فصل: بَاب تَكْبِيرَة الْإِحْرَام، وَرفع الْيَدَيْنِ حَذْو الْمَنْكِبَيْنِ فِيهَا، وَعند الرُّكُوع، وَالرَّفْع مِنْهُ، وَعند الْقيام من الرَّكْعَتَيْنِ، وجهر الإِمَام بالتكبيرات كلهَا، والتسميع، وَالسَّلَام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِقْبَال الْقبْلَة:

986- الْبَراء بن عَازِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قدم من الْمَدِينَة صَلَّى قبل بَيت الْمُقَدّس سِتَّة عشر أَو سَبْعَة عشر شهرا وَكَانَت تعجبه أَن تكون قبلته قبل الْبَيْت، وَإِن أول صَلَاة صلاهَا صَلَاة الْعَصْر، وَصَلى مَعَه قوم، فَخرج رجل مِمَّن صَلَّى مَعَه، فَمر عَلَى أهل مَسْجِد، وهم رَاكِعُونَ. فَقَالَ: أشهد بِاللَّه لقد صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل مَكَّة، فَدَارُوا كَمَا هم قبل الْبَيْت مُتَّفق عَلَيْهِ.
987- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: بَيْنَمَا النَّاس بقباء فِي صَلَاة الصُّبْح إِذْ جَاءَهُم آتٍ، فَقَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد أنزل عَلَيْهِ اللَّيْلَة قُرْآن وَقد أَمر أَن يسْتَقْبل الْكَعْبَة، فاستقبلوها وَكَانَت وُجُوههم إِلَى الشَّام، فاستداروا إِلَى الْكَعْبَة مُتَّفق عَلَيْهِ.
988- وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا من رِوَايَة أنس، وَقَالَ فِيهِ: «فَمر رجل من بني سَلمَة وهم رُكُوع فِي صَلَاة الْفجْر وَقد صلوا رَكْعَة، فَنَادَى أَلا إِن الْقبْلَة قد حولت، فمالوا كَمَا هم نَحْو الْكَعْبَة».
989- وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب قبْلَة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ،
990- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
991- قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره: «هَذَا فِي حق أهل الْمَدِينَة، وَمن فِي سمتهم، فيطلبون فِي ذَلِك عين الْكَعْبَة».
992- وَعَن أُسَامَة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه كلهَا وَلم يصل فِيهِ حَتَّى خرج، فَلَمَّا خرج ركع فِي قبل الْبَيْت رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: «هَذِه الْقبْلَة» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ مُسلم.
993- وَقد سبق فِي بَاب: "مَوَاضِع الصَّلَاة" من رِوَايَة ابْن عمر: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى فِي الْكَعْبَة» فِي هَذَا الحَدِيث. قَالَ الْعلمَاء: وَهَذَا مقدم عَلَى نفي أُسَامَة الصَّلَاة فِيهَا لَكِن يُؤْخَذ من حَدِيث أُسَامَة قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «هَذِه الْقبْلَة» مَعَ الدُّعَاء فِي نَوَاحِيهَا.
994- وَعَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ إِذا سُئِلَ عَن صَلَاة الْخَوْف قَالَ: يتَقَدَّم الإِمَام وَطَائِفَة من النَّاس، فَذكر صفتهَا. قَالَ: فَإِن كَانَ خوف أَشد من ذَلِك صلوا رجَالًا قيَاما عَلَى أَقْدَامهم أَو ركبانا مستقبلي الْقبْلَة أَو غير مستقبليها قَالَ نَافِع: لَا أرَى ابْن عمر ذكر ذَلِك إِلَّا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
995- وَفِي صَحِيح مُسلم: أَن ابْن عمر رَوَى صَلَاة الْخَوْف، ثمَّ قَالَ ابْن عمر: فَإِن كَانَ خوف أَكثر من ذَلِك فصل رَاكِبًا وَقَائِمًا تومىء إِيمَاء.

.فصل فِي ضعيفه:

996- مِنْهُ، حَدِيث عَامر بن ربيعَة: «كُنَّا فِي سفر مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي لَيْلَة مظْلمَة، فَلم يدر أَيْن الْقبْلَة، فَصَلى كل رجل منا حياله، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكرْنَاهُ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزل {فأينما توَلّوا فثم وَجه الله}». ضعفه التِّرْمِذِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ وَآخَرُونَ.
997- وَحَدِيث جَابر: كُنَّا فِي مسير فأصابنا غيم فتحيرنا فِي الْقبْلَة، فَصَلى كل رجل عَلَى حِدة، وَجعل أَحَدنَا يخط بَين يَدَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذا نَحن قد صلينَا لغير الْقبْلَة، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «قد أجيزت صَلَاتكُمْ» ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا.
998- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: "لَا نعلم لَهُ إِسْنَادًا صَحِيحا".

.بَاب جَوَاز صَلَاة النَّافِلَة فِي السّفر إِلَى جِهَة مقْصده حَيْثُ كَانَت رَاكِبًا وماشيا:

999- عَن عَامر بن ربيعَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1000- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «يومىء بِرَأْسِهِ قبل أَي وَجه توجه، وَلم يكن يصنع ذَلِك فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة».
1001- وَابْن عمر: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي فِي السّفر عَلَى رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ يومىء إِيمَاء صَلَاة اللَّيْل، إِلَّا الْفَرَائِض، ويوتر عَلَى رَاحِلَته» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه للْبُخَارِيّ.
1002- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «ثمَّ تلى ابْن عمر {فأينما توَلّوا فثم وَجه الله}، وَقَالَ: فِي هَذَا نزلت».
1003- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي عَلَى حمَار، وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر».
1004- وَعَن جَابر قَالَ: «بَعَثَنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حَاجَة فَجئْت وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَته نَحْو الْمشرق، السُّجُود أَخفض من الرُّكُوع» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
1005- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
1006- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه « كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سَافر فَأَرَادَ أَن يتَطَوَّع اسْتقْبل بناقته الْقبْلَة، فَكبر، ثمَّ صَلَّى حَيْثُ وَجهه ركابه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَلم يُضعفهُ.

.أَبْوَاب صفة الصَّلَاة:

.بَاب إتْيَان الصَّلَاة بِالسَّكِينَةِ، وَمَتى يقوم إِلَى الصَّلَاة، وَجَوَاز الْكَلَام بعد الْإِقَامَة، وَكَرَاهَة الشُّرُوع فِي نَافِلَة بعد الْإِقَامَة:

1007- عَن أبي قَتَادَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ سمع جلبة رجال، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا شَأْنكُمْ؟» قَالُوا. استعجلنا إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: «فَلَا تَفعلُوا، إِذا أتيتم الصَّلَاة فَعَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1008- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَة، فامشوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار، وَلَا تسرعوا، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1009- وَهَكَذَا أَكثر رواياتهما: «فَأتمُّوا».
1010- وَفِي رِوَايَات: «فاقضوا».
قَالَ الْحفاظ: الأول أَكثر.
1011- وَقد رَوَى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن مُسلم بن الْحجَّاج قَالَ: لَا أعلم رَوَى «واقضوا» عَن الزُّهْرِيّ، إِلَّا ابْن عُيَيْنَة، وَأَخْطَأ ابْن عُيَيْنَة.
1012- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «فَإِن أحدكُم إِذا كَانَ يعمد إِلَى الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة».
1013- وَعَن أبي قَتَادَة، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تقوموا حَتَّى تروني» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1014- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «تروني قد خرجت».
1015- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أُقِيمَت الصَّلَاة، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُنَاجِي رجلا فِي جَانب الْمَسْجِد، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاة حَتَّى نَام الْقَوْم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1016- وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «كَانَ بِلَال يُؤذن إِذا دحضت، فَلَا يُقيم حَتَّى يخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا خرج أَقَامَ الصَّلَاة حِين يرَاهُ» رَوَاهُ مُسلم.
1017- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن الصَّلَاة كَانَت تُقَام لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَأْخُذ النَّاس مَصَافهمْ قبل أَن يقوم مقَامه» رَوَاهُ مُسلم.
1018- وَفِي رِوَايَة لَهُ قَالَ: «أُقِيمَت الصَّلَاة فقمنا فعدلنا الصُّفُوف قبل أَن يخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى إِذا أَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ» وَذكر الحَدِيث.
1019- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة، فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة» رَوَاهُ مُسلم.
1020- عَن وَابْن بُحَيْنَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى رجلا وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «آلصبح أَرْبعا، آلصبح أَرْبعا» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

1021- مِنْهُ، حَدِيث: «كَانَ بِلَال إِذا قَالَ: قد قَامَت الصَّلَاة، نَهَضَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكبر».
1022- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: لَا يرويهِ إِلَّا حجاج بن فروخ، وَهُوَ ضَعِيف.
1023- وَسبق حَدِيث أبي أُمَامَة بِخِلَاف هَذَا فِي بَاب القَوْل بعد الْأَذَان. وهما ضعيفان.

.بَاب النِّيَّة، وَالْقِيَام:

1024- فِيهِ حَدِيث: «الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ».
1025- وَعَن عمرَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ:كَانَت بِي بواسير، فَسَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الصَّلَاة، فَقَالَ: «صل قَائِما، فَإِن لم تستطع فقاعدا، فَإِن لم تستطع فعلَى جنب» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1026- وَعَن نَافِع، أَن ابْن عمر كَانَ يَقُول: «إِذا لم يسْتَطع الْمَرِيض السُّجُود، أَوْمَأ بِرَأْسِهِ، وَلَا يرفع إِلَى جَبهته شَيْئا» صَحِيح، رَوَاهُ مَالك فِي "الْمُوَطَّأ " عَن نَافِع. وَرَفعه بَعضهم، وَرَفعه ضَعِيف.
1027- وَرَوَى الشَّافِعِي، وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا، عَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَنَّهَا كَانَت تسْجد عَلَى وسَادَة من رمد بهَا».

.فصل فِي ضعيفه:

1028- مِنْهُ حَدِيث عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «يُصَلِّي الْمَرِيض قَائِما، فَإِن لم يسْتَطع صَلَّى قَاعِدا، فَإِن لم يسْتَطع أَن يسْجد أَوْمَأ وَجعل سُجُوده أَخفض من رُكُوعه، فَإِن لم يسْتَطع صَلَّى عَلَى جنبه الْأَيْمن، مُسْتَقْبل الْقبْلَة، فَإِن لم يسْتَطع أَن يُصَلِّي عَلَى جنبه الْأَيْمن، صَلَّى مُسْتَلْقِيا، وَرجلَاهُ مِمَّا يَلِي الْقبْلَة».

.بَاب جَوَاز النَّافِلَة قَاعِدا ومضطجعا مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الْقيام:

1029- عَن عمرَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَلَاة الرجل وَهُوَ قَاعد؟ فَقَالَ: «من صَلَّى قَائِما فَهُوَ أفضل، وَمن صَلَّى قَاعِدا فَلهُ نصف أجر الْقَائِم، وَمن صَلَّى نَائِما فَلهُ نصف أجر الْقَاعِد» رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَالَ الْعلمَاء: هَذَا فِي صَلَاة النَّفْل مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الْقيام، فَأَما الْفَرْض فَلَا يجوز قَاعِدا مَعَ الْقُدْرَة بِالْإِجْمَاع، فَإِن عجز لم ينقص ثَوَابه، وَلَا ينقص ثَوَاب نفل الْعَاجِز أَيْضا.
1030- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الصَّلَاة فِي السَّفِينَة؟ فَقَالَ: «صل فِيهَا قَائِما، إِلَّا أَن تخَاف الْغَرق» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ.
1031- وَقَالَ: "هُوَ حَدِيث حسن".
1032- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي جَالِسا فَيقْرَأ وَهُوَ جَالس، فَإِذا بَقِي من قِرَاءَته نَحْو من ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ آيَة قَامَ فقرأها وَهُوَ قَائِم، ثمَّ ركع، ثمَّ سجد، ثمَّ يفعل فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل ذَلِك» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1033- وَفِي رِوَايَة لَهما، قَالَت: «لم يصل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة اللَّيْل قَاعِدا قطّ حَتَّى أسن، فَكَانَ يقْرَأ قَاعِدا، حَتَّى إِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ فَقَرَأَ نَحوا من ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ آيَة ثمَّ ركع».
1034- وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: حدثت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «صَلَاة الرجل قَاعِدا نصف الصَّلَاة» فَأَتَيْته فَوَجَدته يُصَلِّي جَالِسا، فَوضعت يَدي عَلَى رَأسه. فَقَالَ: «مَا لَك يَا عبد الله بن عَمْرو؟» قلت: حدثت يَا رَسُول الله أَنَّك قلت: «صَلَاة الرجل قَاعِدا عَلَى نصف الصَّلَاة» وَأَنت تصلي قَاعِدا، قَالَ: «أجل، وَلَكِنِّي لست كَأحد مِنْكُم» رَوَاهُ مُسلم. قَالَ أَصْحَابنَا: مَعْنَاهُ ثوابي فِي النَّافِلَة قَاعِدا كثوابي قَائِما.

.فصل:

1035- رَوَى الْبَيْهَقِيّ، بِإِسْنَاد صَحِيح، عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ: لما وَقع فِي عين ابْن عَبَّاس المَاء أَرَادَ أَن يعالج مِنْهُ، فَقيل: تمكث كَذَا وَكَذَا يَوْمًا لَا تصلي إِلَّا مُضْطَجعا فكرهه.
1036- وَفِي رِوَايَة قَالَ: أَرَأَيْت إِن كَانَ الْأَجَل قبل ذَلِك.
1037- وَأما الْمَذْكُور فِي " الْمُهَذّب" أَنه استفتى عَائِشَة وَأم سَلمَة فنهياه.
1038- فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف.
1039- وَأما قَول صَاحب "الْوَسِيط" أَنه استفتى عَائِشَة وَأَبا هُرَيْرَة. فَذكر أبي هُرَيْرَة بَاطِل، لَا أصل لَهُ.

.بَاب فِي أَحَادِيث جَامِعَة لصفة الصَّلَاة:

1040- عَن مَالك بن حويرث رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «صلوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَالَ أَصْحَابنَا: «رَأَيْتُمُونِي» بِمَعْنى: علمتوني.
1041- وَعَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، "أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ نفر من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: فَذَكرنَا صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ: أَنا كنت أحفظكم لصَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، رَأَيْته إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حذاء مَنْكِبَيْه، وَإِذا ركع أمكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ ثمَّ هصر ظَهره، فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ، فَإِذا سجد وضع يَدَيْهِ غير مفترش وَلَا قابضهما، واستقبل بأطراف أَصَابِع رجلَيْهِ الْقبْلَة، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ جلس عَلَى رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة قدم رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى وَقعد عَلَى مقعدته" رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1042- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مطولا فَقَالَ عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء قَالَ: "سَمِعت أَبَا حميد وَهُوَ فِي عشرَة من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «أَنا أعلمكُم بِصَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا: فَأَعْرض. فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة اعتدل قَائِما وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه ثمَّ قَالَ: الله أكبر، وَركع ثمَّ اعتدل، فَلم يصوب رَأسه وَلم يقنع وَوضع يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده، وَرفع يَدَيْهِ واعتدل، حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه معتدلا ثمَّ هوى إِلَى الأَرْض سَاجِدا ثمَّ قَالَ: الله أكبر، ثمَّ جافى عضديه عَن بَطْنه وفتخ أَصَابِع رجلَيْهِ ثمَّ ثنى رجله الْيُسْرَى وَقعد عَلَيْهَا، ثمَّ اعتدل حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه معتدلا، ثمَّ هوى سَاجِدا، ثمَّ قَالَ: الله أكبر ثمَّ ثنى رجله وَقعد، واعتدل حَتَّى يرجع كل عظم فِي مَوْضِعه ثمَّ نَهَضَ، ثمَّ صنع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل ذَلِك حَتَّى إِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ كبر وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه كَمَا صنع حِين افْتتح الصَّلَاة، ثمَّ صنع حِين افْتتح الصَّلَاة، ثمَّ صنع كَذَلِك حَتَّى كَانَت الرَّكْعَة الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا صلَاته أخر رجله الْيُسْرَى، وَقعد عَلَى شقَّه متوركا ثمَّ سلم. قَالُوا: صدقت. هَكَذَا صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ».
1043- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
1044- قَالَ: وَقَوله: «إِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ، يَعْنِي إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ» أَي التَّشَهُّد الأول.
وَهَذَا التَّفْسِير الَّذِي قَالَه التِّرْمِذِيّ مَشْهُور اتّفق الْعلمَاء عَلَيْهِ.
1045- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط مُسلم كَرِوَايَة التِّرْمِذِيّ، وَزَاد بعد تَكْبِيرَة الْإِحْرَام «ثمَّ يقْرَأ، وَقَالَ: ثمَّ يرْكَع وَيَضَع راحتيه عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: ثمَّ إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ كبر وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما مَنْكِبَيْه».
1046- وَفِي رِوَايَة لَهُ فِي السُّجُود: «واستقبل بأطراف أَصَابِعه الْقبْلَة».
1047- وَفِي رِوَايَة: «إِذا ركع أمكن كفيه من رُكْبَتَيْهِ وَفرج بَين أَصَابِعه». لَكِنَّهَا من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة وَهُوَ ضَعِيف.
1048- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَسْجِد فَدخل رجل فَصَلى ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَرد عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل» فَصَلى، ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ: «ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل» ثَلَاثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا أحسن غَيره، فعلمني. قَالَ: «إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن، ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1049- وَفِي رِوَايَة لَهما: «إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر» وَذكر تَمَامه.
1050- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: «وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا، وَمَا أَنا من الْمُشْركين، إِن صَلَاتي، ونسكي ومحياي، ومماتي لله رب الْعَالمين، لَا شريك لَهُ، وَبِذَلِك أمرت وَأَنا من الْمُسلمين، اللَّهُمَّ أَنْت الْملك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك ظلمت نَفسِي، وَاعْتَرَفت بذنبي فَاغْفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعًا لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، واهدني لأحسن الْأَخْلَاق، لَا يهدي لأحسنها إِلَّا أَنْت، واصرف عني سيئها لَا يصرف عني سيئها إِلَّا أَنْت، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر كُله فِي يَديك، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك، أَنا بك وَإِلَيْك، تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك». وَإِذا ركع قَالَ: «اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، خشع لَك سَمْعِي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي. وَإِذا رفع قَالَ: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، ملْء السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وملء مَا بَينهمَا، وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد». وَإِذا سجد قَالَ: «اللَّهُمَّ لَك سجدت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره، وشق سَمعه وبصره، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ». ثمَّ يكون من آخر مَا يَقُول: بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت، وَمَا أعلنت، وَمَا أسرفت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت» رَوَاهُ مُسلم.
1051- وَعنهُ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور، وتحريمها التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم» حَدِيث حسن، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَآخَرُونَ.
1052- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول: سمع الله لمن حَمده حِين يرفع صلبه من الرُّكُوع، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: رَبنَا وَلَك الْحَمد، ثمَّ يكبر حِين يهوي سَاجِدا، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يفعل ذَلِك فِي الصَّلَاة كلهَا حَتَّى يَقْضِيهَا، وَيكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر يقوم من الثِّنْتَيْنِ بعد الْجُلُوس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1053- وَعَن حُذَيْفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات لَيْلَة فَافْتتحَ الْبَقَرَة فَقلت: يرْكَع عِنْد المئة، ثمَّ مَضَى، فَقلت: يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة، فَمَضَى، فَقلت: يرْكَع بهَا، ثمَّ افْتتح النِّسَاء فقرأها. ثمَّ افْتتح آل عمرَان فقرأها، يقْرَأ مترسلا إِذا مر بِآيَة فِيهَا تَسْبِيح سبح، وَإِذا مر بسؤال سَأَلَ، وَإِذا مر بتعوذ تعوذ، ثمَّ ركع فَجعل يَقُول: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم، فَكَانَ رُكُوعه نَحوا من قِيَامه، ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا لَك الْحَمد ثمَّ قَامَ قيَاما طَويلا قَرِيبا مِمَّا ركع، ثمَّ سجد فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُوده قَرِيبا من قِيَامه» رَوَاهُ مُسلم.
1054- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءَة بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَكَانَ إِذا ركع لم يشخص وَلم يصوبه لَكِن بَين ذَلِك، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا، وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى، وَينصب رجله الْيُمْنَى، وَكَانَ يُنْهِي، عَن عقبَة الشَّيْطَان، وَيُنْهِي أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ» رَوَاهُ مُسلم.
1055- وَفِي رِوَايَة: «عقب الشَّيْطَان». وَالْمرَاد بِهِ الإقعاء الْمَكْرُوه الَّذِي سنوضحه؛
1056- فِي بَاب "الإقعاء" إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
" class="commentLink">(*)" class="commentLink">(*)" class="commentLink">(*)

.بَاب تَكْبِيرَة الْإِحْرَام، وَرفع الْيَدَيْنِ حَذْو الْمَنْكِبَيْنِ فِيهَا، وَعند الرُّكُوع، وَالرَّفْع مِنْهُ، وَعند الْقيام من الرَّكْعَتَيْنِ، وجهر الإِمَام بالتكبيرات كلهَا، والتسميع، وَالسَّلَام:

1057- سبق حَدِيث: «تَحْرِيمهَا التَّكْبِير».
1058- وَأَحَادِيث التَّكْبِيرَات كلهَا فِي الْبَاب قبله.
1059- وَعَن سعيد بن الْحَارِث قَالَ: «صَلَّى لنا أَبُو سعيد، يَعْنِي الْخُدْرِيّ، فجهر بِالتَّكْبِيرِ حِين رفع رَأسه من السُّجُود، وَحين سجد، وَحين رفع، وَحين قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ البُخَارِيّ هَكَذَا.
1060- وَزَاد الْبَيْهَقِيّ فِيهِ بِإِسْنَاد حسن: «أَنه جهر بِالتَّكْبِيرِ حِين افْتتح، وَحين ركع، وَبعد أَن قَالَ سمع الله لمن حَمده».
1061- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يرفع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه إِذا افْتتح الصَّلَاة، وَإِذا كبر للرُّكُوع، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع رفعهما هَكَذَا أَيْضا، وَقَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَكَانَ لَا يفعل ذَلِك فِي السُّجُود» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1062- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «وَلَا يفعل ذَلِك حِين يسْجد، وَلَا حِين يرفع من السُّجُود».
1063- وَعَن نَافِع: «أَن ابْن عمر كَانَ إِذا دخل الصَّلَاة كبر، وَرفع يَدَيْهِ، وَإِذا ركع رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ، وَيرْفَع ابْن عمر ذَلِك إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1064- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه: «كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة كبر وَرفع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه، ويصنع مثل ذَلِك إِذا قَضَى قِرَاءَته، وَأَرَادَ أَن يرْكَع ويصنعه إِذا رفع من الرُّكُوع، وَلَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من صلَاته وَهُوَ قَاعد، وَإِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ كَذَلِك وَكبر» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ.
1065- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
1066- وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه رفع الْيَدَيْنِ.
1067- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد: «وَإِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ»بدل الرَّكْعَتَيْنِ.
وَالْمرَاد بالسجدتين الركعتان، كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة البَاقِينَ، وَهَكَذَا فسره الْعلمَاء من الْفُقَهَاء والمحدثين.
1068- وغلطوا الْخطابِيّ فِي قَوْله: إِن المُرَاد السجدتان المعروفتان لكَونه لم يقف عَلَى طرق الحَدِيث.
1069- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كبر للصَّلَاة جعل يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه، وَإِذا ركع فعل مثل ذَلِك، وَإِذا رفع للسُّجُود فعل مثل ذَلِك، وَإِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ فعل مثل ذَلِك» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح، فِيهِ رجل فِيهِ أدنَى كَلَام، وَوَثَّقَهُ الْأَكْثَرُونَ، وَاحْتج بِهِ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه. وَقَوله: رفع للسُّجُود، يَعْنِي رفع رَأسه من الرُّكُوع، كَمَا صرح بِهِ البُخَارِيّ فِي الْأَحَادِيث السَّابِقَة.
1070- وَعَن أبي حميد السَّاعِدِيّ فِي عشرَة من الصَّحَابَة صدقوه، أَنه وصف صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ فِيهَا: «وَإِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ كبر وَرفع يَدَيْهِ».
1071- وَهُوَ حَدِيث صَحِيح، سبق بِطُولِهِ فِي الْبَاب قبله.
1072- قَالَ البُخَارِيّ فِي كتاب (رفع الْيَدَيْنِ): «مَا زَاده ابْن عمر، وَعلي، وَأَبُو حميد، فِي عشرَة من الصَّحَابَة، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يرفع إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ كُله صَحِيح، لأَنهم لم يحكوا صَلَاة وَاحِدَة، ويختلفون فِيهَا مَعَ أَنه لَا اخْتِلَاف فِي ذَلِك، وَإِنَّمَا زَاد بَعضهم، وَالزِّيَادَة مَقْبُولَة من الثِّقَة».
1073- وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب (الْمعرفَة): قَالَ الشَّافِعِي فِي حَدِيث أبي حميد: وَبِهَذَا نقُول وَفِيه رفع الْيَدَيْنِ إِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ. ومذهبه مُتَابعَة السّنة الثَّابِتَة، فَهُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي لقَوْله: وَبِه أَقُول، وَلقَوْله: إِذا صَحَّ الحَدِيث فَهُوَ مذهبي.
1074- وَعَن مَالك بن الْحُوَيْرِث، « أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا كبر رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما أُذُنَيْهِ، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، قَالَ: سمع الله لمن حَمده، وَفعل مثل ذَلِك».
1075- وَفِي رِوَايَة: «حَتَّى يُحَاذِي بهما فروع أُذُنَيْهِ» رَوَاهُمَا مُسلم هَكَذَا، وَأَصله فِي البُخَارِيّ أَيْضا.
1076- وَرَوَاهُ مُسلم من رِوَايَة وَائِل بن حجر أَيْضا أَن الرّفْع حِيَال أُذُنَيْهِ.
1077- وَقد سبقت رِوَايَات الْأَكْثَرين حَذْو مَنْكِبَيْه.
1078- وَقد رَوَى الرّفْع نَيف وَثَلَاثُونَ صحابيا، وبسطته فِي شرح " الْمُهَذّب ".

.فصل فِي ضعيفه:

1079- مِنْهُ، حَدِيث الْبَراء: «رَأَيْته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرفع إِذا افْتتح الصَّلَاة ثمَّ لَا يعود».
1080- وَحَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: «أُصَلِّي لكم صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يرفع إِلَّا مرّة». اتَّفقُوا عَلَى تَضْعِيفه.
1081- وأنكروا عَلَى التِّرْمِذِيّ قَوْله: إِنَّه حسن.
1082- وَعَن عَلّي نَحوه مَوْقُوف.
1083- وَعَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوف: «لَا ترفع الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعَة مَوَاطِن: فِي افْتِتَاح الصَّلَاة، واستقبال الْكَعْبَة، وَعَلَى الصَّفَا، وبعرفات، وَجمع، وَعند الْجَمْرَتَيْن».
1084- قَالَ البُخَارِيّ وَغَيره: «هُوَ ضَعِيف مُرْسل».
1085- وَقد ثَبت الرّفْع فِي مَوَاضِع كَثِيرَة غير هَذِه، وجمعت معظمها فِي آخر صفة الصَّلَاة من شرح الْمُهَذّب.
1086- وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة، «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينشر أَصَابِعه فِي الصَّلَاة نشرا».
أطنب التِّرْمِذِيّ فِي تَضْعِيفه.