فصل: تفسير الآيات (1- 2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التيسير في التفسير أو التفسير الكبير المشهور بـ «تفسير القشيري»



.تفسير الآيات (37- 40):

{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
قوله جلّ ذكره: {رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً}.
وكيف تكون للمُكَوَّن المخلوقِ الفقيرِ المسكينِ مُكْنَةٌ أَنْ يملك منه خطاباً؟ أو يتنفَّسَ بدونه نَفَساً؟ كلاّ.. بل هو اللَّهُ الواحدُ الجبَّار.
قوله جلّ ذكره: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً}.
إنما تظهر الهيبةُ على العموم لأهل الجمع في ذلك اليوم، وأمَّا الخواص وأصحابُ الحضور فَهُم أبداً بمشهدِ العِزِّ بنعت الهيبة، لا نَفَسَ لهم ولا راحة؛ أحاط بهم سرادُقها واستولت عليهم حقائها.
قوله جلّ ذكره: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَئَاباً}.
هم بمشهد الحقِّ، والحَكَمُ عليهم الحقُّ، حكم عليهم بالحق، وهم مجذوبون بالحقِّ للحقِّ.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً}.
وهو عند أهلِ الغفلة بعيدٌ، ولكنَّه في التحقيق قريبٌ.
{يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِى كُنتُ تُرَبَا}.
مضوا في ذُلِّ الاختيار والتعنِّي، وبُعِثوا في حسرة التمنِّي، ولو أنهم رضوا بالتقدير لتخلَّصوا عن التمنِّي.

.سورة النازعات:

.تفسير الآيات (1- 4):

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)}
قوله جلّ ذكره: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}.
أي الملائكة؛ تنزعُ أرواحَ الكفَّارِ من أبدانهم.
{غَرْقاً}: أي إغراقاً كالمُغرِق في قَوْسِه.
ويقال: هي النجوم تنزع من مكانٍ إلى مكان.
{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً}.
هي أنفس المؤمنين تَنْشَط للخروج عند الموت.
ويقال: هي الملائكة تنشِطُ أرواحَ الكفار، وتنزعها فيشتدُّ عليهم خروجُها.
ويقال: هي الوحوش تنشط من بلدٍ إلى بلدِ.
ويقال: هي الأوهاق.
ويقال: هي النجوم تنشط من المشارق إلى المغارب ومن المغارب إلى المشارق.
{وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً}.
الملائكة تسبح في نزولها.
ويقال: هي النجوم تسبح في أفلاكها.
ويقال: هي السفن في البحار.
ويقال: هي أرواح المؤمنين تخرج بسهولة لشوقها إلى الله.
{فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً}.
الملائكة يسبقون إلى الخير والبركة، أو لأنها تسبق الشياطين عند نزول الوحي، أو لأنها تسبق بأرواح الكفار إلى النار.
ويقال: هي النجوم يسبق بعضها بعضاً في الأفول.

.تفسير الآيات (5- 18):

{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)}
{فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً}.
الملائكة تنزل بالحرام والحلال.
ويقال: جبريل بالوحي، وميكائيل بالقَطْرِ والنبات، وإسرافيل بالصُّور، ومََلَكُ الموت يَقْبِضِ الأرواح.. عليهم السلام.
وجوابُ القَسم قوله: {إِنَّ في ذَالِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى}.
قوله جلّ ذكره: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}.
تتحرك الأرضُ حركةً شديدة.
{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}.
النفخة الأولى في الصُّور. وقيل: الراجفة النفخة الأولى والرادفة النفخة الثانية. {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}.
خائفة.
{يَقُولُونَ أَءِنَا لَمَرْدُودُونَ في الْحَافِرَةِ}.
أي إلى أول أمرِنا وحالنا، يعني أئِذا متنا نبعث ونُرَدُّ إلى الدنيا (ونمشي على الأرض بأقدامنا)؟. قالوه على جهة الاستبعاد.
{أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً}.
أي بالية.
{قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}.
رَجْعَةٌ ذات خسران (ما دام المصيرُ إلى النار).
قوله جلّ ذكره: {فَإِنَّمَا هي زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ}.
جاء في التفسير إنها أرض المحشر، ويقال: إنها أرضٌ بيضاء لم يُعْصَ الله فيها.
ويقال: {الساهرة} نَفْخَةُ الصُّور تذهب بنومهم وتسهرهم.
قوله جلّ ذكره: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.
أي الأرض المطهرة المباركة. {طُوًى} اسم الوادي هناك.
{اذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى}. قلنا له: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}، فقل له: هل يقع لك أَنْ تؤمِنَ وتتطهر من ذنوبك.
وفي التفسير: لو قُلْتَ لا إله إلا الله فَلَكَ مُلْكٌ لا يزول، وشبابك لا يهرم، وتعيش أربعمائة سنةٍ في السرورة والنعمة.. ثم لك الجنة في الآخرة.

.تفسير الآيات (19- 20):

{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20)}
{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}.
أُقَرِّرُ لك بالآيات صِحَّةَ ما أقول، وأعرفك صحة الدين.. فهل لك ذلك؟ فلم يَقْبَلْ.
ويقال: أظهر له كل هذا التلطُّفَ ولكنه في خَفِيِّ سِرِّه وواجبِ مَكْرِه به أنه صَرَفَ قلبَه عن إِرداة هذه الأشياء، وإيثار مرادِه على مراد ربِّه، وألَقى في قلبه الامتناعَ، وتَرْكَ قبولِ النُّصْح.. وأيُّ قلبٍ يسمع هذا الخطاب فلا ينقطع لعذوبه هذا اللفظ؟ وأيَّ كَبِدٍ تعرف هذا فلا تَتَشَقَّقُ لصعوبة هذا المكر؟.
قوله جلّ ذكره: {فَأَرَاهُ الأُيَةَ الْكُبْرَى}.
جاء في التفسير: هي إخراجُ يده بيضاءَ لها شعاعٌ كشعاع الشمس. فقال فرعون: حتى أشاوِرَ هامانَ، فشاوَرَه، فقال له هامان: أبعد ما كُنْتَ ربًّا تكون مربوباً؟! وبعد ما كنت مَلِكاً تكون مملوكاً؟
فكذَّبَ فرعونُ عند ذلك، وعَصَى، وجَمَعَ السَّحَرَة، ونادى: {فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى}.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)}
ويقال: إنَّ إبليس لمَّا سَمِع هذا الخطابَ فرَّ وقال: لا أطيق هذا! ويقال: قال: أنا ادَّعَيْتُ الخيرية على آدم فلقيت ما لقيت.. وهذا يقول: {أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى}.

.تفسير الآيات (26- 29):

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قوله جلّ ذكره: {إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى}.
أي في إهلاكنا فرعون لَعِبْرَةً لمن يخشى.
قوله جلّ ذكره: {ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}.
{فَسَوَّاهَا} جعلها مستوية. {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أظلم ليلها. {ضُحَاهَا} ضوؤُها ونهارها. {دَحَاهَآ} بَسَطَها وَمدَّها.

.تفسير الآيات (31- 35):

{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
{أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا}.
أخرج من الأرض العيون المتفجرة بالماء، وأخرج النبات..
{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}.
أَثْبَتَها أوتاداً للأرض.
{مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}.
أي أخرجنا النبات ليكون لكم به استمتاع، وكذلك لأَنعامِكم.
{فَإِذَا جَآءَتِ الطَآمَّةُ الْكُبْرَى}.
الداهية العُظمى.. وهي القيامة.
{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَنُ مَا سَعَى}.
وبرزت الجحيم لمن يرى، فأمَّا من طغى وكَفَرَ وآثر الحياة الدنيا فإنَّ الجحيمَ له المأوى والمُسْتَقَرُّ والمثوى.

.تفسير الآيات (40- 46):

{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هي المَأْوَى}.
{مَقَامَ رَبِّهِ}: وقوفه غداً في محل الحساب. ويقال: إقبالُ الله عليه وأنَّه راءٍ له.. وهذا عينُ المراقبة، والآخَر محلُّ المحاسبة.
{وَنَهَى النَّفْسَ عِنِ الْهَوَى} أي لم يتابع هواه.
قوله جلّ ذكره: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}.
أي متى تقوم؟
{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا}.
مِنْ أَين لك عِلْمُها ولم نعلمك ذلك.
{إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ}.
أي إنما يعلم ذلك ربُّكَ.
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنِذِرُ مَن يَخْشَاهَا}.
أي تخوِّف، فيقبل تخويفَك مَنْ يخشاها ويؤمن.
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}.
كانهم يومَ يَرَوْن القيامة {لَمْ يَلْبَثُواْ عِشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} فلشدة ما يرون تقل عندهم كثرةُ ما لبثوا تحت الأرض.

.سورة عبس:

.تفسير الآيات (1- 2):

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
نَزَلَت في ابن أمِّ مكتوم، وكان ضريراً.. أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وكان عنده العباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف الجُمْحي- يرجو الرسول صلى الله عليه وسلم إيمانَهما، فَكَرِه أَنْ يَقْطَعَ حديثَه معهما، فأعرض عن ابن أمِّ مكتوم، وعَبَسَ وَجْهُه، فأنزل اللَّهُ هذه الآية.
وجاء في التفسير: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج على أثرِه، وأَمَرَ بطلبِه، وكان بعد ذلك يَبَرُّه ويُكْرِمُه، فاستخلفه على المدينة مرتين.
وجاء في التفسير: أنه صلى الله عليه وسلم لم يَعْبَسْ- بعد هذا- في وجهِ فقيرٍ قط، ولم يُعْرِضْ عنه.
ويقال: في الخطاب لُطْفٌ ** وهو أنه لم يواجهه بل قالَه على الكناية.

.تفسير الآيات (3- 8):

{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}.
أي يتذكر بما يتعلم منك أو.
{أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى}.
قوله جلّ ذكره: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى}.
أمَّا مَنْ استغنى عن نَفْسِه فإنه استغنى عن الله.
ويقال: استغنى بما له فأنت له تصدَّى، أي تُقْبِلُ عليه بوجهك.
{وَمَا عَلَيْكَ} فأنت لا تُؤَخَذُ بألا يتزكّى هو فإنما عليكَ البلاغ.
{وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى}.
لطَلَبِ العِلْم، ويخشى الله فأنت عنه تَتَلَهَّى، وتتشاغل , وهذا كله مِنْ قبيلِ العتاب معه لأَجْلِ الفقراء.