فصل: تفسير الآية رقم (253):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (253):

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فضلنا بعضهم على بعض} قال: اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكلم موسى تكليماً، وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، وهو عبد الله وكلمته وروحه، وآتى داود زبوراً، وآتى سليمان ملكاً لا ينبغى لأحد من بعده، وغفر لمحمد ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأخرج آدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} قال: كلم الله موسى، وأرسل محمداً إلى الناس كافة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر هو الشعبي {ورفع بعضهم درجات} قال: محمداً صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: أتعجبون؟ الخلة لإِبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن المنذر عن الربيع بن خيثم قال: لا أفضل على نبينا أحداً، ولا أفضل على إبراهيم خليل الرحمن أحداً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات} يقول: من بعد موسى وعيسى.
وأخرج ابن عساكر بسندٍ واهٍ عن ابن عباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، إذ أقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية «أتحب علياً؟قال: نعم. قال: إنها ستكون بينكم هنيهة. قال: معاوية: فما بعد ذلك يا رسول الله؟ قال: عفو الله ورضوانه. قال رضينا بقضاء الله ورضوانه، فعند ذلك نزلت هذه الآية {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}».

.تفسير الآية رقم (254):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم} في الزكاة والتطوّع.
وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال: يقال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ شهر رمضان كل صوم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: قد علم الله أن أناساً يتخالون في الدنيا ويشفع بعضهم لبعض، فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار قال: الحمد لله الذي قال: {والكافرون هم الظالمون} ولم يقل: والظالمون هم الكافرون. والله أعلم.

.تفسير الآية رقم (255):

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}
أخرج أحمد واللفظ له ومسلم وأبو داود وابن الضريس والحاكم والهروي في فضائله عن أبي كعب «أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش».
وأخرج النسائي وأبو يعلى وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن أبي بن كعب:أنه كان له جرن فيه تمر فكان يتعاهده فوجده ينقص، فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد السلام فقلت: ما أنت؟! جني أم أنسي؟ قال: جني. قلت ناولني يدك. فناولني فإذا يداه يدا كلب وشعره شعر كلب، فقلت: هكذا خلق الجن؟ قال: لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني. قلت: ما حملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك. فقال له أبي: فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية، آية الكرسي التي في سورة البقرة، من قالها حتى يمسي أُجِيرَ مِنَّا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي. فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخبره، فقال: «صدق الخبيث».
وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وأبو نعيم في المعرفة بسند رجاله ثقات عن ابن الأسقع البكري «أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم؟ فقال النبي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} حتى انقضت الآية».
وأخرج أحمد وابن الضريس والهروي في فضائله عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. سأل رجلاً من أصحابه هل تزوّجت؟ قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به. قال: أو ليس معك {قل هو الله أحد} [ الإِخلاص: 1]؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن، أليس معك {قل يا أيها الكافرون} [ الكافرون: 1]؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن، أليس معك {إذا زلزلت} [ الزلزلة: 1]؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن، أليس معك {إذا جاء نصر الله} [ النصر: 1]؟ قال: بلى. قال: ربع القرآن، أليس معك آية الكرسي؟ قال: بلى. قال: فتزوج».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي حفظ إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد».
وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون أي القرآن أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إلى آخر الآية».
وأخرج الطبراني بسند حسن عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى».
وأخرج أبو الحسن محمد بن أحمد بن شمعون الواعظ في أماليه وابن النجار عن عائشة «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من البركة، فقال: أين أنت من آية الكرسي، ما تليت على طعام ولا إدام إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام والإِدام».
وأخرج الدارمي عن أيفع بن عبد الله الكلاعي قال: قال رجل: يا رسول الله أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: «آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فأي آية في كتاب الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: آخر سورة البقرة، فإنها من كنز الرحمة من تحت عرش الله، ولم تترك خيراً في الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه».
وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة أعطاه الله قلوب الشاكرين، وأعمال الصديقين، وثواب النبيين، وبسط عليه يمينه بالرحمة، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت فيدخلها».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإن مات دخل الجنة».
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن الضريس والطبراني والهروي في فضائله والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود أن أعظم آية في كتاب الله {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وأخرج أبو عبيد وابن الضريس ومحمد بن نصر عن ابن مسعود قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار أعظم من آية في سورة البقرة {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: ما من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي.
وأخرج أبو عبيد في فضائله والدارمي والطبراني وأبو نعيم في دلائل النبوة والبيهقي عن ابن مسعود قال: خرج رجل من الإِنس، فلقيه رجل من الجن فقال: هل لك أن تصارعني؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان، فصارعه فصرعه الإِنسي.
فقال: تقرأ آية الكرسي، فإنه لا يقرأها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان له خبج كخبج الحمار. فقيل لابن مسعود: أهو عمر؟ قال: من عسى أن يكون إلا عمر. الخبج الضراط.
وأخرج المحاملي في فوائده عن ابن مسعود قال: «قال رجل: يا رسول الله علمني شيئاً ينفعني الله به. قال» اقرأ آية الكرسي فإنه يحفظك وذريتك ويحفظ دارك، حتى الدويرات حول دارك «».
وأخرج ابن مردويه والشيرازي في الألقاب والهروي في فضائله عن ابن عمر. أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن، وأعدلها، وأخوفها، وأرجاها؟ فسكت القوم. فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعظم آية في القرآن {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وأعدل آية في القرآن {إن الله يأمر بالعدل والإِحسان} [ النحل: 90] إلى آخرها، وأخوف آية في القرآن {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} [ الزلزلة: 7-8] وأرجى آية في القرآن {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [ الزمر: 53]».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة، أو آية الكرسي ضحك، وقال: إنهما من كنز الرحمن تحت العرش، وإذا قرأ {من يعمل سوءاً يجز به} [ النساء: 123] استرجع واستكان».
وأخرج ابن الضريس ومحمد بن نصر والهروي في فضائله عن ابن عباس قال: ما خلق الله؛ من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن المنذر وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف. أنه كان إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب قال: سيد آي القرآن {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وأخرج البيهقي عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره، وأهل دويرات حوله».
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس عن علي قال: ما أرى رجلاً ولد في الإِسلام أو أدرك عقله الإِسلام يبيت أبداً حتى يقرأ هذه الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ولو تعلمون ما هي، إنما أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش، ولم يعطها أحد قبل نبيكم، وما بت ليلة قط حتى اقرأها ثلاث مرات، اقرأوها في الركعتين بعد العشاء الآخرة، وفي وتري، وحين آخذ مضجعي من فراشي.
وأخرج أبو عبيد عن عبد الله بن رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «أبا المنذر أي آية في القرآن أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم! قال: أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم قال: الله ورسوله أعلم! قال: أبا المنذر أي آية في كتاب الله عز وجل أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم، فقال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب صدره وقال: ليهنك العلم أبا المنذر».
وأخرج ابن راهويه في مسنده عن عوف بن مالك قال: جلس أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «يا رسول الله أيما أنزل الله عليك أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ومحمد بن نصر الطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن معاذ بن جبل قال: «ضم إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة، جعلته في غرفة لي، فكنت أجد فيه كل يوم نقصاناً، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: هو عمل الشيطان فأرصده، فرصدته ليلاً، فلما ذهب هوى من الليل أقبل على صورة الفيل، فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت على ثيابي فتوسطته، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك- فعاهدني أن لا يعود، فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ فقلت: عاهدني أن لا يعود. فقال: إنه عائد فأرصده، فرصدته الليلة الثانية، فصنع مثل ذلك، وصنعت مثل ذلك، فعاهدني أن لا يعود، فخليت سبيله، ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته. فقال: إنه عائد فأرصده، فَرَصَدْتُهُ الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك، وصنعت مثل ذلك، فقلت: يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة. فقال: إني ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئاً دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم، فلما نزلت عليه آيتان انفرتنا منها فوقعنا بنصيبين، ولا تقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثاً، فإن خليت سبيلي علمتكهما. قلت: نعم. قال: آية الكرسي، وآخر سورة البقرة {آمن الرسول} [ البقرة: 285] إلى آخرها. فخليت سبيله، ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال. فقال: صدق الخبيث وهو كذوب. قال: فكنت أقرأهما بعد ذلك فلا أجد فيه نقصاناً».
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس {الله لا إله إلا هو} يريد الذي ليس معه شريك، فكل معبود من دونه فهو خلق من خلق لا يضرون ولا ينفعون، ولا يملكون رزقاً ولا حياة ولا نشوراً {الحي} يريد الذي لا يموت {القيوم} الذي لا يبلى {لا تأخذه سنة} يريد النعاس {ولا نوم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} يريد الملائكة مثل قوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [ الأنبياء: 28] {يعلم ما بين أيديهم} يريد من السماء إلى الأرض {وما خلفهم} يريد ما في السموات {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يريد مما أطلعهم على علمه {وسع كرسيه السماوات والأرض} يريد هو أعظم من السموات السبع والأرضين السبع {ولا يؤوده حفظهما} يريد ولا يفوته شيء مما في السموات والأرض {وهو العلي العظيم} يريد لا أعلى منه، ولا أعظم، ولا أعز، ولا أجل، ولا أكرم.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي رحزة يزيد بن عبيد الساعي قال: «لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أتاه وفد من بني فزارة، فقالوا: يا رسول الله ادع ربك أن يغيثنا، واشفع لنا إلى ربك، وليشفع ربك إليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلك هذا أنا شفعت إلى ربي فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه، لا إله إلا هو العظيم، وسع كرسيه السموات والأرض، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرجل الحديد!».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ومحمد بن نصر والطبراني وأبو نعيم في الدلائل عن أبي أسيد الساعدي. أنه قطع تمر حائطه فجعله في غرفة، فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسده عليه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «تلك الغول يا أبا أسيد، فاستمع عليها فإذا سمعت اقتحامها قل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت الغول: يا أبا أسيد اعفني أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطيك موثقاً من الله أن لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك، وأدلك على آية تقرأها على بيتك فلا تخالف إلى أهلك، وتقرأها على إنائك فلا يكشف غطاؤه، فأعطته الموثق الذي رضي به منها. فقالت: الآية التي أدلك عليها هي آية الكرسي. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقص عليه القصة، فقال: صدقت وهي كذوب».
وأخرج النسائي والروياني في مسنده وابن حبان والدارقطني والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت».
وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء والطبراني وابن مردويه والهروي في فضائله والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي أمامة يرفعه «قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: سورة البقرة، وآل عمران، وطه، قال أبو أمامة: فالتمستها فوجدت في البقرة في آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وفي آل عمران {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [ آل عمران: 2] وفي طه {وعنت الوجوه للحي القيوم} [ طه: 111]».
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلاً على أبي أيوب في غرفة، وكان طعامه في سلة في المخدع، فكانت تجيء من الكوّة كهيئة السنور تأخذ الطعام من السلة، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: تلك الغول فإذا جاءت فقل: عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحي. فجاءت فقال لها أبو أيوب: عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحي. فقالت: يا أبا أيوب دعني هذه المرة فوالله لا أعود، فتركها ثم قالت: هل لك أن أعلمك كلمات إذا قلتهن لا يقرب بيتك شيطان تلك الليلة وذلك اليوم ومن الغد؟ قال: نعم. قالت: اقرأ آية الكرسي. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال: صدقت وهي كذوب».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والحاكم وأبو نعيم في الدلائل عن أبي أيوب «أنه كان في سهوة له، فكانت الغول تجيء فتأخذ، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله. فجاءت فقال لها. فأخذها فقالت: إني لا أعود. فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما فعل أسيرك؟ قال: أخذتها فقالت: إني لا أعود. فأرسلتها. فقال: إنها عائدة. فأخذها مرتين أو ثلاثاً كل ذلك تقول: لا أعود، ويجيء النبي صلى الله عليه وسلم. فيقول: ما فعل أسيرك؟ فيقول: أخذتها فتقول: لا أعود. فقال: إنها عائدة. فأخذها فقالت: أرسلني وأعلمك شيئاً تقوله فلا يقربك شيء آية الكرسي. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: صدقت وهي كذوب».
وأخرج أحمد وابن الضريس والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي ذر قال: «قلت يا رسول الله: أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}».
وأخرج ابن السني عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: «من قرأ آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله».
وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً: «أوحى الله إلى موسى بن عمران: أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، فإنه من يقرأها في دبر كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين، ولسان الذاكرين، وثواب النبيين، وأعمال الصديقين، ولا يواظب على ذلك إلا نبي، أو صديق، أو عبد امتحنت قلبه بالإِيمان، أو أريد قتله في سبيل الله. قال ابن كثير: منكر جداً».
وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال: «قلت: يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} آية الكرسي».
وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق علي بن الحسين عن أبيه عن أمه فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دنا ولادها أمر أم سلمة وزينب بنت جحش أن يأتيا فاطمة، فيقرأ عندها آية الكرسي و {إن ربكم الله} [ الأعراف: 54] إلى آخر الآية، ويعوّذاها بالمعوّذتين.
وأخرج الديلمي عن علي بن أبي طالب قال: ما أرى رجلاً أدرك عقله في الإِسلام يبيت حتى يقرأ هذه الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ولو تعلمون ما فيها لما تركتموها على حال، إن رسول الله قال: «أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، ولم يؤتها نبي قبلي. قال علي: فما بت ليلة قط منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقرأها».
وأخرج الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان لي تمر في سهوة لي، فجعلت أراه ينقص منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنك ستجد فيه غداً هرة فقل: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كان الغد وجدت فيه هرة فقلت: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحوّلت عجوزاً وقالت: أذكرك الله لما تركتني، فأني غير عائدة. فتركتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل الرجل؟ فأخبرته بخبرها. فقال: كذبت وهي عائدة. فقل لها: أجيبي رسول الله، فتحوّلت عجوزاً. وقالت: أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني هذه المرة فإني غير عائدة. فتركتها، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كما قال لي، فعلت ذلك ثلاث مرات، فقالت لي في الثالثة: أذكرك الله يا أبا أيوب حتى أعلمك شيئاً لا يسمعه شيطان فيدخل ذلك البيت فقلت: ما هو؟ فقالت: آية الكرسي لا يسمعها شيطان إلا ذهب، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت وإن كانت كذوباً».
وأخرج الطبراني عن أبي أيوب قال: أصبت جنية فقالت لي: دعني ولك علي أن أعلمك شيئاً إذا قلته لم يضرك منا أحد. قلت: ما هو؟ قال: آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «صدقت وهي كذوب».
وأخرج الطبراني عن أبي أيوب قال: «كنت مؤذى في البيت، فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت روزنة في البيت لنا، فقال: أرصده فإذا أنت عاينت شيئاً فقل: أجيبي يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرصدت فإذا شيء قد تدلى من روزنة، فوثبت إليه، وقلت: اخسأ يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته فتضرع إلي، وقال لي: لا أعود. فأرسلته فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ فأخبرته بالذي كان فقال: أما إنه سيعود. ففعلت ذلك ثلاث مرات كل ذلك آخذه وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالذي كان، فلما كانت الثالثة أخذته قلت: ما أنت بمفارقي حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فناشدني وتضرع إليّ وقال: أعلمك شيئاً إذا قلته من ليلتك لم يقربك جان ولا لص، تقرأ آية الكرسي، فأرسلته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله ناشدني وتضرع إلي حتى رحمته، وعلمني شيئاً أقوله إذا قلته لم يقربني جن ولا لص. قال: صدق وإن كان كذوباً».
وأخرج البخاري وابن الضريس والنسائي وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال: «وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، ولي حاجة شديدة. فخليت عنه، فأصبحت فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرحمته وحليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود، فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، فقال: أما إنه قد كذبك وسيعود. فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود. فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان، حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه صدقك وهو كذوب».
وأخرج البيهقي في الدلائل عن بريدة قال: «كان لي طعام فتبينت فيه النقصان، فكمنت في الليل فإذا غول قد سقطت عليه، فقبضت عليها فقلت: لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: إني امرأة كثيرة العيال لا أعود. فجاءت الثانية والثالثة، فأخذتها فقالت: ذرني حتى أعلمك شيئاً إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك، ومالك آية الكرسي. فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال» صدقت وهي كذوب «».
وأخرج سعيد بن منصور والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه، آية الكرسي».
وأخرج الدارمي والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {حم، المؤمن} إلى {إليه المصير}، وآية الكرسي حين يصبح حُفِظَ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حُفِظَ بهما حتى يصبح».
وأخرج البخاري في تاريخه وابن الضريس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت آية الكرسي من تحت العرش».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان، والدينوري في المجالسة عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن جبريل أتاني فقال: إن عفريتاً من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وأبو الشيخ في العظمة عن ابن إسحاق قال: خرج زيد بن ثابت ليلاً إلى حائط له، فسمع فيه جلبة فقال: ما هذا؟ قال: رجل من الجان أصابتنا السنة، فأردت أن أصيب من ثمارهم فطيبوه لنا. قال: نعم، ثم قال زيد بن ثابت: ألا تخبرنا بالذي يعيذنا منكم؟ قال: آية الكرسي.
و أخرج أبو عبيد عن سلمة بن قيس وكان أول أمير كان على إيلياء قال: ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإِنجيل، ولا في الزبور، أعظم من {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وأخرج ابن الضريس عن الحسن أن رجلاً مات أخوه فرآه في المنام فقال: أخي أي الأعمال تجدون أفضل؟ قال: القرآن. قال: فأي القرآن؟ قال: آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ثم قال: ترجون لنا شيئاً؟ قال: نعم.
قال: إنكم تعملون ولا تعلمون، وإنا نعلم ولا نعمل.
وأخرج ابن الضريس عن قتادة قال: من قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه وكل به ملكين يحفظانه حتى يصبح.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس. أن بني إسرائيل قالوا: يا موسى هل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله. فناداه ربه: يا موسى سألوك هل ينام ربك، فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل، ففعل موسى فلمّا ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما، حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا، فقال: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك، وأنزل الله على نبيه آية الكرسي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله: {الحي} قال: حي لا يموت {القيوم} قيم على كل شيء يكلؤه ويرزقه ويحفظه.
وأخرج آدم ابن أبي إياس وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {القيوم} قال: القائم على كل شيء.
وأخرج ابن أبي حاتم والحسن قال: {القيوم} الذي لا زوال له.
و أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: {الحي} الذي لا يموت و {القيوم} القائم الذي لا بديل له.
وأخرج آدم بن أبي إياس وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {القيوم} قال: القائم على كل شيء.
وأخرج ابن أبي حاتم والحسن قال: {القيوم} الذي لا زوال له.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: {الحي} الذي لا يموت و {القيوم} القائم الذي لا بديل له.
وأخرج آدم بن أبي أياس وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {لا تأخذه سنة ولا نوم} قال: السنة النعاس، والنوم هو النوم.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء والطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {لا تأخذه سنة} قال: السنة الوسنان الذي هو نائم وليس بنائم. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول:
ولا سنة طوال الدهر تأخذه ** ولا ينام وما في أمره فند

و أخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال: السنة النعاس، والنوم الاستثقال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن السدي قال: السنة ريح النوم الذي يأخذ في الوجه فينعس الإِنسان.
و أخرج ابن أبي حاتم عن عطية {لا تأخذه سنة} قال: لا يفتر.
وأخرج عن سعيد بن جبير في قوله: {من ذا الذي يشفع عنده} قال: من يتكلم عنده إلا بإذنه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {يعلم ما بين أيديهم} قال: ما مضى من الدنيا {وما خلفهم} من الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {يعلم ما بين أيديهم} ما قدموا من أعمالهم {وما خلفهم} ما أضاعوا من أعمالهم.
وأخرج ابن جرير عن السدي {ولا يحيطون بشيء من علمه} يقول: لا يعلمون بشيء من علمه {إلا بما شاء} هو أن يعلمهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس {وسع كرسيه السماوات والأرض} قال: كرسيه علمه، ألا ترى إلى قوله: {ولا يؤوده حفظهما}.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {وسع كرسيه السماوت والأرض} قال كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدّرُ قدره».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه والخطيب والبيهقي عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري قال: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل. قلت: هذا على سبيل الاستعارة- تعالى الله عن التشبيه- ويوضحه ما أخرجه ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: كرسيه الذي يوضع تحت العرش الذي تجعل الملوك عليه أقدامهم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعته- يعني الكرسي- إلا بمنزلة الحلقة في المفازة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر «أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال: يا أبا ذر ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي عاصم في السنة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والضياء المقدسي في المختارة عن عمر «أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تبارك وتعالى، وقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية بسند واه عن علي مرفوعاً: «الكرسي لؤلؤ، والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبعمائة سنة، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك قال: الكرسي تحت العرش.
وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: الكرسي بالعرش ملتصق، والماء كله في جوف الكرسي.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال: الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي عن مجاهد قال: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة، وما موضع كرسيه من العرش إلا مثل حلقة في أرض فلاة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: إن السموات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال: «قال رجل: يا رسول الله ما المقام المحمود؟ قال: ذلك يوم ينزل الله على كرسيه يئط منه كما يئط الرحل الجديد من تضايقه، وهو كسعة ما بين السماء والأرض».
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: كان الحسن يقول: الكرسي هو العرش.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن ابن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم....} الآية. قال: أما قوله: {القيوم} فهو القائم، وأما {السنة} فهي ريح النوم التي تأخذ في الوجه فينعس الإِنسان، وأما {ما بين أيديهم} فالدنيا {وما خلفهم} الآخرة، وأما {لا يحيطون بشيء من علمه} يقول: لا يعلمون شيئاً من علمه إلا بما شاء هو يعلمهم، وأما {وسع كرسيه السماوات والأرض} فإن السموات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش وهو موضع قدميه، وأما {لا يؤوده} فلا يثقل عليه.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن أبي مالك في قوله: {وسع كرسيه السماوات والأرض} قال: إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها عليها أربعة من الملائكة، لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر، فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش، والله واضع كرسيه على العرش. قال البيهقي: هذا إشارة إلى كرسيين. أحدهما تحت العرش، والآخر موضوع على العرش.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا يؤوده حفظهما} يقول: لا يثقل عليه.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقله. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم.
أما سمعت قول الشاعر:
يعطى المئين ولا يؤوده حملها ** محض الضرائب ماجد الأخلاق

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا يؤوده} قال: لا يكرثه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: {العظيم} الذي قد كمل في عظمته.
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس {الله لا إله إلا هو} يريد الذي ليس معه شريك، فكل معبود من دونه فهو خلق من خلقه لا يضرون ولا ينفعون، ولا يملكون رزقاً ولا حياة ولا نشوراً {الحي} يريد الذي لا يموت {القيوم} الذي لا يبلى {لا تأخذه سنة} يريد النعاس {ولا نوم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} يريد الملائكة، مثل قوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}. {يعلم ما بين أيديهم} يريد من السماء إلى الأرض {وما خلفهم} يريد ما في السموات {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يريد مما أطلعهم على علمه {وسع كرسيه السماوات والأرض} يريد هو أعظم من السموات السبع والأرضين السبع {ولا يؤوده حفظهما} يريد لا يفوته شيء مما في السموات والأرض {وهو العلي العظيم} يريد لا أعلى منه ولا أعز، ولا أجل ولا أكرم.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السلمي قال: «لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أتاه وفد من بني فزارة فقالوا: يا رسول الله ادع ربك أن يغيثنا، واشفع لنا إلى ربك، وليشفع ربك إليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلك هذا أنا شفعت إلى ربي، فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه؟! لا إله إلا الله العظيم وسع كرسيه السموات والأرض، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرحل الجديد».