فصل: أم ليلى الأنصارية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب:

ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب، فقال له: إنها صغيرة فقال له عمر: زوجنيها. يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولي له: هذه البرد الذي قلت لك: فقالت: ذلك لعمر فقال: قولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فقالت: أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر. وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية إنه زوجك فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون فجلس إليهم فقال لهم: رفئوني. فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري». فكان لي به عليه السلام النسب والسبب فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفئوه.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا الخشني حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له علي: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك. فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها فقالت: مه، والله لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك.
وذكر ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفًا.
قال أبو عمر: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر، ورقية بنت عمر وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد وقد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلًا، كان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه فعاش أيامًا ثم مات وهو وأمه في وقت واحد، وصلى عليهما ابن عمر، قدمه الحسن بن علي، وكانت فيهما سنتان فيما ذكروا لم يورث واحد منهما من صاحبه، لأنه لم يعرف أولهما موتًا، وقد زيد قبل أمه مما يلي الإمام.

.باب اللام:

.أم ليلى الأنصارية:

والدة عبد الرحمن بن أبي ليلى كانت من المبايعات حديثها عند أهل بيتها من الكوفيين.

.باب الميم:

.أم مالك الأنصارية:

روي عنها حديثان من حديث الكوفيين: أحدهما عند يحيى بن جعدة حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الأخنس، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عطاء بن السائب، عن رجل حدثه عن أم مالك الأنصارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها تقول في دبر كل صلاة: سبحان الله عشرًا. والحمد لله عشرًا، والله أكبر عشرًا.

.أم مالك البهزية:

روى عنها طاوس اليماني نحو حديث مجاهد عن أم مبشر الأنصارية قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل في الفتنة؟ قال: «رجل أخذ برأس فرسه قد أخاف العدو وأخافه، ورجل اعتزل في ماله فعبد الله ربه وأعطى حق ماله» فقال رجل لطاوس: أي العدو؟ قال: الشرك. روى عنها مكحول.

.أم مبشر الأنصارية:

امرأة زيد بن حارثة، يقال لها أم بشر بنت البراء ابن معرور، كانت من كبار الصحابة. روى عنها جابر بن عبد الله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار أحد شهد بدرًا أو الحديبية». فقالت حفصة: فأين قول الله عز وجل: {وإن منكم إلا واردها}؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال: {ثم ننجي الذين اتقوا}. ولمجاهد عنها حديث أحسبه مرسلًا.

.أم مرثد الأسلمية:

ويقال الغنوية، أسلمت يوم الفتح، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم روت عنها أم خارجة امرأة زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا: «يشرف عليكم من هذا الوادي رجل من أهل الجنة» فأشرف عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

.أم مسعود بن الحكم:

روى عنها ابنها مسعود بن الحكم في صيام أيام التشريق، ومختلف في حديثها، فمنهم من يجعله لأم عمرو بن سليم. اختلف فيه ابن إسحاق ويزيد بن الهادي على عبد الله بن أبي سلمة فجعله يزيد لأم عمرو ابن سليم وجعله ابن إسحاق لأم مسعود بن الحكم. ومسعود بن الحكم من كبار التابعين ممن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولده وسنين من عمره.

.أم مسلم الأشجعية:

لها صحبة، حديثها عند أهل الكوفة رواه الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عنها.

.أم مطاع الأسلمية:

مدنية حديثها عند عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عنها روى عنها مولاها أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل وفي ذلك نظر وشهودها خيبر صحيح.

.أم معبد:

زوجة كعب بن مالك الأنصاري السلمي. وهي أم معبد ابن كعب روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخليطين وروت البذاذة من الإيمان ورى عنها ابنها معبد بن كعب بن مالك الأنصاري.

.أم معبد الأنصارية:

روى عنها مولاها عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثها في الدماء، وهي غير التي قبلها والله أعلم بالصواب.

.أم معبد الخزاعية:

اسمها عاتكة بنت خالد أخت حبيش بن خالد، قد تقدم ذكرها في باب العين من أسماء النساء، وسلف ذكر خبرها في باب حبيش من أسماء الرجال من هذا الكتاب وأذكرها ها هنا: حدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان، أملاء منه علي قال: حدثنا أبو محمد قاسم بن أصبغ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى بن حكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت ابن يسار الخزاعي الربعي الكعبي بقديد على باب حانوته قراءة لنا ظاهرًا، قال: حدثني أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجرًا هو وأبو بكر، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد»؟. قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: «هل بها من لبن». قالت: هي أجهد من ذلك قال: «أتأذنين لي أن أحلبها». قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله، ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه، ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم ثم أراحوا ثم حلب ثانيًا فيها بعد ذلك حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزالًا مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره عطف وفي عنقه سطع وفي صوته صحل وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة، لا بائن من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند.
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلًا فأصبح صوت بمكة عال يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه ** رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلاها بالهدى فاهتدت به ** فقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم ** به من فعال لا تجازى وسؤدد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم ** ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت ** عليه صريحًا ضرة الشاة مزبد

فغادرها رهنًا لديها لحالب ** يرددها في مصدر ثم مورد

فلما سمع ذلك حسان بن ثابت جعل يجاوب الهاتف وهو يقول:
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم ** وقدس من يسري إليه ويغتدي

ترحل عن قوم فضلت عقولهم ** وحل على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربهم ** وأرشدهم من يتبع الحق يرشد

وهل يستوي ضلال قوم يسفهوا ** عما يتهم هاد به كل مهتد

لقد نزلت منه على أهل يثرب ** ركاب هدى حلت عليهم بأسعد

نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ** ويتلو كتاب الله في كل مشهد

وإن قال في يوم مقالة غائب ** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن أبا بكر سعادة جده ** بصحبته من يسعد به الله يسعد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم ** ومقعدها للمؤمنين بمرصد

وحدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن وضاح قال: حدثنا مكرم بن محرز عن أبيه محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خالد بن منقذ ابن ربيعة وأم معبد الخزاعية هي بنت خالد أخت خويلد واسمها عاتكة عن حزام بن هشام عن أبيه حبيش صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم وذكر الحديث إلى آخره سواء بمعنى واحد.
قال أبو عمر: وقد قيدت في طرة الصفحتين ما بين الرواتين من خلاف.