فصل: الجزء الأول

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **


  الباب الرابع من المقالة الثانية في الممالك والبلدان المحيطة بمملكة الديار المصرية

وفيه أربعة فصول

  الفصل الأول في الممالك والبلدان الشرقية عنها

وما ينخرط في سلكها من شمال أو جنوب وفيه أربعة مقاصد

  المقصد الأول في الممالك الصائرة إلى بيت جنكزخان

وفيه جملتان الجملة الأولى في التعريف باسم جنكزخان ومصير الملك إليه وما كان له من الأولاد وتقسيمه الملك فيهم أما اسمه فقد ذكر في مسالك الأبصار‏:‏ عن الشيخ شمس الدين الأصفهاني أن اسمه في الأصل تمرجين وأنه لما عظم شأنه سمي جنكزخان‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار عن بعضهم‏:‏ أن الصواب في النطق به جنكص خان بالصاد بدل الزاي‏.‏

وأما نسبه فقد ذكر في مسالك الأبصار أيضاً أنه جنكزخان بن بيسوكي بن بهادر بن تومان بن برتيل خان بن تومنيه بن بادسنقر بن تيدوان ديوم بن بغا بن بودنجه بن ألان قوا وألان قوا هذه امرأة من قبيلة من التتر تسمى قبات من أعظم قبائلهم شهرة كانت متزوجة بزوج أولادها ولدين اسم أحدهما بكتوت والآخر بلكتوت ومن عقبهما الطائفة المعروفة في قبائل التتار بالدلوكة إلى الآن ثم مات زوج ألان قوا أبو هذين الاثنين وبقيت ألان قوا أيماً فحملت فأنكر عليها الحمل وحملت إلى ولي أمرهم حينئذ فسألها ممن حملت فقالت‏:‏ إني كنت جالسة وفرجي مكشوف فنزل نور ودخل فرجي ثلاث مرات فحملت منه هذا الحمل وأنا حامل بثلاثة ذكور كل مرة من دخول ذلك النور بذكر فأمهلوني حتى أضع فإن وضعت ثلاثة ذكور فاعلموا صدقي وإلا فدونكم وما ترون فأمهلوها حتى ولدت فأتت بثلاثة ذكور فسمت أحدهم يوقن قوتاغي والثاني بوسن ساغي والثالث بودنجر وهو جد جنكزخان‏.‏

وأولاد هذه الثلاثة يعرفون بين التتر بالنورانيين نسبة إلى النور الذي زعمت أنه دخل فرجها فحملت منه‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ ‏"‏ وهذه أكذوبة قبيحة وأحدوثة غير صحيحة وإن صحت عن المرأة فلعلها كانت قد سمعت بقصة مريم البتول عليها السلام فاحتالت لسلامة نفسها بالتشبه بشأنها ‏"‏‏.‏

وأما مصير الملك إليه فقد اختلف فيه على مذهبين‏:‏ أحدهما ما حكاه في مسالك الأبصار عن الصاحب علاء الدين بن عطاء ملك الجويني‏:‏ أنه كان يملك الترك ملك من عظماء الملوك يدعى أزبك خان فتردد إليه جنكزخان في حال صغره وخدمه فتوسم فيه النجابة فقربه وأدناه وزاده في الارتقاء على أقاربه فحسدوه فوشوا به إلى الملك حتى غيروه عليه فأضمر له المكايد وكان بالقرب من أزيك خان ملكهم صغيران يخدمانه فاطلعا على ما أضمره الملك لجنكزخان وعرفاه ما أضمره الملك له وحذراه وكان جنكزخان قد لف لفيفاً عظيماً فجمع لفيفه من قبائل التتر وقصد ذلك الملك في جيوشه وكان من أعظم القبائل المجيبة لدعوته قبيلتان‏:‏ إحداهما تدعى إديرات والأخرى فيقورات مع قبيلته قبات المقدم ذكرها فجرد العساكر لأزبك خان وجرت الحرب بينهما فقتل أزبك خان وملك جنكزخان وقرب كلاً من الصغيرين وجعل كلاً منهما ترخاناً وكتب لهما بفراغهما من جميع المؤن والكلف إلى سبعة أبطن من أولادهما‏.‏

الثاني ما حكاه السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه عن محمد بن أحمد بن على المنشئي‏:‏ كاتب إنشاء السلطان جلال الدين محمد بن خوارزم شاه‏:‏ أن مملكة الصين كانت منقسمةً من قديم الزمان إلى ستة أجزاء كل جزء منها مسيرة شهر يتولى أمر كل جزء منها خان نيابةً عن خانهم الأعظم بطمغاج قاعدة الصين‏.‏

إلى أن كان خانهم الأكبر في زمان السلطان خوارزم شاه يسمى الطرخان وكان من جملة الخانات الستة الذين ينوبون عنه شخصٌ يسمى دوشي خان وكان متزوجاً بعمة جنكزخان فمات دوشي خان زوج عمة جنكزخان فحضر جنكزخان إلى عمته معزياً وكان يجاور دوشي خان خانٌ من الخانات الستة يسمى أحدهما كشلوخان والآخر قلان فأرسلت زوجة دوشي خان إليهما بنعي زوجها إليهما وتلاطفهما في استقرار جنكزخان ابن أخيها مكانه في الخانية على أن يكونا معاضدين له فأجاباها إلى ذلك‏.‏

فاستقر جنكزخان في الخانية مكان دوشي خان زوج عمته فبلغ ذلك الخان الأعظم الطرخان فأنكر ذلك على كشلوخان وقلان المذكورين فاتصل ذلك بهما فاجتمعا هما وجنكزخان وخلعوا طاعة الطرخان ثم مات أحد الخانين وخلف ابناً اسمه كشلوخان فغلب جنكزخان على ملكه ثم مات الخان الآخر واستقل جنكزخان بالملك ثم غلب على خوارزم شاه ثم على ابنه جلال الدين واستقل بما وراء النهر‏.‏

وأما أولاد جنكزخان فقد ذكر في مسالك الأبصار عن الصاحب علاء الدين الجويني المقدم ذكره أنه كان له عدة أولاد ذكور وإناث من الخواتين والسراري وكان أعظم نسائه أبو بولي من تيكي ومن رسم المغل تعظيم الولد بنسب والدته وكان له من هذه أربعة أولاد معدين للأولاد الخطيرة هم لتخت ملكه بمنزلة أربع قوائم وهم توشي وجفطاي وهو أصغرهم وأوكداي وأوتكين نويان وأنه جعل موضعه نقطة دائرة ملكه وبنيه حوله كمحيط الدائرة فجعل ابنه أوكداي ولي عهده ورتبه لما يتعلق بالعقل والرأي والتدبير والولاية والعزل واختيار الرجال والأعمال وعرض الجيوش وتجهيزها وكان موضعه في حياةأبيه حدود ايمك وقراباق‏.‏

فلما جلس بعد أبيه على تخت الملك انتقل إلى الموضع الأصلي بين الخطا وبلاد الايغور وأعطى ذلك الموضع لولده كيوك‏.‏

وجعل لابنه أوتكين حدود بلاد الخطا وعين لابنه الكبير توشي حدود قيالق إلى أقصى سفسفين وبلغار ورتبه على الصيد والقنص وجعل لابنه جفطاي حدود بلاد الأيغور إلى سمرقند وبخارا ورتبه لتنفيذ النائبات والأمور والمقابلات وما أشبه بذلك‏.‏

قال ابن عطاء ملك‏:‏ وكانت أولاده تزيد على عشرة آلاف‏.‏

وذكر عن الشيخ شمس الدين الأصفهاني أن جنكزخان أولد أربعة أولاد وهم جوجي‏:‏ وهو أكبرهم وكداي وطولي وأوكداي فقتل جوجي في حياة أبيه وخلف أولاداً‏.‏

قال ابن الحكيم الطياري‏:‏ وهم باتو ويقال باطو وأورده وبركه وتولي وحمتي‏.‏

قال الشيخ شمس الدين المذكور‏:‏ والمشهور باتو وبركه وأوصى بأن يكون تخته لولده الصغير أوكداي وأن تكون مملكة ما وراء النهر وما معه لولده الآخر كداي وجعل لابنه جوجي دشت القبجاق وما معه وأضاف إليه إيران وتبريز وهمذان ومراغة ولم يحصل لطولي شيء‏.‏

فلما مات جنكزخان استقل أوكداي بتخت أبيه واستقل جوجي بدشت القبجاق وما معه واستقل باتو ابن جوجي فيما جعله جده جنكزخان لأبيه جوجي من إيران وتبريز وما مع ذلك ولم يتمكن كداي من مملكة ما وراء النهر ثم مات أوكداي مالك التخت وملك بعده ولده كيوك وكان جباراً قوي النفس فحكم على بني أبيه فقهرهم وانتزع ما بيد باتو بن جوجي من إيران وسائر ما معها وأقام بها أميراً اسمه الجكراي‏.‏

ثم جرى بينهم اختلاف كان آخر الأمر فيه أن أمسك الجكراي وقتل وحمل إلى باتو بن جوجي وطبخه وأكله فبلغ ذلك كيوك صاحب التخت فشق عليه وجمع ستمائة ألف فارس وجمع باتو للقائه وسار كل منهما لمحاربة الآخر حتى كان بينهما عشرة أيام مات كيوك فكتب خواتينه إلى باتو يعلمونه بموته ويسألونه في أن يكون عوضه على تخت جنكزخان فلم يرض ذلك وميزله منكوتان بن تولي بن جوجي بن جنكزخان وجهز معه إخوته قبلاي خان وهولاكو‏:‏ ولدا تولي ووجه معهم باتو أخاه بركة بن جوجي في مائة فارس للجلسة على التخت ثم يعود فتوجه بركة بمنكوتان فأجلسه على التخت ثم عاد فمر في طريقه ببخارا فاجتمع فيها بالشيخ شمس الدين الباخرزي من أصحاب شيخ الطريقة نجم الدين كيزي وحادثه فحسن موقع كلامه منه فأسلم على يده وهو أول من أسلم من بيت جنكزخان وأشار الباخرزي على بركة بموالاة المستعصم خليفة بني العباس ببغداد يومئذ فكاتبه وهاداه وترددت الرسل والمكاتبات بينهما‏.‏

ثم إن منكوتان بعد استقلاله بتخت جده جنكزخان ملك أولاد جفطاي مملكة ما وراء النهر تنفيذاً لما كان جنكزخان أوصى به لأبيهم جفطاي كما تقدم ومات دونه وعلت كلمة منكوتان صاخب التخت ووصلت إليه كتب أهل قزوين وبلاد الجبال يشكون من سوء مجاورة الملاحدة‏:‏ وهم الإسماعيلية فجهز إليهم منكوتان أخاه مكوتان لقتال الملاحدة وأخذ قلاعهم وأن يضم إلى ذلك بلاد الخليفة المستعصم فبلغ ذلك بركة بن جوجي فشق عليه لصداقته مع الخليفة وكلم أخاه باتو في ذلك فكتب باتو إلى هولاكو يمنعه من التعرض لممالك الخليفة فوافاه الكتاب قبل أن يعبر نهر جيحون فأقام هناك سنتين حتى مات باتو وتسلطن أخوه بركة بعده فكتب هولاكو إلى أخيه منكوتان يستأذنه في إنقاذ ما كان عزم عليه من أخذ ممالك الخليفة وحسن له ذلك فلم يأذن له فيه فأصر هولاكو على عزمه فأوقع بالملاحدة وقتل جماعة اتهمهم بممالأة بركة واشتد في البلاد وقصد دشت القبجاق بلاد بركة فدهمه بركة بعساكره فكانت الدائرة على هولاكو فكر راجعاً ودخل بلاد الخليفة وقبض عليه وقتله وملك بلاده‏.‏

وكان أمر الله قدراً مقدوراً في عقيدة جنكزخان وأتباعه في الديانة إلى أن أسلم من أسلم منهم وما جرت عليه عادتهم في الآداب وحالهم في طاعة ملوكهم أما عقيدتهم فقد قال الصاحب علاء الدين بن عطاء ملك الجويني‏:‏ إن الظاهر من عموم مذاهبهم الإدانة بوحدانية الله تعالى وأنه خلق السموات والأرض وأنه يحيي ويميت ويغني ويفقر ويعطي ويمنع وأنه على كل شيء قدير وأن منهم من دان باليهودية ومنهم من دان بالنصرانية ومنهم من اطرح الجميع ومنهم من تقرب بالأصنام‏.‏

قال‏:‏ ومن عادة بني جنكزخان أن كل من انتحل منهم مذهباً لم ينكره الآخر عليه ثم الذي كان عليه جنكزخان في التدين وجرى عليه أعقابه بعده الجري على منهاج ياسة التي قررها وهي قوانين خمنها من عقله وقررها من ذهنه رتب فيها أحكاماً وحدد فيها حدوداً بما وافق القليل منها الشريعة المحمدية وأكثرها مخالف لذلك سماها الياسة الكبرى وقد اكتتبها وأمر أن تجعل في خزانته تتوارث عنه في أعقابه وأن يتعلمها صغار أهل بيته‏.‏

منها أن من زنى قتل ومن أعان أحد خصمين على الآخر قتل ومن بال في الماء قتل ومن أعطي بضاعة فخسر ثم أعطي ثانياً فخسر ثم أعطي ثالثاً فخسر قتل ومن وقع حمله أو قوسه فمر عليه غيره ولم ينزل لمساعدته قتل ومن وجد أسيراً أو هارباً أو عبداً ولم يرده قتل ومن أطعم أسير قوم أو سقاه أو كساه بغير إذنهم قتل إلى غير ذلك من الأمور التي رتبها مما هم دائنون به إلى الآن وربما دان به من تحلى بحلية الإسلام من ملوكهم‏.‏

ومن معتقدهم في ذبح الحيوان أن تلف قوائمه ويشق جوفه ويدخل أحدهم يده إلى قلبه فيمرسه بيده حتى يموت أو يخرج قلبه‏.‏

ومن ذبح ذبحة المسلمين ذبح‏.‏

وأما عاداتهم في الأدب فكان من طريق جنكزخان أن يعظم رؤساء كل ملة ويتخذ تعظيمهم وسيلة إلى الله تعالى ومن حال التتر في الجملة إسقاط المؤن والكلف عن العلويين وعن الفقهاء والفقراء والزهاد والمؤذنين والأطباء وأرباب العلوم على اختلافهم ومن جرى هذا المجرى‏.‏

ومن آدابهم المستعملة أن لا يأكل أحد من يد أحد طعاماً حتى يأكل المطعم منه ولو كان المطعم أميراً والآكل أسيراً ولا يختص أحد بالأكل وحده بل يطعم كل من وقع بصره عليه ولا يمتاز أمير بالشبع من الزاد دون أصحابه بل يقسمونه بالسوية ولا يخطوا أحدٌ موقد نار ولا طبقاً رآه ومن اجتاز بقوم يأكلون فله أن يجلس إليهم ويأكل معهم من غير إذن‏.‏

وأن لا يدخل أحدٌ يده إلى الماء بل يأخذ منه ملء فيه ويغسل يديه ووجهه ولا يبول أحدٌ على الرماد‏.‏

ويقال إنهم كانوا لا يرون ومن طرائقهم أنهم لا يتعصبون لمذهب وأن لا يتعرضوا لمال ميت أصلاً ولو ملء الأرض ولا يدخلونه خزانة السلطان‏.‏

ومن عاداتهم أنهم لا يفخمون الألفاظ ولا يعظمون في الألقاب حتى يقال في مراسيم السلطان القان بكذا من غير مزيد ألقاب‏.‏

وأما حالهم في طاعة ملوكهم فإنهم من أعظم الأمم طاعة لسلاطينهم لا لمال ولا لجاه بل ذلك دأب لهم حتى إنه إذا كان أمير في غاية من القوة والعظمة وبينه وبين السلطان كما بين المشرق والمغرب متى أذنب ذنباً يوجب عقوبة وبعث السلطان إليه من أخس أصحابه من يأخذه بما يجب عليه ألقى نفسه بين يدي الرسول ذليلاً ليأخذه بموجب ذنبه ولو كان فيه القتل‏.‏

ومن طريق أمرائهم أنه لا يتردد أمير إلى باب أمير آخر ولا يتغير عن موضعه المعين له‏.‏

فإن فعل ذلك عوقب أو قتل وإذا عرضوا آلات الحرب على أمرائهم وفوا في العرض حتى بالخيط والإبرة ورعاياهم قائمون بما يلزمون به من جهة السلطان طيبةً به نفوسهم وإن غاب أحد من الرجال قام النساء بما عليهم‏.‏

الجملة الثالثة على التفصيل وهي مملكتان المملكة الأولى مملكة أيران بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة تحت والراء المهملة وألف ونون‏.‏

وهي مملكة الفرس وتعرف بأيران بن أشور بن سام بن نوح عليه السلام وهو أول من ملكها وأضيفت إليه وعرفت به‏.‏

قال في التعريف‏:‏ وهي مملكة الأكاسرة‏.‏

ثم قال‏:‏ وهي من الفرات إلى نهر جيحون حيث بلخ ومن البحر الفارسي وما صاقبه من البحر الهندي إلى البحر المسمى بالقلزم بحر طبرستان وهي المملكة الصائرة إلى بيت هولاكو‏.‏

قال‏:‏ وقد دخل فيها مملكة الهياطلة وهي مملكة مازندران وما يليها إلى آخر كيلان وطبرستان واقعة بين مازندران وكيلان ومازندران الآخذة شرقاً وكيلان الآخذة غرباً‏.‏

وقال في مسالك الأبصار‏:‏ هذه المملكة طولاً من نهر جيحون المحيط بآخر خراسان إلى الفرات القاطع بينهما وبين الشام وعرضها من كرمان المتصل بالبحر الفارسي المنقسم من البحر الهندي إلى نهاية ما كان بيد بقايا الملوك السلجوقية بالروم على نهاية حدود العلايا وأنطاليا من البحر الرومي‏.‏

قال‏:‏ ويفصل في الجانب الشمالي بين هذه المملكة وبين بلاد القبجاق النهر المجاور لباب الحديد المسمى باللغة التركية دقرقبو وبحر طبرستان المسمى نهر الخزر‏.‏

ثم قال‏:‏ وأخبرني الفاضل نظام الدين أبو الفضل يحيى بن الحكيم الطياري أن هذه المملكة تكاد تكون مربعة فيكون طولها بالسير المعتاد أربعة أشهر وعرضها أربعة أشهر‏.‏

وهي من أجل ممالك الأرض وأوسطها في الطول والعرض متوسطة في الطول والعرض‏.‏

وإذا أنصفت كانت في قلب الدنيا على الحقيقة ذات أقاليم كثيرة ومدن كبيرة مشتملة على رساتيق وأعمال وخطط وجهات وهي ممتدة من بلاد الشأم وما على سمتها إلى بلاد السند والهند وما والاهما‏.‏

ولها جانبان‏:‏ جنوبي وشمالي‏.‏

الجانب الأول الجنوبي ويشتمل على ستة أقاليم‏:‏ الإقليم الأول الجزيرة الفراتية وهي أقرب أقطار هذه المملكة لمملكة الديار المصرية والشامية لمجاورتها بلاد الشام‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ويحيط بها الفرات من حدود بلاد الروم وهو طرف الحد الغربي الجنوبي للجزيرة‏.‏

فيمتد الحد الجنوبي الغربي مع الفرات إلى مليطة إلى شمشاط إلى قلعة الروم إلى البيرة إلى قبالة منبج إلى السن إلى الرقة إلى قرقيسيا إلى الرحبة إلى هيت إلى الأنبار‏.‏

ثم يخرج الفرات عن تحديد الجزيرة ويعطف الحد من الأنبار إلى تكريت وهي على نهر دجلة إلى بالس إلى الحديثة على دجلة إلى الموصل‏.‏

ثم يعطف من الموصل إلى جزيرة ابن عمر إلى آمد‏.‏

ثم يصير الحد غربياً ممتداً بعد أن يتجاوز آمد على حدود إرمينية إلى حدود بلاد الروم إلى الفرات عند مليطة من حيث وقع الابتداء‏.‏

قال‏:‏ فعلى هذا يكون بعض إرمينية وبعض الروم غربي الجزيرة وبعض الشام وبعض البادية جنوبيها والعراق شرقيها وبعض إرمينية شماليها‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وتشتمل الجزيرة على ديار ربيعة وديار مضر يعني بالضاد المعجمة وبعض ديار بكر وهم القبائل الذين كانوا ينزلونها في القديم على ما تقدم ذكره في الكلام على أحوال العرب في المقالة الأولى‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وقد كانت هذه الجزيرة مجموعها مملكة جليلة باقية بذاتها في الدولة الأتابكية يعني دولة أتابك زنكي صاحب الموصل والد نور الدين الشهيد صاحب دمشق وقاعدتها الموصل‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الميم وسكون الواو وكسر الصاد المهملة ولام في الآخر - وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال‏:‏ حيث الطول سبعٌ وثلاثون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

وهي على دجلة من الجانب الغربي ويقابلها من الجانب الشرقي مدينة نينوى التي بعث يونس عليه السلام إلى أهلها‏.‏

وهي الآن خراب‏.‏

وفي جنوبي الموصل مصب الزاب الأصغر في دجلة وهي في مستوٍ من الأرض ولها سوران قد خرب بعضهما وسورها اكبر من سور دمشق‏.‏

قال المؤيد صاحب حماة‏:‏ والعامر منها في زماننا نحو ثلثيها ولها قلعة قد صارت في جملة الخراب‏.‏

قال قاضي القضاة ولي الدين بن خلدون‏:‏ وهي قاعدة ملك قديم يعرف قديماً بمملكة الجرامقة وكانت قد صارت إلى عماد الدين زنكي‏:‏ والد نور الدين الشهيد ثم اتفق بها الحال إلى أن دخلت في مملكة التتر من بني هولاكو‏.‏

قال ابن خرداذبه في كتابه في المسالك والممالك‏:‏ ومن أقام بها سنة ثم‏.‏

‏.‏

‏.‏

‏.‏

‏.‏

‏.‏

عقلة وجده قد نقص وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

وذكرها في التثقيف وذكر أنه كان بها الأمير أردبغا قبل أن يحصل عليها من بيرم خواجا ثم أبو القان أويس‏.‏

ثم بها عدة مدن وقلاع مشهورة‏.‏

منها ماردين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الميم وسكون الألف وكسر الراء والدال المهملتين ثم ياء مثناة من تحتها ونون - وهي قلعة بديار ربيعة من هذه الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع‏.‏

قال في الأطوال‏:‏ حيث الطول أربع وستون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي على جبل عال من الأرض إلى ذروته نحو فرسخين‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي قلعة منيعة لا يستطاع فتحها عنوة وبجبلها جواهر الزجاج وبه حيات تفوق غيرها بسرعة القتل‏.‏

واعلم أن ماردين هذه بيد ملوكها من بني أرتق لها بيدهم الأمد الطويل لم تزل أيديهم عنها مذ ملكوها‏.‏

قال القاضي ولي الدين بن خلدون في تاريخه‏:‏ وأول من ملكها منهم ياقوتي بن ارتق بعد السبع والأربعمائة تملكها من يد مغن سكان ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي أقطعها له ثم ملكها بعد ياقوتي المذكور أخوه علي ثم عمه سقمان ثم أخوه إيلغازي ثم ابنه حسام الدين تمرتاش ثم ابنه قطب الدين البي ثم ابنه نظام الدين إيلغازي ثم ابنه حسام الدين بولق أرسلان ثم أخوه قرا أرسلان ثم ابنه شمس الدين داود ثم أخوه نجم الدين غازي وتلقب بالمنصور وهو أول من تلقب بألقاب السلطنة منهم ثم ابنه شمس الدين صالح وتلقب بالصالح ثم ابنه أحمد وتلقب بالمنصور ثم ابنه محمود وتلقب بالصالح ثم ابنه فخر الدين داود وتلقب بالمظفر ثم ابنه نور الدين عيسى وتلقب بالظاهر وهو القائم بملكها إلى الآن وهو الظاهر عيسى بن المظفر داود بن صالح محمود بن المنصور أحمد بن الصالح صالح ابن المنصور غازي بن المظفر قرا أرسلان بن المنصور أرتق أرسلان بن بولق أرسلان بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق‏.‏

ولما ملك هولاكو بغداد وأعمالها كان القائم بملك ماردين يومئذ المظفر قرا أرسلان فأعطاه الطاعة وخطب له في جميع أعماله وتبعه على ذلك من بعده من ملوكها إلى حين موت القان أبي سعيد من بقايا الملوك الهولاكوية فقطع الخطبة لصاحب بغداد وما معها وخطب لنفسه والأمر على ذلك إلى الآن وملوكها موادون لملوك الديار المصرية والمكاتبات بينهم متواصلة‏.‏

ومنها حصن كيفا‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بحاء وصاد مهملتين ثم نون ثم كاف وياء مثناة من تحت وفاء وألف - وهي مدينة من الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع‏.‏

قال في الأطوال‏:‏ حيث الطول أربع وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ و هي من ديار بكر‏.‏

قال في المشترك‏:‏ و هي على دجلة بين جزيرة ابن عمر وبين ميا فارقين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ والنسبة إليها حصكفي - بفتح الحاء وسطون الصاد وفتح الكاف وفاء ثم ياء النسب‏.‏

قال في التعريف‏:‏ وملكها من بقايا الملوك الأيوبية وممن ينظر إليه ملوك مصر بعين الإجلال لمكان ولائهم القديم لهم واستمرار الوداد الآن‏.‏

قال في التثقيف‏:‏ وأخبرني المقر السيفي منجك كافل الممالك الشريفة أن الملك الناصر محمد بن قلاوون كان يعظم سلفه فإنه كان أستاذ قلاوون والده‏.‏

قال في التعريف‏:‏ وكان آخر وقت منهم الملك الصالح قصد الأبواب السلطانية‏.‏

فلما أتى دمشق عقبته الأخبار بأن أخاه قد ساور سريرهس وقصد بسلطته سلطانه‏.‏

فكر راجعاً ولم يعقب فما لبثت الأخبار أن جاءت بأنه حين صعد قلعته وكر نحو سريره رجعته وثب عليه أخوه المتوثب فقتله وسفك دمه ثم اظهر عليه ندمه‏.‏

وكتب إلى السلطان فأجيب بأجوبة دالة على عدم القبول لأعذاره والسرائر مكدرة والخواطر بعضها من بعض منفرة‏.‏

وذكر في التثقيف أن الذي اتضح له آخراً في رمضان سنة ست وسبعين وسبعمائة أن صاحبها الملك الصالح سيف الدين أبو بكر ابن الملك العادل شهاب الدين غازي ابن الملك العادل مجد الدين محمد ابن الملك الكامل سيف الدين أبي بكر ابن الملك الموحد تقي الدين عبد الله ابن الملك المعظم سيف الدين توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب‏.‏

ثم قال‏:‏ وما يبعد أن الصالح المذكور هو ابن عم العادل مجد الدين محمد وأن العادل غازي لا حقيقة له‏.‏

ثم قال‏:‏ وهو غلط لأن المستقر إلى آخر سنة ثنتين وستين وسبعمائة وما بعدهما بمدة هو العادل مجد الدين وكتبت إليه في هذه المدة بهذا الاسم واللقب ولم يبلغنا أنه استقر بعده سوى ولده ثم نقل أنه الصالح ونقل الناقل أنه ابن العادل وهو صحيح لكنه قال‏:‏ إن اسمه شهاب الدين غازي بن العادل مجد الدين وفيه بعدٌ‏:‏ كون الولد يلقب بلقب والده الملوكي‏.‏

انتهى كلامه‏.‏

قلت‏:‏ والذي أخبرني به بعض قصاد صاحبها في سنة تسع وتسعين وسبعمائة أن الملك القائم بها يومئذ اسمه سليمان بن داود وذكر لي لقبه الملوكي فنسيته وذكر أنه يقول الشعر وأحضر معه بيتاً مفرداً من نظمه وهو‏:‏ وجاريةٍ تعير البدر نوراً ولولا نورها عاد الظلام فنظمت له أبياتاً وبعثت بها إليه صحبة قاصده أولها‏:‏ سليمان الزمان بحصن كيفا له في الملك آثارٌ كرام زكا أصلاً فطاب الفرع منه وطاب الغصن إذ طاب الكمام بنو أيوب أبقوا منه ذخراً ونعم الذخر والقيل الهمام وأثبت البيت الذي قاله في آخر هذه‏.‏

ومنها حران‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الحاء وتشديد الراء المهملتين وفي آخرها نون بعد الألف - وهي مدينة من ديار مضر من الجزيرة المذكورة من الإقليم الرابع‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ والقياس أنها حيث الطول ثلاث وستون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏

وكانت حران مدينةً عظيمة أما اليوم فخراب‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة الصابئين وبها سدنتهم السبعة عشر وبها تل مصلىً للصابئين يعظمونه وينسبونه إلى إبراهيم عليه السلام وهي قليلة الماء والشجر‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ والجبل منها في سمت الجنوب والشرق على فرسخين وتربتها حمراء وشرب أهلها من قناة تجري من العيون خارج المدينة ومن الآبار وحاكمها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي في المكاتبات إن شاء الله تعالى‏.‏

ومنها شمشاط‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الشين المعجمة وسكون الميم وفتح الشين الثانية ثم ألف فطاء مهملة - وهي بلدة من ديار مضر وقيل من ديار بكر من بلاد الجزيرة من الإقليم الرابع‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول اثنتان وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي بلدة الثغور الجزيرية بين آمد وبين خرت برت‏.‏

وقال ابن حوقل‏:‏ هي بنحر الجزيرة وبها حاكمٌ يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها حيزان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الحاء المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الزاي المعجمة وألف ونون - وهي مدينة من ديار بكر من الجزيرة من الإقليم الرابع‏.‏

اقل في تقويم البلدان‏:‏ والقياس أن طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي كثيرة الأشجار خصوصاً شجر البندق‏.‏

قال‏:‏ وهي بين جبال ولها مياه سارحة وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

وذكر في التثقيف أنه كان اسمه في ومنها رأس عين‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الراء المهملة ثم سين وعين مفتوحة مهملتان ومثناة تحت ونون في الآخر - وتسمى عين وردة أيضاً وهي مدينة من دار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة في مستوٍ من الأرض‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ يخرج منها فوق ثلثمائة عين كلها صافية ويصير من هذه الأعين نهر الخابور ووهم السمعاني فجعلها منبع دجلة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي أول مدن ديار ربيعة من جهة ديار مضر وذكر السمعاني أنها من ديار بكر وأنكره ابن الأثير وقال‏:‏ ليست من ديار بكر بل هي من الجزيرة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي على يومين من حران‏.‏

النسبة إليها رسعني وإليها ينسب الرسعني المفسر‏.‏

ومنها ميا فارقين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الميم وتشديد المثناة من تحتها وسكون الألفين بينهما فاء مفتوحة وبعدهما راء مهملة ثم قاف وياء آخر الحروف ونون‏.‏

وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور‏:‏ حيث الطول خمس وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهي قاعدة ديار بكر‏.‏

وقال ابن حوقل‏:‏ هي بين الجزيرة وبين إرمينية‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وعليها سور حجرٍ دائرٌ وهي دون حماة في القدر وهي في ذيل جبل في شماليها وهي في ذيله‏.‏

قال في اللباب‏:‏ والمياه والبساتين محدقة بها ولها نهر صغير على شوط فرس منها من عين تسمى عين حنبوص بين الغرب والشمال تتخرق دورها وتسقي بساتينها وبينها وبين الموصل على حصن كيفا نحو ستة أيام وعلى ماردين نحو ثمانية أيام والنسبة إليها فارقي‏.‏

قال في اللباب‏:‏ أسقطوا بعضها لكثرة حروفها وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها قرقيسيا‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ المشهور بفتح القاف الأولى وكسر الثانية وبينهما راء مهملة ساكنة ثم ياء آخر الحروف ساكنة ثم سين مهملة ثم ياء ثانية وألف - وهي مدينة من ديار مضر من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ والقياس أنها حيث الطول أربع وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي على الفرات والخابور على القرب من الرقة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي شرقي الفرات والخابور الخارج من رأس عين فيصب في الفرات على القرب منها‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينة الزباء صاحبة جذيمة الأبرش يعني الذي قتلته‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وبها مات جرير بن عبد الله البجلي الصحابي رضي الله عنه‏.‏

قال‏:‏ والنسبة إليها قرقيسياني وقد تحذف النون وتجعل الياء عوضها‏.‏

ومنها ماكسين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح وسكون الألف وكسر الكاف والسين المهملة وسكون المثناة من تحت ونون في الآخر - وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي على الخابور‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وبينها وبين قرقيسيا سبعة فراسخ وبينها وبين ومنها نصيبين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون المثناة من تحتها ثم باء موحدة وياء ثانية ونون - وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهي قاعدة ديار ربيعة‏.‏

قال‏:‏ وهي مخصوصة بالورد الأبيض لا يوجد فيها وردةٌ حمراء وفي شماليها جبل عظيم يقال إنه الجودي الذي استقرت عليه سفينة نوح عليه السلام ومنه ينزل نهرها حتى يمر على سورها وعليه بساتينها ونهرها يسمى الهرماس وبها عقارب قتالة‏.‏

ومنها جزيرة ابن عمر - وضبطها معروف - وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون‏:‏ حيث الطول ست وستون درجة وعشر دقائق والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي مدينة صغيرة على دجلة من غربيها ذات بساتين كثيرة‏.‏

وقال في المشترك‏:‏ هي في شمالي الموصل ودجلة محيطة بها مثل الهلال وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها سنجار‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وألف وراء مهملة - وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ والقياس أنها حيث الطول ست وستون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهي في جنوبي نصيبين - وهي من أحسن المدن وجبلها من أخصب الجبال‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي في وسط برية ديار ربيعة بالقرب من الجبل والجبل من عاليها وليس بالجزيرة بلد فيه نخيل سواها‏.‏

وهي في جهة الغرب عن الموصل على ثلاث مراحل عنها وهي على قدر المعرة من البلاد الشامية ولها قلعة وبساتين كثيرة وشربها من القني وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها تل أعفر - وضبط التل معروف وأعفر بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الفاء وراء مهملة في الآخر - وهي من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ست وستون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وتل أعفر قلعةٌ بين سنجار وبين الموصل‏.‏

وذكر في تقويم البلدان عن بعض أهلها أنها غربي الموصل فيما بينها وبين سنجار وربما تكون إلى سنجار اقرب‏.‏

وذكر في العزيزي أن بينها وبين سنجار خمسة فراسخ ولها أشجار كثيرة وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها الحديثة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين ثم مثناة من تحت وثاء مثلثة وهاء في الآخر وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبع وستون درجة وعشرون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي في وسط الفرات والماء محيطٌ بها وتعرف بحديثة النورة‏.‏

وهي غير حديثة الموصل‏:‏ بليدة صغيرة إلا أن لها ذكراً في القديم‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي على فراسخ من الأنبار وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها عانة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح العين المهملة وألف ونون وهاء في الآخر - وهي بلدة صغيرة على جزيرة في وسط الفرات‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي تقارب الحديثة‏.‏

وقال ابن حوقل‏:‏ يطوف بها خليج من الفرات‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وخمرها مذكور في الأشعار واستشهد بقول بعض الشعراء‏:‏ ومن عانةٍ أم من مراشفك الخمر وكثيراً ما تقرن في الذكر مع الحديثة لقربها فيقال عانة والحديثة وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها آمد‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بمد الألف وكسر الميم وفي آخرها دال مهملة‏.‏

وهي مدينة من ديار بكر من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبع وستون درجة وعشرون دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي مدينة أزلية على دجلة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وعليها سورٌ في غاية الحصانة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وسورها من الحجارة السود التي لا يعمل فيها الحديد ولا تضر بها النار وهو مشتمل عليها وعلى عيون ماء ولها بساتين ومزارع كثيرة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي كثيرة الخصب‏.‏

ومنها سعرت‏.‏

قال في تقويم البلدان نقلاً عن صالح‏:‏ بكسر السين والعين وسكون الراء المهملات ودال مهملة في الآخر - وهي مدينة من ديار ربيعة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي مبنية على جبل تحيط بها الوطاة على القرب من شط دجلة من جهة الشمال والشرق وهي في المقدار أكبر من المعرة وبها الأشجار الكثيرة من التين والرمان والكروم جميع ذلك عذيٌ لا يسقى وشرب أهلها من بئار قريبةٍ من وجه الأرض وهي عن ميافارقين على مسيرة يوم ونصف في جهة الجنوب وعن آمد على مسيرة أربعة أيام في جهة الشمال منها وعن الموصل على خمسة أيام في جهة الشرق والشمال عنها‏.‏

ومنها تكريت‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر المثناة من فوق وسكون الكاف وكسر الراء المهملة ثم ياء مثناة من تحت في آخرها تاء مثناة من فوق - وهي مدينة من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون‏:‏ حيث الطول تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي آخر مدن الجزيرة مما يلي العراق على غربي دجلة في بر الموصل‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وسميت تكريت بتكريت بنت وائل أخت بكر بن أما قلعتها فبناها سابور بن أردشير بن بابك وهي الآن خراب‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وفي جنوبيها وشرقيها النهر الإسحاقي حفره إسحاق بن إبراهيم صاحب شرطة المتوكل وهو أول حدود سواد العراق وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها برقعيد - بفتح الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح القاف وكسر العين المهملة وسكون المثناة من تحتها ودال مهملة في الآخر‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي مدينة لها سور وأسواق كثيرة‏.‏

ومنها العمادية - بكسر العين المهملة وفتح الميم وبعدها ألف ثم دال مهملة مكسورة وياء مثناة تحت مشددة مفتوحة وهاء في الآخر‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي قلعة عامرة على ثلاث مراحل من الموصل في الشرق والشمال وهي على جبل من الصخر وتحتها مياهٌ جارية وبساتين وهي في جهة الشمال عن إربل بناها عماد الدين زنكي صاحب الموصل فنسبت إليه وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بديار المصرية‏.‏

ومنها قلعة كشاف‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم الكاف وبالشين المعجمة ثم ألف وفاء في الآخر - وهي قلعة عامرة بين الزاب والشط قريبة من مصبه في الشط وهي في الشرق والجنوب عن الموصل‏.‏

قلت‏:‏ وقد ذكرها في تقويم البلدان أولاً في جملة بلاد الجزيرة ووصفها بهذا الوصف ولم يضبطها ثم ذكرها في بلاد الجبل المعروفة بعراق العجم بهذا الوصف أيضاً وضبطها على ما ومنها قلعة فنك‏.‏

قال في تقويم البلدان نقلاً عن أبي المجد في كتاب التمييز‏:‏ بفتح الفاء والنون - وهي قلعة حصينة فويق جزيرة ابن عمر‏.‏

ومنها الشوش‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الشين المعجمة وسكون الواو ثم شين ثانية‏.‏

قال‏:‏ وهي قلعة مشهورة من أعمال الموصل في الجبال شرقي دجلة وإليها ينسب حب الرمان الشوشي‏.‏

ومنها عقر الحميدية‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح العين المهملة وسكون القاف ثم راء مهملة - وهي قلعة حصينة مشهورة والحميدية قبيلة من الأكراد بتلك البلاد‏.‏

ومنها الهتاخ‏.‏

قال في مزيل الارتياب‏:‏ بفتح الهاء وتشديد التاء المثناة من فوقها وفتحها وبعد الألف خاء معجمة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي قلعة حصينة‏.‏

ومنها حاني‏.‏

قال في اللباب‏:‏ على وزن داعي يعني بفتح الحاء المهملة وبعدها ألف ثم نون مكسورة وياء مثناة تحت في الآخر‏.‏

قال‏:‏ هذا ما تعرف به الآن ولكن السمعاني قد قال فيها حنا بفتح الحاء المهملة والنون وهي مدينة من ديار بكر من الجزيرة من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية معدود في الأكراد‏.‏

واعلم أن هذه الجزيرة مجاورة لمملكة الديار المصرية من حيث اتصالها بالبلاد الشامية من الجهة الشرقية وقد تقدم أن بعض بلادها داخلة في أعمال حلب من ممالك الديار المصرية كالرها وقلعة جعبر وما والاها والمسافة ما بين حلب والرها معلومة ومن الرها إلى حران يوم واحد ومن حران إلى رأس عين ثلاثة أيام ومن رأس عين إلى نصيبين ثلاث مراحل ومن نصيبين إلى الموصل أربع مراحل‏.‏

وقد تقدم أن الموصل هي قاعدة الجزيرة في القديم ومن الموصل إلى تكريت سبعة أيام وقد تقدم أن تكريت هي آخر مدن الجزيرة مما يلي العراق ومن الموصل أيضاً إلى آمد أربعة أيام ومن آمد إلى شمشاط ثلاثة أيام‏.‏

الإقليم الثاني العراق قال في اللباب‏:‏ بكسر العين وفتح الراء المهملتين ثم ألف وقاف‏.‏

قال الجواهري‏:‏ وهو يذكر ويؤنث‏.‏

قال أبو المجد إسماعيل الموصلي في كتابه المسمى بالتمييز و الفصل‏:‏ وإنما سميت عراقاً لأنه سفل عن نجدٍ ودنا من البحر أخذاً من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها ويغرف بعراق العرب لأن العرب كانت تنزله لقربه من بلادهم‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ويحيط به من جهة الغرب الجزيرة والبادية ومن الجنوب البادية وبحر فارس وحدود خوزستان ومن الشرق حدود بلاد الجبال إلى حلوان ومن الشمال من حلوان إلى الجزيرة من حيث وقع الابتداء‏.‏

قال‏:‏ والعراق على ضفتي دجلة مثل ما بلاد مصر على ضفتي النيل ويجري دجلة من الشمال بميلة إلى الغرب إلى الجنوب بميلة إلى الشرق وامتداد العراق طولاً وشمالاً وجنوباً من الحديثة على دجلة إلى عبادان على مصب دجلة في بحر فارس وامتداده غرباً وشرقاً من القادسية إلى حلوان‏.‏

فالحديثة في وسط الحد الشمالي بميلة إلى الغرب والقادسية في وسط الحد الغربي بميلة إلى الجنوب وعبادان في وسط الحد الجنوبي بميلة إلى الشرق وحلوان في وسط الحد الشرقي بميلة إلى الشمال ووسط العراق الذي من القادسية إلى حلوان هو أعرض ما في العراق‏.‏

وأما العراق الذي عند عبادان فيدق عن ذلك‏.‏

ثم قال‏:‏ والذي يستدير على العراق - يعني والعراق على شماله - إذا ابتدأ من تكريت من بلاد الجزيرة المتقدمة يمر منها إلى حدود شهرزور وهي بين الشرق والشمال عن العراق ثم إلى السيروان وهي في الشرق إلى حدود جبا وهي في الشرق والجنوب ثم إلى البحر يعني بحر فارس وهو في الجنوب عن العراق‏.‏

وفي هذا الحد من تكريت إلى البحر تقويسٌ ثم من البحر إلى البصرة وهي في الجنوب عن العراق ثم من البصرة إلى البادية على سواد البصرة ثم إلى بطائح البصرة ثم إلى واسط ثم إلى سواد الكوفة وبطائحها ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار ثم من الأنبار إلى تكريت حيث وقع الابتداء‏.‏

ثم للمدن قواعد ومدن‏.‏

القاعدة الأولى بابل بفتح الباء الموحدة ثم ألف وباء موحدة ثانية مكسورة ولام في الآخر - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي لأقدم أبنية العراق وإليها ينسب إقليم بابل لقدمها وكانت ملوك الكنعانيين وغيرهم يقيمون بها‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وبها آثار أبنية أحسبها أن تكون في قديم الأيام مصراً عظيماً ويقال إنها من بناء الضحاك‏:‏ أحد ملوك الفرس الذي ملك الأقاليم السبعة‏.‏

قال‏:‏ وفيها ألقي إبراهيم الخليل عليه السلام في النار وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أن بها هاروت وماروت الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ويقال إنهما بها في بئرٍ وإن البئر ظاهرة بها إلى الآن‏.‏

قال صاحب حماة‏:‏ وهي اليوم مدينة خراب وقد صار في موضعها قرية صغيرة‏.‏

القاعدة الثانية المدائن جمع مدينة وضبطها معروف‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ واسمها بالفارسية طيسفون - بفتح الطاء المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح السين المهملة وضم الفاء وبعدها واو ونون - ثم قال‏:‏ وكل ذلك سماعاً وقد تبدل الفاء باء‏.‏

وهي واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبعون درجة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي على دجلة من شرقيها تحت بغداد على مرحلة منها‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ والمدائن في جنوبي بغداد وكان بالمدينة الكبرى منها إيوان كسرى في شرقي دجلة ارتفاعه ثمانون ذراعاً‏.‏

ونقل في تقويم البلدان عن بعض الثقات في سعته من ركنه إلى ركنه خمسة وتسعون ذراعاً‏.‏

وكانت هي قاعدة ملوك الفرس فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم انشق هذا الإيوان ثم خرب هو وسائر المدائن في الإسلام‏.‏

القاعدة الثالثة بغداد قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة وفي آخرها ذال معجمة‏.‏

وموقعها في آخر الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون‏:‏ حيث الطول سبعون درجة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ سميت بغداد بهذا الاسم لأن كسرى أهدي إليه خصيي من المشرق فأقطعه بغداذ وكان له صنم يعبده في المشرق يقال له البغ فقال له ذلك الخصي بغ داذ يعني أعطاني الصنم وكان عبد الله بن مبارك يكره أن يقال له بغداذ بالذال المعجمة في آخرها فإن بغ شيطان وداذ عطية فمعناه عطية الشيطان وهو شرك‏.‏

قال‏:‏ وإنما يقال بغداد بالدالين المهملتين وقد قال بعضهم‏:‏ إن بغ بالفارسية البستان وداذ بإهمال الأولى وإعجام الثانية اسم رجل ومعناه بستان داذ ويقال فيها أيضاً بعدان بإبدال الدال الأخيرة نوناً ومغدان بإبدال الباء الأولى ميماً‏.‏

وكان المنصور يسميها مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام‏.‏

وبغداذ على جانبي دجلة من الشرق والغرب والجانب الغربي منها يسمى الكرخ وبه كان سكنى أبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس والجانب الشرقي منها بناه المهدي بن المنصور المقدم ذكره وسكنه بعسكره فسمي عسكر المهدي ثم بنى فيه الرشيد بن المهدي قصراً سماه الرصافة فأطلق على الجانب كله الرصافة‏.‏

ويسمى جانب الطاق أيضاً نسبة إلى رأس الطاق وهو موضع السوق الأعظم منها‏.‏

وبهذا الجانب محلةٌ تسمى الحريم يعني حريم دار الخلافة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين ثم مثناة من تحتها ساكنة وفي آخره ميم‏.‏

قال‏:‏ وهي قريب من ثلث الجانب الشرقي وعليه سور ابتداؤه من دجلة وانتهاؤه إليها أيضاً كهيئة الهلال أو كنصف دائرةٍ وله أبواب أولها باب الغربة وهو باب على دجلة ثم يليه باب سوق التمر وهو باب شاهق ولكنه أغلق في خلافة الناصر لدين الله ثم استمر غلقه ثم باب البدرية ثم باب النوبى‏.‏

وفيه العتبة التي كانت تقبلها الملوك والرسل ثم باب العامة ويقال أيضاً باب عمورية ثم يمتد السور نحو ميل لا باب فيه إلا باب بستان تحت المنظرة التي تنحر تحتها الضحايا ثم باب المراتب بينه وبين دجلة نحو رميتي سهم‏.‏

وبهذا الحريم محال وأسواق ودور كثيرة للرعية وهو كأكبر مدينة تكون قال‏:‏ وبين دور الرعية التي داخل هذا السور وبين دجلة سورٌ آخر وداخل السور الثاني دور خلافة لا يدخلها شيء من دور العامة‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبين الجانبين جسران منصوبان على دجلة شرقاً بغرب على سفن وزوارق أوقفت في الماء ومدت بينها السلاسل الحديد المكعبة بالمكعبات الثقال وفوقها الخشب الممدود وعليها التراب يمر عليها أهل كل جانب إلى الآخر بالحمر والجمال والحمول وعلى ضفتي دجلة قصور الخلافة والمدارس والأبنية العلية بالشبابيك والطاقات المطلة على دجلة وبناؤها بالآجر‏.‏

ومن بيوتها ما هو مفروش بالآجر أيضاً ملصق بالقير وهو الزفت ولهم الصنائع العجيبة في التزويق بالآجر وبها وجوه الخير من الجوامع والمساجد والمدارس والخوانق والربط والبيمارستانات والصدقات الجارية ووجوه المعونة وناهيك أنها كانت دار الخلافة ومقر ملوك الأرض‏.‏

ومنها قلائد الأعناق وترابها لمى القبل وإثمد الأحداق‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ قال الحكيم نظام الدين بن الطياري‏:‏ وأوقافها جارية في مجاريها لم تعترضها أيدي العدوان في دولة هولاكو ولا فيما بعدها بل كل وقف مستمر بيد متوليه ومن له الولاية عليه وإنما نقصت الأوقاف من سوء ولاة أمورها لا من سواها‏.‏

وبها البساتين المونقه والحدائق المحدقة وبها ثمر النخل المفضلة على ما سواها من الرطب والثمر وبها أنواع الرياحين والخضروات والغلال وسعرها متوسط في الغالب لا يكاد يرخص‏.‏

قال المقر الشهابي بن فضل الله‏:‏ سألت الصدر مجد الدين بن الدوري عن السبب في قلة الغلال ببلاد العراق مع امتداد سوادها فقال‏:‏ قلة الزرع مع ما استهلكه القتل زمن هولاكو وحيزه للعراق وما جاوره من البلاد‏.‏

قلت‏:‏ وبغداد وإن كانت أم الممالك ودار الخلافة فقد أغفل ملوك التتر الالتفاف إليها وصرفوا عنايتهم إلى تبريز والسلطانية وصيروهما قاعدتين لهذه المملكة على ما سيأتي ذكره في الكلام على إقليم أذربيجان فيما بعد إن شاء الله تعالى‏.‏

القاعدة الرابعة سر من رأى من السرور والرؤية ثم خففها الناس فقالوا سامرا‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح السين المهملة وسكون الألف وفتح الميم وفي آخرها راء مهملة مشددة - وهي مدينة واقعة في الإقليم الرابع‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثمان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي على شاطىء الدجلة من الشرق‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ بناها المعتصم وأضاف إليها الواثق المدينة الهارونية والمتوكل المدينة الجعفرية فعظم قدرها قال في اللباب‏:‏ ثم خربت عن قريب من عمارتها‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ ولم يبق فيها عامر سوى مقدار يسير كالقرية‏.‏

وأما المدن التي بالعراق‏:‏ فمنها هيت‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بكسر الهاء وسكون المثناة تحت وتاء مثناة من فوق في الآخر - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي من حدود العراق‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وإليها ينتهي حد الجزيرة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي على شمالي الفرات ووهم في العزيزي فجعلها غربي الفرات‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي من أعمال بغداذ‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهو فوق الأنبار قال صاحب التهذيب‏:‏ وسميت هيت لكونها في هوة من الأرض‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وبها قبر عبد الله بن المبارك رحمه الله وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏ ومنها حيرة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الحاء المهملة وسكون المثناة من تحت وراء مهملة وهاء في الآخر - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثمان وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وخمسوندقيقة‏.‏

والحيرة مدينةجاهلية كثيرة الأنهار وهي عن الكوفة على نحو فرسخ‏.‏ وقال في العزيزي‏:‏ مدينة قديمة على ثلاثة أميال من الكوفة وكانت منازل آل النعمان بن المنذر وبها تنصر المنذر بن امرىء القيس وبنى بها الكنائس العظيمة والحيرة على موضع يقال له النجف زعم الأوائل أن بحر فارس كان يتصل به وبينهما اليوم مسافة بعيدة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ والحيرة مدينة قديمة عند الكوفة وبها الخورنق‏.‏

قال في الترتيب‏:‏ إن تبعاً لما سار من اليمن إلى خراسان وانتهى إلى موضعها ليلاً فتحيلا ونزل وأمر ببنائها فسميت الحيرة‏.‏ ومنها الأنبار‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة وسكون النون ثم باء موحدة مفتوحة وراء مهملة بعد الألف - وهي من آخر الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

طولها تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ والأنبار عن بغداد على عشر فراسخ منها‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي من نواحي بغداذ على شاطئ الفرات‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي أول بلاد العراق وبها كان مقام السفاح أول خلفاء بني العباس حتى مات ويقال إن أول ما نقلت الكتابة العربية إلى مكة من الأنبار على ما تقدم في المقالة الأولى في الكلام على الخط‏.‏ ومنها الكوفة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الكاف وسكون الواو ثم فاء وهاء - وهي مدينة إسلامية بنيت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقعةٌ في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول ثمان وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وهو على ذراع من الفرات خارج منه جهة الجنوب والمغرب‏.‏

قال في الترتيب‏:‏ وسميت كوفة لاسدارتها أخذاً من قول العرب رأيت كوفاناً إذا رأوا رملة مستديرة وقيل لاجتماع الناس أخذاً من قولهم تكوف الرمل إذا ركب بعضه بعضاً وهي واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول ثمان وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمسون دقيقة قال في العزيزي‏:‏ وهي قدر نصف بغداذ وعلى القرب منها مشهد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه حيث دفن يقصده الناس من أقطار الأرض‏.‏

سومنها البصرة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد وفتح الراء المهملتين - وهي مدينة إسلامية بنيت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً‏.‏ واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول أربع وستون درجة والعرض إحدى وثلاثون درجة وسميت بالبصرة أخذاً من البصرة وهي الحجارة السود وفي جنوبيها وغربيها البرية وليس في بريتها ماء يزرع على المطر‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وبالبصرة محلةٌ يقال لها المربد - بكسر الميم وسكون الراء المهملة وفتح الباء الموحدة ثم دال مهملة - وهي محلة عظيمة من جهة البرية كانت العرب تجتمع فيها من الأقطار ويتناشدون الأشعار ويبيعون ويشترون‏.‏

ومنها واسط‏.‏

قال السمعاني في الأنساب‏:‏ بفتح الواو وسكون الألف وكسر السين المهملة وطاء في الآخر - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ سميت واسط لتوسطها بين مدن العراق إذ منها إلى البصرة خمسون فرسخاً ومنها إلى الكوفة خمسون فرسخاً ومنها إلى الأهواز خمسون فرسخاً ومنها إلى بغداذ خمسون فرسخاً‏.‏

وهي نصفان على جانبي دجلة بينهما جسرٌ من السفن كما تقدم في بغداذ‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي من بناء الحجاج اختطها بين الكوفة والبصرة في سنة أربع وسبعين من الهجرة وفرغ منها في سنة ست وسبعين‏.‏

ومنها حلوان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الحاء المهملة وسكون اللام‏.‏ قال في اللباب ثم ألف وواو ونون - وهي مدينة من أول الإقليم الرابع‏.‏ قال في القانون حيث الطول إحدى وسبعون درجة والعرض أربع وثلاثون درجة‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي آخر مدن العراق ومنها يصعد إلى الجبال وقيل هي من الجبال وليس بالعراق مدينة بالقرب من الجبل غيرها‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وبها شجر النخل والتين الموصوف وأكثر ثمارها التين والثلج يسقط على جبلها دائماً وهو منها على مرحلة وبينها بين بغداذ خمس مراحل‏.‏ ومنها الحلة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام - وهي واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في تقويم البلدان حيث الطول ثمان وستون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال ياقوت الحموي‏:‏ وتعرف بحلة بني مزيد وأول من اختط بها المنازل وعمرها سيف الدولة صدقة بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي في سنة خمس وتسعين وأربعمائة وكان موضعها قبل ذلك يسمى بالجامعين‏.‏ ومنها النهروان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء المهملة وفتح الواو وبعد الألف نون‏.‏

وهي مدينة في آخر الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة على ضفتي نهر‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ النهروان اسم للمدينة والنهر الذي يشقها وهي مدينة صغيرة على أربعة فراسخ من بغداذ‏.‏

قال في اللباب‏:‏ ولها عدة نواحٍ خرب أكثرها‏.‏

وقال السمعاني في الأنساب‏:‏ هي على أربعة فراسخ من دجلة والنهروان هذه هي التي انحاز إليها الخوارج عند فراقهم لعلي بعد وقعة صفين على ما تقدم ذكره في الكلام على النحل والملل في المقالة الأولى‏.‏ ومنها الأبلة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم الهمزة والباء الموحدة وتشديد اللام وهاء في الآخر - وهي مدينة في فوهتها نهر طوله أربعة فراسخ بينها وبين البصرة على جانبيه قصور وبساتين ومدن على خط واحد كأنها بستان واحد وهو أحد متنزهات الدنيا‏.‏

ومنها القادسية - بفتح القاف ثم ألف ودال مهملة مكسورة وياء مثناة من تحت ثم هاء‏.‏

وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمانٌ وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏

وهي مدينة صغيرة ذات نخيل ومياه وهي على حافة البادية وحافة سواد العراق‏.‏

البادية من جهة الغرب والسواد من جهة الشرق‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخاً في طريق الحاج‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وسميت القادسية لنزول أهل قادس بها وقادس قرية بمرو الروذ وعليها كانت الوقعة المعروفة بوقعة القادسية‏.‏

ومنها عبادان - بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة ثم دال مهملة بين ألفين وفي آخرها نون - وهي بلدة من آخر العراق من الإقليم الثالث‏.‏

قال في الزيح‏:‏ حيث الطول خمس وسبعون درجة وخمس وخمسون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وعبادان على بحر فارس وهو محيط بها لا يبقى منها في البر إلا القليل وعندها مصب دجلة في جنوبي عبادان وشرقيها وهي عن البصرة على مرحلة ونصف وفي جنوبيها وشرقيها علاماتٌ للمراكب ببحر فارس لا تتجاوزها المراكب وهي خشبٌ منصوبة حيث يكون البحر عند الجزر في بعض البحر‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ في طريق العراق من الغرب القادسية وهيت ومن الشرق الإقليم الثالث خوزستان والأهواز بضم الخاء وسكون الواو وضم الزاي المعجمة وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة فوق وألف ثم نون‏.‏ قال في المشترك‏:‏ ويقال لها أيضاً الخوز بضم الخاء المعجمة ثم واو وزاي معجمة‏.‏

قال‏:‏ وخوزستان إقليم واسع بين البصرة وفارس يشتمل على مدن كثيرة قال في تقويم البلدان‏:‏ والذي يحيط به من الغرب رستاق واسط ودور الراسبي ومن جهة الجنوب من عبادان على البحر إلى مهروبان إلى الدورق إلى حدود فارس ومن الجهة الشرقية التي إلى جهة الجنوب حدود فارس ومن الجهة الشرقية التي إلى جهة الشمال حدود أصفهان وبلاد الجبل ومن جهة الشمال حدود الصيمر والكرجة وجبال اللور وبلاد الجبل إلى أصفهان قال‏:‏ وخوزستان في مستوٍ من الأرض ليس بها جبال وهي كثيرة المياه الجارية وتجتمع مياهه وتعرض ببحر فارس عند حصن مهديٍ‏.‏ وقاعدتها على ما ذكره صاحب حماة في تاريخه تستر قال في اللباب‏:‏ بضم المثناة من فوق وسكون السين المهملة وفتح التاء الثانية وفي آخرها راء مهملة والعامة تسميها شستر بإبدال التاء الأولى شيناً - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة وجعلها في تقويم البلدان من الأهواز ولها نهر معروف بها وبنى سابور أحد ملوك الفرس بناء عظيماً حتى ارتفع الماء إلى المدينة على مرتفع من الأرض ويقال إنه ليس على وجه الأرض مدينة أقدم منها‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وبها قبر البراء بن مالك الصحابي رضي الله عنه‏.‏ وقد ذكر في تقويم البلدان‏:‏ بخوزستان عدة مدن‏:‏ منها السوس‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم السين المهملة وسكون الواو ثم سين ثانية‏.‏ قال أبو الريحان‏:‏ وهي بالفارسية معجمة‏.‏ وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة قال في المشترك‏:‏ وهي بلدة قديمة قال‏:‏ وبها قبر دانيال النبي عليه السلام‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ولها بساتين وفيها ترنجٌ كالأصابع‏.‏ ومنها الطيب‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بكسر الطاء المهملة وسكون المثناة من تحتها وفي آخرها باء موحدة وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي بلدة بين واسط وبين الأهواز‏.‏

ثم قال‏:‏ وفيها عجائب ولم يذكر ما هي وإلى الطيب هذه ينسب الطيبي صاحب الحواشي على كشاف الزمخشري‏.‏ ومنها جبى‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة وياء آخر الحروف في الآخر - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم العرفية‏.‏ قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة والعرض ثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي كثيرة النخل‏.‏ قال‏:‏ وإليها ينسب أبو علي الجبائي المعتزلي‏.‏ ومنها مهروبان‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتحالميم وسكون الهاء وضم الراء المهملة وسكون الواو ثم باء موحدة وألف ونون‏.‏

وعدها ابن حوقل وابن سعيد من فارس وهي مدينة من فارس صغيرة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ست وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض ثلاثون درجة‏.‏

وهي فرضة أرجان وما والاها‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وهي على البحر‏.‏ ومنها أرجان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الألف وسكون الراء المهملة وفتح الجيم وفي آخرها نون بعد الألف‏.‏

وقال ابن الجواليقي في المعرب من العجمية للعربية‏:‏ إنها بتشديد الراء‏.‏ وقال ابن حوقل‏:‏ هي من آخر فارس من جهة خوزستان‏.‏

وقال في العزيزي‏:‏ وهي أول مدن فارس - وهي مدينة كبيرة كثيرة الخير وبها النخل والزيتون بكثرة بريةٌ بحرية سهلية جبلية على مرحلة من البحر‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وهي مدينة جليلة لها كورة وأعمال نفيسة وإليها ينسب القاضي وأما الأهواز‏.‏ فقال في اللباب‏:‏ هي بفتح الألف وسكون الهاء وفي آخرها زاي معجمة‏.‏

وهي كورة من كور خوزستان المقدم ذكرها كما ذكره في تقويم البلدان وإن كان قد ذكر في أول الكلام على إقليم فارس أن خوزستان هي الأهواز إلا أنها غلب ذكرها فصارت كالإقليم المنفرد بذاته‏.‏

ولها عدة مدن تعرف بها‏:‏ منها سوق الأهواز - وهي مدينتها فقد قال في المشترك‏:‏ وسوق الأهواز هي مدينة الأهواز وذكر مثله في العزيزي‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وقد خرب أكثرها‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ ومنها إلى أصفهان ثمانون فرسخاً‏.‏ ومنها قرقوب‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم القافين وبينهما راء مهملة ثم واو وفي الآخر باء - وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث قال في القانون حيث الطول أربع وسبعون درجة والعرض ثلاث وثلاثون درجة‏.‏

وهي مدينة مشهورة‏.‏

قال في اللباب قريبة من الطيب قال في العزيزي وبينهما سبعة فراسخ ومنها إلى مدينة السوس عشرة فراسخ‏.‏ ومنها جندي سابور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها مثناة من تحتها وفتح السين المهملة وألف وباء موحدة وواو وراء مهملة‏.‏ وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة وخمس دقائق والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي مدينة خصبةٌ كثيرة الخير‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وبها نخيل وزروع كثيرة ومياه‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ منها إلى تستر ثمانية فراسخ ومنها إلى السوس ستة فراسخ‏.‏ ومنها عسكر مكرمٍ‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح العين وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها راء مهملة‏.‏

قال في تقويم البلدان عن الثقات أن مكرم بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء المهملة ثم ميم - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ست وسبعون درجة وثمان دقائق والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي مدينة محدثة وكانت قرية ينزلها مكرم بن الفزر أحد بني جعونة بعسكر كان قد أنفذه به الحجاج لمحاربة خرداذ بن بارس فأقام بها مدة وابتنى بها البنايات فسميت عسكر مكرمٍ‏.‏

قال‏:‏ وليس بالأهواز مدينة محدثة سواها وبها عقارب صغار مشهورة بالقتل‏.‏ ومنها رامهرمز‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الراء المهملة والميم وضم الهاء وسكون الراء المهملة وضم الميم الثانية وفي آخرها زاي معجمة - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ست وسبعون درجة والعرض ثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وهي كورة من كور الأهواز‏.‏ قال ويقال إن سليمان الفارسي رضي الله عنه منها‏.‏ قال المهلبي‏:‏ وبينها وبين سوق الأهواز تسعة عشرة فرسخاً‏.‏ ومنها الدورق‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء المهملة وفي آخرها قاف - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول خمس وسبعون درجة وخمس وخمسون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة كبيرة‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ ومنها إلى أرجان ثمانية عشر فرسخاً‏.‏ ومنها حصن مهدي‏.‏ وضبطه معروف وموقعه في الإقليم الثالث‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض ثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏ وهي حصن تجتمع فيه مياه خوزستان ثم تصير نهراً وتصب في بحر فارس وبينه وبين البصرة خمسة عشر فرسخاً‏.‏ ومنها جرخان‏.‏ قال في اللباب‏:‏ بضم الجيم وسكون الراء المهملة وخاء معجمة ثم ألف ونون‏.‏ قال‏:‏ وهي بلدة بقرب السوس‏.‏ ومنها جبال اللور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم اللام وسكون الواو وفي آخرها راء مهملة‏.‏ قال‏:‏ وبها جبال يقال لها لورستان من بلاد خوزستان‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي بلاد خصبةٌ والغاب عليها الجبال وهي متصلة بخوزستان ولكن أفردت عنها‏.‏

قال في الأطوال‏:‏ وهي بين تستر وأصبهان وامتدادها طولاً نحو ستة أيام وفيها خلق عظيم من الأكراد‏.‏

قال‏:‏ وهي حيث الطول أربع وسبعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهم طائفة كثيرة العدد ومنهم فرق مفرقة في البلاد وفيهم ملك وإمارة ولهم خفة في الحركات يقف الرجل منهم إلى جانب البناء المرتفع ويلصق بطنه بإحدى زواياه القائمة ثم يصعد فيه إلى أن يرتقي صهوته العليا‏.‏

ومما يحكى أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حضره رجل منهم وصعد في جدار كذلك فأنعم عليه الإنعام الجزيل وأمره أن يحضر كل من قدر عليه من أصحابه فأحضر منهم جماعة وهو يحسن إليهم إلى أن لم يبق منهم أحدٌ فقتلهم على آخرهم خشيةً مما لهم من قوة التسور ومن هؤلاء طوائف بمصر والشأم يعرفون بالنورة يجالس أحدهم الرجل فيسرق ماله وهو لا يدري ويمشون على الحبال المرتفعة ولنسائهم في ركوب الخيل الفروسية العظيمة‏.‏

الإقليم الرابع فارس بفاء مفتوحة بعدها ألف ثم راء مهملة مكسورة وسين مهملة في الآخر‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ويحيط ببلاد فارس من جهة الغرب حدود خوزستان وتمام الحد الغربي إلى جهة الشمال حدود أصفهان والجبال ويحيط بها من جهة الجنوب بحر فارس ومن جهة الشرق حدود كرمان ومن جهة الشمال المفازة التي بين فارس وخراسان وتمام الحد الشمالي حدود أصفهان وبلاد الجبال قال في العزيزي‏:‏ وعلى نهاية فارس الشرقية ناحية يزد وعلى نهايتها من الجنوب سيراف والبحر وحدها من الشمال الري‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وقاعدتها فيما ذكره صاحب حماة في تاريخه‏:‏ شيراز‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الشين المعجمة وسكون المثناة من تحت وفتح الراء المهملة وفي آخرها زاي معجمة بعد الألف - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمان وسبعون درجة والعرض ثمان وعشرون درجة وست وثلاثون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينةٌ إسلامية محدثة بناها محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي وهو ابن عم الحجاج بن يوسف‏.‏

قال‏:‏ وسميت بشيراز تشبيهاً بجوف الأسد لأن عامة الميرة بتلك النواحي تجمل إلى شيراز ولا يحمل منها شيء إلى غيرها‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة واسعة سرية كثيرة المياه وشربهم من عيون تتخرق البلد وتجري في دورهم وليس تكاد تخلو دار بها من بستان حسن ومياه تجري وأسواقها عامرة جليلة وإليها ينسب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه رحمه الله وبها قبر سيبويه النحوي وبينها وبين أصبهان اثنان وسبعون فرسخاً وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنها جور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الجيم ثم واو وراء مهملة - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال ابن سعيد حيث الطول ثمان وسبعون درجة والعرض إحدى وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان وهي من قواعد فارس‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وعيها سور من طين وخندقٌ ولها أربعة أبواب وفيها المياه جارية - وهي مدينة نزهةٌ كثيرة البساتين جداً ويرتفع منها ماء ورد يعم البلاد وهي في ذلك كدمشق‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ ومنها إلى شيراز أربعة وعشرون فرسخاً وقال في وضع آخر عشرون فرسخاً‏.‏ ومنها كازرون‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الكاف وسكون الألف وفتح الزاي المعجمة وضم الراء المهملة وواو ساكنة وفي آخرها نون - وهي مدينة من كورة سابور واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول سبع وسبعون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي أعظم مدينة في كورة سابور‏.‏ وقال المهلبي‏:‏ وهي مدينة لطيفة صالحة العمارة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي صحيحة التربة والهواء وماؤها من الآبار‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وخرج منها جماعة من العلماء‏.‏ ومنها فيروزاباد‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الفاء وكسرها وسكون المثناة من تحت وضم الراء المهملة ثم واو ساكنة وزاي معجمة ثم ألف وباء موحدة وألف ثانية وذال - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثمان وعشرون درجة وعشر دقائق‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وكانت تسمى في القديم جور ثم غير اسمها وهي بلدة مشهورة على القرب من شيراز وهي أصل بلد الشيخ أبي إسحاق الشيرازي المتقدم ذكره في شيراز‏.‏

ومنها سيراف‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح الراء المهملة وفاء في الآخر - وهي بلدة على البحر واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمان وسبعون درجة والعرض ست وعشرون درجة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي أعظم فرضةٍ لفارس وليس بها زرع ولا ضرع بل هي مدينة حط وإقلاع للمراكب وهي مدينة آهلة ولهم عناية بالبنيان حتى إن الرجل من التجار ينفق في عمارة داره ثلاثين ألف دينار وليس حولها بساتين ولا أشجار وبناؤهم بالساج والخشب يحمل إليهم من بلاد الزنج وهي شديدة الحر‏.‏

ومنها البيضاء - بفتح الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الضاد المعجمة وألف في الآخر‏.‏

وهي مدينة من عمل إصطخر واقعةٌ في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون‏:‏ حيث الطول ثمان وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي من أكبر مدن كورة إصطخر‏.‏

قال‏:‏ وسميت البيضاء لأن لها قلعة بيضاء ترى من بعد واسمها بالفارسية نشانك ويقال إن الحسين الحلاج منها وإليها ينسب القاضي ناصر الدين البيضاوي صاحب المنهاج في أصول الفقه والطوالع في علم الكلام وغير ذلك‏.‏ قال المهبلي‏:‏ وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ‏.‏ ومنها إصطخر‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الألف وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها راء مهملة قبلها خاء معجمة - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال ابن سعيد حيث الطول تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثلاثون درجة واثنتان وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي من أقدم مدن فارس وبها كان سرير الملك في القديم وبها آثار عظيمة من الأبنية حتى يقال إنها من عمل الجن كما يقال عن تدمر وبعلبك من بلاد الشام‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وبينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخاً‏.‏ قال وينسب إليها أبو سعيد الإصطخري لأحد أصحابنا الشافعية‏.‏ ومنها بسا‏.‏ قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة والسين المهملة ثم ألف - وهي مدينة من كورة دارا بجرد واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمان وسبعون درجة وخمس وخمسون دقيقة والعرض تسع وعشرون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي تقارب شيراز في الكبر وأكثر خشب أبنيتها السرو ويجتمع فيها الثلج والرطب والجوز والأترج وإليها ينسب البساسيري الذي خطب لخلفاء مصر في بغداد‏.‏

ومنها يزد‏.‏

قال السمعاني في الأنساب‏:‏ بفتح المثناة التحتية وسكون الزاي المعجمة وفي آخرها دال مهملة - وهي مدينة من كورة إصطخر‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمان وسبعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة‏.‏

خرج منها جماعة من العلماء وإليها ينسب القماش اليزدي‏.‏ ومنها‏:‏ دارا بجرد‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الدال المهملة وسكون الألفين بينهما راء ثم باء موحدة وجيم مكسورة وراء مهملة ساكنة وفي آخرها دال مهملة - وهي مدينة من فارس واقعة في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثمان وسبعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ ومعنى دارا بجرد عمل دارا وهي مدينة لها سور وخندقٌ تتولد المياه فيه وفيه حشيش يلتف على السابح فيه حتى لا يكاد يسلم من الغرق وفي وسط المدينة جبلٌ كالقبة ليس له اتصال بشيء من الجبال وبنواحيها جبال من الملح الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والأخضر ينحت منه ويحمل منها إلى البلاد‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وعملها من أجل كور فارس‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وبأعمالها معدن موميا ومعدن زئبق‏.‏ الإقليم الخامس كرمان كما قاله في مسالك الأبصار‏.‏ قال في المشترك‏:‏ بفتح الكاف ومنهم من يكسرها‏.‏ قال‏.‏ وهو صقع كبير بين فارس وسجستان ومكران من بلاد الهند‏.‏

ويحيط به من جهة الغرب حدود فارس ومن جهة الجنوب بحر فارس ومن جهة الشرق أرض مكران من وراء البلوص إلى البحر ومن الشمال المفازة التي هي فيما بين فارس وكرمان وبين خراسان‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وأرض كرمان داخلة في البحر وللبحر ساعدان قد اعتنقا أرض كرمان فالبحر على ساحل كرمان قطعة قوس من دائرة‏.‏ وقاعدتها فيما ذكره المؤيد صاحب حماة في تاريخه السيرجان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحتها والراء المهملة وفتح الجيم وبعد الألف نون - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول ثلاث وثمانون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي أكبر مدينة بكرمان وأبنيتها أقباءٌ لقلة الخشب بها وداخلها قني الماء‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي مما يلي فارس‏.‏

وتشتما كرمان على عدة مدن‏:‏ منها جيرفت‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الجيم وسكون المثناة تحت وضم الراء المهملة وسكون الفاء وفي آخرها تاء مثناة من فوق - وموقعها في الإقليم الثالث‏.‏ قال في الأطوال‏:‏ حيث الطول ثلاث وثمانون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة مجمع للتجار الواصلين من خراسان وسجستان وهي خصبة للغاية‏.‏

قال المهبلي‏:‏ وهي من أعظم المدن بكرمان كثيرة النخل والأترج وبينها وبين السيرجان مرحلتان‏.‏ ومنها زرند‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الزاي المعجمة والراء المهملة وسكون النون وفي آخرها دال مهملة - وموقعها في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وثمانون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة مشهورة‏.‏

قال في المهبلي‏:‏ وبينها وبين مدينة السيرجان تسعة وعشرون فرسخاً‏.‏ ومنها بم‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وتشديد الميم - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي من كبار مدن كرمان وهي من مصر الأمصار‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي أكبر من جيرفت وبها ثلاثة جوامع‏.‏ ومنها هرمز‏.‏ قال في المشترك‏:‏ بضم الهاء وسكون الراء المهملة وضم الميم وفي آخرها زاي معجمة - وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول خمس وثمانون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي فرضة كرمان‏.‏ قال في المشترك‏:‏ تدخل إليها المراكب من بحر الهند في خليج‏.‏ قال صاحب حماة‏:‏ وهي مدينة كثيرة النخل شديدة الحر‏.‏

ثم قال‏:‏ أخبرني من رآها في زماننا يعني في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون أن هرمز العتيقة خربت من غارات التتر وأن أهلها انتقلوا عنها إلى جزيرة في البحر تسمى زرون - بفتح الزاي المعجمة وضم الراء المهملة ثم واو وفي الآخر نون - وهي جزيرة قريبة من البر غربي هرمز العتيقة ولم يبق بهرمز العتيقة إلا قليل من أطراف الناس ومنها إلى أول حدود فارس نحو سبع مراحل‏.‏

قلت‏:‏ وفي سنة ثلاث عشرة وثمانمائة كتب إلى صاحبها عن الأبواب السلطانية في الديار المصرية في الدولة الناصرية أبي السعادات فرج بن السلطان الشهيد الظاهر برقوق وسيأتي الكلام على صورة المكاتبة إليه في المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى‏.‏

الإقليم السادس سجستان والرخج أما سجستان فقال في المشترك‏:‏ بكسر السين المهملة وكسر الجيم وسكون السين الثانية ثم مثناة من فوقها وألف ونون‏.‏

قال‏:‏ وسجستان إقليم عظيم بين خراسان وبين مكران والسند وبين كرمان‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ ويحيط بسجستان من جهة الغرب خراسان ومن جهة الجنوب المفازة التي بين سجستان وفارس وكرمان ومن جهة الشرق مفازة بين سجستان وبين مكران و هي المفازة الواصلة بين مكران والهند وتمام الحد الشرقي في شيء من عمل الملتان من الهند ومن جهة الشمال أرض الهند وفيما يلي خراسان والغور والهند تقويس‏.‏

وقال في العزيزي‏:‏ سجستان شرقي كرمان إلى الشمال‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وأراضي سجستان بها الرمال والنخيل وهي أرض سهلة لا يرى فيها جبل وتشتد بها الريح وتدوم وبها أرحية تطحن بالريح والرياح تنقل رمالهم من مكان إلى مكان وإذا أرادوا نقل الرمل عن مكانٍ عملوا هناك حائطاً من خشب أو غيره وجعلوا في أسفله طوقاً وأبواباً فتدخل فيها الريح من تلك الأبواب وتطير الرمل وترميه بعيداً وسجستان خصبةٌ كثيرة الطعام والتمر والأعناب وأهلها ظاهرو اليسار‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ والنسبة إلى سجستان سجزي بكسر السين المهملة وسكون الجيم ثم زاي معجمة على غير قياس‏.‏

قال‏:‏ وينسب إليها سجستاني أيضاً يعني على الأصل‏.‏ وقاعدتها زرنج‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الزاي المعجمة والراء المهملة وسكون النون وجيم في الآخر - وهي مدينة كبيرة واقعة في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبع وثمانون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وقد يطلق على زرنج نفسها سجستان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بل أنسي اسم زرنج وأطلق اسم الإقليم وهو سجستان على المدينة‏.‏

وجعل في اللباب زرنج ناحية بسجستان‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ ولها سورٌ وخندقٌ ينبع فيه الماء وأبنيتها عقود لأن الخشب فيها يسوس ولا يثبت‏.‏ وفيها مياه تجري في البيوت والأزقة وأرضها سبخة‏.‏

قال في الباب‏:‏ وخرج منها جماعة من العلماء منهم محمد بن كرام الزرنجي صاحب المذهب المشهور‏.‏ ولها مدن‏:‏ منها حصن الطاق - وضبطه معروف‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وهو حصن واقع في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثمان وثمانون درجة وثلاثون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة على جبل عند التواء النهر في غاية المنعة لا يرام بحصار‏.‏

قال وبه يعتصم ملوك هذه البلاد ويجعلون فيه خزائنهم‏.‏

أما الطاق المضاف إليها فمدينة صغيرة لها رستاق وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان‏.‏

ومنها سروان‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ قال بعض الثقات - بفتح السين وسكون الراء المهملتين وفتح الواو ثم ألف ونون - وهي مدينة من آخر الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول تسعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثمان وعشرون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة صغيرة بها فواكه كثيرة ونخيل وأعناب‏.‏

ومنها بست‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها تاء مثناة من فوقها - وهي مدينة على شط نهر الهندمند‏.‏

قال في القانون حيث الطول إحدى وتسعون درجة وثمان وثلاثون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة كبيرة خصبةٌ كثيرة النخل والأعناب‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ وهي مدينة حسنة كثيرة المياه والخضرة‏.‏

وقال في العزيزي‏:‏ مدينة جليلة بها عدة منابر ورباطات كثيرة عظيمة‏.‏

وذكر في اللباب‏:‏ أنها من بلاد كابل بين هراة وغزنة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وبينها وبين غزنة نحو أربع عشرة مرحلة‏.‏

وأما الرخج فقال في اللباب‏:‏ بضم الراء المهملة وفتح الخاء المعجمة المشددة وفي آخرها جيم‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهو إقليم عظيم متصل بسجستان فيه عدة مدن وهي على غاية الخصب والسعة‏.‏

قال‏:‏ ومن مدنها بنجوان ولم يزد على ذلك‏.‏

الجانب الثاني من مملكة إيران الشمالي ويشتمل على عدة أقاليم من الأقاليم العرفية الإقليم الأول إرمينية قال ياقوت‏:‏ بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة وكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وكسر النون ثم ياء ثانية مخففة وقد تشدد - وضبطها في اللباب‏:‏ بفتح الهمزة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وقد جمع أرباب المسالك والممالك إرمينية وأران وأذربيجان لعسر إفراد إحداها عن الأخرى‏.‏

قال‏:‏ ويحيط بها على سبيل الإجمال من الغرب حدود بلاد الروم وشيء من حدود الجزيرة ومن جهة الجنوب بعض حدود الجزيرة وحدود العراق ومن جهة الشرق بلاد الجيل والديلم إلى بحر الخزر ومن جهة الشمال بلاد القيتق ثم أفرد أذربيجان بحدود تخصها فقال‏:‏ يحدها من جهة الشرق بلاد الجيل وتمام الحد الشرقي بلاد الديلم ويحدها من جهة الجنوب العراق عند ظهر حلوان وشيء من حدود الجزيرة‏.‏

وذكر في مسالك الأبصار نحوه إلا أنه ذكر أن حدها الغربي إلى بلاد الأرمن‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ والغالب على إرمينية الجبال‏.‏ وقاعدتها الدبيل فيما ذكره ابن حوقل والمهبلي‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة ثم مثناة من تحتها ساكنة وفي آخرها لام - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول اثنتان وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة كبيرة والنصارى فيها كثيرة وبها جامع للمسلمين إلى جانب كنيسة النصارى‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي من أجل البلاد وأنفسها وهي مستقر سلطانها وبها عدة مدن‏:‏ منها أرزنجان‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة وسكون النون وفتح الجيم ثم ألف ونون ويقال بالكاف أيضاً عوضاً عن الجيم - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وستون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي بين سيواس وبين أرزن الروم وبينها وبين كل واحدة منهما أربعون فرسخاً وما بينها وبين أرزن كله مروج ومرعىً وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏ ومنها أرزن‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الزاي المعجمة ثم نون في الآخر‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي من أطراف إرمينية - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول خمس وستون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي غير أرزن الروم وهي عن خلاط على ثلاثة أيام‏.‏

قال‏:‏ ووهم في اللباب فجعلها من ديار بكر من الجزيرة والصحيح ما تقدم‏.‏

وصاحبها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على المكاتبات في المقالة الثانية فيما بعد إن شاء الله تعالى‏.‏

ومنها بدليس‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بكسر الباء الموحدة ثم دال مهملة ساكنة ولام وياء مثناة من تحت ساكنة وسين مهملة‏.‏

قال‏:‏ وعن بعضهم أنها بفتح الباء الموحدة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول خمس وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وعن بعض أهل تلك البلاد أنها بين ميافارقين وبين خلاط‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينة مسورة وقد خرب نصف سورها والمياه تخترق المدينة من عيون في ظاهرها ولها بساتين في وادٍ وهي بين جبال تحف بها‏.‏ قال وهي دون حماة في القدر‏.‏

وقال ابن حوقل‏:‏ بلد صغير عامر خصبٌ كثير الخير وهي شديدة البرد كثيرة الثلوج وصاحبها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى‏.‏ ومنها أخلاط‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام ثم ألف وطاء مهملة ويقال فيها خلاط بفتح الخاء من غير همز - وموقعها في الإقليم الخامس‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول خمس وستون درجة وخمسون دقيقة والعرض تسع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان عن بعض أهلها إنها في مستو من الأرض ولها بساتين كثيرة وبها عدة أنهار على شبه أنهار دمشق وليس يدخل المدينة منها إلا الشيء اليسير ولها سور خراب وهي قدر دمشق والجبال عنها على أكثر من مسيرة يوم وبردها شديد‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي أجل مدينة بإرمينية وذكرها جليل الشهرة‏.‏ وقال ابن حوقل‏:‏ وهي بلدة صغيرة عامرة كثيرة الخير‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وبينها وبين بدليس سبعة فراسخ‏.‏

ومنها خرت برت - بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وتاء مثناة فوق ثم باء موحدة مكسورة بعدها راء مهملة ساكنة وتاء مثناة فوق في الآخر وتعرف بحصن زياد‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي بلدة بإرمينية على القرب من خلاط وحاكمها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

الإقليم الثاني أذربيجان قال ابن الجواليقي في المعرب من العجمة إلى العربية بقصر الألف وإسكان الذال المعجمة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ الغالب عليها الجبال أيضاً‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهي أجل الأقاليم الثلاثة وهي كانت قرار ملوك بني جنكزخان‏.‏

وبها ثلاث قواعد‏.‏

القاعدة الأولى أردبيل قال في اللباب‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملتين وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت ولام في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وخمسون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ لعله بناها أردميني بن لمطي بن يونان فنسبت إليه‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وهي في الجهة الشمالية من أذربيجان‏.‏ قال‏:‏ وهي مدينة كثيرة الخصب وعلى فرسخين منها جبل عظيم الارتفاع لا يفارقه الثلج‏.‏

قال المهبلي‏:‏ وأهلها غليظو الطبع شرسو الأخلاق‏.‏ قال‏:‏ وبينها وبين تبريز خمسة وعشرون فرسخاً‏.‏ قال في مسالك الأبصار‏:‏ وأعمالها تكون ثلاثين فرسخاً‏.‏ قال‏.‏ وبها كانت دار الإمارة في صدر الإسلام‏.‏

القاعدة الثانية تبريز قال في اللباب‏:‏ بكسر المثناة من فوق وسكون الباء الموحدة وكسر الراء المهملة ثم مثناة من تحت وفي آخرها زاي معجمة‏.‏

والجاري على ألسنة العامة توريز بالواو بدل الموحدة - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏ قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي قاعدة أذربيجان في عصرنا‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي أشهر بلدة بأذربيجان وبها كان كرسي بيت هولاكو من التتر ثم انتقل بعد ذلك إلى السلطانية الآتي ذكرها‏.‏ ومبانيها بالقاشاني والجص والكلس وبها مدارس حسنة ولها غوطة رائقة‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهي مدينة أعرقت في السعادة أنسابها وثبتت في النعمة قواعدها‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينة غير كبيرة المقدار والماء منساق إليها وبها أنواع الفواكه لكن ليست بغاية الكثرة وأهلها من أكبر الناس حشمة وأكثرهم تظاهراً بنعمة ولهم الأموال المديدة والنعم الوافرة والنفوس الأبية ولهم التجمل في زيهم‏:‏ من المأكول والمشروب والملبوس والمركوب وما منهم إلا من يأنف أن يذكر الدرهم في معاملته بل لا معاملة بينهم إلا بالدينار‏.‏

وسيأتي ذكر مقدار دينارهم في الكلام على معاملة هذه المملكة فيما بعد إن شاء الله تعالى - وهي اليوم أمر إيران جميعاً لتوجه المقاصد من كل جهة إليها وبها محط رحال التجار والسفار وبها دور أكثر الأمراء الكبراء المصاحبين لسلطانها لقربها من أرجان محل مشتاهم‏.‏

قال‏:‏ ويشتد البرد بتوريز كثيراً وتتوالى الثلوج بها حتى إن سروات أهلها يجدون في آدرهم ليس فيها فرجة ولا يدخلها ضوء إلا ما يرونه من طاقات حيطانها من وراء الزجاج المركب عليها‏.‏

القاعدة الثالثة السلطانية نسبة إلى السلطان واسمها قنغرلان‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم القاف وسكون النون وضم الغين المعجمة وسكون الراء المهملة ولام ألف ونون - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ والقياس أن حيث الطول ست وسبعون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة‏.‏

قال‏:‏ وهي عن توريز في سمت المشرق بميلة يسيرة إلى الجنوب على مسيرة ثمانية أيام منها - وهي مدينة محدثة بناها خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو على القرب من جبال كيلان على مسيرة يوم منها وجعلها كرسي مملكته وهي في مستو من الأرض ومياهها قني قليلة البساتين والفواكه وإنما تجلب إليها الفواكه من البلاد المصاقبة لها‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهي مدينة قد رفع بناؤها واتسع فناؤها وأتقنت قسمتها في الخطط والأسواق وجلب إليها بانيها الناس من أقطار مملكته واستجلبهم إليها بما بسط لسكانها من العدل والإحسان‏.‏

قال‏:‏ وهي الآن عامرة آهلة كأنما مر عليها مئون سنين لكثرة من استوطنها وتأهل بها وأولد من الولد فيها وقد مضت عليها مدة بنوها مبالغ الرجال وفيهم من جاز إلى الاكتهال‏.‏

وبها عدة مدن غير هذه القواعد‏:‏ منها سلماس‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح السين المهملة واللام والميم وفي آخرها سين مهملة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة‏.‏

قال المهبلي‏:‏ وهي على آخر حدود أذربيجان من الغرب وهي مصرٌ من الأمصار جليل والمتاجر بها وإليها متصلة‏.‏ ومنها خوي‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الخاء وفتح الواو وتشديد المثناة من تحت - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول تسع وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض ثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وهي آخر مدن أذربيجان وبينها ومنها أرمية‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الألف وسكون الراء المهملة والميم في آخرها هاء بعد ياء مثناة من تحتها‏.‏

قال ابن الجواليقي في المعرب‏:‏ ويجوز في قياس العربية تخفيف الياء منها وتشديدها - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي آخر حدود أذربيجان وهي مدينة جليلة‏.‏ قال‏:‏ ويقال إن زرادشت نبي المجوس منها‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وعن بعض أهلها أنها مدينة وسطى عامرة وهي في أول الجبال وآخر الوطاة في الغرب عن سلماس على ستة عشر فرسخاً منها وبينها وبين الموصل قاعدة الجزيرة أربعون فرسخاً والموصل في سمت الغرب عنها ولأرمية قلعة على جبل تسمى قلعة تلا في غاية الحصانة كان هولاكو قد جعل أمواله فيها لحصانتها والنسبة إلى أرمية أرموي‏.‏

ومنها مراغة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الميم والراء المهملة وألف وغين معجمة وهاء - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وعشر دقائق والعرض سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال المهبلي‏:‏ وهي مدينة محدثة كانت قرية فنزل بها مروان بن محمد وكان هناك سرجينٌ فمرغ الناس فيه دوابهم فبناها مدينة فسميت مراغة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي من قواعد أذربيجان وهي حصينة نزهة كثيرة البساتين ومنها ميانج‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الميم والمثناة من تحتها وسكون الألف وكسر النون وفي آخرها جيم - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة كبيرة على مسيرة يومين من مراغة‏.‏ وسماها في اللباب‏:‏ ميانه بفتح الميم والمثناة من تحتها وألف ونون وهاء‏.‏ وقال‏:‏ خرج منها جماعةٌ من العلماء‏.‏ ومنها مرند‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الميم والراء المهملة وسكون النون وفي آخرها دال مهملة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي قرية من تبريز في جهة الشرق عنها بميلة يسيرة إلى الشمال‏.‏

وقال المهلبي‏:‏ هي عن تدمر على أربعة عشر فرسخاً‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وذكر من رآها أنها بلدة صغيرة ذات أنهار وأشجار‏.‏

الإقليم الثالث أران قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة وتشديد الراء المهملة ثم ألف ونون‏.‏

ولها قاعدتان‏:‏ القاعدة الأولى بردعة قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الدال المهملتين ثم عين مهملة وهاء في الآخر - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض ثلاث وأربعون درجة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي قاعدة مملكة أران‏.‏ وقال في اللباب‏:‏ هي من أقاصي أذربيجان‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة كبيرة كثيرة الخصب نزهة‏.‏

قال‏:‏ وعلى أقل من فرسخ منها موضع يسمى الاندراب يكون مسيرة يوم في يوم بساتين مشتبكة كلها فواكه‏.‏

قال المؤيد صاحب حماة‏:‏ هذا ما كانت عليه في زمان ابن حوقل أما في زماننا فأخبرني من رآها أنها خربت ولم يبق منها معمور إلا دون المعرة في القدر وهي في مستوٍ من الأرض ذات بساتين ومياه وهي على القرب من نهر الكر‏.‏

القاعدة الثانية تفليس قال في اللباب‏:‏ بفتح المثناة فوق وسكون الفاء وكسر اللام وسكون المثناة التحتية وفي آخرها سين مهملة - وموقعها في آخر الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون‏:‏ وهي قصبة كرجستان‏.‏ وقال في اللباب‏:‏ وهي آخر بلدة من أذربيجان‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة مسورة عليها سوران ولها ثلاثة أبواب وبها حمامات مثل حمامات طبرية ماؤها ينبع سخناً بغير نار وهي كثيرة الخصب‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ وكان المسلمون قد فتحوها وسكنوها مدة طويلة وخرج منها جماعة من العلماء ثم استرجعها الكرج وهم نصارى وهي بأيدي الكرج إلى الآن وملك الكرج صاحبها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على المكاتبات في المقالة الرابعة فيما بعد إن شاء الله تعالى‏.‏ وبها عدة مدن‏:‏ منها نشوى‏.‏

قال السمعاني في الأنساب‏:‏ بفتح النون والشين المعجمة وفي آخرها واو ثم ياء آخر الحروف‏.‏

وسماها ابن سعيد نقجوان - بفتح النون وسكون القاف وفتح الجيم والواو وبعد الألف نون - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض تسع وثلاثون درجة‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي من المدن المذكورة في شرقي أران‏.‏ قال في السمعاني‏:‏ وهي بلدة متصلة بإرمينية وأذربيجان‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي في شمالي نهر الكر‏.‏ قال في الأنساب‏:‏ وبينها وبين تبريز ستة فراسخ‏.‏ وقال ابن سعيد‏:‏ وقد خربها التتر وقتلوا جميع أهلها‏.‏

ومنها موقان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الميم وسكون الواو وفتح القاف وسكون الألف وفي آخرها نون والعامة تبدل القاف غيناً معجمة فيقولون موغان‏.‏ قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة‏.‏

قال السمعاني‏:‏ وهي بدربند فيما أظن وقال المهبلي‏:‏ هي من عمل أردبيل‏.‏ وقال المهبلي‏:‏ موقان في نهاية بلاد كيلان في جهة الغرب‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وبينها وبين باب الأبواب يومان‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ لم يبق لمدينة موقان في هذا الزمان شهرة بل المشهور أراضي موقان وهي أراضٍ كثيرة المياه والأقصاب والمراعي في ساحل بحر طبرستان على القرب من البحر وهي في سمت المال والغرب عن تبريز على نحو عشر مراحل منها وبها يشتي أردو التتر في غالب السنين‏.‏ ومنها شمكور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الشين المعجمة وسكون الميم وضم الكاف سكون الواو وفي آخرها راء مهملة - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وهو حصن من أعمال أران‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وشمكور بقرب بردعة وبها منارة في غاية الارتفاع والشهوق‏.‏

ومنها البيلقان‏.‏ قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون المثناة من تحت وفتح اللام والقاف ثم ألف ونون‏.‏ قال في القانون حيث الطول أربع وستون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏ وهي عند شروان‏.‏ قال‏:‏ ولعلها بناها بيلقان بن أرميني بن لمطي بن يونان فنسبت إليه‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وهي مدينة من دربند خزران‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي من مشاهير البلدان‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي كثيرة الخير‏.‏ ومنها كنجة‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم ثم هاء ساكنة - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏ قال‏:‏ والقياس أنها حيث الطول أربع وسبعون درجة والعرض ثلاث وأربعون درجة وعشر دقائق‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي من مشاهير بلاد أران‏.‏ قال المؤيد صاحب حماة‏:‏ وأخبرني من أقام هناك أنها على مرحلتين من بردعة وبردعة منها في جهة الغرب بميلة يسيرة إلى الشمال وهي قصبة تلك الناحية وهي في مستو من الأرض وفيها بساتين كثيرة وبها التين الكثير وقد شهر أن من أكل من ذلك التين حم‏.‏ ومنها شروان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الشين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح الواو ثم ألف ونون في الآخر - وهي واقعة في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ حيث الطول ثمان وستون درجة وست وخمسون دقيقة والعرض إحدى وأربعون درجة وثلاث وأربعون دقيقة‏.‏ قال في اللباب‏:‏ بناها أنوشروان فأسقطوا أنو للتخفيف وبقي شروان‏.‏ قال ابن سعيد‏:‏ وهي من أران‏.‏

وكانت قاعدةً لبلادها ثم صارت مملكتها مضافة إلى أذربيجان قال‏:‏ وبشروان الدربند المشهور‏.‏

قال السلطان عماد الدين صاحب حماة‏:‏ وهو المعروف في زماننا ومنها باب الأبواب‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ بإضافة الباب المفرد الذي يدخل منه إلى جمعه‏.‏ قال في القانون‏:‏ ويعرف باب الأبواب بدربند خز ران‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ ويعرف هذا المكان في زماننا بباب الحديد بإضافة الذي يغلق إلى الذي يتطرق‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي على بحر طبرستان وتكون في القدر أصغر من أردبيل قال‏:‏ ولهم الزرع الكثير وثمار قليلة تحمل إليهم من النواحي‏.‏

قال‏:‏ وهي فرضة الخزر والسرير وسائر بلاد الكفر وهي أيضاً فرضة جرجان والديلم وطبرستان ويجلب إليها الرقيق من سائر الأجناس‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهذه الصفات التي ذكرها ابن حوقل على ما كانت في زمانه أما اليوم فعن بعض المسافرين أن باب الحديد بليدة هي بالقرى أشبه على بحر الخزر وهي كالحد بين التتر الشماليين المعروفين ببيت بركة وبين التتر الجنوبيين المعروفين ببيت هولاكو وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية على ما سيأتي ذكره في الكلام على المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى‏.‏

الإقليم الرابع بلاد الجبل بفتح الجيم والباء الموحدة ولام في الآخر وصاحب مسالك الأبصار يسميها بلاد الجبال على الجمع والعامة تسميها عراق العجم‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ويحيط بها من جهة الغرب أذربيجان ومن جهة الجنوب شيء من بلاد العراق وخوزستان ومن جهة الشرق مفازة خراسان وفارس ومن جهة الشمال بلاد الديلم وقزوين والري عند من يخرجهما عن بلاد الجبل ويضمهما إلى الديلم من حيث إن جبال الديلم تحف بهما‏.‏

وقاعدتها قيما ذكره المؤيد صاحب حماة في تاريخه أصبهان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الألف وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة والهاء وألف ثم نون في الآخر‏.‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ وقد تبدل الباء فاء‏.‏

قال السمعاني‏:‏ وسمعت من بعضهم أنها تسمى بالعجمية سباهان‏.‏ قال وسبا العسكر وهان الجمع‏.‏ وذلك أن عساكر الأكاسرة كانوا إذا وقع لهم بيكار يجتمعون بها فعربت فقيل أصبهان - وموقعها في الإقليم الثالث‏.‏

قال في القانون حيث الطول سبع وسبعون درجة وخمسون دقيقة‏.‏ والعرض ثلاث وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي في نهاية الجبال من جهة الجنوب‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينتان وإحداهما تعرف باليهودية وهي من أخصب البلاد وأوسعها خطة وبها معدن الكحل الذي لا يسامى مصاقباً لفارس وإلى أصبهان ينسب الليث بن سعد الإمام الكبير‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم في الكلام على أعمال الديار المصرية من أول هذه المقالة عند ذكر الأعمال القليوبية أنه ينسب إلى بلدتنا قلقشندة أيضاً وأنه كان له دار بها فيحتمل أنه كان أولاً بأصبهان ولها عدة مدن‏:‏ منها إربل‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة وكسر الباء الموحدة ولام في الآخر‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي قاعدة بلاد شهرزور وموقعها في الإقليم الرابع‏.‏

قال ابن سعيد حيث الطول سبعون درجةً وعشرون دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال‏:‏ وهي مدينة محدثة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بين الزابين فيما بين المشرق والجنوب عن الموصل على مسيرة يومين خفيفين‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وعن بعض أهلها أنها مدينة كبيرة قد خرب غالبها ولها قلعة على تل عالٍ داخل السورمع جانب المدينة في مستوٍ من الأرض والجبال منها على أكثر من مسيرة يوم ولها قني تدخل منها اثنتان إلى المدينة للجامع ودار السلطان وبها حاكم يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏ ومنها شهرزور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وضم الراء المهملة والزاي وسكون الواو وفي الآخر راء مهملة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول سبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي بلدة بين الموصل وبين همذان بناها زور بن الضحاك فقيل شهر زور يعني مدينة شهر قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة صغيرة‏.‏ قال في العزيزي‏:‏ وهي خصبة ومنها الدينور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الدال المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح النون والواو ثم راء مهملة في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ست وسبعون درجة والعرض خمس وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي غربي همذان بميلة إلى الشمال وهي مدينة كثيرة المياه والمنازه كثيرة الثمار خصبة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وبينها وبين الموصل أربعون فرسخاً وبينها وبين مراغة كذلك‏.‏

ومنها ماسبذان - بفتح الميم وبعد الألف سين مهملة وباء موحدة وذال معجمة بفتح الجميع وبعد الألف نون‏.‏

وهي مدينة من سيروان - بكسر السين المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الراء المهملة وواو وألف ونون‏.‏كورة من كور عراق العجم‏.‏

قال أحمد بن يعقوب الكاتب‏:‏ وهي مدينة قديمة بين جبال وشعاب‏.‏

قال‏:‏ وهي في ذلك تشبه مكة شرفها الله تعالى وعظمها وفيها عيون ماء في وسطها‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ وكان المهدي العباسي يسكنها وبها مات ودفن‏.‏

ومنها قصر شيرين - بإضافة قصر إلى شيرين - بكسر الشين المعجمة ثم ياء آخر الحروف وراء مهملة ثم ياء ثانية بعدها ونون في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ثلاث وثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهو قصر شيرين حظية كسرى أبرويز‏.‏ وقال في الإدريسي‏:‏ شيرين امرأة كسرى‏.‏

قال‏:‏ وبهذا الموضع آثارٌ لملوك الفرس عجيبة ومنه شهر زور عشرون فرسخاً ومنه إلى حلوان من بلاد العراق خمسة فراسخ‏.‏ ومنها الصيمرة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الصاد المهملة وسكون المثناة من تحتها وفتح الميم والراء المهملة وهاء في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع قال في القانون‏:‏ حيث الطول إحدى وسبعون درجة وخمسون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة صغيرة نزهة ذات زروع وأشجار والمياه تجري في دورها ومحالها‏.‏ قال أحمد بن يعقوب‏:‏ وهي في مرج أفيح فيه عيون وأنهار‏.‏ ومنها قرميسين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر القاف وسكون الراء المهملة وكسر الميم وسكون المثناة من تحتها وكسر السين المهملة ومثناة تحتية ثانية ونون في الآخر‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ووجدناها في كثير من الكتب بإبدال الياء الأولى ألفاً‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وهي مدينة بجبال العراق - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة والعرض أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال في اللباب‏:‏ ويقال لها كرمانشاه‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي من أجل مدن الجبل وأعظمها خطراً وهي عامرة غاصة بالناس‏.‏

قال‏:‏ وينبت بها الزعفران‏.‏ ومنها سهرورد‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم السين المهملة وسكون الهاء وفتح الواو وسكون الراء الثانية وفي آخرها دال مهملة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ كذا ضبطها ولم يذكر الراء الأولى - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة صغيرة والغالب عليها الأكراد‏.‏

ومنها زنجان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الزاي المعجمة وسكون النون وفتح الجيم وألف ونون - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي أقصى مدن الجبال في الشمال‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي على حد أذربيجان من بلاد الجبل ينسب إليها جماعةٌ من أهل العلم‏.‏

ومنها نهاوند‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم النون وفتح الهاء وسكون الألف وفتح الواو وسكون النون وبعدها دال مهملة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة على جبل ولها أنهار وبساتين وهي كثيرة الفواكه وفواكهها تحمل إلى العراق لجودتها‏.‏

قال في اللباب‏:‏ ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام وإنه كان اسمها نوح أوند ومنها همذان‏.‏

قال في الأنساب‏:‏ بفتح الهاء والميم والذال المعجمة وبعد الألف نون - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة والعرض خمس وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي وسط بلاد الجبال ومنها إلى حلوان أول بلاد العراق سبعةٌ وستون فرسخاً‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينة كبيرة ولها أربعة أبواب ولها مياه وبساتين وزروع كثيرة‏.‏

قال في الأنساب‏:‏ وهي على طريق الحاج والقوافل‏.‏

ومنها أبهر‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء ثم راء مهملة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة بين قزوين وزنجان قال ابن خرداذبه‏:‏ ومنها إلى زنجان خمسة عشر فرسخاً‏.‏ ومنها ساوة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح السين المهملة وبعدها ألف ثم واو وهاء - وموقعها في الإقليم الرابع‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول خمس وسبعون درجة والعرض خمس وثلاثون درجة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة جليلة على جادة حجاج خراسان وبها الأسواق الحسنة وبها المنازل الحسنة‏.‏ ومنها قزوين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح القاف وسكون الزاي المعجمة وكسر الواو وسكون المثناة من تحت وفي آخرها نون - وموقعها في الإقليم الرابع قال في القانون ورسم المعمور حيث الطول خمس وسبعون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة لها حصن وماؤها من السماء والآبار ولها قناة صغيرة للشرب فقط وهي مدينة حصينة وبها أشجار وكروم كلها عذيٌ لا تسقى وليس بها ماء جار سوى ما يشرب ويجري إلى المسجد‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وماء قناتها وبيء‏.‏ ومنها آبة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الألف ثم باء موحدة وهاء - وموقعها في الإقليم الرابع‏.‏

قال‏:‏ والعامة تسميها آوة‏.‏ قال في الأطوال حيث الطول خمس وسبعون درجة وعشر دقائق والعرض أربع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة في الشرق بانحراف إلى الشمال عن همذان وبينهما سبعة وعشرون فرسخاً‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وبينها وبين ساوة خمسة أميال‏.‏

ومنها قم‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم القاف وتشديد الميم - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول أربع وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وكان بناؤها في سنة ثلاث وثمانين للهجرة بناها عبد الله بن سعد والأحوص وإسحاق ونعيم وعبد الرحمن بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري من أصحاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث عند انهزامهم من الحجاج وكان مكانها سبع قرى فأهلكوا أهلها وبنوها مدينة كل قرية محلة من محلات المدينة قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة غير مسورة حصينة البناء وماؤها من الآبار وبها البساتين على السواني وبها شجر الفستق والبندق وأهلها شيعة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي في مرج تقدير سعته عشرة فراسخ في مثلها ثم تفضي إلى جبالها وبها من الفستق ما ليس بغيرها‏.‏ ومنها الطالقان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الطاء المهملة واللام والقاف ثم ألف ونون‏.‏ وقال في اللباب‏:‏ بتسكين اللام - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة وكورة بين توريز وأبهر‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي أقرب إلى الديلم من قزوين‏.‏ وقد أوردها كتاب الأطوال المنسوب للفرس مع بلاد الديلم‏.‏ قال أحمد الكاتب‏:‏ وهي بين جبلين عظيمين وهي تمس الطالقان بلاد خراسان‏.‏ ومنها قاشان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح القاف وسكون الألف وبالشين المعجمة وبعد الألف نون‏.‏ قال‏:‏ ويقال‏:‏ بالسين المهملة أيضاً - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ست وسبعون درجة والعرض أربع وثلاثون درجة قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة لطيفة قال ابن حوقل‏:‏ هي أصغر من قم وغالب بنائها بالطين وهي خصبةٌ وقد خرج منها جماعة من العلماء‏.‏ قال في اللباب‏:‏ وأهلها شيعةٌ‏.‏

ومنها الري‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الراء وتشديد الياء آخر الحروف‏.‏ قال في القانون حيث الطول ثمانٌ وسبعون درجة والعرض خمس وثلاثون دقيقة‏.‏ قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة كبيرة قدر عمارتها فرسخ ونصف في مثله وفيها نهران يجريان وبها قني تجري غير ذلك‏.‏ وعدها في اللباب من الديلم ويخرج منها قطنٌ كثير للعراق‏.‏

وبها قبر محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة والكسائي أحد القراء السبعة والنسبة إليها رازي على غير قياس وإليها ينسب الإمام فخر الدين الرازي الإمام المشهور‏.‏

ومنها الكرج‏.‏ قال في المشترك‏:‏ بفتح الكاف والراء المهملة وفي آخرها جيم - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ست وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة متفرقة البناء ليس لها اجتماع المدن وتعرف بكرج أبي دلف قال في المشترك‏:‏ لأن أول من مصرها أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي وقصده الشعراء‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ ولها زروع ومواشٍ ولكن ليس لها بساتين ولا منتزهات والفواكه تجلب إليها‏.‏

ومنها خوار‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الخاء المعجمة وتخفيف الواو وسكون الألف وراء مهملة في الآخر - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ثمانٌ وسبعون درجة وأربعون دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏ قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة من نواحي الري تخترقها القوافل‏.‏

قال في القانون وقلما يذكر إلا منسوباٌ إلى الري فيقال خوار الري‏.‏ ومنها جبال الأكراد‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ والمراد بهذه الجبال الجبال الحاجزة بين ديار العرب وديار العجم دون أماكن من توغل من الأكراد في بلاد العجم قال‏:‏ وابتداؤها جبال همذان وشهرزور وانتهاؤها صياصي الكفرة من بلاد التكفور وهي مملكة سيس وما هو مضاف إليها مما بأيدي بيت لاون ثم ذكر منها عشرين مكاناً في كل منها طائفةٌ من الأكراد‏.‏

الأول دياوشت من جبال همذان وشهرزور وهو مقام طائفة من الأكراد وله أمير يخصهم‏.‏

الثاني درانتك‏.‏

وه مقام طائفة ثانية من الكورانية أيضاً ولهم أمير يخصهم قال في مسالك الأبصار‏:‏ والطائفتان جميعاً لا تزيد عدتهم على خمسة آلاف رجل‏.‏

الثالث دانترك ونهاوند إلى قرب شهرزور‏.‏

وهي مقام طائفة منهم تعرف بالكلالية يعرفون بجماعة سيف عدتهم ألف رجل مقاتلة ولهم أمير يخصهم وهو يحكم على من جاورهم من الرابع مكان بجوار ديار الكلالية المقدم ذكرهم بجبال همذان‏.‏ وهو مقام طائفة من الأكراد يقال لهم زنكلية‏.‏

وعدتهم نحو ألفين ذوو شجاعة وحيلة ولهم أمير يخصهم يحكم على بلاد كيكور وما جاورها من البقاع والكور‏.‏ الخامس نواحي شهرزور‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ كان يسكنها طوائف من الأكراد طائفتان إحداهما يقال لها اللوسة والأخرى يقال لها الباسرية رجال حرب وأقيال طعنٍ وضرب نزحوا عنها بعد واقعة بغداد ووفدوا إلى مصر والشام وسكن في أماكنهم قومٌ يقال لهم الحوسة ليسوا من صميم الأكراد‏.‏

السادس مكان بين شهرروز وبين أشنه من أذربيجان به طائفة من الأكراد يقال لهم السولية يبلغ عددهم نحو ألفي رجل وهم ذوو شجاعة وحميةٍ وهم طائفتان لكل طائفة منهم أمير يخصهم‏.‏

السابع - بلاد بسقاد - وهي مقام طائفة من الأكراد يقال لهم القرياوية وبيدهم من بلاد أزبك أماكن أخر قال‏:‏ وعددهم يزيد على أربعة آلاف ولهم أمير يخصم‏.‏

الثامن - بلاد الكركار - وهي مقام طائفة منهم يقال لها الحسنانية وهم على ثلاثة بطون‏:‏ أحدها طائفة عيسى بن شهاب الدين ولهم خفر قلعة بري والحامي وثانيها طائفة تعرف التاسع - دربندقراير - وهو مقام الطائفة القرياوية ولهم خفارة الدربند المذكور وصاحبه يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصري‏.‏

وقد ذكر في التثقيف أن صاحبه كان سيف الدين بن سير الحسناني‏.‏

العاشر - بلاد الكرحين ودقوق الناقة - وبه طائفة منهم عدتهم تزيد على سبعمائة ولهم أمير يخصهم‏.‏

الحادي عشر بين الجبلين من أعمال إربل‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبها قوم كانوا يدارون التتر وملوك الديار المصرية ففي الشتاء يعاملون التتر بالمجاملة وفي الصيف يعينون سرايا الشام في المجاملة قال‏:‏ وعددهم كعدد الكلاكية ولهم أمير يخصهم‏.‏

وذكر أنه كان لهم في الدولة المنصورية قلاوون أميرٌ يسمى الخضر بن سليمان كاتب شجاع وأنه وفد إلى الديار المصرية فاخترمته المنية قبل عوده وكان معه أربعة أولاد فعادوا بعد موته في الدولة الزينية كتبغا‏.‏

الثاني عشر مازنجان وبيروه وسمحة والبلاد البرانية - وهي مقام طائفة منهم يقال لها المازنجانية لا تزيد عدتهم على خمسمائة وهم طائفة ينتسبون إلى المحمدية والمازنجانية هم طائفة المبارزكك الموجود اسمه ورسم المكاتبة إليه في دساتير المكاتبات القديمة وقد أضيف إليهم الحمدية وهم طائفة من الأكراد لا تنقص عدتهم عن ألف مقاتل لأن أميرهم مبارز الدين كك كان من أمراء الخلافة في الدولة العباسية ومن ديوان الخلافة لقب بمبارز الدين وكك اسمه قال‏:‏ وكان يدعي الصلاح وتنذر له النذور فإذا حملت إليه قبلها وأضاف إليها مثلها من عنده وتصدق بهما معاً وذكر نحوه في التعريف ثم كان له في الدولة الهولاكوية المكانية العلية واستنابوه في إربل وأعمالها وأقطعوه عقرشوش بكمالها وأضافوا إليه هراة وتل حفتون وقدموه على خمسمائة فارس وتولى الإمرة وقوانين نحو عشرين سنة وبقي حتى جاوز التسعين وهمته همة الشبان ثم مات وخلفه ولده عز الدين فكان من أبيه نعم الخلف وجرى على نهج أبيه في ترتيب المملكة وعلت رتبته عند ملوك التتر وملوك الديار المصرية ثم خلفه أخوه نجم الدين خضر فجرى على سمت أبيه وأخيه‏.‏

ثم قال‏:‏ وكانت ترد على الأبواب السلطانية بمصر ونواب الشام كتب تتهلل بماء الفصاحة كالسحب وتسرح من أجنابها الأبكار العرب‏.‏

ثم خلفه ولده فجرى على سننه وبقيت الإمارة في بنيه والأمير القائم منهم هو المعبر عنه في الدساتير بصاحب عقرشوش وله مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

الثالث عشر بلاد شعلاباد إلى خفتيان وما بين ذلك من الدشت والدربند الكبير - وهي مقام طائفة منهم تعرف بالشهرية معروفون باللصوصية وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفاً وجبالهم عاصية ودربدنهم بين جبلين شاهقين يسقيهما الزاب الكبير‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وعليه ثلاث قناطر‏:‏ اثنتان منها بالحجر والطين والوسطى مضفورة من الخشب كالحصير علوها عن وجه الماء مائة ذراع في الهواء وطولها بين الجبلين خمسون ذراعاً في عرض ذراعين تمر عليها الدواب بأحمالها والخيل برجالها‏.‏

وهي ترتفع وتنخفض يخاطر المجتاز عليها بنفسه وهم يأخذون الخفارة عندها وهم أهل غدر وخديعة لا يستطيع المسافر مدافعتهم ولهم أمير يخصهم ولصاحبها مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

الرابع عشر ماذكرد والرستاق ومرت وجبل جنجرين المشرف على أشنه من ذات اليمين - وهو مقام طائفة منهم يقال لهم الزرزارية ويقال إنهم ممن تكرد من العجم ولهم عدد جم يكاد يبلغ خمسة آلاف ما بين أمراء وأغنياء وفقراء وأكارين وغيرهم وجبلهم في غاية العلو والشهوق في الهواء شديد البرد بأعلاه ثلاثة أحجار طول كل حجر منها عشرة أشبار في عرض دون الثلاثة متخذة من الحجر الأخضر الماتع وعلى منها كتابة قد اضمحلت لطول السنين يقال إنها نصبت لمعنى الإنذار والإخبار عمن أهلكه الثلج والبرد هناك في الصيف وهم يأخذون الخفارة تحته‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وكان لهم أمير جامع لكلمتهم اسمه نجم الدين باشاك ثم تولاهم من بعده ابنه جيدة ثم ابنه عبد الله‏.‏

قال‏:‏ وكان لهم أمراء آخرون منهم الحسام شير الصغير وابنه باشاك وغيرهم قال‏:‏ وينضم إلى الزرزارية شرذمة قليلة تسمى باسم قريتها بالكان نحو ثلاثمائة رجل منفردين بمكان مشرف على عقبة الحان يأخذون عليها الخفارة ولصاحب ماذكرد مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية ثم قال في التثقيف‏:‏ وهو حنش بن إسماعيل‏.‏

الخامس عشر جولمرك - وهو مقام طائفة تسمى الجولمركية وهم قوم نسبوا إلى مكانهم ذلك فعرفوا به ويقال‏:‏ لأنهم طائفة من العرب من بني أمية اعتصموا بهذه الجبال عند غلبة بني العباس عليهم وأقاموا بها بين الأكراد فانخرطوا في سلكهم قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهم الآن في عدد كثير يزيدون على ثلاثة آلاف كان ملكهم في أوائل دولة التتر أسد بن مكلان ثم خلفه ابنه عماد الدين ثم ابنه أسد الدين وببلاده معدن الزرنيخين‏:‏ الأحمر والأصفر ومنها ينقل إلى سائر الأقطار قال‏:‏ وكان قد ظهر عنده معدن لازورد فأخفاه لئلا يسمع به ملوك التتر فيطلبونه ومعقله من أمنع المعاقل على جبل مقطوع بذاته والزاب الكبير محدق به لا محط للجيش عليه ولا وصول للسهام إليه وسطحه متسع للزراعة وفي كل ضلع من أضلاعه كهفٌ مرتفع يأوي إليه من أراد الامتناع وأعلاه مغمور بالثلج والصعود إليه في بعض الطريق يستدعي العبور على أوتاد مضروبة‏.‏

ومن لا يستطيع التسلق جر بالحبال وكذلك بغال الطواحين وملكهم معتمدٌ عند الأكراد وهو يأخذ الخفارة من جميع الطرقات من تبريز إلى خوي ونقجوان وهذا هو المعبر عنه في التعريف وغيره من الدساتير في المكاتبات بصاحب جولمرك وهو يكاتب من الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

السادس عشر بلاد مركوان على القرب من الجولمركية كثيرة الثلوج والأمطار بلاد زرع وضرع - وهي متاخمة لأرمية من بلاد أذربيجان وبها طائفة من الأكراد تبلغ عدتهم ثلاثة آلاف وهم أحلاف للجولمركية‏.‏

السابع بلاد كواردات - وهي بلاد مجاورة لبلاد الجولمركية من جهة بلاد الروم وهي بلاد خصبة وبها طائفة من الأكراد ينتسبون إليها لا إلى قبيلة وعدتهم نحو ثلاثة آلاف ولهم أمير يخصهم‏.‏

الثامن بلاد الدينار - وهي بلاد تلي بلاد الجولمركية وبها طائفة من الأكراد يقال لهم الدينارية نسبة إلى بلدتهم وعددهم نحو خمسمائة ولهم سوق وبلد وكان لهم أميران أحدهما الأمير إبراهيم ابن الأمير محمد كان له وجه عند الخلفاء والثاني الشهاب بن بدر الدين توفي أبوه وخلفه كبيراً فخلفه في إمرته وكان بينهم وبين المازنجانية حروب‏.‏

التاسع عشر بلاد العمادية وقلعة هارون‏.‏

وهي بالقرب من بلاد الجولمركية وبها طائفة منهم يقال لهم الهكارية يزيد عددهم على أربعة آلاف مقاتل ولهم إمارة تخصهم قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهم يأخذون الخفارة في أماكن كثيرة من بخارا إلى بلد الجزيرة وصاحب هارون يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

العشرون القمرانية وكهف داود - وبها طائفة منهم يقال لهم التنبكية‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وقليلٌ ما هم لكنهم حماةٌ رماةٌ وطعامهم مبذول على خصاصة‏.‏

واعلم أنه بعد أن ذكر في مسالك الأبصار ما تقدم ذكره عقب ذلك بذكر جماعة من الأكراد تفرقوا في الأقطار بعد اجتماع منهم التحتية وهم قوم كانوا يضاهون الحميدية كان لهم أعيان وأمراء وأكابر فهلك أمراؤهم ونسيت كبراؤهم ولم يبق منهم إلا شرذمة قليلة تفرقت بين القبائل والشعوب ثم قال‏:‏ وشعبهم كثيرة‏:‏ منهم السندية وهم أكثر شعبهم عدداً وأوفرهم مدداً كانوا يبلغون ثلاثين ألف مقاتل ومنهم المحمدية وكان لهم أمير لا يزيد جمعه على ستمائة رجل‏.‏

ومنهم الراسنية كانوا أوفى عدد وعدد وجمع ومدد ثم تشتت شملهم وتفرق جمعهم وعادت عدتهم في بلد الموصل لا تزيد على ألف رجل وكان لهم أمير يقال له علاء الدين كورك بن إبراهيم في بلد العقر ولا ينقص عن خمسمائة ومنهم الدنيكية وهم متفرقون في البلاد لا يزيد عددهم على ألف رجل‏.‏

قلت‏:‏ وقد ذكر في التثقيف عدة أماكن من بلاد وقلاع يكاتب أصحابها من الأكراد سوى من إحداها برجو‏.‏

الثانية البلهيئة‏.‏

الثالثة كرم ليس‏.‏

الرابعة اندشت‏.‏

الخامسة حردقيل‏.‏

السادسة سكراك‏.‏

السابعة قبليس‏.‏

الثامنة جرموك‏.‏

التاسعة شنكوس‏.‏

العاشرة بهرمان‏.‏

الحادية عشرة حصن أران وهو حصن الملك‏.‏

الثانية عشرة‏.‏

الثالثة عشرة سونج الرابعة عشرة اكريسا‏.‏

الخامسة عشرة يزاركد‏.‏

السادسة عشر الزاب‏.‏

السابعة عشرة الزيتية‏.‏

الثامنة عشرة الدربندات العرابلية‏.‏

التاسعة عشرة قلعة الجبلين‏.‏

العشرون سيدكان‏.‏

الحادية والعشرون صاحب رمادان‏.‏

الثانية والعشرون الشعبانية‏.‏

الثالثة والعشرون نمرية‏.‏

الرابعة والعشرون المحمدية‏.‏

الخامسة والعشرون كزليك‏.‏

الإقليم الخامس بلاد الديلم بفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة تحت وفتح اللام وميم في الآخر‏.‏

وهم جيلٌ من الأعاجم سكنوا هذه البلاد فعرفت بهم وبعض الناس يزعم أنهم من العرب من بني ضبة ومنهم كان بنو بويه القائمون على خلفاء بني العباس ببغداد‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي جبال متسعة إلى الغاية وبها غياض ومياه مشتبكة في الوجه الذي يقابل طبرستان والبحر وبين ذيل الجبل وبين البحر مسيرة يوم وربما نقص عن ذلك وربما زاد حتى بلغ يومين‏.‏

وقاعدتها روذبار‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الراء المهملة وسكون الواو وفتح الذال المعجمة والباء الموحدة ثم ألف وراء مهملة في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول خمس وسبعون درجة وسبع وثلاثون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وإحدى وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وبه مقام ملوكهم‏.‏

ومن بلادها كلار‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بكاف ولام وألف وفي الآخر راء - وموقعها في الإقليم الرابع‏.‏

قال في القانون حيث الطول سبع وسبعون درجة والعرض ست وثلاثون درجة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة الديلم وهي في جهة الشرق والجنوب عن لاهجان من بلاد كيلان‏.‏

الإقليم السادس الجيل قال في المشترك‏:‏ بكسر الجيم وسكون المثناة من تحت ثم لام - وهي اسم لصقعٍ واسع مجاورٍ لبلاد الديلم ليس فيه قرى كثيرة وليس فيه مدينة عظيمة‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ الجيل اسم لبلاد متفرقة وراء طبرستان‏.‏

قال‏:‏ ويقال أيضاً كيلان وكيل فلما عربت قيل جيلان وجيل ومنها كوشيار الحكيم الجيلي فيما ذكره ياقوت وإليها ينسب الشيخ عبد القادر الجيلاني وبالجملة فهما صقعان متلاصقان يعسر تمييز أحدهما عن الآخر‏.‏

قال في مسالك الأبصار عن الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد الجيلي‏:‏ إن بلاد كيلان في وطاة من الأرض وإنه يحيط بها أربعة حدود من الشرق إقليم مازندران ومن الغرب موقان ومن الجنوب عراق العجم يفصل بينهما جبل يعرف باشناده ومن الشمال بحر القلزم يعني بحر طبرستان‏.‏

قال‏:‏ وطول مجموع كيلان مما بأيدي ملوكها وهو شرق بغرب نحو عشرة أيام وعرضها وهو جنوب بشمال نحو ثلاثة أيام تزيد وتنقص وهي شديدة الأمطار كثيرة الأنهار كثيرة الفواكه خلا النخل والموز وقصب السكر والمشمش ويجلب إليها المحمضات من مازندران‏.‏

قال‏:‏ ومدن كيلان غير مسورة ولملوكهم قصور علية وجميع مبانيها بالآجر مفروشة به أيضاً كما في بغداد مسقفة بالخشب وبعضها معقودة أقباءً وعيها قش مضفور وفي غالب ديارها آبار قريبة المستقى نحو ذراعين أو ثلاثة أو أقل والأنهار حاكمة على مدنها وبها حماماتٌ يجري إليها الماء من الأنهار وبها المساجد والمدارس وتسمى بها الخوانق وغالب أقواتهم الأرز يعمل منه الخبز والرقاق مع تيسر القمح والشعير عندهم والبقر والغنم عندهم بكثرة وأسعارهم متوسطة إلى الرخص وبها الحرير الكثير ولها حصون في نواحي مازندران وجزائر في بحر طبرستان وبها الرمان والبلوط والفواكه وفيها تحصنهم عند مغالبة العدو لهم ولباسهم الأقبية الإسلامية الضيقة الأكمام وتخافيف صغار على رؤوسهم ويشدون المناطق والبنود وخيلهم براذين وفي سروجهم المحلى بالفضة وغيره ولملوكهم زي جميل على ضيق بلادهم وقلة متحصلها ويركب الملك بالرقبة السلطانية والحجاب والسلاح دارية والجمدارية والجنائب المجرورة ويتخذ بظواهر قصور ملوكهم ميادين خضرٌ في أوساطها قصورٌ صغار من الخشب فيها جلوسهم للخدم والمظالم‏.‏

ولا يزال بين ملوكهم الخلف فإذا قصدهم عدو خارجي عنهم تألفوا واجتمعوا عليه حتى إن هولاكو جهز إليهم جيشاً عدته سبعون ألفاً صحبة نائبة قطلوشاه فلم ينل منهم قصداً وكان آخر الأمر أن قتل قطلوشاه وهلك جل من معه‏.‏

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بها ثمان قواعد بكل قاعدة منها ملكٌ وبعضهم أكبر من بعض وموقع جميعها في الإقليم الرابع‏.‏

فأما الكبار فأربع قواعد‏:‏ القاعدة الأولى بومن قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم الباء الموحدة التي بين الفاء والباء الموحدة وسكون الواو وكسر الميم ثم نون في الآخر‏.‏

قال‏:‏ وهي قريبة من البحر وبها فيما يحاذيها معدن حديد وبها من معمولات القماش قال في مسالك الأبصار‏:‏ وصاحبها شافعي المذهب دون غيره من ملوك الجيل مذهب نشأ عليه ملوكها‏.‏

قال‏:‏ وعسكره يزيد على ألف فارس وبلاده قليلة ولكن غالب دخله التجار والحرير بها كثير قال‏:‏ وصاحبها يدعي النسبة إلى بيت الشرف وله اعتناء بأهل العلم والفضل ولباس الملك والجند بها نوع من لباس التتر ولباس غلمانها قريب من زي التجار ولهم عذبات كالصوفية قدامهم وعامة أهلها كغيرهم ممن جاورهم‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم المثناة الفوقية وواو ولام وميم وصاحب مسالك الأبصار يثبت فيها ياء مثناة بين اللام والميم - وهي قريبة من البحر أيضاً‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وأمر صاحبها قريب من صاحب ومن ولكن لا حرير في بلاده وهو حنبلي المذهب وعدة عسكره نحو ألف فارس وهم أفرس إخوانهم ولهم على ملوك الجيل استظهار لما ظهر من نكايتهم في عسكر التتر‏.‏

قال‏:‏ وزيها كزي ومن‏.‏

القاعدة الثالثة كسكر قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح الكافين وسكون السين المهملة بينهما وراء مهملة في الآخر‏.‏

وقد ذكر أنها دولاب - بضم الدال المهملة وسكون الواو ولام ألف وباء موحدة في الآخر‏.‏

قال‏:‏ وعن السمعاني فتح الدال وأنه أفصح وأنها من حدود الديلم‏.‏

وذكر في اللباب أنها قرية من أعمال الري‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وصاحبها له صولةٌ في ملوك تولم وجيشه أكثر عدداً من غيره من ملوك الجيل وبلاده أوسع وأرضه أخصب وأكثر حباً وفاكهةً وأغناماً وأبقاراً مما حولها وهي كثيرة السمك والطير‏.‏

ومنها الشيخ العارف السيد عبد القادر الكيلاني قدس الله روحه‏.‏

وأما الصغار فأربع أيضاً‏:‏ قال في تقويم البلدان‏:‏ بفتح اللام وبعدها ألف وهاء وجيم مفتوحتان ثم ألف بعدها نون ثم قال‏:‏ وهي من الديلم أو كيلان‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول أربع وسبعون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ومنها يجلب الحرير المشهور إلى البلاد‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وهي في حال الحرير كما في بومن بخلاف غيرهما من سائر بلاد الجيل‏.‏

القاعدة الثانية سخام‏.‏

القاعدة الثالثة مرست‏.‏

القاعدة الرابعة تنفس‏.‏

ولها عدة مدن غير القواعد‏:‏ منها كوتم‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ بضم الكاف وواو ساكنة ثم تاء مثناة فوقية مضمومة ثم ميم في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول ست وسبعون درجة والعرض ست وثلاثون درجة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ قال من رآها إنها مدينة لها بساتين وهي ناقلة عن البحر مسيرة يوم‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة كبيرة للجيل‏.‏

ومنها سالوس‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ المشهور بالسين المهملة وألف ولام مضمومة وواو ساكنة ثم سين ثانية وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ست وسبعون درجة‏.‏

والعرض سبع وثلاثون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي على البحر ولها منعةٌ وهي صعبة المسلك‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي آخر حد طبرستان من جهة الغرب‏.‏

الإقليم السابع طبرستان بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء المهملة وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة فوق وألف ثم نون‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي في جهة الشرق عن بلاد الديلم وكيلان قال‏:‏ وإنما سميت طبرستان لأن طبر بالفارسية الفأس وهي من كثرة اشتباك أشجارها لا يسلك فيها الجيش إلا بعد أن تقطع الأشجار بالطبر من بين أيديهم واستان بالفارسية الناحية فسميت طبرستان أي ناحية الطبر‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي في غاية المنعة والحصانة بالجبال المنيعة المحيطة بها من كل جانب وفي وسط الجبال الأراضي السهلة وفيها من كثرة المياه والغياض ما لا يساويها فيه بلد آخر وهي عن قزوين في الشرق بانحراف إلى الشمال‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي بلاد كثيرة المياه والأشجار والغالب عليها الغياض وأبنيتها بالخشب والقصب‏.‏

وهي بلاد كثيرة الأمطار‏.‏

ويرتفع منها حرير يعم الآفاق‏.‏

وغالب خبزهم الأرز‏.‏

قال‏:‏ وليس بجميع طبرستان نهرٌ تجري فيه السفن إلا أن البحر قريب منهم على أقل من يوم‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ والنسبة إليها طبري‏.‏

وقاعدتها آمل‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ثم ميم مضمومة ولام في الآخر - وهي مدينة من طبرستان واقعةٌ في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول سبع وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة‏.‏

قال في القانون‏:‏ وهي قصبة طبرستان وهي أكبر من قزوين مشتبكةٌ بالعمارة لا يعلم على قدرها أعمر منها في تلك النواحي‏.‏

قال أحمد الكاتب‏:‏ وهي على بحر الديلم‏.‏

وقال في المشترك‏:‏ هي أكبر مدينة بطبرستان‏.‏

ومنها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمام الكبير المشهور‏.‏

ولها عدة مدن‏:‏ منها رويان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بضم الراء المهملة وسكون الواو ثم ياء مثناة من تحت وألف ونون - وهي مدينة من طبرستانواقعة في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في رسم المعمور حيث الطول ست وسبعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي مدينة كبيرة في جبال طبرستان ولها كورة عظيمة وعمل قال في اللباب‏:‏ وخرج منا جماعة كثيرة من العلماء‏.‏

ومنها مامطير‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الميمين وكسر الطاء المهملة وسكون المثناة من تحت وراء مهملة في الآخر‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي بلدة من عمل آمل خرج منها جماعةٌ من العلماء‏.‏

ومنها دهستان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الدال المهملة والهاء وسكون السين المهملة وفتح المثناة من فوق ثم ألف ونون‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة من طبرستان وقيل هي من خراسان - وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول إحدى وثمانون درجة وعشر دقائق والعرض ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وهي مدينة مشهورة عند مازندران بناها عبد الله بن طاهر ومعناها بالفارسية موضع القرى وهي آخر حد طبرستان بين جرجان وخوارزم‏.‏

الإقليم الثامن مازندران بفتح الميم وبعدها ألف وفتح الزاي المعجمة وسكون النون وفتح الدال والراء المهملتين وألف ثم نون وهو لإقليم على القرب من طبرستان وقاعدتها جرجان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الجيم وسكون الراء المهملة وجيم ثانية وألف وفي آخرها نون‏.‏

قال في المشترك‏:‏ والعجم تسميها كركان بضم الكاف وسكون الراء المهملة‏.‏

وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمانون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي مدينة جليلة بين خراسان وبين طبرستان فخوارزم منها في جهة الشرق وطبرستان منها في جهة الغرب‏.‏

قال‏:‏ وهي بلدة كثيرة الأمطار متصلة الشتاء وفي وسطها نهر يجري وهي قريبة من بحر الخزر والجبال محتفةٌ بها فهي سهلية جبلية يجتمع فيها فواكه الغور والنجد قال‏:‏ وبها من خشب الخلنج ما ليس في بلد آخر مثله‏.‏

ولها مدن أخرى‏:‏ منها سارية‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح السين المهملة وألف وراء مهملة ومثناة من تحتها وهاء‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي مدينة من مازندران‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ من طبرستان - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

وفي شرقيها خوار الري وبينهما نحو ثمانين ميلاً‏.‏

ومنها أستراباذ‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الهمزة‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وكسر المثناة من فوق وفتح الراء المهملة وبالباء الموحدة بين ألفين وفي آخرها ذال معجمة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وقد يلحقون فيها ألفاً أخرى بين التاء والراء‏.‏

قال في المشترك‏:‏ أستر اسم رجل وأباذ اسم عمارة فكأنه قال عمارة أستر‏.‏

وهي مدينة من مازندران‏.‏

وقيل من خراسان‏.‏

وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول تسع وسبعون درجة وعشرون دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة وخمس دقائق‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي على حد طبرستان وبينها وبين آمل قصبة طبرستان تسعة وثلاثون فرسخاً‏.‏

ومنها آبسكون‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الألف الممدودة وضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وضم الكاف وفي آخرها نون - وهي بلدة على ساحل بحر الخزر واقعةٌ في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول تسع وسبعون درجة وخمس وأربعين دقيقة والعرض سبع وثلاثون درجة وعشر دقائق‏.‏

قال في القانون‏:‏ وهي فرضة جرجان‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وإليها ينسب بحر آبسكون ومنها يركب إلى الخزر وإلى باب الأبواب والجيل والديلم وغير ذلك الإقليم التاسع قومس قال في اللباب‏:‏ بضم القاف وسكون الواو وفتح الميم وفي آخرها سين مهملة‏.‏

قال‏:‏ ويقال لها بالفارسية كومس بإبدال القاف كافاً‏.‏

قال‏:‏ وهي من بسطام إلى سمنان وهما من قومس بين خراسان وبين الجبال أولها من ناحية الغرب سمنان‏.‏

قال أحمد الكاتب‏:‏ وقومس بلدٌ واسع جليل القدر‏.‏

وقال في المشترك‏:‏ قومـس موضـع كبيـر فيـه بلـاد كثيـرة وقـرىً - وقاعدتهـا سمنان قال فـي المشتـرك‏:‏ بكسـر السيـن المهملـة وسكـون الميـم ونونيـن بينهمـا ألـف‏.‏

وقـال فـي القانـون حيـث الطول تسـع وسبعـون درجـة وخمـس عشـرة دقيقـة والعـرض ست وثلاثون درجة‏.‏

قال في المشترك وهو بلد مشهور بين الري والدامغان‏.‏

وبها مدن أيضاً‏:‏ منهـا الدمغـان‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح الـدال المهملـة وألـف وفتـح الميـم والغيـن المعجمة وألف ثانية ثم نون - وموقعها فـي الإقليـم الرابـع‏.‏

قـال فـي القانـون حيـث الطـول تسـع وسبعـون درجـة وثلاثـون دقيقـة والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

ومنها بسطام‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح البـاء الموحـدة وسكـون السيـن وفتـح الطـاء المهملتيـن وفـي الآخـر ميم - وموقعها في الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ وهـي بلـدة مشهـورة‏.‏

قـال ابـن حوقل‏:‏ ولها البساتين الكثيرة وهي كثيرة الفواكه وإليها ينسب أبو يزيد البسطامي الزاهد‏.‏

الإقليم العاشر خراسان قـال فـي اللبـاب‏:‏ بضـم الخـاء المعجمـة وفتـح الـراء المهملـة وألف ثم سين مهملة وألف ونون - وهي بلاد كثيرة‏.‏

قال‏:‏ وأهل العراق يقولون إنها من الري إلى مطلع الشمس وبعضهم يقول من حلوان إلـى مطلـع الشمـس ومعنـى خـر اسـمٌ للشمـس واسـان موضـع الشـيء ومكانه وقيل معنى خراسـان كـل بالرفاهيـة‏.‏

قـال في تقويم البلدان‏:‏ ويحيط بها من جهة الغرب المفازة التي بين بلاد الجيل وجرجان ومن جهة الجنوب مفازة فاصلة بينها وبين فارس وقومس ومن الشرق نواحي سجستـان وبلـاد الهنـد ومـن جهـة الشمـال بلـاد مـا وراء النهـر وشـيءٌ مـن تركستـان‏.‏

قال‏:‏ وخراسان تشتمل على عدة كور كل كورةٍ منها نحو إقليم‏.‏

ومن كورها المشهورة جوين بضم الجيم وفتح الواو وسكون المثناة من تحت ونون في الآخر‏.‏

وقوهستـان بضـم القـاف وسكـون الواو وفتح الهاء وسكون السين المهملة وفتح المثناة فوق وألف ثـم نـون‏.‏

وبغشـور بفتـح البـاء الموحـدة والغيـن المعجمـة الساكنـة ثـم شيـن معجمـة وواو وراء مهملـة فـي الآخر‏.‏

ومـرو بفتـح الميـم وسكون الراء المهملة وواو في الآخر‏.‏

وطوس بضم الطاء المهملة وسكون الواو وسيـن مهملـة فـي الآخـر‏.‏

وبيهـق بفتـح البـاء الموحـدة وسكـون اليـاء المثنـاة التحتيـة وفتح الهاء وقاف فـي الآخر‏.‏

وباخرز بفتح الباء الموحدة ثم ألف وخاء معجمة وراء مهملة ساكنة وزاي معجمة وإليها ينسب الباخرزي الذي أسلم على يديه بركة‏.‏

وقاعدتها فيما ذكره المؤيد صاحب حماة في تاريخه نيسابور‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح النون وسكون المثناة من تحتها وفتح السين المهملة وسكون الألف وضم الباء الموحدة وبعدها واو وراء مهملة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وسميت نيسابور لأن سابور الملك لما رآها قال‏:‏ يصلح أن يكون هاهنـا مدينـةٌ وكانـت قصبـاً فأمـر بقطـع القصـب وأن تبنـى مدينـة فقيـل نيسابـور والنـي هـو القصب‏.‏

قال ابن سعيد‏:‏ والعجم تسميها نشاور‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ واسمها الآن نشاور يعنـي بفتـح النـون والشيـن المعجمة وألف وفتح الواو وراء مهملة في الآخر - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول ثمانون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة مشهورة في أرض سهلة وهي مفترشة البناء مقدار فرسخ في فرسخ وبها قني ماء وهي صحيحة الهواء‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وهي أحسـن مـدن خراسـان وأجمعهـا للخيـر‏.‏

قـال أحمـد بـن يعقـوب الكاتـب‏:‏ وبينهـا وبيـن كـل من مرو ومن هراة ومن جرجان ومن الدامغان عشر مراحل‏.‏

وبها مدن عديدة‏:‏ منهـا الطابـران‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح الطـاء المهملـة والباء الموحدة والراء المهملة وبعد الألف نون‏.‏

قال في القانون‏:‏ وهي قصبة طوس من كور خراسان - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعـة‏.‏

قـال فـي الأطـوال حيـث الطـول ثمانـون درجـة وثلاثـون دقيقـة والعـرض خمـس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة‏.‏

قال في العزيزي‏:‏ وهي من أجل مدن خراسان‏.‏

ومنهـا نوقان‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون - وهي مدينة من أعمال طوس من خراسان وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطـوال حيـث الطـول اثنتـان وثمانـون درجـة وخمس وأربعون دقيقة والعرض ثمان وثلاثون درجة‏.‏

قال المهلبي‏:‏ وهي من أجل مدن خراسان وأعمرها وبظاهرها قبر الغمام علي بن موسى بن جعفر الصادق وقبر هارون الرشيد الخليفة العباسي وبها معدن الفيروزج والدهنج‏.‏

سومنها إسراين‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء المهملة وكسـر المثنـاة التحتية ونون في الآخر - وهي بلدة بنواحي نيسابور من خراسان - موقعها في الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطول إحدى وسبعون درجة والعرض ثلـاث وثلاثـون درجـة‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وتسمى المهرجان أيضاً بكسر الميم وسكون الهاء وفتـح الـراء المهملـة والجيم وألف ونون في الآخر‏.‏

يقال إن كسرى سماها بذلك تشبيهاً بالمهرجان أحد أعياد الفرس‏:‏ لأن المهرجان أطيب أوقات الفصول شبهها بذلك لخضرتها ونضارتها وإليها ينسب الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني الغمام الكبير المشهور‏.‏

ومنها خسروجرد‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بضم الخاء المعجمة وسكون السين وفتح الراء المهملتين وسكـون الـواو وكسـر الجيـم ثـم راء ودال مهملتـان - وموقعهـا فـي الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قـال فـي الأطـوال حيـث الطـول إحـدى وثمانـون درجـة وخمـس دقائـق والعـرض ست وثلاثون درجة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وهي قصبة ناحية بيهق من خراسان‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ كانت قصبتها ثم صارت القصبة سبروار‏.‏

ومنها نس‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح النون والسين المهملة وألف مقصورة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال ابن سعيد حيث الطول اثنتان وثمانون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة‏.‏

قال في المشتـرك‏:‏ وهـي مدينـة مـن خراسـان بيـن أبيـورد وسرخـس‏.‏

قـال ابـن حوقـل‏:‏ وهي مدينة حصينة ومنها الإمام أحمد النسائي صاحب السنن‏.‏

ومنهـا أزاذوار‏.‏

قـال فـي تقويـم البلـدان‏:‏ بالهمـزة والـزاي المعجمـة ثـم ألـف وذال معجمة وواو مفتوحتين وألف وراء مهملـة فـي الآخـر‏.‏

وهـي قصبـة جويـن مـن خراسـان‏.‏

وموقعهـا فـي الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي الأطوال حيث الطول ثمانون درجة وخمس وأربعون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة ومنها إمام الحرمين الإمام الشافعي المشهور‏.‏

ومنهـا قايـن‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح القـاف وبعـد الألـف ياء مثناة تحتية مكسورة ثم نون‏.‏

وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول أربع وثمانون درجة وخمس وثلاثـون دقيقـة والعـرض ثلـاث وثلاثـون درجـة وخمـس وثلاثـون دقيقـة‏.‏

قـال ابـن حوقل‏:‏ وهي قصبة قوهستان من خراسان على مفازة‏.‏

قال‏:‏ وهي مثل سرخس في الكبر وماؤها من القنـي ومنهـا سرخـس‏.‏

قـال فـي تقويـم البلـدان‏:‏ بفتـح السيـن والـراء المهملتيـن ثـم خـاء معجمـة ساكنة وسين مهملـة - وموقعهـا فـي الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي القانـون حيـث الطـول خمس وثمانون درجـة والعـرض سـت وثلاثـون درجـة وأربعون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة بين نيسابور وبين مرو في أرض سهلة وليس لها ماء جار إلا نهر يجري في بعض السنة وهي فضلة مياه هراة والغالب على نواحيها المراعي ومعظم مال أهلهـا الجمـال وماؤهـم مـن الآبـار وأرحيتهـم على الدواب‏.‏

قال المهلبي‏:‏ والرمال محتفةٌ بها‏.‏

ومنهـا بوشنـج‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وسكون النـون وجيـم فـي الآخـر‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ ويقـال لهـا أيضـاً فوشنج بالفاء بدل الباء‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ ويقال لها أيضاً بوشنك بالكاف بدل الجيم‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة على نحو النصف من هراة في مستوٍ من الأرض ولها مياه وأشجار كثيرة وماؤها من نهر بهراة وهو يجري من هراة إلى بوشنج إلى سرخس‏.‏

ومنها هـراة‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح الهـاء والـراء المهملـة ثـم ألـف وهـاء فـي الآخـر‏.‏

قـال فـي التعريـف‏:‏ ولا يسمع عجمي إلا هـرى - وموقعهـا فـي الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي الأطـوال حيـث الطـول خمـس وثمانـون درجـة وثلاثـون دقيقـة والعـرض خمـس وثلاثـون درجة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي من خراسان ولها أعمال وداخلها ميـاه جاريـة والجبـل منهـا علـى نحـو فرسخيـن ومنـه تعمـل حجارة الأرحية وغيرها وليس سبه محتطب ولا مرعىً وعلى رأسه بيت نار كـان للفـرس وخـارج هـراة المياه والبساتين‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وكانت مدينة عظيمةً فخر بها التتر‏.‏

قال في اللبـاب‏:‏ وكـان فتحهـا فـي خلافـة أميـر المؤمنيـن عثمـان رضـي اللـه عنـه‏.‏

قـال‏:‏ والنسبـة إليها هروي‏.‏

قـال فـي مسالـك الأبصار‏:‏ ومن الناس من يعد هراة مفردة بذاتها عن خراسان وصاحبها يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية‏.‏

ومنهـا مـرو الـروذ‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفي الآخر واو‏.‏

وقال في اللباب بفتح الواو وألف ولام وضم الراء الثانية وسكون الواو وذال معجمة والوذ بالعجمية النهر ومعناه مرو النهر‏.‏

وموقعهـا فـي الإقليـم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في القانون حيث الطول سبع وثمانون درجة وأربعون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي أكبر من بوشنج ولها نهر كبير وعليه البساتين وهي طيبة التربة والهواء والجبـل عنهـا فـي جهـة الغـرب علـى ثلاثـة فراسـخ‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ وهي من أشهر مدن خراسان والنسبة غليها مروروذي ومووذي أيضاً‏.‏

ومنها مرو الشاهجان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الميم وسكون الراء المهملة وواو في الآخر وهو مضـاف إلـى الشاهجـان بفتـح الشيـن وألـف بعدهـا هـاء ثـم جيـم وألـف ونون - وموقعها في الإقليم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي المشتـرك‏:‏ ومـرو الشاهجان معناه روح الملك‏.‏

قال في الأطوال حيـث الطـول سبـع وثمانـون درجـة والعرض سبع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينة قديمة يقال إنها من بناء طهمورث‏:‏ أحد ملوك الفرس‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ ويقـال إنهـا مـن بنـاء ذي القرنيـن‏.‏

قال‏:‏ وهي في أرض مستويةٍ بعيدة عن الجبال لا يرى منها الجبل وأرضها كثيرة الرمل وفيها سبوخة ويجري على بابها نهرٌ يدخل منه الماء إلى حياض المدينة ومنه شرب أهلها ولها ثلاثة أنهار أخر وبها الفواكه الحسنة تقدد وتحمل إلى البلاد وبها الزبيب الذي لا نظير له ولها من النظافة وحسن الترتيب وتقسيم الأبنية والغروس على الأنهار وتمييز كـل سـوقٍ عـن غيـره مـا ليـس لغيرهـا مـن البلاد‏.‏

قال في المشترك‏:‏ والنسبة إليها مروزي‏.‏

قال في تقويم البلدان‏:‏ وبها كان مقام المأمون لما كان بخراسان وبها قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس ومنها ظهرت دولة بني العباس وبها صبغ أول سواد لبسته المسودة ومنها يرتفع الحرير الكثير والقطن‏.‏

قال في المشترك‏:‏ وبينها وبين كل من نيسابور وهراة وبلخ وبخارا مسيرة اثني عشر يوماً‏.‏

ومنها الطالقان‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بفتح الطاء المهملة واللام والقاف ثم ألف ونون‏.‏

وقال في اللباب‏:‏ بتسكين اللام - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال حيث الطـول ثمان وثمانون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينـة نحـو مـرو الـروذ فـي الكبـر ولها مياه جارية وبساتين قليلة وهي في جبل ولها رستاق في الجبل وهي غير الطالقان المقدم ذكرها في عراق العجم‏.‏

ومنها بلخ‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفي آخرها خـاء معجمـة - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال والقانون حيث الطول إحدى وتسعون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وإحدى وأربعون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي مدينـة فـي مستـوٍ مـن الـأرض بينهـا وبيـن أقـرب جبـل إليها أربعة فراسخ والمدينة نصف فرسخ في مثلـه ولهـا نهـر يسمى الدهاش يجري في ربضها وهو نهر يدير عشر أرحية والبساتين تحتف بها من جميع جهاتها وبها الأترج وقصب السكر وتقع في نواحيها الثلوج‏.‏

قال في اللباب‏:‏ فتحها الأحنـف بـن قيـس التميمـي فـي خلافـة عثمـان رضـي الله عنه وخرج منها ما لا يحصى من الأئمة والعلماء والصلحاء‏.‏

ومنهـا شهرستـان‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح الشيـن المعجمـة وسكـون الهـاء وفتح الراء وسكون السين المهملتين وفتح التاء المثناة من فوق وبعد الألف نون - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال والقانون حيث الطول إحدى وتسعون درجة والعرض ست وثلاثون درجة وإحدى وأربعون دقيقة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ شهر بلغة الفرس المدينة واستان الناحية فمعنـى اسمهـا مدينـة الناحيـة‏.‏

قال‏:‏ وهي مدينة مشهورة بين نيسابور وخوارزم في آخر حدود خراسان وأول حدود رمال خوارزم‏.‏

الإقليم الحادي عشر زابلستان بفتح الزاي المعجمة ثم ألف بعدها باء موحدة ولام مضمومتان وسين مهملة ساكنة وتاء مثناة فـوق مفتوحـة ثـم ألـف ونـون - وموقعهـا فـي الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي القانـون حيـث الطـول اثنتـان وتسعـون درجـة وخمسـون دقيقـة والعـرض أربـع وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة‏.‏

قـال ابـن حوقـل‏:‏ وهـي مدينـة لهـا بلـاد وأعمال وهي عن بلخ على عشر مراحل وعندها نهر كبير يجـري وليس لها بساتين بل مدينة على جبل والفواكه تأتيها مجلوبة‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وبها قلعة حصينة‏.‏

ولها مدن غيرها‏:‏ منهـا غزنـة‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بفتـح الغيـن وسكـون الـزاي المعجمتيـن وفتـح النون - وموقعها في آخر الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في الأطوال والقانون حيث الطول أربع وتسعون درجة وعشرون دقيقة والعرض ثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ هي من عمل الباميـان وقـد تقـدم أن الباميـان مـن زابلستـان‏.‏

وقـال فـي اللبـاب‏:‏ هـي مـن أول بلـاد الهند‏.‏

وقال في مزيل الارتياب‏:‏ هي في طرف خراسان وأول بلاد الهند وهي كالحد بينهما‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وهي فرضة الهند وموطن التجار ولها دربند مشهور‏.‏

ومنها بنجهير‏.‏

قال في اللباب‏:‏ بفتح الباء الموحدة وسكون النون وفتح الجيم وكسر الهاء وسكون المثناة تحت وراء مهملة في الآخـر - وموقعهـا فـي الإقليـم الرابـع مـن الأقاليـم السبعـة‏.‏

قـال فـي القانون حيث الطول أربع وتسعون درجة وعشرون دقيقة والعرض خمس وثلاثون درجة‏.‏

قال ابـن حوقـل‏:‏ وهي مدينة من أعمال الباميان على جبل والغالب على أهلها العيث والفساد‏.‏

قال في اللباب‏:‏ وبها جبل الفضة والدراهم بها كثيرة لا يشترون ولو باقة بقلٍ بأقل من درهم وقد جعلـوا السـوق كهيئـة الغربـال لكثـرة الحفـر‏.‏

قـال‏:‏ وإنمـا يتبعـون عروقاً يجدونها تفضي إلى الفضة فإذا وجـدوا عرقـاً حفروا أبداً إلى أن يصيروا إلى الفضة والرجل منهم ينفق الأموال الكثيرة في الحفر وربمـا خـرج لـه مـن الفضـة مـا يستغني به هو وعقبه وربما خاب عمله لقلة المال وغير ذلك وربما وقف رجل على العرق ووقف آخر عليه في موضع آخر فيأخذان جميعاً في الحفر والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق‏.‏

قـال فـي اللبـاب‏:‏ بضم الغين المعجمة وسكون الواو وراء مهملة في الآخر‏.‏

قال‏:‏ وهي بلاد في الجبال بخراسان قريبةٌ من هراة وهي مملكـة كبيـرة وغالبهـا جبـال عامـرة ذات عيـون وبساتيـن وأنهار وهي بلاد حصينة منيعة وتحيط بها خراسان مـن ثلـاث جهـات ولذلـك حسبـت مـن خراسان والحد الرابع لها قبلي سجستان‏.‏

وقاعدتهـا فيمـا قالـه فـي تقويم البلدان بيروزكوه‏.‏

قال في المشترك‏:‏ بكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية وضم الراء المهملة وواو ثم زاي معجمة وضم الكاف وواو وهاء - وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة‏.‏

قال في المشترك‏:‏ معنى بيروزكوه الجبل الأزرق وهي قلعة حصينة دار مملكة جبال الغور‏.‏

قال‏:‏ وبها كان مستقراً بنو ساثحان ملوك الغور‏.‏

قلت‏:‏ وبلاد الغور وغزنة وما والاها وإن عدها في مسالك الأبصار من مملكة التورانيين فإنها ليست من أصل مملكة توران وإنما تغلب ملوكها عليها من مملكة إيران فلذلك أثبتها في مملكة إيران وما غلب عليه بنو هولاكو من مملكة الروم وهو قونية وما معها ليس من مملكة إيران بل هو مملكة مستقلة بذاتها كما سيأتي ولذلك لم أثبتها في مملكة إيران والله أعلم‏.‏

الجملة الاولى في الأنهار المشهورة واعلم أن بهذه المملكة عدة أنهار والمشهور منها ثلاثة عشر نهراً‏:‏ الأول الفرات وما يصب فيها ويخرج منها‏.‏

فأما نهر الفرات فأوله من شمالي مدينة أرزن الروم وشرقيها وأرزن هذه آخر حد بلاد الروم من جهة الشرق ثم يأخذ إلى قرب ملطية ثم إلى شمشـاط ثـم يأخـذ مشرقـاً ويتجـاوز قلعة الروم ويمر مع جانبها من شماليها وشرقيها ثم يسير إلى البيـرة ويمـر مـن جنوبيها ثم يمر مشرقاً حتى يتجاوز بالس وقلعة جعبر ويتجاوزها إلى الرقة ثم يمـر مشرقـاً ويتجـاوز الرحبـة مـن شمالهـا ويسيـر إلـى عانة ثم إلى هيت ثم يسير إلى الكوفة‏.‏

فإذا جـاوز نهـر كوثـى بستـة فراسـخ انقسـم نصفيـن ومـر الجنوبـي منهمـا إلى الكوفة ويجاوزها ويصب في البطائح‏.‏

ويمر القسم الآخر وهو أعظمهما ويعرف بنهر سورا زيمـر بـإزاء قصـر ابـن هبيـرة ويتجاوزها إلى مدينة بابل القديمة ويتفرع منه عدة أنهر ويمر عموده إلى النيل ويسمى من بعد النيل نهر الصراة ثم يتجاوز النيل ويصب في دجلة‏.‏

وأمـا الأنهـار التـي تصـب فيـه فمنهـا نهـر شمشـاط ونهـر البليـخ ونهر الخابور ونهر الهرماس وغيرها‏.‏

وأما الأنهار التـي تخـرج مـن الفـرات فمنهـا نهـر عيسـى ونهـر صرصـر ونهـر الملـك ونهـر كوثـى وغير ذلك‏.‏

الثاني دجلة وما يصب إليها ويخرج منها‏.‏ فأما دجلة فقال في المشترك‏:‏ بكسر الدال المهملة وسكون الجيم‏.‏

قال‏:‏ وهي نهر عظيم مشهور مخرجه من بلاد الروم ثم يمر على آمد وحصن كيفـا وجزيرة ابن عمر والموصل وتكريت وبغداد وواسط والبصرة ثم يصب في بحر فارس‏.‏

وذكر في العزيزي‏:‏ أن رأس دجلة شمالي ميافارقين من تحت حصنٍ يعرف بحصن ذي القرنين‏.‏

ويجـري مـن الشمـال والغـرب إلـى جهـة الجنـوب والشـرق ثم يشرق ويرجع إلى جهة الشمال ثم يغرب بميلـة إلـى الجنـوب إلـى مدينـة آمـد ثـم يأخـذ جنوبـاً إلـى جزيرة ابن عمر ثم يأخذ شرقاً وجنوباً إلى مدينـة بلـد ثـم يشـرق إلـى الموصـل ثـم يسيـر مشرقـاً إلى تكريت ثم يأخذ مشرقاً نصباً إلى سر من رأى ثـم يأخـذ جنوبـاً علـى عكبـرى ثـم يأخـذ مشرقاً إلى البردان ثم يأخذ جنوباً بميلة إلى الشرق إلـى بغـداد ثـم يسيـر جنوبـاً إلـى كلـواذا ويأخـذ إلـى المدائـن ويتجـاوز إلـى دير العاقول ثم يسير مشرقاً إلى النعمانية ثم يسير جنوباً ومشرقاً إلى فم الصلح ثم يسير مغرباً إلى واسط ثم يشرق إلى بطائـح واسط ثم يخرج من البطائح ويسير بين الشرق والجنوب حتى يتجاوز البصرة ويمر على فوهة الأبلة ثم يسير إلى عبادان ويصب في بحر فارس‏.‏

وأما الأنهار التي تصب في دجلة‏:‏ فمنهـا نهـر أرزن ونهـر الثرثـار ونهـر الفـرات الأعلـى وهـو الأكبر ونهر الزاب الأصغر وغيرها‏.‏

وأما الأنهار التي تخرج من دجلة فعدة أنهار من أشهرها نهر الأبلة ونهر معقل المقدم ذكرهما في الكلام على منتزهات هذه المملكة‏.‏

الثالـث دجلـة الأهـواز‏.‏

وهـو نهـر ينبعث من الأهواز ويمر في جهة الغرب إلى عسكر مكرمٍ وهو قرب دجلة بغداد في المقدار وعليه مزارع عظيمة من قصب السكر وغيره‏.‏

الرابع نهر شيرين‏.‏

وهو نهر يخرج من جبل دينار من ناحية بازرع ويخترق بلاد فارس ويقع في بحر فارس عند جنابة من بلاد فارس‏.‏

الخامس نهر المسرقان‏.‏

وهو نهر عظيم في بلد خوزستان يجري من ناحية تستر ويمر على عسكر مكرم ويسقي بجميع مائه النخل والزرع وقصب السكر ولا يضيع شيء من مائه‏.‏

السادس نهر تستر‏.‏

وهو نهر يخرج من وراء عسكر مكرم ويمر على الأهواز ثم ينتهي إلى نهر السدرة إلى حصن مهدي ويصب في بحر فارس‏.‏

السابع نهر طاب‏.‏

ومخرجه من جبال أصفهان من قرب المرج وينضم إليه نهر آخر ويسير حتى يمر على باب أرجان ويقع في بحر فارس عند شينير‏.‏

الثامن نهر سكان‏.‏

وهو نهر يخرج من رستاق الرونجان من قرية تدعى ساركري ويسقي شيئاً كثيراً من كور فارس ثم يصب في بحر فارس وعليه من العمارة ما ليس على غيره‏.‏

التاسع نهر زندورذ بفتح الزاي المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والواو ثم راء مهملة ساكنة وذال معجمة في الآخر‏.‏

وهو نهر كبير على باب أصفهان‏.‏

العاشر نهر الهندمند قال ابن حوقل‏:‏ وهو أعظم أنهار سجستان ويخرج من ظهر الغور ويمر على حدود الرخج ثم يعطف ويمر على بست حتى يصير على مرحلة من سجستان ثم يصب في بحيرة زره وإذا تجاوز بست يتشعب منه أنهار كثيرة وعلى باب مدينة بست على هذا النهر جسرٌ من السفن كما في دجلة‏.‏

الحـادي عشـر نهر الرس‏.‏

وهو نهر يخرج من جبال قاليقلا ويمر إلى ورثان ثم يلتقي مع نهر الكر الآتـي ذكـره بالقـرب مـن بحـر الخـزر فيصيـران نهراً واحداً ويصبان في بحر الخزر المذكور‏.‏

قال في تقويـم البلـدان‏:‏ وخلـف نهـر الرس فيما يقال ثلثمائة وستون مدينة خراب يقال إنها المراد في القرآن بقوله تعالى ‏"‏ وأصحاب الرس ‏"‏‏.‏

الثانـي عشـر نهـر الكر‏.‏

وهو نهر فاصل بين أران وأذربيجان كالحد بينهما وأوله عند جبل باب الأبواب ويخترق بلاد أران ويصب في بحر الخزر‏.‏

وذكر ابن حوقل أن نهر الكر يمر على ثلاثة فراسخ من بردعة‏.‏

وبفارس أيضاً نهر يقال له نهر الكر إلا أنه دون هذا في القدر والشهرة‏.‏

الثالث نهر جرجان ومخرجه من جبل جرجان ويسير غرباً بجنوب إلى آبسكون ثم يفترق من الجملة الثانية في الطرق الموصلة إلى قواعد هذه المملكة وذكرشيء من المسافات بين بلادها واعلم أن آخر المملكة المضافة إلى الديار المصرية من جهة الشرق مملكة حلب‏.‏

فتعين الابتداء منهـا‏.‏

ونحـن نـورد ذلـك علـى مـا يقتضيـه كلـام عبيـد اللـه بـن عبـد اللـه بـن خرداذبـة في كتابه المسالك والممالك مقتصراً على ذكر مشاهير البلاد‏.‏

الطريـق مـن حلـب إلى الموصل من حلب إلى منبج ومن منبج إلى الرستن ومن الرستن إلى الرقة إلى رأس عين سبعة عشر فرسخاً ومن رأس عين إلى كفرتوثا سبعة فراسخ ومن كفرتوثا إلى دارا خمسة فراسخ ومن دارا إلى نصيبين أربعة فراسخ ثم إلى بلد ثلاثون فرسخاً ثم إلى الموصل سبعة فراسخ‏.‏

الطريق من الموصل إلى بغداد من الموصل إلى الحديثة أحد وعشرون فرسخاً ثم إلى السن خمسـة فراسـخ ثـم إلـى سـر مـن رأى ثلاثـة فراسـخ ثم إلى القادسية تسعة فراسخ ثم إلى عكبرى ثمانيـة فراسـخ ثـم إلـى البـردان أربعـة فراسـخ ثـم إلـى بغـداد خمسة فراسخ وأخبرني بعض أهل تلك البلاد أن الطريق من حلب إلى البيرة يومان‏.‏

ومن البيرة إلى الرها يومان ومن الرها إلى ماردين أربعـة أيـام ثـم مـن مارديـن إلـى جزيرة ابن عمر ثلاثة أيام ثم من جزيرة ابن عمر إلى الموصل يومان الطريـق إلـى نيسابـور‏:‏ قاعـدة خراسـان مـن بغـداد إلـى النهـروان أربعـة فراسـخ‏.‏

ثـم إلـى الدسكـرة اثنا عشـر فرسخـاً‏.‏

ثـم إلـى جلـولاء سبعـة فراسـخ ثم إلى خانقين سبعة فراسخ ثم إلى قصر شيرين ستـة فراسخ ثم إلى حلوان خمسة فراسخ ثم إلى مرج القلعة عشرة فراسخ ثم إلى قصر يزيد أربعـة فراسـخ ثـم إلـى قصـر عمـرو ثلاثـة عشـر فرسخـاً ثـم إلـى قصـر اللصـوص سبعة عشر فرسخاً ثـم إلـى قريـة العسـل ثلاثـة فراسـخ ثـم إلـى همذان خمسة فراسخ ثم إلى الأساورة اثنان وعشرون فرسخـاً ثـم إلى ساوة خمسة عشر فرسخاً ثم إلى الري أربعة وعشرون فرسخاً ثم إلى قصر الملح أحد وثلاثون فرسخاً ثم إلى راس الكلب سبعة فراسخ ثم إلى سمنان ثمانية فراسخ ثم إلى ومن سبعة عشر فرسخاً ثم إلى أسداباذ أربعون فرسخاً ثم إلى خسروجرد اثنا عشر فرسخاً ثم إلى نيسابور خمسة عشر فرسخاً‏.‏

الطريق من نيسابـور إلـى بلـخ ثـم إلـى نهـر جيحـون مـن نيسابـور إلـى طـوس ثلاثـة عشـر فرسخـاً ثـم إلـى مـرو الروذ أحد عشر فرسخاً ثم إلى سرخس ثم إلى قصر النجار ثلاثة فراسخ ثم إلى مرو الشاهجان سبعة وعشرون فرسخاً ثم إلى القريتين خمسة وعشرون فرسخاً ثم إلى أسداباذ علـى النهـر سبعـة فراسـخ ثـم إلـى قصـر الأحنـف علـى النهـر عشـرة فراسـخ ثـم إلى مرو الروذ خمسة فراسخ ثم إلى الطالقان ثلاثة وعشرون فرسخاً ثم إلى ارعين تسعة فراسخ ثم إلى العاديات عشـرة فراسـخ ثـم إلـى السـدرة مـن عمـل بلـخ أربعة وعشرون فرسخاً ثم إلى الغور تسعة فراسخ ثم إلى بلخ ثلاثة فراسخ ثم إلى شط جيحون اثنا عشر فرسخاً‏.‏

فذات اليمين كـورة ختـل ونهـر الضرغـام وذات اليسـار خـوارزم وسيأتـي ذكرهمـا فـي الكلـام على مملكة توران فيما بعد إن شاء الله تعالى‏.‏

الطريق إلى شيراز قاعدة فارس قد تقدم الطريق من حلب من مضافات الديار المصرية إلى بغـداد ومـن بغـداد إلـى واسـط خمسـة وعشـرون سكـة ومن واسط إلى الأهواز عشرون سكة ثم إلى النوبندجان تسع عشرة سكة ثم إلى شيراز اثنتا عشرة سكة‏.‏

الطريق من شيراز إلى السيرجان قاعدة كرمان من شيراز إلى إصطخر خمس سكك ثم من إصطخر إلـى البحيـرة ثلاثـة عشـر فرسخـاً ثـم إلـى شاهـك الكبـرى سبعـة عشـر فرسخـاً ثـم إلـى قريـة الملـح تسعـة فراسـخ ثـم إلـى مرزبانـة ثمانيـة فراسخ ثم إلى اروان ثلاثة فراسخ ثم إلى المرمان وهو آخر عمل فارس إلى السيرجان ستة عشر فرسخاً‏.‏

الطريـق إلـى أصبهـان مـن ومـن المقـدم ذكرهـا إلى الرباط ثلاثة عشر فرسخاً ثم إلى أصبهان أربعة عشر فرسخاً‏.‏

الطريـق إلـى البصـرة قـد تقـدم الطريـق مـن حلب إلى بغداد ثم إلى واسط ثم إلى الفاروث ثم إلى ديـر العمـال ثـم إلـى الحوانيـت ثـم يسيـر فـي البطائح ثم إلى نهر أبي الأسد ثم في دجلة العورا ثم في نهر معقل ثم يمضي إلى البصرة‏.‏

الطريق إلى تبريز قد تقدم الطريق من حلب إلى ماردين ثم من ماردين إلى حصن كيفا يومان ومـن الحصن إلى سعرت يومان ومن سعرت إلى وان يومان ومن وان إلى وسطان ثلاثة أيام ومن وسطان إلى سلماس يومان ومن سلماس إلى تبريز أربعة أيام فيكون بين حلب وتبريز ثلاثةٌ وعشرون يوماً‏.‏

الطريق إلى السلطانية من تبريز إليها سبعة أيام فيكون من حلب إلى السلطانية ثلاثون يوماً‏.‏

الجملة الثالثة في بعض مسافات بين بلاد هذه المملكة بعض مسافات بلاد الجزيرة من الأنبار إلى تكريت مرحلتان ومن تكريت إلى الموصل ستة أيام ومـن الموصـل إلـى آمـد أربعـة أيـام ومـن آمد إلى سميساط ثلاثة أيام ومن الموصل إلى نصيبين أربع مراحل ومن نصيبين إلى رأس عين ثلاث مراحل ومن رأس عين إلى الرقة أربعة أيام ومن رأس عين إلى حران ثلاثة أيام ومن حران إلى الرها يوم واحد‏.‏

بعض مسافات خوزستان من عسكر مكرمٍ إلى الأهواز مرحلة ومن الأهواز إلى الدورق أربع مراحل وكذلك من عسكر مكرم إلى الدورق ومن عسكر مكرمٍ إلى سوق الأربعاء مرحلة ومن سوق الأربعاء إلى حصن مهدي مرحلة سومن السوس إلى بصنى مرحلة خفيفة ومـن السوس إلى متوث مرحلة‏.‏

بعض مسافات فارس قال ابن حوقل‏:‏ من شيراز إلى سيراف نحو ستين فرسخاً ومن شيراز إلـى إصطخر نحو اثني عشر فرسخاً ومن شيراز إلى كازون نحو عشرين فرسخاً ومن كازون إلـى جنابـة أربعـة وأربعـون فرسخـاً ومن شيراز إلى أصبهان اثنان وسبعون فرسخاً ومن شيراز مغرباً إلى أول حدود خوزستان ستون فرسخاً ومن شيراز إلى بسا سبعة وعشرون فرسخاً ومـن شيـراز إلى البيضاء ثمانية فراسخ ومن شيراز إلى دارابجرد خمسون فرسخاً ومن مهروبان إلى حصن ابن عمارة نحو مائة وستين فرسخاً‏.‏

بعض مسافات كرمان من السيرجان إلى المفازة مرحلتان ومن السيرجان إلى جيرفت مرحلتان ومن السيرجان إلى مدينة الزرند تسعة وعشرون فرسخاً‏.‏

بعض مسافات إرمينية وأران وأذربيجان قال ابن حوقل‏:‏ من بردعة إلى شمكور أربعة عشر فرسخـاً ومـن بردعـة إلى تفليس ثلاثة وأربعون فرسخاً ومن أردبيل إلى المراغة أربعون فرسخاً ومن المراغة إلى أرمية أربع مراحل ومن أرمية إلى سلماس مرحلتان ومن سلماس إلى خوي سبعة فراسخ ومن خوي إلى بركري ثلاثون فرسخاً ومـن بركـري إلـى أرجيـش يومـان ومـن أرجيش إلى خلاط ثلاثة أيام ومن خلاط إلى بدليس ثلاثة أيام ومن بدليس إلى ميافارقين أربعة أيام‏.‏

ذكـر الطريـق مـن المراغـة إلى أردبيل من مراغة إلى أرمية ثلاثون فرسخاً ومن أرمية إلى سلماس أربعة عشر فرسخاً ومن خوي إلى نشوى ثلاثة أيام ومن نشوى إلى دبيل أربع مراحل ومن المراغة إلى الدينور ستون فرسخاً ومن خونج إلى مرغة ثلاثة عشر فرسخاً ومن بردعة إلى ورثان سبعة فراسخ ومن ورثان إلى بيلقان سبة فراسخ ومن شروان إلى باب الأبواب نحو سبعة أيام ومن بردعة إلى تفليس نحو اثنين وستين فرسخاً‏.‏

بعض مسافات عراق العجم من همذان إلى الدينـور مـا ينيـف علـى عشريـن فرسخـاً ومـن همذان إلى ساوة ثلاثون فرسخاً ومن ساوة إلى الري ثلاثون فرسخاً أيضاً ومن همذان إلى زنجـان علـى شهرزور ثلاثون فرسخاً ومن همذان إلى أصبهان ثمانون فرسخاً ومن همذان إلى أول خراسـان نحـو سبعيـن فرسخـاً ومـن سـاوة إلـى قـم نحـو اثنـي عشـر فرسخاً ومن قم إلى قاشان نحو اثني عشر فرسخاً أيضاً ومن الري إلى قزوين ثلاثون فرسخاً ومن الدينور إلى شهرزور أربع مراحل ومن أصبهان إلى قاشان ثلاث مراحل‏.‏

بعض مسافات طبرستان ومازندران وقومس قال ابن حوقل‏:‏ بين آمل وسارية مرحلتان ومن سارية إلى أستراباذ نحو أربع مراحل ومن أستراباذ إلى جرجان نحو مرحلتين ومن آمل إلى مامطير مرحلة ومن مامطير إلى سارية مرحلة ومن جرجان إلى بسطام مرحلتان‏.‏

بعض مسافات خراسان قال في تقويم البلدان‏:‏ من أول أعمال نيسابور إلى وادي جيحون ثلاث وعشرون مرحلة ومن سرخس إلى نسا سبعة وعشرون فرسخاً ومن هراة إلى نيسابور أحد عشر يوماً ومن هراة إلى مرو كذلك ومن هراة إلى سجستان كذلك ومن مرو الروذ إلى مرو الشاهجـان أربعـة أيـام ومـن بلـخ إلـى فرغانـة ثلاثـون مرحلة مشرقاً ومن بلخ إلى الري ثلاثون مرحلة مغربـاً ومـن بلخ إلى سجستان ثلاثون مرحلة جنوباً ومن بلخ إلى كرمان ثلاثون مرحلة ومن بلخ إلى خوارزم ثلاثون مرحلة‏.‏

الجملة الرابعة فيما بهذه المملكة من النفائس العلية القدر والعجائب الغربية الذكر والمنتزهات المرتفعة الصيت وقد ذكر في مسالك الأبصار بها عدة نفائس وعجائب‏.‏

أما النفائس فإن بها مغاص اللؤلؤ ببحر فارس بجزيرة كيش وعمان وهما من أحسن المغاصات وأشرفهـا وأعلاهـا قـدراً فـي حسـن اللؤلـؤ علـى مـا تقـدم ذكـره فـي الكلـام علـى الأحجـار النفيسـة فيمـا يحتاج الكاتب إلى معرفته في المقالة الأولى‏.‏

وبالدامغان في جبلها معدن ذهب‏.‏

قال الشيخ شمس الدين الأصفهاني‏:‏ وهو قليل المتحصل لكثـرة مـا يحتـاج إليـه مـن الكلـف حتى يستخرج وببذخشان شرقي عراق العجم البازهر الحيواني الذي لا يباريه شـيء فـي دفـع السمـوم يوجـد فـي الاياييـل التـي هنـاك وقـد مـر ذكـره فـي الكلـام علـى مـا يحتاج الكاتب إلى معرفته في المقالة الأولى‏.‏

وبهـا الإثمـد الأصفهانـي الذي لا يساوى رتبة وقد مر ذكره في الكلام على ما يحتاج الكاتب إلى معرفتـه فـي المقالـة الأولـى ولكنـه قـد عـز الـآن حتـى لا يكـاد يوجد قال المقر الشهابي بن فضل الله‏:‏ سألت الشيخ شمس الدين الأصفهاني عن سبب قلته فقال‏:‏ لانقطاع عرقه فما بقي يوجد منه إلا ما لا يرى‏.‏

قال في مسالك الأبصار‏:‏ وبهذه المملكة مستعملـات القمـاش الفاخـر مـن النـخ والمخمل والكمخا والعتابي والنصافي والصوف الأبيض المارديني وتعمـل بهـا البسـط الفاخـرة فـي عـدة مواضـع مثـل شيـراز وأقصرا وتوريز إلى غير ذلك من الأشياء النفيسة التي لا يضاهيها غيرها فيها‏.‏

وأما العجائب فقد ذكر الشيخ شمس الدين الأصفهاني أن بمدينة قشمير على ثلاثة أيام عن أصفهـان عيـن مـاء سارحـة يسمـى ماؤهـا بمـاء الجـراد إذا حمـل ماؤهـا فـي إنـاء وعلـق فـي تلك الأرض علـى عـال أتاها طير يقال له سار فأكل ما فيها من الجراد حتى لا يدع منه شيئاً بشرط أن لا يوضع علـى الـأرض حتـى يؤتـى بـه إلـى مكـان الجـراد فيعلـق‏.‏

وحكـى محمـد بـن حيـدر الشيـرازي فـي مصنف له‏:‏ أن بين الدامغان وأستراباذ من خراسان عيناً ظاهرة إذا ألقيت فيها نجاسة فار ماؤهـا وأزبـدت شيئـاً تبعتـه دودة طـول أنملـة الإنسـان حتـى لـو حمـل المـاء تسعـة وكـان معهـم عاشر لم يحمل الماء تبع كل واحد ممن حمل الماء دودة ولم يتبع الآخر منها شيء فلو قتل واحدٌ منهم تلك الدودة استحال الماء مراً لوقته وكذلك ماء كل من هو وراءه ولا يستحيل ماء من هو إلى جانبه مراً‏.‏

قال ابن حوقل‏:‏ وبكورة سابور من بلاد فارس جبلٌ فيه صورة كل ملكٍ وكل مرزبـان معـروف للعجـم وكـل مذكـور مـن سدنـة النيـران‏.‏

وفـي كـورة أرجـان فـي قريـة يقـال لهـا طبريان بئرٌ يذكر أهلها أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات فلم يلحقوا لها قعراً ويفور منها ماء بقدر ما يدير رحـىً تسقـي أرض تلـك القريـة‏.‏

قـال‏:‏ وفي كورة رستاق بئر تعرف بالهنديجان بين جبلين يخرج منهـا دخـان لا يستطيع أحد أن يقربها وإذا طار عليها طائر سقط فيها واحترق‏.‏

وبناحية داذين نهـر مـاءٍ عـذبٍ يعـرف بنهر أخشين يشرب منه الناس وتسقى به الأرض وإذا غسلت به لا ثياب خرجت خضراً‏.‏

وأما المنتزهات فبها نهر الأبلة وشعب بوان - وهما نصف منتزهات الدنيا الأربعة‏:‏ وهي نهر الأبلة وشعب بوان المذكوران وصغد سمرقند وغوطة دمشق‏.‏

وقـد تقـدم أن نهـر الأبلـة نهـرٌ شقـه زيـادٌ مقابلـة نهـر معقـل وبينهمـا البساتيـن والقصـور العاليـة والمباني البديعة يتسلسل مجراه وتتهلل بكره وعشاياه ويظله الشجر وتغني به زمر الطير‏.‏

وفيه يقول القاضي التنوخي من أبيات‏:‏ وإذا نظـرت إلـى الأبلة خلتها من جنة الفـردوس حيـن تخيـل كم منزلٍ في نهرها آلى السرو - ر بأنه في غيرها لا ينزل وكأنمـا تلـك القصور عرائسٌ والروض حليٌ وهي فيـه ترفـل وشعب بوان - وهي عدة قرىً مجتمعة ومياه متصلة والأشجار قد غطت تلك القرى فلا يراها الإنسان حتى يدخلها وهو بظاهر همذان يشرف عليها من جبل وهو في سفح الجبل والأنهار تنحط عليه من أعلى الجبل وهو من أبدع بقاع الأرض منظراً‏.‏

قال المبرد‏:‏ أشرفت على شعب بوان فنظرت فإذا بماء ينحدر كأنه سلاسل فضة وتربةٍ كالكافور وثرية كالثوب الموشى وأشجار متهادلة وأطيار متجاوبة‏.‏

وفيه قال أبو الطيب المتنبي حين مر به‏:‏ مغاني الشعب طيباً في المغاني بمنزلـة الربيع من الزمان ولكن الفتـى العربـي فيهـا غريـب الوجـه واليـد واللسان واعلـم أن هذه المملكة لم تزل بيد ملوك الفرس لابتداء الأمر وإلى حين انقراض دولتهم بالإسلام على ما سيأتي ذكره‏.‏

قال المؤيد صاحب حماة‏:‏ وهم أعظم ملوك الأرض من قديم الزمان ودولتهم وترتيبهم لا يماثلهم في ذلك أحد‏.‏

وهم على أربع طبقات‏:‏ الطبقة الأولى اليشداذية سموا بذلك لأنه كان يقال لكل من ملك منهم يشداذ ومعناه سيرة العدل‏.‏

وأول من ملك منهم أوشهنج وهو أول من عقد على رأسه التاج وجلس على السرير ورتب الملـك ونظـم الأعمـال ووضع الخراج‏.‏

وكان ملكه بعد الطوفان بمائة سنة وهو الذي بنى مدينتي بابل والسوس وكان محمود السيرة حسن السياسة‏.‏

ثم ملك بعده طهمورث وهو من عقب أوشهنج المقدم ذكره وبينهما عدة آباء وسلك سيرة جده وهو أول من كتب بالفارسية‏.‏

ثم ملك بعده أخوه جمشيذ ومعناه شعاع القمـر وسـار سيـرة مـن تقدمـه وزاد عليهـا وملـك الأقاليم السبعة ورتب طبقات الحجاب والكتاب ونحوهم وهو الذي أحدث النيروز وجعلـه عيداً ثم حاد عن سيرة العدل فقتله الفرس‏.‏

وملك بعده بيوراسـب ويعـرف بالدهـاك ومعنـاه عشـر آفـات والعامـة تسميـه الضحـاك وملـك جميـع الـأرض فسـار بالجـور والعسـف وبسـط يـده بالقتـل وأحـدث المكـوس والعشـور واتخـذ المغنيـن والملاهـي‏.‏

وسيأتـي خبـر هلاكـه مـع كابـي الخـارج عليه في الكلام على النحل والملل ويقال إنه هو ومن قبله كانوا قبل الطوفان‏.‏

ثم ملك بعده إفريدون ويقال إنه التاسـع مـن ولـد جمشيـذ المقـدم ذكـره وفـي أول ملكـه كـان إبراهيم عليه السلام وهو ذو القرنين المذكور في القرآن على أحد الأقوال وملك جميع الأرض أيضاً وقسمها بين بنيه ومات‏.‏

فملك بعده ابنه إيراج بعهد من أبيه ثم ملك بعده أخوه شرم وطوج ثم غلبهما على الملك منوجهـر بـن إيـراج وفـي أيامـه ظهـر موسـى عليـه السلـام‏.‏

ويقـال إن فرعـون موسـى كان عاملاً له على مصر داخلاً تحت أمره‏.‏

ثم تغلب على المملكة فراسياي بن طوج فأفسد وخرب ثم غلبه عليها زو بن طهماسب من أولاد منوجهر فأحسن السيرة وعمر البلاد وشق نهر الزاب وبنى مدينة على جانبه‏.‏

ثم ملك بعده كرشاسف من أولاد طوج بن إفريدون وهو آخر ملوك هذه الطبقة‏.‏

الطبقة الثانية الكيانية وأول من ملك منهم بعد كرشاسف المقدم ذكره كيقباذ بن زو فسار سيـرة أبيـه فـي العـدل ومات فملك بعده كيكاؤوس بن كينيه بن كيقباذ ومات فملك بعده ابنه كيخسرو بن سياووس بن كيكاؤوس بولاية من جده ثم أعرض عن الملك‏.‏

وملك بعد كيهراسف بن أخي كيكاؤوس واتخذ سريراً من ذهب مرصعاً بالجوهر كان يجلس عليـه وبنـى مدينـة بلخ بأرض خراسان وسكنها لقتال الترك وفي زمنه كان بختنصر فجعله نائباً له ثم مات‏.‏

وملك بعده كيبشتاسف وبنى مدينة نسا وفي أيامه ظهر زرادشت صاحب كتاب المجوس الآتي ذكره في الكلام على النحل والملل وتبعه كبيشتاسف على دينهثم فقد‏.‏

وملكبعـده أردشيـر بهمـن ومعنـى بهمـن الحسـن النيـة ابـن إسفتديـار بـن كيبشتاسـف واسمه بالعبرانية كورش وملك الأقاليم السبعة وهو الـذي أمـر بعمـارة البيـت المقـدس بعـد أن خربـه بختنصر‏.‏

ثـم ملـك بعـده ابنـه دارا بـن أردشيـر وفـي زمنـه ملـك الإسكندر بن فيلبس وغلب دارا على ملك فارس واستناب به عشرين رجلاً وهم المسمون بملوك الطوائف فأقاموا على ذلك خمسمائة واثنتي عشرة سنة ثم بطل حكم ذلك‏.‏

وأول مـن ملـك منهم بعد ملوك الطوائف اشغا بن اشغان‏.‏

ثم ملك بعده ابنه سابور بن اشغان عشـر سنيـن‏.‏

ثـم ملـك بعده بسين بن اشغا ستين سنة‏.‏

ثم ملك بعده جور بن اشغان عشر سنيـن‏.‏

ثـم ملـك بعـده بيـرن الاشغانـي إحـدى وعشريـن سنـة ومـات‏.‏

فملـك بعـده جوذرز الاشغاني تسع عشرة سنة ومات‏.‏

فملك بعده نرسي الاشغاني أربعين سنة ومات‏.‏

فملك بعده هرمز الاشغانـي تسـع عشـرة سنـة ومـات‏.‏

فملـك بعـده اردوان الاشغانـي اثنتـي عشـرة سنة ومات‏.‏

فملك بعده خسرو الاشغاني أربعين سنة ومات‏.‏

فملك بعده بلاش الاشغاني أربعاً وعشرين سنة ومات‏.‏

فملك بعده اردوان الأصغر وهو آخر ملوكهم من هذه الطبقة‏.‏

الطبقة الرابعة الأكاسرة وأول مـن ملـك منهـم أردشير بن بابك من عقب ساسان بن أردشير بهمن قتل اردوان واستولى علـى ملكـه فأقـام أربـع عشـرة سنـة وعشـرة أشهـر وكتـب عهـداً بالملـك فـي عقبـه ومات‏.‏

فملك بعده ابنـه سابـور إحـدى وثلاثيـن سنـة وستـة أشهـر وفـي أيامه ظهر ماني الزنديق وادعى النبوة واعتنى بنقـل كتـب الفلسفـة مـن اللغـة اليونانيـة إلى اللغة الفارسية ويقال إن العود الذي يتغنى به حدث في أيامـه ومـات‏.‏

فملـك بعـده ابنـه هرمـز سنـة واحـدة وستـة أشهر ومات‏.‏

فملك بعده ابنه بهرام ثلاث سنيـن وثلاثـة أشهـر ومـات فملـك بعـده ابنـه بهـرام بـن بهـرام سبـع عشـرة سنـة ومـات‏.‏

فملـك بعـده ابنـه بهرام بن بهرام بن بهرام أربـع سنيـن ثـم مـات‏.‏

فملـك بعـده أخـوه نرسـي بـن بهـرام تسـع سنيـن ثـم مـات‏.‏

وملـك بعـده ابنـه هرمـز تسع سنين أيضاً ومات‏.‏

فملك بعده ابنه سابور وهو الذي عمل الجسر الثانـي لدجلـة ليكـون أحـد الجسريـن للذاهبيـن والآخـر للآئبيـن‏.‏

وفـي زمنـه كـان قسطنطيـن ملك الروم ومـات‏.‏

فملـك بعده أخوه أردشير بوصية منه ثم مات‏.‏

فملك بعده ابنه سابور بن سابور ثم ملـك بعـده أخـوه بهـرام بـن سابـور ثم ملك بعده ابنه يزدجر المعروف بالأثيم ثم ملك بعده كسرى مـن ولـد أردشيـر ثـم ملك بعده بهرام جور بن يزدج الأثيم وكانت مدة ملكه ثلاثاً وعشرين سنة ومات‏.‏

فملك بعده ابنه يزدجر ثمانياً وعشرين سنة ومات‏.‏

فملك بعده ابنه هرمز ثم مات‏.‏

فملـك بعـده أخوه فيروز سبعاً وعشرين سنة وظهر في أيامه غلاء شديد‏.‏

ثم ملك بعده ابنه بلـاش أربـع سنيـن ومـات‏.‏

فملـك بعـده أخـوه قبـاذ ثلاثـاً وأربعيـن سنـة وفي أيامه ظهر مزدك الزنديق وادعى النبوة ثم خلع‏.‏

وملك بعده أخوه جاماسف ثم تغلب عليه قباذ واستمر في الملك ثم مات‏.‏

وملك بعده أنوشروان ثمانيـاً وأربعيـن سنـة وقتـل مـزدك الزنديـق وأتباعـه وجماعـةً مـن المانويـة وغلـب علـى اليمـن وانتزعهـا مـن الحبشـة‏.‏

وفـي زمانـه ولـد عبـد اللـه أبـو النبـي صلـى الله عليه وسلـم ثـم ولـد النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه ثم مات‏.‏

وملك بعده ابنه هرمز نحو ثلـاث عشـرة سنـة ونصـف‏.‏

ثـم ملـك أبرويـز بـن هرمـز ثـم غلبـه علـى الملـك بهـرام جوبيـن من غير أهل بيت الملك ثم عاد أبرويز إلى الملك وملك ثمانياً وثلاثين سنة وتزوج شيرين المغنية وبنى لها القصـر المعـروف بقصـر شيرين‏.‏

ثم ملك بعده ابنه شيرويه تغلباً على أبيه ثمانية أشهر‏.‏

ثم ملك بعـده ابنـه أردشيـر سنـة وستـة أشهـر‏.‏

ثـم ملـك بعـده شهريـران مـن غيـر بيـت الملك ثم قتل‏.‏

وملك بعـده بـوران بنـت أبرويـز سنـة وأربعـة أشهـر‏.‏

ثـم ملـك بعدهـا خشنشـده مـن بنـي عـم أبرويـز أقل من شهـر‏.‏

ثـم ملك بعده أزرميدخت بنت أبرويز أخت بوران‏.‏

ثم قتلت وملك بعدها كسرى بن مهر خشنش ثم قتلوه بعد أيام ثم ملك بعده فرخ زادخسرو من أولاد أنو شروان وملك ستة أشهر وقتلوه ثم ملك يزدجرد وهو آخرهم‏.‏