فصل: الْمُقدمَة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة البدر المنير في تخريج كتاب الشرح الكبير




.الْمُقدمَة

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين وَعَلِيهِ نتوكل الْحَمد لله نحمده ونستعينه وَنَسْتَغْفِرهُ ونتوب إِلَيْهِ ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا وسيئات أَعمالنَا من يهده الله فَلَا مضل لَهُ وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ بِالْهُدَى وَدين الْحق لِيظْهرهُ عَلَى الدَّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ وَبعد فَلَمَّا يسر الله تَعَالَى وَله الْحَمد والْمنَّة الْفَرَاغ من كتابي الْمُسَمَّى بالبدر الْمُنِير فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الشَّرْح الْكَبِير لإِمَام الْملَّة وَالدّين حجَّة الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين أبي الْقَاسِم عبد الْكَرِيم الرَّافِعِيّ شرح وجيز حجَّة الْإِسْلَام أبي حَامِد الْغَزالِيّ أسكنهما الله وإياي بحبوحة جنته وَجمع بيني وَبَينهَا فِي دَار كرامته حمدت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى إِتْمَامه وَسَأَلته الْمَزِيد من فَضله وإنعامه وشكرته إِذْ جعلني من خدام الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة سِيمَا هَذَا الْعلم الَّذِي هُوَ أساس الْعُلُوم بعد كتاب الله تَعَالَى وَكَانَ الْكتاب الْمَذْكُور قد اشْتَمَل عَلَى زبد التآليف الحديثية أُصُولهَا وفروعها قديمها وحديثها زَائِدَة عَلَى مائَة تأليف نظرتها كَمَا عددتها فِيهِ أَرْجُو أَن باحثه ومحصله يلْتَحق بأئمته الأكابر وَلَا يفوتهُ من الْمُحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا النَّادِر لِأَن شرح الْوَجِيز احتوى عَلَى غَالب مَا فِي كتب الْأَصْحَاب من الْأَقْوَال وَالْوُجُوه والطرق وَعَلَى أُلُوف من الْأَحَادِيث والْآثَار تنيف عَلَى أَرْبَعَة آلَاف بمكررها وَقد بيناها فِي الْكتاب الْمَذْكُور عَلَى حسب أَنْوَاعهَا من الصِّحَّة وَالْحسن والضعف والاتصال والإرسال والإعضال والانقطاع وَالْقلب والغرابة والشذوذ والنكرة وَالتَّعْلِيل والوضع والإدراج وَالِاخْتِلَاف والناسخ والمنسوخ إِلَى غير ذَلِك من علومه الجمة كضبط أَلْفَاظ وَأَسْمَاء وَتَفْسِير غَرِيب وإيضاح مُشكل وَجمع متن أَحَادِيث متعارضة وَالْجَوَاب عَنْهَا فَمن جمع بَين الْكِتَابَيْنِ الْمَذْكُورين أَعنِي كتَابنَا هَذَا وَالشَّرْح الْكَبِير للْإِمَام الرَّافِعِيّ وَفقه مغزاهما فقد جمع بَين علمي الْفِقْه والْحَدِيث وَصَارَ حَافظ أَوَانه وشافعي زَمَانه وبرز عَلَى شُيُوخه عوضا عَن أقرانه لَا يساوونه وَلَا يدانونه إِلَّا أَن الْعُمر قصير وَالْعلم بَحر مداه طَوِيل والهمم فاترة والرغبات قَاصِرَة والمستفيد قَلِيل والحفيظ كليل فترى الطَّالِب ينفر من الْكتاب الطَّوِيل ويرغب فِي الْقصير ويقنع باليسير وَكَانَ بعض مَشَايِخنَا عَامله الله بِلُطْفِهِ فِي الحركات والسكنات وَختم أَقْوَاله وأفعاله بالصالحات أَشَارَ باختصاره فِي نَحْو عشر الْكتاب تسهيلا للطلاب وليكون عُمْدَة لحفظ الدارسين وَرَأس مَال لإنفاق المدرسين فاستخرت الله تَعَالَى فِي ذَلِك وَسَأَلته التَّوْفِيق فِي القَوْل وَالْعَمَل والعصمة من الْخَطَأ والخطل من غير إِعْرَاض عَن الأول إِذْ عَلَيْهِ الْمعول فشرعت فِي ذَلِك ذَاكِرًا من الطّرق أَصَحهَا أَو أحْسنهَا وَمن المقالات أرجحها مُشِيرا بِقَوْلِي مُتَّفق عَلَيْه لما رَوَاهُ إِمَامًا الْمُحدثين أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن بردذبه الْجعْفِيّ البُخَارِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي وبقولي رَوَاهُ الْأَرْبَعَة لما رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه فِي سُنَنهمْ وبقولي رَوَاهُ الثَّلَاثَة لما رَوَاهُ المذكورون خلا ابْن مَاجَه فِي سُنَنهمْ وبقولي غَرِيب أَنِّي لَا أعلم من رَوَاهُ وَمَا عدا ذَلِك أسمي من رَوَاهُ وَحَيْثُ أطلقت النَّقْل عَن الْبَيْهَقِيّ فَهُوَ فِي سنَنه الْكَبِير وَهَذَا الْمُخْتَصر عَلَى تَرْتِيب أَصله لَا أغير مِنْهُ شَيْئا بِتَقْدِيم وَلَا تَأْخِير فلعلك ترَى أَيهَا النَّاظر حَدِيثا غير مُنَاسِب للباب فَأعْلم أَن الرَّافِعِيّ ذكره كَذَلِك فَإِن دعِي هَذَا الْمُخْتَصر بالخلاصة كَانَ باسمه وافيا وَلما يرومه طَالبا كَافِيا أَو الْمدْخل كَانَت سمة صَادِقَة وللحقيقة مُطَابقَة وَهَذَا الْمُخْتَصر أسلك فِيهِ طَرِيق الْإِيضَاح قَلِيلا لَا الِاخْتِصَار جدا فَإِن رمت جعلته كالأحراف فقد لخصته فِي كراريس لَطِيفَة مُسَمَّى بالمنتقى نفع الله بِالْجَمِيعِ بِمُحَمد وَآله وجعلهم مقربين من رضوانه مبعدين من سخطه وحرمانه نافعين لكاتبهم وسامعهم نفعا شَامِلًا فِي الْحَال والمآل إِنَّه لما يَشَاء فعال لَا رب سواهُ وَلَا مرجو إِلَّا إِيَّاه

.كتاب الطَّهَارَة

1 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ قَالَ فِي الْبَحْر هُوَ الطّهُور مَاؤُهُ والحل ميتَته» رَوَاهُ مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد والدارمي وَالْأَرْبَعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح قَالَ وَسَأَلت البُخَارِيّ عَنهُ فَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَصَححهُ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَرجح ابْن مَنْدَه صِحَّته قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي خلافياته وَإِنَّمَا لم يُخرجهُ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحهمَا لأجل اخْتِلَاف وَقع فِي اسْم سعيد بن سَلمَة والمغيرة بن أبي بردة قَالَ الْحَاكِم مثل هَذَا الحَدِيث الَّذِي تداوله الْفُقَهَاء فِي عصر الإِمَام مَالك إِلَى وقتنا هَذَا لَا يرد بِجَهَالَة هذَيْن الرجلَيْن وَهِي مَرْفُوعَة عَنْهُمَا بمتابعات فَذكرهَا بأسانيد قلت وليسا بمجهولين كَمَا حررناه فِي الأَصْل.
2 - حَدِيث «بِئْر بضَاعَة حَيْثُ تَوَضَّأ رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا فَقيل لَهُ أتتوضأ مِنْهَا وَهِي بِئْر تلقى فِيهَا الْحيض وَلُحُوم الْكلاب وَالنَّتن فَقَالَ المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء» رَوَاهُ الشَّافِعِي وَأحمد وَالثَّلَاثَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن وَفِي بعض نسخه صَحِيح وَصَححهُ أَحْمد ويحي بن معِين وَغَيرهمَا وَنَفَى الدَّارَقُطْنِيّ ثُبُوته مَرْدُود بقول هَؤُلَاءِ وَقَول الرَّافِعِيّ إِن ماءها كنقاعة الْحِنَّاء غَرِيب
3 - حَدِيث «المَاء لَا يُنجسهُ شَيْء إِلَّا مَا غلب عَلَى رِيحه وطعمه ولونه» رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ هَكَذَا من رِوَايَة أبي أُمَامَة وَالدَّارَقُطْنِيّ بِدُونِ أَو لَونه وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف فِي إِسْنَاده رشدين بن سعد الْمصْرِيّ وَهُوَ واه قَالَه يحي وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالصَّحِيح إرْسَاله وَأَشَارَ إمامنا الشَّافِعِي أَيْضا إِلَى ضعفه وَاسْتَغْنَى عَنهُ بِالْإِجْمَاع وَقَول الرَّافِعِيّ نَص عَلَى الطّعْم وَالرِّيح وَقَالَ الشَّافِعِي اللَّوْن عَلَيْهِمَا عجب فَهُوَ مَعَهُمَا نصا كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَدَعْوَى الرَّافِعِيّ أَيْضا أَن هَذَا الِاسْتِثْنَاء ورد فِي بِئْر بضَاعَة لَا يعرف
4 - حَدِيث «إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل الْخبث» رَوَاهُ الشَّافِعِي وَأحمد وَالْأَرْبَعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة ابْن عمر وَصَححهُ الْأَئِمَّة كَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَابْن مَنْدَه والطَّحَاوِي وَالْحَاكِم وَزَاد أَنه عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ يَعْنِي البُخَارِيّ وَمُسلمًا وَالْبَيْهَقِيّ والخطابي وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَغَيره إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ لم ينجس قَالَ يحي ابْن معِين إسنادها جيد وَالْحَاكِم صَحِيح وَالْبَيْهَقِيّ مَوْصُول والزكي لَا غُبَار عَلَيْهِ
5 - حَدِيث عَائِشَة «فِي النَّهْي عَن التَّوَضُّؤ والاغتسال بِالْمَاءِ المشمس» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف بِمرَّة قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ حَدِيث لَا يَصح وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَعَزوه فِي التنقيب لِابْنِ معن الدِّمَشْقِي إِلَى أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ غلط قَبِيح
6 - حَدِيث ابْن عَبَّاس «رَفعه من اغْتسل بِمَاء مشمس فَأَصَابَهُ وضح فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه» غَرِيب جدا وَلَيْسَ فِي الْكتب الْمَشْهُورَة وَهُوَ فِي مشيخة قَاضِي المرستان بِسَنَد مُنْقَطع واه قَالَ الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ لَا يَصح فِي المَاء المشمس حَدِيث مُسْند إِنَّمَا يرْوَى فِيهِ شَيْء عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قلت أثر عمر هَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي الْأُم عَن إِبْرَاهِيم بن أبي يحي صَدَقَة بن عبد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن عمر وَإِبْرَاهِيم هَذَا ضعفه الجم الْغَفِير وَوَثَّقَهُ الشَّافِعِي وَابْن جريج وحمدان بن مُحَمَّد الْأَصْفَهَانِي وَابْن عقدَة الْحَافِظ وَقَالَ ابْن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا
7 - خبر الصَّحَابَة «أنهم تطهروا بِالْمَاءِ المسخن بَين يَدي النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَلم يُنكر عَلَيْهِم لَا أعلمهُ إِلَّا من فعل أسلع خَادِم رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَحده أَنه اغْتسل كَذَلِك» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي أكبر معاجمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من فعل عمر بِانْفِرَادِهِ وَصَححهُ وَكَذَلِكَ رَوَى عَن غَيره من الصَّحَابَة كَمَا ذكرته فِي الأَصْل
8 - أخر قَالَ الرَّافِعِيّ قُلْنَا إِن الْمُسْتَعْمل طَاهِر لِأَن الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فَمن بعدهمْ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ من فضل ثِيَابهمْ وَلَا يحترزون مِمَّا يتقاطر عَلَيْهِم وَعَلَى ثِيَابهمْ قلت وَهَذَا مَشْهُور ذكره الرَّافِعِيّ وأصحابنا وَهُوَ الظَّاهِر من أَحْوَالهم

.بَاب النَّجَاسَات وَالْمَاء النَّجس وَالِاجْتِهَاد

9 - حَدِيث «من اقتنى كَلْبا إِلَّا كلب صيد أَو مَاشِيَة فَإِنَّهُ ينقص من أجره كل يَوْم قيراطان» مُتَّفق عَلَيْه من حَدِيث سَالم عَن ابْن عمر قَالَ سَالم وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول أَو كلب حرث وَكَانَ صَاحب حرث وَهَذَا الحَدِيث أَشَارَ إِلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَلم يذكرهُ كَذَا
10 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ دعِي إِلَى دَار فَأجَاب ودعي إِلَى دَار أُخْرَى فَلم يجب فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِن فِي دَار فلَان كَلْبا فَقيل وَفِي دَار فلَان هرة فَقَالَ الْهِرَّة لَيست بنجسة» رَوَاهُ أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَصَححهُ وَفِيه نظر لَكِن لَفظهمْ السنور سبع بدل الْهِرَّة إِلَى آخِره
11 - حَدِيث «أحلّت لنا ميتَتَانِ وَدَمَانِ السّمك وَالْجَرَاد والكبد وَالطحَال» رَوَاهُ الشَّافِعِي وَأحمد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِهِ وَلابْن مَاجَه مِنْهُ اللَّفْظَة الأولَى قَالَ أَحْمد هَذَا حَدِيث مُنكر قلت سَببه أَن عبد الرَّحْمَن هَذَا ضعفه الْجُمْهُور قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ رُوِيَ مَوْقُوفا عَلَى عبد الله بن عمر وَهُوَ أصح قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ فِي مَعْنَى الْمسند قلت لِأَن قَول الصَّحَابِيّ أحل لنا كَذَا مَرْفُوع عَلَى الْمُخْتَار عِنْد جُمْهُور الْفُقَهَاء والأصوليين وَأهل هَذَا الْفَنّ فَيصح الِاسْتِدْلَال بِهَذِهِ الرِّوَايَة وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث أَيْضا من طَرِيق عبد الله بن زيد بن أسلم مَرْفُوعا وجنح إِلَى تَصْحِيحه من هَذِه الطَّرِيق الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام هَذَا كُله مَعَ قيام الْإِجْمَاع عَلَى طَهَارَة ميتهما
12 - حَدِيث «إِذا وَقع الذُّبَاب فِي إِنَاء أحدكُم فامقلوه فَإِن فِي أحد جناحيه داءا وَفِي الآخر دَوَاء وَإنَّهُ يقدم الدَّاء» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ هَكَذَا وَزَادُوا وَيُؤَخر الدَّوَاء وَابْن حبَان فِي صَحِيحه إِلَى قَوْله دَوَاء وَأخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة
13 - حَدِيث «سلمَان مَرْفُوعا كل طَعَام وشراب وَقعت فِيهِ دَابَّة لَيْسَ لَهَا دم فَمَاتَتْ فِيهِ فَهُوَ حَلَال أكله وشربه وَالْوُضُوء مِنْهُ» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف قَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد هَذَا حَدِيث غير مَحْفُوظ وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول
14 - حَدِيث «مَا أبين من حَيّ فَهُوَ ميت» رَوَاهُ الْحَاكِم هَكَذَا إِلَّا أَنه بِلَفْظ قطع بدل أبين وَالْمعْنَى وَاحِد فِي رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَأخرجه هُوَ بِنَحْوِهِ مَعَ أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد
15 - حَدِيث «أَنَتَوَضَّأُ بِمَا أفضلت الْحمر قَالَ نعم وَبِمَا أفضلت السبَاع كلهَا» رَوَاهُ الشَّافِعِي وَالدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة جَابر بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة إِنَّه إِذا ضم أسانيده بَعْضهَا إِلَى بعض أحدثت قُوَّة قَالَ وَفِي مَعْنَاهُ حَدِيث أبي قَتَادَة وَإِسْنَاده صَحِيح والاعتماد عَلَيْهِ يَعْنِي حَدِيث أَنَّهَا من الطوافين عَلَيْكُم وَسَيَأْتِي
16 - حَدِيث «أنه صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ركب فرسا معروريا لأبي طَلْحَة وركضه» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة أنس كَذَا وَقع فِي الرَّافِعِيّ معروريا والوارد معرورا بِحَذْف الْيَاء
17 - حَدِيث «أبي طيبَة أَنه شرب دم رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم غَرِيب لم أجد لَهُ مَا يثبت بِهِ كَمَا قَالَه ابْن الصّلاح وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه مَعْرُوف وَإنَّهُ ضَعِيف قَالَ الرَّافِعِيّ وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ قَالَ لَهُ بعد ذَلِك لَا تعد الدَّم كُله حرَام وَهَذَا غَرِيب أَيْضا نعم» رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة عَن سَالم ابْن أبي الْحجَّاج الصَّحَابِيّ أَنه بعد أَن حج النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم شرب دَمه فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام أما علمت أَن الدَّم كُله حرَام لَا تعد وكنية سَالم هَذَا أَبُو هِنْد وَسَنَده مُحْتَمل
18 - حَدِيث «عَلّي أَنه شرب دَمه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ» غَرِيب
19 - حَدِيث «أبي الزبير مثله» رَوَاهُ الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَالْبَغوِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وطرقه يُقَوي بَعْضهَا بَعْضًا وَالْعجب من قَول ابْن الصّلاح إِن هَذَا حَدِيث لم أجد لَهُ أصلا بِالْكُلِّيَّةِ وَهُوَ فِي هَذِه الْأُصُول
20 - حَدِيث «أم أَيمن أَنَّهَا شربت بَوْله عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ إِذا لَا تلفح النَّار بَطْنك» رَوَاهُ الْحَاكِم مُسْتَدْركه فِي ترجمتها وَلَفظه أَنه لَا ينجع بَطْنك بعده أبدا وَعَن الدَّارَقُطْنِيّ أَن حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي شربت بَوْله حَدِيث صَحِيح وَرَأَيْت فِي علله أَنه مُضْطَرب وَأَن الِاضْطِرَاب جَاءَ من جِهَة أبي مَالك النَّخعِيّ وَأَنه ضَعِيف وَأَبُو مَالك هَذَا فِي رِوَايَة الْحَاكِم السالفة
21 - حَدِيث عَائِشَة «أم الْمُؤمنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم فركا فَيصَلي فِيهِ» مُتَّفق عَلَيْه وَاللَّفْظ لمُسلم قَالَ الرَّافِعِيّ وَفِي رِوَايَة وَهُوَ فِي الصَّلَاة قلت هِيَ صَحِيحَة رَوَاهَا إِمَام الْأَئِمَّة مُحَمَّد بن خُزَيْمَة وتلميذه ابْن حبَان فِي صَحِيحهمَا وَأغْرب النَّوَوِيّ فِي شرح الْمُهَذّب فَقَالَ إِنَّهَا غَرِيبَة
22 - حَدِيث «إِنَّمَا يغسل الثَّوْب من الْبَوْل وَالْغَائِط والمني وَالدَّم والقيح» رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن عدي والعقيلي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عمار بن يَاسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف بل بَاطِل لَا أصل لَهُ كَمَا قَالَه الْبَيْهَقِيّ وَفِي الرَّافِعِيّ فِيهِ زِيَادَة والمذي وَهِي غَرِيبَة
23 - حَدِيث عَائِشَة «اغسليه رطبا وافركيه يَابسا» غَرِيب قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يعرف هَكَذَا إِنَّمَا الْمَنْقُول أَنَّهَا كَانَت تَفْعَلهُ بِلَا أَمر
24 - حَدِيث «إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل خبثا ويروي نجسا» تقدم فِي الْبَاب قبله
25 - حَدِيث «حبب إِلَيّ من دنياكم الطّيب وَالنِّسَاء وقرة عَيْني فِي الصَّلَاة» رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم من رِوَايَة أنس وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
26 - حَدِيث «الْمسك أطيب الطّيب» رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَشَارَ إِلَيْهِ الإِمَام الرَّافِعِيّ وَالَّذِي قبله
27 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يسْتَعْمل الْمسك» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة عَائِشَة كَمَا سَيَأْتِي فِي الْحَج وَرُوِيَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَالتِّرْمِذِيّ فِي شمائله بِإِسْنَاد عَلَى شَرط الصَّحِيح عَن أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ كَانَت للنَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مسكة يتطيب مِنْهَا وَذكره ابْن السكن فِي سنَنه الصِّحَاح أَيْضا
28 - حَدِيث «أنه صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة إِلَّا لَفْظَة ثَلَاثًا فَانْفَرد بهَا مُسلم وأخرجها ابْن حبَان فِي صَحِيحه أَيْضا
29 - حَدِيث «إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ بقلال هجر لم يحمل خبثا» رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي الْأُم والمسند والمختصر عَن مُسلم بن خَالِد الزنْجِي وَكَانَ أَبيض مليحا وَإِنَّمَا لقب بذلك بالضد وَقيل بل كَانَ زنجيا وَثَّقَهُ يحي بن معِين وَجمع وَضَعفه غَيرهم عَن ابْن جريج بِإِسْنَاد لَا يحضرني ذكره أَن رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل خبثا وَقَالَ فِي الحَدِيث بقلال هجر قَالَ ابْن جريج وَقد رَأَيْت قلال هجر فالقلة تسع قربتين أَو قربتين وشنا قَالَ ابْن الْأَثِير والرافعي فِي شرحي الْمسند الْإِسْنَاد الَّذِي لم يحضرهُ عَلَى مَا ذكره أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ أَن ابْن جريج قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يحي بن عقيل أخبرهُ أَن يحي بن يعمر أخبرهُ أَن النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الحَدِيث وَقد رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه كَمَا ذكرَاهُ قَالَ ابْن الْأَثِير وَهُوَ مُرْسل فَإِن يحي بن يعمر تَابِعِيّ قلت يعتضد بِمَا رَوَاهُ ابْن عدي من حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ من قلال هجر لم يُنجسهُ شَيْء لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمُغيرَة بن صقْلَابٍ قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة جزري لَا بَأْس بِهِ
30 - حَدِيث «أَسمَاء أَن رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا حِين سَأَلت عَن دم الْحيض يُصِيب الثَّوْب حتيه ثمَّ اقرصيه ثمَّ اغسليه بِالْمَاءِ» رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي الْأُم وَمُسْنَده عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن هِشَام عَن فَاطِمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَهَذَا إِسْنَاد عَلَى شَرط أهل الْعلم كلهم بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور إِلَّا أَنه قَالَ بعد اقرصيه بِالْمَاءِ ثمَّ رشيه وَصلي فِيهِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أَسمَاء أَن امْرَأَة سَأَلت وَرُوِيَ فِيهِ لَفْظَة اغسليه ابْن إِسْحَاق كَمَا أَفَادَهُ صَاحب الإِمَام وَالْعجب من النَّوَوِيّ كَيفَ يَقُول إِن الشَّافِعِي رَوَى فِي الْأُم أَن أَسمَاء هِيَ السائلة بِسَنَد ضَعِيف وَهُوَ كَمَا مر لكنه تبع ابْن الصّلاح فِي ذَلِك
31 - حَدِيث «أَن نسْوَة رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم سألنه عَن دم الْحيض يُصِيب الثَّوْب وذكرن لَهُ أَن كَون اللَّوْن يَبْقَى فَقَالَ الطخنة بزعفران» غَرِيب
32 - حَدِيث «خَوْلَة بنت يسَار أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَن دم الْحيض فَقَالَ اغسليه فَقلت أغسله فَيَبْقَى أَثَره فَقَالَ صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم المَاء كافيك وَلَا يَضرك أَثَره» رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد فِي طَرِيق ابْن الْأَعرَابِي وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ تفرد بِهِ ابْن لَهِيعَة وَهُوَ ضَعِيف بإجماعهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث خَوْلَة بنت حَكِيم وَفِيه الْوَازِع بن نَافِع وَهُوَ واه بإجماعهم قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ لم يسمع بخولة بنت يسَار إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث
33 - حَدِيث «إِن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد فَقَالَ النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم صبوا عَلَيْهِ ذنوبا من المَاء» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ الرَّافِعِيّ وَلم يَأْمر بِنَقْل التُّرَاب قلت بل قد أمره بِهِ وَهُوَ فِي أبي دَاوُد وَغَيره لَكِن بِإِسْنَاد ضَعِيف
34 - حَدِيث «يغسل من بَوْل الْجَارِيَة ويرش عَلَى بَوْل الْغُلَام» رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم من رِوَايَة أبي السَّمْح مَالك وَقيل أياد خَادِم رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْحَاكِم صَحِيح وَقَالَ البُخَارِيّ حسن وَرَوَوْهُ خلا النَّسَائِيّ من رِوَايَة عَلّي وَصَححهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَحسنه التِّرْمِذِيّ
35 - حَدِيث «أم قيس أُخْت عكاشة بنت مُحصن أَنَّهَا أَتَت النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم بِابْن لَهَا لم يبلغ أَن يَأْكُل الطَّعَام فَبَال فِي حجره فدعى بِمَاء فنضحه عَلَى بَوْله وَلم يغسلهُ غسلا» مُتَّفق عَلَيْه وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ لم يَأْكُل الطَّعَام وَهُوَ مَا فِي الرَّافِعِيّ
36 - حَدِيث «إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليرقه وليغسله سبعا أولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ» مُتَّفق عَلَيْه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِلَّا أولَاهُنَّ وليرقه فَمن تفردات مُسلم قَالَ الرَّافِعِيّ وَفِي رِوَايَة إِحْدَاهُنَّ قلت رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عَلّي بِإِسْنَاد حسن عِنْدِي وَفِي رِوَايَة لأبي عبيد فِي كتاب الطّهُور من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أولَاهُنَّ أَو إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ وَهَذِه مَا فِي الرَّافِعِيّ
37 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ قَالَ فِي الْهِرَّة إِنَّهَا لَيست بِنَجس إِنَّهَا من الطوافين عَلَيْكُم أَو الطوافات» رَوَاهُ مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد والدارمي وَالْأَرْبَعَة من رِوَايَة أبي قَتَادَة وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَخَالف ابْن مَنْدَه فأعله بِأَن قَالَ فِي سَنَده حميدة وكبشة ومحلهما مَحل جَهَالَة قلت لَا بل ذكرهمَا ابْن حبَان فِي ثقاته وَرُوِيَ عَن حميدة ثَلَاثَة ثمَّ قَالَ وَلَا يعرف لَهَا رِوَايَة إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث قلت لَا فلحميدة ثَلَاثَة أَحَادِيث هَذَا أَحدهَا قَالَ وَلَا يثبت هَذَا الْخَبَر من وَجه من الْوَجْه وسبيله سَبِيل الْمَعْلُول قلت لَا وَالله فَلهُ طَرِيق آخر لَا شكّ فِي صِحَّتهَا وَقد أوضحت ذَلِك كُله فِي الأَصْل بِزِيَادَة فَوَائِد. وَالْعجب من الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين كَيفَ تَابعه فِي الإِمَام عَلَى هَذِه المقولة وَوَقع فِي الرَّافِعِيّ أَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ هُوَ الَّذِي أصغى الْإِنَاء للهرة فتعجبوا مِنْهُ فَقَالَ إِنَّهَا لَيست بنجسة الحَدِيث وَلَا يعلم للرافعي مُتَابعًا عَلَى ذَلِك وَإِنَّمَا الَّذِي أصغى لَهَا الْإِنَاء أَبُو قَتَادَة فتعجبت مِنْهُ كَبْشَة فَذكر هَذَا الحَدِيث
38 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ كَانَ يصغي للهرة الْإِنَاء» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَزَاد ثمَّ يتَوَضَّأ بفضلها وَفِي إِسْنَاده عبد الله بن سعيد المَقْبُري وَهُوَ واه بِمرَّة
39 - حَدِيث «أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قدم نَاس من عكل أَو عرينة فاجتووا الْمَدِينَة فَأمر لَهُم النَّبِي صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم بلقاح وَأمرهمْ أَن يشْربُوا من أبوالها وَأَلْبَانهَا» مُتَّفق عَلَيْه
40 - حَدِيث جَابر «مَرْفُوعا مَا أكل لَحْمه فَلَا بَأْس ببوله» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَإِسْنَاده ضَعِيف فِيهِ عَمْرو بن الْحصين الْعقيلِيّ وَهُوَ واه بإجماعهم ويحي بن الْعَلَاء البَجلِيّ وَأَحَادِيثه مَوْضُوعَة قَالَه ابْن عدي وَقَالَ أَحْمد كَذَّاب يضع الحَدِيث
41 - حَدِيث «الْبَراء لَا بَأْس ببول مَا أكل لَحْمه» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قَالَ ابْن حزم فِي الْمُحَلَّى إِنَّه مَوْضُوع وَهَذِه الْأَحَادِيث لم يذكرهَا الرَّافِعِيّ هَكَذَا وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَيْهَا
42 - حَدِيث «أنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِل بنت بنته صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا قَامَ حملهَا وَإِذا سجد وَضعهَا» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ

.بَاب الْأَوَانِي

43 - حَدِيث «أنه صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم مر بِشَاة ميتَة لميمونة فَقَالَ هلا أَخَذْتُم إهابها فدبغتموه فانتفعتم بِهِ» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة ابْن عَبَّاس وَوهم من جعله من أَفْرَاد مُسلم لَكِن فِيهَا أَن الشَّاة كَانَت لمولاة مَيْمُونَة وَفِي الرِّوَايَة لمُسلم أَنَّهَا لبَعض أَزوَاجه وَفِي النَّسَائِيّ وَغَيره بِإِسْنَاد صَحِيح أَنَّهَا لميمونة نَفسهَا وَجمع الرَّافِعِيّ فِي شرح الْمسند بَينهمَا بِأَن قَالَ يُمكن أَن تكون الْقِصَّة وَاحِدَة لكَون مولاتها كَانَت عِنْدهَا وَمن خدمها فَتَارَة نسبت الشَّاة إِلَيْهَا وَتارَة إِلَى مَيْمُونَة وَهُوَ جمع حسن
44 - حَدِيث «إِذا دبغ الإهاب فقد طهر» رَوَاهُ مُسلم من رِوَايَة ابْن عَبَّاس وَللشَّافِعِيّ وَالتِّرْمِذِيّ أَيّمَا إهَاب دبغ فقد طهر قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
45 - حَدِيث «أَلَيْسَ فِي الشب والقرظ مَا يطهره» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة ابْن عَبَّاس وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان من رِوَايَة مَيْمُونَة بأسانيد حَسَنَة لَكِن روايتهم المَاء بدل الشب وَلَفظ الشب أنكرهُ الشَّيْخ أَبُو حَامِد ثمَّ النَّوَوِيّ وَقَوله يطهره هُوَ تَحْرِيف لَفْظِي وكل الرِّوَايَات يطهرها بهاء التَّأْنِيث
46 - حَدِيث «لَا تنتفعوا من الْميتَة بإهاب وَلَا عصب» رَوَاهُ الشَّافِعِي وَأحمد وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْأَرْبَعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن حبَان من رِوَايَة عبد الله بن عكيم وَصَححهُ ابْن حبَان وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَكَانَ أَحْمد يَقُول بِهِ ثمَّ تَركه لما اضْطَرَبُوا فِي إِسْنَاده وَقَالَ الْخطابِيّ علله عَامَّة الْعلمَاء بِعَدَمِ صُحْبَة ابْن عكيم
47 - حَدِيث «إِنَّمَا حرم من الْميتَة أكلهَا» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة ابْن عَبَّاس
48 - حَدِيث «دباغ الْأَدِيم ذَكَاته» رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عَائِشَة وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَرِجَاله كلهم ثِقَات وَصَححهُ ابْن حبَان أَيْضا وَلَفظ النَّسَائِيّ سُئِلَ عَن جُلُود الْميتَة فَقَالَ دباغها ذكاتها وَفِي رِوَايَة لَهُ دباغها طهورها وَلَفظ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ طهُور كل أَدِيم دباغه وَابْن حبَان دباغ جُلُود الْميتَة طهورها
49 - حَدِيث «أَن رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم لما رَمَى الْجَمْرَة وَنحر نُسكه ناول الحالق شقَّه الْأَيْمن فَأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَة ثمَّ نَاوَلَهُ شقَّه الْأَيْسَر فحلقه فَقَالَ اقسمه بَين النَّاس» مُتَّفق عَلَيْه من رِوَايَة أنس
50 - حَدِيث «حُذَيْفَة مَرْفُوعا لَا تشْربُوا فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا تَأْكُلُوا فِي صحافها» مُتَّفق عَلَيْه زَاد البُخَارِيّ فَإِنَّهَا لَهُم فِي الدُّنْيَا وَلنَا فِي الْآخِرَة
51 - حَدِيث «الَّذِي يشرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم» مُتَّفق عَلَيْه من حَدِيث أم سَلمَة هِنْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَفِي رِوَايَة لمُسلم إِن الَّذِي يَأْكُل أَو يشرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَارا بِالنّصب عَلَى الْمَشْهُور وَرُوِيَ بِالرَّفْع عَلَى أَنَّهَا فَاعله
52 - حَدِيث «إِن حَلقَة قَصْعَة صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم كَانَت من فضَّة» رَوَاهُ البُخَارِيّ من رِوَايَة أنس بِنَحْوِهِ وَهَذَا لَفظه عَنهُ إِن قدح صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم انْكَسَرَ فَجعل مَكَان الشّعب سلسلة من فضَّة وَأَشَارَ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره إِلَى أَن الَّذِي جعل السلسلة هُوَ أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
53 - حَدِيث «كَانَت قبيعة سيف رَسُول الله صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم من فضَّة» رَوَاهُ الثَّلَاثَة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس وَحسنه التِّرْمِذِيّ قَالَ الْحفاظ وَالصَّحِيح فِيهِ عَن قَتَادَة عَن سعيد بن أبي الْحسن مُرْسلا وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث مزيدة العصري وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث أبي أُمَامَة بِإِسْنَاد حسن
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ القبيعة بِفَتْح الْقَاف وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة مَا يكون عَلَى رَأس قَائِم السَّيْف وطرف مقبضه من حَدِيد أَو فضَّة
54 - حَدِيث «أنه صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الذَّهَب وَالْحَرِير هَذَانِ حرامان عَلَى ذُكُور أمتِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَزَاد وَهِي حل لإناثهم من حَدِيث عَلّي قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ هَذَا حَدِيث حسن وَرِجَاله معروفون
55 - حَدِيث «من شرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة أَو إِنَاء فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّمَا يجرجر فِي جَوْفه نَار جَهَنَّم» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَالْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث من رِوَايَة ابْن عمر وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف لَا يَصح كَمَا قَالَه ابْن الْقطَّان فِي علله قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَالْمَشْهُور عَن ابْن عمر فِي المضبب مَوْقُوفا عَلَيْهِ أَنه كَانَ لَا يشرب فِي قدح فِيهِ حَلقَة فضَّة وَلَا ضبة فضَّة