فصل: تفسير الآيات (1- 4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (28- 33):

{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} قال: يقول له كن فيكون. القليل والكثير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} يقول: إنما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها. وفي قوله: {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار} قال: نقصان الليل زيادة النهار {ويولج النهار في الليل} نقصان النهار زيادة في الليل {كل يجري إلى أجل مسمى} لذلك كله وقت واحد معلوم، لا يعدوه ولا يقصر دونه. وفي قوله: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال: إن أحب عباد الله إليه الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر. وفي قوله: {وإذا غشيهم موج كالظلل} قال: كالسحاب وفي قوله: {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور} قال: غدار بذمته، كفور بربه.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فمنهم مقتصد} قال: في القول وهو كافر {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار} قال: غدار {كفور} قال: كافر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ختار} قال: جحاد.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {كل ختار كفور} قال: الجبار. الغدار. الظلوم. الغشوم. {الكفور} الذي يغطي النعمة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها ** بأن لا تخاف الدهر صرمي ولا ختري

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {كل ختار} قال: الذي يغدر بعهده {كفور} قال: بربه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال: هو الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال: الشيطان.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال: الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {ولا يغرنكم بالله الغرور} قال: أن تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة.

.تفسير الآية رقم (34):

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}
أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: «جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى، فاخبرني ما تلد؟ وبلادنا مجدبة، فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت، فأخبرني متى أموت؟ فأنزل الله: {إن الله عنده علم الساعة...} الآية».
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه «أن رجلاً يقال له: الوراث. من بني مازن بن حفصة بن قيس غيلان. جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد متى قيام الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا، فمتى تخصب؟ وقد تركت امرأتي حبلى، فمتى تلد؟ وقد علمت ما كسبت اليوم، فماذا أكسب غداً؟ وقد علمت بأي أرض ولدت، فبأي أرض أموت، فنزلت هذه الآية».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله: {إن الله عنده علم الساعة...} قال: خمس من الغيب استأثر بهن الله فلم يطلع عليهن ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً {إن الله عنده علم الساعة} فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة، في أي سنة ولا في أي شهر، أليلاً أم نهاراً {وينزل الغيث} فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث، أليلاً أم نهاراً {ويعلم ما في الأرحام} فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى، أحمر أو أسود {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً} أخيراً أم شراً {وما تدري نفس بأي أرض تموت} ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض، أفي بحر أم بر، في سهل أم في جبل.
وأخرج الفريابي والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله. لا يعلم ما في غد إلا الله. ولا متى تقوم الساعة إلا الله. ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله. ولا متى ينزل الغيث إلا الله. وما تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: «يا رسول الله متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثكم بأشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا {إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث...} إلى آخر الآية».
وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والروياني والضياء بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس لا يعلمهن إلا الله {إن الله عنده علم الساعة...} الآية».
وأخرج ابن جرير من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، مثله.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه «أن أعرابياً وقف على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر على ناقة له عشراء فقال: يا محمد ما في بطن ناقتي هذه؟ فقال: له رجل من الأنصار: دع عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلم إلي حتى أخبرك: وقعت أنت عليها وفي بطنها ولد منك؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن الله يحب كل حي كريم متكره، ويبغض كل لئيم متفحش، ثم أقبل على الأعرابي فقال: خمس لا يعلمهن إلا الله {إن الله عنده علم الساعة...}».
وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس فقال: من أنت؟ قال: «أنا رسول الله قال: متى الساعة؟ قال: غيب، وما يعلم الغيب إلا الله قال: ما في بطن فرسي؟ قال: غيب، وما يعلم الغيب إلا الله قال: فمتى تمطر؟ قال: غيب وما يعلم الغيب إلا الله».
وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس {إن الله عنده علم الساعة...}».
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس {إن الله عنده علم الساعة...}.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «لم يعم على نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية. في آخر لقمان إلى آخر السورة».
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الأدب عن ربعي بن حراش رضي الله عنه قال: حدثني رجل من بني عامر أنه قال: يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه فقال: «لقد علمني الله خيراً، وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله. الخمس {إن الله عنده علم الساعة...}».
وأخرج ابن ماجة عن الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها قالت: «دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان تغنيان وتقولان: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال: أما هذا فلا تقولوه، لا يعلم ما في غد إلا الله».
وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم وابن مردوية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي غرة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة، فلم ينته حتى يقدمها، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما تدري نفس بأي أرض تموت}».
وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن مطر بن عكامس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله لرجل أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة».
وأخرج أحمد عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك «أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه، جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته، فحسبه رجلاً من المسلمين، فسلم فرد عليه السلام، ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله ما الإِسلام؟ قال: أن تسلم وجهك لله، وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: ما الإِيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، والموت، والحياة بعد الموت، والجنة والنار، والحساب والميزان، والقدر خيره وشره. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال: نعم. ثم قال: ما الإِحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فهو يراك قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم. قال: فمتى الساعة يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله... ! خمس لا يعلمها إلا الله {إن الله عنده علم الساعة. وينزل الغيث. ويعلم ما في الأرحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غداً. وما تدري نفس بأي أرض تموت. إن الله عليم خبير}».

.سورة السجدة:

.تفسير الآيات (1- 4):

{الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)}
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله تعالى عنه في قوله: {لتنذر قوماً} قال: قريش {ما أتاهم من نذير من قبلك} قال: لم يأتهم ولا آباءهم، لم يأت العرب رسول من الله عز وجل.

.تفسير الآيات (5- 6):

{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6)}
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {يدبر الأمر} قال: ينحدر الأمر {من السماء إلى الأرض} ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة، في السير خمسمائة حين ينزل، وخمسمائة حين يعرج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله: {يدبر الأمر} الآية. قال: ينزل الأمر من السماء الدنيا إلى الأرض العليا، ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يدبر الأمر} قال: هذا في الدنيا. تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله: {يدبر الأمر...} الآية. قال: تعرج الملائكة وتهبط في يوم مقداره ألف سنة.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض. ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} قال: من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على ابن عباس أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال فيروز: يا أبا عباس قوله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} فكأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اتهمه فقال: ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟ فقال: إنما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هما يومان ذكرهما الله في كتابه، الله أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم، فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست إلى ابن المسيب رضي الله عنه، فسأله عنها انسان، فلم يخبر، ولم يدر فقلت: ألا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس؟ قال: بلى. فأخبرته فقال للسائل: هذا ابن عباس رضي الله عنهما أبى أن يقول فيها وهو أعلم مني.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {كان مقداره ألف سنة} قال: لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك اليوم حتى يقضي بين العباد، فينزل أهل الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، ولو كان إلى غيره لم يفرغ من ذلك خمسين ألف سنة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله تعالى عنه {في يوم كان مقداره ألف سنة} يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد، وذلك مقدار ألف سنة، لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله تعالى عنه في الآية يقول: مقدار مسيرة في ذلك اليوم {ألف سنة مما تعدون} ومن أيامكم من أيام الدنيا بخمسمائة نزوله وخمسمائة صعوده، فذلك ألف سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثم يعرج إليه في يوم} من أيامكم هذه، ومسيرة ما بين السماء والأرض خمسمائة عام.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {ألف سنة مما تعدون} قال: من أيام الدنيا. والله أعلم.