فصل: بَاب الْغَنَائِم وقسمتها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدراية في تخريج أحاديث الهداية



.بَاب الْغَنَائِم وقسمتها:

- قَوْله وَإِذا فتح بَلْدَة عنْوَة فَإِن شَاءَ قسمه بَين الْمُسلمين كَمَا قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيبر.
البُخَارِيّ من طَرِيق أسْلَمْ «أن عمر قَالَ لَوْلَا أن أترك آخر النَّاس بَيَانا لَيْسَ لَهُم شَيْء مَا فتحت قَرْيَة إلا قسمتهَا».
وَلأبي دَاوُد عَن سهل بن أبي حثْمَة «قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيبِر نِصْفَيْنِ».
- قَوْله وأن شَاءَ أقر أهلها عَلَيْهَا وَوضع عَلَيْهِم الْجِزْيَة وَعَلَى أراضيهم الْخراج هَكَذَا فعل عمر بسواد الْعرَاق بموافقة من الصَّحَابَة وَلم يحمد من خَالفه.
ابْن سعد من طَرِيق أبي مجلز «أَن عمر وَجه عُثْمَان بن حنيف عَلَى خراج السوَاد ورزقه كل يَوْم ربع شَاة وَخَمْسَة دَرَاهِم» الحَدِيث مَوْقُوف.
- قَوْله رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل من الْأسَارَى.
فِيهِ أَحَادِيث مِنْهَا عَن أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَام الْفَتْح وَعَلَى رَأسه مغفر فَلَمَّا نَزعه جَاءَهُ رجل فَقَالَ ابْن خطل مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ اقْتُلُوهُ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
وَعَن عَطِيَّة القرظى «كنت فِيمَن أَخذ من سَبي قُرَيْظَة فَكَانُوا يقتلُون من أنبت» أخرجه الْأَرْبَعَة.
وَفِي الدَّلَائِل عَن جَابر «أَن سعد بن معَاذ لما حكم أَن تقتل مقاتلة قُرَيْظَة قتلوا وَكَانُوا أَرْبَعمِائَة» وَعند أبي إِسْحَاق «كَانُوا مَا بَين السبعمائة والثمانمائة».
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل عَن سعيد بن جُبَير «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل ثَلَاثَة يَوْم بدر صبرا الْمطعم بن عدي وَالنَّضَر بن الْحَارِث وَعقبَة بن أبي معيط».
قَالَ أَبُو عبيد فِي الْأَمْوَال كَذَا قَالَ هشيم الْمطعم وَهُوَ غلط وَإِنَّمَا هُوَ طعيمة وَأما مطعم فَمَاتَ بِمَكَّة قبل يَوْم بدر.
وَيصدق هَذَا حَدِيث جُبَير بن مطعم «لَو كَانَ الْمطعم حَيا فكلمني فِي هَؤُلَاءِ النتنى لأطلقتهم لَهُ».
وَعند أهل المغازي أَن طعيمة قتل فِي الْحَرْب وَلم يقتل صبرا.
- قَوْله وَفِي السّير الْكَبِير أَنه لا بأس بِفِدَاء أَسْرَى الْمُشْركين بِمَال يَأْخُذهُ مِنْهُم إِذا كَانَ بِالْمُسْلِمين حَاجَة اسْتِدْلَالا بِأسَارَى بدر.
قلت قصَّة المفاداة بِأسَارَى بدر مَشْهُورَة وَقد أنزل الله تَعَالَى فِيهَا آيَات من الْأَنْفَال.
وَلمُسلم من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن عمر شرح ذَلِك مطولا.
وأخرجها أحمد من حَدِيث أنس.
وطولها ابْن إِسْحَاق والواقدي.
وَلأبي دَاوُد عَن ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل فدَاء أهل الْجَاهِلِيَّة يَوْم بدر أَرْبَعمِائَة».
وَورد فِي فدَاء الْأَسْرَى بالأسرى حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع عِنْد مُسلم.
وَله وَلأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدى رجلَيْنِ من الْمُسلمين بِرَجُل من الْمُشْركين».
لفظ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَهُوَ مطول عِنْد مُسلم وَأبي دَاوُد.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عَلَى بعض الْأسَارَى يَوْم بدر».
أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم من حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة أبي الْعَاصِ بن الرّبيع.
وَأخرجه ابْن سعد مطولا.
وللبخاري من حَدِيث جُبَير بن مطعم «لَو كَانَ الْمطعم بن عدي حَيا ثمَّ كلمني فِي هَؤُلَاءِ النتنى لتركتهم لَهُ».
وَقَالَ ابْنِ إِسْحَاق وَكَانَ مِمَّن من عَلَيْهِ بِغَيْر فدَاء أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَالْمطلب بن حنْطَب وصيفى بن أبي رِفَاعَة وَأَبُو عزة الجمحي.
وللبخاري عَن ابْن عمر فِي من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَبي حنين.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن ذبح الشَّاة إِلَّا لمأكلة».
لم أَجِدهُ.
لَكِن فِي الْمُوَطَّإِ عَن يَحْيَى بن سعيد «أَن أَبَا بكر».
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن ابْن فُضَيْل عَن يَحْيَى ابْن سعيد قَالَ حدثت «أَن أَبَا بكر بعث جَيْشًا إِلَى الشَّام» الحَدِيث وَفِيه: «ولا تعقرن شَاة ولا بقرة إِلَّا لمأكلة ولاتقتلن صَبيا وَلَا امْرَأَة».
- قَوْله بِخِلَاف التحريق قبل الذّبْح فَإِنَّهُ منهي عَنهُ.
ورد فِي النهي عَن مُطلق التحريق أَحَادِيث.
مِنْهَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة «إِن وجدْتُم فلَانا وَفُلَانًا فاقتلوهما ولا تحرقوهما فَإِنَّهُ لَا يعذب بهَا إِلَّا الله تَعَالَى» أخرجه البخاري وَالْبَزَّار وسماهما هَبَّار بن الْأسود وَنَافِع بن عبد قيس وَكَانَا قد نخسا بِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الدَّلَائِل للبيهقي.
وللبخاري عَن ابْن عَبَّاس «لَو كنت أَنا لم أحرقهم لنهى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تعذبوا بِعَذَاب الله»وَفِيه قصَّة.
وَلأبي دَاوُد عَن ابْن مَسْعُود رَفعه: «إِنَّه لا ينبغي أَن يعذب بالنَّار إِلَّا رب النَّار».
وللبزار عَن أبي الدَّرْدَاء مثله.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن بيع الْغَنِيمَة فِي دَار الْحَرْب».
لم أَجِدهُ.
- حَدِيث: «الْغَنِيمَة لمن شهد الْوَقْعَة».
وَالْمَشْهُور وَقفه عَلَى عمر.
أما الْمَرْفُوع فَلم أَجِدهُ.
وَأما الْمَوْقُوف فَأخْرجهُ ابْن أبي شيبَة والطبراني من حَدِيث طَارق بن شهَاب «أَن أهل الْبَصْرَة غزوا نهاوند فَأَمَدَّهُمْ أهل الْكُوفَة» الْقِصَّة وفيهَا «فَكتب عمر إِن الْغَنِيمَة لمن شهد الْوَاقِعَة».
وَأخرجه البيهقي وَقَالَ هَذَا هُوَ الصَّحِيح من قَول عمر.
وَأخرجه ابْن عدي من قَول عَلَي.
ويعارضه حَدِيث أبي هُرَيْرَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أَبَانَا عَلَى سَرِيَّة من الْمَدِينَة قبل نجد فَقدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَر بعد مَا افتتحها إِلَى أَن قَالَ فَلم يقسم لَهُم».
وَهُوَ فِي البخاري وَأبي دَاوُد.
وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي مُوسَى «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم لجَعْفَر والأشعريين قَالَ وَلم يُسهم لغيرنا».
- قَوْله: «قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَعَام خَيْبَر كلوها واعلفوها وَلَا تحملوها».
البيهقي فِي الْمعرفَة من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَنَحْوه.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد من طَرِيق الْقَاسِم مولَى عبد الرَّحْمَن عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُنَّا نَأْكُل الجزر فِي الْغَزْو ولا نقسمه حَتَّى أَن كُنَّا لنرجع إِلَى رحالنا وأخرجتنا مِنْهُ مَمْلُوءَة» وَإسْنَاد كل مِنْهُمَا ضَعِيف.
وَفِي الْبَاب أَحَادِيث.
مِنْهَا مَا اتفقَا عَلَيْهِ من حَدِيث عبد الله بن مُغفل قَالَ: «دلي جراب من شَحم فالتزمته ثمَّ قلت لا أعطى من هَذَا الْيَوْم أحدا شَيْئا فَالْتَفت فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ».
وَزَاد الطيالسى فِي آخِره «هُوَ لَك».
وللبخاري عَن ابْن عمر «كُنَّا نصيب فِي مغازينا الْعَسَل وَالْعِنَب فنأكله وَلَا نرفعه».
وَلأبي دَاوُد عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى «أصبْنَا طَعَاما يَوْم خَيْبَر فَكَانَ الرجل يجيء فَيَأْخُذ مِنْهُ مِقْدَار مَا يَكْفِيهِ ثمَّ ينْصَرف».
وللطبراني فِي الْأَوْسَط عَن عَائِشَة مَرْفُوعا: «عشر مُبَاحَة للْمُسلمين فِي مغازيهم الْعَسَل وَالْمَاء وَالْملح وَالطَّعَام والخل وَالزَّبِيب وَالْجَلد الطري وَالْحجر وَالْعود مَا لم ينحت».
وللبيهقي عَن هَانِئ بن كُلْثُوم «كتب عمر دع النَّاس يَأْكُلُون ويعلفون فَمن بَاعَ شَيْئا بِذَهَب أَو فضَّة فَفِيهِ خمس الله تَعَالَى وسهام الْمُسلمين».
وَقَالَ الواقدي فِي المغازي حَدَّثَني ابْن أبي سُبْرَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ: «لما انتهينا إِلَى الْحصن والمسلمون جِيَاع» فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ: «فَوَجَدنَا وَالله فِيهِ من الْأَطْعِمَة ما لم نظن أَنه هُنَاكَ من الشّعير وَالتَّمْر وَالسمن وَالزَّيْت والودك ونادى منادى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلوا واعلفوا وَلَا تحملوا يَقُول ولاتخرجوا بِهِ إِلَى بِلَادكُمْ فَكَانَ الْمُسلمُونَ يَأْخُذُونَ مُدَّة مقامهم طعامهم وعلف دوابهم لَا يمْنَع أحد من ذَلِك» وَفِي هَذَا الحَدِيث ثَلَاثَة من الواهين فِي نسق الواقدي وَشَيْخه وَإِسْحَاق.
- حَدِيث: «من أسلم عَلَى مَال فَهُوَ لَهُ».
أَبُو يعْلى وَابْن عدي من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «شيء» وَإِسْنَاده ضَعِيف.
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور من طَرِيق عُرْوَة مُرْسلا وَإِسْنَاده صَحِيح.
وَاسْتشْهدَ البخاري لهَذِهِ الْمَسْأَلَة بِحَدِيث عمر «أَنه قَالَ لمولى لَهُ يُقَال لَهُ هنى اضمم جناحك عَن الْمُسلمين وَفِيه إِنَّهَا لبلادهم قَاتلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَسْلمُوا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَام».
وَفِي الْبَاب عَن صَخْر بن الْعيلَة رَفعه: «إِن الْقَوْم إِذا أَسْلمُوا أحرزوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ» أخرجه أَبُو دَاوُد وَأحمد وَإِسْحَاق والدرامي وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة والطبراني مطولا فِي قصَّة.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم أَرْبَعَة أَخْمَاس الْغَنِيمَة بَين الْغَانِمين».
أَبُو عبيد فِي الْأَمْوَال من طَرِيق عَلَي بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس «كَانَت الْغَنِيمَة تقسم عَلَى خَمْسَة أَخْمَاس فَأَرْبَعَة مِنْهَا لمن قَاتل وَخمْس يقسم عَلَى أَرْبَعَة فربع لله وَلِلرَّسُولِ ولذي الْقُرْبَى فَمَا كَانَ لله وَالرَّسُول فَهُوَ لقرابة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والثانى لِلْيَتَامَى وَالثَّالِث للْمَسَاكِين وَالرَّابِع لِابْنِ السَّبِيل وَهُوَ الصِّنْف الْفَقِير الَّذِي ينزل بِالْمُسْلِمين».
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والطبري من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا بعث سَرِيَّة فغنموا خمس الْغَنِيمَة فَضرب ذَلِك الْخمس فِي خَمْسَة ثمَّ قَرَأَ: {وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم} فَجعل سهم الله وَسَهْم رَسُوله وَاحِدًا وَلِذِي الْقُرْبَى سَهْما وَسَهْما لِابْنِ السَّبِيل وَسَهْما لِلْيَتَامَى وَسَهْما للْمَسَاكِين وَجعل السهمين الْأَوَّلين قُوَّة فِي الْخَيل وَالسِّلَاح وَجعل الْأَرْبَعَة أسْهم الْبَاقِيَة للْفرس سَهْمَان والمراجل سهم».
وَرَوَى الطبراني من طَرِيق قَتَادَة «كَانَت الْغَنِيمَة تخمس خَمْسَة أَخْمَاس فَأَرْبَعَة أَخْمَاس لمن قَاتل عَلَيْهَا ويخمس الْبَاقِي عَلَى خَمْسَة فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل أَبُو بكر وَعمر سهم الله وَرَسُوله وَسَهْم قرَابَته فحملا عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى صَدَقَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
- حَدِيث ابْن عمر «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم للفارس ثَلَاثَة أسْهم وللراجل سهم».
البخاري «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للْفرس سَهْمَيْنِ ولصاحبه سَهْما».
وَفِي لفظ «قسم يَوْم خَيْبَر للْفرس سَهْمَيْنِ وللراجل سهم».
وَلأبي دَاوُد «أسْهم لرجل ولفرسه ثَلَاثَة».
وَلابْن ماجه «أسْهم يَوْم خَيْبَر للفارس ثَلَاثَة أسْهم للْفرس سَهْمَان وللراجل سهم».
وَقَالَ الطبراني فِي الْأَوْسَط تفرد بِهِ هِشَام بن يُونُس عَن أبي مُعَاوِيَة عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن عمر وَغَيره لا يذكر عمر.
وَفِيه لأبي دَاوُد من حَدِيث ابْن أبي عمْرَة عَن أَبِيه «أَتَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَة نفر ومعنا فرس فَأعْطَى كل إِنْسَان منا سَهْما وَأعْطَى الْفرس سَهْمَيْنِ».
وللطبراني والدارقطني عَن أبي رهم «شهِدت أَنا وَأخي خَيْبَر ومعنا فرسَان فقسم لنا سِتَّة أسْهم».
وَلَهُمَا عَن أبي كَبْشَة رَفعه: «إني جعلت للْفرس سَهْمَيْنِ وللفارس سهم فَمن نقصهما نَقصه الله تَعَالَى».
وللبزار والدارقطني عَن أبي الْمِقْدَاد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى للْفرس سَهْمَيْنِ ولصاحبه سهم».
ولإسحاق عَن ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم للفارس ثَلَاثَة أسْهم سَهْمَان لفرسه وَسَهْم لصَاحبه» أخرجه من طَرِيقين فِي كل مِنْهُمَا ضعف.
وَلأحمد من طَرِيق الْمُنْذر ابْن الزبير عَن «أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى الزبير سَهْما وفرسه سَهْمَيْنِ».
وَأخرجه الدارقطني من طرق فِيهَا مقَال.
وللدارقطني عَن جَابر «شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزَاة فَأعْطَى الْفَارِس ثَلَاثَة أسْهم وللراجل سهم».
وَله عَن أبي هُرَيْرَة «أسْهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للْفرس سَهْمَيْنِ ولصاحبه سهم».
وَله عَن مُحَمَّد بن يَحْيَى ابْن سهل بن أبي حثْمَة عَن أَبِيه عَن جده نَحوه.
- حَدِيث ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى الْفَارِس سَهْمَيْنِ والراجل سَهْما».
لم أَجِدهُ.
بل تقدم فِي الَّذِي قبله عَن ابْن عَبَّاس خِلَافه.
أخرجه إِسْحَاق.
نعم أخرج أَبُو دَاوُد وَأحمد وَابْن أبي شيبَة والطبراني وَالْحَاكِم عَن مجمع بن جَارِيَة قَالَ: «شَهِدنَا الْحُدَيْبِيَة» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «فَأعْطَى الْفَارِس سَهْمَيْنِ وَأعْطَى الراجل سَهْما».
وللطبراني عَن الْمِقْدَاد «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم لَهُ سَهْمَيْنِ لفرسه سهم وَله سهم» وَفِي إِسْنَاده الشاذكوني عَن الواقدي.
وَقد تقدم فِي الَّذِي قبله عَن الْمِقْدَاد أَيْضا خِلَافه.
وللدارقطني فِي المغازي عَن الزبير «شهِدت بني قُرَيْظَة فَضرب لي بِسَهْم ولفرسي بِسَهْم».
وَقد تقدم عَن الزبير خِلَافه أَيْضا.
وَلابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث عَائِشَة «قسم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بني المصطلق فَأعْطَى الْفَارِس سَهْمَيْنِ والراجل سَهْما».
- حَدِيث: «للفارس سَهْمَان وللراجل سهم».
لم أَجِدهُ من قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- حَدِيث ابْن عمر «قسم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفارس سَهْمَيْنِ».
قلت الْمَحْفُوظ عَن ابْن عمر فِي الْكتب الْمَشْهُورَة مَا تقدم.
وَجَاء عَنهُ الَّذِي ذكر هُنَا من طرق.
أَحدهَا رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة وَابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع عَنهُ بِهِ.
قَالَ الدارقطني قَالَ لنا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي هَذَا عِنْدِي وهم من ابْن أبي شيبَة لِأَن أحمد رَوَاهُ عَن ابْن نمير كالجماعة وَكَذَا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن بشر وَغَيره عَنهُ وَرَوَاهُ ابْن كَرَامَة وَغَيره عَن أبي أُسَامَة كَذَلِك.
ثَانِيهَا رَوَاهُ الدارقطني من طَرِيق نعيم بن حَمَّاد عَن ابْن الْمُبَارك عَن عبيد الله بِهِ وَقَالَ قَالَ أحمد بن مَنْصُور النَّاس يخالفونه وَقَالَ النَّيْسَابُورِي لَعَلَّ الْوَهم من نعيم.
ثَالِثهَا رِوَايَة الدارقطني من طَرِيق نعيم بن حَمَّاد من طَرِيق عبد الله ابْن عمر المكبر عَن نَافِع كَذَلِك وَقد رَوَاهُ القعْنبِي عَنهُ عَلَى الشَّك هَل قَالَ للْفرس أَو للفارس.
رَابِعهَا رِوَايَة من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبيد الله بن عمر بِهِ وَقَالَ اخْتلف فِيهِ عَلَى حَمَّاد.
خَامِسهَا رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أَمِين عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِهِ وَأخرجه الدارقطني فِي أول الْمُخْتَلف.
- حَدِيث: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم لفرسين».
الدارقطني من طَرِيق عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: «أسْهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفرسي أَرْبَعَة أسْهم ولي سَهْما فَأخذت خَمْسَة أسْهم».
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق من طَرِيق مَكْحُول «أَن الزبير قد حضر خَيْبَر بفرسين فَأعْطَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَة أسْهم».
وَرَوَى الواقدي من وَجه آخر نَحوه.
وَأعله الشَّافِعِي بمعارضة مَا رَوَاهُ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الزبير عَن الزبير «أعطاني النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر أَرْبَعَة أسْهم سَهْمَيْنِ لفرسي وَسَهْما لي وَسَهْما لأمي» وَهَذَا أخرجه الدارقطني.
وَرَوَى سعيد بن مَنْصُور من طَرِيق الزهري أَن عمر كتب إِلَى أبي عبيدة بِمثلِهِ مَوْقُوف.
وَعَن الأوزاعي عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا مثله وَهَذَا معضل.
وَرَوَى الواقدي من طَرِيق الْحَارِث بن عبد الله بن كَعْب «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم بِخَيْبَر لمن كَانَ مَعَه فرسَان خَمْسَة أسهم وَمَا كَانَ أَكثر من فرسين لم يُسهم لَهُ قَالَ وَأثبت ذَلِك أَنه أسْهم لفرس وَاحِد».
- حَدِيث: «أَن الْبَراء بن أَوْس قاد فرسين فَلم يُسهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا لفرس وَاحِد».
لم أَجِدهُ.
بل الَّذِي رَوَاهُ ابْن منده فِي تَرْجَمته من طَرِيقه «أَنه قاد مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرسين فَضرب لَهُ خَمْسَة أسْهم» وَبَقِيَّة طرقه فِي الَّذِي قبله.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعْطى سَلمَة بن الْأَكْوَع سَهْمَيْنِ وَهُوَ راجل».
مُسلم من طَرِيق إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه فِي حَدِيث طَوِيل قَالَ: «ثمَّ أعطاني سَهْمَيْنِ سهم الْفَارِس وَسَهْم الراجل».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يسهم للنِّسَاء ولا للصبيان وَلَا للعبيد وَكَانَ يرْضخ لَهُم».
مُسلم من حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه «كتب إِلَى نجدة وَسَأَلت عَن الْمَرْأَة وَالْعَبْد هَل كَانَ لَهما سهم مَعْلُوم إِذا حَضَرُوا الْحَرْب فَإِنَّهُم لم يكن لَهُم سهم مَعْلُوم إِلَّا أَن يحْذيَا من الْغَنَائِم».
وَفِي لفظ «قد كَانَ يَغْزُو بِهن فيداوين الْجَرْحى ويحذين من الْغَنِيمَة».
وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد «فَأَما أَن يضْرب لَهُنَّ بِسَهْم فَلَا وَقد كَانَ يرْضخ لَهُنَّ».
وَلأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عُمَيْر مولَى آبي اللَّحْم «شهِدت خَيْبَر مَعَ ساداتي فَأمر لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْء من خرثي الْمَتَاع».
وَفِي الْبَاب حَدِيث ابْن عمر «عرضت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد فَلم يجزني» الحَدِيث مُتَّفق عَلَيْهِ.
ويعارض هَذَا مَا أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل عَن خَالِد بن معدان «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم للنِّسَاء وَالصبيان وَالْخَيْل» وَهَذَا مُرْسل.
وَلأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق حشرج بن زِيَاد عَن جدته أم أَبِيه «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم لَهُنَّ بِخَيْبَر كَمَا أسْهم للرِّجَال» الحَدِيث.
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: «أسْهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصبيان يَوْم خَيْبَر وللنساء وَأخذ بذلك الْمُسلمُونَ» وَهَذَا معضل.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَانَ باليهود عَلَى الْيَهُود وَلم يعطهم من الْغَنِيمَة شَيْئا».
الشَّافِعِي فِي الْأُم وَمن طَرِيقه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة من حَدِيث ابْن عَبَّاس «اسْتَعَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيهود بني قينقاع وَلم يُسهم لَهُم ورضخ لَهُم» تفرد بِهِ الْحسن ابْن عمَارَة وَهُوَ مَتْرُوك.
وَهَذَا لَيْسَ فِيهِ تعْيين الْمُسْتَعَان عَلَيْهِم لَكِن عِنْد الواقدي من طَرِيق حزَام بن سعد بن محيصة «خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعشْرَة من يهود الْمَدِينَة غزا بهم أهل خَيْبَر فَأَسْهم لَهُم وَيُقَال أحذاهم وَلم يُسهم لَهُم».
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَابْن أبي شيبَة كلهم عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: «أسْهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوم من الْيَهُود قَاتلُوا مَعَه» لفظ التِّرْمِذِيّ.
وَفِي الْبَاب حَدِيث: «إِنَّا لَا نستعين بمشرك» أخرجه مُسلم عَن عَائِشَة.
وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن أبي شيبَة وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث خبيب بن أساف.
وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه من حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ وَفِي كل مِنْهَا قصَّة.
وَفِي حَدِيث أبي حميد فَقَالَ: «من هَؤُلَاءِ قَالُوا ابْن أبي فِي موَالِيه من يهود قَالَ هَل أَسْلمُوا قَالُوا لَا قَالَ فليرجعوا» فَذكره.
- قَوْله رَوَى أَن الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة الرَّاشِدين قسموا الْخمس عَلَى ثَلَاثَة أسْهم لِلْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل.
تقدم شَيْء مِنْهُ.
وَرَوَى أَبُو يُوسُف عَن ابْن عَبَّاس «أَن الْخمس كَانَ يقسم عَلَى عَهده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَمْسَة ثمَّ قسْمَة أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي عَلَى ثَلَاثَة أسْهم» فَذكره.
- حَدِيث: «يَا معشر بني هَاشم إِن الله تَعَالَى كره لكم غسالة أَيدي النَّاس وأوساخهم وعوضكم مِنْهَا بِخمْس الْخمس».
لم أَجِدهُ هَكَذَا.
وَفِي الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «بعث نَوْفَل بن الْحَارِث ابنيه إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ انْطَلقَا إِلَى عمكما لَعَلَّه يَسْتَعِين بكما عَلَى الصَّدقَات فَقَالَ لَهما لَا يحل لكم أهل الْبَيْت من الصَّدقَات شَيْء وَلَا غسالة الْأَيْدِي إِن لكم فِي خمس الْخمس لما يغنيكم».
وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْفَال وَلَفظه «رغبت لكم عَن غسالة أَيدي النَّاس».
- حَدِيث: «إِنَّهُم لم يزَالُوا معي فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَشَبك بَين أَصَابِعه يَعْنِي بني الْمطلب».
أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجه من حَدِيث جُبَير بن مطعم «لما قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهم ذَوي الْقُرْبَى بَين بني هَاشم وَبني الْمطلب جِئْت أَنا وَعُثْمَان» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام وَإِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد ثمَّ شَبكَ بَين أَصَابِعه».
وَأَصله فِي البُخَارِيّ دون آخِره وَدون قَوْله: «لم يُفَارِقُونِي».
- قَوْله فَأَما ذكر الله تَعَالَى فِي الْخمس فَإِنَّهُ لافتتاح الْكَلَام تبركا باسمه وَسَهْم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سقط بِمَوْتِهِ كَمَا سقط الصفي لِأَنَّهُ كَانَ يسْتَحقّهُ برسالته والصفي شَيْء كَانَ يصطفيه لنَفسِهِ من الْغَنِيمَة مثل درع أَو سيف أَو جَارِيَة. انْتَهَى.
وَأول الْكَلَام أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس «فِي قَوْله عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم من شَيْء فَأن لله خمسه} قَالَ لله مِفْتَاح كَلَام».
وَأخرج الْحَاكِم وَعبد الرَّزَّاق من طَرِيق الْحسن عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة قَالَ: «لله مِفْتَاح كَلَام لله الدُّنْيَا وَالْآخِرَة».
وَأما قَوْله إِن سهم الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سقط بِمَوْتِهِ فَلم أجد دَلِيله.
وَأما الصفي فَأخْرج أَبُو دَاوُد عَن الشّعبِيّ «كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهم يُدعَى الصفي إِن شَاءَ عبدا وَإِن شَاءَ أمة وَإِن شَاءَ فرسا يختاره قبل الْخمس» وَهَذَا مُرْسل.
وَأخرج أَيْضا عَن ابْن عون «سَأَلت مُحَمَّدًا عَن سهم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصفي قَالَ كَانَ يضْرب لَهُ بِسَهْم مَعَ الْمُسلمين وَإِن لم يشْهد والصفي يُؤْخَذ لَهُ رَأس من الْخمس قبل كل شَيْء» وَهَذَا مُرْسل أَيْضا.
وَأخرج من طَرِيق قَتَادَة «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا غزا كَانَ لَهُ سهم صَاف يَأْخُذهُ من حَيْثُ شَاءَ فَكَانَت صَفِيَّة من ذَلِك».
وَأخرج فِي الْمَرَاسِيل عَن الْحسن «كَانَت الْغَنَائِم تجمع فَيكون للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا سهم يُسمى الصفي جعله الله تَعَالَى لَهُ ثمَّ يقسم».
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم من حَدِيث عَائِشَة كَانَت صَفِيَّة من الصفي وَإِسْنَاده قوي.
- قَوْله رَوَى عَن عمر «أَنه أعْطى الْفُقَرَاء من ذَوي الْقُرْبَى».
أَبُو دَاوُد من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن جُبَير بن مطعم فَذكر الحَدِيث قَالَ: «وَكَانَ أَبُو بكر يقسم الْخمس نَحْو قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير أَنه لم يكن يُعْطي الْقُرْبَى وَكَانَ عمر يعطيهم».
وَلأبي دَاوُد عَن عَلّي قَالَ: «قسمت حَقنا من الْخمس فِي حَيَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَولَايَة أبي بكر وَعمر».
- حَدِيث: «من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه».
مُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أبي قَتَادَة فِي قصَّة.
وَلأبي دَاوُد عَن أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم حنين من قتل كَافِرًا فَلهُ سلبه فَقتل أَبُو طَلْحَة يَوْمئِذٍ عشْرين رجلا فَأخذ أسلابهم» وَذكر قصَّة أبي قَتَادَة وَفِيه أَن عمر هُوَ الَّذِي قَالَ: «وَالله لَا يفيئها الله عَلَى أَسد من أسده ويعطيكها».
وَفِي الْبَاب عَن أبي سَمُرَة بِالْحَدِيثِ دون الْقِصَّة أخرجه الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ.
وَلابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ: «قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه» وَإِسْنَاده واه.
وَالْمَحْفُوظ مَا أخرجه أَبُو دَاوُد من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ: «قَالَ من قتل قَتِيلا فَلهُ كَذَا وَكَذَا».
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ عَن مُوسَى بن سعد بن زيد بن ثَابت قَالَ: «نَادَى مُنَادِي رَسُول الله يَوْم بدر من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه» وَهَذَا ضَعِيف ومنقطع.
وَقد قَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّإِ لم يبلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِك إِلَّا يَوْم حنين.
وَلمُسلم وَأبي دَاوُد من حَدِيث عَوْف بن مَالك «أَنه قَالَ لخَالِد ألم تعلم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضي بالسلب للْقَاتِل قَالَ بلَى» الحَدِيث وَفِيه قصَّة.
وحديث حبيب بن مسلمة فِي الَّذِي بعده وَكَذَا حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
- قَوْله: «قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحبيب أبي سَلمَة لَيْسَ لَك من سلب قتيلك إِلَّا مَا طابت بِهِ نَفْس إمامك» كَذَا فِيهِ وَالصَّوَاب حبيب بن مسلمة وَالْخطاب لَهُ من معَاذ لَا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقد أخرجه إِسْحَاق وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من طَرِيق جُنَادَة بن أُميَّة قَالَ: «كُنَّا معسكرين بدابق فَذكر لحبيب بن أبي مسلمة الفِهري أَن نبيه القبرصي خرج بِتِجَارَة من الْبَحْر يُرِيد بهَا أرمينية فَخرج عَلَيْهِ فَقتله فجَاء بسلبه يحملهُ عَلَى خَمْسَة أبغال من الديباج والياقوت فَأَرَادَ حبيب أَن يَأْخُذهُ كُله وَقَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة خُذ بعضه فَإِنَّهُ لم يقل ذَلِك لِلْأَبَد فَقَالَ معَاذ لحبيب فَإِنَّمَا لَك مَا طابت بِهِ نَفْس إمامك وَحَدَّثَهُمْ بِهِ معَاذ عَن النَّبِي صَلَّى الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطوهُ الْخمس فَبَاعَهُ حبيب بِأَلف دِينَار» لفظ إِسْحَاق.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي بَاب إحْيَاء الْموَات من هَذَا الْوَجْه وَقَالَ هَذَا إِسْنَاد لَا يحْتَج بِهِ.
وَفِي الْبَاب حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي قصَّة قتل أبي جهل وَفِيه فَقَالَ: «كلاكما قَتله» وَفِيه: «ثمَّ قَضَى بسلبه لِمعَاذ بن عَمْرو بن الجموح».
وحديث سعد بن أبي وَقاص «لما كَانَ يَوْم بدر قتل أخي عُمَيْر وَقتلت سعيد بن الْعَاصِ وَأخذت سَيْفه فَقَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبْض فَمَا جَاوَزت إِلَّا يَسِيرا حَتَّى نزلت سُورَة الْأَنْفَال فَقَالَ لي اذْهَبْ فَخذه» أخرجه أحمد وَابْن أبي شيبَة وَالْحَاكِم.
وحديث خريم بن أَوْس فِي قصَّة الشيماء بنت نفيلة وَفِيه: «أَن خَالِد بن الْوَلِيد قتل هزبر مبارزة فَكتب إِلَى أبي بكر فنفله سلبه فبلغت قلنسوته مائَة ألف» أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم بِطُولِهِ.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث جرير «أَنه بارز فارسيا فَقتله فقومت منطقته بِثَلَاثِينَ ألفا فَكتب عمر لَيْسَ هَذَا من السَّلب الَّذِي ينفل وَجعله مغنما».