فصل: سنة ست وثمانين وسبعمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السلوك لمعرفة دول الملوك (نسخة منقحة)



.سنة ست وثمانين وسبعمائة:

في يوم الخميس ثاني المحرم: استقر طشتتمُر السيفي في ولاية دمياط، عوضا عن الأمير قطلوبغا أبو درقة.
وفي ثامن عشره: استقر أبو درقة في ولاية الفيوم وكشفها، وكشف البهنساوية، والأطفيحية، عوضاً عن محمد بن قرابغا.
وفي عشرينه: قدم محمل الحاج.
وفيه رسم برمي الإقامات بالصعيد لسفر السلطان.
وفي حادي عشرينه: رسم بعمارة برجي ثغر دمياط وعمارة جسر السبيل البنهاوي.
وفيه قدم البريد بأن السيل هجم على دمشق، وخرب بها عدة دور، فلم يعهد بها سيل مثله.
وفي يوم السبت ثالث صفر: قبض على الأمير يلبغا الصغير الخازندار، وسبعة من المماليك، وشيء بهم أنهم قصدوا الفتك بالسلطان، وضربوا ثم نفوا إلى الشام.
وفي خامس عشرينه: درس شيخنا أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون بالمدرسة القمحية بمصر، عوضا عن علم الدين سليمان البساطي بعد موته، وحضر معه بها الأمير ألطنبغا الجوباني، والأمير يونس الدوادار، وقضاة القضاة والأعيان.
وفي يوم الإثنين عاشر ربيع الأول: قدم الأمير بَيدمُر الخوارزمي نائب الشام، فجلس بدار العدل فوق الأمير سودن النائب.
وفي ثالث عشره خُلع عليه وقيد له من الإصطبل ثمانية جنائب من الخيل، بقماش ذهب، جرها الأوجاقية خلفه.
وفي يوم الجمعة رابع عشره: كان عقد السلطان على فاطمة ابنة الأمير مَنجك اليوسفي وقبل النكاح كاتب السر أوحد الدين عبد الواحد، وخلع عليه وعلى ناظر الخاص، وقضاة القضاة الأربع، وموقعي الحكم وفي يوم الثلاثاء ثامن عشره:نزل السلطان إلى عيادة الأمير الطنبغا الجوباني أمير مجلس وقد مرض وفيه طلع الأمير بيدمُر نائب الشام بتقدمة جليلة، تشتمل على عشرين مملوكًا منتخبة، وثلاثة وثلاثين حمالا عليها أنواع الثياب من الحرير والصوف والفرو بأنواعه، وثلاثة عشر كلبًا سلوقيا، وثمانية عشر فرسا عليها جلال الحرير، وخمسين فحلا، واثنين وثلاثين حجرة ومائة أكديش لتتمة مائتي فرس، وثماني قطر هجن بقماش ذهب، وخمسة وعشرين قنطارا من الهُجن بُعبي، وبكيران ساذجة، وأربعة قطر جمال بخاتي، لكل جمل منها سنمان وثمانين جملا عرايا. وباسم ولد السلطان سيدي محمد عشرين فرسا وخمس عشرة حمَّالا ثيابا وغيرها.
وفي عشرينه: خلع عليه خلعة السفر، وتوجه إلى محل ولايته.
وقى رابع عشرينه: أذن السلطان لنواب القاضي الحنفي أن يستمروا على حكمهم، بعد موت قاضيهم صدر الدين بن منصور.
وفي خامس عشرينه: نزل السلطان لعيادة الجوباني مرة ثانية، ففرش له الجوباني شقاق الحرير السكندري، وشقاف الحرير الشامي، وشقاق نخ من باب اصطبله إلى حيث هو مضجع، فمشى عليها بفرسه، ثم بقدميه، ونثرت عليه الدنانير والمراهم، وقدّم له الجوباني جميع ما عنده من الخيل والمماليك، فلم يرزأه شيئا منها.
وفي يوم الأحد سلخه: حمل جهاز فاطمة ابنة الأمير منجك- زوجة السلطان- إلى القلعة، وقيمته مائة ألف مثقال ذهبا، يحمله ثلاثمائة حمال، وعشرة أطباق مملوءة زركش، وسبعون بغلاً. والأمير أيدكار الحاجب ماش أمام الجهاز، هو والأمير بهادر الأستدار. والأمير قُردُم الحسي رأس نوبة، والأمير يونس الدوادار، والأمير قرقماس الخازندار، فكان يوما مشهودًا.
وفي ليلة الخميس رابع شهر ربيع الآخر: بنى عليها السلطان.
وفي سابعه: قدم البرهان إبراهيم الدمياطي من الحبشة، وخلع عليه.
وفي تاسعه: قدم الخبر بنزول مركبين من مراكب الفرنج على رشيد، فخرج الأمير يونس الدوادار، والأمير ألطنبغا المعلم، فلم يدركوهم.
وفي ثامن عشره: ركب الأمير ألطنبغا الجوباني إلى الخدمة السلطانية، وقد عوفي مما كان به.
وفي يوم الخميس ثاني عشرينه: استدعى شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر الطرابلسي- أحد نواب الحكم الحنفية- وخلع عليه، واستقر قاضي القضاة الحنفية، عوضا عن صدر الدين محمد بن منصور بعد وفاته.
وقد شغر منصب القضاة بعد موته أحدا وأربعين يوماً، وسعى فيه غير واحد، فلم يتهيأ إلا للطرابلسي بسفارة أوحد الدين كاتب السر.
وفي سادس عشرينه: توفي للسلطان ولد ذكر، فدفن بتربة الأمير يونس الدوادار خارج باب النصر.
وفي تاسع عشرينه: نزل السلطان لزيارة قبره، وعبر من باب النصر، فمرّ في القاهرة وعاد إلى القلعة.
وفي يوم الأربعاء ثامن جمادى الأولى: قرىء تقليد قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أبي بكر الطرابلسي الحنفي بالمدرسة الناصرية، بين القصرين على العادة، وحضره القضاة والأعيان، وتكلم على قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} وفي ثالث عشره: غضب السلطان على ناظر الجيش تَقي الدين عبد الرحمن بن محب الدين محمد بن يوسف بن أحمد الشافعي، بسبب إقطاع زامل أمير آل فضل، وقد رادَّه فيه، فضربه بالدواة، ثم أمر به، فضرب بين يديه، نحو ثلاثمائة ضربة بالعصى. وكان ترفا، فحمل في محفة إلى داره بالقاهرة، فلزم الفراش حتى مات ليلة الخميس سادس عشره.
وفي خامس عشره: قدم الأمير جمال الدين عبد الله بن بكَتمُر الحاجب من سفره، وهو مريض في محفة، فمات من يومه. وأنعم بإقطاعه على الأمير بورى، صهر الأمير أيتمش الأتابك.
وفي يوم الخميس سادس عشره: خلع على ناظر الخاص موفق الدين أبي الفرج الأسلمي، واستقر في نظر الجيش، عوضا عن تقي الدين، مضافا إلى نظر الخاص، ونظر الذخيرة، واستيفاء الصحبة.
وفيه أخرج الشريف بَكتمُر الوالي منفيا إلى الشام، وأنعم بإمرته على الأمير ناصر.
وفي يوم السبت ثالث جمادى الآخرة: عزلا قاضي القضاة جمال الدين عبد الرحمن ابن خير المالكي، من أجل أنه حكم في قضية خطّأه فيها فقهاء المالكية.
وكان قاع النيل في هذه السنة ثمانية أذرع وأربع أصابع، وزاد على العادة حتى كان الوفاء في يوم الخميس ثامنه، ورابع مسرى. فركب السلطان إلى المقياس حتى خُلّق بين يديه، ثم فتح الخليج بحضرته على العادة، وعاد إلى القلعة.
وفي يوم الجمعة سادس عشره: صلى الشيخ أكمل الدين صلاة الجمعة مع السلطان بقلعة الجبل، وترضاه. وذلك أنه كان عزل مدرس المالكية شمس الدين محمد الركراكي المغربي من تدريس الشيخونية، فبعث السلطان إليه عدة من الأمراء ليعيدوا الركراكي، فلم يقبل شفاعته، فتغيظ عليه بسبب ذلك، فصمم على منع الركراكي، وترضي السلطان.
وفي يوم الإثنين تاسع عشره: استدعى شيخنا أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون إلى قلعة الجبل، وعرض عليه السلطان ولاية قضاء المالكية، وخلع عليه، ولقب ولي الدين. فاستقر قاضي القضاة المالكية، عوضًا عن جمال الدين عبد الرحمن بن خير، وذلك بسفارة الأمير ألطنبغا الجوباني أمير مجلس، وقرئ في المدرسة الناصرية بين القصرين على العادة، وتكلم على قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال} وفي تاسع عشرينه ولي الشيخ أكمل الدين تدريس المالكية بخانكاة شيخو، تاج الدين بهرام، عوضاً عن شمس الدين الركراكي، وحضر معه الدرس بها قضاة القضاة والفقهاء.
وفي آخره ركب الأمير سودن بن النائب، ومعه قضاة القضاة إلى الكنيسة المعلقة بقصر الشمع من مدينة مصر الفسطاط، وكشفها، وهدم ما استجده النصارى بها من البناء.
وفي يوم السبت تاسع رجب:- ورابع أيام النسيء- ركب السلطان إلى الميدان للعب بالكرة مع الأمراء على العادة في كل سنة.
وفيه قدم عليه رسل التركمان، فعفا عنهم. وكان من خبرهم أن الأمير يلبغا الناصري نائب حلب بلغه أن التركمان الأجقية والبوزقية استولوا على مدينة مرعش واقتلعوها، وكسروا تركمان الطاعة المقيمين بها. فركب في أوائل ربيع الآخر بفرقة من العسكر، ونزل مرعش، وقتل عدة من المذكورين، وجرح كثيرا، وهزم باقيهم إلى الجبال، فأخذ أموالهم، وحرق بيوتهم، وأقام. بمرعش أياماً، فأتاه الخبر بأن خليل ابن دلغادر- عدو الدولة- اتفق مع القاضي إبراهيم حاكم سيواس وأرزنجان ومع التتار، وسار بهم أطراف بلاد درندة دوركي، فنهبوا وعاثوا، فركب من مرعش، وسار إلى أبلستين، وبعث كشافته في طلب القوم، فإذا بهم قد تفرقوا، فأقام عليها أياما- على نهر جاهان- ثم رحل يريد ابن دلغادر. وقد بلغه نزوله بالقرب من سيواس، فبلغه ذلك، ففر، وعاد الناصري. ثم سار إلى رأس العين من عمل ماردين، ثم عاد إلى حران في طلب التركمان، فأقام عليها أياما ثم عاد.
وفي أثناء شهر رجب: استبدل السلطان خان الزكاة من ورثة الناصر محمد بن قلاوون، بقطعة أرض، وأقام الأمير جركس الخليلي أمير آخور على عمارة موضعه مدرسة، فابتدى بهدمه في يوم الأحد رابع عشرينه.
وفي آخره: عزل السلطان قضاة حلب الأربع، وأعيد محب الدين محمد بن الشحنة إلى قضاء الحنفية بحلب، عوضا عن الجمال إبراهيم بن العديم.
واستقر جمال الدين عبد الله النحريري في قضاء المالكية، عوضا عن أبي يزيد عبد الرحمن بن رشد.
واستقر شهاب الدين أحمد بن محمد بن قاضي القضاة شرف الدين أبي البركات موسى بن فياض بن عبد العزيز بن فياض المقدسي الصالحي في قضاء الحنابلة بها، عوضا عن عمه شهاب الدين أحمد بن شرف الدين موسى بن فياض.
واستقر ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن تقي الدين بن أبي حفص عمر بن نجم الدين بن أبي عبد الله محمد بن زين الدين عمر بن أبي الطيب الدمشقي في كتابة السر بحلب، عوضا عن شمس الدين محمد بن أحمد بن مهاجر، وولى شهاب الدين أحمد بن عبد اللّه النحريري قضاة المالكية بطرابلس، عوضا عن ناصر الدين محمد بن قاضي القضاة سرى الدين أبي الوليد إسماعيل بن محمد بن محمد بن هاني اللخمي الأندلسي. وأعاد علم الدين القفصي إلى قضاء المالكية بدمشق، عوضا عن البرهان إبراهيم الشاذلي.
وفي يوم الإثنين ثاني شعبان: مات تحت الهدم بخان الزكاة جماعة من الفعلة.
وفي خامسه: ركب السلطان إلى عمارته، فدخل من باب النصر، وخرج من باب زويلة، فدخل إلى بيت الأمير الأتابك أيتمش، وعاد إلى القلعة.
وفي تاسعه: سار السلطان إلى سرحة سرياقوس على العادة في كل سنة، ونزل بالقصور.
وفي يوم السبت رابع عشره ورابع بابة: ابتدأ نقص ماء النيل، وقد بلغت زيادته إلى عشر أصابع من عشرين ذراعا.
وفي سادس عشره: ضُرب بهادر كاشف الوجه البحري بالمقارع ستين شيبا، ثم خلع عليه، واستمر على الكشف.
وفي ثالث عشرينه: عاد السلطان من السرحة. للقبض على سعد الدين نصر اللّه ابن البقري، وألزم بمال، وقبض على نسائه، فدلت امرأته على موضع أخذ منه سبعة آلاف درهم فضة ومائتا دينار.
وفي يوم الثلاثاء ثاني شهر رمضان: ركب السلطان وشق القاهرة.
وفي حادي عشره: خلع على تمرباي الحسني نائب أبلستين، وعلى دمرداش القشتمُري نائب الكرك وعلى أيدمر الشمسي أبو زلطة، نائب الوجه القبلي، وعلى ابن رمضان التركماني نائب البيرة. وحملت خلعة لأركماس حاجب طرابلس بنيابة صفد، وخلعة لطغاي تمر القبلاوي بنيابة سيس. وخلع على الشريف سعد بن أبي الغيث، واستقر شريكا لابن عمه محمد بن مسعود في إمارة ينبع.
وفي يوم الثلاثاء سادس عشره: نزل السلطان لعيادة الشيخ أكمل الدين في مرضه، ثم نزل حتى يصلى عليه في يوم الخميس ثامن عشره. وظهر أنه أغمي عليه ولم يمت، فعاد السلطان. فلما كان يوم الخميس تاسع عشره نزل السلطان حتى صلى عليه بمصلى المؤمني تحت القلعة، ومشى على قدميه إلى الخانكاة الشيخونية مع الناس في الجنازة، بعدما أراد أن يحمل النعش، فحمله الأمراء عنه، وما زال على القبر حتى دفن، ثم عاد إلى القلعة.
وفيه خلع على بكتمُر الطرخاني، واستقر في ولاية الأشمونين، عوضا عن كَرْجي.
وفيه عُزل البرهان إبراهيم الدمياطي رسول الحبشة بالحبس من أجل أنه قال: لا رحم الله أكمل الدين فإن موته فتح،.
وفي ثاني عشرينه: عدَّى السلطان إلى بر الجيزة للصيد، وعاد من يومه.
وفي سابع عشرينه: خلع على عز الدين يوسف بن محمود الرازي العجمي الأصم، واستقر في مشيخة خانكاه شيخو، عوضا عن أكمل الدين بعد وفاته وخلع على الشرف الأشقر- واسمه عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل ابن نوح الكرادي العجمي الحنفي- إمام السلطان، واستقر في مشيخة خانكاه بيبرس، عوضا عن الرازي واستقر جمال الدين محمود المحتسب في تدريس الحديث بالقبة المنصورية، عوضا عن الرازي، وأعيد الركراكي إلى تدريس المالكية بخانكاه شيخو، عوضا عن بهرام، واستَقر أوحد الدين عبد الواحد كاتب السر محدثا في نظر خانكاه شيخو، بعد أكمل الدين، بحكم أن النظر له لرأس نوبة، بشرط الواقف.
وفي ثامن عشرينه: عدى السلطان النيل إلى الجيزة، فتَصيد وعاد من يومه.
واستقر شرف الدين مسعود بن شعبان بن إسماعيل في قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن شهاب الدين أحمد بن عمر بن أبي الرضا.
وقدم كبيش بن الشريف عجلان بالقود من جهة أخيه الشريف أحمد بن عجلان أمير مكة على العادة في كل سنة.
وفيه استقر شهاب الدين أحمد بن ظُهيرة في قضاء مكة، عوضاً عن كمال الدين أبي الفضل محمد النويري بعد وفاته، بعناية أوحد الدين كاتب السر، وحمُل إليه تقليده وتشريفه.
وقدمت هدية متملك قيصرية الروم.
وفي يوم السبت سادس شوال: عدى السلطان النيل إلى بر الجيزة، يريد سرحة البحيرة على العادة كل سنة.
وفي حادي عشره: قدم الأمير يلبغا الناصري نائب حلب، فعدى إلى السلطان.
وفي رابع عشره: خرج محمل الحاج على العادة في كل سنة، صحبة الأمير بهادر الجمالي المشرف.
وفي يوم الخميس أول ذي القعدة: قدم السلطان من سرحة البحيرة.
وفي خامسه: خلع على الأمير يلبغا الناصري خلعة السفر، وتوجه إلى حلب.
وفي سادسه: ركب السلطان إلى بركة الحجاج، وعاد فشق القاهرة إلى القلعة.
وفي يوم الخميس ثامنه: أسست المدرسة الظاهرية موضع خان الزكاة، بخط بين القصرين من القاهرة.
وفي ثالث عشره: عدى السلطان إلى الجيزة، وعاد من يومه.
وفي ليلة الأربعاء رابع عشرة: قدم الخبر بموت الأمير بهادر أمير الحاج بمنزلة عينونة، فقام الأمير عبد الرحمن بن الأمير منكلي بغا الشمسي بإمرة الحاج.
وفي سادس عشره: خلع على الأمير أبي بكر بن الأمير سنقُر الجمالي، وأنعم عليه بتقدمة عمه الأمير بهادر، واستقر أمير الحاج، فسار إلى الحجاز في ليلة السبت سابع عشره. وأنعم على أمير عمر بن بهادر الجمالي بإمرة عشرة وهو أعمى.
وفي رابع عشرينه: خلع على محمد بن طاجار بولاية الغربية، عوضا عن أمير فرج بن أيدمر وفي تاسع عشرينه: خلع على علي خان بولاية البحيرة.
وفي يوم الإثنين رابع ذي الحجة: نزل الأمير يونس الدوادار إلى بيت بدر الدين محمد بن فضل اللّه العمري، وتوجه به إلى القلعة، فخلع عليه السلطان وأعاده إلى كتابة السر بعد وفاة أوحد الدين، فنزل إلى داره، ومعه عدة من الأمراء والأعيان.
وفي حادي عشره: قدم رسل الخان طَقتمش بن أزبك- متملك بلاد الدشت فخرج الأمير سودن النائب، والأمير يونس الدوادار، وأنزلوهم بالميدان الكبير على النيل، ثم أحضروا إلى الخدمة بالإيوان في يوم الإثنين ثامن عشره، ومعهم هديتهم، وهي سبعة سناقر من الطيور الجوارح، وسبع بقج قماش، وعدة مماليك. فلما قرئ كتابهم ظهر أنهم رسل متملك بلاد القرم. فقطع راتبهم وكان في كل يوم خمسمائة رطل لجم، ورأس بقر، ورأسا من الخيل برسم الذبح، ومبلغ ألف درهم. وأخرجوا من الميدان إلى موضع بالقلعة، وخلع عليهم في حادي عشرينه وأعيدوا.
وفي عشرينه: أخرج محمد بن طاجار- والي الغربية- منفيا إلى طرابلس.
وفي خامس عشرينه: أخرج محمد بن طيبغا الدمرداش منفيا إلى صفد، وتوجه الأمير كمشبغا الخاصكي بخلعة قرابلاط الأحمدي نائب البحيرة ليستقر في نيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن بلوط الصَرْغَتمشُي. واستقر جَمُق السيفي في ولاية البهنسا والإطفيحية، عوضا عن أبي درقة.
وفي ثامن عشرينه: استجد لقرافة مصر والي بإمرة عشرة، واستقر فيها سليمان الكردي، وأخرجت عن والى مدينة مصر. ولم يعهد هذا فيما سلف.
وفي سلخه: خلع على خان بولاية البهنسي، عوضا عن جَمُق. واستقر الأمير كمشبغا الحموي في نيابة طرابلس، عوضا عن مأمور القلمطاوي.
وفيه أخذ بقطيا مكس ستين ألف نصفية، قدمت من بغداد، سوى الثياب البغدادية والموصلية والحموية والدمشقية، وهي أضعاف ذلك.
وفيها خُلع ملك المغرب صاحب فاس أبو العباس أحمد بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني ومَلَكَ فاس عوضه موسى بن أبي عنان، في العشرين من ربيع الأول.
وأعيد الأمير نعير بن حيار إلى إمرة آل فضل، عوضًا عن الأمير فخر الدين عثمان بن قارا بن مهنا. ونقل الأمير سيف الدين سودن المظفري من نيابة حماة إلى نيابة حلب، عوضاً عن الأمير يلبغا الناصري.

.ومات في هذه السنة من الأعيان:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد الفيشي ناظر المواريث، وناظر الأهرام، في سادس رجب.
ومات الأمير بهادر الجمالي، المعروف بالمشرف، أمير الحاج، أحمد الألوف، في ذي القعدة بعينونة من طريق الحجاز، وبها دفن.
وتوفي قاضي القضاة علم الدين أبو الربيع سليمان بن خالد بن نعيم بن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم بن محمد الطاي البساطي المالكي، وهو معزول، في يوم الجمعة سادس عشر صفر، وقد أناف على الستين ومات الأمير طبج المحمدي- أحد أمراء الألوف- وقد أُخرج إلى دمشق.
وتوفي كاتب السر أوحد الدين عبد الواحد بن تاج الدين إسماعيل بن ياسين الحنفي، في يوم السبت ثاني ذي الحجة.
وتوفي ناظر الجيش تَقي الدين عبد الرحمن بن ناظر الجيش محب الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدايم التيمي، الحلبي الأصل، الشافعي، في ليلة الخميس سادس جمادى الأولى.
وتوفي الأمير جمال الدين عبد اللّه بن الأمير بَكتمُر الحاجب- أحد الطبلخاناة- في يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى.
ومات الأمير علاي الدين علي بن أحمد بن السايس الطيبرسي- أستادار خوند بركة أم الأشرف شعبان- في سادس شوال.
ومات قاضي القضاة صدر الدين محمد بن علاء الدين على بن منصور الحنفي، وهو قاضي، في يوم الإثنين عاشر ربيع الأول. وقد أناف على ثمانين سنة، وفاق في علم الفقه أهل زمانه.
ومات الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود الرومي البابرتي الحنفي، شيخ الخانكاة الشيخونية، وعظيم فقهاء مصر، في ليلة الجمعة تَاسع عشر رمضان. شرح الهداية في الفقه، وكتب تفسير القرآن، وشرح تلخيص المفتاح، وأخذ عن شمس الدين الأصفهاني، وأبي حيان.
ومات قاضي مكة وخطبها كمال الدين أبو الفضل محمد بن شهاب الدين أحمد بن علي العقيلي النويري المصري بمكة، في ليلة الأربعاء ثالث عشر رجب.
ومات عالم بغداد شمس الدين محمد بن يوسف بن علي الكرماني، ثم البغدادي الشافعي، شارح البخاري، في المحرم، بطريق الحجاز، فحمل إلى بغداد ودفن بها. ومولده في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة. قدم مصر والشام.
ومات صائم الدهر محمد بن صديق التبريزي الصوفي، في ليلة الإثنين خامس عشر رمضان، بالقاهرة.
وأقام نيفًا وأربعين سنة، يصوم الدهر، ويفطر دائما على حمص بفلس، لا يخلطه إلا بالملح فقط ويقسّم أوقاته كلها للعبادة، ما بين صلاة وذكر وتلاوة، ومطالعة كتب العلم. وكان شديدًا في ذات اللّه.
ومات تاج الدين موسى بن أبي شاكر بن سعيد الدولة أحمد ويعرف بمالك الرق. والد الوزير فخر الدين ماجد بن أبي شاكر، في أول ذي القعدة.
ومات ناظر الخاص تاج الدين موسى بن سعد الدين أبي الفرج، عرف بابن كاتب السعدي، وهو معزول.
وتوفي الطواشي شبل الدولة كافور الهندي الزمردي الناصري، صاحب التربة بالقرافة، في ثامن ربيع الأول، وقد عمَر طويلا.
ومات يحيى بن الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، في ليلة الأحد سابع عشرين شوال.
ومات تاج الدين بن وزير بيته الأسلمي، ناظر الإسكندرية بها، في ربيع الآخر.
ومات أمين الدين محمد بن علي بن الحسن الأنفي، قاضي المالكية بحلب، في شوال، وقد ناهز السبعين. ومولده سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
ومات الأمير سيف الدين طَشتَمُر العلاي الدوادار. كان خيراً محسنًا، له مشاركة في فهم العلوم، محبًا لأهل العلم، كثير الاجتماع بهم، ويعرف الكتابة، ويحب الأدب وأهله، ولا يهمل وقتاً بغير فائدة، مع الديانة. وباشر الدوادارية في الأيام الأشرفية، ثم نيابة الشام، ثم صار أتابك العساكر والله تعالى أرحم بهم أجمعين.
ومات الأمير معيقل بن فضل بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة، أمير آل فضل، شريكا لابن عمه زامل.