فصل: بَاب كَرَاهَة رفع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة، وَالنَّظَر إِلَى مَا يلهي، وَالنَّدْب إِلَى تَخْصِيص نظره بِموضع سُجُوده:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب الِانْصِرَاف من الصَّلَاة عَن الْيَمين وَالشمَال:

1567- عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «لَا يَجْعَل أحدكُم للشَّيْطَان شَيْئا من صلَاته، يرَى أَن حَقًا عَلَيْهِ أَن لَا ينْصَرف إِلَّا عَن يَمِينه، لقد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كثيرا ينْصَرف عَن يسَاره» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1568- وَفِي رِوَايَة مُسلم: «أَكثر مَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينْصَرف عَن شِمَاله».
1569- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «أَكثر مَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينْصَرف عَن يَمِينه» رَوَاهُ مُسلم.
1570- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «كَانَ ينْصَرف عَن يَمِينه».
1571- وَعَن هلب الطَّائِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَنه صَلَّى مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ ينْصَرف عَن شقيه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا بِإِسْنَاد حسن.

.بَاب تَحْسِين الصَّلَاة والخشوع فِيهَا:

سبقت الْأَحَادِيث فِي فَضله:
1572- من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث نَفسه فيهمَا بِشَيْء.
1573- وَعَن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «اسكنوا فِي الصَّلَاة» رَوَاهُ مُسلم.
1574- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا ثمَّ انْصَرف، فَقَالَ: «يَا فلَان، أَلا تحسن صَلَاتك، أَلا ينظر الْمُصَلِّي إِذا صَلَّى كَيفَ يُصَلِّي؟ فَإِنَّمَا يُصَلِّي لنَفسِهِ، إِنِّي وَالله لَأبْصر من ورائي كَمَا أبْصر من بَين يَدي» رَوَاهُ مُسلم.
1575- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا، وَالله مَا يخْفَى عَلّي ركوعكم، وَلَا خُشُوعكُمْ، وَإِنِّي لأَرَاكُمْ وَرَاء ظَهْري» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1576- وَفِي رِوَايَة مُسلم: «وسجودكم»، بدل: «خُشُوعكُمْ».
1577- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أقِيمُوا الرُّكُوع وَالسُّجُود» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1578- وَعَن أبي الْيُسْر، كَعْب بن عَمْرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: « مِنْكُم من يُصَلِّي الصَّلَاة كَامِلَة، ومنكم من يُصَلِّي النّصْف، وَالثلث، وَالرّبع وَالْخمس حَتَّى بلغ الْعشْر» رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
1579- وَمثله أَو نَحوه، عَن عمار، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، رَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا بِإِسْنَاد صَحِيح.

.فصل فِي ضعيفه:

1580- مِنْهُ، حَدِيث الْفضل بن عَبَّاس مَرْفُوع: «الصَّلَاة مثنى مثنى، تشهد فِي كل رَكْعَتَيْنِ، وتضرع، وتخشع، وتمسكن، ثمَّ ترفع يَديك يَا رب يَا رب».
1581- وَرَوَى من رِوَايَة الْمطلب بن ربيعَة، وَكِلَاهُمَا ضَعِيف بالِاتِّفَاقِ.
1582- قَالَ البُخَارِيّ: «لَا يَصح هَذَا الحَدِيث».

.بَاب:

1583- عَن أبي أُمَامَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «صَلَاة فِي إِثْر صَلَاة لَا لَغْو بَينهمَا كتاب فِي عليين» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.

.كتاب مَا ينْهَى عَنهُ فِي الصَّلَاة:

.بَاب كَرَاهَة الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة لغير حَاجَة:

1584- مِنْهُ الْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي الْبَاب قبله.
1585- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «هُوَ اختلاس يختلسه الشَّيْطَان من صَلَاة العَبْد» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1586- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ، قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إياك والالتفات فِي الصَّلَاة، فَإِن الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة هلكة، فَإِن كَانَ لابد فَفِي التَّطَوُّع لَا فِي الْفَرِيضَة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
1587- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
1588- وَعَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا يزَال الله عَزَّ وَجَلَّ مُقبلا عَلَى العَبْد فِي صلَاته مَا لم يلْتَفت، فَإِذا صرف وَجهه انْصَرف عَنهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد فِيهِ رجل فِيهِ جَهَالَة، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد فَهُوَ حسن عِنْده.

.بَاب جَوَازه لحَاجَة:

1589- عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «أشتكى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فصلينا وَرَاءه، وَهُوَ قَاعد، فَالْتَفت إِلَيْنَا فرآنا قيَاما فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا» وَذكر الحَدِيث. رَوَاهُ مُسلم.
1590- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يلحظ فِي الصَّلَاة يَمِينا وَشمَالًا، وَلَا يلوي عُنُقه خلف ظَهره» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
1591- قَالَ:وَقد رُوِيَ مُرْسلا.
1592- وَعَن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذهب يصلح بَين بني عَمْرو بن عَوْف. وَذكر الحَدِيث فِي صَلَاة أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، بِالنَّاسِ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم فِي الصَّلَاة فَصَفَّقَ النَّاس، وَكَانَ أَبُو بكر لَا يلْتَفت فِي صلَاته، فَلَمَّا أَكثر النَّاس التصفيق الْتفت أَبُو بكر وَذكر الحَدِيث. مُتَّفق عَلَيْهِ.
1593- وَعَن سهل بن الحنظلية رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «ثوب بِالصَّلَاةِ- يَعْنِي الصُّبْح- فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي وَهُوَ ينظر إِلَى الشّعب» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح. وَقَالَ: «كَانَ ارسل فَارِسًا إِلَى الشّعب من أجل الحرس».

.بَاب كَرَاهَة رفع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة، وَالنَّظَر إِلَى مَا يلهي، وَالنَّدْب إِلَى تَخْصِيص نظره بِموضع سُجُوده:

1594- عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا بَال أَقوام يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي صلَاتهم، فَاشْتَدَّ قَوْله فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ: لينتهن عَن ذَلِك، أَو لتخطفن أَبْصَارهم» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1595- وَرَوَى مُسلم نَحوه من رِوَايَة جَابر بن سَمُرَة.
1596- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى فِي خميصة لَهَا أَعْلَام، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: «اذْهَبُوا بخميصتي هَذِه إِلَى أبي جهم، وائتوني بأنيجانية أبي جهم، فَإِنَّهَا ألهتني آنِفا عَن صَلَاتي» مُتَّفق عَلَيْهِ. الخميصة: كسَاء، والانبجانية: كسَاء غليظ لَا علم لَهُ فَإِن كَانَ لَهُ علم فَهُوَ خميصة.
1597- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ قرام لعَائِشَة سترت بِهِ جَانب بَيتهَا، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أميطي عَنَّا قرامك هَذَا فَإِنَّهُ لَا تزَال تصاوير تعرض فِي صَلَاتي» رَوَاهُ البُخَارِيّ. القرام: ستر رَقِيق. أميطي: باعدي. تصاوير: أَي تصاويره.
1598- وَقد سبقت أَحَادِيث الْخُشُوع، وَهِي متضمنة إِلَى النّظر مَوضِع سُجُوده.

.فصل فِي ضعيفه:

1599- مِنْهُ، حَدِيث أنس مَرْفُوع: «اجْعَل بَصرك حَيْثُ تسْجد ".
1600- وَحَدِيث أبي قلَابَة، عَن عشرَة من الصَّحَابَة أَنه كَانَ نظر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى مَوضِع سُجُوده.
1601- وَحَدِيث: كَانَ ينظر إِلَى السَّمَاء حَتَّى نزلت (الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون)، فطأطأ»
.
1602- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: «وروينا عَن مُجَاهِد وَقَتَادَة أَنَّهُمَا كرها تغميض الْعَينَيْنِ فِي الصَّلَاة. وَفِيه حَدِيث قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْء».

.بَاب كَرَاهَة تَغْطِيَة الْفَم فِي الصَّلَاة، وَوضع الْيَد عَلَى الخاصرة، وتسوية الْحَصَى وَالتُّرَاب، وكف الثَّوْب وَالشعر فِيهَا:

1603- أما تَغْطِيَة الْفَم،
1604- وكف الثَّوْب وَالشعر، فَسبق حديثاهما فِي أَبْوَاب ستر الْعَوْرَة.
1605- وَعَن أبي هُرَيْرَة: «نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه لمُسلم.
1606- وَعَن معيقيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي الرجل يُسَوِّي التُّرَاب حَيْثُ يسْجد، قَالَ: «إِن كنت فَاعِلا فَوَاحِدَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1607- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «إِن كنت لابد فَاعِلا فَوَاحِدَة».
1608- وَفِي رِوَايَة صَحِيحَة لأبي دَاوُد: «فَإِن كنت لابد فَاعِلا فَوَاحِدَة تَسْوِيَة الْحَصَى».
1609- وَعَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا قَامَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلَا يمسح الْحَصَى، فَإِن الرَّحْمَة تواجهه» حَدِيث حسن. رَوَاهُ الثَّلَاثَة.

.فصل فِي ضعيفه:

1610- مِنْهُ، حَدِيث: «أَربع من الْجفَاء: أَن يَبُول الرجل قَائِما، وَأَن يكثر مسح جَبهته فِي الصَّلَاة، وَأَن يسمع الْمُؤَذّن فَلَا يَقُول مثله، وَأَن يُصَلِّي بسبيل من يقطع صلَاته» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طرق كلهَا ضَعِيفَة.

.بَاب كَرَاهَة البصاق إِلَى الْقبْلَة، أَو عَن يَمِينه فِي الصَّلَاة والتثاؤب:

1611- أما البصاق فسبقت أَحَادِيثه فِي كتاب الْمَسَاجِد. وَأما التثاؤب:
1612- فَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «التثاؤب من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليكظم مَا اسْتَطَاعَ» رَوَاهُ مُسلم.
1613- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «التثاؤب فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان».
1614- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن صَحِيح".
1615- وَفِي رِوَايَة: «إِن الله يحب العطاس وَيكرهُ التثاؤب، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليرده مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يقل: هاه، هاه، فَإِنَّمَا ذَلِكُم من الشَّيْطَان يضْحك مِنْهُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم.

.بَاب اجْتِنَاب الْفِكر فِي الصَّلَاة، وَأَنَّهَا لَا تبطل بِهِ:

1616- فِيهِ الْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي بَاب الْخُشُوع، وَبَاب النّظر إِلَى مَا يلهى.
1617- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن الله تجَاوز لأمتي مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مَا لم يتكلموا أَو يعلمُوا».
1618- وَفِي رِوَايَة: «مَا لم تعْمل، أَو تكلم بِهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1619- وَعنهُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع الْأَذَان، فَإِذا قضي التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه يَقُول: اذكر كَذَا، اذكر كَذَا، لما لم يكن ليذكره حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي كَمَا صَلَّى، فَإِذا لم يدر أحدكُم ثَلَاثًا صَلَّى، أم أَرْبعا، فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1620- وَعَن عقبَة بن الْحَارِث رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَصْر فَلَمَّا سلم قَامَ سَرِيعا وَدخل عَلَى بعض نِسَائِهِ، ثمَّ خرج، وَرَأَى من وُجُوه الْقَوْم من تعجبهم لسرعته، فَقَالَ: «ذكرت وَأَنا فِي الصَّلَاة تبرا عندنَا فَكرِهت أَن يُمْسِي أَو يبيت عندنَا، فَأمرت بقسمته» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب كَرَاهَة الصَّلَاة مَعَ مدافعة الْحَدث، وبحضرة طَعَام يتوق إِلَيْهِ:

1621- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «لَا صَلَاة بِحَضْرَة طَعَام، وَلَا وَهُوَ يدافعه الأخبثان» رَوَاهُ مُسلم.
1622- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا وضع عشَاء أحدكُم، وأقيمت الصَّلَاة فابدؤوا بالعشاء، وَلَا يعجل حَتَّى يفرغ مِنْهُ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1623- زَاد البُخَارِيّ: «وَكَانَ ابْن عمر يوضع لَهُ الطَّعَام، وتقام الصَّلَاة فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يفرغ مِنْهُ، وَإنَّهُ ليسمع قِرَاءَة الإِمَام».
1624- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا قدم الْعشَاء فابدؤوا بِهِ، قبل أَن تصلوا صَلَاة الْمغرب، وَلَا تعجلوا عَن عشائكم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1625- وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " من رِوَايَة عَائِشَة كَرِوَايَة ابْن عمر.
1626- وَعَن عبد الله بن أَرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يذهب إِلَى الْخَلَاء وأقيمت الصَّلَاة فليبدأ بالخلاء» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
1627- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
1628- وَعَن ثَوْبَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ «ثَلَاث لَا يحل لأحد أَن يفعلهن: لَا يؤم رجل قوما فيخص نَفسه بِالدُّعَاءِ دونهم، فَإِن فعل فقد خَانَهُمْ، وَلَا ينظر فِي قَعْر بَيت قبل أَن يسْتَأْذن، فَإِن فعل فقد دخل، وَلَا يُصَلِّي وَهُوَ حقن حَتَّى يتخفف» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة، وَالتِّرْمِذِيّ.
1629- وَقَالَ: حَدِيث حسن.
1630- وَعَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا يحل لرجل يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يُصَلِّي وَهُوَ حاقن حَتَّى يتخفف» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد فِيهِ رجل فِيهِ جَهَالَة، وَلم يُضعفهُ.

.فصل فِي ضعيفه:

1631- مِنْهُ، لَا يصلين أحدكُم وَهُوَ زناء رَوَاهُ أَبُو عبيد فِي " الْغَرِيب " بِإِسْنَاد ضَعِيف، وَهُوَ مَمْدُود مخفف النُّون، أَي حاقن.

.بَاب كَرَاهَة صَلَاة الناعس:

1632- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا نعس أحدكُم فِي الصَّلَاة فليرقد حَتَّى يذهب عَنهُ النعاس، فَإِن أحدكُم إِذا صَلَّى وَهُوَ ناعس لَعَلَّه يذهب يسْتَغْفر فيسب نَفسه» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب النَّهْي عَن تفقيع الْأَصَابِع وتشبيكها فِي الصَّلَاة، وَفِي طَرِيقه إِلَيْهَا:

1633- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ فَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون، وأتوها وَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا، فَإِن أحدكُم إِذا كَانَ يعمد إِلَى الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة» رَوَاهُ مُسلم، وَأَصله فِي الصَّحِيحَيْنِ.

.فصل فِي ضعيفه:

1634- مِنْهُ، حَدِيث: كَعْب بن عجْرَة رَفعه: «إِذا تَوَضَّأ أحدكُم ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد فَلَا يشبكن بِأُصْبُعِهِ فَإِنَّهُ فِي صَلَاة».
1635- وَرُوِيَ من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة ذكرهمَا التِّرْمِذِيّ وَكِلَاهُمَا ضَعِيف.
1636- وَحَدِيث الْحَارِث، عَن عَلّي رَفعه: «لَا تفقع أصابعك فِي الصَّلَاة» الْحَارِث كَذَّاب مجمع عَلَى ضعفه.
1637- وَحَدِيث: «الضاحك فِي الصَّلَاة والملتفت والمفقع أَصَابِعه بِمَنْزِلَة وَاحِدَة».

.بَاب:

1638- عَن الْحَضْرَمِيّ بن لَاحق، عَن رجل من الْأَنْصَار، قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا وجد أحدكُم القملة فِي الْمَسْجِد فليصرها حَتَّى يُخرجهَا» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ،
1639- وَقَالَ: هَذَا مُرْسل، حسن، فِي مثل هَذَا.
1640- وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه أَخذ قملة فدفنها فِي حَصْبَاء الْمَسْجِد.
1641- وَنَحْوه عَن الْمسيب وَمُجاهد.
1642- وَعَن معَاذ بن جبل: «أَنه قتل الْقمل والبراغيث فِي الصَّلَاة».
1643- وَعَن الْحسن: «لَا بَأْس بِهِ، لَكِن لَا يعبث».

.بَاب تَحْرِيم الْكَلَام فِي الصَّلَاة:

1644- عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: كُنَّا نسلم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَيرد علينا فَلَمَّا رَجعْنَا من عِنْد النَّجَاشِيّ سلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَلّي فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله كُنَّا نسلم عَلَيْك فِي الصَّلَاة، فَترد علينا، فَقَالَ: «إِن فِي الصَّلَاة شغلا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1645- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد:فَسلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَلّي السَّلَام، فأخذني مَا قدم، وَمَا حدث، فَلَمَّا قَضَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّلَاة، قَالَ: «إِن الله يحدث من أمره مَا يَشَاء، وَإِن الله سُبْحَانَهُ قد أحدث أَن لَا تكلمُوا فِي الصَّلَاة» فَرد عَلَيْهِ السَّلَام. إِسْنَاده حسن.
1646- وَعَن زيد بن أَرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «إِن كُنَّا لنتكلم فِي الصَّلَاة عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، يكلم أَحَدنَا صَاحبه بحاجته حَتَّى نزلت{حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَقومُوا لله قَانِتِينَ} فَأمرنَا بِالسُّكُوتِ، ونهينا عَن الْكَلَام» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَيْسَ فِي البُخَارِيّ: «ونهينا عَن الْكَلَام».

.بَاب لَا تبطل صَلَاة من تكلم نَاسِيا أَو جَاهِلا تَحْرِيمه:

أما النَّاسِي فَفِيهِ:
1647- حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ الْآتِي فِي سُجُود السَّهْو إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَأما الْجَاهِل فَفِيهِ أَحَادِيث مِنْهَا:
1648- عَن مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: بَينا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم، فَقلت: يَرْحَمك الله، فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ، فَقلت: واثكل أمِّياه، مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إِلَيّ؟ فَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم عَلَى أَفْخَاذهم، فَلَمَّا رَأَيْتهمْ يُصمتُونِي لكني سكت، فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فبأبي هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت معلما قبله وَلَا بعده أحسن تَعْلِيما مِنْهُ فوَاللَّه مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي. قَالَ: «إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شَيْء من كَلَام النَّاس، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيح، وَالتَّكْبِير، وَقِرَاءَة الْقُرْآن» أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ مُسلم.
1649- وَفِي رِوَايَة صَحِيحَة للبيهقي: «إِنَّمَا هِيَ».

.بَاب بَيَان أَن خطاب الْمُصَلِّي فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَهُ لم يكن مُبْطلًا لِأَنَّهُ وَاجِب:

1650- عَن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كنت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم آته حَتَّى صليت ثمَّ أَتَيْته، فَقَالَ: «مَا مَنعك أَن تَأتِينِي ألم يقل الله {اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ}» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1651- وَفِي رِوَايَة: كنت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم أجبه. فَقلت: يَا رَسُول الله إِنِّي كنت أُصَلِّي. فَقَالَ: «ألم يقل الله {اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ}».
1652- وَعَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج عَلَى أبي بن كَعْب، فَقَالَ: «يَا أبي» وَهُوَ يُصَلِّي، فَالْتَفت أبي فَلم يجبهُ، وَصَلى أبي فَخفف، ثمَّ انْصَرف إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «وَعَلَيْك السَّلَام، مَا مَنعك أَن تُجِيبنِي إِذْ دعوتك» فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت فِي الصَّلَاة. قَالَ: «أفلم تَجِد فِيمَا أُوحِي إِلَيّ أَن {اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ}» قَالَ: بلَى. وَلَا أَعُود إِن شَاءَ الله. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ.
1653- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن صَحِيح.