فصل: بَاب السّكُون فِي السّير بالجنازة وَالسُّكُوت والفكر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب كَرَاهَة شدَّة الْإِسْرَاع مَخَافَة انفجارها:

3565- عَن عَطاء قَالَ: حَضَرنَا مَعَ ابْن عَبَّاس جَنَازَة مَيْمُونَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، بسرف، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَذِه مَيْمُونَة، إِذا وضعتم نعشها، فَلَا تزعزعوه، وَلَا تزلزلوه، وارفقوا. مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب يسْتَحبّ أَن يتَّخذ للْمَرْأَة نعش أَو نَحوه، تحمل فِيهِ ليسترها:

3566- فِيهِ، حَدِيث عَطاء بن ابْن عَبَّاس فِي الْبَاب قبله.
3567- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ: أَن فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أوصت أَن يتَّخذ لَهَا ذَلِك، ففعلوه.

.بَاب اتِّبَاع الْجِنَازَة وَهل يتقدمها المتبع أم يتخلفها:

3568- سبقت أَحَادِيث اتباعها فِي بَاب الصَّلَاة عَلَى الْمَيِّت.
3569- وَحَدِيث الْمُغيرَة فِي بَاب الصَّلَاة عَلَى الطِّفْل.
3570- وَحَدِيث ابْن مَسْعُود السَّابِق قَرِيبا فِي الضَّعِيف.
3571- وَعَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سَالم، عَن ابْن عمر أَنه رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبا بكر وَعمر يَمْشُونَ أَمَام الْجِنَازَة. رَوَاهُ الثَّلَاثَة بأسانيد صَحِيحَة.
3572- وَفِي رِوَايَة للشَّافِعِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ زِيَادَة: وَعُثْمَان.
3573- وَرَوَى مُرْسلا عَن الزُّهْرِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبا بكر وَعمر.
3574- قَالَ التِّرْمِذِيّ:أهل الحَدِيث كَأَنَّهُمْ يرَوْنَ الْمُرْسل أصح، ثمَّ رَوَى عَن ابْن الْمُبَارك قَالَ: الْمُرْسل فِي هَذَا أصح.
3575- وَقَالَ النَّسَائِيّ: الصَّوَاب مُرْسل، وَوَصله خطأ. قلت: الَّذِي وَصله سُفْيَان، وَهُوَ ثِقَة حَافظ إِمَام، وَاخْتِيَار الْبَيْهَقِيّ تَرْجِيح الْمَوْصُول لما ذَكرْنَاهُ.
3576- وَرُوِيَ التِّرْمِذِيّ، عَن أنس كَرِوَايَة ابْن عمر هَذِه.
3577- قَالَ:قَالَ البُخَارِيّ الصَّوَاب مُرْسل، أَيْضا.
3578- وَرُوِيَ الْبَيْهَقِيّ آثارا كَثِيرَة عَن الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، فِي الْمَشْي أمامها.
3579- ثمَّ ذكر بَابا فِي الْمَشْي خلفهَا، أَحَادِيثه كلهَا ضَعِيفَة.
3580- ثمَّ قَالَ:الْآثَار فِي الْمَشْي أمامها أَكثر وَأَصَح.

.بَاب اسْتِحْبَاب الْمَشْي فِي الذّهاب مَعهَا، وَلَا بَأْس بالركوب فِي الرُّجُوع:

3581- عَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بفرس مُعْرَوْرىً، فَرَكبهُ حِين انْصَرف من جَنَازَة ابْن الدحداح، وَنحن نمشي حوله. رَوَاهُ مُسلم.
3582- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اتبع جَنَازَة ابْن الدحداح مَاشِيا وَرجع عَلَى فرس.
3583- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
3584- وَعَن ثَوْبَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَاسا ركبانا عَلَى دوابهم فَقَالَ: «أَلا تستحيون! إِن مَلَائِكَة الله تَعَالَى يَمْشُونَ عَلَى أَقْدَامهم، وَأَنْتُم ركبان!».
3585- وَفِي رِوَايَة: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بِدَابَّة وَهُوَ مَعَ الْجِنَازَة، فَأَبَى أَن يركبهَا، فَلَمَّا انْصَرف أُتى بِدَابَّة فركبها، فَقيل لَهُ، فَقَالَ: «إِن الْمَلَائِكَة كَانَت تمشي فَلم أكن لأركب وهم يَمْشُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُوا ركبت». ذكر الرِّوَايَة الأولَى التِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف، وَالثَّانيَِة أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد.
3586- لَكِن قَالَ الْبَيْهَقِيّ:الْمَحْفُوظ فِي هَذَا الحَدِيث أَنه مَوْقُوف عَلَى ثَوْبَان. قَالَ: وَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ إِن الْمَوْقُوف أصح.
3587- وَفِي حَدِيث ضَعِيف: «مَا ركب فِي عيد وَلَا جَنَازَة».

.بَاب كَرَاهَة اتِّبَاع الْجِنَازَة بِنَار أَو صَوت:

3588- عَن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: إِذا مت فَلَا تصحبني نَار وَلَا نائحة. رَوَاهُ مُسلم، فِي جملَة حَدِيث طَوِيل فِي كتاب الْإِيمَان.
3589- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَفِي وَصِيَّة أبي مُوسَى، وَعَائِشَة، وَعبادَة بن الصَّامِت، وَأبي هُرَيْرَة، وَأبي سعيد، وَأَسْمَاء بنت أبي بكر: «أَن لَا يُتبعوا بِنَار».
3590- فِي وَصِيَّة أبي مُوسَى حِين حَضَره الْمَوْت: إِذا انطلقتم بِي فَأَسْرعُوا بِي الْمَشْي، وَلَا تتبعوني بمجمر، وَلَا تجْعَلُوا عَلَى لحدي شَيْئا يحول بيني وَبَين التُّرَاب، وَلَا تجْعَلُوا عَلَى قَبْرِي بِنَاء.

.وَمن ضعيفه:

3591- مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن رجل من أهل الْمَدِينَة، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوع: «لَا تتبعن الْجِنَازَة بِنَار، وَلَا صَوت» هَكَذَا رَوَاهُ عَن هذَيْن المجهولين.

.بَاب السّكُون فِي السّير بالجنازة وَالسُّكُوت والفكر:

3592- عَن قيس بن عباد قَالَ: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكْرهُونَ رفع الصَّوْت عِنْد الْجَنَائِز، وَعند الْقِتَال، وَعند الذّكر. رَوَاهُ ابْن الْمُنْذر، وَالْبَيْهَقِيّ.

.بَاب يكره للنِّسَاء اتِّبَاع الْجِنَازَة كَرَاهَة تَنْزِيه لَا تَحْرِيم:

3593- عَن أم عَطِيَّة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: نهينَا عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز، وَلم يعزم علينا. مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

3594- مِنْهُ، عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لنسوة جُلُوس: «مَا يجلسكن؟» قُلْنَ: نَنْتَظِر الْجِنَازَة. قَالَ: «فَهَل تغسلن؟» قُلْنَ: لَا. قَالَ: «تحملن؟» قُلْنَ: لَا. قَالَ: «فَهَل تدلين فِيمَن يُدْلِي؟» قُلْنَ: لَا. قَالَ: «فارجعن مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات» رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف، من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن سلمَان الْأَزْرَق، وَهُوَ ضَعِيف.
3595- وَحَدِيث ابْن عَمْرو بن العَاصِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لفاطمة: «مَا أخرجك؟» قَالَت: أتيت أهل هَذَا الْبَيْت فَتَرَحَّمت إِلَيْهِم ميتهم. قَالَ: «لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدى؟» قَالَت: معَاذ الله، أَن أكون بلغتهَا وَقد سَمِعتك تذكر فِي ذَلِك مَا تذكر. فَقَالَ: «لَو بلغتهَا مَعَهم مَا رَأَيْت الْجنَّة حَتَّى يَرَاهَا جد أَبِيك» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ، وَغَيرهمَا بِإِسْنَاد ضَعِيف. الكدى: الْمَقَابِر.

.بَاب الْقيام للجنازة إِذا مرت بِهِ حَتَّى تخلفه، وَعند الْقَبْر حَتَّى تُوضَع عَن الْأَعْنَاق:

3596- عَن عَامر بن ربيعَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا لَهَا حَتَّى تخلفكم أَو تُوضَع» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3597- وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا، فَمن تبعها فَلَا يجلس حَتَّى تُوضَع» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3598- وَعَن أبي سعيد المَقْبُري، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَة، فَأخذ أَبُو هُرَيْرَة بيد مَرْوَان فَجَلَسَا قبل أَن تُوضَع، فجَاء أَبُو سعيد فَأخذ بيد مَرْوَان فَقَالَ: قُم، وَالله لقد علم هَذَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَهَانَا عَن ذَلِك، قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: صدق. رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3599- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: مر بِنَا جَنَازَة، فَقَامَ لَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقمنا بِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّهَا جَنَازَة يَهُودِيّ! فَقَالَ: «فَإِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3600- فَفِي رِوَايَة لمُسلم: «إِن الْمَوْت فزع فَإِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا».
3601- وَفِي رِوَايَة لَهُ: قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه لجنازة يَهُودِيّ حَتَّى تَوَارَتْ.
3602- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، أَن قيس بن سعد وَسَهل بن حنيف كَانَا بالقادسية فمرت بهما جَنَازَة فقاما، فَقيل لَهما: إِنَّهَا من أهل الأَرْض، فَقَالَا: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرت بِهِ جَنَازَة، فَقَامَ، فَقيل: إِنَّه يَهُودِيّ فَقَالَ: «أليست نفسا؟!» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3603- وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: من أهل الأَرْض، أَي من أهل الذِّمَّة.
3604- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن جَنَازَة مرت برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ، فَقيل:
إِنَّهَا جَنَازَة يَهُودِيّ! فَقَالَ: «إِنَّمَا قمنا للْمَلَائكَة» رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.
3605- قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه: رَوَى سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، فِي الحَدِيث السَّابِق: «فَمن اتبع الْجِنَازَة فَلَا يجلس حَتَّى تُوضَع بِالْأَرْضِ». وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة، عَن سُهَيْل: «حَتَّى تُوضَع فِي اللَّحْد». قَالَ: «سُفْيَان أحفظ من أبي مُعَاوِيَة».

.بَاب من زعم أَن الْقيام مَنْسُوخ:

3606- عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَأينَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فقمنا، وَقعد فَقَعَدْنَا. يَعْنِي فِي الْجِنَازَة.
3607- وَفِي رِوَايَة: ثمَّ قعد. رَوَاهُ مُسلم.

.فصل فِي ضعيفه:

3608- مِنْهُ، عَن عبَادَة بن الصَّامِت، كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اتبع جَنَازَة لم يقْعد حَتَّى تُوضَع فِي اللَّحْد، فَعرض لَهُ حبر فَقَالَ: هَكَذَا نصْنَع، فَجَلَسَ، وَقَالَ: «خالفوهم». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَابْن ماجة بِإِسْنَاد ضَعِيف فِيهِ بشر بن رَافع، أَبُو الأسباط، عَن عبد الله بن سُلَيْمَان بن جُنَادَة، وهما ضعيفان.
3609- وَفِي رِوَايَة عَن عَلّي: لم يقم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا مرّة ثمَّ لم يعد. رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد ضَعِيف.

.بَاب الدّفن فِي الْمقْبرَة، وجوازه فِي الْبَيْت، وَأَن من سبق إِلَى مَوضِع من الْمقْبرَة المسبلة فَهُوَ أَحَق، واستحباب جمع الْأَقَارِب فِي مَوضِع:

أما الدّفن فِي الْبَيْت فَفِيهِ دفن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وصاحبيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فِي الْحُجْرَة. وتظاهرت الْأَحَادِيث وَالنَّقْل الْمُتَوَاتر بِأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يدْفن أَصْحَابه فِي البقيع.
3610- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: قُلْنَا يَا رَسُول الله أَلا نَبْنِي لَك بِنَاء يظلك بمنى؟ قَالَ: «لَا، منى مناخ من سبق» رَوَاهُ الدَّارمِيّ، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَابْن ماجة، وَغَيرهم بأسانيد حَسَنَة.
3611- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
3612- وَعَن الْمطلب بن عبد الله الثَّقَفِيّ، قَالَ: لما مَاتَ عُثْمَان بن مَظْعُون، خرج بجنازته، فَدفن، أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا أَن يَأْتِيهِ بِحجر فَلم يسْتَطع حمله، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وحسر عَن ذِرَاعَيْهِ، قَالَ الَّذِي أَخْبرنِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، كَأَنِّي أنظر إِلَى بَيَاض ذراعي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين حسر عَنْهُمَا، ثمَّ حملهَا فوضعها عِنْد رَأسه وَقَالَ: «أتعلم بهَا قبر أخي، وأدفن إِلَيْهِ من مَاتَ من أَهلِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن، وَهُوَ مُتَّصِل لَيْسَ مُرْسلا، لِأَن الْمطلب بَين فِي كَلَامه أَنه أخبرهُ بِهِ صَحَابِيّ حضر الْقِصَّة، وَالصَّحَابَة كلهم عدُول.

.فصل فِي ضعيفه:

3613- مِنْهُ، عَن عَائِشَة قَالَت: اخْتلفُوا أَيْن يدْفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا قبض الله نَبيا إِلَّا فِي الْموضع الَّذِي أحب أَن يدْفن فِيهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَضَعفه.

.بَاب جَوَاز الدّفن فِي اللَّحْد والشق وَأَن اللَّحْد أفضل إِذا أمكن:

3614- عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه قَالَ فِي مَرضه الَّذِي هلك فِيهِ: الحدوا لي لحدا، وانصبوا عَلّي اللَّبن نضبا، كَمَا صنع برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ مُسلم.
3615- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: لما توفّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ بِالْمَدِينَةِ رجل يلْحد، وَآخر يضرح. فَقَالُوا: نستخير رَبنَا، ونبعث إِلَيْهِمَا فَأَيّهمَا سبق تَرَكْنَاهُ. فَأرْسل إِلَيْهِمَا فَسبق صَاحب اللَّحْد، فلحد لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد جيد.

.فصل فِي ضعيفه:

3616- مِنْهُ، حَدِيث: «اللَّحْد لنا، والشق لغيرنا». رَوَاهُ الثَّلَاثَة مَرْفُوعا من رِوَايَة ابْن عَبَّاس بِإِسْنَاد ضَعِيف. مَدَاره عَلَى عبد الْأَعْلَى بن عَامر، وَهُوَ ضَعِيف.
3617- وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن ماجة من رِوَايَة جرير، وَهُوَ ضَعِيف أَيْضا.
3618- وَفِي رِوَايَة ضَعِيفَة لِأَحْمَد: «والشق لأهل الْكتاب».

.بَاب توسيع الْقَبْر وإعماقه:

3619- عَن هِشَام بن عَامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُم يَوْم أحد: «احفروا، وأوسعوا، وأعمقوا» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
3620- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن صَحِيح.
3621- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: جَاءَت الْأَنْصَار إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد، فَقَالُوا: أَصَابَنَا قرح، وَجهد. فَكيف تَأمر؟ فَقَالَ: «احفروا، وأوسعوا، وأعمقوا، وَاجْعَلُوا الرجلَيْن وَالثَّلَاثَة فِي الْقَبْر» قيل: فإيهم يقدم؟ قَالَ: «أَكْثَرهم قُرْآنًا».
3622- وَعَن عَاصِم بن كُلَيْب بن شهَاب، عَن أَبِيه، عَن رجل من الْأَنْصَار قَالَ: خرجنَا فِي جَنَازَة فَجَلَسَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى شَفير الْقَبْر، فَجعل يُوصي الْحَافِر، وَيَقُول: «وسع من قبل الرَّأْس، وأوسع من قبل الرجلَيْن» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.

.بَاب لَا يدْخل الْمَيِّت فِي قَبره إِلَّا الرِّجَال، وَإِن كَانَ امْرَأَة، وأحقهم الْأَقَارِب إِلَّا أَن تكون امْرَأَة لَهَا زوج فَهُوَ أَحَق:

3623- سبق فِي بَاب غسل الْمَيِّت بَيَان الَّذين دفنُوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
3624- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: شَهِدنَا بِنْتا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس عَلَى الْقَبْر، فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ تدمعان. فَقَالَ: «هَل مِنْكُم رجل لم يقارف اللَّيْلَة؟» قَالَ: أَبُو طَلْحَة: أَنا. قَالَ: «فَأنْزل» فَنزل فِي قبرها. رَوَاهُ البُخَارِيّ. قيل مَعْنَاهُ: لم يقارف ذَنبا. وَقيل: لم يُجَامع أَهله.
3625- وَفِي رِوَايَة الإِمَام أَحْمد: «لَا يدْخل الْقَبْر رجل قارف اللَّيْلَة أَهله».
3626- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي، أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كبر عَلَى زَيْنَب بنت جحش رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَرْبعا، ثمَّ أرسل إِلَى أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ: من يدْخل هَذِه قبرها؟ فَقُلْنَ: من كَانَ يدْخل عَلَيْهَا فِي حَيَاتهَا. قَالَ: صدقن. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.

.بَاب سَله من قبل رجْلي الْقَبْر، وَستر الْقَبْر بِثَوْب، واضجاعه عَلَى جنبه الْأَيْمن إِلَى الْقبْلَة، وَنصب اللَّبن، وسد الْفرج بالإذخر، أَو غَيره، وَنَحْو ذَلِك:

2627- فِيهِ، حَدِيث سعد السَّابِق: وانصبوا عَلّي اللَّبن نصبا كَمَا صنع برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
3628- وَوَصِيَّة أبي مُوسَى السَّابِقَة.
3629- وَعَن عبد الله بن يزِيد الخطمي الصَّحَابِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه صَلَّى عَلَى جَنَازَة، ثمَّ أدخلهُ الْقَبْر من قبل رجْلي الْقَبْر، وَقَالَ: «هَذِه من السّنة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالْبَيْهَقِيّ.
3630- وَقَالَ: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح. وَقَول الصَّحَابِيّ: من السّنة كَذَا، من الْمَرْفُوع. وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِي كَيْفيَّة إِدْخَال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَبره:
3631- فروَى الشَّافِعِي وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن من رِوَايَة ابْن عَبَّاس، أَنهم سلوه سلا من عِنْد رجْلي الْقَبْر.
3632- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة ابْن مَسْعُود.
3633- وَابْن عَبَّاس،
3634- وَبُرَيْدَة، أَنهم أدخلوه من جِهَة الْقبْلَة، وَهِي رِوَايَات ضَعِيفَة بَين الْبَيْهَقِيّ ضعفها.
3635- وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي رِوَايَة ابْن عَبَّاس هَذِه: إِنَّه حَدِيث حسن. وأنكروا عَلَيْهِ هَذَا، لِأَن مدَار رِوَايَته فِيهِ، وَرِوَايَة غَيره عَلَى الْحجَّاج بن أَرْطَاة، وَهُوَ ضَعِيف.
3636- قَالَ الشَّافِعِي وَغَيره: «وَلَا يتَصَوَّر إِدْخَاله من جِهَة الْقبْلَة، لِأَن الْقَبْر فِي أصل الْحَائِط».
3637- وَعَن الْبَراء بن عَازِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة، ثمَّ اضْطجع عَلَى جَنْبك الْأَيْمن،وَقل: اللَّهُمَّ أسلمت نَفسِي إِلَيْك» إِلَى آخِره. مُتَّفق عَلَيْهِ.
3638- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي مَكَّة: «لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلَا يعضد شَجَرهَا» فَقَالَ الْعَبَّاس: إِلَّا الْإِذْخر لصاغتنا، وَقُبُورنَا. فَقَالَ: «إِلَّا الْإِذْخر» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3639- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا وضع الْمَيِّت فِي الْقَبْر قَالَ: «باسم الله، وَعَلَى سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ بأسانيد حَسَنَة، أَو صَحِيحَة.
3640- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
3641- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «تفرد بِرَفْعِهِ همام بن يَحْيَى، وَوَقفه غَيره».
لَكِن همام ثِقَة حَافظ، فزيادته مَقْبُولَة كَمَا سبق.
3642- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «باسم الله، وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّة رَسُول الله».
3643- وَعَن أبي هُرَيْرَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حثى من قبل رَأس الْمَيِّت ثَلَاثًا» رَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد جيد.
3644- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عَامر بن ربيعَة أَيْضا.
3645- وَعَن عَمْرو بن العَاصِي أَنه قَالَ فِي وَصيته عِنْد مَوته: فَإِذا دفنتموني فسنوا عَلّي التُّرَاب سنا. رَوَاهُ مُسلم. وَرُوِيَ بِالسِّين الْمُهْملَة، والمعجمة.
3646- وَعَن أبي إِسْحَاق السبيعِي، أَنه حضر جَنَازَة الْحَارِث الْأَعْوَر. فَأمر عبد الله بن يزِيد أَن يبسطوا عَلَيْهِ ثوبا. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3647- وَقَالَ: إِسْنَاده صَحِيح، وَإِن كَانَ مَوْقُوفا.

.فصل فِي ضعيفه:

3648- مِنْهُ، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: جلل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبر سعد بِثَوْبِهِ. يَعْنِي سعد ابْن معَاذ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3649- وَقَالَ: «لَا أعرفهُ إِلَّا من حَدِيث يَحْيَى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار، وَهُوَ ضَعِيف».
3650- وَعَن رجل أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَتَاهُم وَقد بسط الثَّوْب عَلَى الْقَبْر، فَجَذَبَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا نصْنَع هَذَا بِالنسَاء. ضعفه الْبَيْهَقِيّ.
3651- وَعَن أبي أُمَامَة، قَالَ: «لما وضعت أم كُلْثُوم فِي الْقَبْر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم وَمِنْهَا نخرجكم تَارَة أُخْرَى} فَلَمَّا بُني لحدها، قَالَ: سدوا خلال اللَّبِن ثمَّ قَالَ: هَذَا لَيْسَ بِشَيْء، وَلكنه يطيب نَفْس الْحَيّ» رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد بِإِسْنَاد فِيهِ ضعفاء.

.بَاب كَرَاهَة بسط شَيْء تَحت الْمَيِّت فِي الْقَبْر مضربة، أَو مخدة، وَغَيرهَا:

نقلوا كراهيته عَن ابْن عَبَّاس وَغَيره، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، وَلِأَنَّهُ دَاخل فِي إِضَاعَة المَال.
3652- وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ: جعلُوا فِي قبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قطيفة حَمْرَاء. رَوَاهُ مُسلم. فَقَالَ الْعلمَاء: إِنَّمَا جعلهَا شقران بِرَأْيهِ، وَلم يُوَافقهُ أحد من الصَّحَابَة، وَلَا علمُوا بِفِعْلِهِ.
3653- وَفِي رِوَايَة لِلتِّرْمِذِي إِشَارَة إِلَى هَذَا.

.بَاب رفع الْقَبْر عَن الأَرْض نَحْو شبر، وتسطيحه، ورش المَاء، عَلَيْهِ، واستحباب جعل عَلامَة عِنْد رَأسه بِحجر وَنَحْوه:

3654- سبق فِيهِ الْعَلامَة عِنْد قبر عُثْمَان بن مَظْعُون.
3655- وَعَن ثُمَامَة بن شفي، قَالَ: كُنَّا مَعَ فضَالة بن عبيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بِأَرْض الرّوم فَتوفي صَاحب لنا، فَأمر فضَالة بقبره فسوي، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْمر بتسويتها. رَوَاهُ مُسلم.
3656- وَعَن أبي الهيّاج الْأَسدي قَالَ، قَالَ لي عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَلا أَبْعَثك عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ أَن لَا تدع تمثالا إِلَّا طمسته، وَلَا قبراً مشرفا إِلَّا سويته. رَوَاهُ مُسلم.
3657- وَعَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، قَالَ: دخلت عَلَى عَائِشَة فَقلت: يَا أمه،
اكشفي لي عَن قبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وصاحبيه، فَكشفت لي عَن ثَلَاثَة قُبُور لَا مشرفة وَلَا لاطئة، مبطوحة ببطحاء الْعَرَصَة الْحَمْرَاء. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَغَيره بأسانيد صَحِيحَة.
3658- قَالَ الْحَاكِم وَغَيره: هُوَ صَحِيح.
3659- وَعَن سُفْيَان التمّار، أَنه رَأَى قبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مسنّما. رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَالَ الْعلمَاء: كَانَ أَولا كَمَا قَالَ الْقَاسِم مسطحًا، ثمَّ لما سقط الْجِدَار فِي زمن الْوَلِيد جُعل مسنّما.

.فصل فِي ضعيفه:

3660- مِنْهُ، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، أَن الرش عَلَى الْقَبْر كَانَ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح هَكَذَا مُرْسلا.
3661- وَفِي رِوَايَة لَهُ مُرْسلَة وضعيفة؛ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رش عَلَى قبر ابْنه إِبْرَاهِيم المَاء، وَوضع عَلَيْهِ الْحَصْبَاء.
3662- وَفِي رِوَايَة ضَعِيفَة من رِوَايَة الْوَاقِدِيّ، رش بِلَال عَلَى قبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ المَاء، بَدَأَ من رَأس الْقَبْر إِلَى رجلَيْهِ.
3663- وَحَدِيث عَن جَابر مَرْفُوع: «وَلَا يُزَاد فِي حفيرته التُّرَاب».
3664- وَحَدِيث؛ طرح الْمُغيرَة بن شُعْبَة خَاتمه فِي قبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ... لأَخذه.
3665- قَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد وَغَيره: هُوَ حَدِيث بَاطِل.

.بَاب النَّهْي عَن تجصيص الْقَبْر وَالْكِتَابَة عَلَيْهِ، وَالْبناء، وَالْقعُود، وَالْوَطْء:

3666- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُجصّص الْقَبْر، وَأَن يُبنى عَلَيْهِ، وَأَن يُقعد عَلَيْهِ. رَوَاهُ مُسلم.
3667- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن تُجصص الْقُبُور، وَأَن يُكتب عَلَيْهَا، وَأَن تُبنى، وَأَن تُوطأ.
3668- قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
3669- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح: «أَو يُزَاد عَلَيْهِ».
3670- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لِأَن يجلس أحدكُم عَلَى جَمْرَة فتحرق ثِيَابه فتخلص إِلَى جلده، خير لَهُ من أَن يجلس عَلَى قبر» رَوَاهُ مُسلم.
3671- وَعَن أبي مرْثَد الغنوي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تجلسوا عَلَى الْقُبُور، وَلَا تصلوا إِلَيْهَا» رَوَاهُ مُسلم.
3672- وَعَن عَمْرو بن حزم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَآنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُتكئا عَلَى قبر. فَقَالَ: «لَا تؤذ صَاحب هَذَا الْقَبْر، وَلَا يؤذك» رَوَاهُ أَحْمد.

.بَاب اسْتِحْبَاب الْمكْث عِنْد الْقَبْر بعد دَفنه سَاعَة، وَالدُّعَاء لَهُ بالتثبيت وَغَيره، وَقِرَاءَة الْقُرْآن:

3673- سبقت الْأَحَادِيث بِفضل حُضُور الدّفن حَتَّى يفرغ مِنْهُ.
3674- وَعَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا فرغ من دفن الْمَيِّت وقف عَلَيْهِ، فَقَالَ: «اسْتَغْفرُوا لأخيكم، وسلوا لَهُ التثبيت فَإِنَّهُ الْآن يُسأل» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.
3675- وَعَن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: فَإِذا دفنتموني فسنّوا عليَّ التُّرَاب سنا، ثمَّ أقِيمُوا حول قَبْرِي قدر مَا تُنحر جزور، وتُقسم لَحمهَا حَتَّى أستأنس بكم، وَأعلم مَاذَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي. رَوَاهُ مُسلم.
3676- وَعَن عمر بن الْخطاب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كَانَ إِذا سُوَى التُّرَاب عَلَى الْمَيِّت قَالَ: اللَّهُمَّ أسلمه إِلَيْك الْأَهْل، وَالْمَال، وَالْعشيرَة، وذنبه عَظِيم، فَاغْفِر لَهُ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
3677- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه اسْتحبَّ أَن يُقرأ عَلَى الْقَبْر بعد الدّفن أول الْبَقَرَة، وخاتمتها. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن.

.بَاب مَا جَاءَ فِي تلقين الْمَيِّت بعد دَفنه:

هَذَا التَّلْقِين الْمُعْتَاد لأهل الشَّام وَغَيرهم مُسْتَحبّ عِنْد أَصْحَابنَا، وَلم يثبت فِيهِ شَيْء عَلَى الْخُصُوص.
3678- وَإِنَّمَا رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِيهِ حَدِيثا ضَعِيفا من رِوَايَة أبي أُمَامَة مَرْفُوعا.
3679- ويستأنس بحديثي عُثْمَان وَعَمْرو بن العَاصِي فِي الْبَاب قبله.

.بَاب اسْتِحْبَاب الموعظة، ومذاكرة الْعلم وَالْخَيْر عِنْد الْقَبْر، وانتظار دَفنه:

3680- عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَة فِي بَقِيع الْغَرْقَد، فَأَتَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقعدَ وقعدنا حوله، وَمَعَهُ مخْصرة فنكّس، وَجعل ينكت بمخصرته، ثمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا قد كُتب مَقْعَده من النَّار، ومقعده من الْجنَّة» فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَفلا نَتَّكِل عَلَى أَعمالنَا؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فكلٌّ ميسر لما خُلق لَهُ» وَذكر تَمام الحَدِيث. مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب كَرَاهَة الذّبْح عَن الْقَبْر:

3681- عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن ثَابت، أَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا عقْر فِي الْإِسْلَام » قَالَ عبد الرَّزَّاق: كَانُوا يعقرون عِنْد الْقَبْر يَعْنِي بقرة، أَو شَيْئا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ بأسانيد صَحِيحَة.
3682- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح، وَلم يذكر التِّرْمِذِيّ قَول عبد الرَّزَّاق.