فصل: تفسير الآيات (37- 44):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (29- 36):

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
نفت هذه الآية أن تكون السماء والأرض بكت على قوم فرعون، فاقتضى أن للسماء والأرض بكاء. واختلف المتأولون في معنى ذلك فقال علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد وابن جبير: إن الرجل المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض موضع عبادته أربعين صباحاً، وبكى عليه من السماء موضع صعود عمله، قالوا فلم يكن في قوم فرعون مَن هذه حاله، فهذا معنى الآية. وقال السدي وعطاء: بكاء السماء: حمرة أطرافها. وقالوا إن السماء احمرت يوم قتل الحسين بن علي، وكان ذلك بكاء عليه، وهذا هو معنى الآية.
قال القاضي أبو محمد: والمعنى الجيد في الآية أنها استعارة باهية فصيحة تتضمن تحقير أمرهم، وأنهم لم يتغير عن هلاكهم شيء، وهذا نحو قوله تعالى: {وإن كان مكرهم لتزول} [إبراهيم: 46] على قراءة من قرأ {لِتزولَ} بكسر اللام ونصب الفعل وجعل {إن} [إبراهيم: 46] نافية، ومثل هذا المعنى قول النبي عليه السلام: «لا ينتطح فيها عنزان» فإنه يتضمن التحقير، لكن هذه الألفاظ هي بحسب ما قيلت فيه، وهو قتل المرأة الكافرة التي كانت تؤذي النبي عليه السلام. وعظم قصة فرعون وقومه يجيء بحسبها جمال الوصف وبهاء العبارة في قوله: {فما بكت عليهم السماء والأرض} ومن نحو هذا أن يعكس قول جرير: [الكامل]
لما أتى خبر الزبير تواضعت ** سور المدينة والجبال الخشع

فيقال في تحقير: مات فلان فما خشعت الجبال، ونحو هذا، وفي الحديث عن النبي عليه السلام أنه قال: «ما مات مؤمن في غربة غاب عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض» ثم قرأ هذه الآية، وقال: «إنهما لا يبكيان على كافر». ومن التفخيم ببكاء المخلوقات العظام قول يزيد بن مفرغ [مجزوء الكامل]:
الريح تبكي شجوه ** والبرق يلمع في غمامه

وقول الفرزدق:
فالشمس طالعة ليست بكاسفة ** تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

و: {منظرين} معناه: مؤخرين وممهلين.
ثم ذكر تعالى نعمته على بني إسرائيل في أنجائهم من فرعون وقومه، و{العذاب المهين} هو ذبح الأبناء والتسخير في المهن كالبنيان والحفر وغيره.
وفي قراءة ابن مسعود: {من عذاب المهين}، بسقوط التعريف بالألف واللام من العذاب.
وقوله: {من فرعون} بدل من قوله: {من العذاب}. و: مِن بكسر الميم هي قراءة الجمهور. وروى قتادة أن ابن عباس كان يقرأها {مَن} بفتح الميم {فرعونُ} برفع النون.
وقوله: {على علم} أي على شيء سبق عندنا فيهم وثبت في علمنا أنه سينفذ. وقوله: {على العالمين} يريد على جميع الناس، هذا على التأويل المتقدم في العلم. والمعنى: لقد اخترناها لهذا الإنجاء وهذه النعم على سابق علم لنا فيهم وخصصناهم بذلك دون العالم، ويحتمل قوله: {على علم} أن يكون معناه: على علم وفضائل فيهم، والمعنى: اخترناهم للنبوءات والرسالات، فيكون قوله: {على العالمين} في هذا التأويل، معناه: على عالم زمانهم، وذلك بدليل فضل أمة محمد لهم وعليهم، وأن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس.
وقوله تعالى: {وآتيناهم من الآيات} لفظ جامع لمعجزات موسى وللعبر التي ظهرت في قوم فرعون من الجراد والقمل والضفادع وغير ذلك، ولما أنعم به على بني إسرائيل من تظليل الغمام والمن والسلوى وغير ذلك، فإن لفظ {الآيات} يعم جميع هذا. والبلاء في هذا الموضع: الامتحان والاختبار، وهذا كما قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} [الأنبياء: 35] و: {مبين} بمعنى بين.
ثم ذكر تعالى قريشاً وحكى عنهم على جهة الإنكار لقولهم حين أنكروا فيه ما هو جائز في العقل فقال: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} أي ما آخر أمرنا ومنتهى وجودنا إلا عند موتتنا، وما نحن بمبعوثين من القبور، يقال أنشر الله الميت فنشر هو، وقول قريش: {فأتوا} مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه من حيث كان النبي عليه السلام مسنداً في أقواله وأفعاله إلى الله تعالى وبواسطة ملك خاطبوه كما تخاطب الجماعة، وهم يريدونه وربه وملائكته. واستدعاء الكفار في هذه الآية أن يحيي لهم بعض آبائهم وسموا قصياً لكي يسألوهم عما رأوا في آخرتهم، ولم يستقص في هذه الآية الرد عليهم لبيانه، ولأنه مبثوث في غير ما آية من كتاب الله، فإن الله تعالى قد جزم البعث من القبور في أجل مسمى لا يتعداه أحد، وقد بينت الأمثلة من الأرض الميتة وحال النبات أمر البعث من القبور.

.تفسير الآيات (37- 44):

{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)}
قوله تعالى: {أهم خير} الآية تقرير فيه وعيد، و: {تبع} ملك حميري، وكان يقال لكل ملك منهم: {تبع}، إلا أن المشار إليه في هذه الآية رجل صالح من التبابعة. قال كعب الأحبار: ذم الله تعالى قومه ولم يذمه، ونهى العلماء عن سبه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق سهل بن سعد: أن تبعاً هذا أسلم وآمن بالله، وروي أن ذلك كان على يد أهل كتاب كانوا بحضرته. وقال ابن عباس: كان {تبع} نبياً. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أدري أكان {تبع} نبياً أم غير نبي؟». وقال ابن جبير: هو الذي كسا الكعبة، وقد ذكره ابن إسحاق في السيرة، والله أعلم.
وقوله تعالى: {إنهم كانوا مجرمين} يريد بالكفر. وقرأت فرقة: {أنهم} بفتح الألف. وقرأ الجمهور بكسرها.
وقوله تعالى: {وما خلقنا السماوات} الآية، إخبار فيه تنبيه وتحذير. وقوله: {إلا بالحق} يريد بالواجب المقتضي للخيرات وفيض الهبات. و: {يوم الفصل} هو يوم القيامة، وهذا هو الإخبار بالبعث، وهو أمر جوزه العقل وأثبته الشرع بهذه الآية وغيرها. والمولى في هذه الآية: يعم جميع الموالي من القرابات وموالي العتق وموالي الصداقة.
وقوله: {ولا هم ينصرون} إن كان الضمير يراد به العالم، فيصح أن يكون من قوله: {إلا من} في موضع نصب على الاستثناء المتصل، وإن كان الضمير يراد به الكفار فالاستثناء منقطع، ويصح أن يكون في موضع رفع علة الابتداء والخبر تقديره: فإنه يغني بعضهم عن بعض في الشفاعة ونحوها، أو يكون تقديره: فإن الله ينصره.
وقوله تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} روي عن ابن زيد {الأثيم} المشار إليه: أبو جهل، ثم هي بالمعنى تتناول كل أثيم، وهو كل فاجر يكتسب الإثم، وروي عن ابن زيد أن أبا الدرداء أقرأ أعرابياً فكان يقول: طعام اليتيم، فرد عليه أبو الدرداء مراراً فلم يلقن، فقال له: قل طعام الفاجر، فقرئت كذلك، وإنما هي على التفسير. و: {شجرة الزقوم} هي الشجرة الملعونة في القرآن، وهي تنبت في أصل الجحيم، وهي التي طلعها كأنه رؤوس الشياطين.
وروي أن أبا جهل لما نزلت هذه الآية فيه، وأشار الناس بها إليه، جمع عجوة بزبد ودعا إليها ناساً وقال لهم: تزقموا، فإن الزقوم هو عجوة يثرب بالزبد، وهو طعامي الذي حدّث به محمد، وإنما قصد بذلك ضرباً من المغالطة والتلبيس على الجهلة.

.تفسير الآيات (45- 59):

{كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}
قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما: المهل: دردي الزيت وعكره. وقال ابن مسعود وابن عباس أيضاً: المهل ما ذاب من ذهب أو فضة أو حديد أو رصاص ونحوه. قال الحسن: كان ابن مسعود على بيت المال لعمر بالكوفة، فأذاب يوماً فضة مكسرة، فلما انماعت، قال: يدخل من بالباب، فدخلوا، فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدنيا بالمهل. والمعنى أن هذه الشجرة إذا طعمها الكافر في جهنم صارت في جوفه تفعل كما يفعل المهل السخن من الإحراق والإفساد.
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر: {تغلي} بالتاء على معنى: تغلي الشجرة، وهي قراءة عمرو بن ميمون وأبي رزين والحسن والأعرج وابن محيصن وطلحة. وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص: {يغلي} على معنى: يغلي الطعام، وهي قراءة مجاهد وقتادة والحسن بخلاف عنه. و: {الحميم}: الماء الساخن الذي يتطاير من غليانه.
وقوله تعالى: {خذوه} الآية، معناه: يقال يومئذ للملائكة عن هذا الأثيم {خذوه فاعتلوه}. والعتل: السَّوق بعنف وإهانة ودفع قوي متصل، كما يساق أبداً مرتكب الجرائم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: بضم التاء، والباقون بكسرها، وقد روي الضم عن أبي عمرو، وكذلك روي الوجهان عن الحسن وقتادة والأعرج.
والسواء: الوسط، وقيل المعظم وذلك متلازم في العظم أبداً من مثل هذا إنما هو في الوسط، وفي الآية ما يقتضي أن الكافر يصب على رأسه من حميم جهنم، وهو ما يغلى فيها من ذوب، وهذا كما في قوله تعالى: {يصب من فوق رؤوسهم الحميم} [الحج: 19] وإلى هذا نظر بعض ولاة المدينة فإنه كان يصب الخمر على رأس الذي شربها أو توجد عنده عقوبة له وأدباً، ذكر ذلك ابن حبيب في الواضحة.
وقوله تعالى: {ذق، إنك أنت العزيز الكريم} مخاطبة على معنى هذا التقريع، ويروى عن قتادة أن أبا جهل لما نزلت: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [الدخان: 43-44] قال أيتهددني محمد وأنا ما بين جبليها أعزمني وأكرم، فنزلت هذه الآيات، وفي آخرها: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} أي على قولك، وهذا كما قال جرير:
ألم يكن في وسوم قد وسمت بها ** من خان موعظة يا زهرة اليمن

يقولها للشاعر الذي سمى نفسه به، وذلك في قوله:
أبلغ كليباً وأبلغ عنك شاعرها ** أني الأعز وأني زهرة اليمن

فجاء بيت جرير على هذا الهزء.
وقرأ الجمهور: {إنك} بكسر الهمزة. وقرأ الكسائي وحده: {أنك} بفتح الألف، والمعنى واحد في المقصد وإن اختلف المؤخذ إليه، وبالفتح قرأها على المنبر الحسين بن علي بن أبي طالب أسنده إليه الكسائي وأتبعه فيها.
وقوله تعالى: {إن هذا ما كنتم به تمترون} عبارة عن قول يقال للكفرة عند عذابهم، أي هذه الآخرة وجهنم التي كنتم تشكون فيها. ثم ذكر تعالى حالة المتقين بعقب ذكر حالة الكافر ليبين الفرق.
وقرأ نافع وابن عامر: {في مُقام} بضم الميم، وهي قراءة أبي جعفر وشيبة وقتادة وعبد الله بن عمر بن الخطاب والحسن والأعرج. وقرأ الباقون: {في مَقام} بفتحها، وهي قراءة أبي رجاء وعيسى ويحيى والأعمش.
و: {أمين} يؤمن فيه الغير، فكأنه فعيل بمعنى مفعول، أي مأمون فيه. وكسر عاصم العين من عِيون. قال أبو حاتم: وذلك مردود عند العلماء، ومثله شيوخ وبيوت، بكسر الشين والباء. والسندس: رقيق الحرير. والاستبرق: خشينه.
وقرأ ابن محيصن: {واستبرقَ} بالوصل وفتح القاف.
وقوله: {متقابلين} وصف لمجالس أهل الجنة، لأن بعضهم لا يستدبر بعضاً في المجالس، وقوله: {كذلك وزوجناهم} تقديره: والأمر كذلك.
وقرأ الجمهور: {عين} وهو جمع عيناء. وقرأ ابن مسعود: {عيس}، وهو جمع عيساء، وهي أيضاً البيضاء، وكذلك هي من النوق. وقرأ عكرمة: {بحورِ عين} على ترك التنوين في حور وأضافها إلى عين. قال أبو الفتح: الإضافة هنا تفيد ما تفيد الصفة، وروى أبو قرصافة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إخراج القمامة من المسجد من مهور الحور العين».
وقوله تعالى: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين} معناه: يدعون الخدمة والمتصرفين.
وقوله تعالى: {إلا الموتة الأولى} قدر قوم {إلا} بسوى، وضعف ذلك الطبري، وقدرها ببعد، وليس تضعيفه بصحيح، بل يصح المعنى بسوى ويتسق، وأما معنى الآية: فبين أنه نفى عنهم ذوق الموت، وأنه لا ينالهم من غير ذلك ما تقدم في الدنيا، والضمير في قوله: {يسرناه} عائد على القرآن. وقوله: {بلسانك} معناه بلغة العرب ولم يرد الجارحة.
وقوله: {فارتقب إنهم مرتقبون} معناه: {فارتقب} نصرنا لك، {إنهم مرتقبون} فيما يظنون الدوائر عليك، وفي هذه الآية وعد له، ووعيد لهم، وفيها متاركة، وهذا وما جرى منسوخ بآية السيف.