الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
653- الحَدِيث التَّاسِع:كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يزَال يبْعَث السَّرَايَا فَنُغَيِّر حول مَكَّة ونختطف مِنْهُم وَنصِيب من مَوَاشِيهمْ.قلت فِي صَحِيح مُسلم عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بكر إِلَى فَزَارَة... فَذكره فِي السِّيرَة فِي ذكر سيرة ابْن أبي حَدْرَد قَالَ ابْن إِسْحَاق قَالَ ابْن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينهُ عَلَى نِكَاحي... إِلَى أَن قَالَ وَأَقْبل رجل من بني جشم حَتَّى نزل بقَوْمه وَمن مَعَه بِالْغَابَةِ يُرِيد أَن يجمع قيسا عَلَى حَرْب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرجلَيْنِ من الْمُسلمين فَقال: «اخْرُجُوا إِلَى هَذَا الرجل حَتَّى تَأْتُوا مِنْهُ بِخَبَر» وَخَرجْنَا ومعنا سِلَاحنَا من النبل وَالسُّيُوف فَجِئْنَاهَا مَعَ غرُوب الشَّمْس فَكَمَنْت فِي نَاحيَة وَأمرت صَاحِبي فَكَمَنَا فِي نَاحيَة أُخْرَى نَنْتَظِر غرَّة الْقَوْم وَأَن نصيب مِنْهُم شَيْئا فَمر بِي رَاع لَهُم يَسُوق إبِلا وَغنما فَنَفَحَتْهُ بِسَهْم فَوَقع فِي فُؤَاده وَوَثَبْت إِلَيْهِ فَجَزَزْتُ رَأسه وَكَبرت وَكبر صَاحِبَايَ وَاسْتَقْنَا إبِلا عَظِيمَة وَغنما كَثِيرَة فَجِئْنَا بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجئْت بِرَأْسِهِ أحملهُ فَأَعَانَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تِلْكَ الْإِبِل بِثَلَاثَة عشر بَعِيرًا فِي صَدَاقي فَجمعت إلى أَهلِي.مُخْتَصر.وَذكر ابْن سعد والواقدي فِي سَرِيَّة قُطْبَة بن عَامر قَالَ وَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُطْبَة بن عَامر فِي عشْرين رجلا إِلَى حَيّ من خثعم بِنَاحِيَة تبَالَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة أَي يُفَرِّقهُمْ فِي كل مَكَان فَخَرجُوا عَلَى عشرَة أَبْعِرَة يعتقبونها وَشن عَلَيْهِم الْغَارة وَأَقَامُوا حَتَّى نَامُوا ثمَّ أَغَارُوا عَلَيْهِم فَاقْتَتلُوا حَتَّى أَكثر الْجَرْحى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا وَقتل قُطْبَة بن عَامر وَسَاقُوا الْإِبِل وَالشَّاء وَالنِّسَاء إِلَى الْمَدِينَة وَقسمت فيهم فَكَانَت سُهْمَانهمْ أَرْبَعَة أَبْعِرَة وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم بعد أَن أخرج الْخمس.وَذكر ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي سَرِيَّة عكاشة بن مُحصن فِي جمَاعَة إِلَى الْغمر عَلَى يَوْمَيْنِ من الْمَدِينَة مَاء لبني أَسد فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَاسْتَاقَ مِائَتي بعير فَقدم بهَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وَذكر أَيْضا سَرِيَّة أبي عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى ذِي الْقِصَّة لَيْلَة من الْمَدِينَة فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَأَغَارُوا عَلَى بني ثَعْلَبَة وَأخذُوا نعما من نعامهم وَرَثَة من مَتَاعهمْ وَقدمُوا بِهِ الْمَدِينَة فَخمسهُ عَلَيْهِ السَّلَام.وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى بني سليم بالجموم وَهِي بطن نخل فَأَصَابُوا مِنْهُ نعما وَشاء وَأَسْرَى.وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الطّرف عَلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا من الْمَدِينَة فَخرج إِلَى بني ثَعْلَبَة فِي خَمْسَة عشر رجلا فَأصَاب نعما وَشاء.وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الْعيص عَلَى أَربع لَيَال من الْمَدِينَة وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي وَذكر الَّتِي قبلهَا أَيْضا فِي مائَة وَسبعين رَاكِبًا حِين بلغه أَن عيرًا لقريش أَقبلت من الشَّام فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا وَأخذُوا فضَّة كَثِيرَة لِصَفْوَان بن أُميَّة وأسروا أُنَاسًا مِنْهُم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَقدمُوا بهم الْمَدِينَة فَاسْتَجَارَ أَبُو الْعَاصِ بِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَارَتْهُ.وَذكر أَيْضا سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى بني سعد بن بكر بِفَدَكَ عَلَى سِتّ لَيَال من الْمَدِينَة فِي مائَة رجل فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَأخذ خَمْسمِائَة بعير وَألْفي شَاة... وَذكره الْوَاقِدِي.ثمَّ ذكر سَرِيَّة مُحَمَّد بن سَلمَة إِلَى القرطاء بطن من بني بكر بن كلاب عَلَى سبع لَيَال من الْمَدِينَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَار اللَّيْل وَكَمن النَّهَار حَتَّى انْتَهَى فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَقتل مِنْهُم نَفرا وهرب سَائِرهمْ وَاسْتَاقَ مائَة وَخمسين بَعِيرًا وَثَلَاثَة آلَاف شَاة وَلم يتَعَرَّض لِلطَّعْنِ وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَة فَخمس عَلَيْهِ السَّلَام مَا جَاءَ بِهِ وَذكرهَا الْوَاقِدِيّ.ثمَّ ذكر سَرِيَّة غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ إِلَى الْمِيفَعَة عَن الْمَدِينَة بِثمَانِيَة برد فِي مائَة وَثَلَاثِينَ رجلا فَقتل من بني عَوَالٍ وَبني عبد بن ثَعْلَبَة وَاسْتَاقُوا نعما وَشاء فقدموا بِهِ الْمَدِينَة وَلم يَأْسِرُوا أحدا وَفِي هَذِه السّريَّة قتل أُسَامَة بن زيد الرجل الَّذِي قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله.ثمَّ ذكر سَرِيَّة أبي قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب بِنَجْد قَالُوا بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.أَبَا قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب فِي خَمْسَة عشر رجلا فَهَجَمُوا عَلَى حَاضر مِنْهُم فَقتلُوا مِنْهُم وَاسْتَاقُوا من الْإِبِل مِائَتي بعير وَمن الْغنم ألفي شَاة وَسبوا سبيا كثيرا وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة.ثمَّ ذكر سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى الْيمن يُقَال مرَّتَيْنِ أَحدهمَا فِي شهر رَمَضَان سنة عشرَة من الْهِجْرَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا إِلَى الْيمن وَعقد لَهُ لِوَاء وَقَالَ لَهُ امْضِ وَلَا تلْتَفت فَإِذا نزلت بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تقَاتلهمْ حَتَّى يُقَاتِلُوك. فَخرج فِي ثَلَاثمِائَة فَارس حَتَّى نزل فِي بِلَاد مذْحج فَفرق أَصْحَابه عَلَيْهَا فَأتوا بِنَهْب وَغَنَائِم وَنسَاء وَأَطْفَال وَنعم وَشاء وَغير ذَلِك وَجعل عَلّي عَلَيْهَا بُرَيْدَة بن الْحصيب ثمَّ لَقِي جمعهم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا فَقَاتلهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم عشْرين رجلا ثمَّ دعاهم إِلَى الْإِسْلَام فَأَسْرعُوا وَأَجَابُوا وَبَايَعَهُ نفر من رُؤَسَائِهِمْ عَلَى الْإِسْلَام وَقَالُوا نَحن عَلَى من وَرَاءَنَا من قَومنَا وَهَذِه صَدَقَاتنَا فَخذ مِنْهَا حق الله ثمَّ قفل عَلّي فَوَافَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة قد قدمهَا لِلْحَجِّ سنة عشرَة.وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي ابْن أبي سُبْرَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي فَرْوَة عَن عَمْرو بن الحكم قَالَ بعث رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُجَاع بن وهب فِي أَرْبَعَة فِي أَرْبَعَة وَعشْرين رجلا إِلَى جمع من هوَازن بِالسَّبْيِ وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَيْهِم فَخرج وَكَانَ يسير اللَّيْل ويكمن النَّهَار حَتَّى صبحهمْ وهم غَارونَ فَأَصَابُوا نعما كثيرا وَشاء وَنسَاء فَاسْتَاقُوا ذَلِك كُله حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وَكَانَت سِهَامهمْ خَمْسَة عشر بَعِيرًا لكل رجل وَعدلُوا الْبَعِير بِعشْرَة من الْغنم وَغَابَتْ السّريَّة خَمْسَة عشر يَوْمًا. انْتَهَى.وَرُوِيَ أَيْضا حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن أبي بكر ابْن حزم قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلّي بن أبي طَالب فِي خمسين وَمِائَة رجل عَلَى مائَة بعير وَخمسين فرسا ليهْدم الْفلس وَهُوَ صنم لِطَيِّئٍ وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَارُوا حَتَّى غاروا عَلَى أَحيَاء من الْعَرَب وَهدم الْفلس وَخَرَّبَهُ وَشن الْغَارة مَعَ الْفجْر فَسبوا حَتَّى ملوا أَيْديهم من السَّبي وَالنعَم وَالشَّاء وَسبي يَوْمئِذٍ أُخْت عدي بن حَاتِم وهرب أَخُوهَا عدي ثمَّ انصرفوا رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة وأنزلت أُخْت عدي بَيت رَملَة بنت الْحَارِث وَكَانَت تَقول إِذا مر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُول الله أهلك الْوَالِد وَغَابَ الْوَافِد فَامْنُنْ علينا من الله عَلَيْك فَمن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ فِي الْيَوْم الرَّابِع وَوَصلهَا. مُخْتَصر.سَرِيَّة خضرَة قَالَ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن سهل بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ عبد الله بن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَلم أجد شَيْئا أصدقهَا فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينهُ فَقَالَ لي مَا وَافَقت عندنَا شَيْئا وَلَكِنِّي أَجمعت أَن أبْعث أَبَا قَتَادَة فِي أَرْبَعَة عشر رجلا نَحْو غطفان فَأخْرج مَعَهم فَعَسَى أَن تصيب شَيْئا قَالَ فَخرجت مَعَهم إِلَى غطفان نَحْو نجد نسير اللَّيْل ونكمن النَّهَار حَتَّى جِئْنَا غطفان فهجمنا عَلَى حَاضر عَظِيم مِنْهُم وَجَرَّدْنَا سُيُوفنَا وَكَبَّرْنَا فَقَتَلْنَا مِنْهُم وَسَبَيْنَا وَاسْتَقْنَا الشَّاء وَالنعَم.قَالَ الْوَاقِدِيّ وحَدثني عبد الله بن جَعْفَر عَن جَعْفَر بن عَمْرو قَالَ غَابُوا خمس عشرَة لَيْلَة وَجَاءُوا بِمِائَتي بعير وَألف شَاة وَسبوا النِّسَاء كثيرا وَكَانَت سُهْمَانهمْ بعد الْخمس اثْنَي عشر بَعِيرًا لكل رجل وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم قَالَ ابْن أبي حَدْرَد فَدخلت بِزَوْجَتِي وَرَزَقَنِي الله خيرا كثيرا. مُخْتَصر.654- الحَدِيث الْعَاشِر:عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من قَرَأَ سُورَة الرَّعْد أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِوَزْن كل سَحَاب مَضَى وكل سَحَاب يكون إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَبعث يَوْم الْقِيَامَة من الْمُوفينَ بِعَهْد الله»قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْفَارِسِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ حَدثنَا أَبُو عمر إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد البوسنجي حَدثنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل ابْن عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره.وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم إِسْنَاده فِي آل عمرَان.وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط حَدثنَا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلّي الْخفاف حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس. اهـ.
.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة: قال إلكيا هراسي:سورة الرعد:قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ} [الآية: 8].قال قائلون: فيه دلالة على ظهور الحيض في أيام الحمل، وهو المراد بقوله: {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ}، فلا جرم قال قائلون: إن الحامل تحيض، تعلقا بهذا الظاهر.وقال بعضهم: لا تحيض.وقال آخرون: المراد به السقط، فإنه من غيض الأرحام حقيقة.وقال بعضهم: هو نقصان مدة الحمل، حتى يقابله قوله: {وَما تَزْدادُ}، يعني في مدة الوضع، فجعلوا الغيض في ستة أشهر، وما تزداد: ما يزيد على ذلك.ويحتمل أن يكون معناه أن اللّه تعالى يعلم حمل كل أنثى، ويعلم ما تغيض الأرحام، وفي الدم والحيض في غير حال الحمل، وما تزداد بعد غيضها من ذلك، حتى يجتمع في رحمها الدم، وذلك لا يعلمه إلا الله تعالى، فعلى هذا لا يدل ظاهر الآية على أن الحامل تحيض، إلا أن يقال إنه عام، فإذا بين اللّه تعالى في الأرحام أنها تغيض بالدم، فيجب أن يكون حيضا، لأن الحيض هو الذي تساقط عن الرحم، والاستحاضة دم عرق لا من الرحم. اهـ..من مجازات القرآن في السورة الكريمة: .قال ابن المثنى: سورة الرّعد:{بِغَيْرِ عَمَدٍ} [2] متحرك الحروف بالفتحة، وبعضهم يحركها بالضمة لأنها جميع عمود وهو القياس لأن كل كلمة هجاؤها أربعة أحرف الثالث منها ألف أو ياء أو واو فجميعه متحرك مضموم نحو رسول والجميع رسل، وصليب والجميع صلب، وحمار والجميع حمر، غير أنه جاءت أسامى منه استعملوا جميعه بالحركة بالفتحة نحو عمود وأديم وإهاب قالوا: أدم وأهب ومعنى عمد أي سوارى ودعائم وما يعمد البناء، قال النّابغة الذّبيانيّ:{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [2] أي ذلّلها فانطاعا.{كُلٌّ يَجْرِي} [2] مرفوع على الاستئناف وعلى: {يجرى} ولم يعمل فيه: {وَسَخَّرَ} ولكن انقطع منه. و: {كُلٌّ يَجْرِي} في موضع كلاهما إذا نوّنوا فيه، فلذلك جاءت للشمس وللقمر لأن التنوين بدل من الكناية.{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} [3] أي بسطها في الطول والعرض،: {وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ} أي جبالا ثابتات يقال: أرسيت الوتد، قال: أي أثبتته في الأرض.{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [3] مجازه: من كل ذكر وكل أنثى اثنين، فكأنه أربعة منهما: من هذا اثنين ومن هذا اثنين، وللزوج موضعان: أحدهما أن يكون واحدا ذكرا، والثاني أن يكون واحدة أنثى زوج للذكر وبعضهم يقول الأنثى زوجة ويكون الزوج اثنين أيضا.{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ} [3] مجازه: يحلّل الليل بالنهار والنهار بالليل.{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ} [4] أي متدانيات متقاربات غير جنات: {و} منهن: {جَنَّاتٌ} [4].{وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ} [4] أي يكون أصله واحدا وفرعه متفرق، وواحده صنو والاثنان صنوان النون مجرورة في موضع الرفع والنصب والجر كنون الاثنين، فإذا جمعته قلت: صنوان كثير، والإعراب في نونه: يدخله النصب والرفع والجرّ ولم نجد جمعا يجرى مجراه غير قنو وقنوان والجميع قنوان،: {وَغَيْرُ صِنْوانٍ} مجازه: أن يكون الأصل والفرع واحدا، لا يتشعب من أعلاه آخر يحمل: {يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ} [4] لأنه يشرب من أسفله فيصل الماء إلى فروعه المتشعبة من أعلاه.{وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [4] في الثمرة والأكل.{الْأَغْلالُ} [5] واحدها غلّ لا يكون إلّا في العنق.{خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ} [6] واحدتها مثلة ومجازها مجاز الأمثال.{وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ} [8] أي ما تخرج من الأولاد ومما كان فيها.{وَما تَزْدادُ} [8] أي ما تحدث وتحدث.
|