فصل: تفسير الآيات (11- 20):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (11- 20):

{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال: جبل في جهنم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: العقبة النار.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: للناس عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا اقتحم العقبة} قال: عقبة بين الجنة والنار.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال: عقبة بين الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال: العقبة سبعون درجة في جهنم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {فلا اقتحم العقبة} قال: ألا أسلك الطريق التي فيها النجاة والخير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن {فلا اقتحم العقبة} قال: جهنم وما أدراك ما العقبة؟ قال: ذكر لنا أنه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة إلا كانت فداءه من النار.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: وما أدراك ما العقبة؟ ثم أخبر عن اقتحامها فقال: فك رقبة «ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجراً؟ قال: أكثر ثمناً».
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أمامكم عقبة كؤداً لا يجوزها المثقلون فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة».
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما نزلت {فلا اقتحم العقبة} قيل يا رسول الله: ما عند أحدنا ما يعتق إلا عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء عليه، فلو أمرناهن بالزنا فزنين، فجئن بالأولاد فاعتقناهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا، ثم أعتق الولد».
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنه بلغها قول أبي هريرة رضي الله عنه: «علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من عتق ولد زنية، فقالت عائشة رضي الله عنها: يرحم الله أبا هريرة إنما كان هذا أن الله لما أنزل {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة} قال: بعض المسلمين، يا رسول الله: إنه ليس لنا رقبة نعتقها فإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لا بد منها فنأمرهن يبغين، فإذا بغين فولدن، أعتقنا أولادهن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من هذا».
وأخرج ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه من النار».
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن عليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضواً منه من النار»
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: قلت يا نبي الله: أي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار، حتى الفرج بالفرج».
وأخرج أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن البراء «أن أعرابياً قال لرسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة؟ قال: أعتق النسمة وفك الرقبة. قال: أوليستا بواحدة؟ قال: لا إن عتق الرقبة أن تفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها، والمنحة الركوب والفيء على ذي الرحم، فإن لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير».
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم ذي مسغبة} قال: مجاعة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في يوم ذي مسغبة} قال: مجاعة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال: جوع.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال: يوم فيه الطعام عزيز.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبي رجاء العطاردي رضي الله عنه أنهما قرآ: {أو أطعم في يوم ذا مسغبة}.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: «من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذا مقربة} أي ذا قرابة، وفي قوله: {ذا متربة} يعني بعيد التربة أي غريباً من وطنه.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أو مسكيناً ذا متربة} قال: هو المطروح الذي ليس له بيت، وفي لفظ الحاكم: هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء، وفي لفظ: هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكيناً ذا متربة} يقول: شديد الحاجة.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكيناً ذا متربة} يقول: مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {ذا متربة} قال: ذا جهد وحاجة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تربت يداك ثم قل نوالها ** وترفعت عنك السماء سحابها

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم {مسكيناً ذا متربة} قال: «الذي مأواه المزابل».
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ذا متربة} قال: كنا نحدث أن المترب ذو العيال الذي لا شيء له.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه: ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن حسان رضي الله عنه في قوله: {وتواصوا بالصبر} قال: على ما افترض الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وتواصوا بالمرحمة} يعني بذلك رحمة الناس كلهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {مؤصدة} قال: مغلقة الأبواب.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة {مؤصدة} قال: مطبقة.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {مؤصدة} قال: مطبقة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ** ومن دوننا أبواب صنعا مؤصدة

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {مؤصدة} قال: هي بلغة قريش أوصد الباب أغلقه.

.سورة الشمس:

.تفسير الآيات (1- 15):

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}
أخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {والشمس وضحاها} قال: ضوءها {والقمر إذا تلاها} قال: تبعها {والنهار إذا جلاها} قال: أضاءها {والسماء وما بناها} قال: الله بنى السماء {وما طحاها} قال: دحاها {فألهمها فجورها وتقواها} قال: عرفها شقاءها وسعادتها {وقد خاب من دساها} قال: أغواها.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {والقمر إذا تلاها} قال: يتلو النهار {والأرض وما طحاها} يقول: ما خلق الله فيها {فألهمها فجورها وتقواها} قال: علمها الطاعة والمعصية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {والقمر إذا تلاها} قال: تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ذي حمامة قال: إذا جاء الليل قال الرب غشي عبادي في خلقي العظيم ولليل مهابة والذي خلقه أحق أن يهاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والأرض وما طحاها} قال: قسمها {فألهمها فجورها وتقواها} قال: بين الخير والشر.
وأخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس {فألهمها} قال: علمها {فجورها وتقواها}.
وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين: «أن رجلاً قال يا رسول الله: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قد قضي عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق، أو فيهما يستقبلون ما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة؟ قال: بل شيء قضي عليهم. قال: فلم يعملون إذا؟ قال: من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها، وتصديق ذلك في كتاب الله {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}».
وأخرج الطبراني وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية {ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها} وقف ثم قال: اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ {فألهمها فجورها وتقواها} قال: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. قال وهو في الصلاة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ {والشمس وضحاها}، {والليل إذا يغشى} [ الليل: 1] فقال له أبيّ بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء قال: لا ولكني أردت أن أوقت لكم».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {والشمس وضحاها} قال: ضوؤها {والقمر إذا تلاها} قال: تبعها {والنهار إذا جلاها} قال: أضاء {والليل إذا يغشاها} قال: يغشاها الليل {والسماء وما بناها} قال: الله بني السماء والأرض {وما طحاها} قال: دحاها {فألهمها فجورها وتقواها} قال: عرفها شقاءها {قد أفلح من زكاها} قال: أصلحها {وقد خاب من دساها} قال: أغواها {كذبت ثمود بطغواها} قال: بمعصيتها {ولا يخاف عقباها} قال: الله لا يخاف عقباها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {والشمس وضحاها} قال: إشراقها {والقمر إذا تلاها} قال: يتلوها {والنهار إذا جلاها} قال: حين ينجلي {ونفس وما سواها} قال: سوى خلقها ولم ينقص منه شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {والشمس وضحاها} قال: هذا النهار {والقمر إذا تلاها} قال: يتلو صبيحة الهلال إذا سقطت رؤي عند سقوطها {والنهار إذا جلاها} قال: إذا غشيها النهار {والليل إذا يغشاها} قال إذا غشيها الليل {والسماء وما بناها} قال وما خلقها {والأرض وما طحاها} قال: بسطها {فألهمها فجورها وتقواها} قال: بين لها الفجور من التقوى {قد أفلح} قال: وقع القسم هاهنا {من زكاها} قال: من عمل خيراً فزكاها بطاعة الله {وقد خاب من دساها} قال: من إثمها وفجرها {كذبت ثمود بطغواها} قال: بالطغيان {إذ انبعث أشقاها} قال: أحيمر ثمود. {فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها} قال: يقول الله: خلوا بينها وبين قسم الله الذي قسم لها من هذا الماء {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم} قال: ذكر لنا أنه أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم، فلما اشترك القوم في عقرها {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها} يقول: لا يخاف تبعتها.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية {والقمر إذا تلاها} قال: إذا تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {والقمر إذا تلاها} قال: إذا تبع الشمس.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح {والأرض وما طحاها} قال: بسطها.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {ونفس وما سواها} قال: سوى خلقها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {فألهمها} قال: ألزمها {فجورها وتقواها}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك {فألهمها فجورها وتقواها} قال: الطاعة والمعصية.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم {فألهمها فجورها وتقواها} قال: الفاجرة ألهمها الفجور، والتقية ألهمها التقوى.
وأخرج ابن مردويه في قوله: {فألهمها فجورها وتقواها} يقول: بين للعباد الرشد من الغيّ وألهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها.
وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي {قد أفلح من زكاها} الآية، قال: أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية: قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها، وخاب من أهلكها وأضلها.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع في الآية، يقول: أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح، وخاب من دس نفسه بالعمل السيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة من {دساها} قال: من خسرها.
وأخرج حسين في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قد أفلح من زكاها} يقول: قد أفلح من زكى الله نفسه، {وقد خاب من دساها} يقول: قد خاب من دس الله نفسه فأضله {ولا يخاف عقباها} قال: لا يخاف من أحد تابعه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وقد خاب من دساها} يعني: مكر بها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {قد أفلح من زكاها} الآية، قال: «أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {كذبت ثمود بطغواها} قال: اسم العذاب الذي جاءها الطغوى، فقال: كذبت ثمود بعذابها.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: {إذا انبعث أشقاها} قال: انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبغوي وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى. قال: رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا، يعني ترقوته حتى تبتل منه هذه، يعني لحيته».
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن {ولا يخاف عقباها} قال: ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {ولا يخاف عقباها} قال: لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {ولا يخاف عقباها} قال: لم يخف الذي عقرها عقباها.