فصل: المقصد الثاني في مراكز غزة وما يتفرع عنه من البلاد الشامية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.المقصد الثاني في مراكز غزة وما يتفرع عنه من البلاد الشامية:

والذي يتفرع عنه مراكز ثلاث جهات، وهي: الكرك، ودمشق، وصفد.
فأما الطريق إلى الكرك: فمن غزة إلى ملاقس وهو مركز بريد، ثم منها إلى بلد الخليل عليه السلام، ثم منها إلى جنبا، ثم منها إلى الصافية، ثم منها إلى الكرك.
وأما مراكز دمشق: فمن غزة إلى الجينين، وهو مركز بريد؛ ومنها إلى بيت دارس، والناس يقولون: تدارس، وبها خان بناه ناصر الدين خزندار تنكز. قال في التعريف: وكان قديماً بياسور، وكان قريب المدى فنقل وكانت المصلحة في نقله؛ ثم منها إلى قطرى. قال في التعريف: وهو مركز مستجد كان المشير به طاجار الدوادار الناصري، وبه بئر سبيل وآثار له. قال: وقد حصل به رفق عظيم لبعد ما بين لدّ وبين دارس أو ياسور، ثم منها إلى لد، ثم منها إلى العوجاء. قال في التعريف: وهي زوراء عن الطريق، ولو نقلت منه لكان أرفق؛ ثم منها إلى الطيرة. قال في التعريف: وبها خان كان قد شرع في بنائه ناصر الدين دوادار تنكز ثم كمل بيد غيره؛ ثم منها إلى قاقون، ثم منها إلأى فحمة ثم منها إلى جينين. قال في التعريف: وهي على صفد، يعني القيام به، وبه خان لطاجار الدوادار، حسن البناء جليل النفع، ليس على الطريق أخص منه ولا أحصن، ولا أزيد نفعاً منه ولا أزين.
ومن أراد دمشق وما يليها سار من جينين إلى ذرعين. قال في التعريف: ومنها ينزل على عين جالوت، وهو مركز مستجد حصل به أعظم الرفق والراحة من العقبة التي كان يسلك عليها بين جينين وبيسان مع طول المدى، ثم منها إلى بيسان؛ ثم منها إلى المجامع. قال في التعريف: وهو مركز مستجد عند جسر أسامة، كنت أنا المشير به في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وحصل به الرفق لبعد ما كان بين بيسان وزحر. قال: وقد كان الطريق قديماً من بيسان إلى طيبة اسم، ثم إلى أربد، وكانت غاية في المشقة، إذ كان المسافر ما بين بيسان وطيبة اسم يحتاج إلى خوض الشريعة، وبها معدية للفارس دون الفرس، وإنما يعبر فيها الفرس سباحة، وكان في هذا من المشقة ما لا يوصف، لا سيما أيام زيادة الشريعة وكلب البرد: لقطع الماء ومعاناة العقاب التي لا يشقها جناح العقاب، ولكن الأمير الطنبغا كافل الشام رحمه الله نقل هذا الطريق وجعلها على القصير حيث هي اليوم، ونقل المركز من الطيبة إلى زحر حين غرق بعض البريدية الجبليين بالشريعة؛ ثم من المجامع المذكورة إلى زحر، ثم منها إلى أربد، ثم منها إلى طفس، ثم منها إلى الجامع. قال في التعريف: وكان قديماً في المكان المسمى برأس الماء، فلما ملكه الأمير الكبير تنكز كافل الشام رحمه الله نقل المركز منه إلى هذا الجامع، فقرب به المدى فيما بينه وبين طفس، وكان بعيداً فما جاء إلا حسناً، ثم منها إلى الصنمين، ثم منها إلى غباغب؛ ثم منها إلى الكسوة، ثم منها إلى دمشق المحروسة.
وأما الطريق الموصلة إلى صفد: فمن جينين المقدم ذكرها إلىتبنين؛ ثم منها إلى حطين وبها قبر شعيب عليه السلام، ثم منها إلى صفد.

.المقصد الثالث في ذكر دمشق وما يتفرع عنه من المراكز..:

ذكر دمشق وما يتفرع عنه من المراكز الموصلة إلى حمص وحماه وحلب وإلى الرحبة وإلى طرابلس وإلى جعبر ومصياف وبيروت وصيدا وبعلبك والكرك وأرعات:
فأما طريق حلب: فقال في التعريف: من دمشق إلى القصير. والذي رأيته في بعض الدساتير أنه من دمشق إلى خان لاجين، ثم إلى القصير. قال في التعريف: ثم من القصير إلى القطيفة، ثم منها إلى القسطل. ورأيت في الدستور المذكور أنه من القصير إلى خان الوالي، ثم إلى خان العروس، ثم إلى القسطل، ثم منها إلى قارا، ثم منها إلى بريج العطش، ويقال فيه البزيج أيضاً. قال في التعريف: وقد كان مقطع طريق، وموضع خوف، فبنى به قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد بن صصري رحمه الله مسجداً وبركة، وأجرى الماء إلى البركة من ملك كان له هناك وقفه على هذا السبيل، فبدل الخوف أمناً، والوحشة أنساً، أثابه الله على ذلك. ثم منها إلى الغسولة، ثم منها إلى سمنين، ثم منها إلى حمص، ثم منها إلى الرستن، ثم منها إلى حماة، ثم منها إلى لطمين، ثم منها إلى طرابلس، ثم منها إلى المعرة، ثم منها إلى أنقراتا، ثم منها إلى إياد، ثم منها إلى قنسرين، ثم منها إلى حلب.
وأما طريق الرحبة: فمن القطيفة المقدمة الذكر إلى العطنة. قال في التعريف: وليس بها مركز، وإنما بها خان تفرق به صدقة من الخبز والأحذية ونعال الدواب، ثم إلى جليجل، ثم منها إلى المصنع، ثم منها إلى القريتين، ثم منها إلى الحسير، ثم منها إلى البيضاء، ثم منها إلى تدمر، ثم منها إلى أرك، ثم منها إلى السخنة، ثم منها إلى قباقب، ثم منها إلى كواثل. قال في التعريف: وهو اليوم عطل. ثم منها إلى الرحبة وهي حد هذه المملكة.
وأما طريق طرابلس: فمن الغسولة المتقدمة الذكر إلى القصب، ثم منها إلى قدس إلى أقمار، ثم منها إلى الشعراء، ثم منها إلى عرقا، ثم منها إلى طرابلس.
وأما طريق جعبر وما يليها: فمن حمص المتقدمة الذكر إلى سليمة، ثم منها إلى بغيديد، ثم منها إلى سوريا، ثم منها إلى الحص، ثم منها إلى جعبر، إلى عين بذال، ثم منها إلى صهلان، ثم منها إلى الخأبور، ثم منها إلى رأس عين.
وأما طريق مصياف: فمن حمص المقدمة الذكر إلى مصياف.
وأما طريق صفد: فمن دمشق إلى بريج الفلوس، ومنه إلى أرينبة، ومنها إلى لغران، ومنها إلى صفد.
وأما طريق بيروت: فمن دمشق إلى ميسلون، ومنها إلى زبدان، ومنها إلى الحصين، ومنها إلى بيرت.
وأما طريق صيداء: فمن دمشق إلى خان ميسلون المقدم الذكر، إلى جزيرة صيداء، إلى كرك نوح، ثم منه إلى بعلبك. قال في التعريف: واعلم أن صيداء إلى بيروت قدر مركز.
وأما بعلبك، فلها طريقان: إحداهما من خان ميسلون المقدم الذكر إلى كرك نوح إلى بعلبك. والثانية من دمشق إلى الزبداني إلى بعلبك.
ومن أراد من بعلبك حمص، توجه منها إلى القصب، ثم إلى الغسولة المتقدمة الذكر، وبعدها شمسين ثم حمص على ما تقدم ذكره.
وأما طريق الكرك: فمن دمشق- في المراكز المذكورة في الوصول من غزة إلى دمشق- على عكس ما تقدم، إلى طفس، ومنها إلى القنية، ومنها إلى البرج الأبيض، ومنها إلى حسبان، ومنها إلى ديباج ومنها إلى اكرية إلى الكرك.
وأما طريق أذرعات، مقر ولاية الولاة بالصفقة القبلية: فمن طفس المقدمة الذكر إلى أذرعات. قال في التعريف: فهذه جملة مراكز دمشق إلى كل جهة.
قال: فأما مقدار الولايات، فمن كل واحدة إلى ما يليها، حتى يتوصل المسافر على البريد إلى حيث أراد.

.المقصد الرابع من مركز حلب وما يتفرع عنه من المراكز...:

من مركز حلب وما يتفرع عنه من المراكز الواصلة إلى البيرة وبهسنى وما يليهما، وقلعة المسلمين المعروفة بقلعة الرو وآياس، مدينة الفتوحات الجاهانية وجعبر فأما الطريق الموصلة إلى البيرة: فمن حلب إلى الباب، ثم منها إلى الساجور. ثم منها إلى كلناس، ثم منها إلى البيرة، وهي في البر الشرقي من الفرات. قال في التعريف: وهي أجل ثغورها.
وأما طريق بهسنى وما يليها: فمن حلب إلى السموقة، ثم منها إلى سندرا، ثم منها إلى بيت الفار ثم منها إلى عينتاب، ثم منها إلى بهسنى.
ثم منها يدخل إلى جهة قيسارية والبلاد المعروفة الآن ببلاد الروم، وهي بلاد الدروب. قال في التعريف: وقد استضفنا نحن يعني أهل هذه المملكة في هذا الحين القريب إلينا منها: قيسارية ودرندة، وإنما المستقر المعروف أن آخر حد الممالك الإسلامية من هذه الجهة- بهسنى.
وأما طريق قلعة المسلمين وما يليها: فمن عينتاب المقدمة الذكر إليها، وهي وسط الفرات، وهو خلجان دائرة عليها. ثم من قلعة المسلمين إلى جسر الحجر، ثم إلى الكختا، وهي آخر الحد من الطرف الآخر.
وأما طريق آياس: فمن حلب إلى أرحاب، ثم منها إلى تيزين، ثم منها إلى يغرا، ثم منها إلى بغراس؛ قال في التعريف: وهي كانت آخر الحد مما يلي بلاد الأرمن. قال: وقد استضفنا نحن في هذا الحين ما استضفنا، فصار من بغراس إلى باياس، وهي أول جيل الأرمن، وثم من باياس إلى آياس.
وأما طريق جعبر: فمن حلب إلى الجبول، ثم منها إلى بالس، ثم منها إلى جعبر. قال في التعريف: هذه جملة مراكز حلب. أما بقايا القلاع ومقار الولايات، فمن شعب هذه الطرق، أومن واحدة إلى أخرى.

.المقصد الخامس في مركز طرابلس وما يتفرع عنه من المراكز...:

مركز طرابلس وما يتفرع عنه من المراكز الموصلة إلى جهاتها فأما طريق اللاذقية: قمن طرابلس إلى مرقية، ثم منها إلى بلنياس، ثم منها إلى اللاذقية، ثم منها إلى صهيون- وهي قلعة جليلة كانت دار ملك- ثم منها إلى بلاطنس. قال في التعريف: ومن شاء فمن صهيون إلى برزية- وهو حصن سمي باسم من عمره أو عرف بملكه- ومن شاء فمن بلاطنس إلى العليقة أول قلاع الدعوة مما يلي بلاطنس، ثم منها إلى الكهف، ثم منها إلى القدموس، ثم منها إلى الخوابي، ثم منها إلى الرصافة، ثم منها إلى مصياف. قال في التعريف: فهذه جملة مراكز طرابلس. فأما مقار الولايات فمن واحدة إلى واحدة إلى أخرى، ثم ذكر جميع مراكز البريد بالممالك المحروسة.
قال: فأما من أطراف ممالكنا إلى حضرة الأردو، حيث هو ملك بني هولاكو، فلهم مراكز تسمى خيل الأولاق وخيل اليام يحمل عليها، لاتشترى بمال السلطان ولا يكلف ثمنها، وإنما هي على أهل تلك الأرض، نحو مراكز العرب في رمل مصر ونحو ذلك.

.المقصد السادس في معرفة مراحل الحجاز...:

معرفة مراحل الحجاز الموصولة إلى مكة المشرفة والمدينة النبوية على سكانها سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام إذ كانت تتمة الطرق الموصلة إلى بعض أقطار المملكة وكما ضبطت تلك بالمركز ضبطت هذه بالمراحل. وعادة الحجاج أنهم يقطعون في كل يوم وليلة منها مرحلتين بسير الأثقال، ودبيب الأقدام ويقطعونها كلها في شهر، بما فيه من أيام الإقامة بالعقبة والينبع نحو ستة أيام. أما من يسافر على النجب مخفا مع الجد في السير فإنه يقطعها في نحو أحد عشر.
ثم أول مصيرهم من القاهرة إلى البركة المعروفة ببركة الحاج؛ ثم منها إلى البويب، ثم منها إلى الطليحات، ثم منها إلى المنفرح، ثم منها إلى مراكع موسى، ثم منها إلى عجرود- وبها بئر ومصنع ماءٍ متسع يملأ منها- ثم منها إلى المنصرف، ثم منها إلى وادي القباب- وهو كثير الرمل- ثم منها إلى أول تيه بني إسرائيل- وهو وادٍ أفيح متسع- ثم منها إلى العنق، ثم منها إلى نخل- وبها ماء طيب- ثم منها إلى جسد الحي، ثم منها إلى بئر بيدرا، ثم منها إلى تمد الحصا، ثم منها إلى ظهر العقبة، ثم منها إلى سطح العقبة- وهو عرقوب البغلة على جانب طرف بحر القلزم، وفيها ماء طيب من حفائر- ثم منها إلى حفن على جانبطرف بحر القلزم- وفيها ماء طيب من الحفائر- ثم منها إلى عش الغراب، ثم منها إلى آخر الشرفة، ثم منها إلى مغارة شعيب- وبها ماء ومصنع- ثم منها إلى وادي عفان، ثم منها إلى ذات الرخيم، ثم منها إلى عيون القصب- وبه ماء نبع وأجمة قصبٍ نابتة فيها- ثم منها إلى المويلحة- وبها ماء في آبار- ثم منها إلى المدرج، ثم منها إلى سلمى مجاور بحر القلزم- وبها ماء ملح- ثم منها إلى الأتيلات، ثم منها إلى الأزنم، والناس يقولون: الأزلم باللام بدل النون، وبه آبار بها ماء رديء يطلق بطن من شربه، لا يسقى منه غالباً إلا الجمال، وهي نصف الطريق- ثم منها إلى رأس وادي عنتر، ثم منها إلى الوجه، وبه آبار قليلة الماء، وما هو داخل الوادي يعز الماء فيه غالباً ولا يوجد فيه إلا حفائر، ويقال: إنه إذا طلعت الشمس عليه نضب ماؤه، وفيه يقول بعض من حج من الشعراء وعز عليه وجود الماء فيه:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ** ولا خير في وجهٍ بغير حياء!

ثم منها إلى المحاطب، ثم منها إلى أكرا، ثم منها إلى رأس القاع الصغير، ثم منها إلى قبر القروي، ثم منها إلى كلخا، ثم منها إلى آخر القاع الصغير، ثم منها إلى الحوراء، وبها ماء غير صالح، ثم منها إلى العقيق بضم العين تصغير عقيقٍ بفتحها، وهو مضيق صعب- ثم منها إلى مغارة نبط، وبها ماء عذبة ليس بطريق الحجاز أطيب منها، ثم منها إلى وادي النور، ثم منها إلى قبر أحمد الأعرج الدليل، ثم منها إلى آخر وادي النور، ثم منها إلى رأس السبع وعرات، ثم منها إلى دار البقر، ثم منها إلى الينبع، وهي النصف والربع من الطريق، وبها تقع الإقامة ثلاثة أيام أو نحوها، وبها يودع الحجاج ما ثقل عليهم إلى حين العودة، ويستميرون منها مما يصل إليها من الديار المصرية في سفن بحر القلزم- ثم منها إلى المحاطب في الوعر، ثم منها إلى رأس وادي بدر، وهي منزلة حسنة بها عيون تجري وحدائق- ثم منها إلى رأس قاع البزوة، ثم منها إلى وسط قاع البزوة، ثم منها إلى رابغ، وهو مقابل الجحفة التي هي ميقات الإحرام لأهل مصر، وبها يحرم الحجاج ولا يغشون الجحفة، إذ قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بنقل حمى المدينة إليها بقوله: وانقل حماها إلى الجحفة فلو مر بها طائر لحم قديد بضم القاف، ثم منه إلى عقبة السويق، ثم منها إلى خليص- وبه مصنع ماء- ثم منها إلى عسفان ثم منها إلى مدرج علي، وهو كثير الوعر، ثم منه إلى بطن مر، والعامة يقولون: مرو، بزيادة واو، وبه عيون تجري وحدائق- ثم منه إلى مكة المشرفة شرفها الله تعالى وعظمها، ثم من مكة إلى منى، وبها ماء طيب من آبار تحفر، ثم منها إلى المشعر الحرام والمزدلفة، ثم منها إلى عرفة وهي الموقف، وإليها ينتهي سفر الحجاج.
ثم العود في المنازل المتقدمة الذكر إلى وادي بدر على عكس ما تقدم.
الطريق إلى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام من مصر في المراحل المتقدمة الذكر، إلى وادي بدر المتقدمة الذكر، إلى رأس وادي الصفراء، وبه عيون تجري وحدائق وأشجار- ثم منها إلى وادي بني سالم، ثم منه إلى وادي الغزالة، ثم منه إلى الفرش، ثم منه إلى بئر علي، وبها ماء طيب، ثم منها إلى المدينة الشريفة النبوية على ساكنها افضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام.
ومن شاء ذهب إليها من الينبع إلى رأس نقب علي عند طرف الجبل، ثم إلى وادي الصفراء، ثم في المراحل المتقدمة الذكر إلى المدينة؛ وهي أقرب الطريقين للذاهب من مصر، وتلك أقرب للعائد من مكة.