فصل: بَاب فضل الْمَشْي إِلَى الْمَسَاجِد وَفعل الْفَرَائِض فِيهَا، وانتظار الصَّلَاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِحْبَاب سُجُود الشُّكْر لمن تَجَدَّدَتْ لَهُ نعْمَة ظَاهِرَة، أَو اندفعت عَنهُ نقمة ظَاهِرَة:

2157- عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َمن مَكَّة نُرِيد الْمَدِينَة، فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبا من عزْورا، نزل ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَدَعَا الله تَعَالَى سَاعَة، ثمَّ خرّ سَاجِدا فَمَكثَ طَويلا، ثمَّ قَامَ فَرفع يَدَيْهِ سَاعَة، ثمَّ خرّ سَاجِدا فعله ثَلَاثًا، قَالَ: «إِنِّي سَأَلت رَبِّي وشفعت لأمتي، فَأَعْطَانِي ثلث أمتِي فَخَرَرْت سَاجِدا شكرا لرَبي، ثمَّ رفعت رَأْسِي، فَسَأَلت رَبِّي لأمتي فَأَعْطَانِي ثلث أمتِي، فَخَرَرْت سَاجِدا لرَبي شكرا، ثمَّ رفعت رَأْسِي، فَسَأَلت رَبِّي لأمتي فَأَعْطَانِي الثُّلُث الآخر، فَخَرَرْت سَاجِدا لرَبي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، بِإِسْنَاد جيد، وَلم يُضعفهُ. عزْورا، بِعَين مُهْملَة مَفْتُوحَة، ثمَّ زَاي سَاكِنة، ثمَّ وَاو مَفْتُوحَة، ثمَّ رَاء، ثمَّ ألف، وَالْأَشْهر حذف الْألف.
2158- هَكَذَا ضَبطه الْحَازِمِي.
2159- وَصَاحب:نِهَايَة الْغَرِيب.
2160- وَالْجُمْهُور قَالُوا: «وَهِي ثنية عِنْد الْجحْفَة فِي الطَّرِيق».
2161- ورأيته فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ، بزائين معجمتين، وَلَعَلَّه من النساخ. وَذكر أَبُو دَاوُد هَذَا الْبَاب فِي آخر كتاب الْجِهَاد.
2162- وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرَّ سَاجِدا حِين جَاءَهُ كتاب عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من الْيمن بِإِسْلَام هَمدَان» حَدِيث صَحِيح. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي جملَة حَدِيث طَوِيل أَوله فِي صَحِيح البُخَارِيّ.
2163- قَالَ:وَهُوَ عَلَى شَرط البُخَارِيّ.
2164- وَعَن كَعْب بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- فِي حَدِيث تَوْبَته- أَنه قَالَ، حِين بلغتني الْبشَارَة- فَخَرَرْت سَاجِدا مُتَّفق عَلَيْهِ.
2165- وَعَن أبي بكرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا جَاءَهُ أَمر يسُرُّه، أَو يُسرُّ بِهِ، خرّ سَاجِدا، شكرا لله تَعَالَى» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ،
2166- وَقَالَ:حسن، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.
2167- وَفِي إِسْنَاده بكّار بن عبد الْعَزِيز، وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ.
2168- قَالَ التِّرْمِذِيّ: لَا نَعْرِف هَذَا الحَدِيث إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
2169- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَفِي الْبَاب عَن جَابر، وَجَرِير، وَابْن عمر، وَأنس، وَأبي جُحَيْفَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
2170- وَهُوَ مَرْوِيّ عَن: فعل أبي بكر،
2171- وَعلي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم.

.فصل فِي ضعيفه:

2172- مِنْهُ، عَن جَابر الْجعْفِيّ، عَن مُحَمَّد بن عَلّي قَالَ: «رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نُغاشيّاً، فخرَّ سَاجِدا، ثمَّ قَالَ: أسأَل الله الْعَافِيَة» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، هَذَا مُرْسل وَضَعِيف، مُحَمَّد تَابِعِيّ، وَجَابِر الْجعْفِيّ ضَعِيف.
2173- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: لَهُ شَاهد. فَذكره مُرْسلا من جِهَة أُخْرَى بِمَعْنَاهُ. النغاشي، بتَشْديد الْيَاء، والنغاش بحذفها، هُوَ الْقصير جدا، الضَّعِيف الْحَرَكَة النَّاقِص الْخلق. وَالله أعلم.

.بَاب سُجُود السَّهْو وَأَن الصَّلَاة لَا تبطل بِهِ:

2174- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا نُودي بِالْأَذَانِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط، حَتَّى لَا يسمع الْأَذَان، فَإِذا قُضي الْأَذَان أقبل فَإِذا ثُوِّب بهَا أدبر، فَإِذا قُضي التثويب أقبل يخْطر بَين بِالْمَرْءِ وَنَفسه، وَيَقُول: اذكر كَذَا، اذكر كَذَا، لما لم يكن يذكر، حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي كم صَلَّى، فَإِذا لم يدر أحدكُم كم صَلَّى، فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2175- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد، بِإِسْنَاد ضَعِيف: «سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلِّم، ثمَّ ليسلِّم». التثويب هُنَا: الْإِقَامَة، ويخطر، بِضَم الطَّاء وَكسرهَا.
2176- وَعنهُ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِحْدَى صَلَاتي الْعشي، إِمَّا الظّهْر، وَإِمَّا الْعَصْر، فَسلم فِي رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أَتَى جذعاً فِي قبْلَة الْمَسْجِد فاستند إِلَيْهَا، وَخرج سَرَعان النَّاس، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ يَا رَسُول الله، أقُصِرَت الصَّلَاة أم نسيت؟ فَنظر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَمِينا وَشمَالًا، فَقَالَ: «مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ؟» قَالُوا: صدق، لم تصل إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ، وَسلم، ثمَّ كبَّر ثمَّ سجد، ثمَّ كبر فَرفع، ثمَّ كبر وَسجد، ثمَّ كبر وَرفع. مُتَّفق عَلَيْهِ من طرق كَثِيرَة.
2177- وَفِي بَعْضهَا: «صَلَّى بِنَا».
2178- وَبَعضهَا: «صَلَّى لنا».
2179- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الظّهْر، سلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَامَ رجل من بني سليم، يُقَال لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ وَذكر الحَدِيث.
2180- وَفِي رِوَايَة لَهُ: قَالَ: صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْعَصْر فَسلم فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أقصرت الصَّلَاة يَا رَسُول الله أم نسيت؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كل ذَلِك لم يكن» فَقَالَ: قد كَانَ بعض ذَلِك يَا رَسُول الله. فَأقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟ » فَقَالُوا: نعم، يَا رَسُول الله. فَأَتمَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا بَقِي من الصَّلَاة، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس بعد التَّسْلِيم.
2181- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِحْدَى صَلَاتي الْعشي رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد فَوضع يَده عَلَيْهَا، وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعمر فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ، وَخرج سرعَان النَّاس. فَقَالُوا: قصرت الصَّلَاة. وَرجل يَدعُوهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَا الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: أنسيت أم قصرت؟ فَقَالَ: «لم أنس، وَلم تقصر» قَالَ: بلَى، قد نسيت. فَصَلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ كبر فَسجدَ مثل سُجُوده، أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه فَكبر، ثمَّ وضع رَأسه فَكبر فَسجدَ مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه وَكبر.
2182- وَفِي رِوَايَة لَهُ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِحْدَى صَلَاتي الْعشي فَصَلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم فَقَامَ إِلَى خَشَبَة معروضة فِي الْمَسْجِد فاتكأ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَان، وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَشَبك بَين أَصَابِعه، وَوضع خَدّه الْأَيْمن عَلَى ظهر كَفه الْيُسْرَى، وَخرجت السرعان من أَبْوَاب الْمَسْجِد، فَقَالُوا: قصرت الصَّلَاة. وَفِي الْقَوْم رجل فِي يَده طول يُقَال لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ، قَالَ: يَا رَسُول الله، أنسيت أم قصرت الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «لم أنس، وَلم تقصر». فَقَالَ: «أكما يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ؟» فَقَالُوا: نعم.
2183- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح: فَقَالَ: «أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟» فأومؤوا: أَي نعم، فَرجع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى مقَامه فَصَلى الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ. وَذكر الحَدِيث.
2184- وَعَن عمرَان بن حُصَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعَصْر، فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات، ثمَّ دخل منزله، فَقَامَ إِلَيْهِ رجل يُقَال لَهُ الْخِرْبَاق، وَكَانَ فِي يَده طول، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، فَذكر لَهُ صَنِيعه، وَخرج غَضْبَان يجر رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاس، فَقَالَ: «أصدق هَذَا؟» قَالُوا: نعم، فَصَلى رَكْعَة، ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم. رَوَاهُ مُسلم.
2185- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «سلم فِي ثَلَاث رَكْعَات من الْعَصْر، ثمَّ قَامَ فَدخل الْحُجْرَة، فَقَامَ رجل بسيط الْيَدَيْنِ» فَذكره.
2186- وَعَن مُعَاوِيَة بن حديج، الصَّحَابِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى يَوْمًا فَسلم، وَقد بقيت من الصَّلَاة رَكْعَة فأدركه رجل، فَقَالَ: نسيت من الصَّلَاة رَكْعَة، فَرجع فَدخل الْمَسْجِد وَأمر بِلَالًا، فَأَقَامَ الصَّلَاة، فَصَلى للنَّاس رَكْعَة، فَأخْبرت بذلك النَّاس، فَقَالُوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لَا، إِلَّا أَن أرَاهُ، فَمر بِي. فَقلت: هَذَا هُوَ، فَقَالُوا: هَذَا طَلْحَة بن عبيد الله» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم.
2187- وَقَالَ: هُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد. وحديج، بِضَم الْحَاء، وَفتح الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ.
2188- وَقَالُوا: وَكَانَ إِسْلَام مُعَاوِيَة هَذَا قبل وَفَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بشهرين. وَاعْلَم أَنه جَاءَ فِي:
2189- فِي رِوَايَة لأبي هُرَيْرَة فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ: «صَلَاة الظّهْر».
2190- وَفِي رِوَايَة: الْعَصْر، كَمَا سبق. قَالَ الْمُحَقِّقُونَ: هما قضيتان.
2191- وَرِوَايَة عمرَان بن الْحصين، قَضِيَّة أُخْرَى فِي يَوْم آخر.
2192- وَكَذَلِكَ رِوَايَة مُعَاوِيَة بن حديج.
2193- قَالُوا: وَذُو الْيَدَيْنِ هَذَا اسْمه: الْخِرْبَاق، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة، وبالباء الْمُوَحدَة، بن عَمْرو السّلمِيّ، كنيته أَبُو العربان، عَاشَ بعد وَفَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَمَانا.
2194- وَأما ذُو الشمالين فَهُوَ: عُمَيْر بن عَمْرو بن غبشان الْخُزَاعِيّ قتل يَوْم بدر شَهِيدا. الْمَقْتُول ببدر ذُو الشمالين، وَهُوَ غير الْمُتَكَلّم فِي حَدِيث السَّهْو. هَذَا قَول الْحفاظ كلهم، وَسَائِر الْعلمَاء، إِلَّا الزُّهْرِيّ فَقَالَ: هُوَ هُوَ.
2195- وَاتَّفَقُوا عَلَى تَغْلِيظ الزُّهْرِيّ فِي هَذَا.
وَقَوله: قصرت الصَّلَاة، بِضَم الْقَاف، وَكسر الصَّاد. وَرُوِيَ بِفَتْح الْقَاف، وَضم الصَّاد، وَالْأول أصح وَأشهر. والسرعان، بِفَتْح السِّين وَالرَّاء وهم المسرعون، وَحكي إسكان الرَّاء، وَحكي ضم السِّين، وَإِسْكَان الرَّاء، جمع سريع، كقفيز وقفزان.
2196- وَعَن عبد الله بن بُحَيْنَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فِي صَلَاة الظّهْر وَعَلِيهِ جُلُوس، فَلَمَّا أتم صلَاته سجد سَجْدَتَيْنِ، يكبر فِي كل سَجْدَة، وَهُوَ جَالس قبل أَن يسلم، وسجدهما النَّاس مَعَه، مَكَان مَا نسي من الْجُلُوس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2197- وَفِي رِوَايَة لَهما: «قَامَ من اثْنَتَيْنِ وَلم يجلس»، قَالَ: «صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم» فَذكره.
2198- وَفِي رِوَايَة لَهما: «قَامَ من اثْنَتَيْنِ، وَلم يجلس، فَلَمَّا كَانَ فِي آخر صلَاته سجد قبل أَن يسلم ثمَّ سلم».
2199- وَفِي رِوَايَة الْحَاكِم: «صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة فَقَامَ من اثْنَتَيْنِ، فسبح بِهِ فَمَضَى» وَذكر الحَدِيث.
2200- قَالَ الْحَاكِم:حَدِيث صَحِيح.
2201- وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، عَن عَلْقَمَة، عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ،- قَالَ إِبْرَاهِيم: زَاد أَو نقص- فَلَمَّا سلم قيل لَهُ: يَا رَسُول الله،، أحدث فِي الصَّلَاة شَيْء؟ قَالَ: «وَمَا ذَاك؟» قَالُوا: صليت كَذَا. فَثنى رجلَيْهِ، واستقبل الْقبْلَة، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ أقبل علينا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّه لَو حدث فِي الصَّلَاة شَيْء أنبأتكم بِهِ، وَلَكِن إِنَّمَا أَنا بشر أنسى كَمَا تنسون، فَإِذا نسيت فذكروني، وَإِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليتحر الصَّوَاب فليتم عَلَيْهِ، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2202- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «ليتحر الَّذِي يرَى أَنه الصَّوَاب».
2203- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «ثمَّ ليسلم، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ».
2204- وَفِي رِوَايَة لَهما عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الظّهْر خمْسا، فَقيل: أَزِيد فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «وَمَا ذَاك؟» قَالُوا: صليت خمْسا، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سلم.
2205- وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر كم صَلَّى؟ أَثلَاثًا أم أَرْبعا؟ فليطرح الشَّك وليبن عَلَى مَا استيقن، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، فَإِن كَانَ صَلَّى خمْسا شفعن لَهُ صلَاته، وَإِن كَانَ صَلَّى إتماما لأَرْبَع كَانَتَا ترغيما للشَّيْطَان» رَوَاهُ مُسلم.
2206- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليلق الشَّك، وليبن عَلَى الْيَقِين، فَإِذا استيقن التَّمام، سجد سَجْدَتَيْنِ، فَإِن كَانَت صلَاته تَامَّة كَانَت الرَّكْعَة نَافِلَة، والسجدتان، وَإِن كَانَت نَاقِصَة كَانَت الرَّكْعَة تَمامًا لصلاته، وَكَانَت السجدتان مرغمتي الشَّيْطَان».
2207- وَفِي رِوَايَة لَهُ بِإِسْنَاد صَحِيح: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر أصلى ثَلَاثًا أم أَرْبعا فَليصل رَكْعَة، وليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس قبل التَّسْلِيم».
2208- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِذا سَهَا أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر وَاحِدَة صَلَّى أم اثْنَتَيْنِ، (فليبن عَلَى وَاحِدَة فَإِن لم يدر أثنتين صَلَّى أم ثَلَاثًا)، فليبن عَلَى اثْنَتَيْنِ، وَإِن لم يدر ثَلَاثًا صَلَّى أم أَرْبعا فليبن عَلَى ثَلَاث، وليسجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ،
2209- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
2210- وَعَن زِيَاد بن علاقَة قَالَ: «صَلَّى بِنَا الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه،
فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَقُلْنَا: سُبْحَانَ الله، قَالَ: سُبْحَانَ الله، وَمَضَى. فَلَمَّا أتم صلَاته وَسلم، سجد سَجْدَتي السَّهْو، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصنع كَمَا صنعت»
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
2211- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
2212- وَرَوَى الْحَاكِم مثله من رِوَايَة سعد بن أبي وَقاص.
2213- وَقَالَ: «هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم».
2214- وَمثله من رِوَايَة عقبَة بن عَامر،
2215- وَقَالَ: «صَحِيح عَلَى شَرطهمَا».

.فصل فِي ضعيفه:

2216- مِنْهُ، عَن عبد الله بن جَعْفَر رَفعه: «من شكّ فِي صلَاته فليسجد سَجْدَتَيْنِ، بَعْدَمَا يسلم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ. ضَعَّفُوهُ.
2217- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «لَا بَأْس بِهِ».
2218- وَعَن ثَوْبَان رَفعه: «لكل سَهْو سَجْدَتَانِ بَعْدَمَا يسلم» روه أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة. ضعفه الْبَيْهَقِيّ وَغَيره، وَفِي إِسْنَاده ضعيفان.
2219- وَعَن عمر مَرْفُوع: «لَيْسَ عَلَى من خلف الإِمَام سَهْو، فَإِن سَهَا الإِمَام فَعَلَيهِ، وَعَلَى من خَلفه، السَّهْو» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف، وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ، وَغَيره.
2220- وَعَن الْمُغيرَة رَفعه: «إِذا قَامَ الإِمَام من الرَّكْعَتَيْنِ فَلم يستتم قَائِما فليجلس، فَإِن استتم قَائِما فَلَا يجلس، وَيسْجد سَجْدَتَيْنِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة، وَهُوَ ضَعِيف من رِوَايَة جَابر الْجعْفِيّ.
2221- وَعَن خصيف، عَن أبي عُبَيْدَة بن ابْن مَسْعُود، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا كنت فِي صَلَاة وَشَكَكْت فِي ثَلَاث أَو أَربع، وأكبر ظَنك عَلَى أَربع، تشهدت، ثمَّ سجدت سَجْدَتَيْنِ قبل أَن تسلم، ثمَّ تشهدت أَيْضا ثمَّ سلم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَهُوَ ضَعِيف. وَأَبُو عُبَيْدَة لم يدْرك أَبَاهُ، وَحَدِيثه هَذَا مُخْتَلف فِي إِسْنَاده وَمَتنه، وخصيف مُخْتَلف فِيهِ.
2222- وَابْن عمر مَرْفُوع: «لَا سَهْو فِي وثبة الصَّلَاة، إِلَّا قيام عَن جُلُوس، أَو جُلُوس عَن قيام».
2223- قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره: «تفرد بِهِ أَبُو بكر الْعَنسِي، بالنُّون، وَهُوَ مَجْهُول».
2224- وغلطوا الْحَاكِم فِي دَعْوَاهُ أَنه صَحِيح الْإِسْنَاد.
2225- وَعَن عَائِشَة مَرْفُوع: «سجدتا السَّهْو تجزيان من كل زِيَادَة، ونقصان» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
2226- قَالَ: «وَهُوَ مَعْدُود فِي أَفْرَاد حَكِيم بن نَافِع، وَوَثَّقَهُ ابْن معِين». قلت:
وَضَعفه أَبُو حَاتِم، وَأَبُو زرْعَة جدا.
2227- وَعَن الْمُغيرَة: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تشهد بعد أَن رفع رَأسه من سَجْدَتي السَّهْو».
2228- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «تفرد (بِهِ) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، وَهُوَ ضَعِيف».
2229- قَالَ: «وَالْأَخْبَار الصَّحِيحَة تدل عَلَى أَنه، وَإِن سجدهما بعد السَّلَام، لم يتَشَهَّد لَهما».

.كتاب صَلَاة الْجَمَاعَة:

.بَاب بَيَان فَضلهَا والحث عَلَيْهَا:

2230- عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «صَلَاة الْجَمَاعَة أفضل من صَلَاة الْفَذ بِسبع وَعشْرين دَرَجَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2231- وَعَن أبي سعيد، مثله، وَقَالَ: «بِخمْس وَعشْرين دَرَجَة» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
2232- زَاد أَبُو دَاوُد فِي رِوَايَته: «فَإِن صلاهَا فِي فلاة، فَأَتمَّ ركوعها وسجودها بلغت خمسين صَلَاة». إسنادها جيد، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.
2233- وَقَالَ الْحَاكِم: «هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ».
2234- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «صَلَاة الرجل فِي جمَاعَة تضعف عَلَى صلَاته فِي بَيته، وَفِي سوقه خمْسا وَعشْرين ضعفا، وَذَلِكَ أَنه إِذا تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد، لَا يُخرجهُ إِلَّا الصَّلَاة، لم يخط خطْوَة إِلَّا رفعت لَهُ بهَا دَرَجَة، وَحط عَنهُ بهَا خَطِيئَة، فَإِذا صَلَّى لم تزل الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لم يحدث، اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحمه، وَلَا يزَال فِي صَلَاة مَا انْتظر الصَّلَاة» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ.
2235- وَفِي رِوَايَة لَهما: «خَمْسَة وَعشْرين جُزْءا».
2236- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «دَرَجَة».
2237- وَعَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «من صَلَّى الْعشَاء فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا قَامَ نصف اللَّيْل، وَمن صَلَّى الصُّبْح فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْل كُله» رَوَاهُ مُسلم.
2238- وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد مُسلم: «من شهد الْعشَاء فِي جمَاعَة كَانَ لَهُ قيام نصف لَيْلَة، وَمن صَلَّى الْعشَاء وَالْفَجْر فِي جمَاعَة كَانَ لَهُ كقيام لَيْلَة».
2239- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن صَحِيح".
2240- قَالَ: «وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر، وَأبي هُرَيْرَة، وَأنس، وَعمارَة بن رويبة، وجندب، وَأبي بن كَعْب، وَأبي مُوسَى، وَبُرَيْدَة».

.فصل فِي ضعيفه:

2241- مِنْهُ، عَن عمر مَرْفُوع: «من صَلَّى فِي مَسْجِد، جمَاعَة، أَرْبَعِينَ لَيْلَة، لَا تفوته الرَّكْعَة الأولَى من صَلَاة الْعشَاء، كتب الله لَهُ عتقا من النَّار» رَوَاهُ ابْن ماجة من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش.

.بَاب فضل كَثْرَة الْجَمَاعَة:

2242- عَن أبي بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «صَلَاة الرجل مَعَ الرجل أَزْكَى من صلَاته وَحده، وَصلَاته مَعَ الرجلَيْن أَزْكَى من صلَاته مَعَ الرجل، وَمَا كثر فَهُوَ أحب إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن ماجة بِإِسْنَاد صَحِيح، إِلَّا عبد الله بن أبي بَصِير الرَّاوِي عَن أبي، فَسَكَتُوا عَنهُ، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد، وَأَشَارَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا إِلَى صِحَّته.
2243- وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ مَعْنَاهُ من رِوَايَة قباث بن أَشْيَم الصَّحَابِيّ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَهُوَ بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا، وموحدة مُخَفّفَة، وَآخره مُثَلّثَة.

.بَاب الْأَمر بِصَلَاة الْجَمَاعَة، وَأَنَّهَا فرض كِفَايَة:

2244- عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن شببة متقاربون، فَأَقَمْنَا عِنْده عشْرين لَيْلَة، وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رحِيما رَقِيقا، فَظن أَنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عَمَّن تركنَا من أهلنا فَأَخْبَرنَاهُ، فَقَالَ: «ارْجعُوا إِلَى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم، ومروهم، فَإِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن لكم أحدكُم، ثمَّ ليؤمكم أكبركم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2245- وَفِي رِوَايَة لَهما: «إِذا حضرت الصَّلَاة فأذنا، ثمَّ أقيما، ليؤمكما أكبركما».
2246- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «وصلوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي».
2247- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «وصلوا صَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا، وَصَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا». قَوْله: «رَقِيقا» بقافين.
2248- وَفِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ، بفاء وقاف.
2249- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن أثقل صَلَاة عَلَى الْمُنَافِقين صَلَاة الْعشَاء، وَصَلَاة الْفجْر، وَلَو يعلمُونَ مَا فيهمَا لأتوهما وَلَو حبوا، وَلَقَد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ آمُر رجلا فَيصَلي بِالنَّاسِ، ثمَّ أَنطلق معي بِرِجَال مَعَهم حزم من حطب إِلَى قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة، فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم بالنَّار» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه لمُسلم.
2250- وَفِي رِوَايَة لَهما: «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو يعلم أحدكُم أَنه يجد عرقا سمينا، أَو مرماتين حسنتين لشهد الْعشَاء». الْعرق، بِفَتْح الْعين، وَإِسْكَان الرَّاء، عظم أَخذ أَكثر لَحْمه، جمعه عراق. والمرماة، بِكَسْر الْمِيم، وَفتحهَا، السهْم الَّذِي يُرْمَى بِهِ.
2251- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: لقوم يتخلفون عَن الْجُمُعَة: «لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أحرق عَلَى رجال يتخلفون عَن الْجُمُعَة بُيُوتهم» رَوَاهُ مُسلم.
2252- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من رِوَايَة لأبي هُرَيْرَة.
2253- ثمَّ قَالَ: «وَالَّذِي تدل عَلَيْهِ سَائِر الرِّوَايَات أَنه عبر بِالْجمعَةِ عَن الْجَمَاعَة». قلت: بل هما رِوَايَتَانِ:
2254- رِوَايَة فِي الْجُمُعَة.
2255- وَرِوَايَة فِي الْجَمَاعَة، فِي سَائِر الصَّلَوَات. وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
2256- وَعَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجل أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَيْسَ لي قَائِد يقودني إِلَى الْمَسْجِد. فَسَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يرخص لَهُ فَيصَلي فِي بَيته، فَرخص لَهُ. فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «هَل تسمع النداء بِالصَّلَاةِ؟» فَقَالَ: نعم. قَالَ: «فأجب» رَوَاهُ مُسلم.
2257- وَعَن عبد الله، وَقيل عَمْرو بن قيس، الْمَعْرُوف بِابْن أم مَكْتُوم، الْمُؤَذّن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الْمَدِينَة كَثِيرَة الْهَوَام، وَالسِّبَاع. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «تسمع حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، فحي هلا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد حسن.
2258- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد: يَا رَسُول الله، إِنِّي رجل ضَرِير الْبَصَر، شاسع الدَّار، ولي قَائِد لَا يلاومني، فَهَل لي رخصَة أَن أُصَلِّي فِي بَيْتِي؟ قَالَ: «هَل تسمع النداء؟» قَالَ: نعم. قَالَ: «لَا أجد لَك رخصَة» هَكَذَا الرِّوَايَة. وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة: لَا يلائمني بِالْمدِّ.
2259- قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره:مَعْنَاهُ، لَا أجد لَك رخصَة تحصل لَك فَضِيلَة الْجَمَاعَة من غير حُضُورهَا، وَلَيْسَ المُرَاد إِيجَاب الْحُضُور عَلَى الْأَعْمَى، فقد رخص لعتبان بن مَالك.
2260- وَعَن ابْن مَسْعُود قَالَ: «من سره أَن يلقى الله تَعَالَى غَدا مُسلما فليحافظ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَات حَيْثُ يُنَادَى بِهن. فَإِن الله شرع لنبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سنَن الْهدى (وإنهن من سنَن الْهدى)، وَلَو أَنكُمْ صليتم فِي بُيُوتكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا المتخلف فِي بَيته لتركتم سنة نَبِيكُم، وَلَو تركْتُم سنة نَبِيكُم لَضَلَلْتُمْ. وَلَقَد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَنْهَا إِلَّا مُنَافِق مَعْلُوم النِّفَاق، وَلَقَد كَانَ الرجل يُؤْتَى بِهِ يهادى بَين الرجلَيْن حَتَّى يُقَام فِي الصَّفّ» رَوَاهُ مُسلم.
2261- وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا من ثَلَاثَة فِي قَرْيَة وَلَا بَدو لَا تُقَام فيهم الصَّلَاة إِلَّا قد استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان، فَعَلَيْكُم بِالْجَمَاعَة، فَإِنَّمَا يَأْكُل الذِّئْب، من الْغنم، القاصية» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.

.فصل فِي ضعيفه:

2262- مِنْهُ، عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوع: «من سمع النداء فَلم يمنعهُ من اتِّبَاعه عذر " والعذر " خوف أَو مرض، لم تقبل مِنْهُ الصَّلَاة الَّتِي صَلَّى» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة أبي جناب، بِالْجِيم، يَحْيَى بن حَيّ، وَهُوَ مُدَلّس ضَعِيف. وَقَالَ فِي رِوَايَته: عَن.
2263- وَعَن جَابر مَرْفُوع: «لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلَّا فِي الْمَسْجِد» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره فِي إِسْنَاده ضعيفان، أَحدهمَا؛ مَجْهُول.
2264- وَعَن أبي هُرَيْرَة مثله، ضَعِيف ضعفهما الْحفاظ.
2265- وَمِنْه عَن عَلّي مَوْقُوفا، وَمَرْفُوعًا، ضعيفان.

.بَاب الْعذر فِي ترك الْجَمَاعَة:

2266- فِيهِ حَدِيث عتْبَان بن مَالك، السَّابِق فِي بَاب الْجَمَاعَة فِي النَّافِلَة.
2267- وَحَدِيث عَائِشَة السَّابِق فِي بَاب لَا تبطل الصَّلَاة بالبكاء.
وحديثا:
2268- ابْن عَبَّاس،
2269- وَابْن عمر، السابقان فِي آخر كتاب الْأَذَان.
2270- وَحَدِيث: «لَا صَلَاة بِحَضْرَة الطَّعَام، وَلَا وَهُوَ يدافعه الأخبثان».
2271- وَأَحَادِيث النَّهْي عَن أكل ثوما أَو بصلا فِي كتاب الْمَسَاجِد.
2272- وَعَن جَابر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فمطرنا فَقَالَ: «ليصل من شَاءَ مِنْكُم فِي رَحْله» رَوَاهُ مُسلم.
2273- وَعَن أبي الْمليح، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَنه شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زمن الْحُدَيْبِيَة، فِي يَوْم الْجُمُعَة، وأصابهم مطر، لم تبتل أَسْفَل نعَالهمْ، فَأَمرهمْ أَن يصلوا فِي رحالهم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره، بِإِسْنَاد صَحِيح.

.بَاب فضل الْمَشْي إِلَى الْمَسَاجِد وَفعل الْفَرَائِض فِيهَا، وانتظار الصَّلَاة:

2274- أما الْمَشْي إِلَيْهَا فسبقت أَحَادِيثه فِي كتاب الْمَسَاجِد. واشتهرت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُصَلِّي المكتوبات فِي الْمَسْجِد.
2275- وَسبق حَدِيث أبي هُرَيْرَة: «كَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد، وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة، فذلكم الرِّبَاط» فِي كتاب الْوضُوء.
2276- وَحَدِيثه الآخر فِي أول كتاب الْجَمَاعَة: «وَلَا يزَال فِي صَلَاة مَا انْتظر الصَّلَاة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2277- وَفِي رِوَايَة لَهما: «مَا دَامَت الصَّلَاة تحبسه، لَا يمنعهُ أَن يَنْقَلِب إِلَى أَهله إِلَّا الصَّلَاة».
2278- وَعَن عقبَة بن عَامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا تطهر الرجل ثمَّ مر إِلَى الْمَسْجِد، يرْعَى الصَّلَاة، كتب لَهُ كَاتبه، أَو كاتباه، بِكُل خطْوَة يمشيها إِلَى الْمَسْجِد عشر حَسَنَات، والقاعد يرْعَى الصَّلَاة كالقانت، وَيكْتب من الْمُصَلِّين من حِين يخرج من بَيته حَتَّى يرجع» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، وَالْحَاكِم،
2279- وَقَالَ: هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.

.بَاب اسْتِحْبَاب إتْيَان الصَّلَاة بسكينة، وَكَرَاهَة الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي إِلَيْهَا:

2280- عَن أبي قَتَادَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ سمع جلبة رجال،، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا شَأْنكُمْ؟» قَالُوا: استعجلنا إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: «فَلَا تَفعلُوا، إِذا أتيتم الصَّلَاة فَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2281- وَعَن أبي هُرَيْرَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عَلَيْكُم السكنية، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا» مُتَّفق عَلَيْهِ من طرق كَثِيرَة لَهما.
2282- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا، فَإِن أحدكُم إِذا كَانَ يعمد إِلَى الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة».
2283- وَفِي رِوَايَة لَهما: «وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار».
2284- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «صل مَا أدْركْت، واقض مَا سَبَقَك».
2285- وَسَائِر رِوَايَات مُسلم مَعَ رِوَايَات البُخَارِيّ: «وَمَا فاتكم فَأتمُّوا».
2286- وَذكر الْبَيْهَقِيّ اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِي: «فَأتمُّوا»، و «فاقضوا».
2287- ثمَّ قَالَ: «وَالَّذين قَالُوا: فَأتمُّوا، أَكثر، وأحفظ، وألزم لأبي هُرَيْرَة فَهُوَ أولَى».
2288- وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَن مُسلم عَن الْحجَّاج قَالَ:لَا أعلم رَوَى هَذِه اللَّفْظَة عَن الزُّهْرِيّ غير ابْن عُيَيْنَة: «واقضوا مَا فاتكم». قَالَ مُسلم: «وَأَخْطَأ ابْن عُيَيْنَة فِيهَا».
2289- قَالَ أَبُو دَاوُد:قَالَ يُونُس، والزبيدي، وَابْن أبي ذِئْب، وَإِبْرَاهِيم بن سعد، وَمعمر، وَشُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: «وَمَا فاتكم». وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة وَحده عَن الزُّهْرِيّ: «فاقضوا». وَقَالَ مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، وجعفر بن ربيعَة، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة: «فَأتمُّوا».
2290- وَابْن مَسْعُود،
2291- وَأَبُو قَتَادَة،
2292- وَأنس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «فَأتمُّوا».