فصل: الباب الثاني عشر: طبقات الأطباء الذين كانوا من الهند:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.الباب الثاني عشر: طبقات الأطباء الذين كانوا من الهند:

حكيم بارع من متقدمي حكماء الهند وأكابرهم وله نظر في صناعة الطب وقوى الأدوية وطبائع المولدات وخواص الموجودات وقال أبو معشر البلخي في كتاب الألوف: إن كنكه هو المقدم في علم النجوم عند جميع العلماء من الهند في سالف الدهر.
ولكنكه من الكتب: كتاب النموذار في الأعمار.
كتاب أسرار المواليد.
كتاب القرانات الكبير.
كتاب القرانات الصغير.
كتاب الطب وهو يجري مجرى كناش.
كتاب في التوهم.
كتاب في إحداث العالم والدور في القرآن.
صنجهل كان من علماء الهند وفضلائهم الخبيرين بعلم الطب والنجوم.
ولصنجهل من الكتب: كتاب المواليد الكبير.
وكان من بعد صنجهل الهندي جماعة في بلاد الهند ولهم تصانيف معروفة في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم مثل باكهر راحه صكة داهر إنكرزنكل جبهر.
أندي جاري كل هؤلاء أصحاب تصانيف وهم من حكماء الهند وأطبائهم.
شاناق ومن المشهورين أيضاً من أطباء الهند شاناق.
وكانت له معالجات وتجارب كثيرة في صناعة الطب وتفنن في العلوم وفي الحكمة وكان بارعأ في علم النجوم حسن الكلام متقدماً عند ملوك الهند.
ولشاناق من الكتب: كتاب السموم خمس مقالات فسره من اللسان الهندي إلى اللسان الفارسي منكه الهندي وكان المتولي لنقله بالخط الفارسي رجل يعرف بأبي حاتم البلخي فسره ليحيى بن خالد بن برمك ثم نقل للمأمون على يد العباس بن سعيد الجوهري مولاه وكان المتولي قراءته على المأمون.
كتاب البيطرة.
كتاب في علم النجوم.
كتاب المنتحل الجوهر.
جودر حكيم فاضل من حكماء الهند وعلمائهم متميز في أيامه وله نظر في الطب وتصانيف في العلوم الحكمية.
وله من الكتب: كتاب المواليد وهو قد نقل إلى العربي.
منكه الهندي ْكان عالماً بصناعة الطب حسن المعالجة لطيف التمبير فيلسوفاً من جملة المشار إليهم في علوم الهند متقناً للغة الهند ولغة الفرس وكان في أيام الرشيد هارون وسافر من الهند إلى العراق في أيامه واجتمع به وداواه.
ووجدت في بعض الكتب أن منكه الهندي كان في جملة إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي وكان ينقل من اللغة الهندية إلى الفارسية والعربية.
صالح بن بهلة الهندي متميز من علماء الهند وكان خبيراً بالمعالجات التي لهم وله قوة وإنذارات في تقدمة المعرفة.
وكان بالعراق في أيام الرشيد هارون.

.الباب الثالث عشر: طبقات الأطباء الذين ظهروا في بلاد المغرب وأقاموا بها:

إسحاق بن عمران طبيب مشهور وعالم مذكور ويعرف باسم ساعة.
وقال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل: إن إسحاق بن عمران مسلم النحلة وكان بغدادي الأصل ودخل أفريقية في دولة زيادة الله بن الأغلب التميمي.
وكان طبيباً حاذقاً متميزاً بتأليف الأدوية المركبة بصيراً بتفرقة العلل أشبه الأوائل في علمه وجودة قريحته.
استوطن القيروان حيناً وألف كتباً منها كتابه المعروف بنزهة النفس وكتابه في داء المالنخوليا لم يسبق الى مثله وكتابه في الفصد وكتابه في النبض.
ودارت له مع زيادة الله بن الأغلب محنة أوجبت الوحدة بينهما حتى صلبه ابن الأغلب.
إسحاق بن سليمان الإسرائيلي كان طبيباً فاضلاً بليغاً عالماَ مشهوراً بالحذق والمعرفة جيد التصنيف عالي الهمة ويكنى أبا يعقوب.
وهو الذي شاع ذكره وانتشرت معرفته بالإسرائيلي.
وهو من أهل مصر وكان يكحل من أوليته.
ثم سكن القيروان ولازم إسحاق بن عمران وتتلمذ له.
وخدم الإمام أبا محمد عبيد الله المهدي صاحب أفريقية بصناعة الطب.
ولإسحاق بن سليمان من الكتب: كتاب الحميات خمس مقالات.
كتاب الأدوية المفردة والأغذية.
كتاب البول اختصار كتابه في البول.
كتاب الأسطقسات.
كتاب الحدود والرسوم.
كتاب بستان الحكيم.
كتاب المدخل إلى المنطق.
كتاب المدخل إلى صناعة الطب.
كتاب في النبض.
كتاب في الترياق.
كتاب في الحكمة.
ابن الجزار هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد ويعرف بابن الجزار من أهل القيروان طبيب ابن طبيب وعمه أبو بكر طبيب وكان ممن لقي إسحاق بن سليمان وصحبه وأخذ عنه.
وكان ابن الجزار من أهل الحفظ والتطلع والدراسة للطب وسائر العلوم حسن الفهم لها وعاش أحمد بن الجزار نيفاً وثمانين سنة ومات عتياً بالقيروان ووجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطاراً من كتب طيبة وغيرها.
كتاب في الأدوية المفردة ويعرف باعتماد كتاب في الأدوية المركبة ويعرف بالبغية كتاب العدة لطول المدة وهو أكبر كتاب وجدناه له في الطب.
وحكى الصاحب جمال الدين القفطي أنه رأى له بقفط كتاباً كبيراً في الطب اسمه قوت المقيم وكان عشرين مجلداً.
كتاب التعريف بصحيح التاريخ وهو تاريخ مختصر يشتمل على وفيات علماء زمانه وقطعة جميلة من أخبارهم.
رسالة في النفس وفي ذكر اختلاف الأوائل فيها كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها.
كتاب طب الفقراء.
رسالة في أبدال الأدوية.
كتاب في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها.
رسالة في التحذر من إخراج الدم من غير حاجة دعت إلى إخراجه.
رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه.
رسالة في النوم واليقظة.
مجربات في الطب.
مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه.
كتاب الخواص.
كتاب نصائح الأبرار.
كتاب المختبرات.
كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه.
رسالة إلى بعض إخوانه في الاستهانة بالموت.
رسالة في المقعدة وأوجاعها.
كتاب المكلل في الأدب.
كتاب البلغة في حفظ الصحة.
مقالة في الحمامات.
كتاب أخبار الدولة يذكر فيه ظهور المهدي بالمغرب.
كتاب الفصول في سائر العلوم والبلاغات.
ابن السمينة ومن أطباء الأندلس يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة من أهل قرطبة.
قال القاضي صاعد بن أحمد بن صاعد في كتاب التعريف في طبقات الأمم: أنه كان بصيراً بالحساب والنجوم والطب متصرفاً في العلوم متفنناً في ضروب المعارف بارعاً في علم النحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل.
وكان معتزلي المذهب.
ورحل إلى المشرق ثم انصرف.
وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
أبو القاسم مسلمة بن أحمد المعروف بالمرحيطي من أهل قرطبة وكان في زمن الحكم.
وقال القاضي صاعد في كتاب التعريف في طبقات الأمم: أنه كان إمام الرياضيين بالأندلس في وقته وأعلم من كان قبله بعلم الأفلاك وحركات النجوم وكانت له عناية بأرصاد الكواكب.
وتوفي أبو القاسم مسلمة بن أحمد قبل مبعث الفتنة في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
ولأبي القاسم مسلمة بن أحمد من الكتب: كتاب المعاملات اختصار تعديل الكواكب من زيج البتاني.
ابن السمح هو أبو القاسم أصبغ بن محمد بن السمح المهندي الغرناطي وكان في زمن الحكم.
قال القاضي صاعد: إن ابن السمح كان محققاً لعلم العدد والهندسة متقدماً في علم هيئة الأفلاك وحركات النجوم.
وكانت له مع ذلك عناية بالطب وله تآليف حسان.
ولابن السمح من الكتب: كتاب المدخل إلى الهندسة.
كتاب المعاملات.
كتاب طبيعة العدد.
كتاب كبير في الهندسة.
كتاب التعريف بصورة صنعة الإسطرلاب.
كتاب العمل بالإسطرلاب والتعريف بجوامع ثمرته.
زيج على أحد مذاهب الهند المعروف بالسندهند.
ابن الصفار هو أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عمر كان أيضاً متحققاً بعلم العدد والهندسة والنجوم.
وقعد في قرطبة لتعليم ذلك.
وله زيج مختصر على مذهب السندهند وكتاب في العمل بالإسطرلاب موجز حسن العبارة قريب المأخذ وكان من جملة تلامذة أبي القاسم مسلمة بن أحمد المرحيطي.
أبو الحسن علي بن سليمان الزهراوي كان عالماً بالعدد والهندسة معتنياً بعلم الطب.
وله كتاب شريف في المعاملات على طريق البرهان وهو الكتاب المسمى بكتاب الأركان.
وكان قد أخذ كثيراً من العلوم الرياضية عن أبي القاسم مسلمة بن أحمد المعروف بالمرحيطي وصحبه مدة.
هو أبو الحكم عمرو بن أحمد بن علي الكرماني من أهل قرطبة أحد الراسخين في علم العدد والهندسة.
وله عناية بالطب ومجربات فاضلة فيه ونفوذ مشهور في الكي والقطع والشق والبط وغير ذلك من أعمال الصناعة الطبية.
وتوفي أبو الحكم الكرماني رحمه الله بسرقسطة سنة ئمان وخمسين وأربعمائة وقد بلغ تسعين سنة أو جاوزها بقليل.
ابن خلدون هو أبو مسلم عمر بن أحمد بن خلدون الحضرمي من أشراف أهل أشبيلية ومن جملة تلامذة أبي القاسم مسلمة بن أحمد أيضاً وكان متصرفاً في علوم الفلسفة مشهوراً بعلم الهندسة والنجوم والطب مشبهاً بالفلاسفة في إصلاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم طريقته.
وتوفي في بلده سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
وكان من أشهر تلامذة أبي مسلم بن خلدون: أبو جعفر أحمد بن عبد الله المعروف بابن الصفار المتطبب.
أبوجعفر أحمد بن خميس بن عامر بن دميح من أهل طليطلة أحد المعتنين بعلم الهندسة والنجوم والطب وله مشاركة في علوم اللسان وحظ صالح من الشعر وهو من أقران القاضي أبي الوليد هشام بن أحمد بن هشام.
حمدين بن أبان كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط وكان طبيباً حاذقاَ مجرباً وكان صهر بني خالد وله بقرطبة أصول ومكاسب.
وكان لا يركب الدواب إلا من نتاجه ولا يأكل إلا من زرعه ولا يلبس إلا من كتان ضيعته ولا يستخدم إلا بتلاده من أبناء عبيده.
جواد الطبيب النصراني كان في أيام الأمير محمد أيضاً وله اللعوق المنسوب إلى جواد وله دواء الراهب والشرابات والسفوفات المنسوبة إليه وإلى حمدين وبني حمدين كلها شجارية.
خالد بن يزيد بن رومان النصراني كان بارعأ في الطب ناهضأ في زمانه فيه.
وكان بقرطبه وسكنه عند بيعة سبت أخلج.
وكانت داره الدار المعروفة بدار ابن السطخيري الشاعر.
وكسب بالطب مبلغاً جليلاً من الأموال والعقار.
وكان صانعاً بيده عالماً بالأدوية الشجارية وظهرت منه في البلد منافع.
ابن ملوكة النصراني كان في أيام الأمير عبيد الله وأول دولة الأمير عبد الرحمن الناصر وكان يصنع بيده ويفصد العروق.
وكان على باب داره ثلاثون كرسياً لقعود الناس.
عمران بن أبي عمرو كان طبيباً نبيلاَ خدم الأمير عبد الرحمن بالطب وهو الذي ألف له حب الأنيسون وكان عالماً فهماً.
ولعمران بن أبي عمرو من الكتب: كناش.
محمد بن فتح طملون كان مولى لعمران بن أبي عمرو وبرع في الطب براعة علا بها من كان في زمانه.
ولم يخدم بالطب وطلب ليلحق فاستعفى من ذلك واستعان على الأمير حتى عفي ولم يكن أحد من الأشراف في وقته إلا وهو يحتاج إليه.
الحراني الذي ورد من المشرق كان في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن وكانت عنده مجربات حسان بالطب فاشتهر بقرطبة وحاز الذكر فيها.
أحمد وعمر ابنا يونس بن أحمد الحراني رحلا إلى المثسرق في دولة الناصر في سنة ثلاثين وثلاثمانة وأقاما هنالك عشرة أعوام ودخلا بغداد وقرأ فيها على ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابىء كتب جالينوس عرضاً وخدما ابن وصيف في عمل علل العين وانصرفا إلى الأندلس في دولة المستنصر بالله وذلك في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
ومات عمر بعلة المعدة ورمت له فلحقه ذبول من أجلها ومات وبقي أحمد مستخلصاً.
وأسكنه المستنصر في قصره بمدينة الزهراء وكان لطيف المحل عنده أميناً مؤتمناً لجلعه على العيال والكرائم.
وكان بصيراً بالأدوية المفردة وصانعاً للأشربة والمعجونات ومعالجاً لما وقف عليه.
قال ابن جلجل: ورأيت له اثني عشر صبياً صقالبة طباخين للأشربة صناعين للمعجونات بين يديه.
وكان قد استأذن أمير المؤمنين المستنصر أن يعطي منها من احتاج من المساكين والمرضى فأباح له ذلك.
وكان يداوي العين مداواة نفيسة.
وله بقرطبة آثار في نلك.
إسحاق الطبيب والد الوزير ابن إسحاق مسيحي النحلة وكان مقيماً بقرطبة وكان صانعاً بيده مجرباً يحكى له منافع عظيمة وآثار جيدة وتحنك فاق به جميع أهل دهره.
وكان في أيام الأمير عبد الله الأموي.
يحيي بن إسحاق كان طبيياً ذكياً عالماً بصيراً بالعلاج صانعاً بيده وكان في صدر دولة عبد الرحمن الناصر لدين الله واستوزره وولي الولايات والعمالات وكان قائد بطليوس زماناً وكان له من أمير المؤمنين الناصر محل كبير.
وكان يحيى قد أسلم وأما اْبوه إسحاق فكان نصرانياً كما تقدم ذكره.
وليحيى بن إسحاق من الكتب: كتاب كبير في الطب.
سليمان أبو بكر بن تاج كان في دولة الناصر وخدمه بالطب.
وكان طبيباً نبيلاً وعالج أمير المؤمنين الناصر من رمد عرض له من يومه بشيافه.
وطلب منه نسخته بعد ذلك فأبى أن.
يمليها وعالج سععاً صاحب البريد من ضيق النفس بلعوق فبرأ من يومه بعد أن أعيا علاجه الأطباء.
وكان يعالج وجع الخاصرة بحب من حبه فيبرأ الوقت وكان ضنيناً بنسخ الأدوية.
ابن أم البنين سمي بالأعراف وكان من أهل مدينة قرطبة وخدم أمير المؤمنين الناصر بصناعة الطب.
وكان ينادمه وكانت معه فطنة في الطب.
وله نوادر أنذر بها.
وكان معجباً بنفسه.
وكان الناصر ربما استثقله لذلك وربما اضطر إليه لجودة فطنته.
سعيد بن عبد ربه هو أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن محمد بن سالم مولى الأمير هشام الرضي بن عبد الرحمن الداخل بالأندلس وهو ابن أخي أبي عمرو وأحمد بن محمد بن عبد ربه الشاعر صاحب كتاب العقد.
ولسعيد بن عبد ربه من الكتب: كتاب الأقراباذين.
تعاليق ومجريات في الطب.
أرجوزة في الطب.
عمربن حفص بن برتق كان طبيباً فاضلاً قارئاً للقرآن مطرب الصوت وكان له رحلة إلى القيروان إلى أبي جعفر بن الجزار لزمه ستة أشهر لا غير.
وهو أدخل إلى الأندلس كتاب زاد المسافر ونبل بالأندلس وخدم بالطب الناصر.
وكان نجم بن طرفة صاحب البيارزة قد استخلصه لنفسه وقام به وأغناه وشاركه في كل دنياه ولم يطل عمره.
أصبغ بن يحيي كان متقدماً في صناعة لطب وخدم بها الناصر وألف له حب الأنيسون.
وكان شيخاً وسيماً بهياً سرياً معظماً عند الرؤساء.
محمد بن تمليح كان رجلاً ذا وقار وسكينة ومعرفة بالطب والنحو واللغة والشعر والروايةء وخدم الناصر بصناعة الطب.
وله في الطب تأليف حسن الأشكال.
وأدرك صدراً من دولة الحكم المستنصر بالله وكان حظياً عنده وخدمة بصناعة الطب.
أبو الوليد بن الكتاني هو أبو الوليد محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني كان عالماً بهياً سرياً حلو اللسان محبوباً من العامة والخاصة لسخائه بعلمه ومواساته بنفسه ولم يكن يرغب في المال ولا جمعه وكان لطيف المعاناة وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب ومات بعلة الاستسقاء.
أبو عبد الله بن الكتاني هو أبو عبد الله محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني كان أخذ الطب عن عمه محمد بن الحسن وطبقته وخدم به المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر.
ثم انتقل في صدر الفتنة إلى مدينة سرقسطة واستوطنها وكان بصيراً بالطب متقدماً فيه وتوفي قريباً من سنة عشرين وأربعمائة وهو قد قارب ثمانين سنة.
أحمد بن حكيم بن حفصون كان طبيباَعالماً جيد القريحة حسن الفطنة دقيق النظر بصيراً بالمنطق مشرفاً على كثير من علوم الفلسفة.
وكان متصلاً بالحاجب جعفر الصقلبي ومستولياً على خاصته فأوصله بالحكم المستنصر بالله وخدمه بالطب إلى أن توفي الحاجب جعفر فأسقط حينئذ من ديوان الأطباء وبقي مخمولاً إلى أن توفي ومات بعلة الإسهال.
أبو بكر أحمد بن جابر كان شيخاً فاضلاً في الطب حليماً عفيفاً وخدم المستنصر بالله بالطب وأدرك صدراً من دولة المؤيد وكان أولاد الناصر جميعهم يعتممون على تعظيمه وتبجيله ومعرفة حقه.
وكان وجيهاً عندهم مؤتمناً وكذلك عند الرؤساء وكان أديباً فهماً.
وكتب بخطه كتباً كثيرة في الطب والمجامع والفلسفة.
وعمر زماناً طويلاً.
أبو عبد الله الملك الثقفي كان طبيباً أديباً عالماً بكتاب إقليدس وبصناعة المساحة.
وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب وكان أعرج.
وله في الطب نوادر.
وولاه المستنصر أو الناصر خزانة السلاخ وعمي في آخر عمره بماء نزل في عينيه ومات بعلة الاستسقاء.
هارون بن موسي الأشبوني كان من شيوخ الأطباء وأخيارهم مؤتمناً مشهوراً بأعمال اليد وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب.
رحل إلى المشرق سنة صبع وأربعين وثلاثمائة ودخل البصرة ولم يدخل بغداد وأتى مدينة فسطاط مصر ودبر مارستانها.
ومهر بالطب ونبل فيه وأحكم كثيراً من أصوله وعانى صناعة المنطق عناية صحيحة.
ولمحمد بن عبدون من الكتب: كتاب في التكسير.
عبد الرحمن بن إسحاق بن الهيثم من أعيان أطباء الأندلس وفضلائها وكان من أهل قرطبة.
وله من الكتب: كتاب الكمال والتمام في الأدوية المسهلة والمقيئة.
كتاب الاقتصار والإيجاد في خطا ابن الجزار في الاعتماد.
كتاب الاكتفاء بالدواء من خواص الأشياء صنفه للحاجب القائد أبي عامر محمد بن أبي عامر.
كتاب السمائم.
ابن جلجل هو أبو داود سليمان بن حسان يعرف بابن جلجل وكان طبيباً فاضلاً خبيراً بالمعالجات جيد التصرت في صناعة الطب.
وكان في أيام هشام المؤيد بالله.
وخدمه بالطب وله بصيرة واعتناء بقوى الأدوية المفردة.
ولابن جلجل من الكتب: كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتابه.
رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين.
كتاب يتضمن ذكر شيء من أخبار الأطباء والفلاسفة ألفه في أيام المؤيد بالله.
أبو العرب يوسف بن محمد أحد المتحققين بصناعة الطب والراسخين في علمه.
قال القاضي صاعد: حدثني الوزير أبو المطرف بن وافد وأبر عثمان سعيد بن محمد بن البغونش: إنه كان محكماً لأصول الطب نافذاً في فروعه حسن التصرف في أنواعه.
ابن البغونش هو أبو عثمان سعيد بن محمد بن البغونش.
قال القاضي صاعد: كان من أهل طليطلة ثم رحل إلى قرطبة لطلب العلم بها فأخذ عن مسلمة بن أحمد علم العمد والهندسة وعن محمد بن عبدون الجبلي وسليمان بن جلجل وأبن الشناعة ونظرائهم علم الطب.
ولم تكن له دربة بعلاج المرض ولا طبيعة نافذة في فهم الأمراض.
وتوفي عند صلاة الصبح من يوم الثلاثاء أول يوم من رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
ابن وافد هو الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى بن وافد بن مهند اللخمي أحد أشراف أهل الأندلس وذوي السلف الصالح منهم والسابقة القديمة فيهم.
عنى عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها ومطالعة كتب أرسطوطاليس وغيره من الفلاسفة.
قال القاضي صاعد: وتمهر بعلم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره وألف فيها كتاباً جليلاً لا نظير له جمع فيه ما تضمن كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس المؤلفان في الأدوية المفردة ورتبة أحسن ترتيب.
ولابن وافد من الكتب: كتاب الأدوية المفرعة.
كتاب الوساد في الطب.
مجربات في الطب.
كتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر.
كتاب المغيث.
الرميلي هو وكان بالمرية في أيام ابن معن المعروف بابن صمادح ويلقب لمعتصم بالله.
وقال أبو يحيى اليسع بن عيسى بن حزم بن أليسع في كتاب المعرب عن حاسن أهل المغرب: إن الرميلي صحبه توفيق يساعده ويصعده ويقيم له الجاه ويقعده ربما عالج في بعض أوقاته المستورين بماله أدوية وأغذية.
وللرميلي من الكتب: كتاب البستان في الطب.
ابن الذهبي هو أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي ويعرف بابن الذهبي أحد المعتنين بصناعة الطب ومطالعة كتب الفلاسفة وكان كلفاً بصناعة الكيمياء مجتهداً في طلبها.
وتوفي ببلنسية في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وأربعمائة.
ولابن الذهبي من الكتب: مقالة في أن الماء لا يغذو.
ابن النباش هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حايد البجائي ويعرف بابن النباش معتن بصناعة الطب مواظب لعلاج المرضى ذو معرفة جيدة! لعلم الطبيعي وله أيضاً نظر ومشاركة في سائر العلوم الحكمية وكالق مقيماً بجهة مرسية.
أبو جعفر بن خميس الطليطلي قرأ كتب جالينوس على مراتبها وتناول صناعة الطب من طرقها وكانت له رغبة كثيرة في معرفة العلم الرياضي والأشتغال به.
أبو الحسن عبد الرحمن بن خلف بن عساكر الدارمي اعتنى بكتب جالينوس عناية صحيحة وقرأ كثيراً منها على أبي عثمان سعيد بن محمد بن بغونش واشتغل أيضاً بصناعة الهندسة والمنطق وغير ذلك وكانت له عبارة بالغة وطبع فاضل في المعماناة ومنزع حسن في العلاج وله تصرف في دروب من الأعمال اللطيفة والصناعات الدقيقة.
ابن الخياط هو أبو بكر يحيى بن أحمد ويعرف بابن الخياط كان أحد تلاميذ أبي القاسم مسلمة بن أحمد المرحيطي في علم العدد والهنمسة وكان مع ذلك معتنياً بصناعة الطب دقيق العلاج حصيفاً حليماً دمثاً حسن السيرة كريم المذهب وتوفي بطليطلة سنة سبع وأربعين وأربعمائة وقد قارب ثمانين سنة.
منجم بن الفوال يهودي من سكان سرقسطة وكان متقدماً في صناعة الطب متصرفاً مع ذلك في علم المنطق وسائر علوم الفلسفة.
ولمنجم بن الفوال من الكتب: كتاب كنز المقل على طريق المسألة والجواب وضمنه جملاً من قوانين المنطق وأصول البيعة.
مروان بن جناح كان أيضاً يهودياً وله عناية بصناعة المنطق والتوسع في علم لسان العرب واليهود ومعرفة جيدة بصناعة الطب.
وله من الكتب كتاب التلخيص وقد ضمنه ترجمة الأدوية المفرعة وتحديد المقادير المستعملة في صناعة الطب من الأوزان والمكاييل.
إسحاق بن قسطار كان أيضاً يهودياً وخدم الموفق مجاهداً العامري وابنه إقبال الدولة عليا.
وكان إسحاق بصيراً بأصول الطب مشاركاً في علم المنطق مشرفاً على آراء الفلاسفة.
وكان وافر العقل جميل الأخلاق.
وله تقدم في علم اللغة العبرانية بارعاً في فقه اليهود حبراً من أحبارهم ولم يتخذ قط امرأة.
وتوفي بطليطلة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وله من العمر خمس وسبعون سنة.
حسادي بن إسحاق معتن بصناعة الطب وخدم الحكم بن عبد الرحمن الناصر لدين الله وكان حسداي بن إسحاق من أحبار اليهود متقدمِاً في علم شريعتهم.
أبو الفضل حسداي بن يوسف بن حسداي من ساكني مدينة سرقسطة ومن بيت شرف اليهود بالأندلس وكان له نظر في الطب وكان في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في الحياة وهو في سن الشبيبة.
أبو جعفر يوسف بن أحمد بن حسداي من الفضلاء في صناعة الطب وله عناية بالغة في الاطلاع على كتب أبقراط وجالينوس وفهمها.
وكان قد سافر من الأندلس إلى الديار المصرية.
واشتهر ذكره بها وتميز في أيام الآمر بأحكام من الخلفاء المصريين.
وكان المأمون في أيام وزارته له همة عالية ورغبة في العلوم فكان قد أمر يوصف بن أحمد بن حسداي أن يشرح له كتب أبقراط إذ كانت أجل كتب هذه الصناعة وأعظمها جدوى وأكثرها غموضاً.
وكان ابن حسداي قد شرع في ذلك ووجدت له منه شرح كتاب الأيمان لأبقراط وقد أجاد في شرحه لهذا الكتاب واستقصى ذكر معانيه وتبيينها على أتم ما يكون وأحسنه.
ووجدت له أيضاً شرح بعض كتاب الفصول لأبقراط.
وليوسف بن أحمد بن حسداي من الكتب: الشرح المأموني لكتاب الأيمان لأبقراط المعروف بعهده إلى الأطباء.
شرح المقالة الأولى من كتاب الفصول لأبقراط.
تعاليق وجدت بخطه كتبها عند وروده على الإسكندرية من الأندلس.
فوائد مستخرجة استخرجها وهذبها من شرح علي بن رضوان لكتاب جالينوس إلى أغلوقن من القول على أول الصناعة الصغيرة لجالينوس. كتاب الإجمال في المنطق شرح كتاب الإجمال. ابن سمجون وهو أبو بكر حامد بن سمجون فاضل في صناعة الطب متميز في قوى الأدوية المفردة وأفعالها متقن لما يجب من معرفتها. ولابن سمجون من الكتب: كتاب الأدوية المفردة.
كتاب الأقراباذين.
البكري هو أبو عبيد الله بن عبد العزيز البكري من مرسيه من أعيان أهل الأندلس وأكابرهم فاضل في معرفة الأدوية المفردة وقواها ومنافعها وأسمائها ونعوتها وما يتعلق بها.
وله من الكتب: كتاب أعيان النبات والشجريات الأندلسية.
الغافقي هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد الغافقي.
إمام فاضل وحكيم عالم ويعد من الأكابر في الأندلس.
وكان أعرف أهك زمانه بقوى الأدوية المفردة ومنافعها وخواصها وأعيانها ومعرفة أسمائها.
وكتابه في الأدوية المفردة لا نظير له قي الجودة ولا شبيه له في معناه.
الشريف محمد بن محمد الحسني هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني ويلقب بالعالي بالله.
كان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة ومنافعها ومنابتها وأعيانها.
خلف بن عباس الزهراوي كان طبيباً فاضلاً خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة جيد العلاج.
وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي.
ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب: كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف وهو أكبر تصانيفه وأشهرها وهو كتاب تام في معناه.
ابن بكلارش كان يهودياً من كابر علماء الأندلس في صناعة الطب وله خبرة واعتناء بالغ بالأدوية المفردة.
وخدم بصناعة الطب بني هود.
ولابن بكلارش من الكتب: كتاب المجدولة في الأدوية المفردة وضعه مجدولاً وألفه بمدينة المرية للمستعين بالله أبي جعفر أحمد بن المؤتمن بالله بن هود.
أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت من أكابر الفضلاء في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم وله التصانيف المشهورة والمآثر المذكورة.
قد بلغ في صناعة الطب مبلغاً لم يصل إليه غيره من الأطباء وحصل من معرفة الأدب ما لم يحركه كثير من سائر الأدباء.
ولأبي الصلت أمية بن عبد العزيز من الكتب: كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية وهو مختصر قد رتبه أحسن ترتيب.
كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق على ابن رضوان في تتبعه لمسائله حنين وغيرها.
ابن باجة هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ ويعرف بابن باجة من الأندلس.
وكان العلوم الحكمية علامة وقته وأوحد زمانه.
وبلي بمحن كثيرة وشناعات من العوام وقصدوا هلاكه مرات وسلمه الله منهم.
وكان متميزاً في العربية والأدب حافظاً للقرآن.
ويعد من الأفاضل في صناعة الطب.
ولابن باجة من الكتب: شرح كتاب السمع الطبيعي لأرسطوطاليس.
قول على بعض المقالات الأخيرة من كتاب الحيوان لأرسطوطاليس.
كلام على بعض كتاب النبات لأرسطوطاليس.
كتاب تدبير المتوحد.
كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد.
كتاب اختصار الحاوي للرازي.
كلام المزاج بما هو طبي.
وكتب عديدة أخرى في الفلسفة والهندسة.
أبو مروان بن زهر هو أبو مروان عبد الملك بن الفقيه محمد بن مروان بن زهر الآيادي الأشبيلي كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بأعمالها مشهوراً بالحذق وكان والده الفقيه محمد من جملة الفقهاء والمتميزين في علم الحديث بإشبيلية.
أقول: وانتقل أبو مروان بن زهر من دانية إلى مدينة إشبيلية ولم يزل بها إلى أن توفي.
أبوالعلاء بن زهر هو أبو العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان مشهور بالحذق والمعرفة وله علاجات مختارة تدل على مَوته في صناعة الطب واطلاعه على دقائقها وكانت له نوادر في مداواته المرضى ومعرفته لأحوالهم وما يجدونه من الآلام من غير أن يستخبرهم عن ذلك بل بنظره إلى قواريرهم أو عندما يجس نبضهم.
ولأبي العلاء ابن زهر من الكتب: كتاب الخواص كتاب الأدوية المفردة كتاب االإيضاح بشواهد الافتضاح في الرد على ابن رضوان فيما رور على حنين بن إسحاق في كتاب المدخل إلى الطب.
كتاب حل شكوك الرازي على كتب جالينوس مجربات مقالة في الرد على أبي علي بن سينا في مواضع من كتابه الأدوية المفردة.
كتاب النكت الطبية وأمثلة ذلك نسخ له ومجربات أمر بجمعها علي بن يوسف بن تاشفين بعد موت أبي العلاء.
أبو مروان بن أبي العلاء بن زهر هو أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مرران بن زهر لحق بأبيه في صناعة الطب وكان جيد الاستقصاء في الأدوية المفردة والمركبة حسن المعالجة فد ذاع ذكره في الأندلس وفي غيرها من البلاد واشتغل الأطباء بمصنفاته.
ولم يكن في زمانه من يماثله في مزاولة أعمال صناعة الطب.
وله حكايات كثيرة في تأتيه لمعرفة الأمراض ومداواتها مما لم لِسبقه أحد من الأطباء إلى مثل ذلك.
ولأبي مروان بن أبي العلاء بن زهر من الكتب: كتاب التيسير في المداواة والتدبير.
كتاب الأغذية.
كتاب الزينة تذكرة إلى ولده أبي بكر في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه.
مقالة في علل الكلى.
رسالة كتب بها إلى بعض الأطباء بإشبيلية في علتي البرص والبهق.
كتاب تذكرة ذكر بها لابنه أبي بكر أول ما تعلق بعلاج الأمراض.
الحفيد أبو بكر بن زهر هو الوزير الحكيم الأديب الحسيب أبو بكر محمد بن أبي مروان بن أبي العلاء بن زهر مولده بمدينة إشبيلية ونشأ بها وتميز في العلوم وأخذ صناعة الطب عن أبيه وباشر أعمالها وكان معتدل القامة صحيح البنية قوي الأعضاء.
وصار في سن الشيخوخة ونضارة لونه وقوة حركاته لم يتبين فيها تغير وإنما عرض له في أواخر عمره ثقل في السمع.
وكان حافظاً للقرآن وسمع الحديث واشتغل بعلم الأدب والعربية ولم يكن في زمانه أعلم منه بمعرفة اللغة.
ويوصف بأنه قد أكمل صناعة الطب والأدب وعانى عمل الشعر وأجاد فيه.
وله موشحات مشهورة ويغني بها وهي من أجود ما قيل في ذلك.
أبو جعفر بن هارون الترجالي من أعيان أهل أشبيلية وكان محققاً للعلوم الحكمية متقناً لها معتنياً بكتب أرسطوطاليس وغيره من الحكماء المتقدمين فاضلاً في صناعة الطب متميزا فيها خبيراً بأصولها وفروعها حسن المعالجة محمود الطريقة.
وخدم لأبي يعقوب والد المنصور.
وكان يطب الناس وتوفي بأشبيلية.
أبو الوليد بن رشد هو القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشدة مولده ومنشؤه بقرطبة مشهور بالفضل معتن بتحصيل العلوم أوحد في علم الفقه والخلاف واشتغل على الفقيه الحافظ أبي محمد بن رزق.
وكان أيضاً متميزاً في علم الطب وهو جيد التصنيف حسن المعاني.
وله كتب كثيرة في مختلف العلوم ومن كتبه الطبية: كتاب الكليات.
شر الأرجوزة المنسوبة إلى الشيخ الرئيس ابن سينا في الطب.
تلخيص كتاب المزاج لجالينوس.
تلخيص كتاب القوى الطبيعية لجالينوس.
تلخيص كتاب العلل والأعراض لجالينوس.
تلخيص كتاب الحميات لجالينوس.
تلخيص أول كتاب الأدوية المفرد لجالينوس.
تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس.
مقالة في المزاج مسألة في نوائب الحمى.
مقالة في حميات العفن.
مقالة في الترياق.
أبو محمد بن رشد هو أبو محمد عبد الله بن أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد فاضل في صناعة الطب عالم بها مشكور في أفعالها وكان يفد إلى الناصر ويطبه.
ولأبي محمد بن رشد من الكتب: مقالة في حيلة البرء.
أبو الحجاج يوسف بن موراطير من شرقي الأندلس وموراطير قرية قريبة من بلنسية.
كان فاضلاَ في صناعة الطب خبيراً بها مزاولاً لأعمالها محمود الطريقة حسن الرأي عالماً بالأمور الشرعية وسمع الحديث وقرأ المدونة.
وكان أديباً شاعراً محباً للمجون كثير النادرة.
أبو عبدالله بن يزيد هو ابن أخت أبي الحجاج يوسف بن موراطير كان طبيباً فاضلاً وأديباً شاعراً وشعره موصوف بالجودة.
مولده ومنشؤه بغرناطة.
وكان جيد النظر في الطب حسن العلاج وخدم بصناعة الطب المنصور ثم خدم بعده لولده الناصر.
أبو إسحاق إبراهيم الداني كانت له عناية بالغة في صناعة الطب وأصله من بجاية ونقل إلى الحضرة وكان أمين البيمارستان وطبيبه بالحضرة وكذلك ولداه.
أبو يحيي بن قاسم الأشبيلي كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بقوى الأدوية المفردة والمركبة كثير العناية بها.
أبو الحكم بن غلندو مولده ومنشؤه بأشبيلية وكان أديباً شاعراً حسن الشعر متميزاً في صناعة الطب محمود الطريقة وكان مفنناً وخدم بصناعة الطب المنصور.
أبو جعفر أحمد بن حسان هو الحاج أبو جعفر أحمد بن حسان الغرناطي.
مولده ومنشؤه بغرناطة.
واشتغل بصناعة الطب وأجاد في علمها وعملها وخدم المنصور بالطب.
ولأبي جعفر بن حسان من الكتب: كتاب تدبير الصحة ألفه للمنصور.
من مدينة غرناطة وأحد الأعيان بها والمتميزين من أهلها.
قوي الذكاء الفطرة مشتغل بالأدب وعنده براعة وفضل وهو طبيب وكاتب.
وخدم بصناعة المستنصر.
أَبو محمد الشذوني مولده ومنشؤه بإشبيلية وكان ذكياً فطناً وله معرفة جيدة بعلم الهيئة والحكمة قد اشتغل بصناعة الطب على أبي مروان عبد الملك بن زهر ولازمه مدة وباشر أعمالها وكان مشهوراً بالعلم جيد العلاج.
المصدوم هو ابن الحسين ين أسدون شهر بالمصدوم وهو تلميذ أبي مروان عبد الملك بن زهر.
وكان المصدوم ديناً كثير الخير معتنياً بصناعة الطب مشهوراً بها أديباً ومولده ومنشؤه بأشبيليةٍ.
وكان مقيماً في البلد ويحضر عند المنصور.
عبد العزيز بن مسلمة الباجي أصله من باجة الغرب كان من أعيان أهل الأندلس وأجلائها ويعرف بابن الحفيد.
وكان فاضلاً في صناعة الطب متميزاً في الأدب وله شعر جيد.
وكان تلميذ المصدوم.
أبو جعفر بن الغزال مولده بقنجيرة من أعمال المرية وأتى إلى الحفيد أبي بكر بن زهر ولازمه الملازمة وقرأ عليه صناعة الطب وعلى غيره حتى أتقن الصناعة.
وخدم المنصور وكان خبيراً بتركيب الأدوية ومعرفة مفرداتها.
وكان المنصور يعتمد عليه في الأدوية والمعاجين ويتناولها منه.
وتوفي أبو جعفر بن الغزال في أيام الناصر.
أبو بكر بن القاضي أبي الحسن الزهري هو أبو بكر بن الفقيه القاضي أبي الحسن الزهري القرشي قاضي أشبيلية مولده ومنشؤه بأشبيلية.
وكان جواداً كريماً حسن الخلق شريف النفس قد اشتغل بالأدب وتميز في العلم.
وكان أحد الفضلاء في صناعة الطب والمتعينين في أعمالها.
وخدم بالطب للسيد أي علي بن عبد المؤمن صاحب أشبيلية.
وكان يطبب الناس من دون أجرة ويكتب النسخ لهم.
وعاش أبو بكر بن أبي الحسن الزهري خمساً وثمانين سنة وتوفي في دولة المستنصر ودفن بأشبيلية.
أبو عبد الله الندرومي هو أبو عبد الله محمد بن سحنون ويعرف بالندرومي منسوباً إلى ندرومة من نظر مدينة تلمسان وهو كومي أيضاً ينسب إلى قبيلة جليل القدر فاضل النفس محب للفضائل حاد الذهن مفرط الذكاء.
ومولد بقرطبة في نحو سنة ثمانين وخمسمائة ونشأ بقرطبة ثم انتقل إلى أشبيلية.
وكان قد لحق القاضي أبا الوليد بن رشد واشتغل عليه بصناعة الطب واشتغل أيضاً على أبى الحجاج يوسف بن موراطير.
ولأبي عبد الله الندرومي من الكتب: اختصار كتاب المستصفى للغزالي.
أبو جعفر أحمد بن سابق أصله من قرطبة وكان فاضلاً ذكياً جيد النظر حسن العلاج موصوفاً بالعلم.
وكان من طلبة القاضي أبي الوليد بن رشد ومن جملة المشتغلين عليه بصناعة الطب.
وخدم بالطب الناصر وتوفي في درلة المستنصر.
ابنَ الحلاء المرسي من مرسية وكان موصوفاً بجودة المعرفة بصناعة الطب وخدم المنصور لما أتى إليه خدمة وافد وتوفي ببلده.
أبو إسحاق بن طملوس من جزيرة شقر من أعمال بلنسية وهو من جملة الفضلاء في صناعة الطب وأحد المتعينين من أهلها وخدم الناصر بالطب وتوفي ببلده.
هو أبو جعفر أحمد بن جريج كان فاضلاً عالماً بصناعة الطب جيد المعرفة لها حسن التأني في أعمالها.
وخدم المنصور بالطب وكذلك أيضاً خدم بعده الناصر ولله.
وكان يحضر مجلس المذاكرة في الأدب.
وتوفي أبو جعفر الذهيي بتلمسان عند غزوة الناصر إلى أفريقية سنة ستمائة.
أبو العباس بن الرومية هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي المعروف بابن الرومية من أهل أشبيلية وعن أعيان علمائها وأكابر فضلائها.
وقد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية وقواها ومنافعها واختلاف أوصافها وتباين مواطنها.
ولأبي العباس بن الرومية من الكتب: تفسير أسماء الأدرية المفردة عن كتاب ديسقوريدس.
مقالة في تركيب الأدوية.
أبو العباس الكنيناري هو أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد من أهل أشبيلية عارف بصناعة الطب من فضلاء أهلها والمتميزين من أربابها.
قرأ الطب في أول أمره على عبد العزيز بن مسلمة الباجي.
ثم قرأ بعد ذلك على أبي الحجاج يوسف بن موراطير في مراكش وأقام بأشبيلية.
وخدم لأبي النجاء بن هود صاحب أشبيلية وكان يطب أيضاً لأخيه أبي عبد الله بن هود.
ابن الأصم هو من الأطباء المشهورين بأشبيلية وله خبرة في صناعة الطب وقوة نظر في الاستدلال على الأمراض ومداواتها.
وله حكايات مشهورة ونوادر كثيرة في معرفته بالقوارير وإخباره عندما يراها بجملة حال المريض وما يشكوه وما كان قد تناوله من الأغذية.