فصل: ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير **


 ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار

‏"‏ حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث على رأس أربعين المتفق عليه بين أهل النقل مما فيه إقامته عليه السلام بالمدينة عشراً وأما إقامته بمكة فمختلف في مقدارها‏.‏

وسيأتي ذلك في آخر الكتاب عند ذكر وفاته عليه السلام‏.‏

وأما سنه عليه السلام حين نبئ فالمروى عن ابن عباس وجبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد بن المسيب كالمروى عن أنس وهو الصحيح عند أهل السير وغيرهم‏:‏ قال أبو القاسم السهيلي وقد روى أنه نبئ لأربعين وشهرين وفي حديث عمرو بن شعيب فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى والمراد والله أعلم ينتظرون فراغه من الصلاة وأما حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين فقد كان انقطع منذ نزلت ‏"‏ والله يعصمك من الناس ‏"‏ وذلك قبل تبوك والله أعلم‏.‏

وحديث جابر بن سمرة إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي هذا هو المعروف بغير زيادة‏.‏

وقد روى أن ذلك الحجر الأسود‏.‏

يحتمل أن يكون هذا التسليم حقيقة وأن يكون الله أنطقه بذلك كما خلق الحنين في الجذع ويحتمل أن يكون مضافاً إلى ملائكة يسكنون هناك من باب ‏"‏ واسأل القرية ‏"‏ فيكون من مجاز الحذف وهو علم ظاهر من أعلام النبوة على كلا التقديرين‏.‏وفي حديث عبيد بن عمير في خبر نزول جبريل عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءني وأنا نائم فهذه حالة‏.‏

وحديث عائشة وغيرها أنه كان في اليقظة فهذه حالة ثانية ولا تعارض لجواز الجمع بينهما بوقوعهما معاً ويكون الإتيان في النوم توطئة للإتيان في اليقظة‏.‏

وقد قالت عائشة‏:‏ أول ما بدئ به عليه السلام من الوحي الرؤية الصادقة‏.‏

وعن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل به إسرافيل فكان يتراءى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبريل فجاءه بالقرآن والوحي فهذه حالة ثالثة لمجيء الوحي‏.‏

ورابعة وهي أن ينفث في روعه الكلام نفثاً كما قال عليه السلام إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب‏.‏

وخامسة وهي أن يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه وقيل إن ذلك يستجمع قلبه عن تلك الصلصلة فيكون أوعى لما يسمع‏.‏

وسادسة وهي أن يكلمه الله من وراء حجاب إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء وإما في النوم كما في حديث معاذ أتاني ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى وكان الملك يأتيه عليه السلام تارة في صورته له ستمائة جناح كما روي وتارة في صورة دحية الكلبي‏.‏

فهذه حالات متعددة ذكر معناه السهيلي‏.‏

وقوله فغطني ويروى فسأبني ويروى سأتثنى ويروى فزعتني وكلها واحد وهو الخنق والغم‏.‏

والناموس صاحب سر الشر‏.‏

ومؤزراً من الأزر وهو القوة والعون‏.‏

واليأفوخ مهموز ولا يقال في رأس الطفل يأفوخ حتى يشتد وإنما يقال له الغاذية‏.‏وفترة الوحي لم يذكر لها ابن اسحق مدة معينة قال أبو القاسم السهيلي وقد جاء في بعض الأحاديث المسندة أنها كانت سنتين ونصف سنة والله أعلم‏.‏

 ذكر صلاته عليه السلام أول البعثة

قال ابن اسحق حدثني بعض أهل العلم أن الصلاة حين افترضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت منه عين فتوضأ جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ليريه كيف الطهور للصلاة ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رأى جبريل يتوضأ ثم قام به جبريل فصلى به وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته ثم انصرف جبريل فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فتوضأ لها ليريها كيف الطهور للصلاة كما أراه جبريل فتوضأت كما توضأ لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صلى به جبريل فصلت بصلاته كذا ذكره ابن اسحق مقطوعاً وقد وصله الحارث بن أبي أسامة‏:‏ ثنا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد قال حدثني أبي زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل عليه السلام فعلمه الوضوء فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه قال السهيلي‏.‏

وقد رويناه من طريق ابن ماجة عن إبراهيم بن محمد الفريابي عن حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري بسنده بمعناه‏.‏

وقد روي نحوه عن البراء بن عازب وابن عباس رضي الله عنهم‏.‏

وفي حديث ابن عباس وكان ذلك أول من الفريضة‏.‏

وعن مقاتل بن سليمان فرض الله في أول الإسلام الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشى ثم فرض الخمس ليلة المعراج‏.‏

وأما إمامة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند البيت ليريه أوقات الصلوات الخمس فليس هذا موضع الحديث وإن كان ابن اسحق وضعه هنا من طريق ابن عباس لاتفاق أصحاب الحديث الصحيح على أن هذه الواقعة كانت صبيحة الإسراء وهو بعد هذا بأعوام كما سيأتي مبيناً عند ذكر أحاديث المعراج والإسراء إن شاء الله تعالى‏.‏وأول الناس إيماناً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب فيما أتت به الآثار وذكره أهل السير والأخبار منهم ابن شهاب وقتادة وغيرهم‏.‏

وروينا عن الدولابي ثنا أبو أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري قال كانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وروينا عن الدولابي أيضاً ثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث ثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال كانت خديجة أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء والرجال وهو قول موسى بن عقبة وابن اسحق والواقدي والأموي وغيرهم‏.‏

قال ابن اسحق كانت خديجة أول من آمنت بالله ورسوله فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس حتى ماتت رضي الله عنها‏.‏

أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف المزي بقراؤة والدي عليه قال أنا أبو حفص بن طبرزد قال أنا محمد بن عبد الباقي قال أنا الحسن بن علي الجوهري قال أنا ابن الشخير قال أنا اسحق يعني ابن موسى الرملي ثنا سهل بن بحر ثنا عبيد يعني ابن يعيش ثنا أبو بكر بن عياش عن الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من ذهب لا صخب فيه ولا نصب‏.‏

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الحارثي ويحيى بن أحمد الجرامي في آخرين قالوا أنا عبد الله بن أبي المعالي قال أنا محمد السعدي قال أنا علي بن الحسين المصري قال أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار قراءة عليه وأنا أسمع أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري ثنا أبو عبد الله محمد بن رزيق بن جامع المديني سنة سبع وتسعين ومائتين قال ثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي ثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم الاثنين وصلت خديجة رضي الله عنها آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد الحديث‏.‏

ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منتف بن قصي بن كلاب وكان علي أصغر من جعفر بعشر سنين وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين وعقيل أصغر من طالب بعشر سنين‏.‏

قال أبو عمر وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب أول من أسلم وكذلك قال ابن اسحق وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة وأسلم أخواه جعفر وعقيل بعد ذلك وكان يومئذ ابن ثمان سنين وقيل عشرة وقيل اثنتي عشرة وقيل خمس عشرة‏.‏

قال ابن اسحق وكان مما أنعم الله عليه أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام وذلك أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه وكان من أيسر بني هاشم يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفف من عياله آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفهما عنه قال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه وقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ويقال عقيلاً وطالباً فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبياً فاتبعه علي وآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه‏.‏

وروينا من طريق أبي بكر الشافعي بالإسناد المتقدم ثنا محمد بن بشر ابن مطر ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن اسحق عن يحيى ابن أبي الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لأمه وكان ابن عمه عن أبيه عن جده عفيف الكندي قال كان العباس بن عبد المطلب لي صديقاً وكان يختلف إلى اليمن يشتري العطر ويبيعه أيام الموسم فبينما أنا عند العباس بمنى فأتاه رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلي فخرجت امرأة فتوضأت ثم قامت تصلي ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلي فقلت ويحك يا عباس ما هذا الدين قال هذا دين محمد بن عبد الله بن أخي يزعم أن الله بعثه رسولاً هذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه وهذه امرأته خديجة قد تابعته على دينه فقال عفيف بعد أن أسلم ورسخ في الإسلام يا ليتني كنت رابعاً‏.‏

وذكر ابن اسحق عن بعض أهل العلم أهن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا كذلك فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم أن أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به قال أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ورسله ودين أبينا إبراهيم أو كما قال صلى الله عليه وسلم بعثني الله به رسولاً إلى العباد وأنت أي عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه أو كما قال فقال أبو طالب أي ابن أخي إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت‏.‏

وذكروا أنه قال لعلي أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه فقال يا أبت آمنت برسول الله وصدقت بما جاء به وصليت معه لله واتبعته فزعموا أنه قال له أما أنه لم يدعك إلا إلى الخير فالزمه‏.‏قال ابن اسحق‏:‏ ثم أسلم زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة كذا عند ابن هشام الكلبي مولى رسول الله فكان أول ذكر أسلم وصلى بعد علي بن أبي طالب وكان زيد أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم ثم وهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وتتبع أهله خبره حتى دلوا عليه فأتوا في طلبه فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المكث عنده أو الرجوع مع أهله فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام عنده وخبره بذلك مشهور‏.‏

ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه واسمه عتيق لقب لحسن وجهه وعتقه وقيل غير ذلك واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي فلما أسام أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله وكان أبو بكر مؤلفاً لقومه محبباً سهلاً وكان أنسب قريش لقريش وأعلمهم بها وبما كان فيها من خير وشر وكان تاجراً ذا خلق ومعروف فكان رجلا قومه يأتونه ويألفونه لتجارته وحسن مجالسته وغير ذلك فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فأسلم بدعائه فيما بلغني عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة‏.‏والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي‏.‏

وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب ابن مرة‏.‏

وسعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب‏.‏

وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تميم بن مرة فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا له فأسلموا وصلوا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بلغني ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر ابن أبي قحافة ما عكم عنه حين ذكرته له ولا تردد فيه‏.‏

قال فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقوا ما جاءه من عند الله‏.‏

ثم أسلم أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر‏.‏

وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلالي بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي‏.‏

والأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم‏.‏

وعثمان ابن مظعون بن حبيب بن وهيب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي وأخواه قدامة وعبد الله‏.‏

وعبيدة بن الحرث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب‏.‏

وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي‏.‏

وعند ابن هشام تقديم عبد الله بن قرط على رياح‏.‏

وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل المذكور‏.‏

وأسماء ابنة أبي بكر وعائشة أختها وهي صغيرة‏.‏

وخباب بن الأرت بن جندلة بن سعد ابن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الخزاعي ولاء الزهري حلفاً وعمير بن أبي وقاص أخو سعد‏.‏

وعبد الله من مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن هالة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة وعند ابن هشام فيه خلاف ما ذكرناه حليف بني زهرة‏.‏

ومسعود بن ربيعة القارئ بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن جمالة بن غالب بن ملحم بن عايذة ابن سبيع بن الهون بن خزيمة بن القارة‏.‏

وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي‏.‏

وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم‏.‏

وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل ابن أبير بن نهشل بن دارم الدارمية التميمية‏.‏

وخنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي‏.‏

وعامر بن ربيعة العنزي بإسكان النون وهو فيما ذكر ابن الكلبي عامر بن ربيعة الأصغر ابن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة الأكبر بن رفيدة بن عبد الله وهو عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار حكاه الرشاطي‏.‏

قال وذكر أبو عمر في نسبه اختلافاً كثيراً لا يتحصل منه شيء وهو حليف آل الخطاب‏.‏

وعبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأخوه أبو أحمد حليفا بني أمية‏.‏

وجعفر بن أبي طالب‏.‏

وامرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب لن مالك بن قحافة بن خثعم كذا هو عند ابن اسحق وعند أبي عمر أسماء بنت عميس بن معد بن الحرث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو جماعة خثعم بن أنمار على اختلاف في أنمار‏.‏

وقيل أسماء بنت عميس بن مالك بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة ابن عامر بن زيد بن نسر بن وهب الله‏.‏

وحاطب بن الحرث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح‏.‏

وامرأته فاطمة بنت المحلل بن عبد الله بن أبي قيس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأخوه خطاب وامرأته فكيهة بنت يسار‏.‏

ومعمر بن الحرث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة ابن جمح‏.‏

والسائب بن عثمان بن مظعون‏.‏

والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحرث بن زهرة‏.‏

وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد ابن سهم بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي‏.‏

والنحام نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب‏.‏

وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر‏.‏

وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس‏.‏

وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن خزاعة‏.‏

وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي‏.‏

وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم حليف بني عدي‏.‏

وخالد وعامر وعاقل وإياس بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من بني سعد ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة حلفاء بني عدي‏.‏

وعمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد ومالك جماع مذحج حليف بني مخزوم وصهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل ابن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أوس مناة بن أسلم بن النمر بن قاسط كذا هو عند ابن الكلبي‏.‏

وعند أبي عمر سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد قال إلى هنا نسب ابن اسحق ونسبه الواقدي وخليفة وابن الكلبي وغيرهم فقالوا صهيب بن سنان بن خالد بن عمرو بن طفيل بن كعب بن سعد ومنهم من يقول ابن سفيان بن جندلة بن مسلم بن أوس بن زيد مناة من النمر بن قاسط يقال له الرومي وكان مولى لعبد الله بن جدعان‏.‏

وذكر أبو عمر في السابقين أبا ذر جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن خمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة‏.‏

وأبا نجيح السلمي عمرو بن عبسة بن منقد بن خالد ابن حذيفة بن عمر بن خلف بن مازن من مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم ومازن ابن مالك أمه بجلة بنت هناءة بن مالك بن فهم وإليها ينسب البجلي بسكون الجيم ذكره كذلك الرشاطي وحكى عن أبي عمر في نسبه غير ذلك وصحح ما ذكرناه‏.‏

وحكى عن أبي عمر في نسبه غاضرة بن عتاب وزعم أنه خطأ وأن الصواب في ذلك النسب ناضرة بن خفاف قال أبو عمر ولكنهما يعني أبا ذر وأبا نجيح رجعا إلى بلاد قومهما وذكر فيهم عتبة بن مسعود أخا عبد الله بن مسعود‏.‏

وكان سبب إسلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما رويناه من طريق أبي علي بن الصواف بالسند المتقدم حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ورويناه من طريق الطبراني في معجمه الصغير ثنا عمرو ابن عبد الرحمن السلمي قالا ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي واللفظ للأول قال ثنا سلام أبو المنذر ثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال كنت في غنم لآل عقبة بن أبي معيط فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ابن أبي قحافة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل عندك لبن قلت نعم ولكني مؤتمن قال فهل عندك من شاة لم ينز عليها الفحل قلت نعم فأتيته بشاة شصوص قال سلام وهي التي ليس لها ضرع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم مكان الضرع وما لها ضرع فإذا ضرع حافل مملوء لبناً قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصخرة منقعرة فاحتلب النبي صلى الله عليه وسلم فسقى أبا بكر وسقاني ثم شرب ثم قال للضرع اقلص فرجع كما كان قال فلما رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله علمني فمسح رأسي وقال بارك الله فيك فإنك غلام معلم قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن عنده على حراء إذ نزلت عليه سورة المرسلات فأختها وإنها لرطبة بفيه أو إن فاه لرطب بها فلا أدري بأي الآيتين ختم ‏"‏ وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ‏"‏ أو ‏"‏ فبأي حديث بعده يؤمنون ‏"‏ وأخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وأخذت بقية القرآن من أصحابه فبينا نحن نيام على حراء أو على الجبل فما نبهنا إلا صوت النبي صلى الله عليه وسلم منعها منكم الذي منعكم منها قلت يا رسول الله وما ذاك قال حية خرجت من ناحية الجبل‏.‏

 دعاء رسول الله قومه وغيرهم إلى الإسلام

قال ابن اسحق ثم دخل الناس في الإسلام أرسالاً من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به ثم إن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاءه منه وأن ينادي في الناس بأمره ويدعو إليه وكان مدة ما أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستسر به إلى أن أمره الله بإظهاره ثلاث سنين فيما بلغني من بعثه ثم قال الله له ‏"‏ فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ‏"‏ ثم قال ‏"‏ وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وقل إني أنا النذير المبين ‏"‏ فلما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته صلى الله عليه وسلم إلا من عصم الله منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون وحدب على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب ومنعه وقام دونه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه وقام دونه ولم يسلمه لهم مشى رجال من أشرافهم إلى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً وردهم رداً جميلاً فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها فتذامروا عليه وحض بعضهم بعضاً عليه ثم إنهم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا يا أبا طالب إن لك سناً وشرفاً ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يملك أحد الفريقين أو كما قال ثم انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفساً بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه‏.‏

وذكر أن أبا طالب لما قالت له قريش هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا للذي قالوا له فابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء وأنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه فقال له يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله وأهلك فيه ما تركته ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا ابن أخي فأقبل عليه فقال اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبداً ثم إن قريشاً حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فخده فلك عقله ونصره واتخذه ولداً وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم فنقتله فإنما هو رجل كرجل قال والله لبئس ما تسومونني أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون أبداً فقال المطعم بن عدي والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً فقال له أبو طالب والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك فحقب الأمر وتنابذ القوم وبادى بعضهم بعضاً قال ثم إن قريشاً تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله تعالى منهم رسوله بعمه أبي طالب وقد قام أبو طالب حين رأى قريشاً يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه وأقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب‏:‏ روينا عن أبي بكر الشافعي ثنا اسحق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام ثنا محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد أو عياد الدؤلي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً قال ووراءه رجل يقول يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم فسألت من هذا الرجل فقيل أبو لهب‏.‏

قال ابن اسحق ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأياً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً قالوا فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول فيه قال بل أنتم فقولوا أسمع قالوا نقول كاهن قال والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمومة الكاهن ولا سجعه قالوا فنقول مجنون قال والله ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بحنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قالوا فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهجزه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا فنقول ساحر قال ما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده قالوا فما تقول يا أبا عبد شمس قال والله إن لقوله لحلاوة وأن أصله لعذق وأن فرعه لجناة وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا أعرف أنه باطل وأن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون لسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذره إياه وذكروا له أمره وصدت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها‏.‏

قوله لعذق بفتح العين المهملة وسكون الذال استعارة من النخلة التي ثبت أصلها وهو العذق‏.‏

ورواية ابن هشام لغدق بغين معجمة وكسر الدال المهملة من الغدق وهو الماء الكثير‏.‏

قال السهيلي ورواية ابن اسحق أفصح لأنها استعارة تامة يشبه آخر الكلام لأوله‏.‏