استُحيضت، فَذكر شَأْنهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «لَيست بالحيضة، وَلكنهَا ركضة من الرَّحِم، لتنظر قدر قروئها الَّتِي كَانَت تحيض لَهَا فَتتْرك الصَّلَاة، ثمَّ تنظر مَا بعد ذَلِك، فلتغتسل عِنْد كل صَلَاة» وَابْن الْهَاد هَذَا مُتَّفق عَلَى الِاحْتِجَاج بِهِ.
(147) وَعند البُخَارِيّ عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتكف وَاعْتَكف مَعَه بعض أَزوَاجه، وَهِي مُسْتَحَاضَة ترَى الدَّم الحَدِيث.
(148) وَعِنْده، عَن أم عَطِيَّة، قَالَت: كُنَّا لَا نعد الصُّفْرَة والكدرة شَيْئا.
(149) وَزَاد أَبُو دَاوُد: بعد الطُّهْر.
(150) وَكَذَا الدَّارَقُطْنِيّ إِلَّا أَن لَفظه: كُنَّا لَا نعد الترية بعد الطُّهْر شَيْئا، وَهِي الصُّفْرَة والكدرة.
(151) وَعَن أنس، أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة مِنْهُم لم يؤاكلوها، وَلم يجامعوها فِي الْبيُوت, فَسَالَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة [الْبَقَرَة: 222].
فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصنعوا كل شَيْء إِلَّا النِّكَاح» الحَدِيث. أَخْرجُوهُ إِلَّا البُخَارِيّ.
(152) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: كَانَت إحدانا إِذا حَاضَت أمرهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن تتزر بإزار ثمَّ يُبَاشِرهَا. لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(153) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الرجل يَأْتِي امْرَأَته وَهِي حَائِض، قَالَ: «يتَصَدَّق بِدِينَار» أَو«بِنصْف دِينَار». لفظ رِوَايَة النَّسَائِيّ فِي الْأَعْرَاب، وَأخرجه أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة.

.بَاب إِزَالَة النَّجَاسَة وَذكر بعض الْأَعْيَان النَّجِسَة:

(154) عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن الْخمر يتَّخذ خلا، قَالَ: «لَا». أخرجه مُسلم.
(155) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تنجّسوا أمواتكم؛ فَإِن الْمُسلم لَيْسَ بِنَجس حَيا وَلَا مَيتا». أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك، وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرطهمَا، وَلم يخرجَاهُ.
(156) وَرَوَى أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لما رَمَى الْجَمْرَة وَنحر نُسكه وَحلق، ناول الحلاق شقَّه الْأَيْمن فحلقه، ودعا أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ فَأعْطَاهُ إِيَّاه، ثمَّ الشق الْأَيْسَر، فَقَالَ: احْلق، فحلقه فَنَاوَلَهُ أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ: «اقسمه بَين النَّاس». لفظ رِوَايَة مُسلم.
(157) وَفِي حَدِيث طَوِيل لسَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: فحاصرناهم، فأصابتنا مَخْمَصَة شَدِيدَة، ثمَّ إِن الله فتحهَا عَلَيْهِم، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاس الْيَوْم الَّذِي فتحت عَلَيْهِم أوقدوا نيراناً كَثِيرَة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذِه النيرَان عَلَى أَي شَيْء توقدون؟» قَالُوا: عَلَى لحم.«قَالَ: أَي لحم»؟ قَالُوا: عَلَى لحم الْحمر الإنسية فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أهريقوها واكسروها» فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله أَو نهريقها ونغسلها.«فَقَالَ: أَو ذَاك». الحَدِيث. وَهُوَ فِي الصَّحِيح.
(158) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما- فِي قصَّة ذكرهَا فِي الْحَج- وَإِنِّي كنت تَحت نَاقَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يمسّني لُعَابهَا، وأسمعه يُلَبِّي بِالْحَجِّ. أخرجه الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا مُخْتَصرا.
(159) وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر عَلَى قبرين فَقَالَ: «إنَّهُمَا ليعذبان، وَمَا يعذبان فِي كَبِير، وَالله لكبير, أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله- وَفِي رِوَايَة لَا يستنزه من الْبَوْل- وَأما الآخر فَكَانَ يمشي بالنميمة».
(160) وَثَبت أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَاف عَلَى بعير، وَأَنه قَالَ لأم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «طوفي من وَرَاء النَّاس، وَأَنت راكبة».
(161) وَصحح الْحَاكِم من حَدِيث أبي السَّمْح رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُغسل من بَوْل الْجَارِيَة، ويُرش من بَوْل الْغُلَام». أخرجه أَبُو دَاوُد.

.كتاب الصَّلَاة:

(162) وَعَن أبي الزبير أَنه سمع جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «بَين الرجل وَبَين الشّرك وَالْكفْر ترك الصَّلَاة».
(163) وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه: أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا فرض الله عليَّ؟ قَالَ: «خمس صلوَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة»، قَالَ: هَل عليَّ غَيْرهنَّ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَن تطوع». الحَدِيث.
(164) وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رُفع الْقَلَم عَن: الصبيّ حَتَّى يبلغ، والنائم حَتَّى يَسْتَيْقِظ، وَعَن الْمَجْنُون حَتَّى يفِيق».
(165) وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي صَحِيحه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مروا الصَّبِي للصَّلَاة لسبع، واضربوه عَلَى تَركهَا لعشر»..
(166) وَعَن عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْأَحْزَاب: «شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس, مَلأ الله بُيُوتهم وقبورهم نَارا، ثمَّ صلاهَا بَين العشاءين، بَين الْمغرب وَالْعشَاء».
(167) وَقد تبين حَدِيث جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعَصْر بَعْدَمَا غربت الشَّمْس، وَصَلى بعْدهَا الْمغرب.
(168) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا رقد أحدكُم عَن الصَّلَاة، أَو غفل عَنْهَا؛ فليصلها إِذا ذكرهَا؛ فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول: {أقِم الصَّلَاة لذكري} [طه: 14]». وكل هَذِه الْأَحَادِيث عِنْد مُسلم.
(169) وَعِنْده فِي حَدِيث لعمران بن حُصَيْن وفِيهِ: النّوم عَن الصَّلَاة حَتَّى اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رفع رَأسه فَرَأَى الشَّمْس قد بزغت؛ قَالَ: «ارتحلوا، فَسَار بِنَا، حَتَّى إِذا ابْيَضَّتْ الشَّمْس، نزل فَصَلى بِنَا الْغَدَاة» الحَدِيث.
(170) وَعند أبي دَاوُد فِي حَدِيث لأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تحولوا عَن مَكَانكُمْ الَّذِي أَصَابَتْكُم فِيهِ الْغَفْلَة قَالَ: فَأمر بِلَالًا فَأذن، وَأقَام فَصَلى».

.بَاب مَوَاقِيت الصَّلَاة:

(171) عَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن وَقت الصَّلَوَات فَقَالَ: «وَقت صَلَاة الْفجْر مَا لم يطلع قرن الشَّمْس الأول، وَوقت صَلَاة الظّهْر إِذا زَالَت الشَّمْس عَن بطن السَّمَاء مَا لم تحضر الْعَصْر، وَوقت صَلَاة الْعَصْر مَا لم تصفر الشَّمْس وَيسْقط قرنها الأول، وَوقت صَلَاة الْمغرب إِذا غَابَتْ الشَّمْس مَا لم يسْقط الشَّفق، وَوقت صَلَاة الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل».
(172) وَعَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَنَّهَا قَالَت: إِن كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُصَلِّي الصُّبْح، فَيَنْصَرِف النِّسَاء متلفعات بمروطهن مَا يُعرفن من الْغَلَس.
(173) وَعَن رَافع بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصْبحُوا بالصبح فَإِنَّهُ أعظم لأجوركم ، أَو أعظم لِلْأجرِ». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة.
(174) وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «أسفروا بِالْفَجْرِ فَإِنَّهُ أعظم لِلْأجرِ» وحسَّنه.
(175) وَفِي لفظ للطحاوي: «أسفروا بِالْفَجْرِ، فَكلما أسفرتم بِالْفَجْرِ فَهُوَ أعظم لِلْأجرِ»، أَو قَالَ: «لأجوركم».
(176) وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظّهْر إِذا دحضت الشَّمْس.
(177) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا كَانَ الْحر فأبردوا عَن الصَّلَاة فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم. وَذكر أَن النَّار اشتكت إِلَى رَبهَا فَأذن لَهَا فِي كل عَام بنفسين: نَفْس فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف».
(178) وَعَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس مُرْتَفعَة حَيَّة، فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى العوالي، فَيَأْتِي العوالي وَالشَّمْس مُرْتَفعَة.
(179) وَعَن رَافع بن خديج، قَالَ: كُنَّا نصلي الْمغرب مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْصَرِف أَحَدنَا وَإنَّهُ ليبصر مواقع نَبْله.
(180) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا قَالَت: اعتم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات لَيْلَة بالعشاء، حَتَّى ذهب عَامَّة اللَّيْل، وَحَتَّى نَام أهل الْمَسْجِد، ثمَّ خرج فَصَلى، فَقَالَ: «إِنَّه لوَقْتهَا لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي».
(181) وَفِي رِوَايَة: «لَوْلَا أَن يشق عَلَى أمتِي».
(182) وللبخاري فِي حَدِيث رَوَاهُ عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: وَالْعشَاء أَحْيَانًا وَأَحْيَانا إِذا رَآهُمْ اجْتَمعُوا عجَّل، وَإِذا رَآهُمْ أبطؤوا أخَّر.
(183) وَعَن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا يغلبنكم الْأَعْرَاب عَلَى اسْم صَلَاتكُمْ، أَلا إِنَّهَا الْعشَاء وهم يعتمون بِالْإِبِلِ».
(184) وَعَن شُعْبَة، عَن سيار بن سَلامَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا بَرزَة يَقُول: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُبَالِي بِبَعْض تَأْخِير صَلَاة الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل، وَكَانَ لَا يحب النّوم قبلهَا، وَلَا الحَدِيث بعْدهَا. قَالَ شُعْبَة: ثمَّ لَقيته مرّة أُخْرَى فَقَالَ: «أَو ثلث اللَّيْل». أخرجهُمَا مُسلم.
(185) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أدْرك رَكْعَة من الصُّبْح قبل أَن تطلع الشَّمْس؛ فقد أدْرك الصُّبْح، وَمن أدْرك رَكْعَة من الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس؛ فقد أدْرك الْعَصْر». مُتَّفق عَلَيْهِ.
(186) وَفِي رِوَايَة أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عِنْد البُخَارِيّ: «إِذا أدْرك أحدكُم سَجْدَة من صَلَاة الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فليتم صلَاته، وَإِذا أدْرك سَجْدَة من صَلَاة الصُّبْح قبل أَن تطلع الشَّمْس؛ فليتم صلَاته».
(187) وَلمُسلم فِي حَدِيث عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها«من أدْرك سَجْدَة من الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس، أَو من الصُّبْح قبل أَن تطلع الشَّمْس؛ فقد أدْركهَا». والسجدة إِنَّمَا هِيَ الرَّكْعَة.
(188) وَعَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: ثَلَاث سَاعَات كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهانا أَن نصلي فِيهِنَّ أَو أَن نقبر فِيهِنَّ مَوتَانا: حِين تطلع الشَّمْس بازغة حَتَّى ترْتَفع، وَحين يقوم قَائِم الظهيرة حَتَّى تميل الشَّمْس، وَحين تَضَيَّفُ الشَّمْس للغروب حَتَّى تغرب. أخرجه مُسلم.
(189) وَعند النَّسَائِيّ من حَدِيث لعَمْرو بن عَبسَة: فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورة إِلَى طُلُوع الشَّمْس؛ فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني الشَّيْطَان، وَهِي سَاعَة صَلَاة الْكفَّار، فدع الصَّلَاة حَتَّى ترْتَفع قيد رمح، وَيذْهب شُعاعُها.
(190) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا صَلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى ترْتَفع الشَّمْس، وَلَا صَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس». مُتَّفق عَلَيْهِ.
(191) وَعَن أبي سَلمَة أَنه سَأَلَ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عَن السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهمَا بعد الْعَصْر؟ فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر ثمَّ إِنَّه شُغِلَ عَنْهُمَا أَو نسيهما، فصلاهما بعد الْعَصْر، ثمَّ أثبتهما، وَكَانَ إِذا صَلَّى صَلَاة أثبتها. أخرجه مُسلم.
(192) وَعِنْده فِي حَدِيث عَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: إِذا صليتَ الْجُمُعَة فَلَا تَصِلها بِصَلَاة حَتَّى تكلم قبل أَن تخرج، فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنَا بذلك أَن لَا توصل صَلَاة بِصَلَاة، حَتَّى نتكلم أَو نخرج.
(193) وَعَن جُبَير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بني عبد منَاف، لَا تمنعوا أحدا طَاف بِهَذَا الْبَيْت، وَصَلى أَيَّة سَاعَة شَاءَ من ليل أَو نَهَار». أخرجه النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.