فصل: بَاب لَا تسن صَلَاة الْجَمَاعَة لغير كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر من الْآيَات كالزلزلة، والظلمة، والصاعقة، وَالرِّيح الشَّدِيدَة وَغَيرهَا. وتستحب الصَّلَاة لهَذِهِ الْآيَات مُنْفَردا، أما الْجَمَاعَة فَلم تثبت عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب إِذا علمُوا الْعِيد فِي آخر النَّهَار، أَو غلطوا فِيهِ:

2962- عَن أبي عُمَيْر بن أنس بن مَالك، عَن عمومة لَهُ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أَن ركباً جَاءُوا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يشْهدُونَ أَنهم رَأَوْا الْهلَال بالْأَمْس، فَأَمرهمْ أَن يفطروا، وَإِذا أَصْبحُوا يغدوا إِلَى مصلاهم» صَحِيح، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَآخَرُونَ بأسانيد صَحِيحَة.
2963- قَالَ الْبَيْهَقِيّ:إِسْنَاده صَحِيح. وعمومة أبي عُمَيْر صحابة، لَا تضر جَهَالَة أعيانهم، لِأَن الصَّحَابَة كلهم عدُول. وَاسم أبي عُمَيْر: عبد الله، وَهُوَ أكبر أَوْلَاد أنس.
2964- وَعَن عَائِشَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «الْفطر يَوْم يفْطر النَّاس، والأضحى يَوْم يضحِّى النَّاس» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
2965- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
2966- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «الْفطر يَوْم يفطرون، والأضحى يَوْم يضحُّون» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَآخَرُونَ بأسانيد حَسَنَة.
2967- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.
2968- وَزَاد فِي أَوله: «وَالصَّوْم يَوْم تصومون».

.بَاب التَّكْبِير لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْخُرُوج إِلَى الْمُصَلى، وَفِي أَيَّام التَّشْرِيق، وَمن كبَّر فِي أَيَّام الْعشْر:

قَالَ الله تَعَالَى: {ولتكملوا الْعدة ولتكبروا الله عَلَى مَا هدَاكُمْ}. وَقَالَ تَعَالَى: {واذْكُرُوا الله فِي أَيَّام معدودات}. وَقَالَ تَعَالَى: {ويذكروا اسْم الله فِي أَيَّام مَعْلُومَات عَلَى مَا رزقهم من بَهِيمَة الْأَنْعَام}.
2969- قَالَ ابْن عَبَّاس وَالْجُمْهُور: «المُرَاد بالمعلومات، الْعشْر الْأَوَائِل من ذِي الْحجَّة، وبالمعدودات أَيَّام التَّشْرِيق».
2970- وَفِي الْبَاب: حَدِيث أم عَطِيَّة السَّابِق فِي بَاب خُرُوج النِّسَاء فِي الْعِيد.
2971- وَعَن مُحَمَّد بن أبي بكر الثَّقَفِيّ، قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك- وَنحن غاديان من مِنىً إِلَى عَرَفَات- عَن التَّلْبِيَة: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟ قَالَ: «كَانَ يلبِّي الملبِّي لَا يُنكر عَلَيْهِ ويكبِّر المكبِّر لَا يُنكر عَلَيْهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
2972- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَدَاة عَرَفَة، فمنا المكبِّر، وَمنا المهلّ، فَأَما نَحن فنكبِّر» رَوَاهُ مُسلم.
2973- وَعَن نُبَيْشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أَيَّام التَّشْرِيق، أَيَّام أكل وَشرب، وَذكر الله عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ مُسلم.
2974- قَالَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه: «وَكَانَ ابْن عمر، وَأَبُو هُرَيْرَة يخرجَانِ إِلَى السُّوق فِي أَيَّام الْعشْر يكبِّران، ويكبِّر النَّاس بتكبيرهما».
2975- قَالَ: «وَكَانَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، يكبِّر فِي قبّته بمنى فيسمعه أهل الْمَسْجِد فيكبِّرون، ويكبِّر أهل الْأَسْوَاق، حَتَّى ترتج منى تَكْبِيرا».
2976- قَالَ: «وَكَانَ ابْن عمر يكبِّر بمنى تِلْكَ الْأَيَّام، وَخلف الصَّلَوَات وَعَلَى فرَاشه، وَفِي فُسطاطه، ومجلسه، وممشاة تِلْكَ الْأَيَّام جَمِيعًا».
2977- قَالَ: «وَكَانَت مَيْمُونَة تكبِّر يَوْم النَّحْر».
2978- وَعَن نَافِع: «أَن ابْن عمر كَانَ يَغْدُو إِلَى الْعِيد من الْمَسْجِد، وَكَانَ يرفع صَوته بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلِّي، ويكبّر حَتَّى يَأْتِي الإِمَام» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ.
2979- وَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحِيح مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر.
2980- قَالَ: ورُوى مَرْفُوعا، وَهُوَ ضَعِيف، وَلَفظه: عَن ابْن عمر، «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخرج فِي الْعِيدَيْنِ مَعَ الْفضل بن عَبَّاس، وَعبد الله، وَالْعَبَّاس، وَعلي، وجعفر، وَالْحسن، وَالْحُسَيْن، وَأُسَامَة بن زيد، وَزيد بن حَارِثَة، وأيمن ابْن أم أَيمن، رَافعا صَوته بالتهليل، وَالتَّكْبِير، فَيَأْخُذ طَرِيق الحدادين، حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلِّي، وَإِذا فرغ رَجَعَ عَلَى الحذَّائين حَتَّى يَأْتِي منزله».
2981- وَفِي رِوَايَة: «يكبِّر يَوْم الْفطر من حِين يخرج من بَيته حَتَّى يَأْتِي الْمُصَلى»
وَكِلَاهُمَا ضَعِيف.
2982- وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَإِنَّمَا الحَدِيث مَحْفُوظ عَن ابْن عمر مَوْقُوف. قَالَ: وَرَوَى عَن عَلّي وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم مثله، وَرَوَى الشَّافِعِي بِإِسْنَادِهِ عَن جمَاعَة من التَّابِعين تكبيرهم لَيْلَة الْفطر فِي الْمَسْجِد يجهرون بِهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

2983- مِنْهُ، أَحَادِيث عَلّي، وعمار،
2984- وَجَابِر: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يكبِّر من صبح يَوْم عَرَفَة إِلَى الْعَصْر من آخر أَيَّام التَّشْرِيق».
2985- وَفِي رِوَايَة جَابر، لفظ التَّكْبِير: «الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر، الله أكبر، وَللَّه الْحَمد» رَوَاهُمَا الدَّارَقُطْنِيّ، بأسانيد ضَعِيفَة.
2986- وَفِي رِوَايَة عَن جَابر مَوْقُوف أَنه كبّر: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر» ثَلَاثًا.
2987- وَعَن ابْن عَبَّاس مثله.
2988- وَأما قَول الْحَاكِم أَن رِوَايَة عَلّي، وعمار صَحِيحَة. فمردود.
2989- قد أنكرهُ الْبَيْهَقِيّ، وَغَيره من الْمُحَقِّقين وضعفوها.
2990- قَالَ الْحَاكِم:وَصَحَّ التَّكْبِير من صبح عَرَفَة، إِلَى الْعَصْر آخر أَيَّام التَّشْرِيق من فعل عمر، وَعلي، وَابْن مَسْعُود، وَابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم».

.بَاب فَضِيلَة الْعشْر الأُوَل من ذِي الْحجَّة، وَلَيْلَة الْعِيدَيْنِ:

2991- فِيهِ مَا سبق فِي الْبَاب قبله.
2992- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ: «مَا الْعَمَل فِي أَيَّام أفضل مِنْهَا فِي هَذِه» قَالُوا: وَلَا الْجِهَاد. قَالَ: «وَلَا الْجِهَاد، إِلَّا رجل خرج يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله، فَلم يرجع بِشَيْء» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
2993- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «مَا من أَيَّام الْعَمَل الصَّالح فِيهِنَّ أحب إِلَى الله تَعَالَى من هَذِه الْأَيَّام الْعشْر».
2994- وَفِي رِوَايَة الدَّارمِيّ، بِإِسْنَاد الصَّحِيحَيْنِ: «مَا الْعَمَل فِي أَيَّام أفضل من الْعَمَل فِي عشر ذِي الْحجَّة» قيل: وَلَا الْجِهَاد، فَذكره.

.فصل فِي ضعيفه:

2995- مِنْهُ، عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: «إِن صِيَام يَوْم من الْعشْر كَسنة، وَاللَّيْلَة مِنْهُ تعدل لَيْلَة الْقدر» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، ضَعِيف.
2996- وَحَدِيث: «من أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيد لم يمت قلبه يَوْم تَمُوت الْقُلُوب»
2997- وَفِي رِوَايَة: «من قَامَ لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ محتسباً لله» رَوَاهُ الشَّافِعِي، وَابْن مَاجَه من رِوَايَة أبي أُمَامَة مَرْفُوعا وموقوفاً.
2998- وَعَن أبي الدَّرْدَاء مَوْقُوفا. والجميع ضَعِيف.

.بَاب إِبَاحَة اللّعب يَوْم الْعِيد:

2999- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن أَبَا بكر دخل عَلَيْهَا، وَعِنْدهَا جاريتان فِي أَيَّام منى تدفِّفان وتضربان، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُتغشٍّ بِثَوْبِهِ، فانتهرهما أَبُو بكر فكشف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن وَجهه، فَقَالَ: «دعهما يَا أَبَا بكر، فَإِنَّهَا أَيَّام عيد» قَالَت عَائِشَة: وَرَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يستُرني وَأَنا أنظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد فزجرهم عمر، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «دعهم» مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.
3000- وَفِي رِوَايَة لَهما، قَالَت دخل عليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْدِي جاريتان تغنّيان بغناء بُعاث، فاضطجع عَلَى الْفراش، وحوّل وَجهه. وَدخل أَبُو بكر فَانْتَهرنِي، وَقَالَ: مزمارة الشَّيْطَان عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ! فَأقبل عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «دعهما»، فَلَمَّا غفل غمزتُهما، وخرجتا، وَكَانَ يَوْم عيد يلْعَب السودَان بالدَّرَق والحراب، فإمَّا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَإِمَّا قَالَ: «تشتهين تنظرين؟» فَقلت: نعم. فأقامني وَرَاءه خدِّي عَلَى خدِّه، وَهُوَ يَقُول: «دونكم، يَا بني أرْفِدة» حَتَّى إِذا مللت قَالَ: «حَسبك؟» قلت: نعم. قَالَ: «فاذهبي».
3001- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ وَمُسلم: جاريتان من جواري الْأَنْصَار تغنّيان بِمَا تقاولت الْأَنْصَار يَوْم بُعَاث، وليستا بمغنيتين. وفيهَا: فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يَا أَبَا بكر، إِن لكل قوم عيداً، وَهَذَا عيدنا». بُعاث: بِضَم الْمُوَحدَة، وبالعين الْمُهْملَة، وحُكيت الْمُعْجَمَة وَهُوَ تَصْحِيف. وأرفدة: بِفَتْح الْهمزَة، وبفتح الْفَاء وَكسرهَا، اسْم للحبشة.

.بَاب كَرَاهَة حمل السِّلَاح يَوْم الْعِيد بَين النَّاس لغير ضَرُورَة:

3002- عَن سعيد بن جُبَير، قَالَ: «كنت مَعَ ابْن عمر حِين أَصَابَهُ سِنَان الرمْح فِي أَخْمص قدمه فلَزِقَت قدمه بالركاب، فنزلتُ فنزعتها، وَذَلِكَ بمنى، فَبلغ الْحجَّاج فجَاء يعودهُ. فَقَالَ: لَو نعلم من أَصَابَك؟ فَقَالَ ابْن عمر: أَنْت أصبتني. قَالَ: وَكَيف؟ قَالَ: حملت السِّلَاح فِي يَوْم لم يكن يُحمل فِيهِ، وأدخلت السِّلَاح فِي الْحرم، وَلم يكن السِّلَاح يُدخل الْحرم» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
3003- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «أصابني من أمَرَ بِحمْل السِّلَاح فِي يَوْم لَا يحل فِيهِ حمله».

.بَاب لَا بَأْس بقول الْإِنْسَان يَوْم الْعِيد لغيره: تقبّل الله منا ومنك، وَنَحْو هَذَا من الدُّعَاء:

3004- وَجَاء فِي اسْتِحْبَابه وكراهته حديثان ضعيفان جدا، رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيّ، وبيَّن ضعفهما.

.كتاب صَلَاة الْكُسُوف:

3005- عَن الْمُغيرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم. فَقَالَ النَّاس: كسفت الشَّمْس لمَوْت إِبْرَاهِيم. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فصلوا وَادعوا الله» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ.
3006- وَفِي رِوَايَة مُسلم: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رأيتموهما فَادعوا الله، وصلوا حَتَّى تنكشف».
3007- وَفِي الصَّحِيحَيْنِ نَحوه من رِوَايَة ابْن عمر،
3008- وَأبي مَسْعُود البدري،
3009- وَأبي بكرَة.
3010- وَفِي رِوَايَة للبيهقي بِإِسْنَاد حسن، فِي حَدِيث أبي بكرَة: «فَإِذا كسف وَاحِد مِنْهُمَا فصلوا، وَادعوا، واذْكُرُوا الله».
3011- وَعَن أبي سَلمَة، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «لما انكسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، نُودي الصَّلَاة جَامِعَة، فَرَكَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ جلي عَن الشَّمْس. فَقَالَت عَائِشَة: مَا ركعت رُكُوعًا قطّ وَلَا سجدت سجودا قطّ أطول مِنْهُ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3012- وَلَيْسَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: «مَا ركعت رُكُوعًا قطّ» وَالْبَاقِي مثله. قَوْله: رَكْعَتَيْنِ، أَي ركوعين. وَقَوله: سَجْدَة، أَي رَكْعَة.
3013- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «خسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَبعث مناديا: الصَّلَاة جَامِعَة، فَاجْتمعُوا، وَتقدم فَكبر وَصَلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3014- وعنها، قَالَت:خسفت الشَّمْس فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَصَلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ قَامَ فَأطَال الْقيام- وَهُوَ دون الْقيام الأول- ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ فعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل مَا فعل فِي الأولَى، ثمَّ انْصَرف، وَقد انجلت الشَّمْس. فَخَطب النَّاس، فَحَمدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثمَّ قَالَ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا يخسفان لمَوْت أحد، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فَادعوا الله، وَكَبرُوا، وصلوا، وتصدقوا» ثمَّ قَالَ: «يَا أمة مُحَمَّد، وَالله مَا أحد أغير من الله تَعَالَى أَن يَزْنِي عَبده، أَو تَزني أمته. يَا أمة مُحَمَّد، وَالله لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا، ولبكيتم كثيرا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3015- وَفِي رِوَايَة لَهما: «ثمَّ سجد ثمَّ قَامَ، فَأطَال الْقيام وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ رفع رَأسه فَقَامَ فَأطَال الْقيام، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول ثمَّ سجد».
3016- وَفِي رِوَايَة: «أما بعد، فَإِن الشَّمْس» وَفِي آخِره: ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بلغت».
3017- وَفِي رِوَايَة لَهما: خسفت الشَّمْس، فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَسْجِد فَقَامَ وَكبر، وصف النَّاس وَرَاءه، فأقترأ قِرَاءَة طَوِيلَة، وَكبر فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا، ثمَّ رفع رَأسه، فَقَالَ: «سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد» ثمَّ قَامَ فاقترأ قِرَاءَة طَوِيلَة، وَهِي أدنَى من الْقِرَاءَة الأولَى، ثمَّ كبر فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا، هُوَ أدنَى من الرُّكُوع الأول، ثمَّ قَالَ: «سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد» ثمَّ سجد، ثمَّ فعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل ذَلِك، ثمَّ قَامَ فَخَطب النَّاس فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رأيتموهما فافزعوا إِلَى الصَّلَاة».
3018- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «فصلوا حَتَّى يفرج عَنْكُم».
3019- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «فَسجدَ سجودا طَويلا ثمَّ قَالَت فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة: ثمَّ سجد، وَهُوَ دون السُّجُود الأول وفيهَا:ثمَّ أَمرهم أَن يتعوذوا من عَذَاب الْقَبْر».
3020- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: انخسفت الشَّمْس عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ قيَاما طَويلا نَحوا من قِرَاءَة سُورَة الْبَقَرَة، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، ثمَّ رفع فَقَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد، ثمَّ قَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ رفع فَقَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد ثمَّ انْصَرف وَقد تجلت الشَّمْس. فَقَالَ: «إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله لَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فاذكروا الله» قَالُوا: يَا رَسُول الله، رَأَيْنَاك تناولت شَيْئا فِي مقامك، ثمَّ رَأَيْنَاك تكعكعت فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيْت الْجنَّة، وتناولت عنقودا، وَلَو أصبته لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدُّنْيَا، وأريت النَّار، فَلم أر منْظرًا كَالْيَوْمِ قطّ أفظع، وَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء» قَالُوا: بِمَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: «بكفرهن» قيل: أيكفرن بِاللَّه؟ قَالَ: «يكفرن العشير، ويكفرن الْإِحْسَان، لَو أَحْسَنت إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْر كُله، ثمَّ رَأَتْ مِنْك شَيْئا، قَالَت: مَا رَأَيْت مِنْك خيرا قطّ» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ. قَوْله تكعكعت، أَي تَأَخَّرت.
3021- وَعَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر، عَن أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَت: أتيت عَائِشَة حِين خسفت الشَّمْس، فَإِذا النَّاس قيام يصلونَ، وَإِذا هِيَ قَائِمَة تصلي. فَقلت: مَا للنَّاس؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاء، وَقَالَت: سُبْحَانَ الله. فَقلت: آيَة؟ فَأَشَارَتْ أَي نعم. فَقُمْت حَتَّى تجلاني الغشي، فَجعلت أصب فَوق رَأْسِي المَاء، فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، حمد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثمَّ قَالَ: «مَا من شَيْء كنت لم أره إِلَّا قد رَأَيْته فِي مقَامي هَذَا، حَتَّى الْجنَّة وَالنَّار، وَلَقَد أُوحِي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور مثل أَو قَرِيبا من فتْنَة الدَّجَّال "- لَا أَدْرِي أَيَّتهمَا قَالَت أَسمَاء- " يُؤْتِي أحدكُم فَيُقَال لَهُ: مَا علمك بِهَذَا الرجل؟ فَأَما الْمُؤمن أَو المؤقن- لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَت أَسمَاء- فَيَقُول مُحَمَّد رَسُول الله، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فأجبنا، وآمنا، وَاتَّبَعنَا، فَيُقَال لَهُ: نم صَالحا، فقد علمنَا إِن كنت لمؤمنا. وَأما الْمُنَافِق أَو المرتاب- لَا أَدْرِي أَيهمَا قَالَت أَسمَاء- فَيَقُول: لَا أَدْرِي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته» مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ.
3022- وَفِي رِوَايَة لَهُ، قَالَت: صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْكُسُوف، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ قَالَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد، فَأطَال السُّجُود، ثمَّ قَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ انْصَرف فَقَالَ: «قد دنت مني الْجنَّة حَتَّى لَو اجترأت عَلَيْهَا لجئتكم بقطاف من قطافها، وَدنت مني النَّار، حَتَّى قلت: أَي رب، أَو أَنا مَعَهم؟».
3023- وَعَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: خسفت الشَّمْس، فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَزعًا يخْشَى أَن تكون السَّاعَة، فَأَتَى الْمَسْجِد فَصَلى بأطول قيام، وركوع، وَسُجُود، رَأَيْته قطّ يَفْعَله. وَقَالَ: «هَذِه الْآيَات الَّتِي يُرْسل الله لَا تكون لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِن يخوف الله بهَا عباده، فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئا من ذَلِك فافزعوا إِلَى ذكره، ودعائه، واستغفاره» مُتَّفق عَلَيْهِ.
3024- وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، «قَالَ: كسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي يَوْم شَدِيد الْحر، فَصَلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَصْحَابِهِ فَأطَال الْقيام حَتَّى جعلُوا يخرون، ثمَّ ذكر من صفتهَا نَحْو مَا سبق. وَقَالَ: فَإِذا خسفا فصلوا حَتَّى تنجلي» رَوَاهُ مُسلم.
3025- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كسفت الشَّمْس فِي حَيَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأَتَيْته وَهُوَ قَائِم فِي الصَّلَاة، رَافع يَدَيْهِ، فَجعل يسبح، ويهلل، ويحمد، وَيكبر، وَيَدْعُو حَتَّى حسر عَنْهَا، فَلَمَّا حسر عَنْهَا قَرَأَ سورتين، وَصَلى رَكْعَتَيْنِ» رَوَاهُ مُسلم. قَوْله " صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " يَعْنِي فِي كل رَكْعَة قيامان وركوعان.

.بَاب مَا جَاءَ فِي الزِّيَادَة عَلَى ركوعين فِي كل رَكْعَة:

3026- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى سِتّ رَكْعَات، وَأَرْبع سَجدَات» رَوَاهُ مُسلم.
3027- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: انكسفت الشَّمْس فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ النَّاس: إِنَّمَا انكسفت لمَوْت إِبْرَاهِيم، فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَلى بِالنَّاسِ سِتّ رَكْعَات بِأَرْبَع سَجدَات. بَدَأَ فَكبر ثمَّ قَرَأَ فَأطَال الْقِرَاءَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، فَقَرَأَ قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الأولَى، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فَقَرَأَ قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الثَّانِيَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيْضا ثَلَاث رَكْعَات، لَيْسَ فِيهَا رَكْعَة إِلَّا الَّتِي قبلهَا أطول من الَّتِي بعْدهَا وركوعه نَحوا من سُجُوده، ثمَّ تَأَخّر وتأخرت الصُّفُوف خَلفه، حَتَّى انتهينا إِلَى النِّسَاء، ثمَّ تقدم وَتقدم النَّاس مَعَه حَتَّى قَامَ فِي مقَامه، فَانْصَرف حِين انْصَرف وَقد آضت الشَّمْس. فَقَالَ: «يَا أَيهَا النَّاس، إِنَّمَا الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله» وَذكر الحَدِيث. رَوَاهُ مُسلم.
3028- وَعَن ابْن عَبَّاس: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى فِي كسوف، قَرَأَ ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ ثمَّ ركع، ثمَّ سجد. وَالْأُخْرَى مثلهَا».
3029- وَفِي رِوَايَة عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس: «صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين كسفت الشَّمْس ثَمَانِي رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات».
3030- وَعَن عَلّي مثل ذَلِك. رَوَاهُ مُسلم.

.فصل فِي ضعيفه:

3031- مِنْهُ، عَن أبي بن كَعْب: «انكسفت الشَّمْس فَصَلى بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَرَأَ بِسُورَة من الطول، وَركع خمس رَكْعَات، وَسجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ الثَّانِيَة فَقَرَأَ سُورَة من الطول، وَركع خمس رَكْعَات، وَسجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ جلس كَمَا هُوَ مُسْتَقْبل الْقبْلَة يَدْعُو حَتَّى انجلى كسوفها» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، بِإِسْنَاد فِيهِ ضَعِيف، وَلم يُضعفهُ.

.بَاب تَطْوِيل السُّجُود فِي صَلَاة الْكُسُوف، وَمَا جَاءَ فِي تَطْوِيل الجلسة بَين السَّجْدَتَيْنِ:

سبق فِيهِ:
3032- حَدِيث أبي سَلمَة، فِي أول الْكتاب.
3033- وَحَدِيث عَائِشَة بعده.
3034- وَحَدِيث أَسمَاء.
3035- وَحَدِيث أبي مُوسَى.
3036- وَحَدِيث جَابر.
3037- وَعَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كسفت الشَّمْس حَتَّى آضت كَأَنَّهَا تنومة، فَصَلى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ بِنَا كأطول مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاة قطّ، لَا نسْمع لَهُ صَوتا، ثمَّ ركع كأطول مَا ركع بِنَا فِي صَلَاة قطّ، لَا نسْمع لَهُ صَوتا، ثمَّ سجد بِنَا كأطول مَا سجد بِنَا فِي صَلَاة قطّ، لَا نسْمع لَهُ صَوتا، ثمَّ فعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل ذَلِك، فَوَافَقَ تجلي الشَّمْس جُلُوسه فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة، ثمَّ سلم ثمَّ قَامَ فَحَمدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله، وَشهد أَنه عَبده وَرَسُوله» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ.
3038- وَرَوَى التِّرْمِذِيّ مِنْهُ: «لَا نسْمع لَهُ صَوتا» وَإِسْنَاده إِسْنَاد أبي دَاوُد.
3039- وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. التنومة، بمثناة فَوق مَفْتُوحَة، ثمَّ نون مُشَدّدَة، وَهِي نبت فِيهِ سَواد.
3040- وَفِي رِوَايَة: «كسفت الشَّمْس حَتَّى بَدَت النُّجُوم».
3041- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَامَ فَصَلى للنَّاس، فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ قَامَ فَأطَال الْقيام، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، وَهُوَ دون السُّجُود الأول». وَذكر تَمام الحَدِيث. رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد حسن.
3042- وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «انكسفت الشَّمْس فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الصَّلَاة، وَقَامَ الَّذين مَعَه، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع رَأسه، وَسجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع رَأسه، وَجلسَ فَأطَال الْجُلُوس، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع رَأسه وَقَامَ. فَصنعَ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل مَا صنع فِي الأولَى» وَذكر تَمام الحَدِيث. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَهَذَا لَفظه.
3043- وَلَفظ أبي دَاوُد: «فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يكد يرْكَع ثمَّ ركع، فَلم يكد يرفع ثمَّ رفع، فَلم يكد يسْجد ثمَّ سجد، فَلم يكد يرفع ثمَّ رفع، فَلم يكد يسْجد ثمَّ سجد، فَلم يكد يرفع ثمَّ رفع، وَفعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل ذَلِك» وَفِي إِسْنَاده عَطاء بن السَّائِب، وَفِي الِاحْتِجَاج بِهِ خلاف.
3044- وَرَوَاهُ الْحَاكِم من طَرِيق آخر صَحِيح.
3045- وَقَالَ: هُوَ صَحِيح.

.بَاب الْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ فِي كسوف الْقَمَر، والإسرار فِي كسوف الشَّمْس:

3046- فِيهِ، حَدِيث سَمُرَة فِي الْبَاب قبله.
3047- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جهر فِي صَلَاة الخسوف بقرَاءَته» مُتَّفق عَلَيْهِ بِلَفْظِهِ.

.بَاب الْخطْبَة بعد صَلَاة الكسوفين، والحث فِيهَا عَلَى الدُّعَاء، وَالذكر، وَالِاسْتِغْفَار، وَالصَّدَََقَة، وَالْإِعْتَاق، وَالتَّوْبَة:

3048- فِيهِ، الْأَحَادِيث السَّابِقَة.
3049- وَعَن أَسمَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: «لقد أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالعتاقة فِي كسوف الشَّمْس» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب:

3050- عَن أبي قلَابَة، عَن قبيصَة الْهِلَالِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ:كسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَخرج فَزعًا يجر ثَوْبه، وَأَنا مَعَه يَوْمئِذٍ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ فَأطَال فيهمَا الْقيام، ثمَّ انْصَرف وانجلت، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَذِه الْآيَات يخوف الله بهَا، فَإِذا رأيتموها فصلوا كأحدث صَلَاة صليتموها من الْمَكْتُوبَة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.
3051- لَكِن قَالَ الْبَيْهَقِيّ: سقط بَين أبي قلَابَة وَقبيصَة رجل، وَهُوَ هِلَال بن عَامر ثمَّ رَوَاهُ كَذَلِك.
3052- وَهَذَا لَا يقْدَح فِي صِحَة الحَدِيث، لِأَن هلالا ثِقَة.
3053- قَالَ الْحَاكِم: هُوَ حَدِيث صَحِيح.
3054- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: سِيَاق هَذَا الحَدِيث، وَسَائِر الْأَحَادِيث الْوَارِدَة بِرَكْعَتَيْنِ يدل عَلَى أَن المُرَاد الْإِخْبَار عَن صلَاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، وَقد أثبت جمَاعَة من الصَّحَابَة الْحفاظ عدد رُكُوعه فِي كل رَكْعَة، فَهِيَ أولَى بِالْقبُولِ. وَالله أعلم.
3055- وَعَن أبي قلَابَة، عَن النُّعْمَان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «كسفت الشَّمْس عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَيسْأل عَنْهَا حَتَّى انجلت» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، إِلَّا أَنه رُوِيَ بِزِيَادَة رجل بَين أبي قلَابَة والنعمان، وَاخْتلف فِي ذَلِك الرجل.

.بَاب لَا تسن صَلَاة الْجَمَاعَة لغير كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر من الْآيَات كالزلزلة، والظلمة، والصاعقة، وَالرِّيح الشَّدِيدَة وَغَيرهَا. وتستحب الصَّلَاة لهَذِهِ الْآيَات مُنْفَردا، أما الْجَمَاعَة فَلم تثبت عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:

3056- وَأما الِانْفِرَاد فَثَبت عَن ابْن عَبَّاس من فعله. رَوَاهُ عَنهُ الْبَيْهَقِيّ.
3057- وَقَالَ: هُوَ ثَابت عَنهُ.
3058- وَرَوَى عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وَلم يثبت عَنهُ.
3059- وَعَن النَّضر الْقَيْسِي قَالَ: «كَانَت ظلمَة عَلَى عهد أنس بن مَالك، فَأَتَيْته فَقلت: يَا أَبَا حَمْزَة، هَل كَانَ يُصِيبكُم مثل هَذَا عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟ قَالَ: معَاذ الله، إِن كَانَت الرّيح لتشتد فنبادر الْمَسْجِد مَخَافَة الْقِيَامَة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.
3060- وَقَالَ الْحَاكِم: هُوَ صَحِيح.
3061- وَعَن عِكْرِمَة قَالَ، قيل لِابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: مَاتَت فُلَانَة بعض أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَخر سَاجِدا، فَقيل لَهُ: تسْجد هَذِه السَّاعَة؟ فَقَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا رَأَيْتُمْ آيَة فاسجدوا» وَأي آيَة أعظم من ذهَاب أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب المناقب بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ.
3062- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.

.كتاب الاسْتِسْقَاء:

.بَاب سُؤال النَّاس الإِمَام أَن يَسْتَسْقِي بهم إِذا قحطوا:

3063- عَن شريك، عَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رجلا دخل الْمَسْجِد يَوْم الْجُمُعَة، وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب فَاسْتقْبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِما، ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله يغيثنا. فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا». قَالَ أنس: وَالله مَا نرَى فِي السَّمَاء من سَحَاب، وَلَا قزعة، وَمَا بَيْننَا وَبَين سلع من بَيت وَلَا دَار، فطلعت من وَرَائه سَحَابَة مثل الترس، فَلَمَّا توسطت انتشرت، ثمَّ أمْطرت، فَلَا وَالله، مَا رَأينَا الشَّمْس سبتا. ثمَّ دخل رجل من ذَلِك الْبَاب فِي الْجُمُعَة الْأُخْرَى، وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِم يخْطب، فَاسْتَقْبلهُ قَائِما، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله أَن يمْسِكهَا عَنَّا. فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدَيْهِ، ثمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا، اللَّهُمَّ عَلَى الأكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشّجر» فأقلعت، وَخَرجْنَا نمشي فِي الشَّمْس. قَالَ شريك: فَسَأَلت أنسا، أهوَ الرجل الأول؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي. مُتَّفق عَلَيْهِ. روياه من طرق كَثِيرَة.
3064- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ، عَن أنس، قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: هَلَكت الْمَوَاشِي، وتقطعت السبل، فَدَعَا فمطرنا من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: تهدمت الْبيُوت، وتقطعت السبل، وَهَلَكت الْمَوَاشِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَلَى الأكام، والظراب، والأودية، ومنابت الشّجر» فانجابت عَن الْمَدِينَة انجياب الثَّوْب. وَهَذِه الرِّوَايَة صَرِيحَة فِي أَن الرجل الثَّانِي هُوَ الأول.
3065- وَفِي رِوَايَة لَهُ، قَالَ: «أَتَى أَعْرَابِي من أهل البدو إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْجُمُعَة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْمَاشِيَة، هَلَكت الْعِيَال، هلك النَّاس، فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَرفع النَّاس أَيْديهم مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يدعونَ، فَمَا خرجنَا من الْمَسْجِد حَتَّى مُطِرْنَا، فَمَا زلنا نمطر، حَتَّى كَانَت الْجُمُعَة الْأُخْرَى، فَأَتَى الرجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بشق الْمُسَافِر، وَمنع الطَّرِيق». قَوْله: بشق، بِفَتْح الْمُوَحدَة والمعجمة، وَيُقَال: بشق، بِكَسْر الشين، أَي حبس، وَقيل: كل.
3066- وَفِي رِوَايَة: «وسال الْوَادي شهرا، وَلم يَجِيء أحد من نَاحيَة إِلَّا حدث بالجود». الْجُود، بِفَتْح الْجِيم، الْمَطَر الْكثير.
3067- وَفِي رِوَايَة: «فَدَعَا، فمطرنا، فَمَا كدنا أَن نصل إِلَى مَنَازلنَا».
3068- وَفِي رِوَايَة: قَالَ أنس، كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة، فَقَامَ النَّاس فصاحوا فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، قحط الْمَطَر، واحمرت الشّجر، وَهَلَكت الْبَهَائِم، فَادع الله أَن يسقينا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسقنا» مرَّتَيْنِ، وَايْم الله، مَا يرَى فِي السَّمَاء قزعة من سَحَاب، فَنَشَأَتْ سَحَابَة، وأمطرت، وَنزل عَن الْمِنْبَر، فَصَلى فَلَمَّا انْصَرف لم تزل تمطر إِلَى الْجُمُعَة الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب، صاحوا إِلَيْهِ: تهدمت الْبيُوت، وانقطعت السبل، فَادع الله يحبسها عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ حوالينا، وَلَا علينا» وتكشطت الْمَدِينَة، فَجعلت تمطر حولهَا، وَمَا تمطر بِالْمَدِينَةِ، فَنَظَرت إِلَى الْمَدِينَة، وَإِنَّهَا لفي مثل الإكليل.
3069- وَفِي رِوَايَة: «فَرفع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدَيْهِ وَمَا فِي السَّمَاء قزعة، فثار سَحَاب أَمْثَال الْجبَال، ثمَّ لم ينزل عَن منبره حَتَّى رَأَيْت الْمَطَر يتحادر عَلَى لحيته».
3070- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: شكى النَّاس إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُحُوط الْمَطَر، فَأمر بمنبر فَوضع لَهُ فِي الْمُصَلى، ووعد النَّاس يَوْمًا يخرجُون فِيهِ، فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بدا حَاجِب الشَّمْس، فَقعدَ عَلَى الْمِنْبَر، فَكبر وَحمد الله عَزَّ وَجَلَّ، ثمَّ قَالَ: «إِنَّكُم شكوتم جَدب دِيَاركُمْ، واستئخار الْمَطَر عَن إبان زَمَانه عَنْكُم، وَقد أَمركُم الله سُبْحَانَهُ أَن تَدعُوهُ، ووعدكم أَن يستجيب لكم، ثمَّ قَالَ: {الْحَمد لله رب الْعَالمين الرَّحْمَن الرَّحِيم مَالك يَوْم الدَّين} لَا إِلَه إِلَّا الله، يفعل مَا يُرِيد، اللَّهُمَّ أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، وَنحن الْفُقَرَاء، أنزل علينا الْغَيْث، وَاجعَل مَا أنزلت لنا قُوَّة وبلاغا إِلَى حِين» ثمَّ رفع يَدَيْهِ حَتَّى بدا بَيَاض إبطَيْهِ، ثمَّ حول إِلَى النَّاس ظَهره، وقلب: أَو حول رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافع يَدَيْهِ، ثمَّ أقبل عَلَى النَّاس وَنزل وَصَلى رَكْعَتَيْنِ. فَأَنْشَأَ الله سَحَابَة فَرعدَت وَبَرقَتْ، ثمَّ أمْطرت بِإِذن الله، فَلم يَأْتِ مَسْجده حَتَّى سَالَتْ السُّيُول، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتهمْ إِلَى الْكن ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، فَقَالَ: «أشهد أَن الله عَلَى كل شَيْء قدير، وَأَنِّي عبد الله وَرَسُوله» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.
3071- ثمَّ قَالَ:هَذَا حَدِيث إِسْنَاده جيد. الإبان، بِكَسْر الْهمزَة، وَتَشْديد الْمُوَحدَة، وَهُوَ الْوَقْت.