فصل: تفسير الآيات (11- 15):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التيسير في التفسير أو التفسير الكبير المشهور بـ «تفسير القشيري»



.تفسير الآيات (11- 15):

{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)}
{كَلآَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ}.
القرآن تذكرة؛ فَمَنْ شاء الله أن يَذْكُرَه ذَكُرَه، ومَنْ شاء الله ألا يَذْكُرَه لم يُذَكِّرْه؛ أي بذلك جرى القضاءُ، فلا يكون إلا ما شاء اللَّهُ.
ويقال: الكلامُ على جهة التهديد؛ ومعناه: فَمَنْ أراد أن يذكره فليذكره، ومن شاء ألا يذكره فلا يذكره! كقوله: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29].
وقال سبحانه: {ذَكَرَهُ} ولم يقل ذَكَرَها لأنه أراد به القرآن.
قوله جل ذكره: {فِى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ}.
أي صحف إبراهيم وموسى وما قبل ذلك، وفي اللوح المحفوظ.
{مَّرْفُعَةٍ مُّطَهَّرَةِ}.
مرفوعة في القَدْر والرتبة، مطهرة من التناقض والكذب.
{بِأَيْدِى سَفَرَةٍ}.
أي: الملائكة الكَتَبة.

.تفسير الآيات (16- 33):

{كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)}
{كِرَامِ بَرَرَةٍ}.
كرام عند الله بَرَرَة.
قوله جلّ ذكره: {قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ}.
لُعِنَ الإنسان ما أعظم كُفْره!..
{مِنْ أَىِّ شَئ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ}.
خَلَقَه وصَوَّرَه وقَدَّره أطواراً: من نطفةٍ، ثم عَلَقَةٍ، ثم طوراً بعد طور.
قوله جلّ ذكره: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}.
يَسَّّرَ عليه السبيلَ في الخير والشرِّ، وألهمه كيف التصرُّف.
ويقال: يَسَّرَ عليه الخروجَ من بطن أُمِّه يخرج أولاً رأسه منكوساً.
{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}.
أي: جعل له قَبْراً لئلا تفترِسَه السِّباعُ والطيورُ ولئلا يفتضح.
{ثُمَّ إذَا شَآءَ أَنشَرَهُ}.
بَعَثَه من قبره.
{كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ}.
أي: عصى وخالَفَ ما أُمِرَ به.
ويقال: لم يقضِ الله له ما أمره به، ولو قضى عليه وله ما أمره به لَمَا عصاه.
قوله جلّ ذكره: {فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً فَأَنبَتّنَا فِيهَا حَبّاً وعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْبَاً}.
في الإشارة: صَبَبْنا ماءَ الرحمةِ على القلوب القاسية فَلانَتْ للتوبة، وصببنا ماءَ التعريف على القلوب فنبتت أزهارُ التوحيد وأنوارُ التجريد.
{وَقَضْباً} أي القَتّ.
{وَحَدَآئِقَ غُلْباً} متكاثفةً غلاظاً.
{وَفَاكِهَةً وَأَبّاً}.
الفاكهة: جمع الفواكه، و{وَأَبّاً}: المرعى.
{مَّتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ...}.
{فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ} أي: القيامة؛ فيومئذٍ يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، ثم بيَّن ما سبب ذلك فقال.

.تفسير الآيات (37- 42):

{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}
{لِكُلِّ امْرِئ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.
لا يتفرَّغ إلى ذاك، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا: الاستقامةُ أَنْ تشهدَ الوقتَ قيامةً، فما من وليٍّ ولا عارفٍ إلاَّ وهو- اليومَ- بقلبه يَفِرُّ من أخيه وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه.
فالعارفُ مع الخَلْق ولكنه يُفَارقهم بقلبه- قالوا:
فلقد جعلتك في الفؤادِ مُحَدِّثي ** وأَبَحْتُ جسمي مَنْ أراد جلوسي

قوله جلّ ذكره: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ}.
وسببُ استبشارهم مختلفٌ؛ فمنهم مَنْ استبشاره لوصوله إلى جنَّته، ومنهم لوصوله إلى الحور العين من حظيته , ومنهم ومنهم، وبعضهم لأنه نظر إِلى ربِّه فرآه.
{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرةُ}.
وهي غَبَرةُ الفُسَّاق. {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}. وهي ذُلُّ الحجاب.

.سورة التكوير:

.تفسير الآيات (1- 7):

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)}
قوله جلّ ذكره: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}.
ذَهَبَ ضَوْؤُها.
{وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ}.
تناثرت وسقطت عَلَى الأرض.
قوله جلّ ذكره: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}.
أُزِيلَتْ عنها مناكبُها.
{وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}.
وهي النُّوق الحواملُ التي أتى حَمْلُها عَشْرَةَ أشهر.... أهملت في ذلك اليوم لشدة أهواله، (واشتغال الناس بأنفسهم عنها).
{وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ}.
أُحْيِيَتْ، وجُمِعَتْ في القيامة لِيُقْتَصَّ لبعضها من بعض؛ فيقتصّ للجّماء من القَرْناء- وهذا على جهة ضَرْبِ المثل؛ إذ لا تكليف عليها.
ولا يبعد أن يكون بإيصال منافع إلى ما وصل إليه ألالم- اليومَ- على العِوَضِ.. جوازاً لا وجوباً على ما قالَه أهلُ البِدَع.
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}.
أُوقدت- مِنْ سَجَرْتُ التنور أُسْجُرُه سَجْراً، أي: أَحْمَيْتُه.
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}.
بالأزواج.

.تفسير الآيات (8- 20):

{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
{وَإِذَا المَوْءُدَةُ سُئِلَتْ بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}.
نُشِرَتْ، أي: بُسِطَت.
{وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَت}.
أي: نُزِعَتْ وطُوِيَتْ.
{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ}.
أُوقِدَت.
{وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}.
أي: قُرِّبَتْ من المتقين.
قوله جلّ ذكره: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ}.
هو جوابٌ لهذاه الأشياء، وهذه الأشياء تحصل عند قيام القيامة.
وفي قيام هذه الطائفة (يقصد الصوفية) عند استيلاء هذه الأحوال عليهم، وتجلِّي هذه المعاني لقلوبهم توجد هذه الأشياء.
فمن اختلاف أحوالهم: أنَّ لشموسهم في بعض الأحيان كسوفاً وذلك عندما يُرَدُّون.
ونجومُ علومِهم قد تنكدر لاستيلاء الهوى على المريدين في بعض الأحوال، فعند ذلك {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ}.
قوله جلّ ذكره: {فَلآَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ}.
أي: أُقْسِمُ، والخُنَّس والكُنَّس هي النجوم إذا غربت.
ويقال: البقر الوحشي.
قوله جلّ ذكره: {وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}.
عسعس. أي جاءَ وأقبل. {نَفْسٌ}: خرج من جوف الليلِ.
أقسم بهذه الأشياء، وجواب القسم: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}.
إن هذا القرآنَ لقولُ رسولٍ كريمٍ، يعني به جبريل عليه السلام.
{ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ}.
{مَكِينٍ} من المكانة، وقد بلغ من قوته أنه قلع قرية آلِ لوطٍ وقلَبَها.

.تفسير الآيات (22- 24):

{وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ}.
وهذا أيضاً من جواب القَسَم.
{وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}.
رأى محمدٌ جبريلَ عليه السلام بالأفق المبين ليلةَ المعراج.
ويقال: رأى ربَّه وكان صلى الله عليه وسلم بالأفق المبين.
{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}.
بمُتَّهَمٍ.

.تفسير الآيات (26- 29):

{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
قوله جلّ ذكره: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}.
إلى متى تتطوحون في أودية الظنون والحسبان؟
وإلى أين تذهبون عن شهود مواضع الحقيقة؟
وهلاَّ رجعتم إلى مولاكم فيما سَرَّكم أو أساءَكم؟
{إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ}.
ما هذا القرآن إِلاَّ ذكرى {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ}..... وقد مضى القولُ في الاستقامة.
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
أَنْ يشاؤوا.

.سورة الانفطار:

.تفسير الآيات (1- 8):

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
قوله جلّ ذكره: {إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ}.
أي: انشقت.
{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}.
تساقطت وتهافتت.
{وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}.
أي: فُتِحَ بعضها على بعض.
{وَإِذَا الْقبُورُ بُعْثِرَتْ}.
أي: قُلِبَ ترابُها، وبُعِثَ الموتى الذين فيها، وأُخْرِجَ ما فيها من كنوزٍ وموتى.
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}.
جوابٌ لهذه الأمور؛ أي إذا كانت هذه الأشياء: عَلِمَتْ كلُّ نَفْس ما قدَّمت من خيرها وشَرَّها.
قوله جلّ ذكره: {يَأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
أي: ما خَدعَكَ وما سَوَّل لَكَ حتى عَمِلْتَ بمعاصيه؟
ويقال: سَأَلَه وكأنما في نَفْسِ السؤال لقَّنَه الجوابَ يقول: غَرَّني كَرَمُكَ بي، ولولا كََرَمُكَ لَمَا فَعَلْتُ؛ لأنَّك رأيت فَسَتَرْتَ، وقدّرْتَ فَأمْهَلْتَ.
ويقال: إن المؤمِنَ وثِقَ بِحُسْنِ إفضالِه فاغتَّر بطولِ إمهالهِ فلم يرتكبْ الزلَّة لاستحاله، ولكنَّ طولَ حِلمه عنه حَمَله على سوء خصالِه، وكما قلت:
يقول مولاي: أمَا تستحي ** مما أرى من سوء أفعالِكَ

قلت: يا مولاي رفقاً فقد ** جَرَّأني كثرةُ أفضالِك

قوله جلّ ذكره: {الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ في أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ}.
أي: ركَّبَ أعضاءَك على الوجوه الحكميَّة {فِى أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ}، من الحُسْنِ والقُبْح، والطولِ والقِصَر. ويصح أن تكون الصورة هنا بمعنى الصِّفة، وفي بمعنى على؛ فيكون معناه: على أي صفة شاء ركَّبَكَ؛ من السعادة أو الشقاوة، والإيمان أو المعصية...