فصل: الباب الخامس عشر: طبقات الأطباء المشهورين من أطباء الشام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.الباب الخامس عشر: طبقات الأطباء المشهورين من أطباء الشام:

أبو نصر الفارابي هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان مدينته فاراب وهي مدينة من بلاد الترك في أرض خراسان وكان أبوه قائد جيش وهو فارسي المنتسب.
وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام وأقام به إلى حين وفاته.
وكان رحمه الله فيلسوفاً كاملاً وإماماً فاضلاً قد أتقن العلوم الحكممية وبرع في العلوم الرياضية زكي النفس قوي الذكاء متجنباً عن الدنيا مقتنعاً منها بما يقوم بأوده يسير سيرة الفلاسفة المتقدمين.
وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكلية منها.
ولم يباشر أعمالها ولا حاول جزئياتها.
عيسى الرقي كانس طبيباً مشهوراً في أيامه عارفاً بالصناعة الطبية حق معرفتها.
وله أعمال فاضلة ومعالجات بديعة وكان في خدمة سيف الدولة بن حمدان ومن جملة أطبائه.
اليبرودي هو أبو الفرج جورجس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم من النصارى اليعاقبة وكان فاضلاً في صناعة الطب عالما بأصولها وفروعها معدوداً من جملة الاكابر من أهلها والمتمرنين من أربابها دائم الاشتغال محباً للعلم مؤثراً للفضيلة.
وكانت لليبرودي مراسلات إلى ابن رضوان بمصر وإلى غيره من الأطبا المصريين وله مسائل عدة إليهم طبية ومباحثات دقيقة.
وكتب بخطه شيئاً كثيراً جداً من كتب الطب ولا سيما من كتب جالينوس وشرحها وجوامعها.
ولليبرودي من الكتب: مقالة في أن الفرخ أبرد من الفروج.
نقض كلام ابن الموفقي في مسائل ترددت فيما بينهم في النبض.
من أهل موصل وكان مسلماً ديناَ عالماً بصناعة الطب من أكبر المتميزين فيها.
وكان قد لحق أحمد بن أبي الأشعث وقرأ عليه.
ثم لازم محمد بن ثواب تلميذ ابن أبي الأشعث وقرأ عليه وذلك في نحو سنة ستين وثلاثمائة.
واشتهر بصناعة الطب وأعمالها وعمر وكان أكثر مقامه بمدينة الموصل وإنما ابنه ظافر إنتقل إلى الشام وأقام بها.
ظافر بن جابر السكري هو أبو حكيم ظافر بن جابر بن منصور السكري كان مسلماً فاضلاً في الصناعة الطبية متقناً للعلوم الحكمية.
ولظافر بن جابر من الكتب: مقالة في أن الحيوان يموت مع أن الغذاء يخلف عوض مايتحلل منه.
موهوب بن الظافر هو أبو الفضل موهرب بن ظافر بن جابر بن منصور السكري.
كان فاضلاً أيضاً في صناعة الطب مشهوراً متميزاً.
وكان مقيماً بمدينة حلب.
ولموهوب بن ظافر من الكتب: اختصار كتاب المسائل لحنين بن إسحاق.
جابر بن موهوب هو جابر بن موهوب بن ظافر بن جابر بن منصور السكري كان أيضاً مشهوراً في صناعة أبو الحكم هو الشيخ الأديب الحكيم أبو الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي الأندلسي المربي.
كان فاضلاً في العلوم الحكمية متقناً للصناعة الطبية متعيناً في الأدب مشهوراً بالشعر.
وكان يعرف الموسيقى ويلعب بالعود ويجلس على دكان في جيرون للطب.
ومسكنه في دار الحجارة باللبادين.
وتوفي رحمه الله لساعتين خلتا من ليلة الأربعاء سادس ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة بدمشق.
أبو المجد بن أبي الحكم هو أفضل الدولة أبو المجد محمد بن أبي الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي.
من الحكماء المشهورين والعلماء المذكورين والأفاضل في الصناعة الطبية والأماثل في علم الهندسة والنجوم.
وكان في دولة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله.
ولما أنشأ الملك العادل نور الدين البيمارستان الكبير جعل أمر الطب إليه فيه.
ابن البذوخ هو أبو جعفر عمر بن علي بن البذوخ القلعي المغربي.
كان فاضلاً خبيراً بمعرفة الأدوية المفردة والمركبة وله حسن نظر في الاطلاع على الأمراض ومداواتها.
وأقام بدمشق سنيناً كثيرة وكانت له دكان عطر باللبادين يجلس فيها ويعالج من يأتي إليه أو يستوصف منه.
وكان يهيىء عنده أدوية كثيرة مركبة يصنعها من سائر المعاجين والأقراص والسفوفات وغير ذلك يبيع منها وينتفع الناس بها.
حكيم الزمان عبدالمنعم الجلياني هو حكيم الزمان أبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني.
كان علامة زمانه في صناعة الطب والكحل وأعمالهما.
أتى من الأندلس إلى الشام.
وأقام بدمشق إلى حين وفاته وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب يرى له ويحترمه وصنف له كتباً وكان له منه الإحسان الكثير والإنعام الوافر.
أبو الفضل بن أبي الوقار هو الشيخ الأجل العالم أبو الفضل إسماعيل بن أبي الوقار أصله من المعرة بدمشق وسافر إلى بغداد وقرأ على أفاضل الأطباء من أهلها واجتمع بجماعة من العلماء بها وأخذ عنهم.
ثم عاد إلى دمشق وكان متميزاً في صناعة الطب علمها وعملها.
وكان خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
مهذب الدين بن النقاش هو الشيخ الإمام العالم أبو الحسن علي بن أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش مولده ومنشؤه ببغداد.
واشتغل بصناعة الطب على الأجل أمين الدولة هبة الله بن صاعد بن التلميذ.
ولم يتخذ امرأة ولا خلف ولداً وكانت وفاته رحمه الله بدمشق في يوم السبت عشر محرم سنة أربع رسبعين وخمسمائة ودفن بها في جبل قاسيون.
أبو زكريا يحيي البياسي هو أمين الدولة أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الأندلسي البياسي من الفضلاء المشهورين والعلماء المذكورين قد أتقن الصناعة الطبية.
وتميز في العلوم الرياضية.
وصل من المغرب إلى ديار مصر وأقام بالقاهرة مدة ثم توجه إلى دمشق وقطن بها.
وقرأ على مهذب الدين أبي الحسن علي بن عيسى بن هبة الله المعروف بابن النقاش البغدادي ولازمه وكتب الستة عشر لجالينوس وقرأها عليه.
وبقي مقيماً في دمشق إلى أن توفي رحمه الله.
سكرة الحلبي كان شيخاً قصيراً من يهود مدينة حلب.
وكانت له دربة بالعلاج وتصرف في المداواة.
عفيف بن سكرة هو عفيف بن عبد القاهر سكرة يهودي من أهل حلب عارف بصناعة الطب مشهور بأعمالها وجودة النظر فيها.
له أولاد وأهل أكثرهم مشتغلون بصناعة الطب ومقامهم بمدينة حلب.
ولعفيف بن سكرة من الكتب: مقالة في القولنج ألَفها للملك الناصر صلاخ الدين يوسف بن أيوب وذلك في سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
ابن الصلاح هو الشيخ العالم نجم الدين أبو الفتوح أحمد بن محمد بن السري وكان يعرف بابن الصلاح متميز في علم صناعة الطب وكان أعجمياً أصله من همدان وقطن ببغداد واستدعاه حسام الدين تمرتاش بن الغازي بن أرتق إليه وأكرمه غاية الإكرام.
وبقي في صحبته مدة.
ثم توجه ابن الصلاح إلى دمشق.
ولم يزل بها إلى أن توفي وكانت وفاته رحمه الله بدمشق ليلة الأحد سنة نيف وأربعين وخمسمائة ودفن في مقابر الصوفية عند نهر بانياس بظاهر دمشق.
شهاب الدين السهروردي كان واحداً في العلوم الحكمية جامعاً للفنون الفلسفية بارعاً في الأصول الفلكية مفرط الذكاء جيد الفطرة فصيح العبارة.
لم يناظر أحداً إلا بزه ولم يباحث محصلاً إلا أربى عليه.
وكان علمه أكثر من عقله.
هو الصدر الإمام العالم الكامل قاضي القصاة شمس الدين حجة الإسلام سيد العلماء والحكام أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى من مدينة خوي كان أوحد زمانه في العلوم الحكمية وعلامة وقته في الأمور الشرعية عارفاً بأصول الطب وغيره من أجزاء الحكمة.
رفيع الدين الجبلي هو القاضي الأجل الإمام العالم رفيع الدين أبو حامد عبد العزيز بن عبد الواحد بن اسماعيل بن عبد الهادي الجبلي من أهل فيلمان شهر من الجيلان وكاد من الأكابر المتميزين في العلوم الحكمية وأصول الدين والفقه والعلم الطبيعي والطب.
وكان مقيماَ بدمشق وهو فقيه في المدرسة العذراوية داخل باب النصر.
وله مجلس للمشتغلين عليه في أنواع العلوم والطب.
ولرفيع الدين الجبلي من الكتب: شرح الإشارات والتنبيهات.
اختصار الكليات من كتاب القانون لابن سينا.
شمس الدين الخسروشاهي هو السيد الصدر الكبير العالم شمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي.
وخسروشاه ضيعة قريبة من تبريز.
إمام العلماء سيد الحكماء قدوة الأنام شرف الإسلام.
قد تميز في العلوم الحكمية وحرر الأصول الطبية.
وكان شيخة الإمام فخر الدين بن خطيب الري وهو من أجل تلامذته.
ومن حيث وصل إلى الشام اتصل بخدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم وأقام عنده بالكرك وهو عظيم المنزلة عنده وله منه الإحسان الكثير والإنعام الغزير.
ثم توجه شمس الدين بعد ذلك إلى دمشق وأقام بها إلى أن توفي رحمه الله.
وكانت وفاته في شهر شوال سنة اثنتين وخمسين وستمائة.
ودفن بجبل قاسيون.
سيف الدين الآمدي هو الإمام الصدر العالم الكامل سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي أوحد الفضلاء وسيد العلماء.
كان أذكى أهل زمانه وأكثرهم معرفة بالعلوم الحكمية والمذاهب الشرعية والمبادىء الطبية.
موفق الدين بن المطران هو الحكيم الإمام العالم الفاضل موفق الدين أبو نصر أسعد بن أبي الفتح الياس بن جرجس المطران.
أمير أهل زمانه في علم صناعة الطب وعملها وأكثرهم تحصيلاً لأصولها وجملها.
جيد المداواة لطيف المداراة.
وكان مولد موفق الدين بن المطران ومنشؤه بدمشق وكان أبوه أيضاً طبيباً متقدماً جوالاً في البلاد لطلب الفضيلة.
وسافر إلى بلاد الروم لإتقان الأصول التي يعتمد عليها في علم النصارى ومذاهبهم.
ثم عدل بعد ذلك إلى العراق واجتمع بأمين الدولة بن التلميذ واشتغل عليه بصناعة الطب ممد وقرأ عليه كثيراً من الكتب الطبية وصار موسوماً بالطب.
ثم إنه عاد إلى دمشق وبقي طبيباً بها إلى حين وفاته.
أقول: وكان ابن المطران كثير المروءة كريم النفس ويهب لتلامذته الكتب ويحسن إليهم وإذا جلس أحد منهم لمعالجة المرضى يخلع عليه.
ولم يزل معتنياً بأمره وكان أجل تلامذته شيخنا مهذب الدين بن عبد الرحيم بن علي رحمه الله.
وكان كثير الملازمة له والاشتغال عليه وسافر معه مرات في غزوات صلاح الدين لما فتح الساحل.
ولموفق الدين بن المطران من الكتب: كتاب بستان الأطباء وروضة الألباء.
كتاب الأدوية المفردة لم يتم.
كتاب آداب طب الملوك وغيرها.
مهذب الدين بن الحاجب كان طبيباً مشهوراً فاضلاً في الصناعة الطبية متقناً للعلوم الرياضية معتنياً بالأدب متعيناً في علم النحو.
موده بدمشق ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب على مهذب الدين بن النقاش ولازمه مدة.
وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بصناعة الطب وبقي في خدمته إلى أن توفي صلاح الدين ثم توجه إلى الملك المنصور صاحب حماة ابن تقي الدين وأقام الشريف الكحال هو السيد برهان الدين أبو الفضل سليمان.
أصليته من مصر وانتقل إلى الشام.
شريف الأعراق وكان عالماً بصناعة الكحل وخدم بصناعة الكحل السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ولم يزل مستمراً في خدمته متقدماً في دولته إلى أن توفي رحمه الله.
أبو منصور النصراني كان طبيباً مشهوراً عالماً حسن المعالجة والمداواة وخدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب وبقي سنين في خدمته.
أبو النجم النصراني هو أبو النجم بن أبي غالب بن فهد بن منصور بن وهب بن قيس بن مالك.
كان طبيباً مشهوراً في زمانه جيد المعرفة بصناعة الطب محمود الطريقة فيها مشكور المعالجة.
وخدم أبو النجم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وحظي عنده.
وله ولد طبيب وهو أمين الدولة أبو الفتح بن أبي النجم.
وله من الكتب: كتاب الموجز في الطب وهو يشتمل على علم وعمل.
أبو الفرج النصراني كان طبيباً فاضلاً عالماً بصناعة الطب وخدم بصناعة الطب الملك صلاح الحين يوسف بن أيوب.
وخدم أيضاً الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين وكذلك أيضاً أولاد أبي الفرج اشتغلوا بصناعة الطب وأقاموا بسميساط في خدمة أولاد الأفضل.
فخر الدين بن الساعاتي هو رضوان بن محمد بن علي بن رستم الخراساني الساعاتي.
مولده ومنشؤه بدمشق.
وكان أبوه محمد من خراسان وانتقل إلى الشام وأقام بدمشق إلى أن توفي.
وكان أوحداً في معرفة الساعات وعلم النجوم.
وهو الذي عمل الساعات عند باب الجامع بدمشق صنعها في أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
ولفخر الدين بن الساعاتي من الكتب: تكميل كتاب القولنج للرئيس ابن سيناء الحواشي على كتاب القانون لابن سينا.
كتاب المختارات في الأشعار وغيرها.
شمس الدين بن اللبودي هو الحكيم الإمام العالم الكبير شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبدان بن عبد الواحد بن اللبودي.
علامة وقته وأفضل أهل زمانه في العلوم الحكمية وفي علم الطب.
وخدم الملك الظاهر غياث الدين غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وبعد وفاته أتى إلى دمشق وأقام بها يدرس صناعة الطب ويطب في البيمارستان الكبير النوري إلى أن توفي رحمه الله.
وكانت وفاته بدمشق في رابع ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وستمائة وله من العمر إحدى وخمسون سنة.
الصاحب نجم الدين بن اللبودي هو الحكيم السيد العالم الصاحب نجم الدين أبو زكريا يحيى بن الحكيم الإمام شمس الدين محمد بن عبدان بن عبدان بن عبد الواحد أوحد في الصناعة الطبية.
مولده بحلب سنة سبع وستمائة.
وقرأ على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي واشتغل عليه بصناعة الطب وخدم الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي صاحب حمص.
ولما توفي الملك المنصور رحمه الله وذلك في سنة ثلاث وأربعين وستمائة وبعد كسره الخوارزمية توجه الحكيم نجم الدين إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل وهو بالديار المصرية فأكرمه غاية الإكرام وجعله ناظراً على الديوان بالإسكندرية.
ئم توجه إلى الشام وصار ناظراً على الديوان بجميع الأعمال الشامية.
وللصاحب نجم الدين بن اللبودي من الكتب: مختصر الكليات من كتاب القانون لابن سينا.
مختصر كتاب المسائل لحنين بن إسحاق.
مختصر كتاب الإشارات والتنبيهات لابن سينا.
مختصر كتاب عيون الحكمة لابن سينا.
مختصر كتاب الملخص لابن خطيب الري.
تدقيق المباحث الطبية وغيرها.
زين الدين الحافظ هو الأمير زين الدين سليمان بن المؤيد علي بن خطيب عقرباء اشتغل بصناعة الطب على شيخنا مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله فحصل علمها وعملها وخدم بصناعة الطب الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن أبي بكَر بن أيوب ولما ملك الناصر يوسف بن محمد دمشق وصل معه إلى دمشق وصار مكيناً في دولته وجيهاً في أيامه.
أبو الفضل بن عبد الكريم المهندس هو مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي مولده ومنشؤه بدمشق وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة وشهرته بها قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطب.
وقرأ صناعة الطب على أبي المجد محمد بن أبي الحكم ولازمه حق الملازمة ونسخ بخطه كتباً كثيرة في العلوم الحكمية وفي صناعة الطب.
ولأبي الفضل بن عبد الكريم المهندس من الكتب: رسالة في معرفة رمز التقويم.
مقالة في رؤية الهلال.
اختصار كتاب الأغاني الكبير لأبي الفرج الأصبهاني.
كتاب في الحروب والسياسة.
موفق الدين عبد العزيز هو الشيخ الإمام العالم موفق الدين عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي.
كان كثير الخير محباً له مؤثراً للجميل عزيز المروءة وافر العربية شديد الشفقة على المرضى.
وكان له مجلس عام للمشتغلين عليه بالطب.
وخدم بصناعة الطب في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
ثم خدم بعد ذلك الملك العادل أبا بكر بن أيوب وبقى معه سنين إلى أن توفي موفق الدين عبد العزيز رحمه الله بدمشق بعلة القولنج.
وذلك في يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة أربع وستمائة ودفن بجبل قاسيون وعمره نحو الستين سنة ومولده في سنة خمسمائة ونيف وخمسين.
سعد الدين بن عبد العزيز هو الحكيم الأجل الإمام العالم سعد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي.
قد أشبه أباه في خَلقه وخُلقه ومعرفته وحذقه.
مولده بدمشق في أوائل المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وخدم بصناعة الطب في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي.
وبعد ذلك خدم الملك الأشرف أبا الفتح موسى بن أبي بكر بن أيوب وأقام معه في بلاد الشرق.
ولم يزل في خدمته إلى أن أتى الملك الأشرف إلى دمشق وتسلمها من ابن أخيه الملك الناصر داود بن الملك المعظم ثم بعد ذلك لما ملك دمشق الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن اْيوب في العشر الأولى من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة أمر باستخدامه وأن يقرر له جميع ما كان باسمه من أخيه الملك الأشرف ولم يزل الحكيم سعد الدين مقيماً بدمشق وله مجلس عام للمشتغلين عليه بصناعة الطب إلى أن توفي رحمه الله في شهر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستمائة.
رضي الدين الرحبي هو الشيخ الحكيم الإمام العالم رضي الدين أبو الحجاج يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي من الأكابر في صناعة الطب والمتعينين من أهلها وكان والده من بلد الرحبة وله أيضاً نظر في صناعة الطب وكان مولد الشيخ رضي الدين بجزيرة ابن عمر.
وكان وصوله مع أبيه إلى دمشق في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
واشتغل على مهذب الدين بن النقاش الطبيب ولازمه فنوه بذكره وقدمه وتأدت به الحال إلى أن اجتمع بالملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب فحسن موقعه عنده ثم عند أخيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبعده عند الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل.
واشتغل عليه بصناعة الطب خلق كثير ونبغ منهم جماعة عدة.
وكان يرى أنه لا يقرىء أحداَ من أهل الذمة أصلاً صناعة الطب ولا لمن لا يجده أهلاً لها ووفاته رحمه الله بكرة يوم الأحد العاشر من المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بجبل قاسيون.
فعاش نحو المائة سنة.
ولرضي الدين الرحبي من الكتب بتهذيب شرح ابن الطيب لكتاب الفصول لأبقراط.
اختصار كتاب المسائل لحنين كان قد شرع في ذلك ولم يكمله.
شرف الدين بن الرحبي هو الحكيم الإمام العالم الفاضل علامة عصره وفريد دهره شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي.
كان مولده بدمشق في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وكان قد سلك حذو أبيه واقتفى ما كان يقتفيه.
وهو أشبه به خلقاً وخلقاً وطرائق.
وله تدقيق في الصناعة الطبية وتدقيق لمباحثها الكلية والجزئية.
واشتغل بصناعة الطب على أبيه وقرأ أيضاً على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي.
جمال الدين بن الرحبي هو الحكيم الأجل العالم الفاضل جمال الدين عثمان بن يوسف بن حيدرة الرحبي.
مولده ومنشؤه بدمشق من أكابر الفضلاء وسادة العلماء أوحد زمانه وفريد أوانه.
إشتغل بصناعة الطب على والده وعلى غيره وخدم في البيمارستان الكبير وبقي به سنين.
ولما وصلت التتر إلى الشام وذلك في سنة سبع وخمسين وستمائة توجه الحكيم جمال الدين بن الرحبي إلى مصر وأقام فيها ثم مرض وتوفي بالقاهرة وذلك في العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وستمائة.
كمال الدين الحمصي هو أبو منصور المظفر بن علي بن ناصر القرشي من الفضلاء المشهورين والعلماء المذكورين.
وكان كثير الخير وافر المروءة كريم النفس محباً لاصطناع المعروف.
واشتغل بصناعة الطب على الشيخ رضي الدين الرحبي وعلى غيره وبقي سنين يتردد إلى البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي ويعالج المرضى فيه احتساباً.
وكانت وفاته في يوم الثلاثاء تاسع شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
ولكمال الدين الحمصي من الكتب: مقالة في الباه.
شرح بعض كتاب العلل والأعراض لجالينوس.
الرسالة الكاملة في الأدوية المسهلة.
اختصار كتاب الحاوي للرازي لم يتم.
مقالة في الاستسقاء.
تعاليق على الكليات من كتاب القانون.
تعاليق في الطب.
تعاليق في البول.
موفق الدين عبداللطيف البغدادي هو الشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبو محمد عبداللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد ويعرف بابن اللباد.
موصلي الأصل بغدادي المولد.
وكان قد اعتنى كثيراً بصناعة الطب لما كان بدمشق واشتهر بعلمها.
ثم إن الشيخ موفق الدين أقام بالقاهرة بعد ذلك مدة وله الرتب والجرايات من أولاد الملك الناصر صلاح الدين وأتى إلى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذي لم يشاهد مثله.
وألف الشيخ موفق الدين في ذلك كتاباً ذكر فيه أشياء شاهدها أو سمعها ممن عاينها تذهل العقل وسمى ذلك الكتاب أكتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر.
وأقام بدمشق مدة وانتفع الناس به.
ثم إنه سافر إلى حلب وأقام الشيخ موفق الدين بحلب والناس يشتغلون عليه وكثرت تصانيفه.
وكان له من شهاب الدين طغريل الخادم أتابك حلب جار حسن وهو متنحل لتدريس صناعة الطب وغيرها ويتردد إلى الجامع بحلب ليسمع الحديث ويقرىء العريية.
وله كتب كثيرة ومجاميع وتعاليق ومصنفات في شتى أنواع العلوم.
أبو الحجاج يوسف الإسرائيلي مغربي الأصل من مدينة فاس وأتى إلى الديار المصرية واشتغل في مصر بالطب على الرئيس موسى بن ميمون القرطبي.
وسافر بعد ذلك إلى الشام وأقام بمدينة حلب وخدم الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب.
عمران الإسرائيلي هو الحكيم عمران بن صدقة.
مولده بدمشق في سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وكان أبوه أيضاً طبيباً مشهوراً.
واشتغل عمران على الشيخْ رضي الدين الرحبي بصناعة الطب ولم يخدم أحداً من الملوك في الصحبة ولا تقيد معهم في سفر وتوفي الحكيم عمران في مدينة حمص في شهر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ومستمائة وقد استدعاه صاحبها لمداواته.
موفق الدين يعقوب بن سقلاب نصراني كان أعلم أهل زمانه بكتب جالينوس ومعرفتها والتدقيق لمعانيها والدراية لها.
وكان من كثرة اجتهاده في صناعة الطب وشدة حرصه ومواظبته على القراءة والمطالعة لكتب جالينوس وجودة فطرته وقوة ذكائه أن جمهور كتب جالينوس وأقواله فيها كانت مستحضرة له في خاطره.
وكان شديد البحث واستقراء الأعراض بحيث أنه كان إذا افتقد مريضاً لا يزال يستقصي منه عرضاً عرضاً وما يشكوه مما يجده من مرضه حالاً حالاً إلى أن لا يترك عرضاً يستدل به على تدقيق المرض إلا ويعتبره فكانت أبداً معالجاته لا مزيد عليها في الجودة.
ولما خدم الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب وصار معه في الصحبة كان حسن الاعتقاد فيه حتى إنه كان يعتمد عليه في كثير من الآراء الطبية ثم توفي بدمشق في عيد الفصح للنصارى وذلك في شهر ربيع الآخر سنْة خمس وعشرين وستمائة.
سديد الدين أبو منصور هو أبو منصور ابن الحكيم موفق الدين يعقوب بن سقلاب من أفاضل الأطباء وأعيان العلماء متميز في علم صناعة الطب وعملها اشتغل على والده وعلى غيره بصناعة الطب وخدم الحكيم سديد الدين أبو منصور الملك الناصر صلاح الدين داود ابن الملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب.
وأقام في صحبته بالكرك.
ثم أتى أبو منصور إلى دمشق وتوفي بها.
رشيد الدين ابن الصوري هو أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري قد اشتمل على جمل الصناعة الطبية واطلع على محاسنها الجلية والخفية.
وكان أوحداً في معرفة الأدوية المفردة وماهياتها واختلاف أسمائها وصفاتها وتدقيق خواصها وتأثيراتها ومولده في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بمدينة صور ونشأ بها.
ثم انتقل عنها واشتغل بصناعة الطب على الشيخ موفق الدين عبد العزيز وقرأ أيضاً على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي.
وتميز في صناعة الطب وأقام بالقدس سنتين.
وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه.
وتوفي رشيد الدين بن الصوري رحمه الله يوما لأحد أول شهر رجب سنة تسع وثلاثين وستمائة بدمشق.
ولرشيد الدين الصوري من الكتب: كتاب الأدوية المفردة.
الرد على كتاب التاج للغاوي في الأدوية المفردة.
سديد الدين بن رقيقة هو أبو الثناء محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحانوي ويعرف بابن رقيقة.
وقد جمع من صناعة الطب ما تفرق من أقوال المتقدمين وتميز على سائر نظرائه وأضرابه من الحكماء والمتطببين.
وأخبرني سديد الدين بن رقيقة أن مولده في سنة أربع وستين وخمسمائة بمدينة حيني ونشأ بها.
ولسديد الدين بن رقيقة من الكتب كتاب لطف السائل وتحف المسائل نظم فيه مسائل حنين.
كليات القانون لابن سينا رجزاً.
كتاب موضحة الاشتباه في أدوية الباه.
كتاب الفريدة الشاهية والقصيدة الباهية.
كتاب قانون الحكماء وفردوس الندماء.
كتاب الغرض المطلوب في صدقة السامري هو صدقة بن منجا بن صدقة السامري من الأكابر في صناعة الطب والمتميزين من أهلها وخدم الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبقي معه سنين كثيرة في الشرق إلى أن توفي في الخدمة.
ولصدقة السامري من الكتب: تعاليق في الطب ذكر فيها الأمراض وعلاماتها.
شرح كتاب الفصول لأبقراط لم يتم.
مقالة في أسامي الأدوية المفردة.
مهذب الدين يوسف بن أبي سعيد هو الشيخ الإمام العالم الصاحب الوزير مهذب الدين يوسف بن أبي سعيد بن خلف السامري.
قد أتقن الصناعة الطبية وتميز في العلوم الحكمية واشتغل بعلم الأدب وبلغ في الفضائل أعلى الرتب.
وقرأ صناعة الطب على الحكيم إبراهيم السامري المعروف بشمس الحكماء.
وقرأ أيضا على الشيخ اسماعيل بن أبي الوقار الطبيب.
وقرأ على مهذب الدين بن النقاش.
وتميز في صناعة الطب واشتهر بحسن العلاج والمداواة.
الصاحب أمين الدولة هو الصاحب الوزير العالم العامل الرئيس الكامل أفضل الوزراء سيد الحكماء إمام العلماء أمين الدولة أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد.
كان سامرياً وأسلم ولقب بكمال العلماء أمين الدولة أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد.
كان سامرياً وأسلم ولقب بكمال الدين.
وكان مهذب الدين السامري عمه.
كان أولاً عند الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه بن أيوب معتمداً عليه في الصناعة الطبية وأعمالها.
وبعد ذلك استقل بالوزارة للملك الصالح عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.
وللصاحب أمين الدولة من الكتب: كتاب النهج الواضح في الطب.
مهذب الدين عبد الرحيم بن علي هو شيخنا الإمام الصدر الكبير العالم الفاضل مهذب الدين أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن حامد ويعرف بالدخوار.
وكان أبوه علي بن حامد كحالاً مشهوراً وكذلك كان أخوه وهو حامد بن علي كحالاً.
وكان الحكيم مهذب الدين أيضاً في مبدأ أمره يكحل وهو مع ذلك مواظب على الاشتغال والنسخ.
ثم بعد ذلك لازم موفق الدين بن المطران وتتلمذ له واشتغل عليه بصناعة الطب.
واشتغل بعد ذلك أيضاً على فخر الدين المارديني وخدم الحكيم مهذب الدين الملك العادل أبا بكر بن أيوب بصناعة الطب.
ولما أقام الشيخ مهذب الدين بدمشق شرع في تدريس صناعة الطب واجتمع إليه خلق كثير من أعيان الأطباء وغيرهم يقرأون عليه وأقمت أنا بدمشق لأجل القراءة عليه.
ولمهذب الدين عبد الرحيم بن علي من الكتب: اختصار كتاب الحاوي في الطب للرازي.
مقالة في الاستفراغ.
كتاب الجنينة في الطب.
تعاليق ومسائل في الطب وشكوك طبية.
كتاب الرد على شرح ابن صادق لمسائل حنين.
عمي رشيد الدين علي بن خليفة هو أبو الحسن علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة من الخزرج من ولد سعد بن عبادة.
مولده بحلب في سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وكان مولد أبي قبله في سنة خمس وسبعين وخمسمائة بالقاهرة المعزية ونشأ أيضاً بالقاهرة واشتغلا بها.
وأول اشتغال عمي بالعلم أنه كان عند تقي المعلم وهو أبو التقي صالح بن أحمد إبراهيم بن الحسن بن سليمان العرشي المقدسي.
ثم باحث الأطباء ولازم مشاهدة المرضى بالبيمارستان ومعرفة أمراضهم وما يصف الأطباء لهم وكان فيه جماعة من أعيان الأطباء.
ثم قرأ في أثناء ذلك علم صناعة الكحل وباشر أعمالها عند القاضي نفيس الدين الزبير وكان المتولي للكحل في ذلك الوقت في البيمارستان.
وكذلك أيضاً باشر معه في البيمارستان أعمال الجراح.
واشتغل أيضاً بالحكمة في ذلك الوقت على موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي لأنه كان أيضاً قد عاد إلى الشام.
ولما كان في يوم الجمعة خامس عشر شهر رمضان سنة خمس وستمائة استدعاه السلطان الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وسمع كلامه وحسن موقعه عنده وأنعم عليه وأمر أن ينتظم في خدمته فاتفقت تعاويق من حركات السلطان.
وبعد ذلك بأيام سمع به صاحب بعلبك وهو الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه بن شاهان شاه بن أيوب فبعث إليه يستدعيه ويستدعي جدي لأنه كان يعرفه من عهد أبيه.
فلما وصلا إليه تلقاهما وأحسن إليهما غاية الإحسان وأطلق لهما الجامكية.
والجراية والرتب.
وكان له تردد إلى الدور السلطانية بالقلعة بدمشق وداوى بها جماعة كانت في أعينهم أمراض صعبة فصلحوا في أسرع وقت.
وعرف بذلك أيضاً الملك العادل وقال: مثل هذا يجب أن يكون معي في السفر والحضر وطلبه للخدمة فسأل أن يعفى وألق يكون مقيماً بدمشق فلم يجبه إلى ذلك وأطلق له جامكية وجراية ولما أقام بدمشق وجعل له مجلساً عاماً لتدريس صناعة الطب واشتغل عليه جماعة وكلهم تميزوا في الطب هو الحكيم الأجل العالم الكامل بدر الدين المظفر ابن القاضي الإمام العالم مجد الدين عبد الرحمن بن إبراهيم.
كان والده قاضياً ببعلبك ونشأ هو بدمشق واشتغل بها في صناعة الطب.
قرأ صناعة الطب على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله خدم الشيخ مهذب الدين الأشرف موسى ابن الملك العادل ثم خدم الحكيم بدر الدين بالرقة في البيمارستان الذي بها وصنف مقالة حسنة في مزاج الرقة وأحوال أهويتها وما يغلب عليها.
وأقام بها سنين واشتغل بها في الحكمة على زين الدين الأعمى رحمه الله.
ثم أتى بدر الدين إلى دمشق.
وخدم أيضاً الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل لمداواة الأدر السعيدة بقلعة دمشق ومن يلوذ بها والتردد إلى البيمارستان ومعالجة المرضى فيه.
وكتب له منشوراً برئاسته أيضاً على جميع الأطباء وذلك في سنة خمس وأربعين وستمائة.
شمس الدين محمد الكلي هو الحكيم الأجل الأوحد العالم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي المحاسن.
كان والده أندلسياً من أهل المغرب وأتى إلى دمشق وأقام بها إلى أن توفي رحمه الله.
ونشأ الحكيم شمس الدين محمد بدمشق وقرأ صناعة الطب على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه الله وخدم بصناعة الطب الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل بدمشق ثم خدم بعد ذلك في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي رحمه الله وبقي مدة وهو يتردد إليه ويعالج المرضى فيه.
موفق الدين عبد السلام أصله من بلد حماة وأقام بدمشق واشتغل على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي وعلى غيره.
وتميز في صناعة الطب. ثم سافر إلى حلب وتزيد في العلم وخدم الملك الناصر يوسف بن محمد بن غازي صاحب حلب وأقام عنده ولم يزل في خدمته إلى أن تملك الملك الناصر يوسف بن محمد لدمشق فأتى في صحبته وكان معتمداً عليه كثير الإحسان إليه.
موفق الدين المنفاخ هو الحكيم العالم الأوحد أبو الفضل أسعد بن حلوان أصله من المزة واشتغل بصناعة الطب وتمهر فيها وتميز في أعمالها.
وخدم الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب في الشرق وبقي في خدمته سنين وانفصل عنه.
وكانت وفاته في حماة سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
نجم الدين بن المنفاخ هو الحكيم الأجل العالم الفاضل أبو العباس أحمد بن أبي الفضل أسعد بن حلوان ويعرف بابن العالمة لأن أمه كانت عالمة دمشق وتعرف ببنت دهين اللوز.
ونجم الدين مولده بدمشق في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
واشتغل على شيخنا الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بصناعة الطب حتى أتقنها.
وكان متميزاً في العلوم الحكمية قوياً في علم المنطق مليح التصنيف جيد التأليف.
ولنجم الدين بن المنفاخ من الكتب: كتاب التدقيق في الجمع والتفريق ذكر فيه الأمراض وما تتشابه فيه والتفرقة بين كل واحد منها وبين الآخر مما تشابه في أكثر الأمر.
كتاب المهملات في كتاب الكليات.
كتاب المدخل إلى الطب.
كتاب العلل والأعراض.
كتاب الإشارات المرشدة في الأدوية المفردة.
عز الدين بن السويدي هو الحكيم الأجل الأوحد العالم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد من ولد سعد بن معاذ من الأوس مولده في سنة ستمائة بدمشق ونشأ بها وهو علامة أوانه وأوحد زمانه.
وكان أبوه رحمه الله تاجراً من السويداء بحوران والحكيم عز الدين من أجل الأطباء قدراً وأفضلهم ذكراً.
ولم يزل طبيباً في البيمارستان النوري يحصل به للمرضى نهاية الأعراض في إزالة الأمراض وأفضل المنحة في اجتلاب الصحة.
وخدم أيضاً في البيمارستان بباب البريد وتردد إلى قلعة دمشق وكان مدرس الدخوارية.
وكتب عز الدين بخطه كتباً كثيرة جداً في الطب وغيره.
ولعز الدين بن السويدي من الكتب: كتاب الباهر في الجواهر.
كتاب التذكرة الهادية والذخيرة الكافية في الطب.
عماد الدين الدنيسري هو الحكيم العالم الأديب الأريب عماد الدين أبو عبد الله محمد بن القاضي الخطيب تقي الدين عباس بن أحمد بن عبيد الربعي مولده بمدينة دنيسر في سنة خمس وستمائة.
ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب اشتغالاً برع به فيها.
كان بدمشق في شهر ذي القعدة سنة سبع وستين وستمائة.
ثم خدم في البيمارستان الكبير النوري بدمشق.
موفق الدين يعقوب السامري هو الحكيم الأجل الأوحد العالم رئيس زمانه وعلامة أوانه أبو يوسف يعقوب بن غنائم.
مولده ومنشأه بدمشق.
بارع في الصناعة الطبية جامع للعلوم الحكمية.
قد أتقن صناعة الطب علماً وعملاً واشتغل عليه جماعة من المتطببين وانتفع به كثير من المتطلبين.
ولموفق الدين يعقوب السامري من الكتب: شرحالكليات من كتاب القانون لابن سينا.
كتاب توفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وستمائة.
أبو الفرج بن القف هو الحكيم الأجل العالم أمين الدولة أبو الفرج ابن الشيخ الأوحد العالم موفق الدين بن إسحاق بن القف من نصارى الكرك.
مولده بالكرك في يوم السبت ثالث عشر في القعدة سنة ثلاثين وستمائة.
وقرأ علي بعد ذلك في العلاج من كتب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي ثم انتقل أبوه إلى دمشق المحروسة وخدم بها في الديوان السامي وسار ولده معه ولازم جماعة من الفضلاء.
وقرأ في صناعة الطب على الحكيم نجم الدين بن المنفاخ وعلى موفق الدين يعقوب السامري.
وخدم أبو الفرج بن القف بصناعة الطب في قلعة عجلون وأقام بها عدة سنين.
ثم عاد إلى دمشق وخدم في قلعتها المحروسة لمعالجة المرضى وله من الكتب كتاب الشافي في الطب.
شرح الكليات من كتاب القانون لابن سينا.
شرح الفصول مقالة في حفظ الصحة.
كتاب العمل في صناعة الجراح عشرين مقالة علم وعمل يذكر فيه جميع ما يحتاج إليه الجرائحي بحيث لا يحتاج إلى غرة.
كتاب جامع الغرض توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وستمائة. والله أعلم.