فصل: بَاب اسْتِحْبَاب جلْسَة الاسْتِرَاحَة وَهِي جلْسَة خَفِيفَة عقب السَّجْدَة الثَّانِيَة من كل رَكْعَة يقوم عَنْهَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب اسْتِحْبَاب جلْسَة الاسْتِرَاحَة وَهِي جلْسَة خَفِيفَة عقب السَّجْدَة الثَّانِيَة من كل رَكْعَة يقوم عَنْهَا:

1361- فِيهِ حَدِيث أبي حميد السَّابِق فِي جَامع صفة الصَّلَاة.
1362- وَعَن مَالك بن الْحُوَيْرِث رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَنه رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي فَإِذا كَانَ فِي وتر من صلَاته لم ينْهض حَتَّى يَسْتَوِي قَاعِدا» رَوَاهُ البُخَارِيّ من طرق.

.فصل فِي ضعيفه:

1363- مِنْهُ، عَن وَائِل: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة يَسْتَوِي قَائِما بتكبيرة».

.بَاب اسْتِحْبَاب الِاعْتِمَاد باليدين عَلَى الأَرْض حِين ينْهض إِلَى الرَّكْعَة الثَّانِيَة وَغَيرهَا:

1364- عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة قَالَ: «جَاءَنَا مَالك بن الْحُوَيْرِث فَصَلى بِنَا، فَقَالَ: إِنِّي لأصلي بكم، وَمَا أُرِيد الصَّلَاة، لَكِن أُرِيد أَن أريكم كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي. فَقلت: لأبي قلَابَة: كَيفَ كَانَت صلَاته؟ قَالَ: مثل صَلَاة شَيخنَا هَذَا، يَعْنِي عَمْرو بن سَلمَة. قَالَ أَيُّوب: وَكَانَ ذَلِك الشَّيْخ يتم التَّكْبِير فَإِذا رفع رَأسه عَن السَّجْدَة الثَّانِيَة جلس، وَاعْتمد عَلَى الأَرْض، ثمَّ قَامَ» رَوَاهُ البُخَارِيّ. قَوْله: ابْن سَلمَة، بِكَسْر اللَّام.

.فصل فِي ضعيفه يُخَالِفهُ:

1365- مِنْهُ، عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «من السّنة إِذا نَهَضَ فِي الْمَكْتُوبَة من رَكْعَتَيْنِ أَن لَا يعْتَمد بيدَيْهِ عَلَى الأَرْض، إِلَّا أَن يكون شَيخا كَبِيرا لَا يَسْتَطِيع».
1366- وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينْهض فِي الصَّلَاة عَلَى صُدُور قَدَمَيْهِ».
1367- وَحَدِيث وَائِل، رَفعه: «وَإِذا نَهَضَ، نَهَضَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاعْتمد عَلَى فَخذيهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة عبد الْجَبَّار بن وَائِل، عَن أَبِيه وَلم يُدْرِكهُ باتفاقهم، وَقيل: ولد بعد مَوته بِسِتَّة أشهر.
1368- وَحَدِيث ابْن عمر رَفعه: «نهَى أَن يعْتَمد عَلَى يَدَيْهِ إِذا نَهَضَ فِي الصَّلَاة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة مَجْهُول، وَهَذَا أَيْضا شَاذ.
1369- وَحَدِيث عَطِيَّة الْعَوْفِيّ: رَأَيْت ابْن عمر، وَابْن عَبَّاس، وَابْن الزبير وَأَبا سعيد، يقومُونَ عَلَى صُدُور أَقْدَامهم فِي الصَّلَاة عَطِيَّة ضَعِيف.
1370- قَالَ الْبَيْهَقِيّوَصَحَّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَامَ عَلَى صُدُور قَدَمَيْهِ فِي الصَّلَاة مَوْقُوفا.
(وَمن ضَعِيف الْبَاب)
1371- عَن ابْن عَبَّاس: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ فِي صلَاته وضع يَدَيْهِ عَلَى الأَرْض كالعاجن ضَعِيف لَا أصل لَهُ.

.بَاب كَيفَ يُصَلِّي الرَّكْعَة الثَّانِيَة وَمَا بعْدهَا:

1372- سبقت أَحَادِيثه فِي بَاب جَامع صفة الصَّلَاة.
1373- وَعَن أبي هُرَيْرَة: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نَهَضَ من الرَّكْعَة الثَّانِيَة استفتح الْقِرَاءَة بـ {الْحَمد لله رب الْعَالمين}، وَلم يسكت» رَوَاهُ مُسلم.

.بَاب اسْتِحْبَاب الْجُلُوس فِي التَّشَهُّد الأول مفترشا، وَفِي الْأَخير متوركا:

1374- فِيهِ حَدِيث أبي حميد.
1375- وَحَدِيث عَائِشَة السابقان، فِي جَامع صفة الصَّلَاة.
1376- وَعَن عبد الله بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قعد فِي الصَّلَاة جعل قدمه الْيُسْرَى بَين فَخذه وَسَاقه، وفرش قدمه الْيُمْنَى، وَوضع يَده الْيُسْرَى عَلَى ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى فَخذه الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السبابَة، وَوضع إبهامه عَلَى أُصْبُعه الْوُسْطَى» رَوَاهُ مُسلم.
1377- وَفِي رِوَايَة لَهُ من رِوَايَة ابْن عجلَان ذكرهَا مُتَابعَة: «ويلقم كَفه الْيُسْرَى ركبته». وَقَوله: وفرش قدمه الْيُمْنَى، مَعْنَاهُ لم ينصبها عَلَى أَطْرَاف أَصَابِعه فِي هَذِه الْمرة، وَلَا فتح أصابعها كَمَا كَانَ يفعل غَالِبا، بل نصبها دون ذَلِك، بَيَانا للْجُوَاز.
1378- وَعَن عبد الله بن عبد الله بن عمر: أَنه كَانَ يرَى عبد الله ابْن عمر يتربع فِي الصَّلَاة إِذا جلس، قَالَ ففعلته وَأَنا يَوْمئِذٍ حَدِيث السن، فنهاني عبد الله بن عمر، وَقَالَ: إِنَّمَا السّنة أَن تنصب رجلك الْيُمْنَى، وَتثني الْيُسْرَى فَقلت: إِنَّك تفعل ذَلِك. فَقَالَ: إِن رجْلي لَا تحملاني رَوَاهُ البُخَارِيّ.
1379- وَرَوَى مَالك بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيح، عَن ابْن عمر، الْجُلُوس عَلَى وركه الْيُسْرَى. قَالَ أَصْحَابنَا: حَدِيث أبي حميد صَرِيح فِي الْفرق بَين التشهدين، وَأَنه يفترش فِي الأول، ويتورك فِي الثَّانِي، وَبَاقِي الْأَحَادِيث الْمُطلقَة تتنزل عَلَيْهِ، للْجمع بَين الْأَحَادِيث.

.بَاب كَيْفيَّة وضع الْيَدَيْنِ عَلَى الفخذين، وَالْإِشَارَة بالمسبحة وكيفيتها، وَمَا يَنْوِي بهَا، وَلَا يحركها:

1380- فِيهِ حَدِيث ابْن الزبير فِي الْبَاب قبله.
1381- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَرفع أُصْبُعه الْيُمْنَى الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، فَدَعَا بهَا، وَيَده الْيُسْرَى عَلَى ركبته باسطها عَلَيْهَا» رَوَاهُ مُسلم.
1382- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قعد فِي التَّشَهُّد وضع يَده الْيُسْرَى عَلَى ركبته الْيُسْرَى وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى ركبته الْيُمْنَى، وَعقد ثَلَاثَة وَخمسين، وَأَشَارَ بالسبابة».
1383- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «وضع كَفه الْيُمْنَى عَلَى فَخذه الْيُمْنَى، وَقبض أَصَابِعه كلهَا، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، وَوضع كَفه الْيُسْرَى عَلَى فَخذه الْيُسْرَى» , وَقَوله: «ثَلَاثَة وَخمسين» شَرحه عِنْد الْحساب أَن يضع طرف الْخِنْصر عَلَى البنصر، وَلَيْسَ هَذَا مرَادا هُنَا، بل المُرَاد أَنه وضع الْخِنْصر عَلَى الرَّاحَة كالبنصر، وَتَكون كالصورة الَّتِي يسميها الْحساب تِسْعَة وَخمسين. وَقيل: إِن اصطلاحهم حِينَئِذٍ كَانَ هَكَذَا.
1384- وَعَن وَائِل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ إِلَى الصَّلَاة فَكبر،وَرفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما أُذُنَيْهِ، وَأخذ شِمَاله بِيَمِينِهِ، فَلَمَّا سجد وضع يَدَيْهِ فَسجدَ بَينهمَا، ثمَّ جلس فَوضع يَده الْيُسْرَى عَلَى فَخذه الْيُسْرَى، ومرفقه الْيُمْنَى عَلَى فَخذه الْيُمْنَى ثمَّ عقد الْخِنْصر والبنصر، ثمَّ حلق الْوُسْطَى بالإبهام، وَأَشَارَ بالسبابة» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
1385- وَرَوَاهُ ابْن ماجة بِإِسْنَاد صَحِيح قَالَ: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حلق بالإبهام وَالْوُسْطَى، وَرفع الَّتِي تَلِيهَا يَدْعُو بهَا فِي التَّشَهُّد».
1386- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَنحن نجيز هَذَا، وَلَكِن نَخْتَار مَا فِي:
1387- حَدِيث ابْن عمر.
1388- ثمَّ ابْن الزبير. لقُوَّة إسنادهما، ومزية رجالهما، ورجحانهم فِي الْفضل عَلَى عَاصِم بن كُلَيْب، رَاوِي حَدِيث وَائِل.
1389- وَعَن ابْن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وضع يَده الْيُمْنَى عَلَى فَخذه الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ، وَلَا يُجَاوز بَصَره إِشَارَته» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.
1390- وَفِي رِوَايَة عَنهُ: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُشِير بِأُصْبُعِهِ إِذا دَعَا، لَا يحركها» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، بِإِسْنَاد صَحِيح.
1391- وَعَن وَائِل: «أَنه وصف صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكر وضع الْيَدَيْنِ فِي التَّشَهُّد قَالَ: ثمَّ رفع أُصْبُعه، فرأيته يحركها يَدْعُو بهَا» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
1392- قَالَ: «ويحركها» أَن مُرَاده بِالتَّحْرِيكِ الْإِشَارَة بهَا، لَا تَكْرِير تحريكها، فَيكون مُوَافقا لحَدِيث ابْن الزبير قبله.

.فصل فِي ضعيفه:

1393- مِنْهُ، عَن ابْن عمر رَفعه: «تَحْرِيك الْأصْبع فِي الصَّلَاة مذعرة للشَّيْطَان».
1394- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: تفرد بِهِ الْوَاقِدِيّ، وَهُوَ ضَعِيف.
1395- وَعنهُ مَرْفُوعا: «لهي أَشد عَلَى الشَّيْطَان من الْحَدِيد» يَعْنِي السبابَة.
1396- وَعَن خفاف بن إِيمَاء: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُشِير بهَا للتوحيد» فِي رُوَاته مَجْهُول، وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحا.

.بَاب التَّشَهُّد:

1397- عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كُنَّا إِذا صلينَا خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قُلْنَا: السَّلَام عَلَى جِبْرِيل، وَمِيكَائِيل، السَّلَام عَلَى فلَان وَفُلَان، فَالْتَفت إِلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: «الله هُوَ السَّلَام، فَإِذا صَلَّى أحدكُم فَلْيقل: التَّحِيَّات لله، والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمُوهَا أَصَابَت كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. ثمَّ ليتخير من الدُّعَاء أعجبه إِلَيْهِ فيدعو» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1398- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «ثمَّ يتَخَيَّر بعد من الدُّعَاء».
1399- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «ثمَّ يتَخَيَّر من الْمَسْأَلَة مَا شَاءَ».
1400- وَفِي رِوَايَة لَهما: «عَلمنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ التَّشَهُّد كفي بَين كفيه، كَمَا يعلمني السُّورَة من الْقُرْآن».
1401- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: كُنَّا إِذا كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة، قُلْنَا: السَّلَام عَلَى الله من عباده، السَّلَام عَلَى فلَان وَفُلَان، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تَقولُوا السَّلَام عَلَى الله، فَإِن الله هُوَ السَّلَام وَلَكِن قُولُوا: التَّحِيَّات لله».
1402- وَفِي رِوَايَة للدارقطني وَالْبَيْهَقِيّ- قَالَا: "إِسْنَاده صَحِيح "- عَن ابْن مَسْعُود قَالَ:كُنَّا نقُول قبل أَن يفْرض التَّشَهُّد، السَّلَام عَلَى الله، السَّلَام عَلَى جِبْرِيل إِلَى آخِره. احْتج أَصْحَابنَا بِهَذِهِ الرِّوَايَة عَلَى أَن التَّشَهُّد الْأَخير فرض.
1403- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة فَكَانَ يَقُول: «التَّحِيَّات المباركات الصَّلَوَات الطَّيِّبَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله» رَوَاهُ مُسلم.
1404- وَعَن حطَّان بن عبد الله قَالَ: صليت مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ، فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْقعدَة قَالَ رجل من الْقَوْم: اُقرّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة. فَلَمَّا قَضَى أَبُو مُوسَى الصَّلَاة، وَسلم، انْصَرف وَقَالَ: أَيّكُم الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا. فأرمّ الْقَوْم. ثمَّ قَالَ: أَيّكُم الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا. فأرمّ الْقَوْم، فَقَالَ: لَعَلَّك يَا حطَّان قلتهَا. قلت: مَا قلتهَا، وَلَقَد رهبت أَن تبعكني بهَا. فَقَالَ رجل من الْقَوْم: قلتهَا وَلم أرد بهَا إِلَّا الْخَيْر، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أما تعلمُونَ كَيفَ تَقولُونَ فِي صَلَاتكُمْ؟ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَطَبنَا فَبين لنا سُنّتنا وَعلمنَا صَلَاتنَا، فَقَالَ: «إِذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثمَّ ليؤمكم أحدكُم فَإِذا كبّر فكبروا، وَإِذا قَالَ {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا آمين. يجبكم الله، فَإِذا كبّر وَركع فكبروا، واركعوا فَإِن الإِمَام يرْكَع قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ»، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «فَتلك بِتِلْكَ. وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، يسمع الله لكم، فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى قَالَ عَلَى لِسَان نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: سمع الله لمن حَمده، فَإِذا كبر وَسجد فكبروا واسجدوا، فَإِن الإِمَام يسْجد قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ، فَتلك بِتِلْكَ، وَإِذا كَانَ عِنْد الْقعدَة فَلْيَكُن من أول قَول أحدكُم: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات الصَّلَوَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله» رَوَاهُ مُسلم.
1405- وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد: «وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله». قَوْله: أرمّ الْقَوْم"، بالراء الْمَفْتُوحَة، وَتَشْديد الْمِيم، أَي: سكتوا. وتبعكني: توبّخني وترْميني. قَوْله: يجبْكم الله، بِالْجِيم أَي يستجيب لكم.
1406- وَعَن عبد الرَّحْمَن بن عبدٍ القاريّ، بتَشْديد الْيَاء، أَنه سمع عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر، وَهُوَ يعلّم النَّاس التَّشَهُّد يَقُول: «قُولُوا: التَّحِيَّات لله، الزاكيات لله، الصَّلَوَات الطَّيِّبَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله» رَوَاهُ مَالك فِي " الْمُوَطَّأ " بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيح.
1407- وَفِي رِوَايَة: «الصَّلَوَات لله، الطَّيِّبَات لله».
1408- وَفِي رِوَايَة للبيهقي؛ تَقْدِيم الشَّهَادَتَيْنِ عَلَى كلمتي السَّلَام ومعظم الرِّوَايَات عَكسه، كَمَا سبق وَهُوَ الْمَعْرُوف.
1409- وَعَن عَائِشَة رِوَايَتَانِ فِي تشهدها فِي تَقْدِيم الشَّهَادَتَيْنِ وتأخيرهما. وإسنادهما صَحِيح.
فَيكون تَقْدِيم الشَّهَادَتَيْنِ مِنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات عملا بِأحد الجائزين، فَإِن التَّرْتِيب هُنَا سنة وَلَيْسَ بِوَاجِب عَلَى الصَّحِيح.
1410- وَعَن الْقَاسِم قَالَ: علمتني عَائِشَة قَالَت: هَذَا تشهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «التَّحِيَّات لله، والصلوات، والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله، وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله» رَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي " مُسْنده"، وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد جيد، وَفِيه بَيَان فَائِدَة حَسَنَة، وَهِي أَن تشهده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَفْظ تشهدنا.

.فصل فِي ضعيفه:

1411- مِنْهُ، حَدِيث جَابر: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن: «باسم الله، وَبِاللَّهِ، التَّحِيَّات لله» إِلَى قَوْله: «وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، أسأَل الله الْجنَّة، وَأَعُوذ بِاللَّه من النَّار» رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه، وَالْحَاكِم، وَالْبَيْهَقِيّ.
قَالَ الْحفاظ: هُوَ ضَعِيف. وَمِمَّنْ ضعفه البُخَارِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ وَآخَرُونَ.
1412- قَالَ التِّرْمِذِيّ:سَأَلت البُخَارِيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ خطأ.
1413- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة جمَاعَة من الصَّحَابَة وضعفها كلهَا.
1414- وأنما صَحَّ عَن ابْن عمر مَوْقُوفا عَلَيْهِ.
1415- وَأما قَول الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرك ": إِن حَدِيث جَابر صَحِيح فمردود عَلَيْهِ، فَالَّذِينَ ضَعَّفُوهُ أجلّ مِنْهُ وأتقن.

.بَاب إخفاء التَّشَهُّد، وَتَخْفِيف الْقعُود فِي التَّشَهُّد الأول وَأَنه سنة، وَأَن التَّشَهُّد الْأَخير فرض:

أما تَخْفيف قعُود الأول والإخفاء فمجمع عَلَيْهِمَا، وَجَاء فيهمَا حديثان:
1416- أَحدهمَا عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: «من السُّنّة أَن يُخفي التَّشَهُّد» رَوَاهُ دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ،
1417- وَقَالَ: "حَدِيث حسن".
1418- وَالْحَاكِم وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم.
1419- وَالثَّانِي: عَن أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضف. قَالُوا: حَتَّى يقوم؟ قَالَ: حَتَّى يقوم» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
1420- قَالَ التِّرْمِذِيّ - حسن -. وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، لِأَن أَبَا عُبَيْدَة لم يسمع أَبَاهُ، وَلم يُدْرِكهُ باتفاقهم. وَقيل: ولد بعد مَوته، فَهُوَ مُنْقَطع. وَأما افتراض التَّشَهُّد الْأَخير فالعمدة فِيهِ:
1421- قَوْله فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي الْبَاب قبله: قبل أَن يُفرض التَّشَهُّد، أما كَون التَّشَهُّد الأول سنة فدليله.
1422- حَدِيث ابْن بُحَيْنَة: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَركه وَسجد للسَّهْو» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، عقب التَّشَهُّد، وَفِي غير الصَّلَاة:

1423- عَن كَعْب بن عجْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقُلْنَا: قد عرفنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد، وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت عَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت عَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1424- وَعَن أبي حميد السَّاعِدِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنهم قَالُوا: يَا رَسُول الله، كَيفَ نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى أَزوَاجه وَذريته، كَمَا صليت عَلَى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى أَزوَاجه وَذريته، كَمَا باركت عَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1425- وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول الله، هَذَا السَّلَام عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك كَمَا صليت عَلَى إِبْرَاهِيم، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، كَمَا باركت عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم» رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي وسط كتاب الدَّعْوَات من صَحِيحه.
1426- وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ البدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أَتَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله؟ فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت عَلَى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت عَلَى إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم» رَوَاهُ مُسلم.
1427- وَعنهُ، أَنه قَالَ: كَيفَ نصلي عَلَيْك إِذا نَحن صلينَا عَلَيْك فِي صَلَاتنَا؟
قَالَ: «قُولُوا اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي وَعَلَى آل مُحَمَّد، كَمَا باركت عَلَى إِبْرَاهِيم وَعَلَى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَالْحَاكِم، وَابْن حبَان، وَالْبَيْهَقِيّ، وَاحْتَجُّوا بِهِ.
1428- قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: "إِسْنَاده حسن".
1429- وَقَالَ الْحَاكِم: هُوَ حَدِيث صَحِيح.
1430- وَعَن فضَالة بن عبيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا يَدْعُو فِي صلَاته، لم يمجد الله، وَلم يصل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «عجِل هَذَا»، ثمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ، أَو لغيره: «إِذا صَلَّى أحدكُم فليبدأ بتحميد ربه وَالثنَاء عَلَيْهِ، ثمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ثمَّ يَدْعُو بعد بِمَا شَاءَ» رَوَاهُ الثَّلَاثَة، وَالْحَاكِم، وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا،
1431- قَالَ التِّرْمِذِيّ،
1432- وَالْحَاكِم: حَدِيث صَحِيح.
1433- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أولَى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَلّي صَلَاة» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ،
1434- وَقَالَ: "حسن".
1435- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «الْبَخِيل من ذُكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
1436- وَقَالَ: حسن صَحِيح.
1437- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «رغم أنف رجل ذُكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ،
1438- وَقَالَ: "حسن".
1439- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تجْعَلُوا قَبْرِي عيداً، وصلوا عليّ فَإِن صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُ كُنْتُم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.
1440- وَعنهُ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مَا من أحد يسلم عَلّي إِلَّا رد الله عَلّي روحي حَتَّى أرد عَلَيْهِ السَّلَام» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.
1441- وَعَن أَوْس بن أَوْس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن من أفضل أيامكم يَوْم الْجُمُعَة، فَأَكْثرُوا عليّ من الصَّلَاة فِيهِ، فَإِن صَلَاتكُمْ معروضة عليّ» فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، وَكَيف تُعرض صَلَاتنَا عَلَيْك وَقد أرمْت؟- قَالَ: يَقُول بليت- قَالَ: «إِن الله حرم عَلَى الأَرْض أجساد الْأَنْبِيَاء» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح.

.بَاب اسْتِحْبَاب الدُّعَاء قبل التَّسْلِيم:

1442- فِيهِ حَدِيث عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه السَّابِق فِي جَامع صفة الصَّلَاة.
1443- وَحَدِيث ابْن مَسْعُود السَّابِق فِي التَّشَهُّد «ثمَّ ليتخير من الدُّعَاء أعجبه إِلَيْهِ».
1444- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا فرغ أحدكُم من التَّشَهُّد الآخر فليتعوذ بِاللَّه من أَربع: من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1445- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «إِذا تشهد أحدكُم فليستعذ بِاللَّه من أَربع، يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال».
1446- زَاد النَّسَائِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ فِي رِوَايَة لَهما بِإِسْنَاد صَحِيح: «ثمَّ يَدْعُو لنَفسِهِ بِمَا بدا لَهُ».
1447- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمحيا، وفتنة الْمَمَات، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من المأثم والمغرم " فَقَالَ لَهُ قَائِل: مَا أَكثر مَا تستعيذ من المغرم؟ فَقَالَ: «إِن الرجل إِذا غرم حدَّث فكذب، ووعد فأخلف» مُتَّفق عَلَيْهِ.
1448- وَعَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يعلمهُمْ هَذَا الدُّعَاء كَمَا يعلمهُمْ السُّورَة من الْقُرْآن " فَذكر نَحْو حَدِيث أبي هُرَيْرَة. رَوَاهُ مُسلم، ثمَّ قَالَ: «بَلغنِي أَن طاوساً قَالَ لِابْنِهِ: دعوتَ بهَا فِي صَلَاتك؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: أعد صَلَاتك».
1449- وَعَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: عَلمنِي دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي قَالَ: «قل اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا، وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم» مُتَّفق عَلَيْهِ. كثيرا، بِالْمُثَلثَةِ، وَرَوَى بِالْمُوَحَّدَةِ، فَينْدب جَمعهمَا فَيُقَال: «كثيرا، كَبِيرا».
1450- وَعَن أبي صَالح، عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قَالَ، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لرجل: «كَيفَ تَدْعُو فِي الصَّلَاة؟» قَالَ: أَتَشهد، وَأَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة، وَأَعُوذ بك من النَّار، أما إِنِّي لَا أحسن دندنتك، وَلَا دندنة معَاذ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «حولهَا ندندن» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح. الدندنة: كَلَام لَا يُفهم، وَمَعْنَاهُ حول مسألتهما ندندن، إِحْدَاهمَا سُؤال طلب، وَالْأُخْرَى سُؤال رهب.

.بَاب السَّلَام، وَأَنه تسليمتان يلتفتا فيهمَا:

1451- فِيهِ حَدِيث: «تحليلها التَّسْلِيم» سبق فِي جَامع صفة الصَّلَاة.
1452- وَحَدِيث عَائِشَة فِيهِ: «وَكَانَ يخْتم بِالتَّسْلِيمِ».
1453- وَعَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «كنت أرَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، يسلم عَن يَمِينه وَعَن يسَاره حَتَّى أرَى بَيَاض خَدّه» رَوَاهُ مُسلم.
1454- وَعَن أبي معمر: أَن أَمِيرا كَانَ بِمَكَّة يسلم تسليمتين. فَقَالَ عبد الله-
يَعْنِي ابْن مَسْعُود-: «أَنِّي علقها! إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَفْعَله» رَوَاهُ مُسلم. علقها: بِفَتْح الْعين، وَكسر اللَّام، أَي من أَيْن حصلت لَهُ هَذِه السّنة.
1455- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كَانَ يسلم عَن يَمِينه، وَعَن شِمَاله حَتَّى يُرى بَيَاض خَدّه: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله، السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله» رَوَاهُ الثَّلَاثَة،
1456- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
1457- وَلَيْسَ فِي رِوَايَته: «حَتَّى يُرى بَيَاض خَدّه».
1458- وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ:كُنَّا إِذا صلينَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَا: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله، السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله. وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ، فَقَالَ رَسُول الله: «علام تؤمئون بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شُمْس، إِنَّمَا يَكْفِي أحدكُم أَن يضع يَده عَلَى فَخذيهِ ثمَّ يسلم عَلَى أَخِيه من عَلَى يَمِينه وشماله» رَوَاهُ مُسلم.
1459- وَعَن وَائِل بن حجر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كَانَ يسلم عَن يَمِينه: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَعَن شِمَاله السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح، وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى تَضْعِيفه.

.فصل فِي ضعيفه:

1460- مِنْهُ، حَدِيث: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسلم وَاحِدَة تِلْقَاء وَجهه» ضعفه الْجُمْهُور، وَلَا يقبل تَصْحِيح الْحَاكِم لَهُ.
1461- وَنَحْوه من رِوَايَة عَائِشَة.
1462- وَسَهل بن سعد.
1463- وَسَلَمَة، غَيرهم. وَلَيْسَ فِي الِاقْتِصَار عَلَى تَسْلِيمَة وَاحِدَة شَيْء ثَابت.

.بَاب اسْتِحْبَاب إدراج لفظ السَّلَام بِلَا مد، وَبَيَان مَا ينويه بِهِ، وَكَرَاهَة الْإِشَارَة بِالْيَدِ مَعَه:

1464- أما كَرَاهَة الْإِشَارَة فَفِيهَا حَدِيث جَابر بن سَمُرَة السَّابِق فِي الْبَاب قبله.
1465- وَأما النيّة فَفِيهَا حَدِيثه أَيْضا.
1466- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي قبل الْعَصْر أَربع رَكْعَات، يفصل بَينهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلَائِكَة المقربين، وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُسلمين وَالْمُؤمنِينَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
1467- وَقَالَ: حسن.
1468- وَفِي رِوَايَة للْإِمَام أَحْمد: «عَلَى الْمَلَائِكَة المقربين، والنبيين وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين».
1469- وَعَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أمرنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن نرد عَلَى الإِمَام، وَأَن نتحاب، وَأَن يسلم بَعْضنَا عَلَى بعض» حَدِيث حسن أَو صَحِيح، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ.
1470- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «حذف السّنة سنّة» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
1471- وَقَالَ: "حسن صَحِيح". قَالَ: قَالَ ابْن الْمُبَارك: «أَي لَا يمده مدا».

.فصل فِي بَيَان أَحَادِيث ضَعِيفَة تَقْتَضِي أَن السَّلَام غير وَاجِب:

1472- مِنْهَا، حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ علمه التَّشَهُّد وَقَالَ: «إِذا قضيت هَذَا فقد تمت صَلَاتك، إِن شِئْت أتقوم فَقُمْ، وَإِن شِئْت أَن تقعد فَاقْعُدْ» هَذِه الزِّيَادَة لَيست فِي الصَّحِيح اتّفق الْحفاظ عَلَى إِنَّهَا مدرجة لَيست من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَإِنَّمَا هِيَ من كَلَام ابْن مَسْعُود.
1473- وَقد جَاءَ ذَلِك صَرِيحًا بإدراجها مُبينًا، وَقد أوضح طرق ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ، وَغَيرهمَا.
1474- وَحَدِيث ابْن عَمْرو بن العَاصِي رَفعه: «إِذا أحدث وَقد قعد فِي آخر صلَاته قبل أَن يسلم فقد جَازَت صلَاته» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ. وَاتفقَ الْحفاظ عَلَى ضعفه لِأَنَّهُ مُضْطَرب ومنقطع، وَمن رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الأفريقي، وَهُوَ ضَعِيف بالِاتِّفَاقِ.
1475- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مَوْقُوف: «إِذا جلس قدر التَّشَهُّد ثمَّ أحدث تمت صلَاته» اتَّفقُوا عَلَى ضعفه، قَالُوا: وَلَيْسَ فِي الْفَصْل شَيْء صَحِيح.