فصل: ومات في هذه السنة من الأعيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السلوك لمعرفة دول الملوك (نسخة منقحة)



.سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة:

أهل المحرم يوم الأربعاء.
ففي يوم الأربعاء خامس عشره: وصل أوائل الحجاج.
وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه: وصل القاضي كريم الدين الكبير، والأمير قجليس صحبة الخاتون طغاي. وخرج السلطان إلى لقائها ببركة الحاج، ومد سماطاً عظيماً، وخلع على سائر الأمراء وأرباب الوظائف وجميع القهرمانات: مثل الست حدق المعروفة بالست مسكة، ونساء الأمراء، ودخل الجميع إلى منازلهم، فكان يوماً مشهوداً. ولم يسمع بمثل هذه الحجة في كثرة خيرها وسعة العطاء، ويقال إن السلطان أنفق على حجة طغاي مبلغ ثمانين ألف دينار وستمائة وثمانين ألف درهم، سوى كرى الحمول وثمن الجمال ومصروف الجوامك، وسوى ما حمل من أمراء الشام وأمراء مصر.
وفي تاسع عشريه: قدم المحمل ببقية الحاج.
وفي يوم السبت ثاني صفر: خرج الأمير جمال الدين أقوش نائب الكرك، والأمير علم الدين سنجر الجمقدار، والأمير سيف الدين ألماس الحاجب، والأمير سيف الدين طرجي أمير مجلس، والأمير بهاء الدين أصلم السلاح دار، بمضافيهم وطائفة من أجناد الحلقة، إلى غزو بلاد متملك سيس، لمنعه الحمل. ولم يكن الأمر كدلك، بل مسيرهم إنما كان لأجل توجه الملك أزبك إلى بلاد أبي سعيد. وكتب بخروج عساكر الشام أيضاً. وفيه هدم موضع دار العدل الذي أنشأه الملك الظاهر بيبرس، وعمل طبلخاناه، في شهر رمضان، فاستمر موضع الطلخاناه إلى اليوم، ولما هدم وجد في أساسه أربعة قبور، فلما نبشت وجد بها رمم أناس طوال عراض، وإحداها مغطاة بملاءة دبيقي ملونة اذا مس منها شيء تطاير، وعليهم عدة القتال، وبهم جراحات، وفي وجه أحدهم ضربة سيف بين عينيه عليها قطن، فلما رفع القطن نبع من تحته دم، وشوهد الجرح كأنه جديد، فنقلوا إلى العروستين، وعمل عليهم مسجد.
وفي مستهل ربيع الآخر: قدم الأمير سيف الدين طقصبا الظاهري، ومعه رسل الملك أزبك بكتابه، فأحضروا، ولم يعبأ السلطان بهم لكثرة شكوى طقصبا من تغير أزبك عليه وإطراحه له، واعيد الرسل بالجواب.
وفيه قدم عرب البحرين بمائة وثلاثين فرساً، فقومت بأثمان غالية ما بسين عشرة ألاف درهم الفرس إلى خمسين ألفاً، فلما أخذت أثمانها أنعم السلطان عليهم بخلع وتفاصيل وغير ذلك، وسفروا إلى بلادهم.
وفيه عوض السلطان أمير مكة عن نظير ما كان يستأديه من مكس الغلال، وأقطعه ثلثي دمامين بالوجه القبلي.
وفيه قدم البريد من دمشق بحضور أخت الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا من الشرق، وصحبتها جماعة كثيرة إلى دمشق، وأنها ماتت بعد قدومها بثلاثة أيام، فاستدعي من حضر معها إلى مصر، فلما وصلوا أنعم عليهم السلطان بالإقطاعات وغيرها.
وفي مستهل جمادى الأولى: قدم البريد بأن العسكر أغار على بلاد سيس، وأخرب وغنم وقتل جماعة، وأن أوشين متملك سيس هلك، وقام من بعده ابنه ليفون، وله من العمر نحو اثنتي عشرة سنة، وأن العساكر نازلت أياس وأخذوها عنوة بعد حصار، وقتلوا أهلها وخربوها، وعادوا على الأرمن فغنموا وأسروا منهم كثيراً، وتوجهوا عائدين. فقدم الأمير جمال الدين أقوش بالعسكر إلى القاهرة في سابع عشرى جمادى الآخرة، وخلع عليه.
وفي يوم الأربعاء تاسع رجب: قدم الأمير تنكز نائب الشام باستئذان، فأنعم عليه السلطان إنعامات جليلة بلغت قيمتها نحو ثمانين ألف دينار، ورسم لسائر الأمراء بحمل تقادمهم إليه، وأن من أحضر تقدمة يخلع على محضرها من الخزانة السلطانية، فحملت إليه تقادم جليلة، منها أربعون سلسلة ما بين ذهب وفضة، وحمل كريم الدين الكبير تقدمة بعشرة ألاف دينار. وعاد تنكز بعد إقامته خمسة أيام على البريد، في يوم الإثنين رابع عشريه، ودخل دمشق أول شعبان.
وفيه توجه الأمير سيف الدين أيتمش المحمدي إلى السلطان أبي سعيد بن خربندا لعقد الصلح، وعلى يده هدية سنية، وسفر بألفي دينار.
وفي ثاني شعبان: عقد على الأمير أبي بكر بن الأمير أرغون النائب عقد خوند بنت السلطان، وتولى العقد قاضي القضاة شمس الدين الحريري الحنفي، على أربعة ألاف دينار. وختن السلطان أولاد ثلاثة من الأمراء: وهم بكتمر الساقي، وطشتمر حمص أخضر، ومنكلي بغا الفخري، وعمل لهم مهماً عظيماً مدة أربعة أيام. ورمى الأمراء الذهب في الطشت، فبلغ ما في طشت ابن الأمير بكتمر الساقي أربعة ألاف وثلاثمائة وثمانين ديناراً، وفي طشت ابن طشتمر حمص أخضر ثلاثة ألاف دينار ونيف، وفي طشت ابن منكلي بغا ألف دينار وثمانمائة دينار.
وفي يوم الخميس عاشر رمضان: قبض على الأمير سيف الدين بكتمر البوبكري وولديه، ثم وقعت الشفاعة في ولديه فأطلقا. وسبب ذلك كثرة معارضته للسلطان، فعينه السلطان لنيابة صفد، فاستعفى من ذلك، فبعث إليه كريم الدين الكبير بألفي دينار وتشريف نيابة صفد ومثالين بإمرتين لولديه بها، فلم يعبأ بكريم الدين وفارقه وهو متغير. فركب الأمير بكتمر وسأل السلطان الإعفاء، فغضب وقبضه وولديه، وسجنهم بالبرج إلى ليلة عيد الفطر، ثم أفرج عن الولدين.
وفيه قدم الشريف عطيفة بن أبي نمى صاحب الحجاز، وأخبر بقحط مكة لعدم المطر، وأنهم استسقوا ثلاثاً فلم يسقوا، ووصل القمح إلى مائتين وخمسين درهماً الأردب. فرسم السلطان أن يحمل إلى مكة ألفا أردب، وحمل النائب ألف أردب، والحاج آل ملك ألف أردب. فلما وصلت الغلال تصدق بها، فانحل السعر، وأبيع الأردب القمح بمائة درهم، وأغيث أهل مكة عقيب ذلك.
وفيه قدم الملك المؤيد صاحب حماة، وسار مع السلطان إلى قوص.
وفيه نقل البوبكري إلى الإسكندرية عند سفر السلطان إلى بلاد الصعيد، فسجن بها.
وفيه ورد الخبر بخلع الملك المجاهد على صاحب اليمن، وإقامة الناصر جلال الدين.

.ومات في هذه السنة ممن له ذكر:

الشيخ نجم الدين الحسين بن محمد بن عبود، ليلة الجمعة ثالث عشرى شوال وكان قد عظم قدره في الدولة المنصورية لاجين، وعمر زاويته بالقرافة، وقصده الناس لقضاء حوائجهم.
ومات الشيخ جلال الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمود القلانسي، بالقدس في ذي القعدة. وكان قدم إلى مصر في سنة تسع وتسعين وستمائة، وأقام بها وحصل له بها رياسة، واعتقده الأمراء وأهل الدولة، وترددوا إلى زاويته على بركة الفيل، ثم أخرج إلى القدس، وكان كاتباً فاضلاً معتقداً.
ومات الشيخ حسن الجوالقي القلندري، صاحب زاوية القلندرية، خارج باب النصر من القاهرة، في يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الآخرة بدمشق. وكان قد تقدم في دولة العادل كتبغا.
ومات الرئيس الكاتب زين الدين عبد الرحمن بن أبي صالح رواحة بن علي بن الحسين بن مظفر بن نصر بن رواحة الأنصاري الحموي، بسيوط من بلاد الصعيد، في ذي القعدة من أربع وتسعين سنة، ورحل إليه الناس لسماع الحديث.
ومات محي الدين عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة بن رجاء الربعي الإسكندراني المالكي مسند الإسكندرية، بها في يوم الثامن من ذي الحجة عن ثلاث وتسعين سنة. ومات تقي الدين عتيق بن عبد الرحمن بن أبي الفتح العمري المحدث الزاهد، في ذي الفعدة بمصر.
ومات أبو عبد الله محمد بن علي بن حريث القرشي البلنسي السبتي بمكة في جمادى الآخرة عن إحدى وثمانين سنة، وأقام بها مجاوراً سبع سنين، وكان خطيباً بسبتة ثلاثين سنة، وبرع في فنون.
ومات شمس الدين محمد بن الحسن بن سباع المعروف بابن الصائغ بدمشق، وقدم إلى مصر، وبرع في الأدب، وصنف.
ومات أمين الدين محمد بن حمزة بن عبد المؤمن الأصفوني الشافعي، بسيوط.
ومات تاج الدين محمد بن الجلال أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الدشناوي الشافعي بقوص.
وماتت زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر أم محمد المقدسية المعمرة الرحلة، في ذي الحجة بالقدس، عن أربع وتسعين سنة، حدثت بمصر والمدينة النبوية. ومات بدمشق الأمير غلبك العادلي، والأمير فخر الدين أياز شاد الدواوين، والأمير أيدمر الساقي المعروف بوجه الخشب.
ومات أقجبا البدري والي الفيوم.
ومات بدر الدين والي قوص.
ومات الأمير عز الدين أيبك البغدادي بمحبسه من قلعة الجبل، في سابع عشر جمادى الآخرة.
ومات بمصر القاضي شهاب الدين أحمد بن محمد بن المكين بن رابعة، في ثالث عشرى المحرم.
ومات أقضى القضاة نور الدين أبو الحسين علي بن إسماعيل بن يعقوب الزواوي المالكي، يوم الأربعاء سابع عشرى صفر.
ومات القاضي سعد الدين مسعود بن نفيس الدين موسى بن عبد الملك القمني الشافعي، يوم الئلاثاء ثالث عشرى شعبان.
ومات أقضى القضاة قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي، خليفة الحكم الشافعي ووكيل بيت المال بالقاهرة، سحر يوم الجمعة رابع عشرى ذي الحجة.

.سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة:

أهل المحرم بيوم الأحد الموافق له رابع عشر طوبة: سقط بالدقهلية والمرتاحية من بلاد الغربية بعد مطر عظيم وريح قوية جداً برد وزن الحبة منه ما ينيف على خمسين درهماً، أتلف كثيراً من الزرع ومن الغنم والبقر، ووجد فيه حجارة منها ما وزنه من سبعة أرطال إلى ثلاثين رطلاً، وتلف من البلاد أحد وسبعون بلداً بالغربية، وإثنان وثلاثون بلداً بالبحيرة.
وفيها نزل السلطان بالجيزة عائداً من بلاد الصعيد، وخلع على نائب حماة، ورسم له بالعود إلى بلده. واستدعى السلطان بالحريم من القلعة إلى عنده، وكان الوقت شتاء، فطرد سائر الناس من الطرقات، وعلقت الحوانيت، ونزلت خوند طغاي، والأمير أيدغمش أمير أخور ماش يقود عنان فرسها بيده، وحولها سائر الخدام مشاة منذ ركبت من القلعة إلى أن وصلت إلى النيل، فعدت في الحراقة. واستدعى الأمير بكتمر الساقي وغيره من الأمراء الخاصكية حريمهم، وأقاموا في أهنأ عيش وأرغده.
وفيها قدم من عند صاحب ماردين الجارية التي طلبت: وكان المجد السلامي قد بعث بأنه أراد شراء جارية جنكية من الأردوا، فبذل صاحب ماردين فيها الرغائب لصاحبها حتى اشتراها، وأن المجد سير يعلمه بأنه قد عينها للسلطان، فلم يعبأ بقوله وشغف بها. فكتب السلطان لصاحب ماردين بالإنكار عليه، وأن يحملها إلى مصر، فسير جارية غيرها من مملوكين، فلم يخف ذلك على السلطان، ورد الثلاثة، وقال لقاصده شفاهاً: متى لم يبعث بالجارية، وإلا أخربت ماردين على رأسه، فلم يجد بداً من إرسالها، فلما حضرت أنعم السلطان عليه بإنعامات جليلة.
وفيه عاد السلطان من الجيزة إلى القلعة، وقد توعك كريم الدين الكبير.
وفي خامس عشره: قدمت بوادر الحجاج، وقدم المحمل ببقية الحاج في يوم الخميس سادس عشره.
وفيه تكرر إرسال السلطان الأمراء وغيرهم لتفقد حال كريم الدين، فلم ينزل إليه أحد إلا وخلع عليه أطلس بطراز وكلفتاه زركش وحياصة ذهب، حتى استعظم الناس ذلك. وبالغ السلطان في كثرة الإنعام على الأمراء والحكماء إلى يوم الخميس ثالث ربيع الأول. ثم ركب كريم الدين إلى القلعة، وتوجه بعد اجتماعه بالسلطان إلى القرافة، فكان يوماً مشهوداً، زينت فيه القاهرة زينة عظيمة، وصفت بها المغاني، وأشعلت الشموع، واجتمع الناس بالمدرسة المنصورية بين القصرين لأخذ الصدقات، فمات في الزحمة أربعة عشر إنساناً، وتأذى أناس كثيرة، ولم يفرق فيهم شيء. وخلع على جميع الأطباء، أخرج أهل السجون، وتصدق بأموال جزيلة.
وفيه قدم الخبر باجتماع الأمير أيتمش بالسلطان أبي سعيد، وأنه أكرم غاية الإكرامة، وعاد إلى ماردين.
وفي عشريه: قتل الشيخ ضياء الدين عبد الله الدربندي الصوفي. وكان قد قدم من دمشق في أوائل هذه السنة على هيئة الفقراء اليونسية، ولايزال في يده طبر، وشهر بدين وعلم. فلما كان هذا اليوم تحزم وقال: أنا رايح أجاهد في سبيل الله وأموت شهيداً، وسار من خانكاه سعيد السعداء إلى قلعة الجبل، والأمراء جلوس على باب القلة، فرأى رجلاً من المسلمين قد تبع بعض الكتاب النصارى وقبل يده والنصراني لا يعبأ به، فحنق منه وضرب النصراني بالطبر فهدل كتفه وثنى عليه فارتجت القلعة، واجتمع الناس وقبضوه، فاشتد غضب السلطان، وأمر به فضرب عنقه على باب القلعة.
وفي ثالث عشريه: قدم البريد بوفاة نجم الدين أحمد بن محمد بن صصري قاضي القضاة الشافعية بدمشق، فاستقر عوضه قاضي القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الزرعي، واستقر عوضه في تدريس المدرسة المنصورية القاضي تقي الدين السبكي، وفي تدريس الجامع الحاكمي الشيخ شمس الدين محمد بن عدلان.
وفيه قدم الأمير أيتمش المحمدي من عند أبي سعيد، وقد عقد الصلح بينه وبين السلطان، وخطب بذلك في يوم الجمعة بمدينة توريز على منبر الجامع، وقد حمل الأمير أيتمش معه نسخة الأيمان التي تتضمن حلف أبي سعيد وجوبان والوزير، وما أنعم به عليه أبو سعيد: وهو ما قيمته نحو المائتي ألف درهم، ولؤلؤاً اشتراه بأربعين ألف درهم قوم بمائة ألف. وقدم أيتمش ذلك كله للسلطان، وحلف ألا يدخل في ملكه، فقبله منه وأنعم عليه بمائة ألف درهم، وحمل له كريم الدين عشرين ألف درهم من عنده.
وفي يوم الخميس سلخ ربيع الأول: قبل الظهر ولد للسلطان ولد ذكر من حظيته طغاي سماه أنوك، وفيه وقف بعض بزدارية السلطان وشكا أن أحد أجناد الأمير بكتمر الحاجب تزوج بامرأته من غير أن يكون قد طلقها، وأنه رشا الشهود حتى فعلوا له ذلك. فكشف علم الدين الخازن والي القاهرة عن قوله فتبين كذبه، وأنه طلق المرأة وانقضت عدتها ثم تزوجت بالجندي فتعصب الأمير بكتمر على البازدار لظهور كذبه، فحنق السلطان وأمر الوالي بتعزير الشهود ومنعهم من تحمل الشهادة، وإلزام الجندي بطلاق المرأة وردها إلى البازدار، فكان هذا من الأمور الشنيعة.
وفيه قبض على القاضي كريم الدين عبد الكريم بن العلم بن هبة الله بن السديد ناظر الخاص ووكيل السلطان، في يوم الخميس رابع عشره ربيع الآخر، بعدما تجهز ليسافر في يوم الجمعة خامس عشره إلى الشام. فعندما طلع إلى القلعة على العادة، ووصل إلى الدركاه، منع من الدخول إلى السلطان، وعوق بدار النيابة هو وولده علم الدين عبد الله وكريم الدين أكرم الصغير ناظر الدولة. ووقعت الحوطة على دور كريم الدين الكبير خاصة التي بالقاهرة وبركة الفيل، ونزل شهود الخزانة بولده إلى داره ببركة الفيل، وحملوا ما فيها إلى القلعة. وتوالت مصادرته، فوجد له شيء كثير جًدا: من ذلك قماش وبرد وطرز وحوايص قيمتها زيادة على ستين ألف دينار، وقند وسكر زنته ثمانون ألف قنطار، وعسل عدة ثلاثة وخمسين ألف مطر، وصناديق بها مسك وزعفران وعنبر وعود ولبان وعير ذلك عدة أحد وأربعين صندوقاً. وأبيعت داره التي على بركة الفيل للأمير سيف الدين طقتمر بثلاثة عشر ألف دينار. وحمل ماله في الإسكندرية، وكان خمسين ألف دينار، ومن أصناف المتجر شيء كثير جداً، ومنه ثمانون ألف قطعة خشب، ومائة وستون ألف قنطار رصاص، وبلغت قيمة الأصناف التي له في الإسكندرية خمسمائة ألف دينار. ووجد له بدمشق ألف ألف دينار وستمائة ألف درهم، وخمسة وعشرون ألف دينار. وبلغت قيمة أوقافه ستة ألاف ألف درهم.
وفي يوم السبت سلخه: قبض على كريم الدين الصغير، وسبب أنه امتنع من أن يتحدث في الخاص والمتجر ويدبر الأمور كلها بعد القبض على خاله كريم الدين الكبير.
وفيه نقل كريم الدين الكبير وولده علم الدين إلى البرج المرسوم للمصادرين بباب القرافة من القلعة، وطولب بالحمل. وعوق بالقلعة ناصر الدين شاد الخاص، والمهذب العامل، وغيره لعمل حساب كريم الدين. وكان سبب نكبته حسد الأمراء وغيرهم له على تمكنه من السلطان وسعة ماله وكثرة عطائه، فوشوا به إلى السلطان أنه يتلف الأموال السلطانية بتفريقها، ليقال عنه إنه كريم. واتفق مع ذلك أن كريم الدين أكرم الصغير كان له اختصاص بالأمير أرغون النائب، فأكثر من شكاية كريم الدين الكبير، وأنه يمنعه من تحصيل الأموال. وكان أكرم الصغير ظلوماً غشوماً، يريد أن يمد يده إلى ظلم الناس، فيمنعه كريم الدين. فبلغ النائب السلطان شكوى أكرم الصغير مراراً، فأثر في نفسه ذلك. وصار السلطان يرى عند الخاصكية من الملابس الفاخرة والطرز الزركش، وعند نسائهم من الملابس والحلي ما يستكثره، فإذا سأل عنه قيل له هذا من كريم الدين، فتصغر نفسه عندهم لأنه لا يعطيهم قط مثل ذلك. ولما حضر عرب البحرين بالخيل قومت بألف ألف ومائتي ألف درهم، سلمها كريم الدين إليهم بجملتها فيما بين بكرة النهار إلى الظهر، وعادوا إلى السلطان وقد دهشوا، فإنه كان أخرج إليهم شكائر ما بين ذهب وفضة. فلما قال لهم السلطان: قبضتم. قالوا: نعم، قال: لعله تأخر لكم شيء، فقالوا: وحياتك! عند كريم الدين مال في خزانة إذا أخرج منه مدة شهر ما يفرغ. فتحرك السلطان لذلك، وقال لبكتمر الساقي. سمعت قول العرب أنه دفع هذا القدر في يوم واحد، والخزانة ملآنة ذهباً وفضة؟ وأنا أطلب منه ألفي دينار فيقول ما تم حاصل. وتبين الغضب في وجه السلطان، فأخذ بكتمر يتلطف به وهو يحتد إلى أن قبض عليه.
وفي يوم السبت سابع جمادى الآخرة: نقل تاج الدين بن عماد الدين بن السكري من شهادة الخزانة إلى نظر بيت المال، وخلع عليه بطرحة.
وفيه نقل علاء الدين بن البرهان البرلسي من نظر بيت المال إلى نظر خزائن السلاح، وخلع عليه.
وفي رابع عشره: قدمت رسل أبي سعيد لتحليف السلطان على الصلح، ومعهم هدية ما بين بخاتي وأكاديش وتحف، فقرئ كتابه بوقوع الصلح، ثم سفروا بهدية سنية بعدما عمرهم إحسان السلطان في ثاني عشريه.
وفيه قدم الحمل من عند متملك سيس صحبة رسوله، ومعه جواهر ثمينة، واعتذر الرسول عما كان من متملك سيس، واستأذن في عمارة أياس، على أن يحمل في كل سنة مائة ألف درهم، فأجيب إلى ذلك.
وفيه قدم موسى بن مهنا وعمه محمد بالقود على العادة، وخيول كان السلطان استدعى بها. وسبب ذلك وقوع الصلح مع أبي سعيد، فضاقت بهم البلاد، فأكرمهما السلطان وأنعم عليهما، وأعادهما إلى بلادهما.
وفيه وقعت مرافعة بين فرج وعلي ولدي قراسنقر، بسبب دخيرة لأمهما تبلع نحو المائتي ألف ألف درهم، فأخذها السلطان منهما.
وفيه قدم المجد السلامي من الشرق، وقدم تقدمة جليلة، فرتبت له الرواتب السنية، وكتب له مسموح بمبلغ خمسين ألف درهم في السنة، ومرسوم بمسامحة نصف المكس عن تجاراته، وعاد إلى توريز.
وفيه قبض على جماعة من المماليك، وعوقوا بسبب ورقة وجدت تحت كرسي السلطان فيها سبه وتوبيخه، وأخرج منهم عدة إلى بلاد، وسجن منهم جماعة.
وفي سادس عشره: استقر الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي أستاداراً، عوضاً عن الأمير سيف الدين بكتمر العلائي، وخرج بكتمر إلى دمشق. وكان ذلك بسبب أنه استخدم طباخ كريم الدين الكبير في مطبخ السلطان، فأنكر عليه السلطان ذلك وقال له: تستخدم طباخ رجل قد عزلته وصادرته في مطبخي؟ وأخرج أيضاً الأمير سنقر السعدي نقيب المماليك إلى طرابلس.
وفيه أفرج عن كريم الدين أكرم الصغير، ورسم له أن يتحدث في الأموال السلطانية كلها بغير مشارك، فامتنع من ذلك، فعزل عن نظر الدواوين. ثم خلع عليه واستقر صاحب ديوان الجيش، عوضاً عن معين الدين بن حشيش، وخلع على معين الدين بنظر الجيش بالشام.
وفيه ولى السلطان نظر الخاص تاج الدين اسحاق أحد نظار الدواوين، وتسمى لما أسلم عبد الوهاب، ورسم ألا يتحدث في متجر. وكان سبب ولايته أن السلطان لما قبض كريم الدين الكبير بعث إليه أن يعين من يصلح لنظر الخاص، فعين التاج، وباشر التاج الخاص بسكون زائد وسياسة جيدة إلى أن مات.
وفيه طلب الصاحب أمين الدين عبد الله بن الغنام من القدس.
وفي ليلة الثالث والعشرين من جمادى الآخرة: سفر كريم الدين أكرم الصغير على البريد إلى صفد.
وفي يوم الأربعاء رابع عشريه: أفرج عن كريم الدين الكبير وولده، وألزم بالإقامة في تربته من القرافة، وكان له يوم عظيم جداً، وأتاه الناس من كل مكان.
وفيه استقر الأمير جمال الدين أقوش نائب الكرك في نظر المارستان، عوضاً عن كريم الدين الكبير، فوجد حاصله أربعمائة ألف درهم، سوي سكر وغيره قيمته مائة ألف درهم.
وفيه استقر الأمير سيف الدين قجليس في نظر جامع ابن طولون، عوضاً عن كريم الدين الكبير أيضاً.
وفيه خرج الطلب لإحضار شمس الدين غبريال من دمشق، فركب ومعه أموال كثيرة، ثم خول اموال كريم الدين الكبير، وعاد إلى دمشق مكرماً.
ثم قدم الصاحب أمين الدين يوم الأحد رابع عشرى ربيع الآخر، وقرر في الوزارة، وجلس بقلعة الصاحب من القلعة، ونزل إلى داره، فكان يوماً مشهوداً. واستقر في نظر النظار شرف الدين إبراهيم بن زنبور، واستمر عوضه في استيفاء الصحبة شمس الدين إبراهيم بن قروينة صهر الصاحب أمين الدين، فصار نظر النظار بين القاضي موفق الدين هبة الله بن سعيد الدولة إبراهيم وبين ابن زنبور. وشفى الصاحب أمين الدين نفسه من كريم الدين أكرم الناظر، وأخرق به.
وفي يوم السبت سلخ ربيع الأخر: قبض على كريم الدين الصغير، واعتقل ببرج في القلعة، فشرع في حمل المال، ثم أفرج عنه سلخ جمادى الأولى، ورسم له بنظر صفد، فتوجه إليها ليلة الإثنين رابع عشر جمادى الآخرة.
وفيه قدم شمس الدين غبريال، ومعه حمل دمشق ألف ألف وستمائة ألف درهم، ومن الذهب مبلغ خمسة وعشرين ألف دينار من حاصل كريم الدين ومتاجره.
وفي يوم السبت تاسع عشرى جمادى الآخرة: أخرج كريم الدين الكبير وولده الشوبك، بعدما أشهد عليه أن جميع ما وقفه من الأملاك وغيرها إنما اشتراه من مال السلطان دون ماله. فأبقى السلطان أوقاف الخانكاه بالقرافة، وأوقاف الجامع بدمشق، وأعيد غبريال إلى دمشق على عادته.
وفيه توجه التاج اسحاق والأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي إلى الاسكندرية، واحتاطا على أموال كريم الدين الكبير، وكانت تحت يد مكين الترجمان، وقد أخذ المكين منها ثلاثة وخمسين ألف دينار، فاستقر التاج إسحاق يتحدث في متجر الخاص. وعاد التاج إسحاق ومعه الأمير مغلطاي فأوقع الحوطة على أموال التجار، وألزم ابن المحسني متولي الثغر بخمسين ألف دينار، ورسم على سائر المباشرين، وصادر الناس، فغلقت المدينة وبلغ السلطان ذلك فأنكره، وأفرج عن ابن المحسني بعدما أخذ منه مبلغ اثني عشر ألف دينار، وعاد الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي بستين ألف دينار من المصادرات.
وفيه كان عرس أمير علي بن أرغون النائب على ابنة السلطان، في يوم الإثنين ثامن عشر شعبان. وقد اعتنى السلطان بجهازها عناية عظيمه، وعمل لها بشخاناه وستارة وداير بيت زركش بمبلغ ثمانين ألف دينار، وآلات ذهب وفضة بما ينيف على عشرة ألاف دينار. وعمر السلطان لها مناظر الكبش عمارة جديدة، ونقل الجهاز إليها، ثم نزل بنفسه حتى نصب الجهاز. وعمل المهم مدة ثلاثة أيام، حضره نساء الأمراء بتقادمهم: وهي ما بين أربعمائة دينار سوى تعابي القماش إلى مائتي دينار. وكان فيه ثماني جوق من مغاني القاهرة، وعشرون جوقة من جواري السلطان والأمراء، خص كل جوقة من جوف القاهرة خمسمائة دينار ومائة وخمسون تفصيلة حرير، ولم يحصو ما حصل لجواري السلطان والأمراء لكثرته. فلما انقضى المهم بعث السلطان لكل من نساء الأمراء تعبية قماش على قدرها، وعم جميع الأمراء بالخلع، وفضل من الشممع بعدما استعمل منه مدة العرس ألف قنطار مصري. وأنعم السلطان على الأمير أرغون النائب بمنية بني خصيب، زيادة على إقطاعه.
وفيه قبض على الأمير طشتمر حمص أخضر الساقي، وفرج بن قراسنقر، وكرت، وعدة من المماليك. ثم أفرج عن طشتمر من يومه، ونفي كرت إلى صفد، وبقي فرج ابن قراسنقر بالجب.
وفيه هبت ريح سوداء حارة بدمشق، مات منها جماعة من الناس فجأة، وفسدت الثمار وجفت المياه، فتحسن سعر الغلال. ثم وقع مثل ذلك بالقاهرة ومصر، فتغيرت أمزجة الناس، وفشت الأمراض، وكثر الموت مدة شهر، وفسدت الثمار، وتحسن السعر لهيف الغلة وقلة وقوعها.
وفيه قدم الأمير بكتمر الحسامي من دمشق، فولي الإسكندرية وتوجه إليها، فأراق الخمور بها، ومنع من بيعها، وجعل أجرة النقيب نصف درهم، وتثبت في البينات، وحمل الناس على الأمور الشرعية. فاستخفوا به وطمعوا فيه، وكثر فسادهم، فأحدث عليهم غرامات يقومون بها إذا تبين الحق عليه، فكان الرجل إذا شكا يجبى منه من مائتي درهم إلى ما دونها، وضرب جماعة منهم فخضعوا له.
وفيه توجه قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة والأمير آل ملك إلى الحج، في سادس شوال. وتوجه الأمير بيبرس الدوادار نائب السلطنة في حادي عشره، ومعه حاج كثير، ورحل المحمل ببقية الحاج في ثامن عشره من البركة. وتوجه الفخر ناظر الجيش في ثاني عشريه إلى القدس، ليتوجه منه إلى الحج. وكانت عدة ركوب الحاج من مصر ستة ركوب، على كل ركب أمير.
وفيه استقر بلبان العتريس في ولاية البحيرة، عوضاً عن أسندمر القلنجقي.
وفيه استقر قدادار مملوك برلغي في ولاية الغربية.
وفي أول ذي الحجة: خرج الأمير علاء الدين علي بن قراسنقر، والأمير سيف الدين أيدمر الكبكي، والأمير طقصباي المرتبة فديته بقوص، وخمسمائة من أجناد الحلقه إلى بلاد النوبة، ومعهم كرنبس. فانتهوا إلى دمقلة وكان قد تغلب كنز الدولة عليها، ونزع كرنبس، ففر كنز الدولة منهم، وجلس كرنبس على سرير ملكه وعادوا، فحارب كنز الدولة كرنبس بعد عود العسكر، وملك منه البلاد.
وفيه صرف معين الدين بن حشيش عن ديوان الجيش، ونقل إلى دمشق، وأشرك بينه وبين القطب ابن شيخ السلامية في نظر الجيش بها.
وفيه ابتدأ السلطان بعمارة القصور بناحية سرياقوس في أخر ذي الحجة.
وكان قاع النيل في هذه السنة ستة أذرع ونصف، وكان الوفاء يوم الأربعاء سادس شعبان، وسابع عشر مسري، وانتهت الزيادة في سابع عشر رمضان إلى ثمانية عشر ذراعاً وستة أصابع. وخرق الماء ناحية بستان الخشاب، ودخل إلى بولاق، وغرق بساتين. وانقطعت الطريق من جهة اللوق، وغرق الخور، وانهدمت عدة بيوت، وغرقت المنية وجزيرة الفيل، فركب السلطان بنفسه لعمل جسر. ثم قويت الزيادة، وفاض الماء على منشاة المهراني ومنشاة الكتبة، وصار ما بين بولاق ومصر بحراً واحداً. وأمر الناس برمي التراب في ناحية بولاق، وكثر الخوف من غرق القاهرة، واشتد الاحتراس. وطلب الفقراء للعمل، فبلغت أجرة الرجل في كل يوم مابين درهم إلى ثلاثة دراهم، لعزة وجود الرجال واشتغالهم عند الناس في نقل التراب. ونزت أماكن كثيرة، وغرقت الأقصاب ببلاد الصعيد، وتلف القلقاس والنيلة وعدة مطاير بها الغلال. وكتب لسائر الولاة بكسر جميع الترع والجسور وتصريفها إلى البحر الملح، فثبت الماء ثلاثة وأربعين يوماً، ثم نزل قليلاً قليلاً. فاستدعى السلطان المهندسين، ورسم بعمل جسر يحجز الماء عن القاهرة لئلا تغرق في نيل أخر، وألزم أرباب الأملاك المطلة على النيل بعمارة الزرابي، فعمل كل أحد تجاه داره زربية. واستدعى الأمراء فلاحيهم من النواحي، فحضروا بالأبقار والجراريف. وعمل الجسر من بولاف إلى منية الشيرج، ووزع بالأقصاب على الأمراء، فنصب كل أمير خيمة وخرج برجاله للعمل. ونصبت لهم الأسواق، حتى كمل الجسر في عشرين يوماً، وكان ارتفاعه أربع قصبات في عرض ثمانية.
وفيه قدم البريد بموت تكفور متملك سيس، وإقامة ولده بعده، ثم قدمت رسله بالهدية.
وفيه قدم الشريفان عطيفة أمير مكة وقتادة أمير ينبع.

.ومات في هذه السنة من الأعيان:

المجاهد أنص ابن العادل كتبغا، بعد ما عمي من سهم أصابه، في يوم الإثنين ثاني المحرم، وكان سمحاً ذكياً متقدماً في رمي البندق.
ومات تاج الدين أحمد بن مجد الدين علي بن وهب بن مطيع بن دقيق العيد الشافعي، في عشرى ذي الحجة، ومولده في ربيع سنة ست وثلاثين وستمائة. وكان فقيهاً فاضلاً في مذهبي الشافعي ومالك، سمع الحديث وحدث، وولي الحكم بغرب قمولا وبقوص، وكان كثير العبادة.
ومات قاضي القضاة بدمشق نجم الدين أبو العباس أحمد بن العماد محمد ابن الأمير سالم بن الحافظ بهاء الدين الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي الدمشقي الشافعي، في ليلة السبت سادس عشرى ربيع الأول، ومولده في سابع عشرى ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة، وولي القضاء إحدى وعشرين سنة، وقدم القاهرة مراراً، وقرأ القراءات السبع، وسمع الحديث، وكتب الخط المليح، وبرع في الأدب والتاريخ، وقال الشعر، وشارك في فنون من فقه وتفسير وغيره.
ومات أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن خميس الأنصاري المغربي، في يوم الأحد سابع عشر شعبان بمصر، ومولده بالجزيرة الخضراء من الغرب، في المحرم سنة ست وأربعين وستمائة. وكان صاحب فنون وصلاح ودين وشعر جيد.
ومات نجم الدين محمد بن عثمان بن الصفي البصروي الحنفي الوزير الصاحب. ولي حسبه دمشق ثم وزارتها، ثم صار من الأمراء.
ومات كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفوطي البغدادي المؤرخ، في المحرم ببغداد.
ومات تاج الدين ناهض بن مخلوف، أخو قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف المالكي، في يوم الأربعاء ثامن عشر المحرم بمصر.
ومات السني ابن ست بهجة، يوم الأحد خامس عشرى ذي الحجة، وكان من أعيان الكتاب بمصر.
ومات بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عساكر، في خامس عشرى شوال، ومولده سنة تسع وعشرين وستمائة. سمع وحدث وصار مسند الشام.