فصل: تفسير الآية رقم (58):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (58):

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ادخلوا هذه القرية} قال: بيت المقدس.
وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وادخلوا الباب} قال: باب ضيق {سجدا} قال: ركعا {وقولوا حطة} قال: مغفرة قال: فدخلوا من قبل استاههم وقالوا: حنطة استهزاء قال: فذلك قوله عز وجل {فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} [ البقرة: 59].
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وادخلوا الباب سجدا} قال: هو أحد أبواب بيت المقدس وهو يدعى باب حطة.
وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال: قيل لهم {ادخلوا الباب سجدا} فدخلوا مقنعي رؤوسهم {وقولوا حطة} فقالوا: حنطة حبة حمراء فيها شعيرة، فذلك قوله: {فبدل الذين ظلموا} [ البقرة: 59].
وأخرج ابن جرير والطبراني وأبو الشيخ والحاكم عن ابن مسعود أنهم قالوا: هطى سمقاثا ازبة مزبا. فهي بالعربية حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعيرة سوداء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وقولوا حطة} أي احطط عنا خطايانا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وادخلوا الباب سجدا} قال: طأطئوا رؤوسكم {وقولوا حطة} قال: قولوا لا إله إلا الله.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وقولوا حطة} قال: لا إله إلا الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان الباب قبل القبلة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: باب حطة من أبواب بيت المقدس، أمر موسى قومه أن يدخلوا ويقولوا حطة، وطؤطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم، فلما سجدوا قالوا حنطة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وادخلوا الباب سجداً} قال: كنا نتحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس {وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} قال: من كان خاطئا غفرت له خطيئته، ومن كان محسناً زاده الله إحساناً {فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} [ البقرة: 59] قال: بين لهم أمرا علموه فخالفوه إلى غيره جرأة على الله وعتواً.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وسنزيد المحسنين} قال: من كان قبلكم محسناً زيد في إحسانه ومن كان مخطئاً نغفر له خطيئته.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، فبدلوا فدخلوا يزحفون على استاههم، وقالوا حبة في شعرة».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطة في شعيرة».
وأخرج أبو داود والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم «قال الله لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}».
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال: «سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل اجتزنا في برية يقال لها ذات الحنظل، فقال: ما مثل هذه الثنية الليلة إلا كمثل الباب الذي قال الله لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}».
وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب قال: إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل.

.تفسير الآية رقم (59):

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن مالك وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به أناس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أن بأرض فلا تدخلوها».
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية قال: الرجز الغضب.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وإذ استسقى موسى لقومه...} الآية. قال: ذلك في التيه، ضرب لهم موسى الحجر فصار فيه اثنتا عشرة عينا من ماء، لكل سبط منهم عين يشربون منها.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وإذ استسقى موسى لقومه...} الآية. قال: كان هذا في البرية حيث خشوا الظمأ استسقى موسى فأمر بحجر أن يضربه، وكان حجرا طورانياً من الطور يحملونه معهم، حتى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم} قال: لكل سبط مهم عين معلومة يستفيد ماءها.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال: انفجر لهم الحجر بضربة موسى اثنتي عشرة عينا، كل ذلك كان في تيههم حين تاهوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جوبير أنه سئل في قوله: {قد علم كل أناس مشربهم} قال: كان موسى يضع الحجر ويقوم من كل سبط رجل، ويضرب موسى الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عيناً، فينتضح من كل عين على رجل، فيدعو ذلك الرجل سبطه إلى تلك العين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولا تعثوا في الأرض} قال: لا تسعوا.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} قال: لا تسعوا في الأرض فساداً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {ولا تعثوا} قال: يعني ولا تمشوا بالمعاصي.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} قال: لا تسيروا في الأرض مفسدين.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: استسقى موسى لقومه فقال: اشربوا يا حمير: فقال الله تعالى له: لا تسمّ عبادي حميراً.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد} قال: المن والسلوى، استبدلوا به البقل وما ذكر معه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قالوا: ملوا طعامهم في البرية وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه قبل ذلك، فقالوا {ادع لنا ربك...} الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {وفومها} قال: الخبز. وفي لفظ: البر. وفي لفظ: الحنطة بلسان بني هاشم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير من طرق عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {وفومها} قال: الحنطة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح وهو يقول:
قد كنت أغنى الناس شخصاً واحداً ** ورد المدينة عن زراعة فوم

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله: {وفومها} قالا: الخبز.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وأبي مالك في قوله: {وفومها} قالا: الخبز.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وأبي مالك في قوله: {وفومها} قالا: الحنطة.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: الفوم الثوم.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال: الفوم الثوم- وفي بعض القراءة وثومها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن ابن مسعود: أنه قرأ وثومها.
وأخرج ابن أبي داود عن ابن عباس قال: قراءتي قراءة زيد، وأنا آخذ ببضعة عشر حرفاً من قراءة ابن مسعود هذا أحدها {من بقلها وقثائها وثومها}.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {وفومها} قال: الفوم الحنطة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا محجن الثقفي وهو يقول:
قد كنت أحسبني كأغنى واحد ** قدم المدينة عن زراعة فوم

قال: يا ابن الأزرق ومن قرأها على قراءة ابن مسعود فهو هذا المنتن قال أمية ابن أبي الصلت:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة ** فيها الفراديس والفومات والبصل

وقال أمية ابن أبي الصلت أيضاً:
أنفي الدياس من القوم الصحيح كما ** أنفي من الأرض صوب الوابل البرد

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {أتسبدلون الذي هو أدنى} قال: أردأ.
وأخرج سفيان بن عيينة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {اهبطوا مصراً} قال: مصراً من الأمصار.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {اهبطوا مصراً} يقول: مصراً من الأمصار.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {اهبطوا مصراً} قال: يعني به مصر فرعون.
وأخرج ابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف عن الأعمش أنه كان يقرأ {اهبطوا مصر} بلا تنوين، ويقول: هي مصر التي عليها صالح بن علي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة} قال: هم أصحاب الجزية.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن {وضربت عليهم الذلة والمسكنة} قال: يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {والمسكنة} قال: الفاقة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {وباؤوا بغضب من الله} قال: استحقوا الغضب من الله.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وباؤوا} قال: انقلبوا.
وأما قوله تعالى: {ويقتلون النبيين}.
أخرج أبو داود الطاليسي وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار.
وأخرج أحمد عن ابن مسعود. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام ضلالة وممثل من الممثلين».
وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي ذر قال: «جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيء الله. قال: لست بنبيء الله ولكنني نبي الله قال الذهبي: منكر لم يصح».
وأخرج ابن عدي عن حمران بن أعين «أن رجلا من أهل البادية أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا نبيء الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست بنبيء الله ولكنني نبي الله».
وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: ما همز رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا الخلفاء، وإنما الهمز بدعة من بعدهم.