فصل: تفسير الآيات (87- 88):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (85- 86):

{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}
قوله تعالى: {وَذَا الْكِفْلِ} فيه قولان:
أحدهما: أنه لم يكن نبياً وكان عبداً صالحاً كُفِلَ لنبي قيل إنه اليسع بصيام النهار وقيام الليل، وألا يغضب، ويقضي بالحق، فوفى به فأثنى الله عليه، قاله أبو موسى، ومجاهد، وقتادة.
الثاني: أنه كان نبياً كفل بأمر فوفى به، قاله الحسن.
وفي تسميته بذي الكفل ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه كان....
الثاني: لأنه كفل بأمر فوفى به.
الثالث: لأن ثوابه ضعف ثواب غيره ممن كان في زمانه.

.تفسير الآيات (87- 88):

{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}
قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ} وهو يونس بن متى، سمي بذلك لأنه صاحب الحوت، كما قال تعالى: {فَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: 48] والحوت النون، نسب إليه لأنه ابتلعه، ومنه قول الشاعر:
يا جيد القصر نِعم القصر والوادي ** وجيداً أهله من حاضر بادي

توفي قراقره والوحش راتعه ** والضب والنون والملاح والحادي

يعني أنه يجتمع فيه صيد البر والبحر، وأهل المال والظهر، وأهل البدو والحضر.
{إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني مراغماً للملك وكان اسمه حزقيا ولم يكن به بأس، حكاه النقاش.
الثاني: مغاضباً لقومه، قاله الحسن.
الثالث: مغاضباً لربه، قاله الشعبي، ومغاضبته ليست مراغمة، لأن مراغمة الله كفر لا تجوز على الأنبياء، وإنما هي خروجه بغير إذن، فكانت هي معصيته.
وفي سبب ذهابه لقومه وجهان:
أحدهما: أنه كان في خُلُقِه ضيق، فلما حملت عليه أثقال النبوة ضاق ذرعه بها ولم يصبر لها، وكذلك قال الله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل} [الأحقاف: 35] قاله وهب.
الثاني: أنه كان من عادة قومه أن من كذب قتلوه، ولم يجربواْ عليه كذباً، فلما أخبرهم أن العذاب يحل بهم ورفعه الله عنهم، قال لا أرجع إليهم كذّاباً، وخاف أن يقتلوه فخرج هارباً.
{فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: فظن أن لن نضيق طرقه، ومنه قوله: {وَمَن قَدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] أي ضيق عليه، قاله ابن عباس.
الثاني: فظن أن لن نعاقبه بما صنع، قاله قتادة، ومجاهد.
الثالث: فظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا، حكاه ابن شجرة، قال الفراء: معناه لن نُقِدرَ عليه من العقوبة ما قَدَّرْنَا، مأخوذ من القدر، وهو الحكم دون القدرة، وقرأ ابن عباس: نقدّر بالتشديد، وهو معنى ما ذكره الفراء، ولا يجوز أن يكون محمولاً على العجز عن القدرة عليه لأنه كفر.
الرابع: أنه على معنى استفهام، تقديره: أفظن أن لن نقدر عليه، فحذف ألف الاستفهام إيجازاً، قاله سليمان بن المعتمر.
{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} فيه قولان:
أحدهما: أنها ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة جوف الحوت، قاله ابن عباس، وقتادة. الثاني: وقتادة.
الثاني: أنها ظلمة الحوت في بطن الحوت، قاله سالم بن أبي الجعد.
ويحتمل ثالثاً: أنها ظلمة الخطيئة، وظلمة الشدة، وظلمة الوحدة.
{أَن لاَّ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} يعني لنفسي في الخروج من غير أن تأذن لي، ولم يكن ذلك عقوبة من الله، لأن الأنبياء لا يجوز أن يعاقبوا، وإنما كان تأديباً، وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان.
قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} وفي استجابة الدعاء قولان:
أحدهما: أنه ثواب من الله للداعي ولا يجوز أن يكون غير ثواب.
والثاني: أنه استصلاح فربما كان ثواباً وربما كان غير ثواب.
{وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} يحتمل وجهين:
أحدهما: من الغم بخطيئته.
الثاني: من بطن الحوت لأن الغم التغطية. وقيل: إن الله أوحى إلى الحوت ألاّ تكسر له عظماً، ولا تخدش له جلداً.
وحينما صار في بطنه: قال يا رب اتخذتَ لي مسجداً في مواضع ما اتخذها أحد.
وفي مدة لبثه في بطن الحوت ثلاثة أقاويل:
أحدها: أربعون يوماً.
الثاني: ثلاثة أيام.
الثالث: من ارتفاع النهار إلى آخره. قال الشعبي: أربع ساعات، ثم فتح الحوت فاه فرأى يونس ضوء الشمس، فقال: سبحانك إني كنت من الظالمين، فلفظه الحوت.

.تفسير الآيات (89- 90):

{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)}
{رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: خلياًمن عصمتك، قاله ابن عطاء.
الثاني: عادلاً عن طاعتك.
الثالث: وهو قول الجمهور يعني وحيداً بغير ولد.
{وَأَنتَ خَيْرُ الَْوَارِثينَ} أي خير من يرث العباد من الأهل والأولاد، ليجعل رغبته إلى الله في الولد والأهل لا بالمال، ولكن ليكون صالحاً، وفي النبوة تالياً.
قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهْبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} فيه وجهان:
أحدهما: أنها كانت عاقراً فَجُعَِلَتْ ولوداً. قال الكلبي: وَلَدَتْ له وهو ابن بضع وسبعين سنة.
والثاني: أنها كانت في لسانها طول فرزقها حُسْنَ الخَلْقِ، وهذا قول عطاء، وابن كامل.
{يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أي يبادرون في الأعمال الصالحة، يعني زكريا، وامرأته، ويحيى.
{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} فيه أربعة أوجه:
أحدها: رغباً في ثوابنا ورهباً من عذابنا.
الثاني: رغباً في الطاعات ورهباً من المعاصي.
والثالث: رغباً ببطون الأكف ورهباً بظهور الأكف.
والرابع: يعني طمعاً وخوفاً.
ويحتمل وجهاً خامساً: رغباً فيما يسعون من خير، ورهباً مما يستدفعون من شر.
{وَكَانُواْ لَنَا خَاشِعِينَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني متواضعين، وهذا قول ابن عباس.
والثاني: راغبين راهبين، وهو قول الضحاك.
والثالث: أنه وضع اليمنى على اليسرى، والنظر إلى موضع السجود في الصلاة.

.تفسير الآية رقم (91):

{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}
قوله عز وجل: {الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} فيه وجهان:
أحدها: عفّت فامتنعت عن الفاحشة.
والثاني: أن المراد بالفَرْج فَرْجُ درعها منعت منه جبريل قبل أن تعلم أنه رسول.
{فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا} أي أجرينا فيها روح المسيح كما يجري الهواء بالنفخ، فأضاف الروح إليه تشريفاً له، وقيل بل أمر جبريل فحلّ جيب ردعها بأصابعه ثم نفخ فيه فحملت من وقتها.
{وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا ءَايَةً لِّلْعَالَمِينَ} لأنها حملت من غير مسيس، ووُلد عيسى من غير ذَكَرٍ، مع كلامه في المهد، ثم شهادته ببراءتها من الفاحشة، فكانت هذه هي الآية، قال الضحاك: ولدته في يوم عاشوراء.

.تفسير الآيات (92- 94):

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)}
قوله عز وجل: {إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً} معناه أن دينكم دين واحد، وهذا قول ابن عباس، وقتادة.
ويحتمل عندي وجهين آخرين:
أحدهما: أنكم خلق واحد، فلا تكونوا إلا على دين واحد.
والثاني: أنكم أهل عصر واحد، فلا تكونوا إلا على دين واحد.
{وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} فأوصى ألا يعبد سواه.
{وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: اختلفوا في الدين، قاله الأخفش.
الثاني: تفرقوا، قاله الكلبي.

.تفسير الآيات (95- 97):

{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)}
قوله عز وجل: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} فيه تأويلان:
أحدهما: معناه حرام على قرية وجدناها هالكة بالذنوب أنهم لا يرجعون إلى التوبة، وهو قول عكرمة.
الثاني: وحرام على قرية أهلكناها بالعذاب أنهم لا يرجعون إلى الدنيا، وهذا قول الحسن، وقرأ أبن عباس: وحَرُم على قرية، وتأويلها ما قاله سفيان: وجب على قرية أهلكناها. [أنهم لا يرجعون قال: لا يتوبون].
قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا فُتِحتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} أي فتح السد، وهو من أشراط الساعة، وروى أبو هريرة عن زينب بنت جحش قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً في بيته، فاستيقظ محمرة عيناه، فقال: «لاَ إِله إِلاَّ اللَّهَ ثَلاَثاً، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجُ مِثْلَ هذَا» وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عِقْدِ التِّسْعِينَ.
ويأجوج ومأجوج قيل إنهما أخوان، وهما ولدا يافث بن نوح، وفي اشتقاق اسميهما قولان:
أحدهما: أنه مشتق من أَجّت النار.
والثاني: من الماء الأُجاج. وقيل إنهم يزيدون على الإِنس الضعف.
{وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} وفي حدب الأرض ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه فجاجها وأطرافها، قاله ابن عباس.
والثاني: حولها.
الثالث: تلاعها وآكامها، مأخوذ من حدبة الظهر، قال عنترة:
فما رعشت يداي ولا ازْدَهاني ** تواترهم إليَّ من الحِداب

وفي قوله: {يَنسِلُونَ} وجهان:
أحدها: معناه يخرجون، ومنه قول امرئ القيس:
فسلي ثيابي من ثيابك تنسلِ ** والثاني: معناه يسرعون، ومنه قول الشاعر:

عسلان الذئب أمسى قارباً ** برد الليل عليه فنسل

وفي الذي هم من كل حدب ينسلون قولان:
أحدهما: هم يأجوج ومأجوج، وهذا قول ابن مسعود.
الثاني: أنهم الناس يحشرون إلى الموقف.

.تفسير الآيات (98- 103):

{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)}
قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: وقود جهنم، وهو قول بن عباس.
الثاني: معناه حطب جهنم، وقرأ علي بن أبي طالب وعائشة: حطب جهنم.
الثالث: أنهم يُرمَون فيها كما يُرْمَى بالحصباء، حتى كأن جهنم تحصب بهم، وهذا قول الضحاك، ومنه قول الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام يضربنا ** بحاصب كنديف القطن منثور

يعني الثلج، وقرأ ابن عباس: حضب جهنم، بالضاد معجمة. قال الكسائي: حضبت النار بالضاد المعجمة إذا أججتها فألقيت فيها ما يشعلها من الحطب.
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى} فيها ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنها الطاعة لله تعالى: حكاه ابن عيسى.
والثاني: السعادة من الله، وهذا قول ابن زيد.
والثالث: الجنة، وهو قول السدي.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: أنها التوبة.
{أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} يعني عن جهنم. وفيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم عيسى والعزير والملائكة الذين عُبِدوا من دون الله وهم كارهون وهذا قول مجاهد.
الثاني: أنهم عثمان وطلحة والزبير، رواه النعمان بن بشيرعن علي بن أبي طالب.
الثالث: أنها عامة في كل من سبقت له من الله الحسنى.
وسبب نزول هذه الآية ما حكي أنه لما نزل قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دَونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال المشركون: فالمسيح والعزير والملائكة قد عُبِدُوا، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مَّنَّا الْحُسْنَى أُولئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} يعني عن جهنم، ويكون قوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} محمولاً على من عذبه ربه.
قوله عز وجل: {لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن الفزع الأكبر النفخة الأخيرة، وهذا قول الحسن.
والثاني: أنه ذبْحُ الموتِ، حكاه ابن عباس.
والثالث: حين تطبق جهنم على أهلها، وهذا قول ابن جريج.
ويحتمل تأويلاً رابعاً: أنه العرض في المحشر.