فصل: تفسير الآية رقم (172):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (165- 167):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} قال: مباهاة ومضارة للحق بالأنداد {والذين آمنوا أشد حباً لله} قال: من الكفار لآلهتهم.
وأخرج ابن جريرعن السدي في الآية قال: الأنداد من الرجال يطيعونهم كما يطيعون الله إذا أمر، وهم أطاعوهم وعصوا الله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً} أي شركاء {يحبونهم كحب الله} أي يحبون آلهتهم كحب المؤمنين لله {والذين آمنوا أشد حباً لله} قال: من الكفار لآلهتهم أي لأوثانهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {يحبونهم كحب الله} قال: يحبونهم أوثانهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حباً لله من الكفار لأوثانهم.
وأخرج ابن جرير عن الزبير في قوله: {ولو ترى الذين ظلموا} قال: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا أنفسهم، فاتخذوا من دوني أنداداً يحبونهم كحبكم إياي حين يعاينون عذابي يوم القيامة الذي أعددت لهم، لعلمتم أن القوة كلها إليّ دون الأنداد، والآلهة لا تغني عنهم هنالك شيئاً ولا تدفع عنهم عذاباً، أحللت بهم وأيقنتهم أني شديد عذابي لمن كفرني، وادعى معي إلهاً غيري.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد قال: كان في خاتم {أن القوة لله جميعاً}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {إذ تبرأ الذين اتبعوا} قال: هم الجبابرة والقادة والرؤوس في الشر والشرك {من الذين اتبعوا} وهم الأتباع والضعفاء.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {إذ تبرأ الذين اتبعوا} قال: هم الشياطين تبرأوا من الإِنس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: المودّة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: المنازل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأرحام.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا والمودة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأعمال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع {وتقطعت بهم الأسباب} قال: أسباب المنازل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وتقطعت بهم الأسباب} قال: أسباب الندامة يوم القيامة، والأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها ويتحابون بها، فصارت عداوة يوم القيامة يلعن بعضهم بعضاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة} قال: رجعة إلى الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} يقول: صارت أعمالهم الخبيثة حسرة عليهم يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وما هم بخارجين من النار} قال: أولئك أهلها الذين هم أهلها.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأوزاعي قال: سمعت ثابت بن معبد قال: ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت {وما هم بخارجين من النار}.

.تفسير الآيات (168- 169):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: «تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً} فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه فما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: عمله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما خالف القرآن فهو من خطوات الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: خطاه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} نزعات الشيطان.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: {خطوات الشيطان} قال: تزيين الشيطان.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال: كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: ما كان من يمين أو نذر في غضب فهو من خطوات الشيطان، وكفارته كفارة يمين.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود. أنه أتى بضرع وملح فجعل يأكل، فاعتزل رجل من القوم فقال ابن مسعود: ناولوا صاحبكم. فقال: لا أريد. فقال: أصائم أنت؟ قال: لا. قال: فما شأنك؟ قال: حرمت أن آكل ضرعاً أبداً. فقال ابن مسعود: هذا من خطوات الشيطان، فاطعم وكفر عن يمينك.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي مجلز في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: النذور في المعاصي.
وأخرج عبد بن حميد عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي قال: جاء رجل إلى الحسن فسأله وأنا عنده فقال له: حلفت إنْ لم أفعل كذا وكذا أن أحج حبواً. فقال: هذا من خطوات الشيطان، فحج واركب وكفر عن يمينك.
وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن غياث قال: سألت جابر بن زيد عن رجل نذر أن يجعل في أنفه حلقة من ذهب فقال: هي من خطوات الشيطان، ولا يزال عاصياً لله فليكفر عن يمينه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إنما سمي الشيطان لأنه يشيطن.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {إنما يأمركم بالسوء} قال: المعصية {والفحشاء} قال: الزنا {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} قال: هو ما كانوا يحرمون من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي، ويزعمون أن الله حرم ذلك.

.تفسير الآية رقم (170):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإِسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب الله ونقمته. فقال له رافع بن خارجة، ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا أعلم وخيراً منا، فأنزل الله في ذلك {وإذ قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا...} الآية».
وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ما ألفينا} قال: يعني وجدنا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بن ذبيان:
فحسبوه فألفوه كما زعمت ** تسعاً وتسعين لم ينقص ولم يزد

وأخرج ابن جرير عن الربيع وقتادة في قوله: {ألفينا} قالا: وجدنا.

.تفسير الآية رقم (171):

{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} قال: كمثل البقر والحمار والشاة، إنْ قلت لبعضهم كلاماً لم يعلم ما تقول غير أنه يسمع صوتك، وكذلك الكافر إن أمرته بخير أو نهيته عن شر أو وعظته لم يعقل ما تقول غير أنه يسمع صوتك.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: مثل الدابة تنادي فتسمع ولا تعقل ما يقال لها، كذلك الكافر يسمع الصوت ولا يعقل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} قال: شبه الله أصوات المنافقين والكفار بأصوات البهم، أي بأنهم لا يعقلون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول:
هضيم الكشح لم يغمز ببوس ** ولم ينعق بناحية الرياق

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {كمثل الذي ينعق} قال: الراعي {بما لا يسمع} قال: البهائم {إلا دعاء ونداء} قال: كمثل البعير والشاة تسمع الصوت ولا تعقل.
وأخرج وكيع عن عكرمة في قوله: {ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} مثل الكافر مثل البهيمة تسمع الصوت ولا تعقل.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: قال لي عطاء في هذه الآية: هم اليهود الذين أنزل الله فيهم {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب} [ البقرة: 174] إلى قوله: {فما أصبرهم على النار} [ البقرة: 175].

.تفسير الآية رقم (172):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}
أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [ المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {كلوا من طيبات} قال: من الحلال.
وأخرج ابن سعد عن عمر بن عبد العزيز. أنه قال يوماً: إني أكلت حمصاً وعدساً فنفخني. فقال له بعض القوم: يا أمير المؤمنين إن الله يقول في كتابه {كلوا من طيبات ما رزقناكم} فقال عمر، هيهات ذهبت به إلى غير مذهبه، إنما يريد به طيب الكسب ولا يريد به طيب الطعام.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {يا أيها الذين آمنوا} يقول: صدقوا {كلوا من طيبات ما رزقناكم} يعني اطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم بتحليلي إياه لكم مما كنتم تحرمونه أنتم، ولم أكن حرمته عليكم من المطاعم والمشارب {واشكروا لله} يقول: أثنوا على الله بما هو أهل له على النعم التي رزقكم وطيبها لكم.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمية {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} قال فلم يوجد من الطيبات شيء أحل ولا أطيب من الولد وماله.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمد الله عليها».

.تفسير الآية رقم (173):

{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}
أخرج أحمد وابن ماجة والدارقطني والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال».
أما قوله تعالى: {وما أهل به} الآية.
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وما أهل} قال: ذبح.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما أهل به لغير الله} يعني ما أهلّ للطواغيت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وما أهل} قال: ما ذبح لغير الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية {وما أهل به لغير الله} يقول: ما ذكر عليه اسم غير الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فمن اضطر} يعني إلى شيء مما حرم {غير باغ ولا عاد} يقول: من أكل شيئاً من هذه وهو مضطر فلا حرج، ومن أكله وهو غير مضطر فقد بغى واعتدى.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {غير باغ} قال: في الميتة. قال: في الأكل.
وأخرج سفيان بن عيينة وآدم بن أبي إياس وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في المعرفة وفي السنن عن مجاهد في قوله: {غير باغ ولا عاد} قال: غير باغ على المسلمين ولا متعد عليهم، من خرج يقطع الرحم، أو يقطع السبيل، أو يفسد في الأرض، أو مفارقاً للجماعة والأئمة، أو خرج في معصية الله، فاضطر إلى الميتة لم تحل له.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد} قال: العادي الذي يقطع الطريق لا رخصة له {فلا إثم عليه} يعني في أكله حين اضطر إليه {إن الله غفور} يعني لما أكل من الحرام {رحيم} به إذ أحل له الحرام في الاضطرار.
وأخرج وكيع عن إبراهيم والشعبي قالا: إذا اضطر إلى الميتة أكل منها قدر ما يقيمه.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن مسروق قال: من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فتركه تقذراً ولم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {فمن اضطر غير باغ ولا عاد} قال: غير باغ في أكله ولا عاد بتعدي الحلال إلى الحرام، وهو يجد عنه بلغة ومندوحة.