فصل: بَاب وجوب الاستتار فِي الْغسْل بِحَضْرَة النَّاس وجوازه عُريَانا فِي الْخلْوَة مَعَ ندب السّتْر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب صفة الْغسْل:

467- عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة يبْدَأ فَيغسل يَدَيْهِ ثمَّ يفرغ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَاله، فَيغسل فرجه ثمَّ يتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ يَأْخُذ المَاء فَيدْخل أَصَابِعه فِي أصُول الشّعْر حَتَّى إِذا رَأَى أَن قد اسْتَبْرَأَ حفن عَلَى رَأسه ثَلَاث حفنات، ثمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِر جسده ثمَّ غسل رجلَيْهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
468- وَفِي رِوَايَة لَهما: «أَنه بَدَأَ فَغسل كفيه ثَلَاثًا».
469- وَفِي رِوَايَة لَهما: «ثمَّ يخلل بِيَدِهِ شعره».
470- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «حَتَّى إِذا ظن أَنه قد أروى بَشرته أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء ثَلَاث مَرَّات».
471- وَعَن مَيْمُونَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: «أدنيت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غسله من الْجَنَابَة فَغسل كفيه، مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء ثمَّ أفرغ عَلَى فرجه، وغسله بِشمَالِهِ، ثمَّ ضرب بِشمَالِهِ الأَرْض فدلكها دلكا شَدِيدا، ثمَّ تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ أفرغ عَلَى رَأسه، ثَلَاث حفنات، ملْء كفيه، ثمَّ غسل سَائِر جسده، ثمَّ تنحى عَن مقَامه ذَلِك فَغسل رجلَيْهِ، ثمَّ أَتَيْته بالمنديل فَرده، وَجعل يَقُول بِالْمَاءِ هَكَذَا، ينفضه» مُتَّفق عَلَيْهِ.
472- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة غير قَدَمَيْهِ، ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء، ثمَّ نحّى قَدَمَيْهِ فغسلهما».
473- وكل رِوَايَات عَائِشَة، ومعظم رِوَايَات مَيْمُونَة: «تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة».
474- وَعَن جُبَير بن مطعم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه ذكر عِنْده الْغسْل من الْجَنَابَة، قَالَ: «أما أَنا فأفيض عَلَى رَأْسِي ثَلَاث مَرَّات» مُتَّفق عَلَيْهِ.
475- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «أما أَنا فأفيض عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا» وَأَشَارَ بِيَدِهِ كلتيهما.
476- وَفِي رِوَايَة فِي " مُسْند" أَحْمد بِإِسْنَاد صَحِيح: «أما أَنا فآخذ ملْء كفي ثَلَاثًا، فأصب عَلَى رَأْسِي، ثمَّ أفيض بعد عَلَى سَائِر جَسَدِي».
477- وَعَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: يَا رَسُول الله إِنِّي امْرَأَة أَشد ضفر رَأْسِي، فأنقضه لغسل الْجَنَابَة؟ فَقَالَ: «لَا، إِنَّمَا يَكْفِيك أَن تحثي عَلَى رَأسك ثَلَاث حثيات، ثمَّ تفيضين عَلَيْك المَاء فتطهرين».
478- وَفِي رِوَايَة: للحيضة، والجنابة؟ فَقَالَ: «لَا» رَوَاهُ مُسلم. وَقَوْلها: ضفر، بِفَتْح الضَّاد، وَإِسْكَان الْفَاء وَقيل بضمهما.
479- وَعَن عَائِشَة: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب فَأخذ بكفه، فَبَدَأَ بشق رَأسه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر فَقَالَ بهما عَلَى وسط رَأسه» مُتَّفق عَلَيْهِ. الحلاب، بِكَسْر الْحَاء، الْإِنَاء الَّذِي يحلب فِيهِ.
480- وعنها، أَن أَسمَاء- وَهِي بنت شكل الْأَنْصَارِيَّة- سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن غسل الْمَحِيض فَقَالَ: «تَأْخُذ إحداكن ماءها وسدرتها فَتطهر فتحسن الطّهُور، ثمَّ تصب عَلَى رَأسهَا فتدلكه دلكا شَدِيدا، حَتَّى تبلغ شؤون رَأسهَا، ثمَّ تصب عَلَيْهَا المَاء، ثمَّ تَأْخُذ فرْصَة ممسّكة فَتطهر بهَا» فَقَالَت أَسمَاء: وَكَيف تطهّر بهَا؟ فَقَالَ: «سُبْحَانَ الله، تطهّرين بهَا» فَقَالَت عَائِشَة: كَأَنَّهَا تخفي ذَلِك، تتبّعين أثر الدَّم. وَسَأَلته عَن غسل الْجَنَابَة. فَقَالَ: «تَأْخُذ مَاء فَتطهر فتحسن الطّهُور، أَو تبلغ الطّهُور، ثمَّ تصبّ عَلَى رَأسهَا فتدلك، حَتَّى تبلغ شؤون رَأسهَا ثمَّ تفيض عَلَيْهَا المَاء» قَالَت عَائِشَة: «نعم النِّسَاء نسَاء الْأَنْصَار لم يكن يمنعهن الْحيَاء أَن يتفقهن فِي الدَّين» مُتَّفق عَلَيْهِ، هَذَا لفظ مُسلم، وَلَفظ البُخَارِيّ أخصر. وشؤون الرَّأْس، بشين مُعْجمَة ثمَّ همزَة، أصُول شعره، وَاحِدهَا شَأْن.
481- وعنها: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ لَا يتَوَضَّأ بعد الْغسْل» رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ.
482- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".

.فصل فِي ضعيفه:

483- مِنْهُ، حَدِيث عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَفعه: «من ترك مَوضِع شَعْرَة من جَنَابَة لم يغسلهَا، فعل بِهِ كَذَا وَكَذَا من النَّار» الحَدِيث.
484- وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: «تَحت كل شَعْرَة جَنَابَة، فَاغْسِلُوا الشّعْر، وأنقوا الْبشرَة».
485- وَعَن عَائِشَة نَحوه.
486- وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَفعه: فِي المغتسل من الْجَنَابَة يُخطئ بعض جسده، فَقَالَ: «يغسل ذَلِك ثمَّ يُصَلِّي»
487- وَحَدِيث ابْن عَبَّاس: «اغْتسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَأَى لمْعَة لم يصبهَا المَاء فَقَالَ بجمته فبلها عَلَيْهَا».

.بَاب جَوَاز اغتسال الرجل وَالْمَرْأَة من إِنَاء، واغتسال أَحدهمَا بِفضل الآخر:

488- عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من إِنَاء وَاحِد، تخْتَلف أَيْدِينَا فِيهِ من الْجَنَابَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
489- ورويا مثله من رِوَايَة أم سَلمَة،
490- ومَيْمُونَة.
491- وَعَن ابْن عَبَّاس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يغْتَسل بِفضل مَيْمُونَة» رَوَاهُ مُسلم.
492- وَعَن ابْن عمر: «كَانَ الرِّجَال وَالنِّسَاء يتوضؤون فِي زمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَمِيعًا» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
493- وَعَن ابْن عَبَّاس أَن امْرَأَة من نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ استحمت من جَنَابَة، فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يتَوَضَّأ من فَضلهَا فَقَالَت: إِنِّي اغْتَسَلت مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «المَاء لَا يجنب» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
494- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن صَحِيح".
495- وَفِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ: «المَاء لَيْسَ عَلَيْهِ جَنَابَة» واغتسل مِنْهُ.

.فصل فِي ضعيفه:

496- مِنْهُ، حَدِيث الحكم بن عَمْرو: «نهَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يتَوَضَّأ الرجل بِفضل طهُور الْمَرْأَة».
497- وَعَن ابْن سرجس: «نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يغْتَسل الرجل بِفضل وضوء الْمَرْأَة، وَالْمَرْأَة بِفضل وضوء الرجل، وَلَكِن يشرعان جَمِيعًا» رَوَى الأول، الثَّلَاثَة، وَالثَّانِي ابْن مَاجَه.
498- وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الأول إِنَّه "حسن" وَخَالفهُ الْجُمْهُور،
499- قَالَ البُخَارِيّ: "حَدِيث الحكم لَيْسَ بِصَحِيح، قَالَ: وَالصَّحِيح فِي حَدِيث ابْن سرجس أَنه مَوْقُوف عَلَيْهِ، وَمن رَفعه فقد أَخطَأ".
500- وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره.

.بَاب نوم الْجنب، وَأكله، وشربه وجماعه:

501- عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أيرقد أَحَدنَا وَهُوَ جنب؟ قَالَ: «نعم، إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليرقد» مُتَّفق عَلَيْهِ.
502- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَرَادَ أَن ينَام، وَهُوَ جنب غسل فرجه وَتَوَضَّأ للصَّلَاة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
503- وعنها: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ جنبا فَأَرَادَ أَن يَأْكُل، أَو ينَام، تَوَضَّأ وضوءه» رَوَاهُ مُسلم.
504- وَعَن عمار بن يَاسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رخص للْجنب إِذا أكل، أَو شرب، أَو نَام أَن يتَوَضَّأ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
505- وَقَالَ: "حسن صَحِيح". أَي إِذا أَرَادَ الْأكل.
506- وَعَن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِذا أَتَى أحدكُم أَهله ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فَليَتَوَضَّأ بَينهمَا وضُوءًا» رَوَاهُ مُسلم.
507- زَاد الْبَيْهَقِيّ فِي رِوَايَة: «فَإِنَّهُ أنشط للعود».
508- وَعَن قَتَادَة عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدُور عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار، وَهن إِحْدَى عشرَة. فَقلت: لأنس، وَكَانَ يطيقه؟ قَالَ: كُنَّا نتحدث أَنه أعطي قُوَّة ثَلَاثِينَ» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
509- وَفِي رِوَايَة: «تسع نسْوَة».
510- وَفِي رِوَايَة مُسلم: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطوف عَلَى نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد». وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنه برضاهن فَلَا يجوز الْقسم أقل من لَيْلَة إِلَّا برضاهن.

.فصل فِي ضعيفه:

511- مِنْهُ حَدِيث عَائِشَة: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينَام وَهُوَ جنب، وَلَا يمس مَاء».

.بَاب وجوب الاستتار فِي الْغسْل بِحَضْرَة النَّاس وجوازه عُريَانا فِي الْخلْوَة مَعَ ندب السّتْر:

512- أَبُو سعيد، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا ينظر الرجل إِلَى عرية الرجل، وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عرية الْمَرْأَة» رَوَاهُ مُسلم. وَهِي بِضَم الْعين وَكسرهَا، سَاكِنة الرَّاء. وَيُقَال: عرية، بِالضَّمِّ، وَتَشْديد الْيَاء، وَهِي متجرد الشَّخْص.
513- وَعَن أم هَانِيء قَالَت: «ذهبت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْفَتْح، فَوَجَدته يغْتَسل، وَفَاطِمَة تستره» مُتَّفق عَلَيْهِ.
514- وَعَن يعْلى بن أُميَّة: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى رجلا يغْتَسل بالبراز، فَصَعدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: «إِن الله عَزَّ وَجَلَّ حييّ ستير، يحب الْحيَاء والستر، فَإِذا اغْتسل أحدكُم فليستتر» صَحِيح، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
515- وَعَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كَانَت بَنو إِسْرَائِيل يغتسلون عُرَاة، ينظر بَعضهم إِلَى سوءة بعض، وَكَانَ مُوسَى يغْتَسل وَحده، فَقَالُوا: وَالله مَا منع مُوسَى أَن يغْتَسل مَعنا إِلَّا أَنه آدر، فَذهب مرّة يغْتَسل فَوضع ثَوْبه عَلَى حجر، ففر الْحجر بِثَوْبِهِ فجمح مُوسَى بأثره يَقُول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حَتَّى نظرت بَنو إِسْرَائِيل إِلَى سوءة مُوسَى، وَقَالُوا: وَالله مَا بمُوسَى من بَأْس، فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ، فَأخذ ثَوْبه، وطفق بِالْحجرِ ضربا» قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَالله إِنَّه بِالْحجرِ ندب سِتَّة أَو سَبْعَة ضرب مُوسَى بِالْحجرِ. مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه لمُسلم.
516- وَعنهُ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «بَينا أَيُّوب يغْتَسل عُريَانا، فَخر عَلَيْهِ جَراد من ذهب، فَجعل أَيُّوب يحتثي فِي ثَوْبه، فناداه ربه: يَا أَيُّوب، ألم أكن أغنيتك عَمَّا ترَى؟ قَالَ: بلَى وَعزَّتك، وَلَكِن لَا غنى بِي عَن بركتك» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.فصل فِي ضعيفه:

517- مِنْهُ، حَدِيث أنس رَفعه: «كَانَ مُوسَى بن عمرَان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَرَادَ دُخُول المَاء لم يلق ثَوْبه حَتَّى يواري عَوْرَته فِي المَاء».

.بَاب اسْتِحْبَاب مُوالَاة الْوضُوء، وَالْغسْل، وَجَوَاز تفريقهما:

تظاهرت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِأَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يتَوَضَّأ متواليا، ويغتسل متواليا. وَفِي الْبَاب:
518- حَدِيث عمر.
519- وخَالِد بن معدان، السابقان فِي بَاب «غسل الرجلَيْن».
520- وَعَن نَافِع: «أَن ابْن عمر تَوَضَّأ فِي السُّوق فَغسل وَجهه، وَيَديه، وَمسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ دعِي إِلَى جَنَازَة فَدخل الْمَسْجِد، ثمَّ مسح عَلَى خفيه بعد مَا جف وضؤوه وَصَلى» صَحِيح، رَوَاهُ مَالك.

.فصل فِي ضعيفه:

521- سبقت أَحَادِيثه فِي آخر بَاب "صفة الْغسْل".

.بَاب ذكر الْمُحدث، وَالْجنب وَالْحَائِض، وقراءتهم، ومسهم الْمُصحف، ودخولهم الْمَسْجِد:

522- عَائِشَة: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر الله عَلَى كل أحيانه» رَوَاهُ مُسلم.
523- وَعَن أبي هُرَيْرَة: أَنه لَقِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي طَرِيق من طرق الْمَدِينَة وَهُوَ جنب، فانسل فَذهب فاغتسل فتفقده النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: «أَيْن كنت يَا أَبَا هُرَيْرَة؟» قَالَ: يَا رَسُول الله، لقيتني وَأَنا جنب فَكرِهت أَن أجالسك حَتَّى اغْتسل، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «سُبْحَانَ الله، إِن الْمُؤمن لَا ينجس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
524- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْضِي حَاجته، فَيقْرَأ الْقُرْآن، وَلم يكن يَحْجُبهُ، وَرُبمَا قَالَ يحجزه عَن الْقُرْآن شَيْء، لَيْسَ الْجَنَابَة» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
525- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "هُوَ حسن صَحِيح" وَخَالفهُ الْأَكْثَرُونَ، فضعفوه.
526- قَالَ الشَّافِعِي: "أهل الحَدِيث لَا يثبتونه".
527- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: "لِأَن مَدَاره عَلَى عبد الله بن سَلمَة- بِكَسْر اللَّام- وَكَانَ قد كبر وَأنكر حَدِيثه وعقله، وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا بعد كبره، قَالَه شُعْبَة".
528- ثمَّ رَوَى الْبَيْهَقِيّ عَن الْحفاظ تَحْقِيق مَا قَالَ.
529- ثمَّ قَالَ: "وصحيح عَن عمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه كره الْقِرَاءَة للْجنب" ثمَّ رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ عَنهُ.

.فصل فِي ضعيفه:

530- مِنْهُ، حَدِيث عبد الله بن مَالك، الغافقي رَفعه: «إِذا تَوَضَّأت وَأَنا جنب، أكلت وشربت، وَلَا أُصَلِّي وَلَا أَقرَأ حَتَّى أَغْتَسِل».
531- وقصة عبد الله بن رَوَاحَة مَعَ امْرَأَته.
532- وَحَدِيث ابْن عمر رَفعه: «لَا يقْرَأ الْجنب، وَلَا الْحَائِض شَيْئا من الْقُرْآن».
533- ضعفه البُخَارِيّ،
534- وَالتِّرْمِذِيّ.
535- وَالْبَيْهَقِيّ، وَغَيرهم.
536- وَحَدِيث عَمْرو بن حزم،
537- وَابْن عمر،
538- وَحَكِيم بن حزَام، مَرْفُوع: «لَا تمس الْقُرْآن، إِلَّا وَأَنت طَاهِر».
539- وَحَدِيث: «لَا أحل الْمَسْجِد لحائض، وَلَا جنب».
540- وَحَدِيث جَابر: «كُنَّا نمشي فِي الْمَسْجِد جنبا، لَا نرَى بِهِ بَأْسا».

.بَاب الْحمام:

541- عَن أبي الْمليح: دخل نسْوَة من أهل الشَّام عَلَى عَائِشَة، فَقَالَت: مِمَّن أنتن؟ فَقُلْنَ: من أهل الشَّام، فَقَالَت: لعلكن من الكورة الَّتِي يدْخل نساؤها الحمامات. فَقُلْنَ: نعم، قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «مَا من امْرَأَة تخلع ثِيَابهَا فِي غير بَيتهَا، إِلَّا هتكت مَا بَينهَا وَبَين الله تَعَالَى» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ،
542- وَقَالَ: حَدِيث حسن.

.فصل فِي ضعيفه:

543- مِنْهُ، عَن عَائِشَة: «نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن دُخُول الحمامات، ثمَّ رخص للرِّجَال أَن يدخلوها فِي المآزر».
544- وَحَدِيث ابْن عمر رَفعه: «ستفتح عَلَيْكُم أَرض الْعَجم وستجدون فِيهَا بُيُوتًا يُقَال لَهَا الحمامات، فَلَا يدخلهَا الرِّجَال إِلَّا بالأزر، وامنعوها النِّسَاء إِلَّا مَرِيضَة، أَو نفسَاء».

.كتاب التَّيَمُّم:

545- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «فضلت عَلَى الْأَنْبِيَاء بست: أَعْطَيْت جَوَامِع الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ، وَأحلت لي الْغَنَائِم، وَجعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا، وَأرْسلت إِلَى الْخلق كَافَّة، وَختم بِي النَّبِيُّونَ» رَوَاهُ مُسلم.
546- وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من رِوَايَة جَابر: «أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ نَبِي قبلي: نصرت بِالرُّعْبِ مسيرَة شهر، وَجعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا، فإيما رجل من أمتِي أَدْرَكته الصَّلَاة فَليصل، وَأحلت لي الْغَنَائِم وَلم تحل لأحد قبلي، وَأعْطيت الشَّفَاعَة، وَكَانَ النَّبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة، وَبعثت إِلَى النَّاس عَامَّة».
547- وَعَن حُذَيْفَة، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «فضلنَا عَلَى النَّاس بِثَلَاث: جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة، وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا، وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء» رَوَاهُ مُسلم.
548- وَعَن عمرَان بن حُصَيْن: كُنَّا فِي سفر مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا بِالْوضُوءِ، فَتَوَضَّأ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلى بِالنَّاسِ فَلَمَّا الْتفت من صلَاته إِذا هُوَ بِرَجُل معتزل لم يصل مَعَ الْقَوْم، قَالَ: «مَا مَنعك يَا فلَان أَن تصلي مَعَ الْقَوْم؟ قَالَ: أصابتني جَنَابَة، وَلَا مَاء. قَالَ: عَلَيْك بالصعيد، فَإِنَّهُ يَكْفِيك» فَلَمَّا حضر المَاء أعطَاهُ إِنَاء مَاء، فَقَالَ: «اغْتسل بِهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
549- وَعَن أبي ذَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَنه كَانَ يعزب فِي الْإِبِل تصيبه الْجَنَابَة، فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ: «الصَّعِيد الطّيب وضوء الْمُسلم، وَإِن لم يجد المَاء عشر سِنِين، فَإِذا وجد المَاء فلمسه بَشرته» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
550- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
551- وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: «الصَّعِيد الطّيب طهُور الْمُسلم». وَالْبَاقِي سَوَاء.
552- وَعَن أبي عبد الله، عَمْرو بن العَاصِي قَالَ: احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة فِي غزَاة ذَات السلَاسِل، فَأَشْفَقت أَن أَغْتَسِل فَأهْلك، فَتَيَمَّمت ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي، فَذكرُوا ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «يَا عَمْرو، صليت بِأَصْحَابِك وَأَنت جنب؟» فَأَخْبَرته بِالَّذِي مَنَعَنِي من الِاغْتِسَال، وَقلت: إِنِّي سَمِعت الله يَقُول {وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما} فَضَحِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يقل شَيْئا. رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد، وَالْحَاكِم، وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد.
553- وَفِي رِوَايَة: «أَن عمرا احْتَلَمَ، فَغسل مغابنه، وَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ صَلَّى بهم» وَذكر الْبَاقِي بِمَعْنى مَا سبق وَلم يذكر التَّيَمُّم. رَوَاهُمَا الْحَاكِم، وَالْبَيْهَقِيّ.
554- قَالَ الْحَاكِم فِي الثَّانِيَة: هَذَا حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم، وَعِنْدِي أَنَّهُمَا عَلَّلَاهُ بالرواية الأولَى يَعْنِي لاختلافهما، وَهِي قَضِيَّة وَاحِدَة، قَالَ: وَلَا يُعلل رِوَايَة التَّيَمُّم رِوَايَة الْوضُوء، فَإِن أهل مصر أعرف بِحَدِيثِهِمْ من أهل الْبَصْرَة، يَعْنِي أَن رِوَايَة الْوضُوء يَرْوِيهَا مصري عَن مصري، وَالتَّيَمُّم بَصرِي عَن مصري.
555- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: يحْتَمل أَنَّهُمَا وَقعا فَغسل مَا أمكنه، وَتَوَضَّأ، وَتيَمّم للْبَاقِي وَهَذَا الَّذِي قَالَه الْبَيْهَقِيّ مُتَعَيّن، فَالْحَاصِل أَن الحَدِيث حسن أَو صَحِيح.
556- وَعَن عمار بن يَاسر قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء فتمرغت فِي الصَّعِيد كَمَا تمرغ الدَّابَّة، ثمَّ أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول بيديك هَكَذَا، ثمَّ ضرب بيدَيْهِ الأَرْض، ضَرْبَة وَاحِدَة، ثمَّ مسح الشمَال عَلَى الْيَمين، وَظَاهر كفيه، وَوَجهه» مُتَّفق عَلَيْهِ، لفظ مُسلم.
557- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «وَضرب بكفيه الأَرْض، وَنفخ فيهمَا، ثمَّ مسح بهما وَجهه وكفيه».
558- وَعَن أبي الْجُهَيْم، بِضَم الْجِيم وبالياء، ابْن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ قَالَ: «أقبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نَحْو بِئْر جمل، فَلَقِيَهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ، فَلم يرد عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َحَتَّى أقبل عَلَى الْجِدَار فَمسح بِوَجْهِهِ، وَيَديه ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام» رَوَاهُ البُخَارِيّ مُتَّصِلا، وَمُسلم تَعْلِيقا أسقط أول إِسْنَاده.
559- وَعَن ابْن عمر قَالَ: مر رجل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سكَّة من السكَك، وَقد خرج من غَائِط أَو بَوْل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى كَاد الرجل يتَوَارَى فِي السِّكَّة، ضرب بيدَيْهِ عَلَى الْجِدَار، وَمسح بهما وَجهه، ثمَّ ضرب ضَرْبَة أُخْرَى، فَمسح ذِرَاعَيْهِ، ثمَّ رد عَلَى الرجل السَّلَام، وَقَالَ: «إِنِّي لم يَمْنعنِي أَن أرد عَلَيْك السَّلَام إِلَّا أَنِّي لم أكن عَلَى طهر» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، إِلَّا أَنه من رِوَايَة مُحَمَّد بن ثَابت الْعَبْدي، وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيّ عِنْد أَكثر الْمُحدثين.
560- وَأنكر البُخَارِيّ وَغَيره عَلَى الْعَبْدي رفع هَذَا الحَدِيث.
561- وَقَالَ: الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر.
562- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: لحديثه شَاهد.
563- قَالَ: وَصَحَّ عَن ابْن عمر من قَوْله، وَفعله: «التَّيَمُّم ضربتان، ضَرْبَة للْوَجْه، وضربة لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمرْفقين».

.بَاب من لم يجد مَاء وَلَا تُرَابا لزمَه أَن يُصَلِّي بِحَالهِ، وَمن وجد من المَاء بعض كِفَايَته، لزمَه اسْتِعْمَاله ثمَّ التَّيَمُّم للْبَاقِي:

564- عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «أَنَّهَا استعارت قلادة من أَسمَاء فَهَلَكت، فَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَاسا من أَصْحَابه فِي طلبَهَا فأدركتهم الصَّلَاة، فصلوا بِغَيْر وضوء، فَلَمَّا أَتَوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شكوا ذَلِك إِلَيْهِ، فَنزلت آيَة التَّيَمُّم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
565- وَعَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَاجْتَنبُوهُ، وَمَا أَمرتكُم بِهِ فافعلوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» مُتَّفق عَلَيْهِ.
566- وَفِي رِوَايَة: «فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم».