فصل: سورة الزمر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (71- 74):

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)}
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما كان لي من علم بالملإِ الأعلى إذ يختصمون،.... إذ قال ربك للملائكة} قال: هذه الخصومة.

.تفسير الآيات (75- 83):

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}
أخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده. ثم قال: وعزتي لا يسكنها مدمن خمر، ولا ديوث. قالوا: يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث؟ قال: الذي يشير لأهله السوء».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خلق الله أربعاً بيده: العرش، وجنات عدن، والقلم، وآدم. ثم قال لكل شيء كن فكان. واحتجب من خلقه بأربعة: بنار، وظلمة، ونور.
وأخرج هناد عن ميسرة رضي الله عنه قال: «خلق الله أربعة بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، وخلق القلم بيده».
وأخرج هناد عن إبراهيم رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال: «إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده».
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: الرجيم اللعين. قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: المخلصين بالنصب. فقلت كل شيء في القرآن هكذا نقرأها؟ قال: نعم.

.تفسير الآيات (84- 85):

{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)}
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فالحق والحق أقول} قال: أنا الحق أقول الحق.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال: {فالحق} رفع {والحق} نصب {أقول} رفع.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأها {فالحق} بالرفع {والحق أقول} نصباً قال: يقول الله أنا الحق، والحق أقول.

.تفسير الآيات (86- 87):

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: قل يا محمد {ما أسألكم} على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه قال: بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول {يوم تأتي السماء بدخان} [ الدخان: 10] يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال: فقمنا حتى دخلنا على عبد الله رضي الله عنه وهو في بيته، فاخبرناه وكان متكئاً فاستوى قاعداً فقال: أيها الناس من علم منكم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم. قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}.
وأخرج الديلمي وابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لا ألي من التكلف وصالحو أمتي.
وأخرج أحمد وابن عدي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن شقيق رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه، فقرب إلينا خبزاً وملحاً فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلفت لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر، فبعث مطهرته فرهنها فجاء الصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان رضي الله عنه: لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال.
وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: «نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف».
وأخرج البيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم ما حضر».
وأخرج ابن عدي عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله قال: الرحماء بينهم. ألا أنبئكم بأهل النار؟ قلنا بلى. قال: هم الآيسون، والقانطون، والكذابون، والمتكلفون».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن المنذر قال: آية المتكلف ثلاث: تكلف فيما لا يعلم، وينازل من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال.
وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: من علم علماً فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين.

.تفسير الآية رقم (88):

{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه بعد حين} قال: بعد الموت وقال الحسن رضي الله عنه: يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه بعد حين} قال بعضهم: يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه} قال: صدق هذا الحديث نبأ ما كذبوا به بعد حين من الدنيا وهو يوم القيامة، وقرأ {لكل نبأ مستقر} [ الأنعام: 67] قال: وهو الآخرة يستقر فيها الحق، ويبطل فيها الباطل.

.سورة الزمر:

.تفسير الآيات (1- 4):

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق} يعني القرآن {فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص} قال: شهادة أن لا إله إلا الله {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفى} قال: ما نعبد هذه الآلهة إلا ليشفعوا لنا عند الله تعالى.
وأخرج ابن مردويه عن يزيد الرقاشي رضي الله عنه، «أن رجلاً قال: يا رسول الله انا نعطي أموالنا التماس الذكر، فهل لنا في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبل إلا من أخلص له. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {ألا لله الدين الخالص}».
وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والذين اتخذوا من دونه أولياء...} قال: أنزلت في ثلاثة أحياء: عامر، وكنانة، وبني سلمة. كانوا يعبدون الأوثان، ويقولون الملائكة بناته. فقالوا {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال: قريش يقولون للأوثان، ومن قبلهم يقولونه للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزيز.
وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه قال كان عبد الله رضي الله عنه يقرأ {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأها {قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}.

.تفسير الآية رقم (5):

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يكوّر الليل على النهار} قال: يحمل الليل.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل} قال: هو غشيان أحدهما على الآخر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل} قال: يغشي هذا هذا، وهذا هذا.

.تفسير الآية رقم (6):

{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {خلقكم من نفس واحدة} يعني آدم {وخلق منها زوجها} خلقها من ضلع من أضلاعه و {أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق} قال: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاماً، ثم لحماً، ثم أنبت الشعر أطواراً {في ظلمات ثلاث} قال: البطن، والرحم، والمشيمة {فأنى تصرفون} قال: كقوله: {فأنى تؤفكون} [ الزخرف: 87].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} من الإِبل، والبقر، والضان، والمعز. وفي قوله: {من بعد خلق} قال: نطفة ثم ما يتبعها حتى يتم خلقه {في ظلمات ثلاث} قال: البطن، والرحم، والمشيمة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {خلقاً من بعد خلق} قال: علقة، ثم مضغة، ثم عظاماً {في ظلمات ثلاث} قال: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة.

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن تكفروا فإن الله غني عنكم} يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولون لا إله إلا الله. ثم قال: {ولا يرضى لعباده الكفر} وهم عباده المخلصون الذين قال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} [ الحجر: 42] فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحببها إليهم.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {ولا يرضى لعباده الكفر} قال: لا يرضى لعباده المسلمين الكفر.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: والله ما رضي الله لعبده ضلالة، ولا أمره بها، ولا دعا إليها، ولكن رضي لكم طاعته، وأمركم بها، ونهاكم عن معصيته.