فصل: تفسير الآية رقم (186):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (186):

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}
أخرج ابن جرير والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق الصلت بن حكيم عن رجل من الأنصار عن أبيه عن جده قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي} إذا أمرتهم أن يدعوني فدعوني أستجيب لهم».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن قال: سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أين ربنا؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال «سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين ربنا؟ قال: في السماء على عرشه، ثم تلا {الرحمن على العرش استوى} [ طه: 5] وأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية».
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تعجزوا عن الدعاء فإن الله أنزل عليَّ {ادعوني أستجب لكم} فقال رجل: يا رسول الله ربنا يسمع الدعاء أم كيف ذلك؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية».
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رباح. أنه بلغه لما أنزلت {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [ غافر: 60] قالوا: لو نعلم أي ساعة ندعو؟ فنزلت {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} إلى قوله: {يرشدون}.
وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق سفيان عن أبي قال «قال المسلمون يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} الآية».
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أنه لما أنزل الله: {ادعوني أستجب لكم} [ غافر: 60] قال رجال: كيف ندعو يا نبي الله؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عبيد قال: لما نزلت هذه الآية {ادعوني أستجب لكم} [ غافر: 60] قالوا: كيف لنا به أن نلقاه حتى ندعوه؟ فأنزل الله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية. فقالوا: صدق ربنا وهو بكل مكان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قال المسلمون: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت {فليستجيبوا لي} ليطيعوني والاستجابة هي الطاعة {وليؤمنوا بي} ليعلموا {إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: مفتاح البحار السفن، ومفتاح الأرض الطرق، ومفتاح السماء الدعاء.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد عن كعب قال: قال موسى: أي رب!.. أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني، قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك أن نذكرك عليها؟ قال: وما هي؟ قال: الجنابة والغائط. قال: يا موسى اذكرني على كل حال.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نهبط وادياً إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، فدنا منا فقال: يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته».
وأخرج أحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني».
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن ربكم حي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً. وفي لفظ: يستحي أن يبسط العبد إليه فيردهما خائبين».
وأخرج البيهقي عن سلمان قال: إني أجد في التوراة. أن الله حي كريم يستحي أن يرد يدين خائبتين يسأل بهما خيراً.
وأخرج عبد الرزاق والحاكم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم حي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يردهما حتى يجعل فيهما خيراً».
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جواد كريم يستحي من العبد المسلم إذا دعاه أن يرد يديه صفراً ليس فيهما شيء».
وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفراً لا خير فيهما، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين ثلاث مرات، ثم إذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه».
وأخرج الطبراني عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رفع قوم أكفهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئاً إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً ليس فيهما شيء».
وأخرج الطبراني في الدعاء عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم فرفع يديه فإن الله جاعل في يديه بركة ورحمة، فلا يردهما حتى يمسح بهما وجهه».
وأخرج البزار والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: يا ابن آدم واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي. فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك فما عملت من شيء أو من عمل وفيتكه، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعليّ الاجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم عن أبي سعيد. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذاً نكثر قال الله أكثر».
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي».
وأخرج الحاكم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع ممّا نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة».
وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة والحاكم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر».
وأخرج الترمذي والحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء».
وأخرج الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ».
وأخرج الحاكم عن أنس مرفوعاً: «لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد».
وأخرج الحاكم عن جابر مرفوعاً: «يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجيب لك فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب. فيقول: أما أنك لم تدعني بدعوة إلا أستجيب لك، أليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا. ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجاً، فيقول: نعم يا رب. فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا. ودعوتني في حاجة قضيتها لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا يدعو الله عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة. فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له شيء من دعائه».
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والحاكم عن أبي هريرة مرفوعاً: «ما من عبد ينصب وجهه إلى الله في مسألة إلا أعطاه الله إياها، إما أن يعجلها له في الدنيا، وإما أن يدخرها في الآخرة».
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلا أرى تستجيب لي، فيدع الدعاء».
وأخرج أحمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل. قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: يقول قد دعوت ربكم فلم يستجب لي».
وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار قال: قال الله تبارك وتعالى على لسان نبي من بني إسرائيل: قل لبني إسرائيل «تدعوني بألسنتكم وقلوبكم بعيدة مني باطل ما تدعوني، وقال: تدعوني وعلى أيديكم الدم، اغسلوا أيديكم من الدم، أي من الخطايا هلموا نادوني».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقل أحدكم اغفر لي إن شئت، وليعزم في المسألة فإنه لا مكره له».
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو كف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
وأخرج أحمد عن جابر «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، وكف عنه من السوء مثله، ما لم يدع باثم أو قطيعة رحم».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أراد أن يستجيب لعبد أذن له في الدعاء».
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة فليقل: الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات، ومن أبطأ عليه من ذلك شيء فليقل الحمد لله على كل حال».
وأخرج الحكيم الترمذي عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو عرفتم الله حق معرفته لزالت لدعائكم الجبال».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي ذر قال: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شبيب قال: صليت إلى جنب سعيد بن المسيب المغرب، فرفعت صوتي بالدعاء، فانتهرني وقال: ظننت أن الله ليس بقريب منك.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من فتح له في الدعاء منكم فتحت له أبواب الاجابة. ولفظ الترمذي: من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية».
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال: لما خلق الله آدم قال: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، فمنك المسألة والدعاء وعليّ الإِجابة.
وأخرج ابن مردويه عن نافع بن معد يكرب قال: كنت أنا وعائشة فقالت «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {أجيب دعوة الداع إذا دعان} قال: يا رب مسألة عائشة، فهبط جبريل فقال: الله يقرئك السلام هذا عبدي الصالح بالنية الصادقة وقلبه تقي يقول: يا رب فأقول. لبيك، فاقضي حاجته».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات والأصبهاني في الترغيب والديلمي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: حدثني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب...} الآية. فقال: «اللهم إني أمرت بالدعاء وتكفلت بالاجابة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك لا شريك لك، اللهم أشهد أنك فرد أحد صمد، لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفواً أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله: {فليستجيبوا لي} قال: ليدعوني {وليؤمنوا بي} انهم إذا دعوني أستجيب لهم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {فليستجيبوا لي} قال: فليطيعوني.
وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني {فليستجيبوا لي} قال: فليدعوني {وليؤمنوا بي} يقول: إني أستجيب لهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع في قوله: {لعهم يرشدون} قال: يهتدون.