فصل: الآية (30)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون*فإن ام تجدوا فيها أحد فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم*ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون‏.‏

أخرج الفريابي وابن جرير من طريق عدي بن ثابت عن رجل من الانصار قال‏:‏ قالت‏:‏ امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد ولد ولا والد، فيأتيني الآتي فيدخل علي، فكيف أصنع‏؟‏ ولفظ ابن جرير‏:‏ وانه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال، فنزلت ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‏}‏ قال‏:‏ أخطأ الكاتب إنما هي حتى تستأذنوا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن إبراهيم قال‏:‏ في مصحف عبد الله ‏(‏حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال‏:‏ هي في قراءة أبي ‏(‏حتى تسلموا وتستأذنوا‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏حتى تستأنسوا‏}‏ قال‏:‏ حتى تستأذنوا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ الاستئناس‏.‏ الاستئذان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال‏:‏ قلت يا رسول الله أرأيت قول الله ‏{‏حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‏}‏ هذا التسليم قد عرفناه فما الاستئناس‏؟‏ قال‏:‏ يتكلم الرجل بتسبيحة، وتكبيرة، وتحميدة، ويتنحنح، فيؤذن أهل البيت‏.‏

وأخرج الطبراني عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الاستئناس‏.‏ أن تدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين يسلم عليهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏حتى تستأنسوا‏}‏ قال‏:‏ تنحنحوا وتنخموا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الادب وأبو داود والبيهقي في سننه من طريق ربعي قال‏:‏ حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال‏:‏ أألج‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه‏:‏ ‏"‏اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقيل له‏:‏ قل السلام عليكم‏.‏ أأدخل‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عمرو بن سعد الثقفي أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أألج‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمة له يقال لها روضة‏.‏‏"‏قومي إلى هذا فعلميه، فإنه لا يحسن يستأذن فقولي له يقول السلام عليكم‏.‏ أأدخل‏؟‏‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري في الادب وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في شعب الإيمان من طريق كلدة‏.‏ ان صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلياي وصقانيس والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي قال‏:‏ فدخلت عليه ولم أسلم، ولم استأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ارجع فقل السلام عليكم‏.‏ أأدخل‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر في التمهيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ استأذن عمر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ السلام على رسول الله السلام عليكم‏.‏ أيدخل عمر‏؟‏

وأخرج ابن وهب في كتاب المجالس وابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال‏:‏ أرسلني أبي إلى ابن عمر فجئته فقلت‏:‏ أألج‏؟‏ فقال‏:‏ ادخل‏.‏ فلما دخلت قال‏:‏ مرحبا يا ابن أخي لا تقل أألج‏؟‏ ولكن قل السلام عليكم، فإذا قالوا وعليك فقل‏.‏ أأدخل‏؟‏ فإن قالوا ادخل فأدخل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أم أياس قالت‏:‏ كنت في أربع نسوة نستأذن على عائشة فقلت‏:‏ ندخل فقالت‏:‏ لا‏.‏ فقالت واحدة‏:‏ السلام عليكم‏.‏ أندخل‏؟‏ قالت‏:‏ ادخلوا ثم قالت ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‏}‏‏.‏

وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏السلام قبل الكلام‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن أبي هريرة‏.‏ فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال‏:‏ لا يؤذن له حتى يبدأ بالسلام‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال‏:‏ إذا دخل ولم يقل السلام عليكم فقل‏:‏ لا‏.‏‏.‏ حتى تأتي بالمفتاح‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال‏:‏ كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس تكلم ورفع صوته‏.‏

وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن مسعود قال‏:‏ عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم واخواتكم‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إذا دخل البصر فلا اذن له‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال ‏"‏من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فقد عصى الله، ولا أذن له‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من كان يشهد أني رسول الله فلا يدخل على أهل بيت حتى يستأنس ويسلم، فإذا نظر في قعر البيت فقد دخل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في شعب الإيمان عن هذيل قال‏:‏ جاء سعد فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن، فقام على الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏هكذا عنك فإنما الاستئذان من النظر‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الادب وأبو داود عن عبد الله بن بشر قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم، لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه‏.‏ ولكن من ركنه الايمن أو الايسر، ويقول‏:‏ السلام عليكم السلام عليكم، وذلك ان الدور لم يكن عليها يومئذ ستور‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن سهل بن سعد قال‏:‏ اطلع رجل من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مدري يحك بها رأسه فقال ‏"‏لو أعلم انك تنظر لطعنت بها في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر‏.‏ وفي لفظ‏:‏ إنما جعل الله الاذن من أجل البصر‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن سعد بن عبادة قال‏:‏ جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فقمت مقابل الباب فاستأذنت، فأشار الي أن تباعد وقال ‏"‏ هل الاستئذان إلا من أجل النظر‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله ‏{‏حتى تستأنسوا‏}‏ قال‏:‏ هو الاستئذان قال‏:‏ وكان يقال الاستئذان ثلاث، فمن لم يؤذن له فيهن فليرجع‏.‏ اما الاولى فيسمع الحي‏.‏ وأما الثانية فيأخذوا حذرهم‏.‏ واما الثالثة فإن شاؤا أذنوا وإن شاؤا ردوه‏.‏

وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ كنت جالسا في مجلس من مجالس الانصار، فجاء أبو موسى فزعا، فقلنا له‏:‏ ما افزعك‏؟‏ قال‏:‏ أمرني عمر أن آتيه، فأتيته فأستأذنت ثلاثا، فلم يؤذن لي، فرجعت فقال‏:‏ ما منعك أن تأتيني قلت‏:‏ قد جئت، فاستأذنت ثلاثا، فلم يؤذن لي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع‏"‏ قال‏:‏ لتأتيني على هذا بالبينة فقالوا‏:‏ لا يقوم إلا أصغر القوم، فقام أبو سعيد معه فشهد له فقال عمر لأبي موسى‏:‏ اني لم أتهمك، ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم‏}‏ يعني بيوتا ليست لكم ‏{‏حتى تستأنسوا وتسلموا‏}‏ فيها تقديم يعني حتى تسلموا ثم تستأذنوا، والسلام قبل الاستئذان، ‏{‏ذلكم‏}‏ يعني الاستئذان والتسليم ‏{‏خير لكم‏}‏ يعني أفضل من أن تدخل من غير أذن، ان لا تأثموا، ويأخذ أهل البيت حذرهم ‏{‏لعلكم تذكرون‏}‏ ‏{‏فإن لم تجدوا فيها أحد فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم‏}‏ يعني في الدخول ‏{‏وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا‏}‏ يعني لا تقعدوا ولا تقوموا على أبواب الناس ‏{‏هو أزكى لكم‏}‏ يعني الرجوع خير لكم من القيام والقعود على أبوابهم ‏{‏والله بما تعملون عليم‏}‏ يعني بما يكون عليم ‏{‏ليس عليكم جناح‏}‏ يعني لا حرج عليكم ‏{‏ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة‏}‏ يعني ليس بها ساكن‏.‏ وهي الخانات التي على طرق الناس للمسافر، لا جناح عليكم أن تدخلوها بغير استئذان ولا تسليم ‏{‏فيها متاع لكم‏}‏ يعني منافع من البرد والحر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏فإن لم تجدوا فيها أحدا‏}‏ يقول‏:‏ ان لم يكن لكم فيها متاع، فلا تدخلوها إلا بإذن، وفي قوله ‏{‏ليس عليكم جناح‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ كانوا يضعون بطريق المدينة اقتابا وامتعات في بيوت ليس فيها أحد، فأحلت لهم أن يدخلوها بغير أذن‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏بيوتا غير مسكونة‏}‏ قال‏:‏ هي بالبيوت التي منزلها السفر، لا يسكنها أحد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن الحنفية في قوله ‏{‏بيوتا غير مسكونة‏}‏ قال‏:‏ هي هذه الخانات التي في الطرق‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ‏{‏فيها متاع لكم‏}‏ قال‏:‏ الخلاء والبول‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله ‏{‏بيوتا غير مسكونة‏}‏ قال‏:‏ هي البيوت الخربة لقضاء الحاجة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله ‏{‏فيها متاع لكم‏}‏ يعني الخانات‏.‏ ينتفع بها من المطر والبرد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏بيوتا غير مسكونة‏}‏ قال‏:‏ هي البيوت التي ينزلها الناس في أسفارهم لا أحد فيها وفي قوله ‏{‏فيها متاع لكم‏}‏ قال‏:‏ بلغة ومنفعة‏.‏

وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه عن أنس قال‏:‏ قال رجل من المهاجرين‏:‏ لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها‏.‏ ان استأذن على بعض اخواني فيقول لي‏:‏ ارجع‏.‏ فارجع وأنا مغتبط لقوله تعالى ‏{‏وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال‏:‏ كان الرجل في الجاهلية إذا لقي صاحبه لا يسلم عليه يقول‏:‏ حييت صباحا‏.‏ وحييت مساء‏.‏ وكان ذلك تحية القوم بينهم، وكان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول‏:‏ قد دخلت‏.‏ فيشق ذلك على الرجل، ولعله يكون مع أهله، فغير الله ذلك كله في ستر وعفة فقال ‏{‏لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم‏}‏ فلما نزلت آية التسليم في البيوت والاستئذان فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام وبيت المقدس، ولهم بيوت معلومة على الطريق، فكيف يستأذنون ويسلمون، وليس فيهم سكان‏؟‏ فرخص الله في ذلك‏.‏ فأنزل الله ‏{‏ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة‏}‏ بغير اذن‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في الناسخ وابن جرير عن ابن عباس قال ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها‏}‏ ففسح واستثنى من ذلك فقال ‏{‏ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون‏.‏

أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرقات المدينة، فنظر إلى امرأة ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان‏:‏ انه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا اعجابا به، فبينا الرجل يمشي إلى جنب حائط ينظر اليها، إذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال‏:‏ والله لا اغسل الدم حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلمه أمري، فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هذا عقوبة ذنبك‏"‏ وأنزل الله ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏.‏‏.‏‏}‏ الآية أي عما لا يحل لهم ‏{‏ويحفظوا فروجهم‏}‏ أي عما لا يحل لهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏}‏ قال‏:‏ من شهواتهم عما يكره الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‏{‏قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‏}‏ يعني أبصارهم، فمن هنا صلة في الكلام‏.‏ يعني يحفظوا أبصارهم عما لا يحل لهم النظر إليه، ويحفظوا فروجهم عن الفواحش ‏{‏ذلك أزكى لهم‏}‏ يعني غض البصر، وحفظ الفرج‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال‏:‏ كل آية يذكر فيها حفظ الفرج، فهو من الزنا إلا هذه الآية في النور ‏{‏ويحفظوا فروجهم‏}‏ ‏{‏ويحفظن فروجهن‏}‏ فهو ان يراها‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال‏:‏ قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر‏؟‏ قال‏:‏ احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك قلت‏:‏ يا نبي الله إذا كان القوم بعضهم في بعض قال‏:‏ ان استطعت ان لا يراها أحد فلا يرينها قلت‏:‏ إذا كان أحدنا خاليا قال‏:‏ الله أحق ان يستحي منه من الناس‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن العلاء بن زياد قال‏:‏ كان يقال لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة، فإن النظر يجعل شبقا في القلب‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال‏:‏ الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل‏.‏ على عينيه، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة على ثلاثة‏.‏ على عينها، وقلبها، وعجزها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن جرير البجلي قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة، فأمرني ان أصرف بصري‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والبيهقي في سننه عن بريدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي‏"‏لاتتبع النظرة النظرة فإن لك الاولى وليست لك الآخرة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه من حديث علي مثله‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏قال لا تجلسوا في المجالس، فإن كنتم لا بد فاعلين، فردوا السلام، وغضوا الابصار، واهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏اياكم والجلوس على الطرقات قالوا‏:‏ يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا‏.‏ نتحدث فيها فقال‏:‏ ان أبيتم فاعطوا الطريق حقه قالوا‏:‏ وما حق الطريق يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ غض البصر، وكف الاذى، ورد السلام، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر‏"‏‏.‏

وأخرج أبو القاسم البغوي في معجمه والطبراني عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة‏.‏ إذا حدث أحدكم فلا يكذب، واذ ائتمن فلا يخن، واذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحكيم في نوادر الاصول والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة‏.‏ فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، وزنا الاذنين الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطو، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه ايمانا يجد حلاوته في قلبه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والديلمي عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كل عين باكية يوم القيامة، إلا عينا غضت عن محارم الله، وعينا سهرت في سبيل الله، وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال‏:‏ بلغنا - والله أعلم - ان جابر بن عبد الله الانصاري حدث‏:‏ ان أسماء بنت مرشد كانت في نخل لها في بني حارثة، فجعل النساء يدخلن عليها غير مؤتزرات، فيبدو ما في أرجلهن يعني الخلاخل، ويبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء‏:‏ ما أقبح هذا‏.‏‏.‏‏!‏ فأنزل الله في ذلك ‏{‏وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ‏{‏ولا يبدين زينتهن‏}‏ قال‏:‏ الزينة‏.‏ السوار، والدملج، والخلخال، والقرط، والقلادة، ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الثياب والجلبات‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ الزينة زينتان‏.‏ زينة ظاهرة، وزينة باطنة لا يراها إلا الزوج، فاما الزينة الظاهرة‏:‏ فالثياب‏.‏ وأما الزينة الباطنة‏:‏ فالكحل، والسوار، والخاتم، ولفظ ابن جرير فالظاهرة منها‏:‏ الثياب‏.‏وما يخفي‏:‏ فالخلخالان، والقرطان، والسوارن‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي موسى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أيما امرأة استعطرت، فخرجت، فمرت على قوم فيجدوا ريحها، فهي زانية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الكحل، والخاتم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الكحل، والخاتم، والقرط، والقلادة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ هو خضاب الكف، والخاتم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ وجهها، وكفاها، والخاتم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ رقعة الوجه، وباطن الكف‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها انها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت‏:‏ القلب، والفتخ، وضمت طرف كمها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الوجه، وثغره النحر‏.‏

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الوجه، والكف‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال الكفان، والوجه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ المسكتان، والخاتم، والكحل قال قتادة‏:‏ وبلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تخرج يدها إلا إلى ههنا ويقبض نصف الذراع‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن المسور بن مخرمة في قوله ‏{‏إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ القلبين يعني السوار، والخاتم، والكحل‏.‏

وأخرج سنيد وابن جرير عن ابن جريج قال‏:‏ قال ابن عباس في قوله ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها‏}‏ قال‏:‏ الخاتم، والمسكة قال ابن جريج‏.‏ وقالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ القلب والفتخة‏.‏ قالت عائشة‏:‏ دخلت على ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مزينة، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض فقالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ انها ابنة أخي وجارية فقال ‏"‏إذا عركت المرأة لم يحل لها ان تظهر إلا وجهها، وإلا ما دون هذا، وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي والبيهقي في سننه عن أم سلمة إنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت‏:‏ بينا نحن عنده أقبل ابن أبي مكتوم، فدخل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏احتجبا عنه فقالت‏:‏ يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا‏؟‏ فقال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه‏؟‏‏!‏‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن عائشة‏:‏ ان أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال ‏"‏يا أسماء ان المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها إلا هذا، وأشار إلى وجهه وكفه‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود في مراسيله عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ان الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل‏"‏ والله أعلم‏.‏

وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت‏:‏ رحم الله نساء المهاجرات الاول‏.‏ لما أنزل الله ‏{‏وليضربن بخمرهن على جيوبهن‏}‏ أخذ النساء أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة قالت‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏وليضربن بخمرهن على جيوبهن‏}‏ شققن أكتف مروطهن، فاختمرن به‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر فقال‏:‏ لية لا ليتين‏.‏

وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت‏:‏ بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة‏:‏ ان نساء قريش لفضلي، واني والله ما رأيت أفضل من نساء الانصار، أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور ‏{‏وليضربن بخمرهن على جيوبهن‏}‏ انقلب رجالهن اليهن يتلون عليهن ما أنزل اليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته، وعلى ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه، فاصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح متعجرات كأن على رؤوسهن الغربان‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة‏:‏ ان امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها، فأخذته عائشة فشقته ثم قالت‏:‏ ألا تعلمين ما أنزل الله في سورة النور، فدعت لها بخمار فكستها اياه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‏{‏وليضربن‏}‏ وليشددن ‏{‏بخمرهن على جيبوبهن‏}‏ يعني النحر، والصدر، فلا يرى منه شيء‏.‏

وأخرج أبو داود في الناسخ عن ابن عباس قال‏:‏ في سورة النور ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن‏}‏ وقال ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ ثم استثنى فقال ‏{‏والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ والمتبرجات اللاتي يخرجن غير نحورهن‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها‏}‏ والزينة الظاهرة‏.‏ الوجه، وكحل العينين، وخضاب الكف، والخاتم، فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها ثم قال‏:‏ ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ والزينة التي تبديها لهؤلاء قرطاها، وقلادتها، وسوارها، فأما خلخالها، ومعضدها، ونحرها، وشعرها، فإنها لا تبديه إلا لزوجها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‏{‏ولا يبدين زينتهن‏}‏ يعني ولا يضعن الجلباب وهو القناع من فوق الخمار ‏{‏إلا لبعولتهن أو آبائهن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ فهو محرم‏.‏ وكذلك العم، والخال ‏{‏أو نسائهن‏}‏ يعني نساء المؤمنات ‏{‏أو ما ملكت ايمانهن‏}‏ يعني عبد المرأة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي وعكرمة في هذه الآية ‏{‏ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن‏}‏ حتى فرغ منها قال‏:‏ لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتان لابنائهما، فلا تضع خمارها عند العم والخال‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ‏{‏أو نسائهن‏}‏ قال‏:‏ من المسلمات، لا تبديه ليهودية، ولا لنصرانية، وهو النحر، والقرط، والوشاح، وما حوله‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد قال‏:‏ لا تضع المسلمة خمارها أي لا تكون قابلة عند مشركة، ولا تقبلها لأن الله تعالى يقول ‏{‏أو نسائهن‏}‏ فلسن من نسائهن‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في سننه وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي عبيده أما بعد‏.‏ فإنه بلغني أن نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك، فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏أو ما ملكت أيمانهن‏}‏ يعني عبد المرأة لا يحل لها أن تضع جلبابها عند عبد زوجها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال‏:‏ لا بأس أن يرى العبد شعر سيدته‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ تضع المرأة الجلباب عند المملوك‏.‏

وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، وعلى فاطمة ثوب، إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، واذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال‏:‏ ‏"‏انه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا كان لأحداكن مكاتب وكان له ما يؤدي فلتحتجب منه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ كان العبيد يدخلون على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏أو ما ملكت أيمانهن‏}‏ قال‏:‏ في القراءة الأولى‏.‏ الذين لم يبلغوا الحلم مما ملكت أيمانكم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن طاوس ومجاهد قال‏:‏لا ينظر المملوك لشعر سيدته قالا‏:‏ وفي بعض القراءة ‏(‏أو ما ملكت أيمانكم الذين لم يبلغوا الحلم‏)‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن عطاء أنه سئل‏:‏ هل يرى غلام المرأة رأسها وقدمها‏؟‏

قال‏:‏ما أحب ذلك إلا أن يكون غلاما يسرا، فأما رجل ذو لحية فلا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ لا تغرنكم هذه الاية ‏{‏أو ما ملكت أيمانهن‏}‏ إنما عني بها الاماء، ولم يعن بها العبيد‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال‏:‏تستتر المرأة من غلامها‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن بن حميد وابن جريرعن ابن عباس في قوله ‏{‏أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال‏}‏ قال‏:‏ هو الذي لا يستحي منه النساء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ‏{‏أو التابعين غير أولي الأربة‏}‏ قال‏:‏ هذا الرجل يتبع القوم وهو مغفل في عقله، لا يكترث للنساء، ولا يشتهي النساء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال‏}‏ قال كان الرجل يتبع الرجل في الزمان الأول لا يغار عليه، ولا ترهب المرأة أن تضع خمارها عنده، وهو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن طاوس ‏{‏غير أولي الاربة‏}‏ قال‏:‏ هو الأحمق الذي ليس له في النساء أرب ولا حاجة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والمنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏غير أولي الاربة‏}‏ قال‏:‏ هو الأبله الذي لا يعرف أمر النساء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏غير أولي الأربة‏}‏ قال‏:‏ هو المخنث الذي لا يقوم زبه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‏{‏غير أولي الاربة من الرجال‏}‏ قال‏:‏ هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق النساء‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد ‏{‏غير أولي الأربة‏}‏ هو العنين‏.‏

وعبد بن حميد ابن المنذر عن الكلبي ‏{‏غير أولي الأربة‏}‏ قال‏:‏ هو الخصي والعنين‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة قال هو الذي لا يقوم زبه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد بن جبير قال‏:‏ هو المعتوه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الشعبي قال‏:‏ هو الذي لم يبلغ أربه ان يطلع على عورات النساء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت‏:‏ كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الأربة، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال‏:‏ إذا أقبلت أقبلت باربع، واذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏لا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن عليكم فحجبوه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هيت وإنما كن يعددنه من غير أولي الأربة من الرجال، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو ينعت امرأة يقول‏:‏ انها إذا أقبلت أقبلت باربع، واذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا أسمع هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم، فأخرجه فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله ‏{‏أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء‏}‏ قال‏:‏ هم الذين لا يدرون ما النساء من الصغر قبل الحلم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء‏}‏ قال‏:‏ الغلام الذي لم يحتلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال‏:‏ كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها‏.‏ والله أعلم‏.‏

وأخرج أبن جرير عن حضرمي‏:‏ ان امرأة اتخذت معرنين من فضة، واتخذت جزعا فمرت على القوم، فضربت برجلها فوقع الخلخال على الجزع فصوت، فأنزل الله ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن‏}‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ - قوله تعالى‏:‏ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن‏}‏ وهو أن تقرع الخلخال بالاخر عند الرجال، أو تكون على رجليها خلاخل فتحركهن عند الرجال‏.‏ فنهى الله عن ذلك لأنه من عمل الشيطان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن‏}‏ قال‏:‏ كانت المرأة تضرب برجلها ليسمع قعقعة الخلخال فيها، فنهى عن ذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن‏}‏ قال‏:‏ الخلخال‏.‏ نهى ان تضرب برجلها ليسمع صوت الخلخال‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة قال‏:‏ كن نساء الجاهلية يلبسن الخلاخيل الصم، فأنزل الله هذه الآية ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال‏:‏ كانت المرأة تمر على المجلس في رجلها الخرز، فإذا جاوزت المجلس ضربت برجلها، فنزلت ‏{‏ولا يضربن بأرجلهن‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ ان المرأة كانت يكون في رجلها الخلخال فيه الجلاجل، فإذا دخل عليها غريب تحرك رجلها عمدا ليسمع صوت الخلخال فقال‏:‏ ‏{‏ولا يضربن‏}‏ يعني لا يحركن أرجلهن ‏{‏ليعلم ما يخفين‏}‏ يعني ليعلم الغريب إذا عليها ما تخفي من زينتها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود ‏{‏ليعلم ما يخفين من زينتهن‏}‏ قال‏:‏ الخلخال‏.‏

وأخرج الترمذي عن ميمونة بنت سعد‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب ومسلم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن الاغر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ يا أيها الناس توبوا إلى الله جميعا فاني أتوب اليه كل يوم مائة مرة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن حذيفة قال‏:‏ كان في لساني ذوب إلى أهلي فلم أعده إلى غيره فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أين أنت من الاستغفار يا حذيفة‏؟‏ اني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة، وأتوب إليه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل‏:‏ كم للمؤمنين من ستر‏؟‏ قال‏:‏ هي أكثر من أن يحصى، ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة هتك منها سترا، فإذا تاب رجع اليه ذلك الستر، وتسعة معه واذا لم يتب هتك عنه منها ستر واحد حتى إذا لم يبق عليه منها شيء قال الله تعالى لمن يشاء من ملائكته‏:‏ ‏"‏ان بني آدم يعيرون ولا يغفرون فحفوه باجنحتكم، فيفعلون به ذلك، فإن تاب رجعت اليه الاستار كلها، واذا لم يتب عجبت منه الملائكة فيقول الله لهم‏.‏ اسلموه‏.‏ فيسلموه حتى لا يستر منه عورة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مغفل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏الندم توبة‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن مسعود قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏الندم توبة‏"‏‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس قال‏:‏ ‏"‏سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏الندم توبة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبن عباس انه سئل‏:‏ عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها فقال‏:‏ أوله سفاح، وآخره نكاح، وتوبتهما الي جميعا أحب من توبتهما الي متفرقين، ان الله يقول ‏{‏توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون‏}‏‏.‏