فصل: بَاب التَّكْبِير عَلَى الْجِنَازَة أَرْبعا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِحْبَاب وقُوف الإِمَام فِي الصَّلَاة عِنْد رَأس الرجل، وعجيزة الْمَرْأَة:

3452- وَعَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صليت وَرَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى امْرَأَة مَاتَت فِي نفَاسهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا وَسطهَا. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3453- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: صَلَّى عَلَى أم كَعْب، مَاتَت وَهِي نفسَاء.
3454- وَعَن أبي غَالب نَافِع، وَقيل رَافع، قَالَ: صليت مَعَ أنس بن مَالك عَلَى جَنَازَة رجل فَقَامَ حِيَال رَأسه، ثمَّ جَاءُوا بِجنَازَة امْرَأَة من قُرَيْش، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَة صل عَلَيْهَا. فَقَامَ حِيَال وسط السرير، فَقَالَ لَهُ الْعَلَاء بن زِيَاد: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ عَلَى الْجِنَازَة مقامك مِنْهَا، وَمن الرجل مقامك مِنْهُ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَلَمَّا فرغ. قَالَ: احْفَظُوا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
3455- وَقَالَ: "حَدِيث حسن". وَهَذَا لَفظه.
3456- وَلَفظ أبي دَاوُد: أَن أنسا قَامَ عِنْد رَأس رجل، فَكبر أَربع تَكْبِيرَات لم يطلّ وَلم يسْرع. ثمَّ ذهب يقْعد. فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَة، الْمَرْأَة الْأَنْصَارِيَّة، فقربوه وَعَلِيهِ نعش أَخْضَر، فَقَامَ عِنْد عجيزتها فَصَلى عَلَيْهَا نَحْو صلَاته عَلَى الرجل ثمَّ جلس، فَقَالَ الْعَلَاء بن زِيَاد: يَا أَبَا حَمْزَة، هَكَذَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَة كصلاتك يكبر أَرْبعا، وَيقوم عِنْد رَأس الرجل، وعجيزة الْمَرْأَة؟ قَالَ: نعم.
3457- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «أَن الْمَرْأَة قرشية».
3458- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «أنصارية». فلعلها كَانَ نَسَبهَا من قُرَيْش، وبالحلف من الْأَنْصَار، أَو عَكسه. وَالْقَائِل: احْفَظُوا، هُوَ الْعَلَاء بن زِيَاد.
3459- وَعَن عمار بن أبي عمار، قَالَ: شهِدت جَنَازَة أم كُلْثُوم وَابْنهَا، فجُعل الْغُلَام مِمَّا يَلِي الإِمَام، فأنكرت ذَلِك وَفِي الْقَوْم ابْن عَبَّاس، وَأَبُو سعيد، وَأَبُو قَتَادَة، وَأَبُو هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم. فَقَالُوا: هَذِه السّنة. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
3460- وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ: وَكَانَ فِي الْقَوْم الْحسن، وَالْحُسَيْن، وَأَبُو هُرَيْرَة، وَابْن عمر، وَنَحْو من ثَمَانِينَ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
3461- وَفِي رِوَايَة: إِن الإِمَام كَانَ ابْن عمر.
3462- وَعَن نَافِع: أَن ابْن عمر صَلَّى عَلَى تسع جنائز رجال وَنسَاء، فَجعل الرِّجَال مِمَّا يَلِي الإِمَام، وَجعل النِّسَاء مِمَّا تلِي الْقبْلَة، وَصفهم صفا وَاحِدًا، وَوضعت جَنَازَة أم كُلْثُوم بنت عَلّي امْرَأَة عمر بن الْخطاب، وَابْن لَهَا يُقَال لَهُ زيد بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، وَالْإِمَام يَوْمئِذٍ سعيد بن العَاصِي، وَفِي النَّاس يَوْمئِذٍ ابْن عَبَّاس، وَأَبُو هُرَيْرَة، وَأَبُو سعيد، وَأَبُو قَتَادَة، فَوضع الْغُلَام مِمَّا يَلِي الإِمَام. وَذكر الحَدِيث. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن.

.بَاب جَوَاز الصَّلَاة عَلَى الْمَيِّت وَدَفنه فِي كل السَّاعَات من اللَّيْل وَالنَّهَار:

3463- فِيهِ، حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وَسبق فِي بَاب الْكَفَن.
3464- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى رجل بعد مَا دفن بليلة قَامَ هُوَ أَصْحَابه، وَكَانَ سَأَلَ عَنهُ. فَقَالَ: «من هَذَا؟» قَالُوا: فلَان، دفن البارحة. فصلوا عَلَيْهِ. مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه للْبُخَارِيّ.
3465- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَأَى نَاس نَارا فِي الْمقْبرَة فأتوها، فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْقَبْر، وَإِذا هُوَ يَقُول: «ناولوني صَاحبكُم» فَإِذا هُوَ الرجل الَّذِي كَانَ يرفع صَوته بِالذكر. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
3466- قَالَ الْحَاكِم:صَحِيح.
3467- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وروينا عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دفن لَيْلًا.
3468- وَعَن ابْن عَبَّاس، أَن فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها دفنت لَيْلًا.
3469- وَعَن غَيره، أَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دفن لَيْلًا،
3470- وَأَن أَبَا هُرَيْرَة صَلَّى عَلَى عَائِشَة حِين صلوا الصُّبْح.
3471- وَأما حَدِيث جَابر السَّابِق (فِي بَاب الْكَفَن ) فِي الزّجر عَن الدّفن بِاللَّيْلِ فَفِيهِ التَّصْرِيح بِأَن الْمنْهِي عَنهُ الدّفن قبل الصَّلَاة.
3472- وَأما حَدِيث عقبَة بن عَامر السَّابِق فِي بَاب الْأَوْقَات الْمنْهِي عَن الصَّلَاة فِيهَا: «ثَلَاث سَاعَات كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينهانا أَن نصلي فِيهِنَّ، وَأَن نقبر فِيهِنَّ مَوتَانا» فَهُوَ مَحْمُول عَلَى من يتَحَرَّى الدّفن فِي هَذِه الْأَوْقَات الثَّلَاثَة دون غَيره.
3473- وَرَوَى مَالك فِي " الْمُوَطَّأ " عَن نَافِع، أَن ابْن عمر كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِز بعد الصُّبْح وَبعد الْعَصْر إِذا صليتا لوقتهما.

.بَاب التَّكْبِير عَلَى الْجِنَازَة أَرْبعا:

3474- فِيهِ، حَدِيث النَّجَاشِيّ فِي «الصَّلَاة عَلَى الْغَائِب».
3475- وَحَدِيث أبي غَالب عَن أنس السَّابِق فِي «وقُوف الإِمَام عِنْد رَأس الرجل».
3476- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى قَالَ: كَانَ زيد يكبر عَلَى جنائزنا أَرْبعا، وَإنَّهُ كبّر عَلَى جَنَازَة خمْسا، فَسَأَلته فَقَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكبرها» رَوَاهُ مُسلم. وَالْمرَاد زيد بن أَرقم.
3477- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه كبر عَلَى سهل بن حنيف سِتا، وَكَانَ شهد بَدْرًا. رَوَاهُ البرقاني فِي صَحِيحه.
3478- وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بإسنادهما أَن عليا كَانَ يكبر عَلَى أهل بدر سِتا، وَعَلَى سَائِر الصَّحَابَة خمْسا، وَعَلَى سَائِر النَّاس أَرْبعا.

.بَاب قِرَاءَة الْفَاتِحَة، وَالصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صَلَاة الْجِنَازَة:

3479- عَن طَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف قَالَ: صليت خلف ابْن عَبَّاس عَلَى جَنَازَة فَقَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب، فَقَالَ: «لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سنة» رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَوْله: سنة، كَقَوْل الصَّحَابِيّ: من السّنة كَذَا.
3480- وَفِي رِوَايَة للبيهقي بِإِسْنَاد البُخَارِيّ، وَقَالَ: «إِنَّهَا من السّنة».
3481- وَفِي رِوَايَة: «إِنَّهَا سنة». مَعْنَى لِتَعْلَمُوا أَن الْقِرَاءَة مَأْمُور بهَا.
3482- وَفِي رِوَايَة للبيهقي: «فَقَرَأَ بِفَاتِحَة الْكتاب وَسورَة».
3483- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «ذكر السُّورَة غير مَحْفُوظ».
3484- وَعَن أبي أُمَامَة سهل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «السّنة فِي الصَّلَاة عَلَى الْجِنَازَة أَن يقْرَأ فِي التَّكْبِيرَة الأولَى بِأم الْقُرْآن مخافتة، ثمَّ يكبر ثَلَاثًا، وَالتَّسْلِيم عِنْد الْآخِرَة» رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ. وَأَبُو أُمَامَة هَذَا صَحَابِيّ.
3485- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف، عَن جَابر: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كبر عَلَى الْمَيِّت أَرْبعا، وَقَرَأَ بِأم الْقُرْآن بعد التَّكْبِيرَة الأولَى».
3486- وَعَن أم شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن نَقْرَأ عَلَى الْجِنَازَة بِفَاتِحَة الْكتاب» رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد فِيهِ مُخْتَلف فِي توثيقه.
3487- وَعَن أبي أُمَامَة سهل بن حنيف أَنه أخبرهُ رجال من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة عَلَى الْجِنَازَة، أَن يكبر الإِمَام، ثمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويخلص الصَّلَاة فِي التَّكْبِيرَات الثَّلَاث، ثمَّ يسلم تَسْلِيمًا خفِيا، وَالسّنة أَن يفعل من وَرَاءه مثل مَا يفعل إِمَامه. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3488- وَرَوَى ذكر الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من رِوَايَة ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب الدُّعَاء فِي صَلَاة الْجِنَازَة:

3489- عَن عَوْف بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى جَنَازَة، فَحفِظت من دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُول: «اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه، وعافه واعف عَنهُ، وَأكْرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا نقيت الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجا خيرا من زوجه، وَأدْخلهُ الْجنَّة، وأعذه من عَذَاب الْقَبْر، وَمن عَذَاب النَّار» حَتَّى تمنيت أَن أكون أَنا ذَلِك الْمَيِّت لدعاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ مُسلم.
3490- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «وقه فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب النَّار».
3491- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لحينا وميتنا، وصغيرنا وَكَبِيرنَا، وَذكرنَا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللَّهُمَّ من أحييته منا فأحيه عَلَى الْإِسْلَام، وَمن توفيته منا فتوفه عَلَى الْإِيمَان، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمنَا أجره، وَلَا تفتنا بعده» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالْحَاكِم.
3492- وَقَالَ: «صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم».
3493- وَوَقع فِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «من أحييته منا فأحيه عَلَى الْإِيمَان، وَمن توفيته منا فتوفه عَلَى الْإِسْلَام» وَالْمَشْهُور مَا سبق.
3494- وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي قَتَادَة مَرْفُوعا.
3495- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من رِوَايَة إِبْرَاهِيم الأشْهَلِي، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
3496- قَالَ التِّرْمِذِيّ:قَالَ البُخَارِيّ: أصح رِوَايَات هَذَا الحَدِيث رِوَايَة الأشْهَلِي.
3497- قَالَ: وَأَصَح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث عَوْف.
3498- وَعَن أبي هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِذا صليتم عَلَى الْمَيِّت فأخلصوا لَهُ الدُّعَاء» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد. فَلَعَلَّهُ ثَبت عِنْده سَماع ابْن إِسْحَاق مِنْهُ.
3499- وَعنهُ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة عَلَى الْجِنَازَة: «اللَّهُمَّ أَنْت رَبهَا، وَأَنت خلقتها، وَأَنت هديتها لِلْإِسْلَامِ، وَأَنت قبضت روحها، وَأَنت أعلم بسرها وعلانيتها، جِئْنَا شُفَعَاء فَاغْفِر لَهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
3500- وَعَن وَاثِلَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى رجل من الْمُسلمين فَسَمعته يَقُول: «اللَّهُمَّ إِن فلَان بن فلَان فِي ذِمَّتك وحبل جوارك، فقه فتْنَة الْقَبْر، وَعَذَاب النَّار، وَأَنت أهل الْوَفَاء وَالْحَمْد، فَاغْفِر لَهُ وارحمه، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
3501- وَعَن يزِيد بن ركَانَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَة قَالَ: «اللَّهُمَّ عَبدك، وَابْن أمتك، احْتَاجَ إِلَى رحمتك، وَأَنت غَنِي عَن عَذَابه، إِن كَانَ محسنا فزد فِي إحسانه، وَإِن كَانَ مسيئا فَتَجَاوز عَنهُ» رَوَاهُ الْحَاكِم.
3502- وَقَالَ: "إِسْنَاده صَحِيح". وَفِي الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة.

.بَاب إطالة الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار بعد التَّكْبِيرَة الرَّابِعَة:

3503- عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه كبر عَلَى جَنَازَة ابْنة لَهُ أَربع تَكْبِيرَات، فَقَامَ بعد الرَّابِعَة كَقدْر مَا بَين التكبيرتين، يسْتَغْفر لَهَا وَيَدْعُو. ثمَّ قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصنع هَكَذَا».
3504- وَفِي رِوَايَة: كبر أَرْبعا، فَمَكثَ سَاعَة حَتَّى ظننا أَنه سيكبر خمْسا، ثمَّ سلم عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله. فَلَمَّا انْصَرف قُلْنَا لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «إِنِّي لَا أَزِيدكُم عَلَى مَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصنع» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، وَالْحَاكِم.
3505- وَقَالَ: "حَدِيث صَحِيح".

.بَاب التَّسْلِيم من صَلَاة الْجِنَازَة:

3506- فِيهِ حَدِيث الْبَاب قبله.
3507- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «ثَلَاث خلال كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يفعلهن، تركهن النَّاس؛ إِحْدَاهُنَّ: التَّسْلِيم عَلَى الْجِنَازَة مثل التَّسْلِيم فِي الصَّلَاة» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد جيد.
3508- وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ، حَدِيثا غَرِيب الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أَنه صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَكبر أَرْبعا، وَسلم تَسْلِيمَة وَاحِدَة».
3509- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مَوْقُوفا عَلَى جمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم.
3510- وَفِي " الْمُوَطَّأ " عَن نَافِع، أَن ابْن عمر كَانَ إِذا صَلَّى عَلَى الْجَنَائِز سلم حَتَّى يسمع من يَلِيهِ.

.بَاب رفع الْيَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرَات ووضعها تَحت الصَّدْر:

3511- عَن ابْن عمر أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ عَلَى كل تَكْبِيرَة من تَكْبِير الْجَنَائِز. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.

.فصل فِي ضعيفه:

3512- مِنْهُ، عَن ابْن عَبَّاس،
3513- وَعَن أبي هُرَيْرَة: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَة رفع يَدَيْهِ فِي أول تَكْبِيرَة». زَاد ابْن عَبَّاس: «ثمَّ لَا يعود». رَوَاهُمَا الدراقطني، وهما ضعيفان.
3514- وَعَن أبي هُرَيْرَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَرفع يَدَيْهِ فِي أول تَكْبِيرَة، وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف، فِيهِ يزِيد ابْن سِنَان أَبُو فَرْوَة، وَهُوَ ضَعِيف.
3515- قَالَ التِّرْمِذِيّ: «لَا نَعْرِف هَذَا الحَدِيث إِلَّا من هَذَا الْوَجْه».

.بَاب يُصَلِّي الْمَسْبُوق مَا أدْركهُ مَعَ الإِمَام، فَإِذا سلم الإِمَام أَتَى بِالْبَاقِي بأذكاره، وَمن فَاتَتْهُ الصَّلَاة صَلَّى جمَاعَة أَو فُرَادَى، وَتجوز جمَاعَة بعد جمَاعَة، لَكِن من صَلَّى مرّة لَا يُصَلِّي ثَانِيًا، وَإِن أدْرك جمَاعَة كَبِيرَة:

3516- أما الْمَسْبُوق، فالعمدة فِيهِ قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا».
3517- وَأما من فَاتَتْهُ الصَّلَاة، فالعمدة فِيهِ الْأَحَادِيث الَّتِي سنذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الْبَاب بعده.
3518- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه أَمر جمَاعَة فَاتَتْهُمْ صَلَاة الْجِنَازَة مَعَه أَن يصلوها.
3519- وَعَن أنس، أَنه فَاتَتْهُ صَلَاة جَنَازَة فَصَلى عَلَيْهَا والسرير مَوْضُوع. رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ.

.بَاب جَوَاز الصَّلَاة عَلَيْهِ بعد الدّفن:

3520- عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَى قبر منبوذ. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3521- وَفِي رِوَايَة: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى قبر دفن لَيْلًا، فَقَالَ: «مَتى دفن هَذَا؟» فَقَالُوا: البارحة، فَقَالَ: «أَفلا آذنتموني» قَالُوا: دفناه فِي ظلمَة اللَّيْل، فكرهنا أَن نوقظك، فَقَامَ فصفنا خَلفه فَصَلى عَلَيْهِ، وَكبر أَرْبعا.
3522- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن أسود، رجلا أَو امْرَأَة، كَانَ يكون فِي الْمَسْجِد يقم الْمَسْجِد، فَمَاتَ وَلم يعلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَوْتِهِ، فَذكره ذَات يَوْم، فَقَالَ: «مَا فعل ذَلِك الْإِنْسَان؟» قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَاتَ. قَالَ: «أَفلا آذنتموني؟» فَقَالُوا: إِنَّه كَانَ كَذَا وَكَذَا، قصَّة، فحقروا شَأْنه، قَالَ: «فدلوني عَلَى قَبره»، فَأَتَى قَبره، فَصَلى عَلَيْهِ. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3523- زَاد مُسلم: فَصَلى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: «إِن هَذِه الْقُبُور مَمْلُوءَة ظلمَة عَلَى أَهلهَا، وَإِن الله تَعَالَى ينورها لَهُم بصلاتي عَلَيْهِم».
3524- وَعَن سعيد بن الْمسيب، أَن أم سعد- تَعْنِي ابْن عبَادَة- مَاتَت، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غَائِب فَلَمَّا قدم صَلَّى عَلَيْهَا، وَقد مَضَى لذَلِك شهر. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره هَكَذَا مُرْسلا.
3525- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَهُوَ مُرْسل صَحِيح.
3526- قَالَ: وَرُوِيَ مَوْصُولا من رِوَايَة ابْن عَبَّاس، وَالْمَشْهُور الْمُرْسل.
3527- وَأما مَا رُوِيَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَى قبر بعد ثَلَاثَة أَيَّام».
3528- فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: «هَذَا التَّوْقِيت لَا يَصح أصلا، وَالله أعلم».

.بَاب الصَّلَاة عَلَى الطِّفْل والسقط إِذا اسْتهلّ:

3529- عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الرَّاكِب خلف الْجِنَازَة، والماشي حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا، والطفل يصلى عَلَيْهِ» رَوَاهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ.
3530- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
3531- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد بِإِسْنَاد ضَعِيف: «والسقط يصلى عَلَيْهِ».
3532- وَعَن جَابر، رَفعه: «إِذا اسْتهلّ السقط صلي عَلَيْهِ ووُرّث» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وضعفاه.
3533- وَقَالا: «الْأَصَح أَنه مَوْقُوف».
3534- وَرويت مَرَاسِيل: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَى ابْنه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَرُوِيَ أَنه لم يصل عَلَيْهِ.
3535- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: رِوَايَات إِثْبَات الصَّلَاة عَلَيْهِ أولَى. وَقيل لَعَلَّه أَمرهم بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، واشتغل بِصَلَاة الْكُسُوف جمعا بَين الرِّوَايَتَيْنِ إِن صحتا.

.بَاب الصَّلَاة عَلَى من مَاتَ فِي حد أَو قتل نَفسه أَو عَصَى بِغَيْر ذَلِك:

3536- فِيهِ حَدِيث عمرَان بن الْحصين السَّابِق فِي بَاب وَصِيَّة أهل الْمَرِيض بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ.
3537- وَرَوَى مُسلم الصَّلَاة عَلَى الغامدية بعد أَن رجمت من رِوَايَة بُرَيْدَة.
3538- وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رجلا من أسلم جَاءَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاعترف بِالزِّنَا، فَأَعْرض عَنهُ حَتَّى شهد عَلَى نَفسه أَربع مَرَّات، فَأمر بِهِ فرجم بالمصلى حَتَّى مَاتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خيرا وَصَلى عَلَيْهِ. رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول كتاب الْمُحَاربين فِي بَاب الرَّجْم بالمصلى عَن مَحْمُود بن غيلَان عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن جَابر.
3539- ثمَّ قَالَ: لم يقل يُونُس وَابْن جريج عَن الزُّهْرِيّ: فَصَلى عَلَيْهِ.
3540- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من رِوَايَة عبد الرَّزَّاق أَيْضا عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: فرجم حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خيرا، وَلم يصل عَلَيْهِ.
3541- قَالَ التِّرْمِذِيّ:حَدِيث صَحِيح.
3542- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن مَاعِز بن مَالك أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: إِنَّه زنَى، فَأمر بِهِ فرجم وَلم يصل عَلَيْهِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح مُتَّصِلا، وَالنَّسَائِيّ مُرْسلا عَن عِكْرِمَة.
3543- وَفِي سنَن أبي دَاوُد، عَن نفر من أهل الْبَصْرَة عَن أبي بَرزَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يصل عَلَى مَاعِز، وَلم ينْه عَن الصَّلَاة عَلَيْهِ». فقد تَعَارَضَت الْأَدِلَّة فِي الصَّلَاة عَلَى مَاعِز. فيجاب بِأَن رِوَايَة الْإِثْبَات مُقَدّمَة لِأَنَّهَا زِيَادَة علم، أَو أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمرهم بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَلم يصل بِنَفسِهِ.
3544- وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِرَجُل قتل نَفسه بمشاقص فَلم يصل عَلَيْهِ. رَوَاهُ مُسلم.
3545- وَعَن أبي عمْرَة، عَن زيد بن خَالِد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رجلا من الْمُسلمين توفّي بِخَيْبَر، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «صلوا عَلَى صَاحبكُم» فتغيرت وُجُوه الْقَوْم لذَلِك، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بهم قَالَ: «إِن صَاحبكُم غل فِي سَبِيل الله» ففتشنا مَتَاعه، فَوَجَدنَا فِيهِ خرزا من خرز الْيَهُود مَا يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة بِإِسْنَاد صَحِيح إِلَى أبي عمْرَة، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد. وَلَكِن أَبُو عمْرَة مولَى زيد لَا يعرف حَاله، وَلَا يعرف لَهُ إِلَّا راو وَاحِد، فَيكون مَجْهُول الْعين.

.فصل فِي ضعيفه:

3546- وَمِنْه، عَن مَكْحُول عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «صلوا خلف كل بر وَفَاجِر، وصلوا عَلَى كل بر وَفَاجِر، وَجَاهدُوا مَعَ كل بر وَفَاجِر» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْجِهَاد، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ هُنَا.
3547- وَقَالا: «وَهُوَ مُنْقَطع لم يدْرك مَكْحُول أَبَا هُرَيْرَة».
3548- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: قد رُوِيَ فِي الصَّلَاة عَلَى كل بر وَفَاجِر، وَعَلَى من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله، أَحَادِيث كلهَا ضَعِيفَة غَايَة الضعْف. قَالَ: وَأَصَح مَا فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث مَكْحُول هَذَا الْمُرْسل.

.بَاب حمل الْجِنَازَة والإسراع بهَا، وَأَنه لَا يحملهَا إِلَّا الرِّجَال، وَإِن كَانَت امْرَأَة، وَأَنَّهَا تحمل عَلَى سَرِير إِلَّا أَن يتَعَذَّر فَيجوز عَلَى الْأَيْدِي وَغَيرهَا:

3549- عَن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا وضعت الْجِنَازَة فاحتملها الرِّجَال عَلَى أَعْنَاقهم، فَإِن كَانَت صَالِحَة، قَالَت: قدموني، قدموني، وَإِن كَانَت غير صَالِحَة، قَالَت: يَا وَيْلَهَا، أَيْن تذهبون بهَا، يسمع صَوتهَا كل شَيْء إِلَّا الْإِنْسَان، وَلَو سَمعهَا الْإِنْسَان لصعق» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3550- وَعَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مغزى، فأفاء الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابه: «هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟» قَالُوا: نعم، فلَانا وَفُلَانًا. قَالَ: «هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟» قَالُوا: نعم، فلَانا وَفُلَانًا. قَالَ: «هَل تَفْقِدُونَ أحدا؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه» فَطلب فِي الْقَتْلَى فوجوده إِلَى جنب سَبْعَة قد قَتلهمْ، ثمَّ قَتَلُوهُ. فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوقف عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قتل سَبْعَة، ثمَّ قَتَلُوهُ. هَذَا مني، وَأَنا مِنْهُ، هَذَا مني، وَأَنا مِنْهُ» فَوَضعه عَلَى ساعديه لَيْسَ لَهُ سَرِير إِلَّا ساعدا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فحفر لَهُ، وَوضع فِي قَبره، وَلم يذكر غسلا. رَوَاهُ مُسلم.
3551- وَعَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: رَأَيْت سعد بن أبي وَقاص فِي جَنَازَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَائِما بَين العمودين المقدمين، وَاضِعا السرير عَلَى كَاهِله. رَوَاهُ الشَّافِعِي، وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
3552- وَرَوَى الشَّافِعِي، وَغَيره بِإِسْنَاد ضَعِيف: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حمل سعد بن معَاذ بَين العمودين. وَرَوَى الشَّافِعِي، وَالْبَيْهَقِيّ بأسانيد ضَعِيفَة مَعْنَاهُ عَن فعل:
3553- عُثْمَان بن عَفَّان،
3554- وَابْن عَمْرو،
3555- وَابْن الزبير،
3556- وَأبي هُرَيْرَة.
3557- وَأما رِوَايَة أبي دَاوُد وَالطَّيَالِسِي، وَابْن ماجة، وَالْبَيْهَقِيّ بإسنادهم عَن أبي عُبَيْدَة بن بن مَسْعُود، عَن أَبِيه. قَالَ: «إِذا اتبع أحدكُم الْجِنَازَة فليأخذ بجوانب السرير الْأَرْبَعَة، ثمَّ ليتطوع بعد أَن يذر، فَإِنَّهُ من السّنة». فَحَدِيث ضَعِيف مُنْقَطع. لم يدْرك أَبُو عُبَيْدَة أَبَاهُ.
3558- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «أَسْرعُوا بالجنازة، فَإِن تَكُ صَالِحَة فَخير تقدمونها عَلَيْهِ، وَإِن تَكُ سُوَى ذَلِك فشر تضعونه عَن رِقَابكُمْ» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَسقط للْبُخَارِيّ: «عَلَيْهِ».
3559- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «قربتموها إِلَى الْخَيْر».
3560- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن جوشن أَنه كَانَ فِي جَنَازَة عُثْمَان بن أبي العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: فَكُنَّا نمشي مشيا خَفِيفا فلحقنا أَبُو بكرَة، فَرفع سَوْطه، قَالَ: لقد رَأَيْتنَا وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نرمل رملا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بأسانيد صَحِيحَة.
3561- وَفِي رِوَايَة: «فِي جَنَازَة عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة».

.فصل فِي ضعيفه:

3562- مِنْهُ، عَن أبي ماجدة، عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: سَأَلنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمَشْي مَعَ الْجِنَازَة فَقَالَ: «مَا دون الخبب، إِن يكن خيرا تعجل إِلَيْهِ، وَإِن يكن غير ذَلِك فبعدا لأهل النَّار، والجنازة متبوعة، وَلَا تتبع، لَيْسَ مَعهَا من تقدمها» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى ضعفه، وَأَن أَبَا ماجدة مَجْهُول مُنكر الحَدِيث.
3563- قَالَ التِّرْمِذِيّ: لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَسمعت البُخَارِيّ يُضعفهُ وَضَعفه أَيْضا آخَرُونَ.
3564- وَحَدِيث أبي المهزم، عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: «من تبع جَنَازَة، وَحملهَا ثَلَاث مرار، فقد قَضَى مَا عَلَيْهِ من حَقّهَا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَأَشَارَ إِلَى تَضْعِيفه. وَهُوَ ضَعِيف لضعف أبي المهزم.