فصل: توحيد الألوهية- (القصد والطلب):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة (نسخة منقحة)



.حكمة الخلق:

(17) ونؤمن ونشهد أن الله سبحانه وتعالى ما خلق الخلق من ملائكة وجن وأنس وسماوات وأرض إلا ليعبدوه ويسبحوه، وأنه ما من شيء إلا وهو يسبح بحمده ويقدس له بلسان مقاله أو بلسان حاله.
(18) ونشهد أن كل من تأبى عن تقديس الله وعبادته من ملائكة أو جن أو أنس يطرده الله ويلعنه كائنا من كان، وأن من نازع الله في ألوهيته ودعا إلى عبادة نفسه أو عبادة غير الله يلعنه ويعذبه {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}.
(19) ونؤمن أن العبادة التي لا يقبل الله من أحد غيرها هي الطاعة المطلقة لله سبحانه فيما عقل معناه وما لم يعقل معناه مع كمال الذل والخضوع والحب لله سبحانه.
(20) ونؤمن أن الدين الذي لا يقبل الله سواه من ملك أو جن أو إنس هو الإسلام {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} والإسلام هو الاستسلام لله بالطاعة والخضوع.
(21) ونشهد أنه سبحانه لما خلق الخلق جعل لكل شيء قدرا ومقدارا ومنزله. فللملائكة أقدارهم ومنازلهم، وللجن كذلك وللأنس كذلك وأوجب على أحد أن يلزم قدره ومقداره ومنزلته.
(22) ونشهد أنه سبحانه وتعالى أمر الجن والإنس بعبادته ولم يخلقهم إلا من أجل هذه العبادة وأنه ابتلاهم بالخير والشر، واختبر طاعتهم، وأن الجن والأنس كل منهم يكسب الخير والشر باختيار نفسه ولكن أحدا منهم لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله وإعانة، ولا يوقع الشر جبرا على الله ولكن في إطار إذنه ومشيئته.
(23) ونشهد أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم من طين هذه الأرض بيديه سبحانه، خلقا مستقلا، وأمر جبريل الذي هو روح الله أن ينفخ فيه فصار بشرا ينفخه جبريل، وأن ذلك كان في السماء، وأنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس الذي أبى استكبارا وكفرا وعنادا ولذلك طرد الله إبليس من رحمته، وحذر آدم منه.
(24) ونشهد أن الله خلق حواء من ضلع آدم وجعلها زوجة له، واختبرهما الله بأن يأكلا من نكل ثمار الجنة إلا شجرة واحدة فأكلا منها فأهبطهما الأرض ليعمرها بنسلهم جيلا بعد جيل وليختبرهم فيها بالطاعة والإنابة والإسلام له، فمن أطاع أرجعه إلى الجنة ومن عصى فمصيره النار.

.توحيد الألوهية- (القصد والطلب):

(25) ونشهد انه لا يبلغ عبد التوحيد الخالص إلا إذا كانت محبته ورغبته وخوفه وخشيته وتعظيمه لله عز وجل أعظم من كل مخلوق، وإلا إذا كان توكله على الله وحده، وحسبه لله وحده.
(26) ونشهد أن الركوع والسجود والذبح والصوم والنذر والحلف كل ذلك لا يجوز إلا لله ومن صرف شيئا من ذلك لغيره فقد أشرك.
(27) ونشهد أنه لا طواف إلا ببيت الله، ولا تقبيل-عباده- إلا للحجر الأسود. ولا شد رحال-عباده- إلا للمسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى.
(28) ونشهد أنه من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وأن الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى اطلاعا على الغيب أو اللوح المحفوظ فهو كافر مشرك.
(29) ونشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمي جانب التوحيد، وسد كل الذرائع الموصلة إلى الشرك فحرم بناء المساجد على القبور ونهانا أن نطريه عما أطرت النصارى المسيح ابن مريم ونهى عن الصور والتماثيل.
(30) ونشهد أن الكرامة حق لعبد صالح مؤمن وأن خرق العادة قد يكون للفسقة والمجرمين كما هو للدجالين والكذابين ومن علم حقيقة الدين استطاع أن يفرق (بين أولياء الله وأولياء الشياطين).
(31) ونؤمن أن لله سبحانه وتعالى الكبرياء العظمة والمجد، وأن سبحانه لا يشفع عنده إلا بإذنه، ولا يتألى عليه، ولا ينازع في كبريائه وعظمته ولا يعقب على أمره وحكمة.
(32) ونؤمن أن أخبار الله كلها صدق، وأحكامه كلها عدل {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}.
(33) ونشهد ونؤمن أن لله الخلق والأمر وأن الحكم له وحده، وأنه هو الذي يشرع لعبادته ويأمر وينهى، وأن من نازع الله في شيء من ذلك فقد أشرك.
(34) ونشهد أن كل من أطاع سيدا أو أميرا أو حاكما في غير طاعة الله مريدا لذلك راغبا عن طاعة الله فهو كافر مشرك. وأنه لا طاعة المخلوق في معصية الخالق.

.الإيمان بالملائكة:

ويشهد أهل السنة والجماعة ونشهد معهم ونؤمن بحول الله وقوته:
(35) أن الملائكة خلقهم الله من نور وأقامهم في طاعته وعبادته {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}.
(36) وان الله سبحانه يبعثهم ويقيمهم في أعمال كثيرة عدا التسبيح والتحميد له، كإرسال رسالاته إلى رسله من البشر، وتثبيت المؤمنين في القتال، وإحصاء أعمال الناس خيرها وشرها وحفظ البشر من الحوادث التي لم يرد الله أن يصابوا بها. وقبض الأرواح وسوق السحاب ونفح الروح، وغير ذلك مما بينه الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
(37) ونحب الملائكة ونؤمن بهم لمحبتهم للمؤمنين ودعائهم لهم ولاشتراكنا معهم في الإيمان بالله وتعظيمه وتقديسه. ولا نفرق بين ملك وملك كما فعلت اليهود بل نحبهم لطاعتهم لربهم وسيرهم في مرضاته.
الإيمان بكتب الله:
(38) ونشهد ونؤمن أن الله سبحانه أنزل كتبا وصحفا على رسله، وأنها جميعها عند تنزيلها منزهة من العيب والنقص والغلط لأنها كلام الله، ونشهد أن كل الكتب السابقة على القرآن حرفها أهلها وغيروها. عدا القرآن الذي حفظه الله من التغيير والتبديل وسيبقى كذلك إلى قرب قيام الساعة فضلا من الله ورحمة حيث يرفعه الله من الأرض.
(39) ونشهد أن القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كلام الله حقا وصدقا ليس بمخلوق، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه معجزة حية باقية تحدي الله به الأولين والآخرين أن يأتوا بسورة مثله بيانا وبلاغة ومعنى وإحكاما وأن أحدا مهما أوتي من العلم والفصاحة والبيان لا يأتي بذلك.
(40) ونشهد أن الله قد أنزل القرآن تبيانا لكل شيء مما يصلح الناس في دنياهم وأخراهم، وأنه لا خلاف بين آياته، وأن الله تعبدنا بتلاوته وتدبره، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه.

.الإيمان برسل الله:

(41) ونشهد أن الله سبحانه وتعالى اختار من البشر أنبياء ورسلا لهداية الناس ودعوتهم إلى طريق الله وأن أولهم آدم وآخرهم وخاتمهم محمدا صلى الله عليه وسلم وأنهم جميعا إخوانه في الدين دعاة إلى رب العالمين وان اختلفت شرائعهم فعقيدتهم واحدة.
(42) ونشهد أن جميع الرسل معصومون عن الكذب على الله أو الحكم بالهوى، أو الوقوع في الفواحش أو الزيادة والنقص في الدين وأنهم مسددون دائما من الله في اجتهاداتهم وان الله لا يقرهم على خطأ أخطئوه باجتهادهم.
(43) ونشهد أن هؤلاء الرسل بشر مثلنا خلقوا من طين الأرض وليس منهم من خلق من نور الله أو نور عرشه كما يقول كفار المسلمين في شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو من كلمة الله كما يقول كفار النصارى في شأن عيسى، وأنهم يموتون كما يموت البشر، وينسون ويمرضون ويتألمون ويكابدون كما يكابد البشر.
(44) ونؤمن أن الرسل ما شرفهم الله إلا لتحقيقهم العبودية لله في أنفسهم فهم أكمل المؤمنين إيمانا وأعظمهم لله خشية وأعلمهم به وأنه ليس منهم من أحد دعا الناس إلى تعظيمه وعبادته بل دعوا جميعا الناس إلى عبادة الله وحده.
(45) ونشهد أن الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه ونشروه في الناس وأنهم لم يكتموا شيئا مما أوحاه الله إليهم.
(46) ونشهد ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وسيدهم وأفضلهم عند الله، وأعلاهم منزلة بلغ البلاغ المبين، ولم يكتم شيئا مما أوحاه إليه رب العالمين.
(47) ونشهد ونؤمن أن أحدا من الناس لا يؤمن إيمانا كاملا إلا إذا أحب رسول الله أكثر من حبه لأبويه وأولاده ونفسه التي بين جنبيه، وعزر الرسول ووقره واتبع ما جاء به وقدم طاعته على طاعة كل مخلوق.
(48) ونؤمن بشفاعة الرسول العظمة يوم القيامة حيث يشفع للناس في فصل القضاء وخروج الناس من المحشر وحيث يأذن الله له فيمن يشفع فيهم من المؤمنين فيدخلون الجنة. ونشهد أن شفاعة الرسول حق لعصاة المؤمنين ونقر ونشهد أن الرسول لا يشفع إلا لمن أذن الله له.
(49) ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله إلى الناس كافة عربهم وعجمهم منذ بعثته والى قيام الساعة وأنه رسول الله إلى الإنس والجن جميعا.
(50) ونؤمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثبتت له المعجزات الباهرة والبراهين الناصعة على صدقه وأمانته فقد أنزل عليه القرآن المعجز، وأسري به إلى القدس من مكة في ليلة واحدة، ويشهد المؤمنون أنه عرج به إلى السماء في ليلة الإسراء وشاهد الملائكة والمرسلين وكلمهم وكلمه الله سبحانه وتعالى، وأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمس صلوات في اليوم والليلة.
(51) ونشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبع الماء من بين أصابعه وأطعم المئات من الناس بطعام لا يكفى العشرات. وحن الجذع إليه، وسبح الحصى والطعام في يديه، واشتكى إليه البعير.
(52) ونؤمن بما فضل به محمدا صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وما خصه به من النصر بالرعب، وإحلال الغنائم وجوامع الكلم، وجعل الأرض مسجدا وطهورا، وبعثه إلى الناس كافة، وختم النبيين به ونشهد أن حوض الرسول حق. ونسأل الله أن يسقينا منه.