فصل: بَاب تَثْنِيَة الْأَذَان والترجيع فِيهِ وإفراد الْإِقَامَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِحْبَاب إيقاظ النَّائِم للصَّلَاة قَالَ الله تَعَالَى: {وتعاونوا عَلَى الْبر وَالتَّقْوَى}:

756- وَفِي "صَحِيح" مُسلم، عَن عَائِشَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل فَإِذا أَرَادَ أَن يُوتر أيقظها».
757- وَأما حَدِيث أبي بكرَة: «أَنه خرج مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لصَلَاة الْغَدَاة، فَكَانَ لَا يمر بِرَجُل إِلَّا ناداه بِالصَّلَاةِ، أَو حركه بِرجلِهِ». فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف، وَلم يُضعفهُ.

.بَاب الْأَوْقَات الْمنْهِي عَن الصَّلَاة فِيهَا:

758- ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «شهد عِنْدِي رجال مرضيون، وأرضاهم عِنْدِي عمر، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الصَّلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى تشرق الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب» مُتَّفق عَلَيْهِ. رَوَى تشرق، بِضَم التَّاء، أَي تضيء مُرْتَفعَة، وَبِفَتْحِهَا، أَي تطلع، وَهَذَا أشهر، وَالْأول أصح.
759- وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تحروا بصلاتكم طُلُوع الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان» مُتَّفق عَلَيْهِ.
760- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن الصَّلَاة بعد الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
761- ورويا نَحوه عَن أبي سعيد مَرْفُوعا.
762- وَعَن عقبَة بن عَامر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «ثَلَاث سَاعَات كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينهانا أَن نصلي فِيهِنَّ، وَأَن نقبر فِيهِنَّ مَوتَانا: حَتَّى تطلع الشَّمْس بازغة وَحَتَّى ترْتَفع، وَحين يقوم قَائِم الظهيرة حَتَّى تَزُول، وَحين تضيف الشَّمْس للغروب» رَوَاهُ مُسلم.
763- وَعَن عَمْرو بن عبسة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قلت: يَا نَبِي الله، أَخْبرنِي عَن الصَّلَاة؟ قَالَ: «صل صَلَاة الصُّبْح ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس حَتَّى ترْتَفع فَإِنَّهَا تطلع حِين تطلع بَين قَرْني شَيْطَان، وَحِينَئِذٍ يسْجد لَهَا الْكفَّار، ثمَّ صل فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورة حَتَّى يسْتَقلّ الظل بِالرُّمْحِ، ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة فَإِن حِينَئِذٍ تسجر جَهَنَّم، فَإِذا أقبل الْفَيْء فصل فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورة حَتَّى تصلي الْعَصْر، ثمَّ اقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس فَإِنَّهَا تغرب بَين قَرْني شَيْطَان، وَحِينَئِذٍ يسْجد لَهَا الْكفَّار» رَوَاهُ مُسلم.
764- وَعَن حَفْصَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا طلع الْفجْر لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خفيفتين» مُتَّفق عَلَيْهِ. وَهَذَا لفظ مُسلم.
765- وَعَن ابْن عمر، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «ليبلغ شاهدكم غائبكم، لَا تصلوا بعد الْفجْر إِلَّا سَجْدَتَيْنِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد جيد، وَالْمرَاد بالسجدتين رَكعَتَا سنة الْفجْر.

.بَاب قَضَاء وَإِبَاحَة الْفَائِتَة فِي هَذِه الْأَوْقَات وكل ذَات سَبَب، وَإِبَاحَة مَا لَا سَبَب لَهَا فِي حرم مَكَّة:

766- عَن أنس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من نسي صَلَاة أَو نَام عَنْهَا فكفارتها أَن يُصليهَا إِذا ذكرهَا» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ مُسلم.
767- وَعَن أم سَلمَة، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ لي: «سَأَلت عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، إِنَّه أَتَانِي نَاس من عبد الْقَيْس بِالْإِسْلَامِ من قَومهمْ فشغلوني عَن اللَّتَيْنِ بعد الظّهْر، فهما هَاتَانِ بعد الْعَصْر» مُتَّفق عَلَيْهِ.
768- وَعَن عَائِشَة: «مَا ترك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السَّجْدَتَيْنِ بعد الْعَصْر عِنْدِي قطّ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
769- وعنها: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قبل الْعَصْر، ثمَّ إِنَّه شغل عَنْهُمَا أَو نسيهما فصلاهما بعد ثمَّ أثبتهما، وَكَانَ إِذا صَلَّى صَلَاة أثبتها» رَوَاهُ مُسلم.
770- وَعَن يزِيد بن الْأسود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حجَّته، فَصليت مَعَه صَلَاة الصُّبْح فِي مَسْجِد الْخيف، فَلَمَّا قَضَى صلَاته وانحرف إِذا هُوَ برجلَيْن فِي آخر الْقَوْم لم يصليا مَعَه، قَالَ: «عَلّي بهما فجيء بهما ترْعد فرائصهما، فَقَالَ: مَا منعكما أَن تصليا مَعنا؟ فَقَالَا: كُنَّا صلينَا فِي رحالنا. قَالَ: فَلَا تفعلا، إِذا صليتما فِي رحالكما ثمَّ أتيتما مَسْجِد جمَاعَة فَصَليَا مَعَهم، فَإِنَّهَا لَكمَا نَافِلَة» صَحِيح رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
771- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
772- وَعَن جُبَير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يَا بني عبد منَاف، لَا تمنعوا أحدا طَاف بِهَذَا الْبَيْت، وَصَلى أَيَّة سَاعَة شَاءَ من اللَّيْل وَالنَّهَار» صَحِيح، رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
773- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".

.فصل فِي ضعيفه:

774- مِنْهُ حَدِيث أبي ذَر رَفعه: «لَا صَلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَلَا بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب، إِلَّا بِمَكَّة».
775- وَحَدِيث: «النَّهْي عَن الصَّلَاة نصف النَّهَار حَتَّى تَزُول الشَّمْس إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة» كل طرقه ضَعِيفَة.
776- وَحَدِيث قيس بن قهد، بِالْقَافِ، وَيُقَال: قيس بن عَمْرو، وَهُوَ أشهر: «رَآنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُصَلِّي بعد الصُّبْح رَكْعَتي الْفجْر».

.كتاب الْأَذَان:

.بَاب ابْتِدَائه وفضله:

777- عَن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: لما أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالناقوس يعْمل ليضْرب بِهِ للنَّاس لجمع الصَّلَاة، طَاف بِي وَأَنا نَائِم رجل يحمل ناقوسا فِي يَده، فَقلت: يَا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قَالَ: وَمَا تصنع بِهِ؟ فَقلت: ندعوا بِهِ إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: أَفلا أدلك عَلَى مَا هُوَ خير من ذَلِك؟ فَقلت: بلَى. فَقَالَ: تَقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، حَيّ عَلَى الْفَلاح، الله أكبر الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله، ثمَّ اسْتَأْخَرَ عني غير بعيد، ثمَّ قَالَ: ثمَّ تَقول إِذا أَقمت الصَّلَاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة، الله أكبر الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله، فَلَمَّا أَصبَحت أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته بِمَا رَأَيْت، فَقَالَ: «إِنَّهَا لرؤيا حق إِن شَاءَ الله، فَقُمْ مَعَ بِلَال، فألق عَلَيْهِ مَا رَأَيْت فليؤذن بِهِ فَإِنَّهُ أندى صَوتا مِنْك» فَقُمْت مَعَ بِلَال فَجعلت ألقيه عَلَيْهِ وَيُؤذن بِهِ، فَسمع ذَلِك عمر بن الْخطاب وَهُوَ فِي بَيته فَخرج يجر رِدَاءَهُ يَقُول: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، يَا رَسُول الله، لقد رَأَيْت مثل مَا أرَى. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «فَللَّه الْحَمد» حَدِيث صَحِيح رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَآخَرُونَ بأسانيد صَحِيحَة.
778- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح " وَهَذَا لفظ أبي دَاوُد.
779- وَزَاد التِّرْمِذِيّ فِي آخِره: «فَللَّه الْحَمد فَذَلِك أثبت».
780- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «لَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا، وَلَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ، وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبوا» مُتَّفق عَلَيْهِ. التهجير: التبكير، وَالْمرَاد هُنَا التبكير إِلَى الصَّلَاة.
781- وَعَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «المؤذنون أطول النَّاس أعناقا يَوْم الْقِيَامَة» رَوَاهُ مُسلم.
782- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُغير إِذا طلع الْفجْر، وَكَانَ يستمع الْأَذَان، فَإِن سمع أذانا أمسك وَإِلَّا أغار، فَسمع رجلا يَقُول: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «عَلَى الْفطْرَة» ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «خرجت عَن النَّار» فنظروا فَإِذا هُوَ راعي معزي. رَوَاهُ مُسلم.
783- وَعَن جَابر سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ، ذهب حَتَّى يكون مَكَان الروحاء» رَوَاهُ مُسلم. والروحاء عَلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا من الْمَدِينَة.
784- وَعَن أبي الدَّرْدَاء سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا من ثَلَاثَة فِي قَرْيَة لَا يُؤذن وَلَا تُقَام فيهم الصَّلَاة إِلَّا استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان، فَعَلَيْك بِالْجَمَاعَة، فَإِن الذِّئْب يَأْكُل القاصية» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح. وَفِي فَضله أَحَادِيث كَثِيرَة ستأتي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي أَبْوَابهَا.

.فصل فِي ضعيفه:

785- مِنْهُ حَدِيث ابْن عَبَّاس رَفعه: «من أذن سبع سِنِين محتسبا، كتب لَهُ بَرَاءَة من النَّار».
786- وَحَدِيث: أَن عبد الله بن زيد هُوَ أذن أَولا وَأَنه رَأَى الْأَذَان فِي الْمَنَام مَعَه بضعَة عشرَة صحابيا.
787- وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَفعه: «الإِمَام ضَامِن، والمؤذن مؤتمن، اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة، واغفر للمؤذنين».
788- وَحَدِيث: «خصلتان معلقتان فِي أَعْنَاق المؤذنين للْمُسلمين: صِيَامهمْ وصلاتهم».
789- وَحَدِيث أبي مَحْذُورَة رَفعه: «أُمَنَاء الْمُسلمين عَلَى صلَاتهم وسحورهم المؤذنون».
790- وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَفعه: «يُؤذن لكم خياركم».

.بَاب جَامع:

791- عَن عُثْمَان بن أبي العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «آخر مَا عهد إِلَيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن اتخذ مُؤذنًا لَا يَأْخُذ عَلَى أَذَانه أجرا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
792- وَقَالَ: "حَدِيث حسن".
793- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مؤذنان: بِلَال، وَابْن أم مَكْتُوم، الْأَعْمَى» مُتَّفق عَلَيْهِ. وَجعل أَبَا مَحْذُورَة مُؤذنًا بِمَكَّة، وَسعد الْقرظ بقباء.

.فصل فِي ضعيفه:

794- مِنْهُ حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوع وَمَوْقُوف: «لَا يُؤذن إِلَّا متوضيء».
795- وَحَدِيث مَوْقُوف عَلَى وَائِل بن حجر قَالَ: "حق وَسنة أَن لَا يُؤذن أحد إِلَّا وَهُوَ طَاهِر " وَجعله بعض الْفُقَهَاء مَرْفُوعا، وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف ضَعِيف لانقطاعه.

.بَاب تَثْنِيَة الْأَذَان والترجيع فِيهِ وإفراد الْإِقَامَة:

796- فِيهِ حَدِيث عبد الله بن زيد السَّابِق.
797- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «أَمر بِلَال أَن يشفع الْأَذَان، ويوتر الْإِقَامَة، إِلَّا الْإِقَامَة» مُتَّفق عَلَيْهِ بِلَفْظِهِ كُله. وَقد غلط جمَاعَة فِي قَوْلهم لم يذكر مُسلم قَوْله: «إِلَّا الْإِقَامَة».
798- فقد ذكرهَا فِي بعض طرقه. وَمَعْنَاهُ: إِلَّا قَوْله: قد قَامَت الصَّلَاة. فَإِنَّهُ مَرَّتَانِ.
799- وَعَن ابْن عمر قَالَ: «إِنَّمَا كَانَ الْأَذَان عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وَالْإِقَامَة مرّة مرّة، غير أَنه يَقُول: قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، أَو حسن.
800- وَفِي الْبَاب عَن أبي رَافع.
801- وَسعد الْقرظ.
802- وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع.
803- وَعَن أبي مَحْذُورَة، سَمُرَة بن معير، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علمه الْأَذَان: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ثمَّ يعود فَيَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، مرَّتَيْنِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله مرَّتَيْنِ، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، مرَّتَيْنِ، حَيّ عَلَى الْفَلاح، مرَّتَيْنِ، الله أكبر الله أكبر لَا إِلَه إِلَّا الله» رَوَاهُ مُسلم هَكَذَا التَّكْبِير فِي أَوله مَرَّتَانِ.
804- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ: «وَالتَّكْبِير فِي أَوله أَربع» وَإِسْنَاده صَحِيح.
805- وَعنهُ: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علمه الْأَذَان تسع عشرَة كلمة، وَالْإِقَامَة سبع عشرَة كلمة، الْأَذَان: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، حَيّ عَلَى الْفَلاح، الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله، وَالْإِقَامَة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، حَيّ عَلَى الْفَلاح، قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة، الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
806- وَاقْتصر التِّرْمِذِيّ عَلَى قَوْله: «الْأَذَان تسع عشرَة كلمة، وَالْإِقَامَة سبع عشرَة كلمة».
807- وَقَالَ: "حَدِيث حسن صَحِيح".

.فصل فِي ضعيفه:

808- مِنْهُ حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، عَن عبد الله بن زيد: «كَانَ أَذَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شفعا شفعا فِي الْأَذَان وَالْإِقَامَة».
809- قَالَ التِّرْمِذِيّ: لم يسمع عبد الرَّحْمَن من عبد الله بن زيد.

.بَاب اسْتِحْبَاب التثويب فِي أَذَان الصُّبْح وكراهته فِي غَيرهَا:

810- وَعَن أبي مَحْذُورَة فِي حَدِيثه السَّابِق، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «فَإِن كَانَ فِي صَلَاة الصُّبْح قلت: الصَّلَاة خير من النّوم، الصَّلَاة خير من النّوم، الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَهُوَ حَدِيث حسن.
811- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «من السّنة إِذا قَالَ الْمُؤَذّن فِي أَذَان الْفجْر: حَيّ عَلَى الْفَلاح، قَالَ: الصَّلَاة خير من النّوم، الصَّلَاة خير من النّوم، الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله» رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي "صَحِيحه"، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ.
812- وَقَالَ: "إِسْنَاده صَحِيح".

.فصل فِي ضعيفه:

813- مِنْهُ، حَدِيث بِلَال: «أَمرنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أثوب فِي الْفجْر، وَنَهَى أَن أثوب فِي الْعشَاء».
814- وَفِي رِوَايَة: «لَا تثوبن إِلَّا فِي صَلَاة الْفجْر» وَهُوَ ضَعِيف، ومرسل.
815- وَحَدِيث مُجَاهِد: ثوب رجل فِي الظّهْر أَو الْعَصْر، فَقَالَ ابْن عمر: إِن هَذِه بِدعَة.
816- وَحَدِيث ابْن الْمسيب، عَن بِلَال: أَنه أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤذنهُ بِصَلَاة الْفجْر، فَقيل: هُوَ نَائِم، فَقَالَ: الصَّلَاة خير من النّوم، مرَّتَيْنِ، فأقرت فِي تأذين الْفجْر، فَثَبت الْأَمر عَلَى ذَلِك هَكَذَا رَوَاهُ ابْن ماجة، وَهُوَ مُنْقَطع، لم يسمع ابْن الْمسيب بِلَالًا.

.بَاب رفع الصَّوْت بِالْأَذَانِ، وَوضع الأصبعين فِي الْأُذُنَيْنِ، والالتفات فِي الحيعلتين، وَأَنه لَا يستدير، وارتفاع الْمُؤَذّن عَلَى مَكَان عَال، مُسْتَقْبل الْقبْلَة:

817- عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة الْأنْصَارِيّ: أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ لَهُ: «إِنِّي أَرَاك تحب الْغنم والبادية، فَإِذا كنت فِي غنمك أَو باديتك فَأَذنت للصَّلَاة، فارفع صَوْتك بالنداء فَإِنَّهُ لَا يسمع مدى صَوت الْمُؤَذّن جن وَلَا إنس، وَلَا شَيْء، إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ أَبُو سعيد: سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
818- وَعَن أبي جُحَيْفَة قَالَ: "رَأَيْت بِلَالًا يُؤذن فَجعلت أتتبع فَاه هَهُنَا، وَهَهُنَا يَمِينا وَشمَالًا، يَقُول: حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح" مُتَّفق عَلَيْهِ.
819- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح: "فَلَمَّا بلغ حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، لوى عُنُقه يَمِينا وَشمَالًا، وَلم يستدر".
820- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: "هَهُنَا وَهَهُنَا، وأصبعاه فِي أُذُنَيْهِ".
821- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
822- وَأما الْموضع العالي، فدليله حَدِيث عَائِشَة الَّذِي سَنذكرُهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي " أَذَان الصُّبْح".
823- وَعَن يعْلى بن مرّة: «أَنهم كَانُوا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مسير فَانْتَهوا إِلَى مضيق وَحَضَرت الصَّلَاة فَمُطِرُوا، السَّمَاء من فَوْقهم، والبلة من أَسْفَل مِنْهُم، فَأذن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَته، وَأقَام فَتقدم عَلَى رَاحِلَته فَصَلى بهم يوميء إِيمَاء، يَجْعَل السُّجُود أَخفض من الرُّكُوع» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد جيد.

.فصل فِي ضعيفه:

824- مِنْهُ حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَفعه: «يغْفر للمؤذن مدى صَوته، وَيشْهد لَهُ كل رطب ويابس».
825- وَحَدِيث عُرْوَة، عَن امْرَأَة من بني النجار: «كَانَ بَيْتِي أطول بَيت حول الْمَسْجِد، فَكَانَ بِلَال يُؤذن عَلَيْهِ الْفجْر».
826- وَحَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة، عَن ابْن أبي جُحَيْفَة، عَن أَبِيه: «رَأَيْت بِلَالًا بِالْأَبْطح أذن فَاسْتَدَارَ فِي أَذَانه».
827- وَحَدِيث زِيَاد بن الْحَارِث قَالَ: «أَذِنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للصبح، وَأَنا عَلَى رَاحِلَتي».

.بَاب جَوَاز الْأَذَان للصبح بلَيْل واستحباب أذانين أَحدهمَا بلَيْل، وَالْآخر مَعَ طُلُوع الْفجْر:

828- عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن بِلَالًا يُؤذن بلَيْل، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا، حَتَّى يُؤذن ابْن أم مَكْتُوم» وَلم يكن بَينهمَا إِلَّا أَن ينزل هَذَا، أَو يرقى هَذَا. مُتَّفق عَلَيْهِ.
829- ورويا مثله من رِوَايَة ابْن عمر، وَفِيه زِيَادَة، قَالَ: «وَكَانَ رجلا أَعْمَى لَا يُنَادي حَتَّى يُقَال لَهُ: أَصبَحت، أَصبَحت».
830- وَرَوَى ابْن خُزَيْمَة فِي "صَحِيحه" من رِوَايَة عَائِشَة، وَمن رِوَايَة غَيرهَا، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِن ابْن أم مَكْتُوم يُؤذن بلَيْل فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤذن بِلَال» وَكَانَ بِلَال لَا يُؤذن حَتَّى يرَى الْفجْر.
831- وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة: يحْتَمل أَنه كَانَ بِلَال يُؤذن فِي مُدَّة أَولا، وَفِي مُدَّة آخرا، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي وَقت تقدمه «حَتَّى يُؤذن ابْن أم مَكْتُوم»، وَفِي وَقت تَأَخره «حَتَّى يُؤذن بِلَال».

.فصل فِي ضعيفه:

832- مِنْهُ حَدِيث عَن ابْن عمر: «أذن بِلَال قبل الْفجْر، فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يرجع فينادي: إِن العَبْد نَام، إِن العَبْد نَام ثَلَاثًا» ضعفه أَبُو دَاوُد، وَالْبَيْهَقِيّ وَآخَرُونَ.
833- وَحَدِيث سعد الْقرظ قَالَ: «أذنا فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقباء، وَفِي زمن عمر بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ أذاننا فِي الصُّبْح فِي الشتَاء لسبع وَنصف يَبْقَى من اللَّيْل، وَفِي الصَّيف لسبع يَبْقَى مِنْهُ».

.بَاب مَا يسْتَحبّ من القَوْل عِنْد الْأَذَان وَبعده:

834- عَن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا سَمِعْتُمْ النداء فَقولُوا مثل مَا يَقُول الْمُؤَذّن» مُتَّفق عَلَيْهِ.
835- وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا قَالَ الْمُؤَذّن: الله أكبر، الله أكبر، فَقَالَ أحدكُم: الله أكبر، الله أكبر، ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، ثمَّ قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله ثمَّ قَالَ: حَيّ عَلَى الصَّلَاة. قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. ثمَّ قَالَ حَيّ عَلَى الْفَلاح. قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. ثمَّ قَالَ: الله أكبر، الله أكبر. قَالَ: الله أكبر، الله أكبر. ثمَّ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. دخل الْجنَّة» رَوَاهُ مُسلم.
836- وَرَوَاهُ البُخَارِيّ بِنَحْوِهِ من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان.
837- وَعَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ: «من قَالَ حِين يسمع الْمُؤَذّن: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، رضيت بِاللَّه رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، غفر لَهُ ذَنبه» رَوَاهُ مُسلم.
838- وَعَن ابْن عَمْرو بن العَاصِي أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول، ثمَّ صلوا عَلّي فَإِنَّهُ من صَلَّى عَلّي صَلَاة صَلَّى الله عَلَيْهِ بهَا عشرا، ثمَّ سلوا الله لي الْوَسِيلَة فَإِنَّهَا منزلَة فِي الْجنَّة لَا تنبغي إِلَّا لعبد من عباد الله وَأَرْجُو أَن أكون أَنا هُوَ. فَمن سَأَلَ لي الْوَسِيلَة حلت لَهُ الشَّفَاعَة» رَوَاهُ مُسلم. وَفِي بعض النّسخ: «حلت عَلَيْهِ الشَّفَاعَة».
839- وَعَن جَابر بن عبد الله، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من قَالَ حِين يسمع النداء: اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة، وَالصَّلَاة الْقَائِمَة، آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة، وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الَّذِي وعدته، حلت لَهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
840- وَعَن أنس، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة» رَوَاهُ الثَّلَاثَة،
841- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن".

.فصل فِي ضعيفه:

842- مِنْهُ حَدِيث أم سَلمَة رفعته أَن تَقول عِنْد أَذَان الْمغرب: «اللَّهُمَّ هَذَا إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، فَاغْفِر لي».
843- وَحَدِيث أبي أُمَامَة، أَقَامَ بِلَال، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد قَوْله: قد قَامَت الصَّلَاة «أَقَامَهَا الله وأدامها» وَفِي سَائِر الْإِقَامَة كنحو قَوْله.

.بَاب الْفَصْل بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة، وَأَن الإِمَام أملك بهَا، وترتيل الْأَذَان وإدراج الْإِقَامَة:

844- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سكت الْمُؤَذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين قبل صَلَاة الْفجْر، بعد أَن يستبين الْفجْر، ثمَّ اضْطجع عَلَى شقَّه الْأَيْمن، حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن للإقامة» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

845- مِنْهُ حَدِيث جَابر، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِبلَال: «إِذا أَذِنت فترسل، وَإِذا أَقمت فاحدر، وَاجعَل بَين أذانك وإقامتك قدر مَا يفرغ الْآكِل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إِذا خرج لقَضَاء حَاجته، وَلَا تقوموا حَتَّى تروني».
846- وَحَدِيث عَلّي رَفعه فِي الْأَمر بترتيل الْأَذَان، وَحذف الْإِقَامَة.

.بَاب من أذن فَهُوَ يُقيم اسْتِحْبَابا:

847- الْمُعْتَمد فِيهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة أَن بِلَالًا كَانَ هُوَ الْمُؤَذّن، والمقيم لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

.فصل فِي ضعيفه:

848- مِنْهُ حَدِيث زِيَاد بن الْحَارِث: أَنه أذن للصبح، فَأَرَادَ بِلَال أَن يُقيم، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن أَخا صداء أذن، وَمن أذن فَهُوَ يُقيم».
849- وَحَدِيث عبد الله بن زيد: أَنه أخبرهُ ألْقَى الْأَذَان عَلَى بِلَال، فَأذن بِلَال قَالَ: أَنا رَأَيْته، وَكنت أريده، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «فأقم أَنْت».