فصل: تفسير الآيات (10- 16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (6- 9):

{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}
أخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {إنه هو السميع العليم} {رب السماوات والأرض} بالخفض.

.تفسير الآيات (10- 16):

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}
أخرج ابن جرير، عن قتادة {فارتقب} أي فانتظر.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: آية الدخان قد مضت.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة وأبي الأحوص، عن عبدالله قال: الدخان جوع أصاب قريشاً حتى كان أحدهم لا يبصر السماء من الجوع.
وأخرج ابن مردويه من طريق عتبة بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، عن ابن مسعود قال: الدخان قد مضى، كان أناس أصابهم مخمصة وجوع شديد حتى كانوا يرون الدخان فيما بينهم وبين السماء.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي وائل، عن عبدالله {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال: جوع أصاب الناس بمكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن أبي العالية قال: مضى الدخان والبطشة الكبرى يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد، عن محمد بن سيرين قال: قال ابن مسعود: كل ما وعدنا الله ورسوله، فقد رأيناه غير أربع: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، فاما الدخان فقد مضى وكان سني كسني يوسف، وأما القمر فقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما البطشة الكبرى فيوم بدر.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل، عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبدالله فقال: إني تركت رجلاً في المسجد يقول: في هذه الآية {يوم تأتي السماء بدخان} {يغشى الناس} يوم القيامة دخان، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، فغضب وكان متكئاً، فجلس ثم قال: من علم منكم علماً فليقل به، ومن لم يكن يعلم، فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، وسأحدثكم عن الدخان: إن قريشاً لما استصعبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطأوا عن الإِسلام قال: اللهم أَعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجوع، فأنزل الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله: استسق الله لمضر، فاستسقى لهم فسقوا، فأنزل الله: {إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون} أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم. فأنزل الله: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} فانتقم الله منهم يوم بدر، فقد مضى البطشة والدخان واللزام.
وأخرج البيهقي في الدلائل، عن ابن مسعود قال: «لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدباراً، قال: اللهم سبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام، فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة، فقالوا يا محمد: إنك تزعم أنك قد بعثت رحمة، وأن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعاً، فشكا الناس كثرة المطر، فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة على رأسه، فسقي الناس حولهم. قال: فقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم. وهو قوله: {إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون} وآية الروم والبطشة الكبرى وانشقاق القمر وذلك كله يوم بدر».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال: الجدب وإمساك المطر عن كفار قريش.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {يغشى الناس هذا عذاب أليم} قال: الأليم الموجع {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} قال: الدخان {أنى لهم الذكرى} قال: أنى لهم التوبة {إنا كاشفوا العذاب قليلاً} يعني الدخان {إنكم عائدون} إلى عذاب الله يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {أنى لهم الذكرى} قال: بعد وقوع البلاء بهم {وقد تولوا}، عن محمد {وقالوا معلم مجنون} ثم كشف عنهم العذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج {يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال: كان يوم فتح مكة.
وأخرج ابن سعد من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كان يوم فتح مكة دخان وهو قول الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن علي قال: إن الدخان لم يمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم بسند صحيح، عن ابن أبي مليكة قال: دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقال: لم أنم هذه الليلة، فقلت: لم؟ قال: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يطرق الدخان.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عمر قال: يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدخان إذا جاء نفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه، ويأخذ المؤمن منه كالزكمة».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: الدخان قد بقي وهو أول الآيات.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق الحسن، عن أبي سعيد الخدري قال: يهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن، فيأخذه كهيئة الزكمة.
وأما الكافر، فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه.
وأخرج ابن جرير، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً: «أول الآيات: الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا، والدخان قال: حذيفة: يا رسول الله، وما الدخان؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره».
وأخرج ابن جرير والطبراني بسند جيد، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم أنذركم ثلاثاً الدخان يأخذ المؤمن منه كالزكمة، ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال: يوم بدر.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن أبيّ بن كعب ومجاهد والحسن وأبي العالية وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين وقتادة وعطية مثله.
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه قال: إن يوم البطشة الكبرى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي العالية قال: كنا نتحدث أن قوله: {يوم نبطش البطشة الكبرى} يوم بدر والدخان قد مضى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير بسند صحيح، عن عكرمة قال: قال ابن عباس قال: ابن مسعود {البطشة الكبرى} يوم بدر وأنا أقول: هي يوم القيامة.

.تفسير الآيات (17- 28):

{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28)}
أخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد فتنا} قال: بلونا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولقد فتنا} قال: ابتلينا {قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} قال: هو موسى {أن أدوا إليَّ عباد الله} قال: يعني أرسلوا بني إسرائيل {وأن لا تعلوا على الله} قال: لا تعثوا {إني آتيكم بسلطان مبين} قال: بعذر مبين {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} قال: بالحجارة {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} أي خلوا سبيلي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أن أدوا إليَّ عباد الله} قال: يقول اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق، وفي قوله: {وأن لا تعلوا} قال: لا تفتروا، وفي قوله: {أن ترجمون} قال: تشتمون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عبد الحكم في فتوح مصر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {رهواً} قال: سمتاً.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {واترك البحر رهواً} قال: كهيئته وامضه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن عبدالله بن الحارث الهاشمي أن ابن عباس، سأل كعباً، عن قوله: {واترك البحر رهواً} قال: طريقاً.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {واترك البحر رهواً} قال: طريقاً يبساً.
وأخرج ابن الأنباري، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {واترك البحر رهواً} قال: ساكناً.
وأخرج ابن جرير، عن الربيع {واترك البحر رهواً} قال: سهلاً.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما {واترك البحر رهواً} قال: الرهو أن يترك كما كان، فإنهم لن يخلصوا من ورائه.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس {واترك البحر رهواً} قال: دمثاً.
وأخرج ابن جرير، عن عكرمة رضي الله عنه {واترك البحر رهواً} قال: جدداً.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {واترك البحر رهواً} قال: طريقاً يابساً كهيئته يوم ضربه يقول: لا تأمره أن يرجع بل اتركه حتى يدخل آخرهم.
وأخرج ابن عبد الحكم، عن الحسن رضي الله عنه {رهواً} قال: سهلاً دمثاً.
وأخرج محمد بن كعب القرظي {رهواً} قال: طريقاً مفتوحاً.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {رهواً} قال: طريقاً منفرجاً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه قال: لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم: وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له {واترك البحر رهواً} يقول: كما هو طريقاً يابساً {إنهم جند مغرقون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ومقام كريم} قال: المنابر.
وأخرج ابن مردويه، عن جابر مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {ومقام كريم} قال: مقام حسن {ونعمة كانوا فيها فاكهين} قال: ناعمين أخرجه الله من جناته وعيونه وزروعه حتى أورطه في البحر كذلك {وأورثناها قوماً آخرين} يعني بني إسرائيل والله أعلم.