فصل: الآية (24)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ قال‏:‏ نزلت في عائشةخاصة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن خصيف قال‏:‏ قلت لسعيد بن جبير أيما أشد‏.‏ الزنا أم القذف‏؟‏ قال‏:‏ الزنا‏.‏ قلت‏:‏ ان الله يقول ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ قال‏:‏ إنما أنزل هذا في شأن عائشة خاصة‏.‏

وأخرج الطبراني عن الضحاك قال‏:‏نزلت هذه الآية في عائشة خاصة ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جريرعن الضحاك ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ قال‏:‏ إنما عني بهذا نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ قال‏:‏ هذه لأمهات المؤمنين خاصة‏.‏

وأخرجابن أبي حاتم عن سلمة بن نبيط ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ قال‏:‏ هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس‏.‏ أنه قرأ سورة النور ففسرها، فلما أتى على هذه الآية ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات‏}‏ قال‏:‏ هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة، وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة، ثم قرأ ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات ثم لم باتوا بأربعة شهداء‏}‏ إلى قوله ‏{‏إلا الذين تابوا‏}‏ ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة، ثم تلا هذه الآية ‏{‏لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم‏}‏ فهم بعض القوم ان يقوم إلى ابن عباس، فيقبل رأسه لحسن ما فسر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ رميت بما رميت به وأنا غافلة، فبلغني بعد ذلك‏:‏ فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي جالس، إذ أوحي إليه وهو جالس، ثم استوى، فمسح على وجهه وقال‏:‏ يا عائشة ابشري فقلت‏:‏ بحمد الله لا بحمدك فقرأ ‏{‏ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات‏}‏ حتى بلغ ‏{‏أولئك مبرؤون مما يقولون‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون‏.‏

أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال‏:‏ هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول‏:‏ كذبوا فيقال‏:‏ أهلك وعشيرتك فيقول‏:‏ كذبوا فيقال‏:‏ احلفوا فيحلفون، ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم السنتهم وأيديهم، ثم يدخلهم النار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، فما ينطق لسانها ولكن يداها ورجلاها، يشهدان عليها بما كانت تغتاله، أو توليه أو كلمة نحوها، ويداه ورجلاه يشهدون عليه بما كانوا يوليها، ثم يدعى الرجل وخوله فمثل ذلك‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أنكم تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام، وإن أول ما يبين عن أحدكم فرجه وكفه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أول ما ينطق من ابن آدم يوم القيامة فخذه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أول ما يستنطق من ابن آدم جوارحه في محاقير عمله‏.‏ فيقول وعزتك يا رب ان عندي المضرات العظام‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الاصول وابن مردويه عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اني لأعلم آخر رجل من أمتي يجوز الصراط، رجل يتلوى على الصراط كالغلام حين يضربه أبوه‏.‏ تزل يده مرة فتصيبها النار، وتزل رجله مرة فتصيبها النار، فتقول له الملائكة‏:‏ أرأيت ان بعثك الله من مقامك هذا فمشيت سويا أتخبرنا بكل عمل عملته‏؟‏ فيقول‏:‏ أي وعزته لا أكتمكم من عملي شيئا فيقولون له‏:‏ قم فامش سويا‏.‏ فيقوم فيمشي حتى يجاوز الصراط فيقولون له‏:‏ اخبرنا باعمالك التي عملت فيقول في نفسه‏:‏ ان اخبرتهم بما عملت ردوني إلى مكاني فيقول‏:‏ لا وعزته ما عملت ذنبا قط فيقولون‏:‏ ان لنا عليك بينة، فيلتفت يمينا وشمالا هل يرى من الآدميين ممن كان يشهد في الدنيا أحد‏.‏ فلا يراه فيقول‏:‏ هاتوا بينتكم فيختم الله على فيه، فتنطق يداه ورجلاه وجلده بعمله فيقول‏:‏ أي وعزتك لقد عملتها وإن عندي العظائم المضرات فيقول‏:‏ اذهب فقد غفرتها لك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أول عظم يتكلم من الانسان بعد ان يختم على فيه فخذه من جانبه الأيسر‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق‏}‏ قال‏:‏ حسابهم، وكل شيء في القرآن الدين فهو الحساب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن قتادة ‏{‏يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق‏}‏ أي أعمالهم الحق لحقهم، وأهل الباطل لباطلهم ‏{‏ويعلمون أن الله هو الحق المبين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد أنه قرأها ‏(‏الحق‏)‏ بالرفع‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ‏:‏ ‏(‏يومئذ يوفيه الله الحق دينهم‏)‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏الخبيثات‏}‏ قال‏:‏ من الكلام ‏{‏للخبيثين‏}‏ قال‏:‏ من الرجال ‏{‏والخبيثون‏}‏ من الرجال ‏{‏للخبيثات‏}‏ من الكلام ‏{‏والطيبات‏}‏ من الكلام ‏{‏للطيبين‏}‏ من الناس ‏{‏والطيبون‏}‏ من الناس ‏{‏للطيبات‏}‏ من الكلام‏.‏ نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد في قوله ‏{‏الخبيثات‏}‏ قال من الكلام ‏{‏للخبيثين‏}‏ من الناس ‏{‏والخبيثون‏}‏ من الناس ‏{‏للخبيثات‏}‏ من الكلام ‏{‏والطيبات‏}‏ من الكلام ‏{‏للطيبين‏}‏ من الناس ‏{‏والطيبون‏}‏ من الناس ‏{‏للطيبات‏}‏ من الكلام ‏{‏اولئك مبرؤن مما يقولون‏}‏ قال‏:‏ من كان طيبا فهو مبرأ من كل قول خبيث لقوله يغفر الله له‏.‏ ومن كان خبيثا فهو مبرأ من كل قول صالح يقوله يرده الله عليه لا يقبله منه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والطبراني عن قتادة في قوله ‏{‏الخبيثات‏}‏ قال‏:‏ من القول والعمل ‏{‏للخبيثين‏}‏ من الناس ‏{‏والخبيثون‏}‏ من الناس ‏{‏للخبيثات‏}‏ من القول والعمل ‏{‏والطيبات‏}‏ من القول والعمل ‏{‏للطيبين‏}‏ من الناس ‏{‏والطيبون‏}‏ من الناس ‏{‏للطيبات‏}‏ من القول والعمل ‏{‏لهم مغفرة‏}‏ لذنوبهم ‏{‏ورزق كريم‏}‏ هو الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏{‏للخبيثات‏}‏ قال‏:‏ من الكلام ‏{‏للخبيثين‏}‏ قال‏:‏ من الناس ‏{‏والخبيثون‏}‏ من الناس ‏{‏للخبيثات‏}‏ من الكلام ‏{‏والطيبات‏}‏ من الكلام ‏{‏للطيبين‏}‏ من الناس ‏{‏والطيبون‏}‏ من الناس ‏{‏للطيبات‏}‏ من الكلام وهؤلاء ‏{‏مبرؤن مما‏}‏ يقال لهم من السوء يعني عائشة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير عن الضحاك وإبراهيم‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ‏{‏الخبيثات‏}‏ قال‏:‏ من القول ‏{‏للخبيثين‏}‏ من الناس ‏{‏والخبيثون‏}‏ من الناس ‏{‏للخبيثات‏}‏ من القول ‏{‏والطيبات‏}‏ من القول ‏{‏للطيبين‏}‏ من الناس ‏{‏والطيبون‏}‏ من الناس ‏{‏للطيبات‏}‏ من القول‏.‏ ألا ترى أنك تسمع بالكلمة الخبيثة من الرجل الصالح فتقول غفر الله لفلان ما هذا من خلقه، ولا من شيمه، ولا مما يقول‏.‏ قال الله ‏{‏أولئك مبرؤن مما يقولون‏}‏ ان يكون ذلك من شيمهم، ولا من أخلاقهمن ولكن الزلل قد يكون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى الجزار قال‏:‏ جاء أسير بن جابر إلى عبد الله فقال‏:‏ قد سمعت الوليد بن عقبة اليوم تكلم بكلام اعجبني فقال عبد الله‏:‏ ان الرجل المؤمن يكون في فيه الكلمة غير طيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها، فيسمعها رجل عنده مثلها، فيضمها اليها‏.‏ وإن الرجل الفاجر تكون في قلبه الكلمة الطيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها، فيسمعها الرجل الذي عنده مثلها، فيضمها اليها‏.‏ ثم قرأ عبد الله ‏{‏الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن زيد في قوله ‏{‏الخبيثات للخبيثين‏}‏ قال‏:‏ نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك، وكان عبد الله بن أبي هو الخبيث، فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثه ويكون لها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا، وكان أولى أن تكون له الطيبة، وكانت عائشة الطيبة، فكانت أولى أن يكون لها الطيب، وفي قوله ‏{‏أولئك مبرؤن مما يقولون‏}‏ قال‏:‏ ههنا برئت عائشة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ لقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة وعند طيب، ولقد وعدت مغفرة وأجرا عظيما‏.‏

وأخرج الطبراني عن ذكوان حاجب عائشة قال‏:‏ دخل ابن عباس على عائشة فقال‏:‏ ابشري ما بينك وبين أن تلقي محمدا والاحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله، ولم يكن يحب رسول الله إلا طيبا، وسقطت قلادتك ليلة الابواء، فأنزل الله أن ‏{‏تيمموا صعيدا طيبا‏}‏ ‏(‏النساء، الآية 43‏)‏ وكان ذلك بسببك، وما أنزل الله لهذه الامة من الرخصة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الامين فأصبح وليس مسجد من مساجد الله يذكر الله يذكر الله فيه إلا هي تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار قالت‏:‏ دعني منك يا ابن عباس، فو الذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏"‏إذا كان يوم القيامة حد الله الذين قذفوا عائشة ثمانين ثمانين على رؤوس الخلائق، فيستوهب ربي المهاجرين منهم، فاستأمرك يا عائشة، فسمعت عائشة الكلام وهي في البيت فبكت ثم قالت‏:‏ والذي بعثك بالحق نبيا، لسرورك أحب إلى من سروري، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال‏:‏ انها ابنة أبيها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن الزهري قال‏:‏ لو جمع علم الناس كلهم، ثم علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكانت عائشة أوسعهم علما‏.‏

وأخرج الحاكم عن عروة قال ما رأيت أحدا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة رضي الله عنها‏.‏

وأخرج الحاكم عن موسى بن طلحة قال‏:‏ ما رأيت أحدا أفصح من عائشة رضي الله عنها‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد والحاكم عن الاحنف قال‏:‏ سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخطباء هلم جرا، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من عائشة رضي الله عنها‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والحاكم عن مسروق أنه سئل أكانت عائشة تحسن الفرائض‏؟‏ فقال‏:‏ لقد رأيت الاكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض‏.‏

وأخرج الحاكم عن عطاء قال‏:‏ كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مسلمالبطين قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏عائشة زوجتي في الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت‏:‏ خلال في سبع لم تكن في أحد من الناس إلا ما أتى الله مريم بنت عمران‏.‏ والله ما أقول هذا لكي أفتخر على صواحبي قيل‏:‏ وما هن‏؟‏ قالت‏:‏ نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه وأنا بنت تسع سنين، وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا واياه في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه، ونزل في آيات من القرآن كادت الامة تهلك فيهن، ورأيت جبريل لم يره أحد من نسائه غيري، وقبض لم يله أحد غير الملك وأنا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ ‏"‏ان جبريل يقرأ عليك السلام قالت عائشة‏:‏ وعليه السلام ورحمة الله وبركاته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من طريق أبي بكر محمد بن عمر البغدادي الحنبلي عن أبيه، ثنا محمد بن الحسن الكاراني، حدثني إبراهيم الخرجي قال‏:‏ ضاق بي شيء من أمور الدنيا، فدعوت بدعوات يقال لها دعاء الفرج فقلت‏:‏ وما هي‏؟‏ فقال‏:‏ حدثني أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل، حدثني سفيان بن عيينة، ثنا محمد بن واصل الانصاري، عن أبيه عن جده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ كنت جالسا عند أم المؤمنين عائشة لأقر عينيها بالبراءة وهي تبكي فقالت‏:‏ والله لقد هجرني القريب والبعيد حتى هجرتني الهرة، وما عرض علي طعام ولا شراب، فكنت أرقد وأنا جائعة ظامئة، فرأيت في منامي فتى فقال لي‏:‏ ما لك فقلت‏:‏ حزينة مما ذكر الناس فقال‏:‏ ادعي بهذه يفرج عنك فقلت‏:‏ وما هي‏؟‏ فقال‏:‏ قولي يا سابغ النعم، ودافع النقم، ويا فارج الغمم، ويا كاشف الظلم، يا أعدل من حكم، يا حسيب من ظلم، يا ولي من ظلم، يا أول بلا بداية، ويا آخر بلا نهاية، يا من له اسم بلا كنية، اللهم اجعل لي من أمري فرجا، ومخرجا، قالت‏:‏ فانتبهت وأنا ريانة شبعانة، وقد أنزل الله منه فرجي قال ابن النجار‏:‏ خبر غريب‏.‏